نظرية أسطورة يسوع

نظرية أسطورة يسوع[1] أو نظرية تاريخية يسوع[2] هي الافتراض القائل بأن يسوع الناصري لم يكن موجودًا، أو إذا كان، فإنه لم يقم بأي دور في تأسيس المسيحية، ولا فيما يتعلق بالروايات الأناجيل.[3][4][5] تخالف نظرية أسطورة يسوع وجهة النظر التاريخية السائدة، ورغم اشتمال الأناجيل على العديد من العناصر الخرافية أو الأسطورية، إلا أن هذه العناصر توضيحات دينية أضيفت إلى السيرة الذاتية للشخصية التاريخية.[6]

يعد برونو باور أول عالم ينكر وجود يسوع، ولكن تأثير رأيه كان هامشيًا على السياق العام لنظرة العلماء وقتها.[7] أما اليوم، فيرى الناقدون لوجود يسوع، أنه على أفضل تقدير كان وجوده غير مؤثر.[8] لم تبق أي مرويات لشاهدي العيان، رغم وجود العديد من المؤلفين في ذلك الوقت.[9] رفض هؤلاء العلماء رسائل بولس لأنها، بصرف النظر أن هناك عدد قليل من المقاطع تم زياداتها، لا تحتوي على إشارات إلى يسوع الأرضي الذي عاش في الجسد. وهناك غياب تام لأي معلومات عن سيرته الذاتية المفصلة التي يمكن توقعها إذا ما كان يسوع معاصرًا لبولس.[10] لا يمكن اعتبار الأناجيل القانونية والمواد الأبوكريفية الأخرى مصادرًا مستقلة، بل من المحتمل أنها جميعًا مستقاة من راوية خيالية أصلية وحيدة.[11][12] كذلك لا تحتوى روايات بداية القرن الثاني الميلادي الرومانية إلا على دلائل بسيطة للغاية على وجود يسوع،[13][14] إلا أنها من غير المضمون استقلاليتها عن المصادر المسيحية.[15][16][17] يعتبر المنكرون لوجود يسوع قلة الدلائل على وجوده سببًا كافيًا للتشكيك في وجوده،[18][19] والبعض الآخر يذهب أبعد من ذلك، فيستشهدون بأدلة مختلفة لإظهار أن المسيحية لها جذور توفيقية أو أسطورية. وبالتالي، لا ينبغي أن ينظر إلى يسوع التاريخي باعتباره مؤسس الدين، حتى ولو كان موجودًا.[20][21][22][23]

في الدراسات الحديثة، تعد نظرية أسطورة يسوع نظرية هامشية، ولكنها مقبولة بين عدد قليل من الأكاديميين، ممن وصفهم روبرت برايس بمن يحملون وجهة نظر «يسوع اللاأدرية»، في حين يذهب آخرون أبعد من ذلك ويتمسكون بوجهة نظر «إنكار يسوع».[24][25][26][27] يقول بعض العلماء أن هناك عددًا معقولاً من اليواسيع الذين من المحتمل أنهم كانوا موجودين، ولكن دون تأكيد على أيّهم كان يسوع التاريخي.[28][29][30] ويقول آخرون أن يسوع قد عاش في وقت أسبق مما هو معروف، في ماض بعيد يُتذّكر بالكاد.[31][32]

وعلى الرغم من هذا، لا يزال هناك توافقًا قويًا في الدراسات التوراتية النقدية التاريخية على حياة يسوع التاريخي في القرن الأول الميلادي في فلسطين الرومانية.[33][34][35][36][37][38][39] ويختلف العلماء حول تاريخية فترات محددة مذكورة في روايات الكتاب المقدس حول يسوع.[40] إلا أن هناك حدثين متوافق عليهما تقريبًا تاريخيًا، وهما معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان، وصلبه بأمر الحاكم الروماني بيلاطس البنطي.[41][42][43]

النهج التقليدية والحديثة المتعلقة بيسوع

حظيت مواضيع أصول المسيحية وصعودها السريع، وكذلك يسوع التاريخي والوثوقية التاريخية ليسوع، بنقاشات طويلة الأمد منذ القدم في الأبحاث اللاهوتية والتاريخية. رغم أن المسيحية ربما بدأت بنواة أولية من أتباع يسوع، يبدو أنه في غضون سنوات قليلة بعد موته المزعوم في عام 33 ميلادي، وحينما ابتدأ بولس بالتبشير، ظهر عدد من الحركات اليسوعية، ما أوجد عدة تفسيرات متباينة لتعاليم يسوع. إن السؤال المحوري هنا هو كيف تطورت هذه المجتمعات، وماذا كانت خلفياتهم العقيدية قبلها، إذ كانت هناك مجموعة كبيرة من المعتقدات والأفكار في المسيحية الأولى، من ضمنها التبني، والدوسيتية، وأيضًا التقاليد الغنوصية التي استخدمت مجازاتٍ مسيحيةً اعتبرتها الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية الأولى كلها هرطقات.[44][45][46][47][47][48][49]

السعي لإيجاد يسوع التاريخي

جرى أول مسعى للبحث عن يسوع التاريخي في القرن التاسع عشر، حين كُتبت المئات من حيوات يسوع. يُعد دافيد فريدريك شتراوس (1808-1874) رائد البحث عن «يسوع التاريخي» لكونه أول من رفض الأحداث فوق الطبيعية كلها باعتبارها تفاصيل أسطورية. كان عمله حياة يسوع المنشور في عام 1835 واحدًا من أوائل التحليلات المنهجية المؤثرة عن قصة حياة يسوع، الذي هدف إلى بنائها على أبحاث تاريخية غير متحيزة. استخدمت مدرسة تاريخ الأديان، منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، منهجيات النقد الأعلى، وهو أحد فروع النقد يحقق في أصول النصوص القديمة من أجل فهم «الظروف التي كُتب فيها النص». قارنت المسيحيةَ بديانات أخرى، معتبرةً إياها ديانة واحدة من بين ديانات أخرى، رافضةً ادعاءاتها حول الحقيقة المطلقة، ومبينةً اشتراكها ببعض السمات مع ديانات أخرى. جادلت بأن المسيحية لم تكن مجرد استمرار للعهد القديم، بل توفيقية بين الأديان، وكانت متجذرة في الهلنستية اليهودية (فيلو) والديانات الهلنستية مثل الديانات السرائرية والغنوصية، ومتأثرة بها. تساءل مارتن كاهلر عن جدوى البحث عن يسوع التاريخي، مميزًا بين «يسوع التاريخ» و«مسيح الإيمان»، قائلًا إن الإيمان أهم من المعرفة التاريخية الدقيقة. شدد رودولف بولتمان (1884-1976)، الذي انتمى إلى مدرسة تاريخ الأديان، على اللاهوت، وجادل في عام 1926 بأن البحث عن يسوع التاريخي عديم الجدوى وغير ضروري، رغم تعديله هذا الموقف قليلًا في كتاب لاحق.[50][51][52][53][54]

انتهى هذا المسعى الأول بمراجعة ألبرت شفايتزر النقدية في عام 1906 لتاريخ البحث عن حياة يسوع في البحث عن يسوع التاريخي، من رايماروس إلى فريده. في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، اعترض المؤلفون الذين أنكروا تاريخية يسوع على هذا المسعى، وخصوصًا باور وآرتور دريفز.

بدأ المسعى الثاني في عام 1953، مخالفًا ما قاله بولتمان. قُدمت عدة معايير، معيار الاختلاف ومعيار الإحراج، لتحليل روايات العهد الجديد وتقييمها. تضاءل هذا المسعى في سبعينيات القرن العشرين بسبب تضاؤل تأثير بولتمان، وتزامن مع صدور منشورات ويلز الأولى التي مثلت بدء إحياء نظريات أسطورية المسيح. يقول بول زاهل إنه رغم تقديم المسعى الثاني إسهاماتٍ كبيرةً في ذلك الوقت، فقد نُسيت معظم نتائجه الآن، وإن لم يُثبَت عكسه.[55][56][57][58]

بدأ المسعى الثالث في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وأدخل معايير جديدة. من بينها في المقام الأول معيار المصداقية التاريخية، ومعيار الرفض والتنفيذ، ومعيار التطابق (المسمى أيضًا الدليل الظرفي التراكمي)، وهي حالة خاصة لمعيار الترابط الأقدم. إن المسعى الثالث متعدد التخصصات وعالمي، أجراه علماء من تخصصات متعددة ودمجوا فيه نتائج الأبحاث الأثرية.[59][60][61]

أسفر المسعى الثالث عن رؤى جديدة في السياق الفلسطيني واليهودي ليسوع، لا في شخص يسوع نفسه. وأوضح أن كل المواد المتعلقة بيسوع آتية من الكنيسة المنبثقة، ما يثير تساؤلات حول معيار الاختلاف، وإمكانية إسناد تلك المواد إلى يسوع وحده، لا إلى الكنيسة المنبثقة.[61][62][63]

وجود يسوع تاريخي

أدت هذه الأساليب الحرجة إلى إعادة النظر إلى يسوع بصفته شخصية لاأسطورية. إن وجهة النظر العلمية السائدة هي أن رسائل بولس والأناجيل تصف مسيح الإيمان، مقدمةً رواية دينية حلت محل أخرى تاريخية عن يسوع الذي عاش في فلسطين الرومانية في القرن الأول. مع ذلك، لا يشك أحد في وجود يسوع التاريخي. يقول عالم العهد الجديد بارت إيرمان إن يسوع «كان موجودًا بالتأكيد، ويوافق على ذلك كل عالم مختص في العصور القديمة، مسيحيًا كان أم غير مسيحي».[64][65][66]

وفقًا لمعايير نهج الموثوقية، يختلف العلماء حول تاريخية أحداث محددة مُدونة في روايات الإنجيل عن يسوع، لكن يلقى حدثا المعمودية والصلب «إجماعًا عالميًا تقريبًا». تقول المؤرخة ألانا نوبس:[67]

رغم استمرار النقاشات التاريخية واللاهوتية حول أفعال هذا الشخص وأهميته، فإن شهرته كمعلم وصلبه على يد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي يمكن أن يوصفا بأنهما أمران مؤكدان تاريخيًا.

غالبًا ما اختلفت صور يسوع عن بعضها وعن الصورة الموصوفة في روايات الأناجيل. تتمثل الصور الرئيسية ليسوع الناتجة عن المسعى الثالث في ما يلي: نبي رؤيوي، وشافٍ كاريزماتي، وفيلسوف تشاؤمي، ومشيح يهودي، ونبي التغيير الاجتماعي. يقول إيرمان إن الرأي الأكثر شيوعًا هو أن يسوع كان نبيًا رؤيويًا أُلِّه لاحقًا.

وفقًا لجيمس دان، ليس من الممكن «بناء تصور حقيقي (من البيانات المتاحة) عن يسوع». حسب فيليب ر. ديفيز، المنتمي إلى مدرسة الكتاب المقدس المعتدلة، «إن ما يجري تأكيده على أنه يسوع في التاريخ هو شفرة لا شخصية كاملة». حسب إيرمان، فإن «المشكلة الحقيقية مع يسوع» ليست الموقف الأسطوري بصفته «أسطورة اخترعها المسيحيون»، بل كونه «تاريخيًا جدًا»، أي أنه كان يهوديًا فلسطينيًا منذ القرن الأول، ولم يكن مثل يسوع الذي يُبشَّر به ويُعلن عن اليوم. يقول إيرمان: «كان يسوع يهوديًا في القرن الأول، وحين نحاول أن نجعله أميركيًا في القرن الحادي والعشرين، فإننا نشوّه كل ما كان عليه وكل ما دافع عنه».[68][69][70][71]

زوال الأصالة والدعوة إلى دراسات الذاكرة

منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تزايدت بواعث القلق بشأن جدوى معايير الأصالة.[72][73][74] يرى كريس كيث أن المعايير ما هي إلا أدوات أدبية تدين بالفضل إلى النقد التشكيلي، ولكنها ليست أدواتًا تأريخيةً.[75] كان الغرض من الأدوات المدينة تلك تمييز تقاليد ما قبل الإنجيل، لا تحديد الحقائق التاريخية، [75]ولكنها «استبدلت التقليد ما قبل الأدبي بتقليد يسوع التاريخي».[76] يرى أنتوني لودون أن استخدام هذه المعايير هو شكل من أشكال «التأريخ الوضعي».[77]

يجادل كريس كيث وأنتوني لودون وآخرون من أجل نهج «ذاكرة اجتماعية» الذي ينص بأن احتياجات الحاضر تشكل الذكريات وبدلًا من البحث عن يسوع التاريخي، ينبغي للعلم دراسة كيفية تشكل ذكريات يسوع وكيف أُعيد تشكيلها «بهدف التماسك والفهم الذاتي (فهم هوية) للمجموعات».[76]

كانت دراسة جيمس دان في عام 2003، تُذُكِّر يسوع، بداية هذا «الاهتمام المتزايد … بنظرية الذاكرة وشهادة الشهود العيان. يقول دان: «إن الهدف الوحيد الواقعي لأي «بحث عن يسوع التاريخي» هو تذكُّره».[78] يزعم دان أن المسيحية بدأت بالتأثير الذي تركه يسوع على أتباعه، الذين نقلوا ذكرياتهم عنه ودوَّنوها في التقليد الإنجيلي الشفاهي. وفقًا لما ذكره دان، أنه لكي يفهم العلماء من هو يسوع وما هو تأثيره، يتعين عليهم أن ينظروا إلى «الصورة الواسعة النطاق، مركزين على السمات المميزة والمؤكدة لتقليد يسوع، بدلًا من جعل الاكتشافات تعتمد اعتمادًا زائدًا على عناصر منفردة من التقليد».[78]

شرح أنتوني لودون أطروحة دان بالتفصيل مستندًا إلى «تأريخه بالكامل لأطروحة دان القائلة إن يسوع التاريخي هو ذكرى المسيح التي ذكرها التلاميذ الأوائل». طبقًا لما قاله لودون، يُعاد تشكيل الذكريات، ولا يُستذكَر الماضي بدقة. يقول لودون إن تذكر الأحداث يُتيسَّير بربطها بقصة أو «نوع» مشترك. يُشكل هذا النوع طريقة الاحتفاظ بالذكريات وإعادة سردها. يعني هذا أن تقليد يسوع ليس اختراعًا لاهوتيًا للكنيسة الأولى، بل يتشكل ويتهدم بفعل القيود التي يضعها هذا النوع على الذكريات المتناقلة، بسبب قالب هذا النوع.

يذكر كريس كيث إن هناك بديلًا للبحث عن يسوع التاريخي «يفترض وجود يسوع تاريخي لا يمكن تحققه إطلاقًا في نهاية المطاف، ولكن يمكن فرضه على أساس تفسيرات المسيحيين الأوائل، وكجزء من عملية أكبر لمعرفة كيف ولماذا نظر المسيحيون الأوائل إلى يسوع بالطرق التي رأوها». يرى كيث أن «هذين النموذجين غير متناسبين من الناحيتين المنهجية والمعرفية»، ما يثير الشك في أساليب وهدف النموذج الأول.[79]

منظرو أسطورية المسيح

يزعم واضعو نظريات أسطورة المسيح أن روايات يسوع هي في معظمها، أو بأكملها، ذات طبيعة أسطورية، مشككين في النموذج السائد ليسوع التاريخي الذي أُلِّه في بداية القرن الأول. يشير معظمهم، مع معظم الدراسات السائدة، إلى أن المسيحية تطورت في حضن الديانة الهلنستية اليهودية المتأثرة بالهلينة. يجب أن تُفهم المسيحية المبكرة وروايات يسوع ضمن هذا السياق. بعد أن استحدثت دراسة العهد الجديد المعاصرة عدة معايير لتقييم تاريخية فقرات العهد الجديد وأقواله، اعتمد معظم منظري أسطورة يسوع على مقارنة الأساطير المسيحية بالتقاليد الدينية المعاصرة، مع التركيز على الطبيعة الأسطورية لروايات الكتاب المقدس.[80]

يزعم بعض الكتاب المعتدلين، وأبرزهم ولْز، أنه ربما وُجد يسوع التاريخي، لكنَّ يسوع التاريخي هذا أُدمجِت شخصيته مع تقليد آخر، وهو شخصية المسيح الأسطورية التي قدمها بولس.[81][82] جادل آخرون، وخصوصًا ويلز وألفار إليغارد في وقت مبكر، بأن يسوع الذي تحدث عنه بولس عاش قبل ذلك بكثير، في ماضٍ بعيد لا يُتذكر عنه إلا القليل.[83][84][85]

يتبنى منظرون أسطوريون أكثر راديكاليةً، على حد تعبير روبرت برايس، موقف «إنكار يسوع»، أي أنه لم يكن هناك يسوع تاريخي قط، وكل ما يُروى هو عن شخصية أسطورية، وقصة التجسد، والموت، والصعود هي أساطير أيضًا. نشأت تلك الشخصية عبر إدماج توفيقي للفكر الديني اليهودي والهلنستي والشرقي أوسطي، قدمه بولس ثم أرخته الأناجيل، والتي تُوُفِقت هي الأخرى. من هؤلاء «المنكرين» البارزين بول لويس كوشود، إيرل دوهرتي، وتوماس برودي، وريتشارد كاريير.

يتبنى بعض الكتاب الآخرين موقف لاأدري يسوعي. أي أنه لا يمكن التأكد من وجود يسوع تاريخي، وإذا وُجِد بالفعل، فلا يمكن معرفة أي شيء عنه تقريبًا. من أبرز «اللاأدريين» روبرت برايس، وتوماس طومسون. يقول طومسون إنه لا علاقة لمسألة تاريخية يسوع بفهم معنى نصوص الكتاب المقدس وأهميتها في زمنها.[86][87]

نظرة عامة على حجج النظرية الرئيسية

وفقًا لعالِم العهد الجديد روبرت ڤان فورست، يتبع معظم منظري أسطورية يسوع المسيحيين حجة ذات ثلاث تشعبات قدمها لأول مرة المؤرخ الألماني برونو باور في العقد الأول من القرن التاسع عشر، يشككون في مدى مصداقية تأسيس رسائل بولس والأناجيل لتاريخية يسوع، إذ يشيرون إلى غياب المعلومات عن يسوع في المصادر غير المسيحية في القرن الأول وأوائل القرن الثاني، ويجادلون بأن للمسيحية المبكرة أصول أسطورية وتوفيقية بين الأديان، بشكل أكثر تحديدًا،

  • افتقار الرسائل البولسية (رسائل بولس) إلى معلومات مفصلة عن سيرته الذاتية: يجادل معظم منظري أسطورية يسوع بأن رسائل بولس أقدم من الأناجيل، غير أنه -باستثناء بعض الفقرات التي ربما تحتوي آيات مزيدة أُضيفت لاحقًا- هناك غياب كامل لأي معلومات مفصلة عن سيرة ذاتية ليسوع، والتي -إن عاصر يسوع بولس حقًا- [88]كان من المتوقع تواجدها، ولا تستشهد -الرسائل- بأي من أقوال يسوع، ما يُطلق عليه الحجة من السكوت.[89][90][91] جادل بعض الأسطوريين بأن رسائل بولس تعود إلى وقت أبعد مما يُظن عادة، ولذلك فهي ليست مصدرًا موثوقًا عن حياة يسوع.
  • الأناجيل ليست سجلات تاريخية، بل هي سرد تاريخي خيالي: يقول الأسطوريون إنه على الرغم من أن الأناجيل تقدم، في الظاهر، إطارًا تاريخيًا، فإنها ليست سجلات تاريخية، بل كتابات لاهوتية،[92][93] أو أسطورة أو خرافة خيالية تحاكي نموذج البطل الأسطوري.[92][93] إنها -الأناجيل- تفرض «سردًا تاريخيًا خياليًا» على «شخصية مخلص عالم أسطورية»،[92][93] وتنسج معًا تقاليد تاريخية زائفة مختلفة عن يسوع،[92][93] رغم أنه ربما يكون هناك شخص تاريخي حقيقي لا يمكن معرفة شيء عنه تقريبًا.[94]
  • عدم وجود روايات شهود عيان مستقلة: لم تتبق أي روايات مستقلة لشهود عيان على قيد الحياة على الرغم من أن العديد من المؤلفين كانوا يكتبون في ذلك الوقت.[95][96] لا تحتوي الروايات الرومانية في أوائل القرن الثاني إلا على أدلة شحيحة جدًا،[97][98] وقد تعتمد على مصادر مسيحية.[99][100][92][101]
  • كون يسوع كائنًا أسطوريًا تتمركز حوله الأناجيل: تنوعت المسيحية المبكرة وتوافقت على نطاق واسع، واشتركت في الأفكار الفلسفية والدينية مع الأديان الأخرى في ذلك الوقت.[102] نشأت المسيحية في العالم اليوناني الروماني في القرنين الأول والثاني الميلاديين، جامعة بين الرواقية اليونانية والافلاطونية المحدثة وكتابات العهد القديم اليهودي والأساليب التأويلية لفيلون؛[103][104][87] خالقةً شخصية يسوع الأسطورية.[87][102][105] يشير بولس إلى يسوع بصفته كائنا مُمَجَّدًا، وربما يكتب عن كائن أسطوري[90] أو خارق للطبيعة، إله سماوي دعاه يسوع.[106][107][108] إن هذا الكائن السماوي هو تجسيدات متعددة من الله وبالتحديد تجسيد الحكمة،[109][110][111] أو «مخلِّص مشبَّه بشخصيات مماثلة في الأديان السرائرية القديمة»، والذي كان غالبًا (ولكن ليس دومًا) إلهًا يموت ويقوم. رغم احتمالية احتواء كتابات بولس أيضًا على أفكار غنوصية أولية، جادل بعض الأسطوريين بأن بولس قد يشير إلى شخصية تاريخية ربما عاشت في ماضٍ بعيد، قبل بداية الحقبة العامة بزمنٍ طويل.[112][84][85][111]

الآراء السائدة وآراء الأسطوريين بشأن الحجج

الرأي السائد

الرأي السائد هو أن رسائل بولس السبع التي لا خلاف عليها، والمعتبرة بإجماع العلماء أنها رسائل أصيلة، يعود تاريخ تدوينها إلى عام 50 حتى عام 60 ميلادي عمومًا، وبذلك تكون أقدم النصوص المسيحية المتبقية المتضمنة معلومات عن يسوع.[113] يرى معظم العلماء أن الرسائل البولسية عناصر أساسية في دراسة يسوع[114][115][116] التاريخي، وتطور المسيحية الباكرة.[45] مع ذلك، يجادل العلماء بأن بولس كان «صانع أساطير»[117] أيضًا، أعطى تفسيره الخاص المختلف عن مفهوم يسوع،[45] مشيدًا جسرًا بين العالم اليهودي والعالم الهلنستي،[45] وبذلك أنشأ الإيمان الذي صار مسيحيًا.[117]

رأي الأسطوريين

يتفق الأسطوريون على أهمية رسائل بولس، ويتفق بعضهم مع تأريخها المبكر هذا، ويتخذون من الرسائل البولسية نقطة انطلاق لعمل الدراسات السائدة.[90] يجادلون بأن هذه الرسائل تشير فقط إلى وجود كائن سماوي أو أسطوري، أو لا تحتوي على معلومات دقيقة عن يسوع التاريخي. شكك بعض الأسطوريين في التأريخ المبكر للرسائل، ما أدى لطرح احتمالية كونها عنصرًا من عناصر أحدث وأكثر تطورًا من الفكر المسيحي المبكر.

لاحظ اللاهوتي ويليم كريستيان فان مان، المنتمي إلى حركة النقد الراديكالي الهولندية، العديد من المفارقات التاريخية في رسائل بولس. زعم فان مانن أنه لم يكن من الممكن كتابة الرسائل في شكلها النهائي قبل القرن الثاني. أشار أيضًا إلى أن المدرسة المرقيونية كانت أول مَن نشر الرسائل، وأن مرقيون (الذي عاش منذ نحو عام 85 حتى عام 140 تقريبًا) استخدمها لتبرير آرائه الغنوصية والدوسيتية القائلة بإن تجسد يسوع لم يتم في جسد مادي. درس فان مان أيضًا ترجمة مرقيون للرسالة إلى غلاطية وقارنها بالترجمة الكنسية القانونية، وجادل بأن هذه الترجمة الكنسية القانونية تنقيح لاحق قللت التركيز على الجوانب الغنوصية.[118]

يجادل برايس أيضًا بأن الرسائل تعود لتاريخ لاحق، ويعتبرها تجميعًا لشذرات من مخطوطات (ربما بجوهر غنوصي)،[119] زاعمًا أن مرقيون كان مسؤولًا عن قسم كبير من مجموع النصوص البولسية أو حتى ربما كتب الرسائل بنفسه. ينتقد برايس نظريات زملاؤه المسيحيين الأسطوريين لتمسكهم بتأريخ الرسائل لأواسط القرن الأول تاريخ الرسائل نظرًا لأسبابهم التبريرية.[120][121]

عدم وجود معلومات السيرة الذاتية

الرأي السائد

تشير الدراسات الحديثة -وفقًا لما يقوله إيدي وبويد- إلى «عدم ذكر بولس سوى القليل نسبيًا عن سيرة يسوع الذاتية» ونظرته إلى يسوع «نظرة معاصرة حديثة».[113] مع ذلك، وعلى حد قول كريستوفر توكيت، «حتى لو لم تكن لدينا مصادر أخرى، بإمكاننا أن نستنتج بعض الأشياء عن يسوع من رسائل بولس».[117]

رأي الأسطوريين

انتقد ويلز، وهو «يميل إلى أسطورية المسيح»، قلة الإشارة ليسوع في رسائل بولس، قائلًا إنها لا تحتوي على معلومات عن والديّ يسوع، ومحل ميلاده، وما تلقاه من تعليم، ومحاكمته، وصلبه. يقول روبرت برايس إن بولس لا يشير إلى حياة يسوع على الأرض، حتى لو أيّدت تلك التعاليم الحياتية الأرضية آراء بولس أو بررتها. يأتي الوحي بدلًا منها كمصدر بارز لمعرفة بولس ليسوع.[122]

يقول ويلز إن رسائل بولس لا تشير إلى أقوال يسوع، أو تحتوي على ذلك بشكل مبهم وعام لا غير. يقول ويلز، وفقًا لرواية برايس، إن كتَبَة العهد الجديد «لابُدَّ وأنهم استشهدوا بها بالتأكيد عندما أثيرت المواضيع نفسها في الحالات التي تناولوها».[121]

الرأي السائد

هناك إجماع بين العلماء المعاصرين على أن الأناجيل شكل من الأشكال القديمة للسير الذاتية، تهتم بتقديم أمثولات للقراء للاقتداء، مع الحفاظ على شهرة الموضوع وذكراه، فضلًا عن الاهتمام بالتبشير والكيريغما (الوعظ) في تلك الأعمال.[123][124][125]

يُنظر إلى الأناجيل عند دراسة الكتاب المقدس على أنها شكل أدبي لتقاليد شفوية ظهرت خلال حياة يسوع التاريخي، والذي كان له -حسب قول دان- تأثير عميق لدى أتباعه.[126]

رأي الأسطوريين

يجادل الأسطوريون بأن الأناجيل تحتوي على «رواية تاريخية غير واقعية» فُرضت على «شخصية مخلص الكون الأسطورية» التي اختلقها بولس. يجادلون بأن الأناجيل شكل من أشكال الخيال الأسطوري وأن قصة يسوع الموجودة في الأناجيل تتماشى مع النماذج القديمة للأبطال الأسطوريين.[127] يوجد نموذج البطل الأسطوري في العديد من الثقافات التي غالبًا ما تكون لها مفاهيم متعلقة بالمعجزات أو ولادة عذروية يبشر بها رجال حكماء ويوجد بها عنصر النجم، وتجربها قوى الشر أو تحاربها، وتموت على تل، وتظهر بعد الموت ثم تصعد إلى السماء.[128] يقترح بعض الأسطوريين أن بعض أجزاء العهد الجديد كُتبت لمخاطبة الأمم ولذا وُضعت في شكل روايات رمزية للمألوف لديهم، وهي ليست قصصًا تاريخية. يرى إيرل دوهرتي أن الأناجيل كتابات «رمزية وخيالية بالأساس».[129]

وفقًا لما يقوله ويلز، وُجد يسوع تاريخي بشكل طفيف، وحُفظت تعاليمه في الوثيقة ق. بحسب ولز، تجمع الأناجيل بين روايتين عن يسوع، وهما: الواعظ الجليلي المذكورة في الوثيقة ق، ويسوع الأسطوري الموجود في كتابات بولس. لا يتفق دوهرتي مع ويلز فيما يتعلق بهذا المعلم بالوثيقة ق، مجادلًا بأن يسوع كان شخصية أمثولية تجسد الحكمة، اعتُبِر مؤسسًا للجماعة المشار إليها في الوثيقة ق. يرى دوهرتي أن جماعةً يغلب عليها طابع الأمم، دمجت في إنجيل مرقس شخصيتين هما: يسوع المذكور في الوثيقة ق والمسيح الذي اختلقه بولس.[130]

النقد السائد

يذكر إرمان أن الأناجيل تستند إلى مصادر شفوية لعبت دورًا هامًا في اجتذاب مؤمنين جدد.[130]

استشهد اللاهوتيون المسيحيون بنموذج البطل الأسطوري للدفاع عن التعاليم المسيحية مع التأكيد القاطع على تاريخية يسوع. يشير أيضًا الأكاديميان العلمانيان كيندريك وماكفرلاند إلى أن تعاليم يسوع شكلت «خروجًا جذريًا عن جميع المصطلحات المتفق عليها لتعريف من هو البطل».[131]

رأي الأسطوريين

يدعي مؤيدو أسطورية يسوع عدم وجود سجلات تاريخية حتى القرن الثاني عن يسوع الناصري لأي كاتب غير يهودي، ويضيفون أن يسوع لم يترك أي كتابات أو أي أدلة أثرية أخرى.[132] باستخدام الحجة من السكوت، لاحظوا أن الفيلسوف اليهودي فيلو الإسكندري لم يذكر يسوع عندما تحدث نحو عام 40 ميلادي عن وحشية بيلاطس البنطي.[133]

النقد السائد

يشير أغلب علماء الكتاب المقدس إلى أن الكثير من كتابات الأزمنة القديمة قد فُقدت، وإلى عدم كتابة إلا القليل عن أي ما يتعلق باليهودية أو المسيحية في تلك الفترة. يشير إرمان إلى عدم وجود أي أدلة أثرية أو نصية على وجود معظم أشخاص العالم القديم، حتى الأشخاص المشهورين، مثل بيلاطس البنطي والذي يتفق علماء النظرية الأسطورية على وجوده.[134][135] يشير روبرت هتشينسون إلى أن هذا ينطبق أيضًا على يوسيفوس، رغم كونه «المفضل لدى الإمبراطور الروماني فسبازيان». يقتبس هتشينسون من إرمان بشأن عدم ذِكر يوسيفوس نهائيًا في مصادر يونانية أو رومانية في القرن الأول، رغم كونه «صديقًا شخصيًا للإمبراطور». يقول المؤرخ الكلاسيكي والمؤلف الشهير مايكل غرانت إنه إذا طُبق المعيار نفسه على الآخرين «يمكننا رفض وجود مجموعة كبيرة من الشخصيات الوثنية التي لا يشكك أحد أبدًا في واقعيتها كشخصيات تاريخية».[136]

يوسيفوس وتاسيتس

هناك ثلاثة مصادر غير مسيحية تُستخدَم عادة للدراسة والتأسيس لتاريخية يسوع، اثنتان منها ليوسيفوس والثالثة للروماني تاسيتوس.[137][138][139][140][141]

الرأي السائد

يتضمن مؤلف عاديات اليهود، الذي كتبه يوسيفوس نحو عام 93-94 ميلادي، إشارتين إلى يسوع المذكور في الكتاب المقدس، وذلك في الكتابين الثامن عشر والعشرين من مؤلفه. يعتبر الرأي الأكاديمي العام أن الكتاب الثامن عشر، وهو الكتاب الأطول في المؤلف، والمعروف بـ فلافين الشاهد (باللاتينية: Testimonium Flavianum)، ليس على الأرجح فصلًا أصيلًا بالكامل، إلا أنه أُلِّف عن بذرة أصيلة، كانت خاضعة آنذاك للتدليس أو التحريف المسيحي. يرى الباحث الكلاسيكي لويس فيلدمان، والمتخصص في دراسة يوسيفوس، أن «قليلين قد شككوا في صدق» إشارة يوسيفوس إلى يسوع في الفقرة الأولى من الفصل التاسع من الكتاب العشرين («أخو يسوع، الذي دُعي المسيح، واسمه يعقوب»)، ولا يجادل في ذلك إلا عدد قليل من العلماء.[142][143][144][145]

يجادل مؤيدو الأسطورية باحتمالية كون فلافين الشاهد كتابًا مدلسًا أو محرَّفًا من قِبل المدافع المسيحي يوسابيوس في القرن الرابع أو من قِبل آخرين. يجادل ريتشارد كارير بأن النص الأصلي للكتاب العشرين من العاديات يشير إلى يشوع بن دامنيوس شقيق الكاهن الأعظم، والذي يُدعى يعقوب، لا يسوع المسيح. يجادل كارير أيضًا بأن عبارة «الشخص المدعو المسيح» نتجت، على الأرجح، عن دمج دخيل لتعليق هامشي أضافه قارئ غير معروف.[146]

يشير المؤرخ الروماني تاسيتس في الفصل الرابع والأربعين من الكتاب الخامس عشر من مؤلفه الحوليات (الذي كُتب عام 116 ميلادي تقريبًا) إلى «المسيح» وإلى إعدام بيلاطس البنطي له. تدفع اللهجة شديدة السلبية المتجلية في تعليقات تاسيتوس بشأن المسيحيين معظم الخبراء إلى استبعاد كون كاتب هذا المقطع شخصًا مسيحيًا. قُبلت تلك الإشارة الضمنية على نطاق واسع على أنها تأكيد مستقل لصلب المسيح، رغم أن بعض العلماء يشككون في القيمة التاريخية للمقطع لعدة أسباب.[147][148]

رأي الأسطوريين

يؤكد مؤيدو نظرية أسطورة المسيح أمثال كارير وجورج ويلز أن مصادر مثل تاسيتس وغيرها، والتي كُتِبت بعد عقود من الأحداث المزمعة، لا تتضمن أي تقاليد مستقلة متعلقة بيسوع، وبالتالي لا يمكنها تقديم تأكيد للحقائق التاريخية عنه.[147][148]

الرأي السائد

يتناول العالِم المنتمي للتيار السائد فان فورست في كتابه يسوع بعيدًا عن العهد الجديد (2000) الإشارات إلى يسوع في الكتابات الكلاسيكية، والكتابات اليهودية، والمصادر الافتراضية للأناجيل القانونية، والكتابات المسيحية الموجودة خارج العهد الجديد. يخلص فان فورست إلى أن المصادر غير المسيحية تقدم «دليلًا صغيرًا ولكن مؤكدًا لبعض التقاليد التاريخية للعهد الجديد على خلفية أسرة يسوع، وزمن وجوده وخدمته وموته»، فضلًا عن «دليل على محتوى الوعظ المسيحي مستقل عن العهد الجديد»، في حين تتيح المصادر المسيحية غير المؤسَّسة على الكتاب المقدس الوصولَ إلى «بعض المعلومات الهامة عن التقاليد الأولى المتعلقة بيسوع».[149]

الرأي السائد

يتفق معظم المؤرخين على تأسيس إما يسوع أو أتباعه طائفة يهودية جديدة، جذبت متحولين من اليهود والأمم على السواء. طُوِّرت المسيحية المبكرة بما فيها من تنوع واسع من هذه الطائفة اليهودية، بوجود وجهات النظر الأرثوذكسية الأولي و«مهرطقة»، مثل الغنوصية، جنبًا إلى جنب معها،[150][48] ووفقًا لعالم العهد الجديد بارت إيرمان، تواجدت عدة مسيحيات مبكرة في القرن الأول الميلادي، ومنها طُوِّرت تقاليد وطوائف مسيحية مختلفة، بما في ذلك الأرثوذكسية الأولي.[151] يمكن التعرف على أربعة أنواع للمسيحية المبكرة، وهم: المسيحية اليهودية، والمسيحية الهلينية، والمسيحية الأبوكاليبسية، والكاثوليكية المبكرة، وذلك حسب ما يراه اللاهوتي جيمس دان جي.[152]

رأي الأسطوريين

يقترح برونو باور في كتابه يسوع والقيصر (1877) أن المسيحية كانت توفيقًا جامعًا بين رواقية سينيكا الأصغر والأفلاطونية اليونانية المحدثة واللاهوت اليهودي لفيلو مثلما طورها اليهود المؤيدون للرومان، مثل يوسيفوس. كان هذا الدين الجديد بحاجة إلى مؤسس وأوجد مسيحه. يلاحظ روبرت برايس، في استعراض لأعمال باور، أن موقف باور الأساسي فيما يتعلق بالنبرة الرواقية والطبيعة الخيالية للأناجيل لا يزال يتكرر في دراسة معاصرة.[153]

يلاحظ دوهرتي انتشار الثقافة واللغة اليونانية في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط مع غزوات الإسكندر الأكبر، ما أثر على الثقافات الموجودة بالفعل هناك. أضاف الغزو الروماني لهذه المنطقة تنوعًا ثقافيًا، ولكن أدى أيضًا إلى الشعور بالاغتراب والتشاؤم. توافر تنوع في الأفكار الدينية والفلسفية بشكل ثري، وقدر غير اليهود اليهودية تقديرًا عاليًا لأفكارها التوحيدية ومعاييرها الأخلاقية السامية. مع ذلك، أُتيحت التوحيدية أيضًا عبر الفلسفة اليونانية، وخاصةً الأفلاطونية، بإلهها السامي واللوغوس الوسيط.[102] وفقًا لما ذكره دوهرتي، «نشأت المسيحية في هذه التربة غنية الأفكار، كنتاج لفلسفة يهودية وأخرى يونانية»، على غرار قول برونو باور الذي قال إن المسيحية خليط من الرواقية والأفلاطونية اليونانية والفكر اليهودي.

يذكر روبرت برايس أن المسيحية ابتدأت بين اليهود الهلينيين، الذين مزجوا بين التفسيرات التمثيلية للتقاليد اليهودية مع عناصر يهودية غنوصية وزرادشتية وعناصر تتبع طوائف الديانات الغامضة.[154] يلاحظ بعض مؤيدو الأسطورية أن بعض قصص العهد الجديد يبدو كما لو أنها تعزز نبوات العهد القديم، وتكرر قصص شخصيات مثل: إيليا، وإليشع، وموسى، ويشوع لاجتذاب اليهود للتحول للمسيحية. يشير برايس إلى أن أغلب قصص الأناجيل لها ما يوازيها في العهد القديم وتقاليد أخرى، مستنتجًا أن الأناجيل ليست مصادر مستقلة ليسوع التاريخي، بل هي «أسطورة وخرافة وخيال وتنقيح».[155]

بحسب دوهرتي، لا يمكن تفسير النمو السريع للجماعات المسيحية الأولى والتنوع الكبير في الأفكار بمجهود تبشيري واحد، بل يشير إلى تطورات موازية نشأت في أماكن مختلفة وتباري في الدعم. تشير حجج بولس ضد الرسل المنافسين أيضًا إلى هذا التنوع. يلاحظ دوهرتي أيضًا أن يشوع (يسوع) اسم عام يعني «يهوه يخلص» ويشير إلى مفهوم الخلاص الإلهي، الذي يمكن أن ينطبق على أي نوع من الخلاص أو الحكمة.[102]

الرأي السائد

ترى معظم الدراسات أن يسوع معلمًا أو واعظًا أخرويًا، مُجِّد بعد موته. تتضمن رسائل بولس قوانين إيمان، أو اعترافات إيمانية تسبق بولس، بها معلومات أساسية عن إيمان جماعة أورشليم الأولى بقيادة يعقوب «أخي يسوع».[156][157][158] يعود تاريخ تلك القوانين السابقة لبولس لفترة تالية ببضع سنوات لموت يسوع، وتطورت في جماعة المسيحيين في أورشليم. تحتوي الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس إحدى أوائل العقائد الإيمانية التي تدل على الإيمان بقيامة يسوع، وتحديدًا في كورنثوس الأولى 15: 3-41:[159][160]

«فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضًا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفِن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب، وأنه ظهر لصفا ثم للإثني عشر. بعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ أكثرهم باقٍ إلى الآن ولكن بعضهم رقدوا. بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. آخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا».

يقول عالم العهد الجديد جيمس دان نصًا إن بولس في الآية رقم ثلاثة من الأصحاح الخامس عشر من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس «يسرد الإيمان التأسيسي»، وبالتحديد «أن المسيح مات». وفقًا لدان، حُكي لبولس عن يسوع الذي مات قبل عامين أو نحو ذلك. تُشير كورثنوس الأولى 15: 11 أيضًا إلى آخرين سابقين لبولس وعظوا بالعقائد الإيمانية.[161]

وفقًا لهورتادو، فُسر موت يسوع على أنه موت عوضًا عن «خطايانا»، حسب خطة الله كما ترد في النصوص اليهودية المقدسة. يكمن المغزى في «موضوعي الحتمية الإلهية وإتمام النصوص المقدسة»، لا في تأكيد بولس على «موت «يسوع» كذبيحة أو كفارة عن خطايانا». بالنسبة للمسيحيين اليهود الأوائل «كانت فكرة موت المشيح حدثًا خلاصيًا حتميًا يعطي شرحًا تبريريًا لصلب يسوع ... يثبت أن موت يسوع لم يفاجئ الله». وفقًا لكريستر ستيندال، إن الشاغل الرئيسي في كتابات بولس حول دور يسوع والخلاص بالإيمان ليس الضمير الفردي للبشر الخطاة، وشكوكهم حول اختيارهم من قبل الله أم لا، بل مشكلة بقبول الجنتايل، مراقبوا التوراة في عهد الله.[161]

كثيرًا ما فُسِّر ظهور يسوع على أنه اختبار رؤيوي، ارتؤي فيه وجود يسوع. وفقًا لإيرمان، غيرت رؤى يسوع وما تلاها بالإيمان بقيامة يسوع بشكل جذري تصورات أتباعه الأوائل، التي انتهت بصعوده إلى السماء من قِبل الله، ممجدين إياه في اعتبار وسلطان غير مسبوقين. وفقًا لهورتادو، فإن اختبارات القيامة كانت اختبارات دينية «يبدو أنها تضمنت رؤى (و / أو صعودًا إلى) سماء الله، وهناك شوهد المسيح الممجد في وضع ممجّد». ربما ظهرت هذه الرؤى في معظم الأحيان خلال حياة الشركة التعبدية. يدفع يوهان ليمان بأن الموائد الجماعية وفرت سياقًا دخل فيه المشاركون إلى الحالة الذهنية التي شعروا فيها بوجود يسوع.

تتضمن العقائد المذكورة في رسائل بولس عناصر من أسطورة المسيح ومن عبادتها، مثل نشيد المسيح في فيلبي 2: 6-11، الذي يُصور فيه يسوع على أنه كائن سماوي متجسد وبالتالي ممجد. يرى العلماء في ذلك دلالة على أن تجسد يسوع وتمجيده كانا جزءًا من التقليد المسيحي بعد بضع سنوات من وفاته وقبل أكثر من عقد من كتابة رسائل بولس.

تضع الدراسات الحديثة تمجيد المسيح وعبادته في السياق اليهودي. يقول أندرو تشيستر: «بالنسبة إلى بولس، من الواضح أن يسوع هو شخصية من العالم السماوي، وبالتالي يناسب فئة مسيحية تطورت بالفعل داخل اليهودية، إذ أن المسيح هو شخصية بشرية أو ملائكية … تنتمي إلى العالم السماوي، وشخص له في الوقت نفسه دور محدد ومحدود على الأرض». بحسب إيرمان، اعتبر بولس يسوع ملاكًا متجسدًا على الأرض. وفقًا ليجيمس وادل، تأثر مفهوم بولس عن يسوع بصفته شخصية سماوية وتصوره عن المشيح بسفر أخنوخ.[162]

رأي الأسطوريين

يرفض منظِّرو أسطورية المسيح الفكرة القائلة بأن رسائل بولس تشير إلى شخص حقيقي. وفقًا لدوهرتي، كان يسوع بولس ابنًا إلهيًا لله، موجودًا في ملكوت روحي وفيه صُلب وقام. بُني يسوع الأسطوري هذا على تفسير العهد القديم والرؤى السرائرية ليسوع القائم من الموت.[163]

وفقًا لكارير، تُظهِر رسائل بولس الأصيلة أن بطرس الرسول وبولس الرسول آمنا بيسوع رؤيوي أو حلمي، مُؤسس على تفسير آيات الترجمة السبعينية الواردة في زكريا 6 و3، ودانيال 9 وأشعيا 52-53.[164]

انظر أيضًا

المراجع

  1. Maurice Casey, Jesus: Evidence and Argument or Mythicist Myths?, Bloomsbury T&T Clark, 2014.
  2. Lataster, Raphael (2015)، "Questioning the Plausibility of Jesus Ahistoricity Theories — A Brief Pseudo-Bayesian Metacritique of the Sources"، The Intermountain West Journal of Religious Studies، 6:1.
  3. Mitchell, Logan (1842)، The Christian mythology unveiled, lectures، Cousins، ص. 151، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، Jesus Christ in the New Testament, has no reference whatever to any event that ever did in reality take place upon this globe; or to any personages that ever in truth existed: and that the whole is an astronomical allegory, or parable, having invariably a primary and sacred allusion to the sun, and his passage through the signs of the zodiac; or a verbal representation of the phenomena of the solar year and seasons. (Image of Title page & p. 151 at Google Books) {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |اقتباس= (مساعدة)
  4. Bart Ehrman, Did Jesus Exist? Harper Collins, 2012, p. 12, ""In simpler terms, the historical Jesus did not exist . Or if he did, he had virtually nothing to do with the founding of Christianity." further quoting as authoritative the fuller definition provided by Earl Doherty in Jesus: Neither God Nor Man. Age of Reason, 2009, pp. vii-viii: it is "the theory that no historical Jesus worthy of the name existed, that Christianity began with a belief in a spiritual, mythical figure, that the Gospels are essentially allegory and fiction, and that no single identifiable person lay at the root of the Galilean preaching tradition."
  5. Carrier, Richard (2014)، On the Historicity of Jesus: Why We Might Have Reason for Doubt، Sheffield Phoenix Press Limited، ص. 52، ISBN 978-1-909697-49-2، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، [T]he basic thesis of every competent mythologist, then and now, has always been that Jesus was originally a god just like any other god (properly speaking, a demigod in pagan terms; an archangel in Jewish terms; in either sense, a deity), who was later historicized.
  6. Theissen & Merz 1998، صفحات 93-118.
  7. Voorst, Robert Van (2000)، Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence، Wm. B. Eerdmans Publishing، ص. ISBN 978-0-8028-4368-5، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، Bauer’s views of Christian origins ...gained no lasting following or influence on subsequent scholarship, especially in the mainstream.
  8. Evans, Craig A. (26 سبتمبر 2008)، Fabricating Jesus: How Modern Scholars Distort the Gospels، InterVarsity Press، ص. 25، ISBN 978-0-8308-3355-9، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، [R. M.] Price thinks the evidence is so weak for the historical Jesus that we cannot know anything certain or meaningful about him. He is even willing to entertain the possibility that there never was a historical Jesus.
  9. Voorst, Robert Van (2000)، Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence، Wm. B. Eerdmans Publishing، ص. 69 n. 120، ISBN 978-0-8028-4368-5، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، Those who, over the last two hundred years, have doubted the existence of Jesus have argued that the lack of contemporary corroboration of Jesus by classical authors is a main indication that he did not exist. (See, e.g., The Existence of Christ Disproved (London: Heatherington, 1841) 214. More recently, see Michael Martin, The Evidence against Christianity (Philadelphia: Temple University Press. 1991))
  10. Eddy, Paul Rhodes؛ Boyd, Gregory A. (01 أغسطس 2007)، The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition، Baker Academic، ص. 202، ISBN 978-0-8010-3114-4، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، [Paul and Jesus among the Skeptics - Paul’s Lack of Historical Information] While New Testament scholars agree that Paul has relatively little to say about the life and ministry of Jesus, most grant that Paul viewed Jesus as a recent contemporary. The most extreme legendary-Jesus theorists, however— particularly the Christ myth theorists—deny this. They argue that nothing in Paul’s letters indicates that he believed Jesus was a contemporary of his. Rather, they contend, the Jesus of Paul’s theology is a savior figure patterned after similar figures within ancient mystery religions. According to the theory, Paul believed that Christ entered the world at some point in the distant past—or that he existed only in a transcendent mythical realm—and died to defeat evil powers and redeem humanity. Only later was Jesus remythologized as a Jewish contemporary.
  11. Voorst, Robert Van (2000)، Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence، Wm. B. Eerdmans Publishing، ص. ISBN 978-0-8028-4368-5، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، [Bruno Bauer] denied the value of the New Testament, especially the Gospels and Paul’s letters, in establishing the existence of Jesus.
  12. Eddy, Paul Rhodes؛ Boyd, Gregory A. (01 أغسطس 2007)، The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition، Baker Academic، ص. 163، ISBN 978-0-8010-3114-4، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، Christ myth theorists argue that Paul views Jesus as a cosmic savior figure, along the lines of a mystery-religion deity, not a historical person in the recent past. They argue that it was only later, when the Gospels were written, that a fictitious historical narrative was imposed on this mythical cosmic savior figure.
  13. Voorst, Robert Van (2000)، Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence، Wm. B. Eerdmans Publishing، ص. ISBN 978-0-8028-4368-5، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، [Bruno Bauer] argued that the lack of mention of Jesus in non-Christian writings of the first century shows that Jesus did not exist. Neither do the few mentions of Jesus by Roman writers in the early second century establish his existence.
  14. Eddy, Paul Rhodes؛ Boyd, Gregory A. (01 أغسطس 2007)، The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition، Baker Academic، ص. 165، ISBN 978-0-8010-3114-4، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، [Some Christ myth theorists] make much of the claim that there is little or no credible information about the historical Jesus to be found in first—and second—century non-Christian sources or in Paul, the earliest Christian source. Surely if a miracle-working prophet like the Jesus of the Gospels actually existed, it is argued, Paul and pagan contemporaries would have mentioned his feats and his teachings. Instead, they argue, we find a virtual silence.
  15. Eddy, Paul Rhodes؛ Boyd, Gregory A. (01 أغسطس 2007)، The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition، Baker Academic، ص. 163، ISBN 978-0-8010-3114-4، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، Scholars who fall within the legendary-Jesus spectrum—especially the Christ myth theorists—typically argue that there is little-to-no independent information regarding a historical Jesus to be found in early non-Christian sources.
  16. Voorst, Robert Van (2000)، Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence، Wm. B. Eerdmans Publishing، ص. 13، ISBN 978-0-8028-4368-5، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019، [Per Jesus] Wells argues, we need independent corroboration from other, “objective” sources to affirm his existence. He [Wells] minutely examines these proposed other sources, from Tacitus to Talmud, and finds that they contain no independent traditions about Jesus. Therefore, they are not admissible [evidence].
  17. Lataster, Raphael (2015)، "Questioning the Plausibility of Jesus Ahistoricity Theories — A Brief Pseudo-Bayesian Metacritique of the Sources"، The Intermountain West Journal of Religious Studies، 6:1: 68، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، Richard Carrier also raises the possibility (and perhaps the need to be cautious) that all sources dated after the Gospel of Mark could have been tainted by it, and that this simply cannot be ruled out.
  18. Eddy, Paul Rhodes؛ Boyd, Gregory A. (01 أغسطس 2007)، The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition، Baker Academic، ص. 365 n. 3، ISBN 978-0-8010-3114-4، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، As Robert Price puts it, “A heavy burden of proof rests on anyone who would vindicate the [canonical Gospels’] material as genuine.” (...this sort of radical methodological skepticism has led Price to a “Jesus agnosticism”—he is uncertain whether there ever was a historical Jesus.)
  19. Lataster, Raphael (2015)، "Questioning the Plausibility of Jesus Ahistoricity Theories — A Brief Pseudo-Bayesian Metacritique of the Sources"، The Intermountain West Journal of Religious Studies، 6:1: 91، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019، Price speculates that the sources should point historical Jesus scholars in the direction of “complete agnosticism”
  20. Voorst, Robert Van (2000)، Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence، Wm. B. Eerdmans Publishing، ص. ISBN 978-0-8028-4368-5، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2019.
  21. Bromiley, Geoffrey W. (1995)، "Jesus Christ"، The International Standard Bible Encyclopedia، Wm. B. Eerdmans Publishing، ج. 2، ص. 1034، ISBN 978-0-8028-3782-0، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
  22. Eddy, Paul Rhodes؛ Boyd, Gregory A. (01 أغسطس 2007)، The Jesus Legend: A Case for the Historical Reliability of the Synoptic Jesus Tradition، Baker Academic، ص. 137، ISBN 978-0-8010-3114-4، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، Robert Price argues that the ancient Mediterranean world “was hip-deep in religions centering on the death and resurrection of a savior god.” He then catalogs a wide variety of examples to explain the rise of the Christ cult through Paul—including the gods Baal, Tammuz/Dumuzi, Osiris, Attis, Dionysus, Mithras, and even the Corn King. From these he concludes that the Christ cult formed by Paul was “a Mystery cult” pure and simple.
  23. Lataster, Raphael (ديسمبر 2014)، "Richard Carrier: On the Historicity of Jesus: Why We Might Have Reason for Doubt. Sheffield: Sheffield Phoenix Press, 2014; pp. xiv + 696."، Journal of Religious History، 38 (4): 614–616، doi:10.1111/1467-9809.12219، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2017، [Richard Carrier's hypothesis of ‘minimal mythicism’], highly influenced by the work of Earl Doherty, states that Jesus was initially believed to be a celestial figure, who came to be historicised over time.
  24. "Hector Avalos: Who was the historical Jesus?"، Ames Tribune، GateHouse Media، 2 مارس 2013، مؤرشف من الأصل في 24 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 28 أغسطس 2016، [ Hector Avalos, professor of Religious Studies at Iowa State University] My own opinion, as an academic biblical scholar, is that there is not enough evidence to settle the question one way or the other. I am an agnostic about the existence of the historical Jesus. A main problem continues to be the lack of documentation from the time of Jesus to establish his existence definitively. Jesus is supposed to have lived around the year 30. But there is no mention of him anywhere in any actual document from his own time or from the entire first century.
  25. Price, Robert M.، Deconstructing Jesus، Prometheus Books, Publishers، ص. 17، ISBN 978-1-61592-120-1، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، Generations of Rationalists and freethinkers have held that Jesus Christ corresponds to no historical character: There never was a Jesus of Nazareth. We might call this categorical denial “Jesus atheism.” What I am describing is something different, a “Jesus agnosticism.” There may have been a Jesus on earth in the past, but the state of the evidence is so ambiguous that we can never be sure what this figure was like or, indeed, whether there was such a person.
  26. Dr. Richard Carrier، "Questioning the Historicity of Jesus"، Strange Notions، Brandon Vogt، مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 06 أبريل 2016، The hypothesis that Jesus never really existed has started to gain more credibility in the expert community. Some now agree historicity agnosticism is warranted, including Arthur Droge (professor of early Christianity at UCSD), Kurt Noll (associate professor of religion at Brandon University), and Thomas Thompson (renowned professor of theology, emeritus, at the University of Copenhagen). Others are even more certain historicity is doubtful, including Thomas Brodie (director emeritus of the Dominican Biblical Centre at the University of Limerick, Ireland), Robert Price (who has two Ph.D.’s from Drew University, in theology and New Testament studies), and myself (I have a Ph.D. in ancient history from Columbia University and have several peer reviewed articles on the subject). Still others, like Philip Davies (professor of biblical studies, emeritus, at the University of Sheffield), disagree with the hypothesis but admit it is respectable enough to deserve consideration.
  27. Lataster, Raphael (29 مارس 2016)، "IT'S OFFICIAL: WE CAN NOW DOUBT JESUS' HISTORICAL EXISTENCE"، Think، 15 (43): 65–79، doi:10.1017/s1477175616000117، Think, Volume 15, Issue 43, Summer 2016, Published online by Cambridge University Press
  28. Robertson, Archibald (1946)، Jesus: Myth or History?، Thinker's Library, No. 110، London: Watts & Co، ص. 99–100، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2016، The myth theory as stated by J. M. Robertson does not exclude the possibility of an historical Jesus. “A teacher or teachers named Jesus” may have uttered some of the Gospel sayings “at various periods.” The Jesus ben-Pandera of the Talmud may have led a movement round which the survivals of an ancient solar or other cult gradually clustered.
  29. Price, Robert M. (31 ديسمبر 1999)، "Of Myth and Men: A Closer Look at the Originators of the Major Religions - What Did They Really Say and Do?"، Free Inquiry magazine، 20 (1)، مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 2017.
  30. Is This Not the Carpenter?: The Question of the Historicity of the Figure of Jesus, Ed. By Thomas L. Thompson and Thomas S. Verenna, 2012
  31. Price, Robert M. (04 فبراير 2010)، "Jesus at the Vanishing Point"، في James K. Beilby (المحرر)، The Historical Jesus: Five Views، Paul Rhodes Eddy، InterVarsity Press، ص. 65، ISBN 978-0-8308-7853-6، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، Some mythicists (the early G. A. Wells and Alvar Ellegard) thought that the first Christians had in mind Jesus who had lived as a historical figure, just not of the recent past, much as the average Greek believed Hercules and Achilles really lived somewhere back there in the past.
  32. Price, Robert M. (2011)، The Christ-Myth Theory and Its Problems، American Atheist Press، ص. 33, 387f، ISBN 978-1-57884-017-5، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  33. James D. G. Dunn "Paul's understanding of the death of Jesus" in Sacrifice and Redemption edited by S. W. Sykes (Dec 3, 2007) Cambridge University Press ISBN 0-521-04460-X pages 35-36
  34. Jesus Now and Then by Richard A. Burridge and Graham Gould (Apr 1, 2004) ISBN 0-8028-0977-4 page 34
  35. Jesus by Michael Grant 2004 ISBN 1-898799-88-1 page 200
  36. The Gospels and Jesus by Graham Stanton, 1989 ISBN 0-19-213241-5 Oxford University Press, page 145
  37. Robert E. Van Voorst Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence Eerdmans Publishing, 2000. ISBN 0-8028-4368-9 page 16
  38. Did Jesus Exist?:The Historical Argument for Jesus of Nazareth، HarperCollins, USA، 2012، ISBN 978-0-06-220460-8.
  39. B. Ehrman, 2011 Forged : writing in the name of God ISBN 978-0-06-207863-6. page 285
  40. Jesus as a Figure in History: How Modern Historians View the Man from Galilee by Mark Allan Powell 1998 ISBN 0-664-25703-8 page 181
  41. Jesus Remembered by James D. G. Dunn 2003 ISBN 0-8028-3931-2 page 339 states of baptism and crucifixion that these "two facts in the life of Jesus command almost universal assent".
  42. Prophet and Teacher: An Introduction to the Historical Jesus by William R. Herzog (4 Jul 2005) ISBN 0-664-22528-4 pages 1-6
  43. Crossan, John Dominic (1995)، Jesus: A Revolutionary Biography، HarperOne، ص. 145، ISBN 0-06-061662-8، That he was crucified is as sure as anything historical can ever be, since both Josephus and Tacitus...agree with the Christian accounts on at least that basic fact.
  44. Dunn 2003، صفحات 174ff.
  45. Mack 1995none
  46. King 2011none
  47. Pagels 1979، صفحات 1, 196.
  48. Ehrman 2003none
  49. Green 2008، صفحة 239.
  50. Strauss, David Friedrich (1835)، Das leben Jesu: Kritisch bearbeitet، C.F. Osiander، مؤرشف من الأصل في 26 مارس 2020.
  51. The Jesus Quest: The Third Search for the Jew of Nazareth. by Ben Witherington III, InterVarsity Press, 1997 (second expanded edition), (ردمك 0830815449) pp. 9–13
  52. Soulen, Richard N.؛ Soulen, R. Kendall (2001)، Handbook of biblical criticism (ط. 3rd ed., rev. and expanded.)، Louisville, Ky.: Westminster John Knox Press، ص. 78، ISBN 978-0-664-22314-4.
  53. Dunn 2005، صفحة 76.
  54. Reed 2018، صفحة 5, note 19.
  55. Edwin Broadhead "Implicit Christology and the Historical Jesus" in the Handbook for the Study of the Historical Jesus edited by Tom Holmen and Stanley E. Porter, Brill 2010 (ردمك 9004163727) pp. 1170–1172
  56. The First Christian by Paul F. M. Zahl, Eerdmans 2003 (ردمك 0802821103) pp. 23–25
  57. Arnal 2005، صفحات 41–43.
  58. The First Christian: Universal Truth in the Teachings of Jesus by Paul F. M. Zahl, Eerdmans 2003 (ردمك 0802821103) p. 12
  59. Criteria for Authenticity in Historical-Jesus Research by Stanley E. Porter, Bloomsbury 2004 (ردمك 0567043606) pp. 100–120
  60. Soundings in the Religion of Jesus: Perspectives and Methods in Jewish and Christian Scholarship by بروس تشيلتون Anthony Le Donne and Jacob Neusner 2012 (ردمك 0800698010) page 132
  61. "Jesus Research and Archaeology: A New Perspective" by James H. Charlesworth in Jesus and archaeology edited by James H. Charlesworth 2006 (ردمك 0-8028-4880-X) pp. 11–15
  62. Evans 2004، صفحة 163.
  63. Bernier 2016، صفحات 2–3.
  64. Ehrman 2012، صفحة 13.
  65. Stanton 2002، صفحات 143ff.
  66. Vermes 2001، صفحات ch.8.
  67. Powell 2013، صفحة 168.
  68. Ehrman 2011، صفحة 285.
  69. Theissen & Winter 2002، صفحة 5.
  70. Cross & Livingstone 2005none
  71. Ehrman 2012، صفحة 298.
  72. Keith & Le Donne 2012.
  73. Licona 2016.
  74. Bernier 2016، صفحة 1.
  75. Keith & Le Donne 2012، صفحات chapter 1.
  76. Van Eck 2015.
  77. Thinkapologtics.com, Book Review: Jesus, Criteria, and the Demise of Authenticity, by Chris Keith and Anthony Le Donne نسخة محفوظة 19 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  78. Dunn 2003، صفحة 882.
  79. Keith, Chris (2016)، "The Narratives of the Gospels and the Historical Jesus: Current Debates, Prior Debates and the Goal of Historical Jesus Research" (PDF)، Journal for the Study of the New Testament، 38 (4): 426–455، doi:10.1177/0142064X16637777، مؤرشف من الأصل (PDF) في 08 نوفمبر 2019.
  80. Casey 2014.
  81. Price 1999none
  82. Thompson & Verenna 2012none
  83. Price 2009، صفحة 65.
  84. Price 2011، صفحات 387–388.
  85. Doherty 2012.
  86. Thompson 2007.
  87. Thompson 2012.
  88. Lataster 2016، صفحة 191.
  89. Wells 1982، صفحة 22.
  90. Doherty 1995a.
  91. Eddy & Boyd 2007، صفحات 202-203.
  92. Van Voorst 2000، صفحة 13.
  93. Thompson 2009، صفحة 3.
  94. Wells 2012، صفحات 15–16.
  95. Van Voorst 2000، صفحة 69, n.120.
  96. Eddy & Boyd 2007، صفحة 163.
  97. Van Voorst 2000، صفحة 9.
  98. Eddy & Boyd 2007، صفحة 32.
  99. Wells 2011.
  100. Wells 2012.
  101. Carrier 2015، صفحة 418.
  102. Doherty 1995cnone
  103. Price 2003، صفحات 31, 41–42, n. 14.
  104. Price 2005، صفحة 534.
  105. Lataster 2014a، صفحة 19.
  106. Couchoud 1939، صفحة 33.
  107. Price 2003، صفحات 351-355.
  108. Price 2009، صفحة 64.
  109. Bromiley 1982، صفحة 1034.
  110. Eddy & Boyd 2007، صفحة 30.
  111. Price 2000، صفحات 86, 88, 91.
  112. Price 2010، صفحة 103, n. 5.
  113. Tuckett 2001none
  114. Jesus Remembered: Christianity in the Making by James D. G. Dunn (2003) (ردمك 0802839312) p. 143
  115. Jesus Christ in History and Scripture by Edgar V. McKnight 1999 (ردمك 0865546770) p. 38
  116. Victor Furnish in Paul and Jesus edited by Alexander J. M. Wedderburn 2004 (Academic Paperback) (ردمك 0567083969) pp. 43–44
  117. Maccoby 1986.
  118. Detering, Hermann (1996)، "The Dutch Radical Approach to the Pauline Epistles"، Journal of Higher Criticism، 3 (2): 163–193، مؤرشف من الأصل في 03 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 2 سبتمبر 2016.
  119. Price, Robert M. (2012)، The Amazing Colossal Apostle، Salt Lake City: Signature Books، ص. viii، ISBN 978-1-56085-216-2.
  120. Price, Robert M. (2012)، "Does the Christ Myth Theory Require an Early Date for the Pauline Epistles?"، في Thomas L. Thompson؛ Thomas S. Verenna (المحررون)، "Is this Not the Carpenter?": The Question of the Historicity of the Figure of Jesus، Equinox، ص. 95ff، ISBN 978-1-84553-986-3.
  121. Price, Robert M. (2011)، "Does the Christ Myth Theory Require an Early Date for the Pauline Epistles?"، The Christ-Myth Theory and Its Problems، American Atheist Press، ص. 353ff، ISBN 978-1-57884-017-5.
  122. Detering, Hermann (1996)، "The Dutch Radical Approach to the Pauline Epistles"، Journal of Higher Criticism، 3 (2): 163–193، مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 سبتمبر 2016.
  123. Stanton, G. H. (2004). Jesus and Gospel. Cambridge: Cambridge University Press. p. 192.
  124. Burridge, R. A. (2006). Gospels. In J. W. Rogerson & Judith M. Lieu (Eds) The Oxford Handbook of Biblical Studies. Oxford: Oxford University Press. p. 437
  125. Dunn 2005، صفحة 174.
  126. Dunn 2003، صفحات 883-884.
  127. Price 2003، صفحة 21.
  128. Price 2011، صفحة 425.
  129. Dawkins 2006، صفحة 97.
  130. Ehrman 2012، صفحة 261.
  131. God and Caesar: Troeltsch's Social Teaching as Legitimation, by Constance L. Benson, Transaction Publishers. p. 55
  132. Gerald O'Collins, Christology: A Biblical, Historical, and Systematic Study of Jesus. 2009, pp. 1–3 (ردمك 0-19-955787-X)
  133. Peder Borgen, Philo of Alexandria. 1997, p. 14 (ردمك 9004103880)
  134. Ehrman 2012، صفحة 44.
  135. Timothy Barnes Pagan Perceptions of Christianity" in Early Christianity: Origins and Evolution to AD 600. 1991, p. 232 (ردمك 0687114446)
  136. Grant 1995.
  137. The Cambridge Companion to Jesus by Markus N. A. Bockmuehl 2001 (ردمك 0521796784) pp. 121–125
  138. Bruce David Chilton؛ Craig Alan Evans (1998)، Studying the Historical Jesus: Evaluations of the State of Current Research، Brill، ص. 460–470، ISBN 978-90-04-11142-4، مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2020.
  139. Jesus and the Gospels: An Introduction and Survey by Craig L. Blomberg 2009 (ردمك 0-8054-4482-3) pp. 431–436
  140. Van Voorst 2000، صفحات 39–53.
  141. Crossan 1995، صفحة 145.
  142. The new complete works of Josephus by Flavius Josephus, William Whiston, Paul L. Maier (ردمك 0-8254-2924-2) pp. 662–663
  143. Josephus XX by لويس فيلدمان 1965, (ردمك 0674995023) p. 496
  144. Van Voorst 2000، صفحة 83.
  145. Flavius Josephus; Maier, Paul L. (December 1995). Josephus, the essential works: a condensation of Jewish antiquities and The Jewish war (ردمك 978-0-8254-3260-6) pp. 284–285
  146. Carrier 2012.
  147. Martin, Michael (1993)، The Case Against Christianity، ص. 50–51، ISBN 9781566390811، مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2020.
  148. Weaver 1999، صفحات 53, 57.
  149. Van Voorst 2000، صفحة 217.
  150. Pagels 1979.
  151. Ehrman 2005.
  152. Dunn 2006، صفحة 253-255.
  153. Moggach, Douglas. The Philosophy and Politics of Bruno Bauer. Cambridge University Press, 2003, p. 184. *Also see Engels, Frederick. "Bruno Bauer and Early Christianity", Der Sozialdemokrat, May 1882. نسخة محفوظة 13 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  154. Price 2011، صفحة 381.
  155. Price 2003، صفحة 347.
  156. Paul's Letter to the Romans by Colin G. Kruse (2012) (ردمك 0802837433) pp. 41–42.
  157. The Blackwell Companion to The New Testament edited by David E. Aune 2010 (ردمك 1405108258) p. 424.
  158. Ehrman 2012، صفحة 349, n.20.
  159. Taylor 2014، صفحة 374.
  160. Neufeld 1964، صفحة 47.
  161. Worship in the Early Church by Ralph P. Martin 1975 (ردمك 0802816134) pp. 57–58
  162. Hurtado 2005، صفحة 187.
  163. Doherty 2009.
  164. Can We Trust the New Testament? by George Albert Wells 2003 (ردمك 0812695674) pp. 49–50

وصلات خارجية

  • بوابة المسيحية
  • بوابة فلسفة
  • بوابة الأديان
  • بوابة الإنجيل
  • بوابة يسوع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.