طائفة الرياس
طائفة الرياس (بالفرنسية: La taïfa des raïs) [1]هي مجموعة من القراصنة في ولاية الجزائر. ممارسة القرصنة، وهو مصدر دخل مهم للدولة، طواقمها من ذوي الخبرة في القتال البحري جعلت الجزائر مكانًا بحريًا رائدًا في البحر المتوسط لقرون.
طائفة الرياس | |
---|---|
![]() | |
الدولة | إيالة الجزائر |
الاشتباكات | المعركة البحرية الجزائرية التونسية 1811، وحرب البربر الثانية، ومعركة رأس جاتا (1815)، وحرب طرابلس |
![](../I/Description_de_l'univers_(1683)_(14597476860).jpg.webp)
رياس البحر الجزائريين ومهامهم
تطلق تسمية رياس البحر على كل من له صلة بالبحر حيث يلقب كل قائد لمركب بحري بلقب رايس أو قبطان رايس، ولذلك فقد يكون رياس البحر اهم فرقة عسكرية في الجيش الجزائري خلال العهد العثماني. وكان لهذا الجيش البحري نظام خاص لخوض غمار البحار فلم يكونوا خاضعين بشكل كلي للنظام الإداري، ومع استقرار الأتراك في مدينة الجزائر تحول نشاطهم في البحر الأبيض المتوسط إلى مؤسسة بحرية لها نظام خاص بها، فقد كانت هذه الفرقة منظمة بشكل دقيق. كان التدرج في الرتب متاحا للجميع والشرط الوحيد هو الجرأة والكفاءة، حيث يصف وليم سبنسر بقوله: «...قد كانت فرص الصعود ف مراتب ضباط الأسطول العثماني الحديث النشأة متوفرة لكل الرجال ذوي الكفاءة والجرأة...».[2] يشرح لنا مولاي بالحميسي مزايا هذه الفئة من حيث الكفاءة والقيادة البحرية في تلك الفترة والتي كان تتسم بالتقدم والتطور من حيث العدة والعتاد. فالواجهة البحرية الجزائرية كانت غالبا متحكمة من طرف الإخوة عروج بربروس و خير الدين بربروس وبحارتهم الذين كانوا ينشطون بدافع ديني يدفعهم للهجوم على المسيحيين. ولذلك فإن النشاط الذي مارسته البحرية الجزائرية خلال القرن 16م عبارة عن جهاد بحري وامتداد لمقاومة الحروب الصليبية وذلك نظرا لأسبابها الدينية ودوافعها العاطفية، وبالتالي لم تكن الفوائد المادية التي جنتها الجزائر من جراء الجهاد البحري هدفا رئيسيا للقرصنة.[3] ومع مجيء نخبة كأمثال الرايس حميدو نلاحظ هناك تغير في الأهداف والغايات بحيث أصبحت القرصنة البحرية في البحر الأبيض المتوسط تأتي بثمارها على الخزينة الجزائرية من حيث الغنائم البحرية.
وقد أدى رياس البحر دورا هاما في قيادة الأسطول العثماني أو في إعادة بنائه وتدعيمه، كما ساهمت البحرية الجزائرية التي كان يقودها رياس أكفاء فمعظم الحروب التي شنتها الخلافة العثمانية على الدول الأوروبية الصليبية، أو في محاصرة و احتلال الجزر التي كان المسيحيون يسيطرون عليها، أو في تحرير أراضي المسلمين كتونس و طرابلس من وطأة الصليبيين الأوروبيين، إذ كان وقتها الجزائر بمثابة الحامي في وجه الإمبراطوريات الصليبية بالجزء الغربي من الحوض المتوسط، وهذا ما دفع بالمؤرخ الأمريكي وليم سبنسر إلى القول: «...إن مدينة الجزائر كعاصمة لدولة مستقرة وقوية في شمال إفريقيا قد مثل إلى جانب تونس وطرابلس طرف القوة الإسلامية العثمانية القاطع والمنهمك في المقارعة الصليبية ضد المسيحية، كالشفرة الحادة المدفوعة بعمق في التراب المسيحي.»[4] كما يصف محمد العربي الزبيري في مقدمه لكتاب عن الرايس حميدو لصاحبه ألبير دوفو، عن فترة حكم رياس البحر يقول: «... واشتهرت الجزائر بأنها ارض الجهاد، وكان الجزائريون يعتزون بهذه الصفة، ويولون اهتماما خاصا بالبحرية التي مكنتهم من السيطرة أجيالا عديدة على حوض البحر الأبيض المتوسط، مما أجبر دول أوربا و أمريكا على دفع إتاوات لداي الجزائر. وقد كان لسمى مرتبة يصل لها مجاهد البحر، هي مرتبة ريس وهي مرتبة بلغ إليها عدد كبير من أبناء المغرب العربي»[5] وهو ما يبين لنا أهمية هذه الفرقة من الضباط البحريين التي كان يفتخر بها الجزائريون والتي أضفت ميزة الجهاد والبسالة البحرية لهذه المنطقة من حوض البحر الأبيض المتوسط، مما أدى بالقوات الأجنبية إلى الرضوخ إلى المطالب المالية على شكل إتاوات للسماح لها بالإبحار بكل حرية. وخلال القرنين 17 و 18 م بلغ عددهم أثناء حكم الداي مصطفى باشا (1798م-1805م) حوالي 500 رايس، بعضهم يعمل في المراكب الجهادية في البحار والبعض الآخر يمثلون رؤساء الطرق، والبعض يقيمون ف البلاد، و وضع لهم مرتب قدره 40 بوجو.
انظر أيضاً
مراجع
- أغنى رايس بحر في تاريخ الجزائر علي بتشين..المملوك الايطالي الذي عشق أميرة كوكو وأهداها مسجدا بالعاصمة نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- وليم سبنسر ،الجزائر في عهد رياس البحر، تعريب وتقديم الدكتور عبد القادر زبادية، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2006،ص11.
- Moullay Belhamissi, Marine et Marins d’Alger (1518-1830) - navires et les hommes, tome 1, Bibliothèque Nationale d’Algérie, Alger, 1996, pp 11-12
- وليم سبنسر ،الجزائر في عهد رياس البحر، تعريب وتقديم الدكتور عبد القادر زبادية، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2006،ص10.
- البير دوفال ،الريس حميدو، تعريب الدكتور محمد العربي الزبيري، المؤسسة الجزائرية للطباعة، الجزائر، 1972،ص4
- بوابة قرصنة
- بوابة التاريخ
- بوابة السياسة
- بوابة الجزائر