تتار القرم

تتار القرم هي مجموعة عرقية يقيمون أصلاً في شبه جزيرة القرم. يتكلمون لغة تتار القرم. لا ينبغي الخلط بينهم وبين تتار الفولغا، فهم من نفس العرقية ولكن لهم تاريخ منفصل. وهم سكان القرم الأصليون.

تتار القرم
التعداد الكلي
التعداد
يتراوح من 500،000 إلى 6،500،000
مناطق الوجود المميزة
 أوزبكستان
188,772
 تركيا
150,000 - 6,000,000
 رومانيا
24,137
 روسيا
2,449
 بلغاريا
1,803
 كازاخستان
1,532
 الولايات المتحدة
7,000
اللغات
اللغة الأم
الدين
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من
مجموعات ذات علاقة
مجموعات تركية أخرى
علم تتار القرم وعلم أوكرانيا في تظاهرة لحركة الميدان الأوروبي في براغ.

في العصر الحديث، بالإضافة إلى الذين يعيشون في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا هناك عدد كبير من تتار القرم في تركيا ورومانيا وبلغاريا وأوزبكستان وأوروبا الغربية والشرق الأوسط وأميركا الشمالية، وكذلك المجتمعات الصغيرة في فنلندا، ليتوانيا، روسيا وبيلاروسيا وبولندا. (أنظر تتار القرم في الشتات).

التاريخ

كانت ” جمهورية تتار القرم ” احدي الجمهوريات الإسلامية في شمال البحر الأسود و” القرم ” تعني باللغة التترية “القلعة ” ويعود تاريخ التتار المسلمون في جزيرة القرم للعصر العباسي حيث استقرت فيهاعدد من القبائل من أصول تركية التي أطلق عليها الروس لاحقا لقب التتار رغم عدم صلته بالتتار المغول الغزاة كانت الجزيرة تحوي سوقا لتجارة العبيد ومنها ينحدر العديد من المماليك كالظاهر بيبرس. ومنذ القرن الثامن الهجري ظهرت بقوة دولة تتار القرم ومدّت نفوذها الي المناطق المجاورة لها وفرضت ذات يوم الجزية على موسكو وحين قويت شوكة الروس بدأوا مهاجمة أطراف دولة تتار وجرت حرب القرم بينهم وبين العثمانيين إلى أن تمكّن الروس بعد قرابة القرن من غزو شبه جزيرة القرم وضمها لها في سنة 1783 وتم ترحيلهم بالكامل إلى وسط آسيا في عهد ستالين، ولم يعودوا لموطنهم الأصلي إلا بعد ذلك بعقود.[1]

خانية القبيلة الذهبية وخانية القرم

في بداية القرن الثالث عشر، أصبح معظم سكان شبه جزيرة القرم من الشعب التركي- الكومان، جزءًا من خانية القبيلة الذهبية. تبنى تتار القرم دين الإسلام في القرن الرابع عشر، أصبحت القرم بعد ذلك أحد مراكز الحضارة الإسلامية في أوروبا الشرقية. في القرن نفسه، ظهرت ميول انفصالية في خانية القبيلة الذهبية. حصل الاستقلال الفعلي من خانية القبيلة الذهبية منذ حكم الأميرة (خانوم) كانيكي، ابن الزعيم القوي لخانية القبيلة الذهبية «توقتمش» وزوجة مؤسس خانية هوردي «إديغو»، في شبه الجزيرة. خلال فترة حكمها، دعمت بقوة حق حاجي كراي في عرش القرم حتى وفاتها في عام 1437. بعد وفاة كانيكي، ضعف وضع حاجي كراي في القرم وأجبر على مغادرتها إلى ليتوانيا.[2]

ظهر تتار القرم كأمة في زمن خانية القرم، وهي دولة كانت تابعة للعثمانيين بين القرنين السادس عشر والثامن عشر. يكتب المؤرخ الروسي والدكتور في التاريخ والأستاذ في الأكاديمية الروسية للعلوم، إيليا زايتسيف، أن تحليل البيانات التاريخية يظهر أن تأثير تركيا على سياسة شبه جزيرة القرم لم يكن كبيرًا كما ورد في المصادر التركية القديمة والمصادر الإمبراطورية الروسية. تبنى معظم السكان الناطقين بالتوركية في القرم دين الإسلام في القرن الرابع عشر، وذلك عقب تحول أوزبك خان، سلطان خانية القبيلة الذهبية.[3] بحلول وقت الغزو الروسي الأول لشبه جزيرة القرم في عام 1736، كانت محفوظات ومكتبات الخان مشهورة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي عهد الخان كريم غيراي، انتشرت في مدينة آق مسجد مياه عن طريق الأنابيب وركبت شبكات صرف صحي ومسرح عرضت عليه مسرحية موليير بالفرنسية، في حين كانت مدينة كوزلوه تقارن بروتردام وباختشيساراي، وصفت العاصمة بكونها أكثر مدن أوروبا نظافة وخضارًا.[4]

في عام 1441، توجه وفد يضم ممثلي أكثر العشائر قوة في القرم، بمن فيهم عشيرتي شيرين وبارين من خانية القبيلة الذهبية، وقبيلة كومان، القفجاق، إلى دوقية ليتوانيا الكبرى لدعوة حاجي كراي لحكم القرم. أصبح على إثر ذلك مؤسس سلالة كراي الحاكمة، التي حكمت حتى ضم روسيا لخانية القرم سنة 1783.[5] تحدر حاجي كراي من باتو خان زعيم خانية القبيلة الذهبية وأبيه جوتشي خان، ابن جنكيز خان. خلال حكم منغلي كراي، ابن حاجي، اجتاح جيش خانية القبيلة الذهبية جزيرة القرم من الشمال، وفاز خان القرم بالمعركة، متغلبًا على جيش خانية القبيلة الذهبية في تخت ليا، حيث قتل، والتغت خانية القبيلة الذهبية من الوجود، وأصبح خان القرم هو الخان الأكبر وخليفة الدولة.[6]

منذ ذلك الحين، كانت خانية القرم من بين القوى في أوروبا الشرقية حتى بداية القرن الثامن عشر. كانت الخانية رسميًا دولة تابعة للإمبراطورية العثمانية، وتتمتع بحكم ذاتي كبير بعد عام 1580. في حين كانت خانية نوغاي، التي لا يحكمها خان خاص بها، تابعة لخان القرم، ودوقية موسكو الكبرى، والكومنولث البولندي الليتواني، ودفعت جزية للخان (حنى عامي 1700 و1699 على التوالي). وفي القرن السابع عشر، ساعد تتار القرم القوزاق الأوكرانيين بقيادة بوهدان خميلينتسكي في النضال من أجل الاستقلال، الأمر الذي سمح لهم بالفوز بالعديد من الانتصارات الحاسمة على القوات البولندية.[7]

في عام 1711، عندما شن بطرس الأكبر قيصر روسيا حملة شاركت فيها كل قواته (80 ألف جندي) للوصول إلى البحر الأسود، أحاط به جيش خان القرم بقيادة دلفت الثاني كراي، ووجد نفسه في وضع ميؤوس منه. سمحت خيانة محمد باشا البلطجي (الصدر الأعظم للدولة العثمانية) لبطرس كم الخروج من التطويق الذي فرضه تتار القرم. عندما احتج دلفت الثاني كراي على قرار الصدر الأعظم، كان رد الأخير: «عليك الاهتمام بشؤون تتارك. إن شؤون الباب العالي (مقر الحكومة العثمانية) معهودة إلي. ليس لديك الحق بالتدخل بها». وقعت معاهدة بروث، وبعد 10 سنوات، أعلنت روسيا نفسها إمبراطورية. في عام 1736، استدعى السلطان التركي أحمد الثالث خان القرم قبلان الأول كراي إلى بلاد فارس.[8]

انطلاقًا من إدراكه قدرة روسيا على الاستفادة من نقص القوات في شبه جزيرة القرم، كتب قبلان كراي إلى السلطان طالبًا منه التفكير مرتين، إلا أن الأخير كان مصرًا. كما هو متوقع من قبلان كراي، غزا الجيش الروسي شبه جزيرة القرم في عام 1736 تحت قيادة مونيتش، فأعاث الخراب في شبه الجزيرة، وقتل المدنيين ودمر كل المدن الرئيسية، واحتل العاصمة باختشيساراي، وأحرق قصر خانسراي بكل المحفوظات والوثائق التي فيه، ثم غادر شبه جزيرة القرم بسبب الوباء الذي بدأ فيها. بعد مرور عام على ذلك، قام الجنرال الروسي بيتر لاسي بفعل ذات الشيء. منذ ذلك الحين، لم تحظ خانية القرن بفرصة التعافي، وبدأت بطيئًا بالتراجع. أسفرت الحرب الروسية التركية التي استمرت في الفترة بين عامي في 1768 و1774 عن إلحاق الروس الهزيمة بالعثمانيين، ووفقًا لمعاهدة كيتشوك كاينارجي (1774) الموقعة بعد الحرب، حصلت شبه جزيرة القرم على استقلالها، وتراجع العثمانيون عن حقهم السياسي في الدفاع عن خانية القرم. بعد فترة من الاضطرابات السياسية في شبه جزيرة القرم، انتهكت الإمبراطورية الروسية المعاهدة وضمت خانية القرم إليها في عام 1783.[9]

مأساة التهجير

بقيت الجزيرة ذاتية الحكم حتى ألغيت هذه الجمهورية الإسلامية التترية بقرار من مجلس السوفيت في شهر ديسمبر عام 1943 ميلادية بحجة التعاون مع هتلر وبقرار من ستالين تعرّض جميع سكان جمهورية تتار القرم للتهجير الجبري اللا إنساني. إلي أكبر صحراء جليدية في العالم وهي سيبيريا وبعد أن كانت هذه الجمهورية من أهم مناطق العمران البشري. تحوّلت إلى أطلال بعد أن أبادها الروس وقد بلغ عدد المساجد التي هدمها الروس في شبه جزيرة القرم ألفا وخمسمائة مسجد، ونفي الشعب التتري المسلم يومها في عربات القطارات المخصصة نقل الحيوانات والبضائع التي لم تكن تتوقف إلا لأجل الاستزادة بالوقود وإلقاء جثث الموتى حيث مات الشيوخ والأطفال من شدّة تكدس العربات التي ظلت تسير ليلا ونهارا مدّة شهر كامل وفي الخمسينيات قام زعيم الإتحاد السوفيتي خروتشوف بضم القرم لمسقط رأسه أوكرانيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وكانت يومها عملية شكلية إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي وبقائها مع أوكرانيا أجج الصراع حول الجزيرة الاستراتيجية التي بدأ يعود لها أبنائها التتار فباتوا يشكلون حاليا أكثر من 20% من السكان وهم يعارضون الانضمام لروسيا وربما قد يقودون عمليات لمقاومة الغزو الحالي.

خلال فترة الترحيل من مايو إلى 10 نوفمبر، توفي 10.105 شخصًا من تتار القرم بسبب الجوع الذين تم نفيهم إلى أوزبكستان. وفقا لبيانات NKVD ، توفي حوالي 30.000 (20 ٪)  شخصا في الترحيل في غضون عام ونصف. وفقا لناشطي تتار القرم، توفي حوالي 46 ٪ من السكان خلال هذه الفترة.

توفي ما يقرب من 45 ٪ من مجموع السكان خلال الترحيل بسبب الجوع والعطش والمرض. وفقًا لمعلومات المعارضين السوفييت، تم توظيف العديد من تتار القرم كعمال في مشاريع واسعة النطاق نفذها نظام GULAG السوفيتي. يدعو نشطاء تتار القرم إلى الاعتراف بلترحيل الجماعي على أنه إبادة جماعية، ويعترف به المجلس الأعلى لأوكرانيا كجرائم عرقية. [بحاجة لمصدر]

تأثير التتر على الفن

سينما

الفيلم الأول، الذي يحكي عن نفي تتار القرم، وإخراج وبطولة Ahtem Seytablayev ، هو فيلم (Hayrama) الأوكراني لعام 2013. يركز الفيلم على حياة أحمد هان سلطان ونفي شعب تتار القرم بقلم ستالين في 18 مايو 1944.

تم إصدار فيلم Kırımlı ، بطولة Murat Yıldırım و Selma Ergeç ، في عام 2014. هذا  الفيلم كان عالي الميزانية مستوحى من رواية جنكيز داوتشي، سنوات رهيبة في عام 1956. جعل هذا الفيلم صوتًا في العديد من البلدان. يعكس هذا الفيلم النضال القاسي لشعب القرم في حربهم، ثم الأوقات المؤلمة لأولئك الذين تم أسرهم من طرف الجيش النازي.

موسيقى

موضوع الترحيل القرم التتري تم التعبير عنه في أغنية اسمها (1944)، والتي عبرت عنها المغنية الأوكرانية القرمانية التتارية جمالا (سوزانا كامالادنوفا)، والتي تمثل أيضًا أوكرانيا في مسابقة الأغاني الأوروبية لعام 2016 وتكمل المسابقة المرتبة الأولى.

اللغة

لغة تتارية قرمية، لغة تركية، لغة روسية، لغة وروم (Urum).

الديانة

الإسلام يتبعون المذهب الحنفي السني

مذهب العقيدة

صوفية ماتريدية

مراجع

  1. "من هم تتار القرم المسلمون ؟"، مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2015.
  2. Gertsen, Mogarychev Крепость драгоценностей. Кырк-Ор. Чуфут-кале., 1993, pages 58—64. — (ردمك 5-7780-0216-5). نسخة محفوظة 2022-04-27 على موقع واي باك مشين.
  3. Williams, BG. The Crimean Tatars: The Diaspora Experience and the Forging of a Nation. Pg 12. (ردمك 90-04-12122-6)
  4. Rayfield, Donald, 2014: "Dormant claims", Times Literary Supplement, 9 May 2014 p 15
  5. الموسوعة الروسية العظمى: Вер­хов­ная власть при­над­ле­жа­ла ха­ну – пред­ста­ви­те­лю ди­на­стии Ги­ре­ев, ко­то­рый яв­лял­ся вас­са­лом тур. сул­та­на (офи­ци­аль­но за­кре­п­ле­но в 1580-х гг., ко­гда имя сул­та­на ста­ло про­из­но­сить­ся пе­ред име­нем ха­на во вре­мя пят­нич­ной мо­лит­вы, что в му­сульм. ми­ре слу­жи­ло при­зна­ком вас­са­ли­те­та) نسخة محفوظة 2022-04-07 على موقع واي باك مشين.
  6. There is a popular thesis in the Russian-Soviet propaganda about the Crimean Tatars betrayal of Khmelnytsky. However, the words of the vizier of the Crimean khanate Sefer Ğazı show just the opposite. He said: «The Zaporozhian Cossacks spent 800 years in servitude with the Polish kings, then seven years with us, and we, taking them together and hoping that they would be righteous and standing in service, defended them, fought for them with Poland and Lithuania, shed a lot of innocent blood, and did not allow them to be harmed. Back then there were only 8,000 Cossacks, and we Tatars made 20,000 of them. The Cossacks liked it, when we covered them and always came to their aid, then Khmelnytsky kissed me, Sefergazy-Aga, in the legs and wanted to be with us in submission forever. Now the Cossacks have misappropriated us, betrayed us, forgotten our goodness, gone to the Tsar of Moscow. You, members, know that it is traitors and rebels who will betray the Tsar just as they betrayed us and the Poles. Mehmed Giray the Tsar is unable to do anything but to walk on them and destroy them. I do not think any of the Crimeans and Nogais will have a claw on the fingers of their hands, I don't think their eyes will be covered with ground – then only the treachery and the Cossack faith will be avenged.» (source of the quote) نسخة محفوظة 2022-04-07 على موقع واي باك مشين.
  7. Ahmad III, H. Bowen, The Encyclopaedia of Islam, Vol. I, ed. H.A.R. Gibb, J.H. Kramers, E. Levi-Provencal and J. Shacht, (E.J.Brill, 1986), 269.
  8. Gayvoronsky, 2007
  9. Tucker, Spencer C. (2010). A Global Chronology of Conflict: From the Ancient World to the Modern Middle East, Vol. II. ABC-CLIO. p. 732
    • بوابة ليتوانيا
    • بوابة بلغاريا
    • بوابة رومانيا
    • بوابة الإسلام في روسيا
    • بوابة أوكرانيا
    • بوابة تركيا
    • بوابة روسيا
    • بوابة علم الإنسان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.