عبد الحميد حمادوش

الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش [1] (1919-1959) شيخ من شيوخ السلوك، وعالم دين جزائري درس في جامع الزيتونة، وبعد رجوعه إلى الديار شغل كرسي التدريس بـ زاوية بن حمادوش، تخرج على يديه الكثير من العلماء، وهو أيضا شخصية ثورية بارزة، وأحد قادة ثورة التحرير الجزائرية، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، كان له دور مهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي، كما كان قائدا سياسيا يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة وامتلك رؤية واضحة لأهدافه، ولأبعاد قضيته وعدالتها، وكان يتحلى بإنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية.[2]

عبد الحمید حمادوش
الشيخ عبد الحمید حمادوش

معلومات شخصية
الاسم الكامل عبد الحمید بن الطيب بن الصديق حمادوش
الميلاد 1919 ميلادي
قجال , ولاية سطيف ,  الجزائر
الوفاة يوم 9 / جوان (يونيو - حزيران) / 1959 ميلادي
جبل بو طالب , بلدية بوطالب , ولاية سطيف ,  الجزائر
الإقامة قجال , ولاية سطيف , الجزائر
الجنسية جزائرية
الديانة الإسلام - مالكية - الأشعرية - تصوف - تصوف الجنيد السالك
العقيدة الإسلام - مالكية - الأشعرية - تصوف - تصوف الجنيد السالك
الحياة العملية
اللقب حمادوش
التعلّم زاوية بن حمادوش قجال ولاية سطيف  الجزائر , جامع الزيتونة  تونس
المهنة عالم دين ومدرس , قائد إبان الثورة الجزائرية
الحزب جبهة التحرير الوطني

لمحة عن الشيخ

ظهرت عليه علامات النبوغ والفطنة والشجاعة وسرعة البديهة منذ صغره كما يروي إخوته. كان ابن بيئته ومجتمعه أحب الفروسية والصيد من أبيه الشيخ الطيب حمادوش، ومن أخيه الشيخ عبد العزيز حمادوش. وأتقن سباق الخيل على يدي الفارس خليفي عمار من أولاد بونشاده. كانت الفروسية في ذلك الوقت زينة الأعراس والأفراح، وكانت ميادينها حلبة لتنافس الشباب وإظهار مهاراتهم الفروسية على ظهور الخيل وإطلاق البارود في حركات بهلوانية عجيبة. ولم يكن الشيخ عبد الحميد يتخلف عن حضور المنافسات الفروسية رفقة العديد من شباب المنطقة، وكان يمارس هواية الصيد بشغف ومهارة. لكن الحادث الخطير الذي وقع له في أحد الأعراس - حيث وقعت به الفرس فماتت من حينها ونجا هو بأعجوبة - جعلته يصرف اهتمامه عن الفروسية.

كان الشيخ عبد الحميد حمادوش ملازما لأخيه الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش، وعند تولي هذا الأخير مشيخة الزاوية العلمية، بعد وفاة والده الشيخ الطيب البركة،.... كان يفكر في مستقبل التعليم بالزاوية، وحاجة الناس إلى مرجعية دينية، تتصدى لأمور التدريس والفتوى والإرشاد والتوجيه والإصلاح بالمنطقة. فكان الشيخ محمد الصديق حمادوش، يظهر هذه الرغبة للشهيد عبد الحميد حمادوش، ويشجعه على طلب العلم، ويفتح له سببل التعرف على العلماء، ويصطحبه معه في زياراته إليهم، فتعرف على الشيخ البشير الإبراهيمي، والشيخ محمد العربي التباني المدرس بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، وكانت له لقاءات مع الشيخ الطيب زروق الفقيه، الذي حثه على السفر إلى تونس للدراسة بـجامع الزيتونة.[3]

نسبه

يعتبر من آل البيت، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).[4] وهو حسني وحسيني فجده عبد الله المحض الكامل، أبوه هو الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، وأمه هي فاطمة بنت الإمام الحسين السبط.[5]

شجرة نسبه

هو الإمام الشهيد الشيخ عبد الحميد بن الطيب بن الصديق بن الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمادوش بن إدريس بن محمد بن إدريس بن محمد بن صالح بن أحمد بن ثابت بن محمد الحاج حسن بن مسعود القجالي الحسني بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

– شجرة نسب الشيخ عبد الحميد بن الطيب بن الصديق حمادوش

.[4]

مولده

ولد الإمام عبد الحميد حمادوش، سنة 1919م، بمنطقة قجال، وكان أصغر إخوته أبناء الولي الصالح العبد الشيخ الطيب البركة.[6]

دراسته

حفظ القرآن الكريم مبكرا، ثم انضم إلى حلقة الشيخ المختار بن الشيخ بـزاوية بن حمادوش، فتابع دروسه الأولى في الفقه واللغة العربية.[2]

في بداية الأربعينيات الفرن الماضي سافر إلى تونس قضى فيها فترة في جامع الزيتونة تجاوزت سبع سنوات مر فيها بمراحل التعليم المختلفة وأخذ عن أساتذة وشيوخ أجلاء نذكر منهم: الشيخ محمد الفاضل بن عاشور - الشيخ المهدي الوزاني - والشيخ محمد بوشربية - الشيخ عمر الهمامي -الشيخ المختار بن محمود - والشيخ البشير النيفر - والشيخ الزغواني والشيخ العربي العنابي، وغيرهم من علماء تونس الخضراء. وكان من رفاق الشهيد في الدراسة بتونس السادة : عبد الحميد مهري - ومحمد الصالح يحياويوعمر شايب - ومبارك شايب - ومحمد الصغير قارة وغيرهم.[6]

عودته إلى الديار

عاد الأستاذ الشيخ عبد الحميد حمادوش، من تونس لتبدأ مرحلة جديدة من مسيرة حياته ؛ مسيرة العطاء، العطاء اللامحدود الذي ابتدأه ببذل ما وسعه جهده في محاربة الجهل ونشر العلم والمعرفة، والإصلاح الاجتماعي واختتمه ببذل الروح في سبيل الله.[7]

نشاطه في الزاوية

بعد عودته في نهاية الأربعينيات وجد أن الزاوية العلمية تحتاج إلى إصلاح وترميم، وكان العديد من طلبة الزاوية ينتظرون عودته لاستئناف الدروس التي توقفت بعد وفاة الشيخ المختار بن الشيخ.

قرر أن يكون عمله في الاتجاهين : فاستأنف الدروس بمجموعة من الطلبة منهم : الشيخ القريشي مدني، الأستاذ الشيخ السيد إسماعيل زروق، والشهيد محمد رحال والشهيد الزايدي كفي، والشيخ الحاج زروق، والشيخ المحفوظ صفيح، والشيخ بقاق إبراهيم، والشيخ علي مليزي، والشيخ عمار مليري، والشيخ الشريف زروق، والشيخ لحسن عبد العزيز، والشيخ عبد الوهاب حمادوش، والشيخ محمد الصغير حمادوش، والشيخ محمد بوكراع وغيرهم ممن كان لهم الفضل الكبير في بعث أول مدرسة جزائرية في عهد الحرية والاستقلال.

في نفس الوقت كون لجنة من أجل جمع الأموال لإعادة بناء مسجد الجامع التابع للزاوية العلمية والمرافق التابعة لها فكان في عونه رجال مخلصون من قجال وضواحيها من أمثال الحاج المهدي مدني وبن الفلاحي والشهيد سي حمود فني، والشهيد سي علي بن الزايدي، و علي حمداش، والشيخ الخير فاضلي، وهيشور بوزيد وغيرهم.

تم تجديد قاعة الصلاة وحلقات الدرس وأضيف إليها مطهرة وحجرتان.و كان الأمل معقودا على بناء قاعة خاصة بالنساء لأداء الصلوات الخمس ومتابعة الدروس.[6][7][8][9]

صفاته شخصية

كان ربعة في طوله، ممتلئ الجسم، رحب الصدر عريض المنكبين ,، طلق الوجه، مهيب النظرة، هشا عند اللقاء، سريع المشية، لباسه الجبة الجزائرية (الڤندورة) عادة- ما تكون رمادية أو زرقاء ليلية، ويضع على رأسه عمامة بيضاء. أما عن صفاته الخلقية، فقد كان سمح سخي زكي، رضي مقدام همام، صابر صوام، مهذب قوام، وقور حليم تقي، يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويساعد المستضعفين، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، ولا عجب فهو من نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).[10]

العالم الرسالي

كان الإمام عبد الحميد رجل علم وتعليم وتربية وسلوك تفانى في تحصيل العلم حتى برع في أصوله وفروعه، معقوله ومنقوله، وتميز في علوم الفقه والأصول واللغة العربية، وفنون الأدب، ما جعله علما من الأعلام في جيله، وفحلا من فحول البيان، فقد أبدع من على المنابر في شتى المناسبات، كانت خطبه في الأعياد تقرع الأسماع، فيغدو لها في القلوب وجلا، وفي الأنفس أثرا، وفي العقول نورا، وعلى الألسن ذكرا طيبا. أو خطبه في التجمعات التي كان يعقدها ثوار جبهة التحرير الوطني الجزائرية، من حين إلى آخر في القرى والجبال، فكانت تلهب حس الجماهير، وتؤجج فيهم روح الثورة والجهاد لتحقيق إحدى الحسنيين النصر والاستقلال أو الشهادة في سبيل الله.

كان العلم عنده رسالة نور وخير يشع بها العالم على الناس من حوله ليعرفوا ربهم العليم الكريم ويدركوا أبعاد وجودهم في هذه الحياة ويتمكنوا من خلال النظر في آيات الله في القرآن المقروء وآياته في الكون المنظور من السمو بإنسانيتهم روحا وفكرا وجسدا في عملية تكاملية مستمرة لا تنفرد بالروح فتجعل من الإنسان راهبا مبتدعا، ولا تنفرد بالفكر فيغدو فيلسوفا متعاليا ولا تنفرد بالجسد فتخلد بالإنسان إلى الأرض، وكان طلبة العلم عنده قرة العين، ومهجة الفؤاد، يحرص على تربيتهم من خلال سلوكه معهم، فلا يرون منه إلا ما يملأ العين ويقع في النفس موقع التأسي والاقتداء، ولا يسمعون منه إلا ما يزيدهم يقينا بالعلم ويحببهم فيه. كان يردد على أسماعهم الحديث الشريف " إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم " ليسبح بهم في ملكوت الله ومحبته ويمشي معهم أحيانا إلى البستان ويجول بهم بين أشجاره وهو يتلو على مسامعهم قول الله تعالى "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور". أو يحمل المعول ويضرب الأرض، وهو يردد الحديث الشريف " اليد العليا خير من اليد السفلى" في إشارة إلى قيمة اليد العاملة المنتجة.

في عام من أعوام الجفاف والحاجة عجزت ميزانية العائلة عن إطعام الطلبة فما كان من الأمام إلا استأذن أخاه الأكبر الشيخ محمد الصديق حمادوش في بيع قطعة أرض من أجل سد حاجة الطلبة من الطعام وبعد اتفاق الإخوة باعوا قطعة أرض كانت بالقرب من دوار لخلف. وواصل بذلك الطلبة تعليمهم دون انقطاع، وهكذا سجلت هذه الواقعة للأستاذ عبد الحميد حمادوش، موقفا جريئا يؤكد أولا علي استمرار الدور الرسالي له، ولعائلته، في خدمة العلم وأهله وطلابه، وحفظة القرآن الكريم. ويعطي ثانيا المثل في البذل من أجل العلم الذي رفع الله من شأنه فجعل حامليه شهودا على وحدانيته وعدله رفقة الملائكة، وباهى بطلبته الملائكة الأبرار.[11]

العالم الإنسان والداعي والمبلغ

كان الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، رجلا حباه الله من الأخلاق الكريمة، والخصال الحميدة، والذكاء الحاد، والبصيرة النافذة، ما جعله مضرب المثل، من أبصره هابه، ومن عرفه أحبه ووقره. إذا أقبل هلّ لمقدمه الحاضرون، وانشرحت لمنظره الصدور، ووقف لاستقباله الكبير والصغير، وإذا جلس عظم به المجلس وحفته السكينة والوقار، وإذا تحدث أصغت إليه الآذان، وإذا سئل نقع غليل السائلين.لم يُر أبدا شاكيا ولا متأففا، ولا ساخطا على الدنيا، يقول ما يفعل، منفتحا على الجميع.

كان شديد الورع، ذا تقى وصلاح، يحمل بين جوانحه قلبا فياضا بالعواطف السليمة، والمشاعر النبيلة، إذا رأى فقيرا لا تراه إلا ساعيا في مد يد العون له.اليتيم عنده أولى من ولده وأقرب إليه من نفسه.

وإذا ما جئنا إلى علاقات الأمام الشهيد عبد الحميد حمادوش الإنسانية وجدناه نعم الرجل المضياف الكريم السريع النجدة يسعى في خدمة إخوانه ولا يألوا في ذلك جهدا ولا يدخر وسعا. روى شيخ زاوية قجال عن الشيخ عمر روميلي، وهو أحد الطلبة الذين كانوا يتابعون الدراسة في جامع الزيتونة.أنه حين سافر إلى تونس بغرض الدراسة، ولم تكن معه الوثائق الضرورية للإقامة فاختفى عند أحد الجزائريين خوفا من أن تمسكه الشرطة فتعيده إلى بلاده.وكان الإمام عبد الحميد حمادوش، هو من سعى له في الحصول على الوثائق المطلوبة للإقامة، والتسجيل بجامع الزيتونة.

أو عن سعيه في إصلاح ذات البين، فكان يبذل من أجلها الجهد والمال، فكان كلما سمع بخصام أو نزاع حصل بين طرفين أو أطراف معينة في مكان ما لم ينتظر حتى يأتيه طرف منهم يدعوه إلى الإصلاح بينهم بل كان يباغت الجميع فيدعو الطرفين إليه بالزاوية فيكرمهم، ويسمع من كل طرف شكواه، ثم يعظهم بكلمات بليغة مؤثرة، حتى يزيل من القلوب ما علق بها من ضغائن وأحقاد وأطماع ووساوس، ثم يدعوهم إلى العفو والصفح عن بعضهم البعض. وإذا تعلق الأمر بحقوق واجبة الأداء، أمرهم بأدائها، وساعدهم على ذلك ماستطاع؛ ذكر في روايا منقولة عن شيوخ زاوي بن حمادوش، أن طريقة الشهيد عبد الحميد حمادوش، في الإصلاح كان لها الأثر البالغ في النفوس. فقللت من النزاعات بين الناس، وصاروا يسعون إلى فك خصوماتهم بأنفسهم قبل أن يبلغ خبرها إلى الشيخ عبد الحميد حمادوش فيحرجهم بمباغتته لهم. ومما يتميز به الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش أيضا أنه كان منفتحا على الحياة بجميع مواقعها وتنوع اختصاصاتها وتعدد أعمالها ووظائفها وحرفها ومهنها، كان يدرك تماما أن العالم الذي يتصدى للدعوة إلى دين الله العظيم وتبليغ تعاليمه ونشر ثقافته، ينبغي أن يكون ملما بعلاقة الدين بالحياة، تلكم العلاقة الدقيقة جدا، والخطيرة جدا على الدين والحياة معا، إذا لم يكن الوعي بها كافيا، فكثيرا ما ينسى الداعي الشخص المدعو أمامه وربما لا يعرف شيئا عن أحواله أو عمله أو وظيفته أو حرفته، فيفتنه من حيث يريد إرشاده وتوجيهه أو يضله من حيث يريد له الهداية، أو يفسده من حيث يريد له الإصلاح وهكذا يتحول الداعي بسبب جهله بعلاقة الدين بالحياة، ودور الدين في إصلاح المجتمع وتنمية الحياة في كل مواقع العمل فيها نحو الأفضل والأصلح والأنجع، إلى مضل مفسد دون أن يدري، من هنا كان وعي الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش بالمسألة.

فكان يتحرك في كل مواقع الحياة ومع الناس من مواقع المسؤولية والعمل من منطلق اختلاف الأشخاص وأحوالهم وأعمالهم فكان إذا أتى فلاحا حدثه علي محاولة تطوير فلاحته وتحسين الإنتاج من خلال الاستفادة من تجربة المعمر في فلاحته وربما ختم حديثه معه بالحديث الشريف : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه."

وقد روي أحد المشتغلين بالميكانيكا لشيخ الزاوية العلمية بقجال - أن الإمام عبد الحميد حمادوش، كان يزوره في ورشته، فلا يحدثه عن شيء خارج دائرة عمله، بل كان يركز كلامه عن الميكانيكا، وعن دورها في الحياة الجديدة، وفي تطوير الفلاحة والصناعة، وكيف أن كثيرا من الصناعات في أوروبا تطورت على يد ميكانيكيين كانت لهم ورشات مثلنا، وكيف أن هؤلاء الميكانيكيين كانوا يبذلون الجهود المضنية ويدفعون الأموال الطائلة، وربما بذل أحدهم كل ما يملك من أجل الوصول إلى اختراعه، كذلك الذي اخترع طلاء الأواني !حيث لم يصل إلى اختراعه إلا بعد أن باع كل مقتنياته من أجل الحصول على المواد الضرورية لأجراء تجاربه، وكان آخر ما باعه كرسيه الذي يجلس عليه للعمل. وكم كانت فرحته عظيمة عندما تحصل على النتيجة بعد ما دفع آخر ما يملك !. هكذا كان الشيخ عبد الحميد حمادوش يتحرك في أوساط العمال، وأصحاب الحرف، يرشد كل واحد في ميدانه، ويقول لهم : " تعلموا الحرف والصناعات وعلموها الناس فإنها من أعظم العبادات ".[6][7][8][9]

اهتمامه بالتاريخ والآثار

لم تكن اهتمامات الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، محدودة، أو محصورة في مجال التعليم والتربية، والفتوى وحسب. بل كانت له اهتمامات تاريخية، وفكرية وثقافية وسياسية. حدثني أكثر من واحد أن الإمام الشهيد كان يحدثنا عن تاريخ منطقة قجال، وكان يوصي بالمحافظة على ما يعثر عليه المواطنون من آثار أثناء عمليات حفر الترع أو أسس البيوت. وكانت له مراسلات مع بعض المؤرخين في الخارج كما اجتهد في جمع العديد من الوثائق، ولكن مع الأسف الشديد فإن كثيرا من مراسلاته والوثائق التي كان يحتفظ بها لم نعثر لها على أثر. هل هي عند من أودع عندهم كتبه قبل التحاقه بالثورة ؟ أم هي من الوثائق التي أخذها المؤرخ الجزائري المهدي البوعبدلي.[6][7][8][9]

اهتمامه بالصحافة

أما عن اهتماماته بالسياسية فكان يتجلى في متابعته للصحف والمجلات العربية مثل البصائر، والأهرام المصرية، ومجلة لواء الإسلام، ومجلة الدعوى، أما الصحف الناطقة بالفرنسية فكان يقرأها له ابن أخيه النذير حمادوش، الذي كان يتقن اللغة الفرنسية.أما الأخبار المسموعة فكان يتابعها عبر المذياع فكان يتابع صوت الجزائر، وصوت العرب، وكان الأستاذ يبدي إعجابه الشديد بالأناشيد التي تمجد الثورة الجزائرية. كان اهتمام الإمام بالأخبار وسيلة لنشر الوعي الوطني في أوساط الشباب الجزائري ومتابعة تطورات الثورة في الداخل والخارج. قال شيخ زاوية بن حمادوش ذكر لي العمري بن غذفة، أن الإمام الشهيد كان دائم الزيارة له في دكانه المتواضع داخل الحارة المقابلة لصيدلية فرحات عباس، حيث كان يشتغل خياطا رفقة الطالب سي ساعد كتفي، الملقب بالروج. وكان الإمام يتابع الأخبار والبرامج الثقافية، ويحاول أن يشرح للحاضرين معه ما صعب عليهم فهمه من كلمات وجمل ومصطلحات، وأخبار، وبهذا يؤدي دوره الإعلامي والتثقيفي في أوساط المواطنين.[6][7][8][9]

موقفه يوم زيارة الحاكم الفرنسي نيجلان

كان ذلك في ربيع سنة 1950 م حيث أعدت الإدارة الاستعمارية الفرنسية بالتعاون مع أعوانها من القياد والمنتخبين احتفالا ضخما لاستقبال الحاكم العام أدمون نيجلان الذي قدم لتدشين مدرسة قجال، وقررت الإدارة أن تكلف الشيخ عبد الحميد حمادوش بإلقاء كلمة الترحيب التي أعدت من طرف الإدارة الاستعمارية. فاقترح عليهم الشيخ عبد الحميد حمادوش أن يحرر الكلمة بنفسه فلما رُفض طلبه قال لهم :" لا أرضى لنفسي أن أكون بوقا لغيري، ولا أن يقولني أحد ما لا أريد أن أقوله "، وقد حاول أحد المقربين من الإدارة الاستعمارية أن يخوفه فقال له :يا عبد الحميد إنك تخاف على نفسك، فكان جوابه لا خوف إلا من الله. وقد أحدث موقف الإمام هذا ضجة كبيرة، وطالبت بعض الأطراف معاقبته، وقال الذين ينظرون إلى المسألة من موقع الحظوة لدى فرنسا : لقد جاءه العز إلى أنفه فرفضه. ولولا عناية الله تعالى بالإمام الشهيد وتدخل أخيه الأكبر الشيخ محمد الصديق حمادوش لدى بعض المعارف، لكان مصيره السجن.[6][7][8][9]

انخراطه في الثورة

ظل الإمام عبد الحميد حمادوش يؤكد قناعته تجاه الاستعمار وفي وجوب مقاومته إلى أن قامت الثورة. ذكر شيخ زاوية بن حمادوش أن الشيخ القريشي مدني قال : " …وكان الشيخ عبد الحميد، من السباقين بالانضمام إلى ثورة أول نوفمبر 1954 ميلادي، وأظهر نشاطا مكثفا في توعية المواطنين، والتعريف بالأهداف التي ترمي إليها الثورة، وشرع في جمع الأسلحة من المواطنين، وكذا جمع التبرعات لفائدة الثورة. وكان الذي يعينه في جمع الأسلحة والذخيرة الحربية، الشهيد سي حمود فني، وأول مدفع رشاش دخل جبل بوطالب، كان على يدي الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، كان هذا الرشاش اقتناه المجاهد خليفة فلاحي من عهد الحرب العالمية الثانية، واحتفظ به إلى أن اندلعت الثورة، فباح به إلى الإمام عبد الحميد حمادوش، فكلفني بأخذ هذا الرشاش، من هذا المواطن، وسلمته بدوري إلى المجاهدين وكان كتوما للسر إلى أبعد الحدود، وكان يقول : " إن الثورة تنجح بالكتمان لا بإفشاءالأسرار…"، وكان لم يخامره أدنى شك في نجاح الثورة، ولا يتردد في عمله الثوري أبدا مهما كلفه ذلك، من تضحيات. وكان يقول لي : " إن الثورة ستنتصر بإذن الله، وإن الجزائر ستستقل لا محالة، ولا أدري أتطول بي الحياة وأعيش حتى أرى الاستقلال، أم استشهد ولا أرى الاستقلال …" كما قال ابن أخته وتلميذه الشيخ إسماعيل زروق، الذي كان مودع سره، وبريده مع بعض المجاهدين، فإن الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، كانت له علاقات واتصالات مع قيادات كبيرة في الثورة المجيدة، في بدايتها وكانت تصله مراسلات من القائد العموري، ويوسوف يعلاوي، وغيرهم.[6][7][8][9]

صلاته الأخيرة بالناس

في سنة 1956 توسعت الثورة، وبدأ يظهر عملها في ولاية سطيف وضواحيها، وأحس الاستعمار بذلك وبدأت محاولاته في تعقب تحركات المواطنين واستفزاز هم وتخويفهم. وكانت أولى تحرشاته بأهل قجال في عيد الفطر لسنة 1374 هجرية، الموافق لشهر ماي 1956 ميلادية، حيث كانت آخر صلاة صلاها الإمام الشهيد بالناس، وفي الوقت الذي كان المصلون ملتفين حول الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، لسماع خطبة العيد فإذا بالعدو يطوقهم بثلاث دبابات ومجنزرة وطائرة استكشافية تحلق فوق رؤوسهم، تنبه الإمام الشهيد لذلك فقال : أيها الناس لا تتفرقوا علي عادتكم من هنا، حتى لا يؤذينا العدو، بل عودوا إلى المسجد. فعاد الناس جميعا إلى الجامع.ثم بعد ذلك خرجوا عائدين إلى بيوتهم وانتهى الأمر بسلام، بعد ذلك توقفت الدراسة بالزاوية العلمية، وغادرها طلبة العلم، فمنهم من التحق بالثورة، ومنهم من هاجر إلى فرنسا والتحق الشيخ القريشي مدني بالثورة، أما صغار الطلبة فتولى تعليمهم الشيخ إسماعيل زروق، أما الشهيد عبد الحميد فقد واصل عمله السري، ولم يكن يطلع أحدا على اتصالاته، إلا الشيخ إسماعيل زروق، الذي كان واسطته مع بعض المجاهدين، من أمثال الشيخ قدور كسكاس، وأحمد الضحوي.[6][7][8][9]

لا للخروج من أرض الجهاد

استمر الإمام الشهيد في عملهالسري، مراسلة قياديي الثورة المجيدة حتى سنة 1958 ميلادي، حيث كثف الاستعمار مخابراته، واستعان بجواسيسه وأعوانه، للكشف عن الثوار. ولعله ارتاب في أمر الإمام الشهيد، أو تأكد من دروه في الثورة المجيدة، ولكنه لم يجد ما يبرر له القبض عليه. فحاول أن يجعله في خدمته فشدد عليه الحراسة، فكان يأتيه أحيانا ويستدعيه حينا آخر ويهدده مرة أخرى، حتى يلزمه بالتعاون مع الإدارة الاستعمارية. وفرض عليه الحضور اليومي إلى مركز الدرك للتوقيع. وهنا يسجل الإمام الشهيد موقفا آخر من مواقف الإيمان والاحتساب لله تعالى؛ روى عن ابن أخيه عبد الوهاب أنه بعد رجوعه في يوم من تلك الأيام العصيبة من مركز الدرك الاستعماري في رأس الماء، عرج على بيت أخيه الشيخ عبد العزيز، فاقترح عليه أن يسافر إلى تونس حرصا على نفسه وحياته بما تمثله من مستقبل المرجعية الدينية للمنطقة، والتعليم بالزاوية العلمية.فكان رد الإمام الشهيد : "أتريدني يا سيدي عبد العزيز أن أولي الأدبار، وأفر من أرض الجهاد، فأبوء بغضب الله تعالى "! [6][7][8][9]

إلتحاقه بالجبل

اشتد الأمر عليه، فتأكد أن قوة العدو ستظل وراءه حتى تنال منه ما تريد، أو تقضي عليه، فقرر أن يلتحق بالجبل. وفي صباح ذلك اليوم عاد إلى بيته بقجال، وكان قد ترك المبيت فيه منذ مدة، فلا يأتيه إلا نهارا. يقول الشيخ إسماعيل زروق : " في ذلك اليوم طلب مني الإمام أن أشتري له شفرات حلاقة من دكان الطيب بوقزولة الدكان الوحيد بقجال يومئذ، وما كدت أعود إليه بشفرات الحلاقة، حتى وجدت آليات العدو قد أحاطت بـ قجال والطريق المؤدي إلى مدينة سطيف وأخرجوا كل أفراد العائلة، وسألوا عن سيدي عبد الحميد حمادوش، وكنا قد علمنا بمغادرته البيت نحو بير الابيض. فقلنا لهم : لقد توجه إلى سطيف، فتركوا القرية وتوجهوا نحو مدينة سطيف، أما سيدي عبد الحميد، فقد اختفى عند الشيخ موسى حلتيم. ولما غادر كل عساكر العدو المنطقة، أسرع إليه الطيب بوقزولة بسيارته وتوجه به نحو أم الحلي. وكان آخر ما قاله في صباح ذلك اليوم لابنه الشيخ محمد الهادي، ذي الأربع سنوات الذي تعلق بساقه وكأنه يودعه الوداع الأخير، فقال له : " أبوك الذي تلاحقه فرنسا لم يعد له بقاء معكم". ومنذ ذلك اليوم لم تقع أعيننا عليه حتى بلغنا خبر استشهاده.[6][7][8][9]

يومياته بين الشعاب والجبال والكازمات

فيما يلي مجموعة أحداث ووقائع وأخبار عن الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، سجلها مؤلف كتاب سيرة الإمام الشهيد، ذاكرة بعض المجاهدين أثناء مرافقة الإمام الشهيد أو الالتقاء به بعد التحاقه بالجبل. سجلها المؤلف من أفواههم، وهي منسوبة إلى أصحابها.

  • 1- بعد مغادرة بيته بقجال، انطلق صوب أم الحلي، وفي مشتة الشطاطحه، التقى بالمجاهد قويدر درغال، فقال له : " ياسي قويدر عهد التخفي انتهى " يقول المجاهد قويدر، ثم طلب مني أن اشتري له كراسات وأقلاما ومحفظة. وفي نفس اليوم أدى زيارة إلى الشيخ عراس فني المعروف بمحبته للشيخ عبد الحميد حمادوش، وإخوته والزاوية العلمية، وولعه الشديد بالقرآن، وطلبة العلم، وحرصه على خدمة بيوت العلم بكل ما يملك.
  • 2- بعد التحاقه بالجبل عين الإمام الشهيد في بداية سنة 1958 ميلادي، قاضيا لمنطقة سطيف، وفي حفل تنصيبه حضرت وفود من القيادات العليا للثورة، وبعد إلقاء الكلمات المعهودة في مثل هذه المناسبات، جاءت كلمة الإمام معبرة عن وعي كبير بالمرحلة الدقيقة التي تمر بها الثورة، وتصور واضح لما يجب أن تكون عليه القيادات من الالتزام والأداء لتستمر الثورة في خطها التصاعدي نحو تحقيق الاستقلال الوطني، وقد أثرت تلك الكلمة في الحضور حتى تناقلتها الأسماع وتحدثت بها الألسن من منطقة إلى أخرى. وأكد لي الشيخ القريشي مدني، هذه الواقعة وأضاف أنه كان من بين الحاضرين امرأة تعمل ممرضة علقت بعد سماعها كلمة الأستاذ قائلة : "كيف تتركون هذا الرجل في مثل هذه المناطق الخطرة ؟، إن الثورة ستخسر كل شيء، إذا لم تحافظ على رجالها العظام "
  • 3- قال السيد عبد العزيز لنقر : إن الإمام الشيخ عبد الحميد حمادوش ظل لمدة وإلى يوم استشهاده يتردد على بيتهم بعد انتهاء أعماله الجهادية في الجبال ومناطق الثورة المختلفة ومن المعروف أن هذا البيت هو بيت الشيخ عبد الله لنقر، بيت القرآن والصلاح، وبيت الشهيد سي التونسي، ومن المؤكد أن الإمام الشهيد ما اختار الإقامة في هذا البيت إلا لما وجد فيه من العفاف والطهر والاحترام والتقدير.ومن المناسب في هذا المقام أن أسجل ما حفظه عنه تلميذه المخلص الشيخ عبد القادر فني. حيث كان كلما زار مكانا أو أقام فيه وشعر فيه بالراحة والهناء والتقدير يقول :" إن المكان الذي يعيش فيه المرء عزيز الجانب، موفور الكرامة تستطيبه النفس ويهنأ به البال "
  • 4- رغم كل ما كانت تفرضه يوميات الثورة من أعباء ومسؤوليات جهادية، وما كانت تستدعيه ترصدات العدو بالثورة ورجالها من احتياطات أمنية وتنقلات تكتيكية، فإن الشيخ عبد الحميد حمادوش، كان يتحين كل فرصة ممكنة، لتقديم درس أو موعظة أو توجيه في موضوع مناسب للأحوال التي يعيشها الثوار في الجبال والشعاب والكهوف والمخابئ وذلك من أجل ربط القلوب بالله تعالى.ودفعها إلى تحمل المشاق والصعاب، ومدافعة الخوف والقلق ونوازع النفس إلى الدعة والراحة واشتياق القلب إلى الزوجة والولد.كانت أغلب دروسه ومواعظه حول الإيمان والصبر والاحتساب لله تعالى، والقضاء والقدر، وكانت أمثلته من جهاد الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، وجهاد آل بيته، وجهاد الصحابة، وجهاد رجال المقاومة الوطنية. كان كلما جلس في مكان، واجتمع حوله اثنان أو ثلاثة، لم يترك لهم فرصة للغو والكلام الذي لا يرجى منه نفع، فيبادرهم بدرس، أو سرد واقعة فيها عبرة، أو شرح آية إلخ.[6][7][8][9]

استشهاده

كان ذلك في اليوم التاسع من شهر جوان (يونيو حزيران) 1959 ميلادي. جاءت معلومات عن تحركات قوات للعدو الفرنسي، مؤلفة من دبابات ومجنزرات تصحبها طائرات نحو المنطقة القربية من جبل قطيان.وكان الإمام رفقة تسعة من الجنود المسلحين، اقترب منهم العدو، وأخذ يطاردهم، وهم يردون عليه، حتى قضى على أكثرهم، وظل الإمام الشهيد يواجه العدو مقبلا غير مدبر، حتى استشهد. وفاضت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضية. لقد وفقه الله إلى الشهادة، كما كان يطلبها دائما ويؤكد لرفقائه أن لا يولوا العدو أدبارهم أبدا، وعليهم أن يواجهوا العدو بصدورهم حتى الشهادة. مصداقا لقوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير".

وقد دفن حيث استشهد رفقة الجنود الذين كانوا معه ولم ينج منهم إلا المجاهد عصار عمار الذي توفي منذ مدة. وما إن بلغ خبر استشهاد الشيخ الإمام عبد الحميد حمادوش، قيادة القوات المحتل الفرنسية بمركز "برقنوس "برأس الماء، حتى سارعت إلى نشره بالمنطقة كلها، للتعبير عن انتقامها من المجاهدين وإظهار التشفي والشماتة، وبث الرعب والخوف في الأوساط الشعبية. كان ذلك فعلها كلما تمكنت من أسر أو قتل مجاهد ؛ وذكر واحد من شيوخ زاوية بن حمادوش أنه في مساء ذلك اليوم، فاجأ فيه قائد قوات العدو الشيخ سيدي محمد الصديق حمادوش، حيث قدم بسيارة جيبت " وبسياقة جنونية دار عدة دورات حول البيت مثيرا فينا الرعب والفزع، ثم توقف أمام الشيخ محمد الصديق حمادوش.و في يده صورة للشهيد ملطخة بالدماء.كان منظرها مرعبا للغاية ! وبعنجهية وغطرسة رمى الصورة أمام الشيخ قائلا : هذا مصير كل الفلاقة، لن يفلت منا أحد، سنأتي بهم أين ما كانوا، ثم انصرف.[6][7][8][9]

انظر أيضا

مواضيع ذات صلة

وصلات خارجية

المصادر

  1. .http://www.education.gov.dz/، نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. منشورات الجمعية الدينية لمسجد قجال
  3. مجلة منبر قجال العدد الأول
  4. تراجم علماء قجال
  5. سير شهداء ثورة التحرير الجزائرية
  6. كتاب - الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش - تأليف الشيخ الزبير حمادوش
  7. مجلة منبر قجال - مجلة فكرية دينية وثقافية تصدرها - زاوية قجال - العدد الأول
  8. منشورات الجمعية الدينية والثقافية لمسجد قجال
  9. زاوية بن حمادوش بقجال تاريخ وعلماء - منشورات مخبر البحوث والدراسات في حضارة المغرب الإسلامي – جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية والأثرية لمنطقة، سطيف - الملف التاريخي - دار بهاء الدين للنشر والتوزيع - من ص. 177. إلى. ص. 192
  10. تراجم وأحوال شخصيات جزائرية
  11. زاوية بن حمادوش بقجال تاريخ وعلماء

المراجع

    • بوابة سطيف
    • بوابة أعلام
    • بوابة الجزائر
    • بوابة الحرب
    • بوابة التاريخ
    • بوابة السياسة
    • بوابة علوم إسلامية
    • بوابة الإسلام
    • بوابة القرآن
    • بوابة تربية وتعليم
    • بوابة أدب عربي
    • بوابة اللغة العربية
    • بوابة تونس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.