رهان باسكال

رهان باسكال هو حجة مبنية على نظرية الاحتمالات النسبية وتستخدم للاحتجاج بضرورة الإيمان بوجود الله. بليز باسكال هو من صاغ الحجة.[1][2]

بليز باسكال

الصيغة

الصيغة الأصلية للرهان مؤيد كتبت في فقرة قصيرة في الـ (Pensées) حيث عرضها (باسكال) من بين عدة رهانات مشابهة. جذور الرهان تمتد لـنظرية اللعبة والتي من خلالها استنتج أن الخيار الأفضل هو الإيمان بالله وذلك لأن هذا الخيار يقدم لنا الربح الأكبر، بغض النظر عما إذا كان الله موجوداً حقيقة أم لا. النص الأصلي لباسكال مطول ومتفلسف جداً [3] لكن يمكننا تصفيته للتالي:

  1. إن آمنت بالله وكان الله موجوداً، فسيكون جزاؤك الخلود في الجنة، وهذا ربح لامحدود.
  2. إن لم تؤمن بالله وكان الله موجوداً، فسيكون جزاؤك الخلود في جهنم، وهذه خسارة لامحدودة.
  3. إن آمنت بالله وكان الله غير موجود، فلن تُجزى على ذلك، وهذه خسارة محدودة.
  4. إن لم تؤمن بالله وكان الله غير موجود، فلن تُعاقب لكنك ستكون قد عشت حياتك، وهذا ربح محدود.

الأرباح والخسائر في النقاط 3 و4 يمكن اعتبارها كخسارة الفرص الناتجة عن ادعاء الإيمان والعيش حسب قوانين الدين كونها في أغلب الأحيان أكثر صرامةً من القوانين المدنية. هذه الخسائر محدودة لأن الإنسان سيموت. رياضياً، أي ربح محدود أو خسارة محدودة يمكن إهمالها عند المقارنة بالأرباح والخسائر اللامحدودة، وهذا هو الحال في الحياة الأبدية بعد الموت. وبالتالي، استنتج باسكال أنه الإيمان بالله هو الخيار الأفضل مقارنة مع عدم الإيمان به. إذا وضعنا الرهان في جدول، سيتضح لنا أن الإيمان يعطينا إما الربح أو (تقريباً) لا شيء في حين أن عدم الإيمان يعطينا الخسارة أو (تقريباً) لا شيء.

الله موجود الله غير موجود
الإيمان بالله ربح غير محدود في الجنة خسارة غير مهمة
عدم الإيمان بالله خسارة لامحدودة في النار ربح غير مهم

نقد الرهان

هناك العديد من المشاكل في رهان باسكال، وأبرزها هو وقوعه في مغالطة التوسل بالنتجية، فجعل الدليل على وجود الله هو أن النتيجة التي سيلقاها المؤمن ستكون جيدة مقارنة بالنتيجة التي سيلقاها الكافر بوجود الله، ومع هذا نجد ممن يرد عليه من الملحدين يقعون في مغالطة المغالطة حيث ينكرون وجود الله لأن الدليل الذي قدمه باسكال باطل ويتجاهلون بذلك الأدلة الكثيرة التي يقدمها غيره. إن ناقشنا فكرة باسكال بتعمق ووصلنا لنتائجها الحتمية فسنجد أن مترتباتها الإلهية ليست دوماً مرغوبة وسنرى أيضاً وجود معارضات على الحجة ذاتها. أحد هذه المعارضات والتي لا يمكن اعتبارها مغالطة منطقية هي إمكانية اتباع الشخص المؤمن بوجود إله دين باطل.[4]

تصوير توضيحي

(الألكانات) هي مجموعة من الـ (هيدروكربونات) التي تتصف بأنها تحتوي على العدد الأقصى من الإلكترونات، أي هي مشبعة. من الألكانات هناك (الميثان) ويحوي ذرة كربون واحدة، و (الإيثان) ويحوي ذرتين من الكربون، و (البروبان) ويحوي ثلاثة، و (البيوتان) أربعة، وبعد ذلك تتم تسيميتهم بحسب عدد ذرات الكربون بإضافة البادئة الإغريقية للرقم (بنتان، هكسان، هبتان، الخ الخ). لنفترض وجود عدد لانهائي من الآلهة الافتراضية المعروفة باسم (الألكاهات) وهي خليط بين الألكانات والإلهات. وبذلك سيكون لدينا إله الميثين وإله الإيثين وإله البروبين، الخ الخ. لكل من هذه الآلهة ديناً توحيدياً ومن عقائد هذه الأديان التالي:

  1. أنا الرب الحقيقي الوحيد.
  2. أنا خلقت الكون من ألكيني المقدس (الألكين المقدس لإله الميثين هو الميثين طبعاً، ولإله الإيثين هو الإيثين، الخ الخ).
  3. إن آمنت بوجودي فبعدما تموت ستذهب للجنة خالداً فيها.
  4. إن لم تؤمن بوجودي، فسيلقاك عذاب دهري لا نهائي بعد موتك.

بسبب وجود عدد لانهائي من الألكانات وذلك لأن لكل منها عدد ذرات من الكربون يزيد عن سابقتها بواحد، وبسبب أن احتمال وجود أي من الآلهة لا يختلف عن وجود أي من الآلهة الأخرى، فلن يكون هناك أي سبب لتفضيل أي من هذه الآلهة على سواها. عادةً ما يكون الدفاع عن هذه النقطة بقول أنك عندما تختار ديناً معيناً فإن احتمال صحة ذلك الدين تكون أكبر من الصفر. هذا خطأ من جهتين: أولاً، عندما نقسم 1 على اللانهاية نحصل على صفر، وليس على عدد أكبر من الصفر. ثانياً، يمكننا إضافة إله افتراضي آخر للمجموعة، (لاهوه)، خليط من (لا إله) و (يهوه)، والذي يقول:

  1. أنا الرب الحقيقي الوحيد.
  2. إن لم تؤمن بوجودي فبعدما تموت ستذهب للجنة خالداً فيها.
  3. إن آمنت بوجودي فسيلقاك عذاب دهري لا نهائي بعد موتك.

بما أن احتمال وجود أي من هذه الآلهة لا يختلف عن سواه، فالرهان على الإلحاد لا يزيد من ناحية الضرر عن الرهان بأي من الآلهة الأخرى. بالطبع هذا لا يهم على أية حال لأن 1/∞ = 0 ولأن الجحيم الأبدي مضمون تماماً. السبب الذي يتوجب عليك أن تراهن على الإلحاد هو أن أي خيار سيودي بك إلى الجحيم على أية حال، فلا داعي لإهدار الوقت والمال والطاقة والمصادر في العبادة وإقامة الطقوس الدينية الأخرى. عند معرفة أن هناك أكثر من إله واحد محتمل، فسترى أن رهان باسكال يفرض أن تراهن على عدم وجود الآلهة.

بالطبع هذه المقارنة تفشل فشلاً ذريعاً عندما تفكر باحتمال وجود آلهة غير الآلهة المعتادة، فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك أله يهتم بكونك إنساناً صالحاً أكثر من اهتمامه بعما إذا آمنت بوجوده أم لم تؤمن. هذا الموضوع مشروح في مقال رهان الملحد.

الفرضيات

بالإضافة لما سبق، يقوم رهان باسكال على العديد من الفرضيات التي لو ظهر لنا أن أي منها باطلة أو غير مرغوبة فإن ذلك سيقلل من قدرة الرهان على التحكم بسلوك الفرد واعتقاداته. معظم هذه الفرضيات تقام على نتائج التي يفترضها الدين وليست من قوانين نظرية اللعب التي يستخدمها باسكال.

مشروعية العبادة

يفترض الرهان أن الله سيكون معجباً وسيسعد بجزاء هؤلاء الذين يعبدونه فقط لاتقاء النار. ليس من الواضح لماذا يطلب منا العبادة المستمرة وهو الإله الخالق العظيم التام. الإله التام أو العظيم القدرة لا يحصل على الكثير من الولاء الذهني الذي يقدمه البشر بإيمانهم بنفس الطريقة التي لا يحصل فيها الإنسان على الكثير لو أقنع جماعة من النمل بالإيمان به وعبادته.

لو كان الهدف هو صلاح العالم ونشر الخير، فلماذا لا يجازي الله بالجنة هؤلاء الذين يفعلون الخير بغض النظر عما إذا عبدوه أو لم يعبدوه؟ هناك تعارض بين استهلاك مجمل طاقتك في العبادة والحمد والتسبيح وبين فعل الخير للآخرين المحتاجين على الأرض، وهذا يجعلنا نتساءل: ماذا يريد الله منا بالضبط؟ الحب الحقيقي والطاعة، أم الطاعة بسبب الخوف؟

نسخة أخرى من رهان باسكال نراها في كتاب (الآلهة الصغيرة) للكاتب الساخر (تيري براتشيت) حيث يقول: «بعد موته، وجد الفيلسوف المعني نفسه محاطاً بجماعة من الآلهة الغاضبة، وكان كل إله منها ممسكا بعصى غليظة، وآخر ما سمعه كان 'سنريك ما نفعله هنا بالأذكياء المتحذلقين من أمثالك …'»

صحة العبادة

العديد من الأديان والطوائف تفرض شروطاً للعبادة الصحيحة تختلف وأحياناً تتناقض مع طرق وشروط الطوائف الأخرى. إن لم تتبع التعليمات بحذافيرها فأنت ذاهب للجحيم على أية حال على الرغم من العبادات التي قمت بها. تخيل لو أن الله أقر بأن عبادة المورمونيون هي العبادة الصحيحة، وأن عبادة الكاثوليك عبادة خاطئة. بهذا، تعطينا العبادة العشوائية احتمالاً أكبر للنجاة من العبادة على منهج واحد. (لربما في أحد شعائر العبادة في دين من أديان الصين القديمة كانت طريقة العبادة مقبولة حسب رأي إله المورمونيون على الرغم من عدم إيمانهم بوجوده.)

بما أن البشر لا يمتلكون طريقة لمعرفة الطريقة الصحيحة لإرضاء الله، فمن الأفضل ربما أن لا تشغل بالك بالموضوع من البداية، فبتوفير الوقت والجهد عندما نتجنب العبادة نحن نربح القليل وسنذهب للجحيم، أما إن شغلنا أنفسنا بالعبادة فإننا سنخسر القليل أيضاً وسنذهب للجحيم على أية حال.

المنفعة اللامتناهية

يفترض الرهان أن الذهاب للنار سيكون بمثابة بؤس لانهائي وأن الذهاب للجنة سيحقق السعادة اللانهائية، وكذلك يفترض الرهان أن الإيمان بأحد الآلهة هو أمر مجاني لا يكلف المؤمن شيء بالمرة.

في بعض الآراء التقليدية للجنة والنار يكون الجزاء ممتداً على فترة لانهائية، وبالتالي، يمكن لهذا الجزاء أن يكون موزعاً على شكل دفعات صغيرة توزع على فترات زمنية محددة. القيمة اللحظية لهذه الجائزة اللامتناهية قد تكون صغيرة جدا. تأمل بجائزة قيمتها مليون دينار تقبض فيها ديناراً واحداً في السنة على مدى مليون سنة. تأمل الآن جائزة لامتناهية القيمة تقبض فيها فلساً واحداً في السنة على مدى الدهر. حتى وإن عشت للأبد، فلن تربح الكثير.

القدرة على «الإيمان»

يفترض الرهان أن الإنسان قادر على الإيمان بشيء بإرادته: لا أن يقول فقط أنه مؤمن بالشيء بل أن يكون حقاً مؤمنا به بالإرادة. يطلق على هذا اسم doxastic voluntarism ومعظم الناس غير قادرين على الإيمان بفعل الإرادة ومن دون اقتناع.

تأمل ما سيحدث لو طلب أحد منك أن «تؤمن» بأن الأرض مستقرة على ظهر سلحفاة عظيمة. حتى وإن أردت أن تفعل ذلك ستجد أنك لا تستطيع أن تؤمن بهذا الأمر أيماناً أصيلاً.

الانحياز الإبراهيمي

يفترض الرهان أن الإله الحقيقي هو بصورة الإله الإبراهيمي الذي يجازي أتباعه. يمكننا هنا تخيل أن الإله الحقيقي هو عكس ذلك تماماً: فقد يقوم على سبيل السخرية بزج بالمؤمنين به في الجحيم وبجزاء غير المؤمنين به بالجنة.[5] أو قد يكون الإله الحقيقي هو إله الفكرة المالثيسية والتي تقول بأن الآلهة تأكل أرواح المؤمنين بعد موتهم.[6]

بالإضافة لذلك نرى الرهان يفترض وجود إله واحد حقيقي فقط. لو كان هناك أكثر من إله واحد (كما هو الحال في أساطير الإغريق والرومان)، وآمنت بأحد الآلهة، فقد تكون عرضت نفسك لغضب إله قوي بعبادة إله ضعيف وستنال عقابك على الرغم من عبادتك.

إمكانية البعث

يعتبر البعض أن أجزاءً من السيناريو الذي يقدمه المسيحيون (والمسلمون) متناقضاً وغير متوافق مع الواقع، وبالتالي يضعون احتمالية صفر لتحقق البعث بعد الموت والجنة والنار حسب المنظور المسيحي (والإسلامي).

يكون السبب لهذا الموقف نابع أحياناً من تعريف إله المسيحيين (والمسلمين) بطريقة متناقضة، فتراهم أحياناً لا يستطيعون الإيمان بأن إلهاً فائق الرحمة يستطيع أن يزج بأحد في النار، وأحياناً تراهم لا يستطيعون الإيمان بأن الجحيم حسب التصور الديني أمر ممكن تحقيقه. النقطة الثانية قد تكون ناتجة عن الإيمان بأن الإحساس بالألم يتطلب جسداً مادياً، أو للإيمان بأن عقل الإنسان المحدود غير قادر على العذاب لفترة أبدية. لو وُضعتَ تحت نير العذاب لفترة أطول من فترة حياتك بعشرة مرات، فماذا نستطيع أن نقول عن حالك بعد انقضاء هذه الفترة؟ هل ستكون الإنسان الذي كنت قبل بداية العذاب؟ ماذا ستكون بعد مليون سنة من العذاب؟ ترليون؟ بعد مرور فترة من الزمن، سواء كانت 10 سنين أو 1010 سنين، فعقلك إما أن يتفكك وينتهي، أو سيعتاد على الأمر، أو الاثنين معاً. مهما كانت النتيجة فهي تنفي احتمالية الألم أو الحسرة الأبدية.

لسوء الحظ فإن الحجة ذاتها يمكن تقديمها بخصوص الجنة، فالنعيم الأبدي اللانهائي يستحيل تحقيقه لكائنات محدودة مثلنا، وبالتالي فالنعيم بالجنة يستحيل إلا إذا تم تحويل الإنسان لشيء مختلف تماماً لا يمكن التمييز بينه وبين الإنسان الذي عاش على الأرض. في هذه الحالة، سيكون النعيم أو العذاب حالّا على شيء لا علاقة له بك «أنت» بالمرة. يجب علينا التساؤل أيضاً إن كانت الجنة هي فعلاً كما يروج لها المؤمنون.

هذه هي وجهة نظر الملحدين... لكن من وجهة النظر الاخري فان صفة الرحمة في الاله لا تتنافي مع كونه يعاقب المخالفين بل ان ذلك من تمام صفاته... فتخيل انك في بلد لا تقبض علي المجرمين ولا تفرض عليهم العقوبات في حال السرقة وقتل الأطفال واغتصابهم...الخ.. هذا يعد نقصا ولا شك وعيبا كبيرا... هكذا الاله الذي يقوم بالثواب فقط دون العقاب هو اله غير كامل ثم تخيل ان السفاحين ومجرمي الحرب الذي عاثوا في الأرض فسادا علي مر العصور وقتلوا الالاف وربما الملايين وشردوا غيرهم كثيرين... تخيل ان هؤلاء يموتون هكذا دون أي عقاب علي ما فعلوه

وبالنسبة لنقطة الالم والتعود عليه فالاعتقاد انما يكون ان البشر سيخلقون خلقا اخر يتوافق مع قوانين وطبيعة الاخرة كما كانت خلقتهم في الدنيا تتوافق مع قوانين وطبيعة الحياة فيها وبما ان قوانين الاخرة غير معلومة لنا.... وبما ان ليس من بيننا من ذهب ورأي ما في الاخرة.. فليس لنا ان نشكك فهذه الامور كلها في الاديان تسمي بالغيبيات... وهذه لا يطلب المؤمنون بالاديان عليها دليلا.. انما امنوا بها لان هناك ادلة اخري يقينية جعلتهم يؤمنون بان هناك اله واحد أحد خالق لهذا الكون وبانه ارسل الرسل والكتب السماوية وبان الإسلام مثلا هو الدين الحق... وبالتالي وبناء علي ما سبق فانهم يؤمنون بكل ما يجيء من عند هذا الاله العظيم الذي خلق الكون كله

أسباب بعيدة للإيمان الأعمى

يفترض الرهان على وجود سبب جلي لجزاء الإيمان الأعمى. لِم يكون أيمان المؤمن أفضل من شجاعة غير المؤمن إن كانت تؤدي إلى حياة أفضل؟ لماذا تفضّل الآلهة إيماناً أعمى على الإيمان بحسب الأدلة؟

الحجة الحقيقية تقول بعكس ذلك تماماً: الله موجود (فرضاً) ولا أستطيع رؤيته، فبالتالي لا بد من وجود سبب عند الله لعدم إظهار نفسه، وبالتالي وجب علي مجاراته باللعبة.

الرهان المعاكس

إحدى الطرق التي نرد بها على الرهان تكون بافتراض إله آخر في محل إله باسكال (إله المسيحية). الإله الآخر يعاقب هؤلاء الذين يؤمنون بوجوده من دون دليل ويجزي من سواهم. لاحظ أن هذه الفرضية لا تفترض مسبقاً أن الإنجيل أو القرآن أو ما شابههم من الكتب المقدسة ليست من مصدر إلهي، فقد يكون الإله قد أنزلهم بالضبط لاختبار مدى سذاجة البشر.

الله موجود الله غير موجود
الإيمان بالله ربح غير محدود في الجنة خسارة غير مهمة
عدم الإيمان بالله خسارة لامحدودة في النار ربح غير مهم

تحت هذه الافتراضات، والتي تستمد بأدلة عقلية لا تزيد ولا تقل على وجود الإله الذي يفترضه باسكال، نرى أن السيناريو يعطي الملحدين ربحاً في كلا الحالتين سواء كان الله موجوداً أو لا، بينما نجد المؤمنين في خسارة في الحالتين. بما أن احتمالية وجود الإلهين (الإله هنا وإله باسكال) متساوية بالاحتمالات، يظهر أن الإلحاد يوفر الفرصة الأكبر للربح، وهذا يقلب حجة باسكال رأساً على عقب.

إمكانية البعث

يعتبر البعض أن أجزاءً من السيناريو الذي يقدمه المسيحيون (والمسلمون) متناقضاً وغير متوافق مع الواقع، وبالتالي يضعون احتمالية صفر لتحقق البعث بعد الموت والجنة والنار حسب المنظور المسيحي (والإسلامي).

يكون السبب لهذا الموقف نابع أحياناً من تعريف إله المسيحيين (والمسلمين) بطريقة متناقضة، فتراهم أحياناً لا يستطيعون الإيمان بأن إلهاً فائق الرحمة يستطيع أن يزج بأحد في النار، وأحياناً تراهم لا يستطيعون الإيمان بأن الجحيم حسب التصور الديني أمر ممكن تحقيقه. النقطة الثانية قد تكون ناتجة عن الإيمان بأن الإحساس بالألم يتطلب جسداً مادياً، أو للإيمان بأن عقل الإنسان المحدود غير قادر على العذاب لفترة أبدية. لو وُضعتَ تحت نير العذاب لفترة أطول من فترة حياتك بعشرة مرات، فماذا نستطيع أن نقول عن حالك بعد انقضاء هذه الفترة؟ هل ستكون الإنسان الذي كنت قبل بداية العذاب؟ ماذا ستكون بعد مليون سنة من العذاب؟ ترليون؟ بعد مرور فترة من الزمن، سواء كانت 10 سنين أو 1010 سنين، فعقلك إما أن يتفكك وينتهي، أو سيعتاد على الأمر، أو الاثنين معاً. مهما كانت النتيجة فهي تنفي احتمالية الألم أو الحسرة الأبدية.

لسوء الحظ فإن الحجة ذاتها يمكن تقديمها بخصوص الجنة، فالنعيم الأبدي اللانهائي يستحيل تحقيقه لكائنات محدودة مثلنا، وبالتالي فالنعيم بالجنة يستحيل إلا إذا تم تحويل الإنسان لشيء مختلف تماماً لا يمكن التمييز بينه وبين الإنسان الذي عاش على الأرض. في هذه الحالة، سيكون النعيم أو العذاب حالّا على شيء لا علاقة له بك «أنت» بالمرة. يجب علينا التساؤل أيضاً إن كانت الجنة هي فعلاً كما يروج لها المؤمنون.

عكس مفعول الرهان أكثر وأكثر

من المثير للشك عما إذا كان الناس قادرين على فرض الإيمان على أنفسهم عنوة، فلننظر هنا عما إذا كان يجب عليهم التظاهر بالإيمان بالله على الرغم من عدم قناعتهم. هل يمكن اعتبار التظاهر بالإيمان إستراتيجية حسنة لأي إنسان يعتبر نفسه من الناحية الاجتماعية عضواً مسؤولاً؟

الله موجود الله غير موجود
يجازي العمل يجازي الإيمان
التظاهر بالإيمان عقاب عقاب خسارة محدودة (عدم المصداقية مع النفس)
عدم الإيمان بصدق جزاء عقاب ربح محدود (الحياة بمصداقية)

كما في السابق، التظاهر بالإيمان لا يمكن أن يكون أبداً الاستراتيجية الأفضل مقارنة مع أن تكون صادقاً في عدم إيمانك، باستثناء حالة واحدة يكون فيها عقاب التظاهر بالإيمان (محاولة خداع الله) أقل شدة من عقاب عدم الإيمان. الإيمان الحقيقي ليس محل النقاش هنا لأننا نتكلم هنا عن الإيمان الذي يحدث بداخلنا وليس عن مظاهر خارجية.

انظر أيضاً

وصلات خارجية

المراجع

  1. "The Project Gutenberg eBook of Pascal's Pensées, by Blaise Pascal."، www.gutenberg.org، مؤرشف من الأصل في 31 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 22 يونيو 2020.
  2. Alan (2018)، Edward N. (المحرر)، The Stanford Encyclopedia of Philosophy (ط. Summer 2018)، Metaphysics Research Lab, Stanford University، مؤرشف من الأصل في 18 مارس 2019.
  3. ضرورة الرهان - ويمكنك أن تقرأه وتنوح نسخة محفوظة 15 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  4. "Apologia Atheos: Pascal's wager refuted"، www.update.uu.se، مؤرشف من الأصل في 2 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 22 يونيو 2020.
  5. درزدين كوداك: الجنة العلمانية نسخة محفوظة 24 مارس 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  6. حرب في الجنة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 14 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة فلسفة
  • بوابة الأديان
  • بوابة المسيحية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.