أهرام الجيزة
مجمع أهرامات الجيزة (يُطلق عليه أيضًا اسم مقبرة الجيزة)، هو موقع أثري على هضبة الجيزة في القاهرة الكبرى في مصر، يضم المجمع كل من الهرم الأكبر وهرم خفرع وهرم منقرع جنبًا إلى جنب مع المجمعات الهرمية المرتبطة بها وتمثال أبو الهول. بنيت هذه الأهرامات جميعها في عهد الأسرة الرابعة للمملكة القديمة في مصر القديمة بين عامي 2600 و 2500 قبل الميلاد. كما يضم الموقع عدة مقابر وبقايا قرية عمالية.
أهرام الجيزة | |
---|---|
أهرام الجيزة | |
اسم بديل | خوفو، خفرع، منقرع (منكاورع) |
الموقع | هضبة الأهرام، الجيزة، مصر |
إحداثيات | 29°59′00″N 31°08′00″E |
النوع | مقابر فرعونية |
الحضارات | مصر القديمة |
الملكية | وزارة الآثار المصرية |
المتصرف | وزارة الآثار المصرية |
الاتاحة للجمهور | متاح |
يقع المجمع على أطراف الصحراء الغربية على بعد حوالي 9 كيلومترات (5.6 ميل) غرب نهر النيل في مدينة الجيزة، وحوالي 13 كيلومترًا (8 ميل) جنوب غرب وسط مدينة القاهرة. إدرج الموقع (إلى جانب مدينة منف) المجاورة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1979.[1]
يعد الهرم الأكبر وهرم خفرع من أكبر الأهرامات التي بنيت في مصر القديمة، وقد كانا شائعين تاريخياً كرموز لمصر القديمة في المخيلة الغربية.[2][3] اشتهرا في العصور الهلنستية، عندما أدرج الهرم الأكبر من قبل الشاعر اليوناني أنتيباتر كواحد من عجائب الدنيا السبع. وهما إلى حد بعيد أقدم عجائب الدنيا القديمة والوحيدة التي لا تزال باقية.
والأهرام حسب أحد الفرضيات هي مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه ودفن فيه، والبناء الهرمي هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة، فقد بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الأرض ثم إلى عدة غرف تعلوها مصطبة. ثم تطورت لتأخذ شكل الهرم المدرج على يد المهندس إمحوتب وزير الفرعون والملك زوسر في الأسرة الثالثة. وتلا ذلك محاولتان للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة لبناء شكل هرمي كامل. ولكن ظَهْر الهرمين غير سليمين الشكل، وهما يقعان في دهشور أحدهما مفلطح القاعدة والآخر اتخذ شكلاً أصغر يقارب نصف حجم الأوّل. استطاع المهندس هميونو مهندس الملك خوفو أن ينجز الشكل الهرميّ المثالي وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدانًا وتبع ذلك هرما خفرع ومنقرع.
البناء
استغرق بناء الهرم الأكبر ما يقرب من عشرين عامًا وبناء الممرات والأجزاء السفلية من الهرم عشرة أعوام وذلك طبقًا لما ذكره هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنة من بناء الهرم وسمع هذه الروايات وغيرها من بعض الكهنة والرواة، قُطعت الحجارة التي اُستخدمت في بناء الهرم الأكبر من المنطقة المحيطة بالهرم، وحجارة الكساء الخارجي من منطقة جبل طره والحجارة الجرانيتية المستخدمة في الغرف الداخلية من محاجر أسوان وكانوا يأتوا بها عن طريق نهر النيل الذي كان يصل إلى منطقة الهرم في ذلك الوقت. كانت الحجارة تُقطع وتُفصل عن بعضها عن طريق عمل فتحات على مسافات متقاربة في قطعة الحجارة المراد قطعها ثم يتم دق بعض الأوتاد الخشبية فيها والطرق عليها مع وضع الماء عليها، وكلما تشرب الخشب بالماء ازداد حجمه داخل قطعه الحجر ومع استمرار الطرق عليها تنفصل عن بعضها ثم يتم تهذيبها وصقلها باستخدام نوع حجر أقوى مثل الجرانيت أو الديوريت. استخدم المصريون القدماء طريق رملي لبناء الأهرامات حيث توضع قطع الحجارة على زحافات خشبية أسفلها جذوع النخل المستديرة تعمل كالعجلات ويتم سحب الزحافات بالحبال والثيران مع رش الماء على الرمال لتسهل عمليه السحب، وكلما زاد الارتفاع زادوا في الرمال حتى قمة الهرم ثم يتم كساء الهرم بالحجر الجيري الأملس من أعلى إلى أسفل وإزالة الرمال تدريجيًا.
لماذا الشكل الهرمي؟
ارتبط الشكل الهرمي لدى المصريين القدماء بفكرة نشأة الكون واعتقدوا كذلك طبقًا لبعض كتاباتهم ونصوصهم الدينية أن الهرم وسيلة تساعد روح المتوفى في الوصول إلى السماء مع المعبود رع، ويمكن أن نرى أحيانًا أشعة الشمس بين السحاب وهي تاخذ الشكل الهرمى أيضًا وكانت كذلك من ضمن هذه الوسائل الكثيرة التي يمكن أن تساعدهم في الصعود إلى السماء. نرى أيضا الشكل الهرمي أعلى المسلات وبعض المقابر الصغيرة للأفراد في جنوب مصر، حتى عندما فكر ملوك الدولة الحديثة في بناء مقابرهم في البر الغربي في وادي الملوك ونقرها في باطن الجبل لحمايتها من السرقة لم يتخلوا عن الشكل الهرمي والذي كان ممثل في قمة الجبل نفسه وبشكل طبيعي.
الأهرامات وأبو الهول
يتكون مجمع أهرامات الجيزة من الهرم الأكبر (المعروف أيضًا باسم هرم خوفو أو خوفو وشُيد حوالي 2580 - 2560 قبل الميلاد)، وهرم خفرع وهو أصغر إلى حد منه ويقع على بعد بضع مئات من الأمتار إلى الجنوب الغربي، وهرم منقرع المتواضع نسبيًا الواقع على بعد بضع مئات من الأمتار إلى الجنوب الغربي. أما تمثال أبو الهول فيقع على الجانب الشرقي من المجمع. يجمع معظم علماء المصريات اليوم أن رأس تمثال أبو الهول هو رأس الملك خفرع. وإلى جانب هذه المعالم الرئيسية يوجد عدد من الآثار الصغيرة التابعة لها والمعروفة باسم أهرامات «الملكات» والجسور وأهرامات الوادي.[4]
هرم خوفو
خلَف «خوفو» أباه سنفرو، وأمه هي الملكة «حتب حرس الأولى»، وخوفو 2650 ق.م هو الاسم المختصر لـ «خنوم خو أف أوي» أي (خنوم هو الذي يحميني). ويذكر التاريخ لخوفو أنه مشيّد أعظم بناء على وجه الأرض، وهو هرم جيزة الأكبر، المعجزة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة. ولا ترجع عظمته إلى ضخامة بنائه فقط، بل أيضًا إلى تخطيطه الداخلي المحكم المثير للإعجاب. وقد بُنيَت حوله جبانة فيها أهرامات صغيرة لزوجاته وأمه «حتب حرس»، إضافةً إلى مقابر على شكل مصاطب لأفراد العائلة الملكية وكبار الموظفين. الارتفاع الأصلي للهرم الأكبر 146 متر وحاليًا أصبح 137 متر تقريبا وطول ضلع قاعدته 230 متر. أما عن أوزان قطع الحجارة، فتتراوح ما بين طن وثمانية أطنان أو أكثر. و لكن هل نتصور أن هذا الملك صاحب هذا البناء العملاق لم نعثر له إلا على تمثال واحد صغير جدًا يصل حجمه إلى 7.5 سم تقريبًا ومن العصور المتأخره، حيث أن الملك منع في هذا الوقت إقامة أو نحت أي تماثيل حيث لم نعثر على تماثيل كبيرة الحجم في هذه الفترة إلا تمثال واحد وكان مخبأ في مقبرة للأمير رع حتب وزوجته، وربما أراد الملك أن يبدأ بنفسه في منع إقامه التماثيل أطلَق الملك خوفو على هرمه اسم «آخت خوفو» أي أفق خوفو وذلك للتغيرات الدينية التي حدثت في عصره. فقد أوضح شتادلمان أن خوفو قد خرج عن العقيدة المصرية ونصَّب نفسه إلهاً.[5]
لم يسلم هرم الملك «خوفو» من التدمير على مر العصور، فقد أشار «ديودور الصقلي» إلى أنّ قمة الهرم الأكبر منصّة يبلغ عرضها حوالي 3 أمتار وطولها مترين. لكنّ أعلى الهرم ليس منصة وإنما هريم ربما كان مغطى بالذهب. وقد دُمِّر جزء من كسائه وفُقِد.
كان يحيط بهرم الملك خوفو سور لا تزال بقاياه قائمة حتى الآن في الجهتين الشرقية والشمالية، على مسافة 20 م من قاعدة الهرم.[6]
هرم خفرع
هرم منقرع
أبو الهول
متحف مركب الشمس
التكريم
قائمة التراث العالمي
ممفيس أو منف هي مدينة مصرية قديمة أسسها الملك مينا كأول عاصمة لأول حكومة مركزية في تاريخ العالم القديم وذلك في عصر الدولة القديمة وكانت فيها عبادة الإله بتاح، ومكانها الحالي بالقرب منطقة سقارة على بعد 19 كم جنوب القاهرة بقرية ميت رهينة. ويضم الموقع أيضاً الهرم الأكبر أو هرم خوفو الذي يصل ارتفاعه إلى 138.8 متر وهو الأثر الوحيد الباقي حتى الآن من عجائب الدنيا السبع، بالإضافة إلى هرم خفرع بارتفاع 136.4 متر هرم منقرع بارتفاع 65.5 متر وعدد كبير من أهرام الملكات والمقابر القديمة والمصطبات. وقررت لجنة اليونسكو إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1979.[7][8][9]
المخاطر
يحذر عدد من الخبراء ومنهم جورج رفعت رئيس المجلس الأعلى المصري للآثار سابقاً والوزير السَّابِق للآثار في مصر من مخاطر الزحف العمراني العشوائي نحو الجيزة وتعبيد وشق الطرق أو الأنفاق قرب المنطقة. وقد سبق للحكومة المصرية أن بدأت فعلاً في أواسط التسعينيات بشق طريق سريع قرب الأهرامات. إلا أن غضب وتهديد اليونسكو بشطب الأهرامات من لائحة التراث العالمي جعل الرئيس المصري يأمر بوقف مشروع الطريق، وتطالب وزارة الإسكان ببناء نفق جنوب الأهرامات إلا أن وزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلى للآثار يرفضان المشروع، ما دفع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك إلى طلب رأي اليونيسكو بشأن هذه المسألة.[10]
معرض صور
- أهرام الجيزة وبجوارها مباني صغيرة في مدينة الجيزة
- صورة جوية لمنطقة الأهرام تم التقاطها في 21 نوفمبر 1904 من منطاد على قرابة 600 متر من سطح الأرض.
- الأهرام عند الغروب - 1906
- أهرام الجيزة
- الأهرام كما كانت تبدو من الجيزة سنة 1893م
- خريطة المدينة الجنائزية
- هرم منقرع
انظر أيضًا
مصادر
- "Memphis and its Necropolis – the Pyramid Fields from Giza to Dahshur"، UNESCO World Heritage Centre، United Nations Educational, Scientific, and Cultural Organization، مؤرشف من الأصل في 30 يناير 2022، اطلع عليه بتاريخ 07 سبتمبر 2021.
- Pedro Tafur, Andanças e viajes. نسخة محفوظة 2021-08-15 على موقع واي باك مشين.
- Medieval visitors, like the Spanish traveller Pedro Tafur in 1436, viewed them however as "the Granaries of Joseph" (Pedro Tafur, Andanças e viajes). نسخة محفوظة 2021-08-15 على موقع واي باك مشين.
- Verner, Miroslav. The Pyramids: The Mystery, Culture, and Science of Egypt's Great Monuments. Grove Press. 2001 (1997). (ردمك 0-8021-3935-3)
- الأسرة الرابعة:خلفية تاريخية وسياسية، موسوعة أهرامات مصر ل د.زاهي حواس. نسخة محفوظة 15 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- [موسوعة أهرامات مصر-د. زاهي حواس]،
- رانيا حفني، "د. محمد سامح عمرو سفير مصر باليونسكو:لم يتم حذف أي موقع مصري من قائمة التراث"، الأهرام، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 27 يناير 2016.
- "Memphis and its Necropolis – the Pyramid Fields from Giza to Dahshur" (باللغة الإنجليزية)، اليونسكو، مؤرشف من الأصل في 15 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 27 يناير 2016.
- د. على رضوان، "مدينة «منف» عبق التاريخ وعبقرية المكان"، الأهرام، مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 01 فبراير 2016.
- أهرامات الجيزة تواجه تهديدات الزحف العمراني، صحيفة الشعب الصينية - تاريخ الوصول 8 يوليو-2008 نسخة محفوظة 05 أغسطس 2015 على موقع واي باك مشين.
مراجع
- أ.أ.س.إدواردز، ترجمة / مصطفى أحمد عثمان، مراجعة / أحمد فخري، «أهرام مصر»، طبعة 1997، 238 صفحة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- أحمد فخري، «الأهرامات المصرية»، طبعة 1963، 384 صفحة، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر - مكتبة الأنجلو المصرية.
- عبد الحليم نور الدين، إعداد / مهاب درويش، «دراسة / الأهرامات المصرية»، طبعة 1997، 32 صفحة، مكتبة الإسكندرية.
- أنطوان بطرس، «آخر عجائب الدنيا السبع - لغز الهرم الأكبر»، 139 صفحة.
- زاهي حواس'، «قصة أهرام مصر»، سلسلة مقالات نشرت بجريدة الأهرام.
وصلات خارجية
- بوابة مصر
- بوابة محافظة الجيزة
- بوابة مصر القديمة
- بوابة علم الآثار
- بوابة التراث العالمي
- بوابة سياحة