الحزب الراتب

تحيل المراجع التاريخية إلى أنه جرى التأسيس لقراءة الحزب بالمساجد في القرن السادس الهجري، حيث كانت الدولة الموحدية في المغرب قد أحدثت هذه القراءة الجماعية يوميا في جل مساجد المغرب، وهي عادة وقع فيها جدل كثير بين الفقهاء، منهم من اعتبرها بدعة محدثة، ومنهم من اعتبرها مقبولة ومستحسنة اعتبارا لفوائدها التعليمية، قبل أن تلقى قبولا ورواجا لدى العامة وأكثر العلماء.

ويذكر المؤرخون أن أول من أحدث نظام الحزب الراتب، كان هو الخليفة يوسف بن عبد المؤمن الموحدي، حيث كان قد أصدر أمره لقراءة القرآن جماعة، من خلال تأسيس قراءة الحزب في المساجد، على امتداد رقعة حكمه للمغرب والأندلس، وهو ما أصبح يعرف بمصطلح الحزب الراتب ، ويتجلى في قراءة حزب من القرآن الكريم كل صباح بعد صلاة الصبح، وحزب آخر بعد صلاة المغرب.وبذلك يتم ختم القرآن الكريم عند نهاية كل شهر.[6]

الجامع الكبير في قصبة الجزائر

تفرض وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية على الأئمة في مساجد الجزائر تنظيم «الحزب الراتب» عدة مرات يوميا[7] · .[8]

وهذه الفرضية القانونية تم ضبطها عبر المرسوم التنفيذي رقم 13-377 المؤرّخ في 5 مـحـرّم عـام 1435هـ الموافق 9 نوفمبر سنة 2013م الذي يتضمن «القانون الأساسي للمسجد».[9]

وقد نصت «المادة 2» من «القانون الأساسي للمسجد» الخاصة بـ«تعريف المسجد وطبيعته القانونية» بأن «المسجد بيت الله يجتمع فيه المسلمون لتلاوة القرآن الكريم وذكر الله».[10]

وبينت «المادة 5» من «الفصل الأول» حول «وظائف المسجد» بأن المسجد «يضطلع بوظيفة روحية تعبدية تتمثل على الخصوص في تلاوة القرآن الكريم وذكر الله»[11] · .[12]

وجاءت «المادة 6» لتبين أن المسجد «يضطلع بوظيفة تربوية تعليمية تتمثل على الخصوص في تنظيم حلقات تلاوة القرآن الكريم وتحفيظه وتعليم تجويده وتفسيره»[13] · .[14]

كما نصت «المادة 17» من «الفصل الثاني» من «القانون الأساسي للمسجد» حول «تسيير المساجد» بأن من واجبات الإمام الذي يتولى تسيير المسجد أن يضمن «تنظيم حلقات الحزب الراتب»[15] · .[16]