ألبان

الألبان أو الأرناؤوط هم مجموعة عرقية وفي نفس الوقت أمة يتحدثون اللغة الألبانية كلغة أم.[1][2][3] يبلغ عدد الألبان إجمالا حوالي 8.3 مليون ألباني يتواجدون خصوصا في ألبانيا حيث يشكلون نصف عددهم الإجمالي وتوجد أقليات لهم في كل من كوسوفو، صربيا، جمهورية مقدونيا والجبل الأسود كما يوجد عدد منهم في المهجر خاصة في تركيا، اليونان وإيطاليا. يعتنق الألبان في أغلبهم الدين الإسلامي (سنة وبكداشيون) وأقلية منهم مسيحيون أرثوذكس وكاثوليك مع وجود اللادينيون.

ألبان
معلومات عامة
نسبة التسمية
التعداد الكلي
التعداد
8.3 مليون نسمة
مناطق الوجود المميزة
البلد
اللغات
اللغة الأم
اللغة المستعملة
الدين
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من
الفروع
مجموعات ذات علاقة

يشكل التكوين الإثني للألبان ولغتهم مثار جدل بين علماء التاريخ والأعراق، إذ ورد ذكرهم لأول مرة في سجلات تاريخية تعود إلى القرن الحادي عشر بوصفهم قبيلة تعيش ضمن المناطق الجبلية قرب نهري مات ودرين. ويقسم نهر شكومبين –الواقع أبعد في الجنوب- الألبان إلى الغيغ والتوسك (بالإنجليزية: Ghegs and Tosks)، على الرغم من تشارك المجموعتين في الثقافة الإثنية والتاريخ والتقاليد.

يمتد تاريخ الشتات الألباني قرونًا في الزمن، وتعود جذور هجرته إلى العصور الوسطى، إذ استقر المهاجرون الألبان أول الأمر في جنوب أوروبا، ثم امتد وجودهم إلى أجزاء أخرى من أوروبا والعالم الجديد. بين القرنين الثالث عشر والثامن عشر، هاجرت أعداد كبيرة من الألبان للفرار من صعوبات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية متنوعة.

استقرت إحدى الجاليات، الأرفانيت، في جنوب اليونان بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر، فاندمج أفرادها في المجتمع اليوناني وباتوا يعتبرون أنفسهم يونانيين. ثمة جالية أخرى سُميت الأربيريشي واستقرت في صقلية وجنوب إيطاليا.[4] بالإضافة إلى جاليات أخرى أصغر تعدادًا مثل الأرباناسي الذين يعود تاريخ هجرتهم إلى القرن الثامن عشر ويقيمون في جنوب كرواتيا وفي جماعات متفرقة في جنوب أوكرانيا.[5][6]

جعل الانشقاق العظيم في عام 1054 انقطاع التواصل رسميًا بين الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية الغربية، وانعكس من فوره في ألبانيا من خلال تشكّل شمال كاثوليكي وجنوب أرثوذكسي. وباستيطانهم غرب بحيرة أوخريد والوادي الأعلى لنهر شكومبين، أسس الألبان ولاية أربانون في عام 1190 وقامت عاصمتها في كرويه. وفي القرن الثالث عشر، تحول الغيغ من الأرثوذكسية الشرقية إلى الرومانية الكاثوليكية بأعداد كبيرة مستخدمين تحولهم وسيلةً لمقاومة الصرب السلافيين.[7]

في القرن الخامس عشر، سيطرت الدولة العثمانية المتوسعة على شبه الجزيرة البلقانية وما فيها من ألبان، وأكسبتهم مقاومتهم للتوسع العثماني في أوروبا بقيادة جورج كاستريوت إسكندر بك تقديرًا في كل أنحاء أوروبا. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، تحول عدد معتبر من الألبان إلى الإسلام، ما أتاح لهم فرصًا مكافئة وترقية ضمن الدولة العثمانية.[8][9][10] ولهذا السبب، وصلوا إلى مناصب هامة وساهموا ثقافيًا في العالم الإسلامي الأكبر.[7]

كان العثمانيون قد عزلوا الألبان عن حركات فكرية أوروبية هامة، من بينها النهضة والتنوير، فبدأت هذه الأفكار مع مُثلها التي تنادي بالوطنية تتغلغل بين الألبان عن طريق الشتات الألباني لتقود بشكل حاسم إلى قيام النهضة الألبانية التي كانت تضم أيضًا جوانب من التأثر بالرومانسية.

خلال حروب البلقان، توزّع الألبان بين ألبانيا المستقلة واليونان والجبل الأسود وصربيا.[11] وبعد الحرب العالمية الثانية حتى قيام ثورات عام 1991، كانت ألبانيا تحت سيادة حكومة شيوعية رزح الألبان في ظلها تحت القمع وعقود من العزلة. وقد مر الألبان في يوغوسلافيا المجاورة بفترات من التمييز انتهت بتفكك يوغوسلافيا واستقلال كوسوفو في النهاية.

لغتهم

يتحدث أغلبية الشعب الألباني باللغة الألبانية، التي تشكّل فرعًا مستقلًا ضمن عائلة اللغات الهندية الأوروبية، وهي لغة معزولة عن أي لغة حية أخرى في أوروبا، وما من لغة أخرى في العالم بالطبع ترتبط على نحو مقنع بفرعها هذا. ما تزال أصولها غير معروفة، لكن يُعتقد أنها انحدرت من اللغة البلقانية البدائية القديمة.[12]

يتحدث باللغة الألبانية نحو 5 ملايين شخص تقريبًا في أنحاء شبه الجزيرة البلقانية، إلى جانب عدد معتبر من الجاليات في أنحاء الأمريكتين وأوروبا وأوقيانوسيا. ويُستخدم العديد من تنويعات اللغة الألبانية ولهجاتها بصفتها لغات رسمية في ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية. وتُستخدم اللغة الألبانية أيضًا في دول أخرى، إذ يُعترف بها بوصفها لغة أقلية رسمية في دول مثل كرواتيا وإيطاليا والجبل الأسود ورومانيا وصربيا.[13]

ثمة لهجتان أساسيتان اثنتان من اللغة الألبانية يمثلهما تراثيًا الغيغ والتوسك، وقد اعتُبر نهر شكومبين تاريخيًا الخط الفاصل من الناحية العرقية والجغرافية بين المتحدثين بلهجة الغيغ في شماله والمتحدثين بلهجة التوسك في جنوبه. وتُعد اللهجات المستخدمة في كرواتيا (الأرباناسية والإستريانية) وكوسوفو والجبل الأسود وشمال غرب مقدونيا الشمالية من لهجات الغيغ، في حين تُعتبر اللهجات المستخدمة في اليونان (الأرفانيتية والشاميرية) وجنوب غرب مقدونيا الشمالية وإيطاليا (الأربيريشية) من لهجات التوسك.[14]

تُعد اللغتان الأربيريشية والأرفانيتية من تنويعات اللغة الألبانية، ويتحدث بهما الأربيريشي والأرفانيت في جنوب إيطاليا وجنوب اليونان على التوالي. تحتفظ هاتان اللغتان بعناصر من الألبانية القروسطية في ما يتعلق بالمفردات واللفظ الذي لم يعد يُستخدم ضمن اللغة الألبانية الحديثة، غير أن كلا اللغتين مصنفتان ضمن اللغات المهددة بالانقراض في الكتاب الأحمر للغات المهددة لدى منظمة اليونسكو.[15]

يُعتبر معظم الألبان في ألبانيا والاتحاد اليوغوسلافي السابق من متعددي اللغات، إذ يمتلكون القدرة على فهم لغة أجنبية أو التحدث بها أو قراءتها أو كتابتها. وفقًا لمعهد إحصائيات ألبانيا (بالإنجليزية: Institute of Statistics of Albania)، فبمقدور نسبة 39.9% من الألبان بين سن 25 و64 سنة في ألبانيا استخدام لغة أجنبية واحدة على الأقل، من بين هذه اللغات الإنجليزية (40%) والإيطالية (27.8%) واليونانية (22.9%).[16][17]

ما يزال أصل اللغة الألبانية موضوعًا شائكًا أفسح المجال للعديد من الفرضيات. تقوم الفرضية التي تعتبر اللغة الألبانية من سلالة اللغات الإيليرية على مبدأ الجغرافيا التي كانت هذه اللغات منطوقة ضمنها، غير أن ما من دليل أثري باقٍ يُفضي إلى نتيجة حاسمة. وثمة فرضية أخرى تربط اللغة الألبانية باللغة التراقية، تغض هذه النظرية البصر عن الجانب الجغرافي، إذ إن اللغة كانت رائجة في منطقة نائية عن ألبانيا، ولا توجد حركات سكانية هامة مدونة في الفترة التي يُفترض أن الانتقال من لغة إلى الأخرى قد تم ضمنها.[18]

من أعلام الألبان

معرض صور

مراجع

  1. Bennetto, Jason (25 نوفمبر 2002)، "Total Population of Albanians in the United Kingdom"، London: Independent.co.uk، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2010.
  2. "Albanian, Arbëreshë – A language of Italy – Ethnic population: 260,000 (Stephens 1976)."، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020.
  3. "Population par nationalité, sexe, groupe et classe d'âges au 1er janvier 2010" (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 12 يناير 2012.
  4. Nasse 1964، صفحات 24–26.
  5. Novik 2015، صفحات 261–262. "Historical Facts. Four villages with Albanian population are located in the Ukraine: Karakurt (Zhovtnevoe) set up in 1811 (Odessa region), Tyushki (Georgievka), Dzhandran (Gammovka) and Taz (Devninskoe) set up in 1862 (Zaporizh’a region). Before migrating to the territory of the Russian empire, Albanians had moved from the south-east of the present day Albania into Bulgaria (Varna region) because of the Osmanli invasion (Державин, 1914, 1926, 1933, 1948, pp. 156–169). Three hundred years later they had moved from Bulgaria to the Russian empire on account of Turkish-Russian opposition in the Balkan Peninsula. Ethnic Albanians also live in Moldova, Odessa and St. Petersburg. Present Day Situation. Nowadays, in the Ukraine and Russia there are an estimated 5000 ethnic Albanians. They live mainly in villages situated in the Odessa and Zaporizh’a regions. The language and many elements of traditional culture are still preserved and maintained in four Albanian villages (Будина, 2000, pp. 239–255; Иванова, 2000, pp. 40–53). From the ethnolinguistic and linguistic point of view these Albanian villages are of particular interest and value since they are excellent examples of a "melting pot" (Иванова, 1995, 1999). Bulgarians and Gagauzes live side by side with Albanians in Karakurt; Russians and Ukrainians share the same space with Albanians in the Azov Sea region. It is worth mentioning that in these multi-lingual environments, the Albanian patois retains original Balkan features."
  6. Barančić 2008، صفحة 551. "Možemo reći da svi na neki način pripadamo nekoj vrsti etničke kategorije, a često i više nego jednoj. Kao primjer navodim slučaj zadarskih Arbanasa. Da bismo shvatili Arbanase i problem njihova etnojezičnog (etničkog i jezičnog) identiteta, potrebno je ići u povijest njihova doseljenja koje seže u početak 18. st., tj. točnije: razdoblje od prve seobe 1726., razdoblje druge seobe od 1733., pa sve do 1754. godine koja se smatra završnom godinom njihova doseljenja. Svi su se doselili iz tri sela s područja Skadarskog jezera – Briske, Šestana i Livara. Bježeći od Turaka, kuge i ostalih nevolja, generalni providur Nicola Erizzo II dozvolio im je da se nasele u područje današnjih Arbanasa i Zemunika. Jedan dio stanovništva u Zemuniku se asimilirao s ondašnjim stanovništvom zaboravivši svoj jezik. To su npr. današnji Prenđe, Šestani, Ćurkovići, Paleke itd. Drugi dio stanovništva je nastojao zadržati svoj etnički i jezični identitet tijekom ovih 280 godina. Dana 10. svibnja 2006. godine obilježena je 280. obljetnica njihova dolaska u predgrađe grada Zadra. Nije bilo lako, osobito u samom početku, jer nisu imali svoju crkvu, škole itd., pa je jedini način održavanja njihova identiteta i jezika bio usmenim putem. We can say that all in some way belong to a kind of ethnic category, and often more than one. As an example, I cite the case of Zadar Arbanasi. To understand the problem of the Albanians and their ethnolinguistic (ethnic and linguistic) identity, it is necessary to go into the history of their immigration that goes back to the beginning of the 18th century., etc more precisely: the period from the first migration of 1726, the period of the second migration of 1733, and until 1754, which is considered to be the final year of their immigration. All they moved from three villages from the area of Lake Scutari – Briska, Šestan and Livara. Fleeing from the Ottomans, plague and other troubles, the general provider Nicola Erizzo II allowed them to settle in the area of today's Arbanasa and Zemunik. One part of the population in Zemunik became assimilated with the local population, forgetting their language. These are for example, today's Prenda, Šestani, Ćurkovići, Paleke etc. The second part of the population tried to maintain their ethnic and linguistic identity during these 280 years. On May 10, 2006 marked the 280th anniversary of their arrival in the suburb of Zadar. It was not easy, especially in the beginning, because they did not have their own church, school, etc., and is the only way to maintain their identity and language was verbally."
  7. Clayer, Nathalie (2012)، "Albania"، في Krämer, Gudrun؛ Matringe, Denis؛ Nawas, John؛ Rowson, Everett (المحررون)، Encyclopaedia of Islam، Brill Online، ج. Three
  8. Myhill, John (2006)، Language, religion and national identity in Europe and the Middle East: A historical study، Amsterdam: John Benjamins Publishing، ص. 232، ISBN 9789027227119، مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2020.
  9. Koti 2010، صفحات 16–17.
  10. Ramet 1998، صفحات 203–204.
  11. Bell, Imogen (2002)، Central and South-Eastern Europe 2003 (باللغة الإنجليزية)، Psychology Press، ص. 66، ISBN 9781857431360، مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2020.
  12. Elsie 2005، صفحات 3–4. "Their traditional designation, based on a root *alban- and its rhotacized variants *arban-, *albar-, and *arbar-, appears from the eleventh century onwards in Byzantine chronicles (Albanoi, Arbanitai, Arbanites), and from the fourteenth century onwards in Latin and other Western documents (Albanenses, Arbanenses)."
  13. Kamusella 2009، صفحة 241. "Prior to the emergence of the modern self-ethnonym Shqiptarë in the mid-16th century (for the first time it was recorded in 1555 by the Catholic Gheg, Gjon Buzuku, in his missal), North Albanians (Ghegs) referred to themselves as Arbën, and South Albanians (Tosks) Arbër. Hence, the self-ethnonym Arbëreshë of the present-day Italo-Albanians (numbering about 100,000) in southern Italy and Sicily, whose ancestors, in the wake of the Ottoman wars, emigrated from their homeland in the 14th century. These self-ethnonyms perhaps influenced the Byzantine Greek Arvanites for ‘Albanians,’ which was followed by similar ones in Bulgarian and Serbian (Arbanasi), Ottoman (Arnaut), Romanian (Arbănas), and Aromanian (Arbineş). It is clear that scholars and Albanians themselves agree that they do not agree on any single etymology of the ethnonym ‘Albanian.’ A similar predicament is faced by the self-ethnonym Shqiptarë. The most popular scholarly explanation is that it was formed by analogy to ‘Slavs’ (*Slovene), believed to be derived from slovo (‘word’), and by extension, from *sluti (‘to speak clearly.’) The last explanation semantically contrasts with Slavic Niemiec (‘mute,’‘stammering,’‘babbling’), and Greek ‘barbarian’ (from barbaros ‘those who stammer, babble’). Hence, Shqiptarë could be derived from Albanian shqipoi (from Latin excipere) for ‘to speak clearly, to understand.’ The Albanian public favors the belief that their self-ethnonym stems from shqipe (‘eagle’) found on the Albanian national flag."
  14. Pritsak 1991، صفحات 52–53.
  15. "Robert Elsie, The earliest reference to the existence of the Albanian Language"، Scribd.com، 28 مايو 2007، مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2011، اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2010.
  16. Jelavich 1983، صفحة 25.
  17. Demiraj 1998، صفحة 481.
  18. "Albanian becomes the second official language in Macedonia"، europeanwesternbalkans.com (باللغة الإنجليزية)، 15 يناير 2019، مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 2019.
  • بوابة الولايات المتحدة
  • بوابة اليونان
  • بوابة هولندا
  • بوابة تركيا
  • بوابة صربيا
  • بوابة كوسوفو
  • بوابة المملكة المتحدة
  • بوابة علم الإنسان
  • بوابة السويد
  • بوابة جغرافيا
  • بوابة سويسرا
  • بوابة ألمانيا
  • بوابة إيطاليا
  • بوابة ألبانيا
  • بوابة الجبل الأسود
  • بوابة مجتمع
  • بوابة فرنسا
  • بوابة مقدونيا الشمالية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.