آبل القمح

أنشئت آبل القمح على موقع كان يسكن منذ عام 2900 قبل ميلاد المسيح، وظل فيها السكان منذ أكثر من 2,000 سنة. وقد استولى عليها تحتمس الثالث في عام 1468 قبل الميلاد. وخلال الحقبة الإسرائيلية، وتحت حكم داوود، تم تحصينها، ثم استولى عليها في وقت لاحق الآراميون. في عام 734 قبل الميلاد، تم إدماجها في الإمبراطورية الآشورية.[4][7]

تم العثور على الخزف من الحقبة البيزنطية هنا.[8]

تحت الحكم المملوكي في عام 1226، يشير الجغرافي العربي، ياقوت الحموي، إلى «آبل القمح» بوصفها قرية تنتمي إلى بانياس، بين دمشق والبحر الأبيض المتوسط.[9]

في عام 1517، أُدمجت آبل القمح في الإمبراطورية العثمانية، وبحلول عام 1596، كانت تحت إدارة ناحية تبنين، وهي جزء من سنجق صفد، وأطلق عليها اسم آبل القمح، ويبلغ عدد سكانها 143 نسمة. دفعت ضرائب على القمح، والشعير، والزيتون، والنحل، والكروم، والماعز.[10][11] وكان جميع السكان مسلمين.[12]

في عام 1875، زار فيكتور جويرين المكان الذي وصفه بأنه تل آبل القمح.[13] وفي أعلى نقطة، إلى الشمال، عثر على أنقاض جدار ومقبرة إسلامية.[14] وفي عام 1881، وصفت الدراسة الاستقصائية لصندوق استكشاف فلسطين لفلسطين الغربية بأن القرية تقع على مقربة من مجرى ما، وتحتوي على كنيسة وعلى أنقاض قديمة.[15]

كانت آبل القمح جزءا من الانتداب الفرنسي على لبنان حتى عام 1923 عندما أُدرجت في الانتداب البريطاني على فلسطين. وفي النصف الأول من القرن العشرين، كان لها شكل مثلث يتماشى مع ثنيات التل الذي بنيت عليه. وشكلت الزراعة أساس اقتصادها، كما أن إمدادات المياه الوفيرة للقرية أكسبها اسمها المحلي آبل الميه بمعنى «مرج المياه».[4]

في تعداد فلسطين عام 1931، بلغ مجموع عدد سكان آبل القمح 229 نسمة؛ 122 من المسلمين و107 من المسيحيين، في ما مجموعه 58 منزلا.[16]

في عام 1945، بلغ عدد السكان 330، بمساحة إجمالية قدرها 4,615 دونم من الأراضي، وفقا لدراسة استقصائية رسمية عن الأراضي والسكان.[1] كان للقرية عدد من السكان يتراوح عددهم بين 230 من الشيعة و100 من المسيحيين العرب.[2][4][17] تم تخصيص ما مجموعه 3,535 دونم من الأراضي للحبوب؛ وتم ري أو استخدام 299 دونم في البساتين،[4][18] في حين تم بناء 13 دونم (حضرية).[19]

في 10 مايو 1948، استولت الكتيبة الأولى التابعة للبلماح التي يقودها إيغال آلون في عملية يفتاح، على آبل القمح وهجرت سكانها. ولم يكن هناك قتال في القرية، ولكن بعد سقوط صفد في يد إسرائيل ومن «حملة همس» قام بها زعماء يهود محليون إلى رؤساء القرى العربية (مخاتير) لتحذيرهم من التعزيزات اليهودية الضخمة التي وصلت إلى الجليل، فر سكان آبل القمح.[4]

في عام 1952، أنشأت إسرائيل مستوطنة يوفال على أراضي القرية، على بعد 1.5 كيلومتراً (0.93 ميلاً) من موقع القرية. الموقع نفسه «تنمو فيه بكثرة الحشائش والنباتات البرية. وتوجد بستان من الأشجار في الركن الشمالي الشرقي، كما أن أحجار المنازل المدمرة متناثرة في جميع أنحاء الموقع...» وفقاً للمؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي في عام 1992.[20]

في السنوات الأخيرة، ادعت السلطات اللبنانية أن آبل القمح وست قرى شيعية أخرى مهجرة على طول الحدود تعود ملكيتها إلى لبنان.[21]

تم مسح التلين الصغيرين اللذين ينتميان إلى الموقع الأثري المعروف باسم تل آبل القمح بالعربية وتل آبل بيت معكة بالعبرية في عام 2012، وتم التنقيب عنهما منذ ذلك الحين في حملات سنوية (أربع حملات في عام 2016).[22]