محمد بن القاسم الثقفي
مُحمَد بن القَاسِم الثَقفي قائد أحد جيوش الفتح وأُشتُهِر بِـكَونِه فَاتحُ بِلاد السِند. كَان وَالِده «القاسم الثقفي» واليًا على البصرة، وهو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي.
| ||||
---|---|---|---|---|
محمد بن القاسم الثقفي بمقدمة جيش المسلمين | ||||
معلومات شخصية | ||||
اسم الولادة | محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، الثقفي. | |||
الميلاد | 72هـ الطائف | |||
الوفاة | 95 هـ واسط | |||
الجنسية | عربي | |||
الحياة العملية | ||||
المهنة | قائد عسكري | |||
الخدمة العسكرية | ||||
في الخدمة 88هـ–95 هـ | ||||
الولاء | الخلافة الأموية | |||
الفرع | الجيوش الإسلامية زمن عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك. | |||
الرتبة | قائد جيش | |||
القيادات | فتح بلاد السند فتح الملتان. | |||
المعارك والحروب | الفتوحات الإسلامية في شبه القارة الهندية | |||
نسبه ونشأته
محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي [1]، يجتمع هو والحجاج بن يوسف في الحكم بن أبي عقيل.[2]
ولد سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار ثقيف
وفي سنة 75هـ عين الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، فعُيَّن الحجاج عمَّه القاسم واليًا على مدينة البصرة[3]، فانتقل الطفل مُحمد بن القاسم إلى البصرة، فنشأ محمد بين الأمراء والقادة: فَـوالِده أمير، وابن عم أبيه الحجاج أمير وأكثر بني عقيل من ثقيف قوم الحجاج أمراء وقادة، وكان لذلك الأثر الكبير في شخصية محمد.[4] ثم بنى الحجاج مدينة واسط التي صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، وفي هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ وترعرع محمد بن القاسم وتدرب على الجندية، حتى أصبح من القادة وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر.
فتح بلاد السند
استولى قراصنة السند من الديبل بعلم من ملكهم «داهر» في عام 90 هـ على 18 سفينة بكل ما فيها من الهدايا والبحارة والنساء المسلمات، اللائي عمل آباؤهم بالتجارة وماتوا في سرنديب وسيلان، وصرخت مسلمة من بني يربوع «وا حجاج، وا حجاج»، وطار الخبر للحجاج باستغاثتها[بحاجة لمصدر].
وحاول الحجاج بن يوسف الثقفي استرداد النساء والبحارة بالطرق السلمية، ولكن «داهر» اعتذر بأنه لا سلطان له على القراصنة، فثارت ثائرة الحجاج، فأعد الحجاج جيشاً تلو الآخر، الأول بقيادة «عبد الله بن نهبان» فاستشهد، ثم أرسل الحجاج «بديل بن طهفة البجلي» ففاز بالشهادة دون أن يصل إلى أمر حاسم.
فاستشاط الحجاج غضباً بعد أن رأى قوّاته تتساقط شهيداً وراء شهيد، فأقسم ليفتحن هذه البلاد، وينشر الإسلام في ربوعها، وقرّر القيام بحملة منظمة، ووافق الخليفة الوليد بن عبد الملك، وبعد أن تعهد له الحجاج أن يرد إلى خزينة الدولة ضعف ما ينفقه على فتح بلاد السند.
وقد وقع اختيار الحجاج على محمد بن القاسم الثقفي ليقود الجيش الفتح؛ لما رآه فيه من حزم وبسالة وفدائية، فجهّزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال من عتاد، وتحرك البطل محمد بن القاسم الثقفي بجيشه المكون من عشرين ألف مقاتل من خيرة الأبطال وصفوة الجنود، واجتاز الجيش حدود إيران سنة 90هـ إلى الهند، وبرزت مواهب محمد بن القاسم الفذة في القيادة وإدارة المعارك، فحفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات، ومن بينها منجنيق يقال له: العروس كان يقوم بتشغيله خمسمائة[بحاجة لمصدر]، تقذف منه الصخور إلى داخل الحصون فيدكها دكًّا.
وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، ثم زحف إلى الديبل «كراتشي حاليا»، فخندق الجيش بخيوله وأعلامه واستعد لمقاتلة الجيش السندي بقيادة الملك «الراجة داهر» حاكم الإقليم، في معركة مصيرية سنة 92هـ، وكان النصر للحق على الباطل، فقد انتصر المسلمون، وقُتل ملك السند في الميدان، وسقطت العاصمة السندية في أيدي المسلمين. واستمر محمد بن القاسم الثقفي في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند ليطهرها من الوثنية، فنجح في بسط سلطانه على إقليم السند، وفتح مدينة الديبل في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب، وانتهت فتوحاته سنة 96هـ عند الملقان، وهي أقصى ما وصل إليه محمد بن القاسم من ناحية الشمال، فرفرف عليها علم الإسلام، وبذلك قامت أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب (باكستان حاليًّا).[5]
صفاته
بدت على محمد بن القاسم الثقفي أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره؛ مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميراً على ثغر السند وهو لم يتجاوز 17 عاماً، وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء، وقد سحر الهنود بعدالته وسماحته، فتعلقوا به تعلقاً شديداً.
وكان من دأب محمد بن القاسم الثقفي أن يجنح إلى الصلح والسلم ما وسعه ذلك، وقد أوصاه بذلك الحجاج بن يوسف الثقفي: «إذا أردت أن تحتفظ بالبلاد فكن رحيماً بالناس، ولتكن سخيًّا في معاملة من أحسنوا إليك، وحاول أن تفهم عدوك، وكن شفوقاً مع من يعارضك، وأفضل ما أوصيك به أن يعرف الناس شجاعتك، وأنك لا تخاف الحرب والقتال».
وكان محمد بن القاسم يتصف بالتواضع الرفيع، فكان في جيشه من يكبر أباه سنّاً وقدرًا، فلم تجنح نفسه معهم إلى الزهو والمباهاة، ولكنه لم يكن يقطع أمرًا إلا بمشورتهم، بَنَى المساجد في كل مكان يغزوه، وعمل على نشر الثقافة الإسلامية مبسطة ميسرة.
وفاته
كان له نهاية أليمة، ذهب ضحية للحقد، فتختلق الأكاذيب ضده لتلطخ بسوادها المنكر صحيفة بيضاء، ويمضي الشهيد إلى ربه صابرًا محتسبًا، فلم يكن للبطل محمد بن القاسم الثقفي من ذنب لدى الخليفة سليمان بن عبد الملك إلا أنه ابن عم غريمه الحجاج بن يوسف الثقفي، فانتقم الخليفة سليمان من الحجاج الذي عزله من قبلُ عن الخلافة في شخص محمد بن القاسم.
ووصل محمد بن القاسم الثقفي إلى العراق، بعد أن ادعت ابنة داهر ملك السند الذي قتله محمد بن القاسم أن محمد راودها عن نفسها ونالها قسرًا، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في سنة 95هـ، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة [4]، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، وصوَّره الهنود بالحصى على جدرانهم ليبقى شخصه ماثلاً للعيون، وجزعوا لفراقه جزعاً شديدًا.
مات محمد بن القاسم الثقفي ولم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد أن فتح الفتوح وقاد الجيوش وضم الباكستان إلى رقعة الإسلام، فاستضاء بجهاده وبمن جاء بعده مائة مليون مسلم.
ومازال ضريحه شاخصا في مدينة النعمانية في محافظة واسط في العراق .[6][7]
مصادر
- وفيات الأعيان, أحمد بن محمد بن خلكان ,(341/1)
- الكامل في التاريخ, ابن الأثير الجزري,(205/4)
- جمهرة أنساب العرب, علي بن حزم الأندلسي,(267-268)
- محمد بن قاسم الثقفي فاتح بلاد السند, محمود شيت خطاب,129
- محمد بن القاسم الثقفي .. أصغر فاتح في الإسلام نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ضريح محمد بن القاسم الثقفي، عمار السنجري، البيان الاماراتية، التاريخ: 29 ديسمبر 2006
- ابن شاكر، الوافي بالوفيات، ج15،ص 194
- تاريخ الطبري / الكامل في التاريخ / البداية والنهاية / المنتظم
- تاريخ الخلفاء / محاضرات الدولة الأموية / فتوح البلدان / أطلس تاريخ الإسلام /التاريخ الأسلامى / سير أعلام النبلاء /وفيات الأعيان / شذرات الذهب / العبر في خبر من غبر.
- بوابة التاريخ
- بوابة الإسلام
- بوابة أعلام
- بوابة باكستان