سيبيريا

سيبيريا منطقةٌ جغرافية واسعة الانتشار، تشمل كامل منطقة آسيا الشمالية، وتمتد من جبال الأورال غربًا إلى المحيط الهادئ شرقًا. كانت سيبيريا جزءًا من روسيا منذ النصف الثاني للقرن السادس عشر، بعدما غزا الروس الأراضي الواقعة شرق جبال الأورال.[1] تعد سيبيريا منطقة شاسعة، ذات كثافة سكانية منخفضة، مساحتها نحو 13.1 مليون كيلومتر مربع (5.1 مليون ميل مربع)، يقطنها نحو خمس تعداد سكان روسيا. تعد نوفوسيبيرسك وأومسك أكبر مدينتين في المنطقة.

سيبيريا
 

الإحداثيات 60°N 105°E  
تقسيم إداري
 البلد خانية سيبير (1468–1598)
روسيا القيصرية (1598–1721)
الإمبراطورية الروسية (1721–1917)
الجمهورية الروسية (1917–1917)
جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية (1917–1922)
الاتحاد السوفيتي (1922–1991)
روسيا (1991–) 
خصائص جغرافية
 المساحة 13100000 كيلومتر مربع 
معرض صور سيبيريا  - ويكيميديا كومنز 

لا يوجد تعريف دقيق لحدود سيبيريا لأنها منطقة جغرافية وتاريخية. تمتدّ سيبيريا، تقليديًا، من جبال الأورال إلى الشرق حتى المحيط الهادئ، وتشمل معظم المستجمعات المائية من المحيط المتجمد الشمالي. يقسم نهر ينسي منطقة سيبيريا إلى قسمين، غربيٍ وشرقي. تمتد سيبيريا من جنوب المحيط المتجمد الشمالي إلى تلال شمال منتصف كازاخستان والأجزاء الشمالية من منغوليا والصين.[2] يُعد الجزء الأوسط من سيبيريا (المنطقتان الاقتصاديتان الغربية والشرقية من سيبيريا) قلب منطقة سيبيريا في أيام الاتحاد السوفييتي. يشمل القسم الغربي من سيبيريا، خارج حدود الجزء الأوسط، بعض أراضي منطقة الأورال، في حين يُطلق اسم الشرق الأقصى الروسي، تاريخيًا، على المنطقة الواقعة في أقصى شرق روسيا.

تُشتهر سيبيريا عالميًا بشتائها الطويل والقاسي، فيبلغ متوسط درجة الحرارة في شهر يناير -25 درجة سيليزيوس (-13 درجة فهرنهايت).[3] تقع سيبيريا جغرافيًا في قارة آسيا، لكن استعمارها وضمها إلى روسيا جعلها تنتمي إلى قارة أوروبا ثقافيًا وسياسيًا. تسود التأثيرات الثقافية الأوروبية، والروسية خصوصًا، في مختلف أنحاء المنطقة بسبب الهجرة الروسية من أوروبا إلى سيبيريا منذ القرن السادس عشر، ما أدى إلى نشوء مجموعة سيبيريّة روسيّة شبه إثنية.[4] يؤلف السلاف والمجموعات الأخرى الهندو أوروبية الأغلبية الكبرى من سكان سيبيريا، ويمتلك أكثر من 85% من سكان المنطقة أصولًا أوروبية.[5][6]

أصل التسمية

لا يزال أصل اسم سيبيريا مجهولًا. تقول بعض المصادر أن اسم «سيبيريا» مشتق من لغة التتر السيبيريين، وتعني «الأرض النائمة» (سيب إير). تدعي مصادر أخرى أن سيبيريا هو اسم إثني لقبيلة سيرتيا القديمة (وتُعرف أيضًا باسم سيوبر)، وهي مجموعة إثنية آسيوية قديمة مماثلة لشعب النينتس.[7]

وُثّق الاستخدام الحديث لاسم سيبيريا في اللغة الروسية بعد انتصار الإمبراطورية الروسية على خانية سيبيريا. تدعي مصادر أخرى أن المنطقة سُميت بهذا الاسم تيمنًا بشعب سيبه أو سيبو. اقترح المؤرخ البولندي شيليتشكوفسكي أن الاسم مشتق من الكلمة السلافية البدائية سيفير север، والتي تعني «شمال»، وينطبق الاقتراح أيضًا على منطقة سيفيريا.[8][9]

رفض أناتولي بالكالوف هذا التفسير. قال أن الشعوب المجاورة لسيبيريا، كالصينيين والأتراك والمغول، أطلقوا على المنطقة أسماءً متشابهة على الرغم من جهلهم باللغة الروسية. يقترح بالكالوف أن الاسم قد يكون مزيجًا لكلمتين من أصلٍ تركي، وهما «سو» (ماء) و«بير» (الأرض البرية).[10]

تاريخ

ما قبل التاريخ

سيبيريا ذات أهمية كبيرة في علم الأحياء القديمة، وتحوي جثث حيوانات عصر ما قبل التاريخ، والعصر الحديث الأقرب خصوصًا، وفق المقياس الزمني الجيولوجي، محفوظة في الجليد أو التربة الصقيعية. عُثر في سيبيريا على عينات من أسد الكهوف الأوروبي وماموث يوكا والماموث الصوفي في مدينة أويمياكون، ووحيد القرن الصوفي في كوليما، والبيسون والخيل في مدينة يوكاغير.[11]

نشأت مصاطب سيبيريا جراء إحدى أكبر الانفجارات البركانية منذ 251 مليون سنة وفق تاريخ الأرض الجيولوجي. استمرّ نشاط البراكين ملايين السنين، ويرى بعض العلماء أنه سبب محتمل للانقراض البرمي-الثلاثي الذي حدث منذ 250 مليون سنة -وهو الحدث الذي أدى إلى انقراض 90% من أنواع الكائنات الحية التي وُجدت حينها.[12][13]

عاش 3 أنواع من البشر، على الأقل، في جنوب سيبيريا منذ نحو 40 ألف سنة: الإنسان العاقل والنياندرتال والدينيسوفان. في عام 2010، بيّن دليل من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA أن الإنسان الأخير نوع منفصل عن باقي أنواع البشر.[14]

التاريخ المبكر

استوطنت مجموعات مختلفة من الرحّل أجزاءً متنوعة من سيبيريا في الألفية الماضية، وهذه المجموعات هي: الإنيتس والنينيتس والهون وشيونغنو والسكوثيون والأيغور. سكن شعب الخيتان، وهم المغول البدائيون، أجزاءً من المنطقة أيضًا. كان خان سيبير شخصية بارزة عام 630 في جوار مدينة توبولسك حاليًا، وهو الذي ساند الحاكم كوبرات عند تنصيبه خاقان بلغاريا العظمى القديمة. احتل المغول أجزاءً واسعة من سيبيريا في القرن الثالث عشر، إبان فترة الإمبراطورية المغولية.[15]

تأسست خانية سيبير في أواخر القرن الخامس عشر تزامنًا مع تفكك خانية القبيلة الذهبية. هاجر شعب الياكوت الناطق بالتركية شمالًا من منطقة بحيرة بايكال بضغطٍ من القبائل المغولية في الفترة الواقعة بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر. مع ذلك، بقيت سيبيريا منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة. كتب المؤرخ جون إف. ريتشاردز: «... لا أرجح أن يتجاوز تعداد سكان سيبيريا في الفترة الحديثة المبكرة حاجز الـ300 ألف شخص».[16]

أدى تنامي قوة روسيا في الغرب إلى تقويض خانية سيبيريا في القرن السادس عشر. في البداية، بدأت مجموعات التجار والقوزاق دخول المنطقة، ثم أُمر الجيش الروسي بتأسيس حصونٍ في المزيد من المناطق الشرقية لحماية مجموعات المستوطنين الروس الجدد الذين هاجروا من أوروبا. نشأت بلدات مثل مانغازيا وتارا ويينيسيك وتوبولسك، وأصبحت الأخيرة عاصمة سيبيريا بحكم الأمر الواقع منذ عام 1590. كان سيبير اسم حصنٍ في قاشليك، قرب توبولسك حاليًا، في تلك الفترة. استخدم الجغرافي جيراردوس مركاتور، في خريطة نشرها عام 1595، اسم سيبير للإشارة إلى مستوطنة وأراضٍ مجاورة لها بمحاذاة أحد الروافد اليسرى لنهر أوبي. تدعي مصادر أخرى أن شعب سيبي، وهو أحد الشعوب الأصلية من مجموعة الشعوب التونغوسية، أبدى مقاومة عنيفة ضد التوسع الروسي وراء الأورال. يقترح البعض أن مصطلح «سيبيريا» ناجم عن ترويس الاسم الإثني الأصلي.[17]

الإمبراطورية الروسية

أسست روسيا مناطق سيطرة وصلت إلى المحيط الهادئ. استوطن نحو 230 ألف روسي سيبيريا بحلول العام 1709. أصبحت سيبيريا إحدى الوجهات المخصصة لإرسال المعاقبين بالنفي.[18][19]

كان تشييد سكة الحديد العابرة لسيبيريا أول تغيّر حديث يطرأ على سيبيريا، وحدث ذلك في الفترة بين عامي 1891 و1916. وصلت السكة سيبيريا بباقي أنحاء روسيا التي شهدت تحديثًا صناعيًا في عهد القيصر نيكولاس الثاني (1894-1917). انتقل نحو 7 ملايين روسي إلى سيبيريا، قادمين من أوروبا، بين العامين 1801 و1914.[20] هاجر أكثر من نصف مليون روسي إلى الشرق الأقصى بين عامي 1859 و1917. تمتلك سيبيريا مواردًا طبيعية هائلة، وجرى استغلال تلك الثروات على نطاق واسع إبان القرن العشرين، فظهرت البلدات الصناعية في المنطقة.[21]

وقعت كارثة انفجار تونغوسكا في الساعة 7:15 صباح يوم 30 يونيو عام 1908، وأدى إلى دمار ملايين الأشجار قرب نهر بودكامينايا تونغوسكا في وسط سيبيريا. اعتقد معظم العلماء أن الكارثة ناتجة عن انفجار هوائي جراء سقوط نيزك أو مذنب. لم يُعثر على أي حفرة قد يخلّفها الانفجار، لكن المنظر الطبيعي في المنطقة (ذات الكثافة السكانية المنخفضة) تحمل آثار الحادثة حتى اليوم.[22]

الجغرافيا

بحيرة "Kutsherla " الواقعة في جبال التاي
تايغا غابات الشمال

تبلغ مساحة سيبيريا 13.1 مليون كيلومتر مربع (5.1 ملايين ميل مربع)، وتحتل سيبيريا ما يقرب من 77٪ من أراضي روسيا الإجمالية. وتشمل المناطق الجغرافية الرئيسية سهل سيبيريا الغربي وهضبة سيبيريا الوسطى. وتغطي سيبيريا ما يقرب من 10٪ من سطح اليابسة (148940000 كيلومتر مربع). وفي حين أن سيبيريا تقع بالكامل داخل حدود آسيا فإن العديد من الجهات والسلطات مثل (UN geoscheme) ترفض تقسيم البلدان وتضع جميع أجزاء روسيا كجزء من أوروبا أو أوروبا الشرقية.وتضم ياقوتيا الشرقية والغربية العديد من السلاسل الجبلية من مختلف العصور. وترتفع هذه الجبال إلى ما يقارب ال 3000 متر (9800 قدم)، ولكنها تكاد تخلو تماما من الغطاء النباتي بعد عدة مئات من الأمتار. ولقد تجمدت سلسلة جبال فرخويانسك في العصر الجليدي، لكن المناخ الجاف حال دون تجمد الارتفاعات المنخفضة. وتحوي هذه الارتفاعات المنخفضة العديد من الوديان وتُكسى الكثير منها بغابات الأرز باستثناء أقصى الشمال حيث تسيطر التندرا. ويعد بركان كلوتشفسكايا سوبكا في شبه جزيرة كامشاتكا أعلى قمة في سيبيريا حيث يبلغ ارتفاع قمته 4649 متر أي 15,253 قدم.

السلاسل الجبلية

البحيرات والأنهار

جيولوجيا

يتألف معظم السهل الغربي لسيبيريا من الرواسب الغرينية التي تكوّنت نتيجة سدود الجليد والتي كوّنت أيضا بحيرة جليدية كبرى. ومن منتصف إلى نهاية العصر الجليدي سدت هذه البحيرة تدفق نهري أوبي وينسي من ناحية الشمال مما أدى إلى إعادة توجيه تدفق هذه المجاري إلى الجنوب الغربي لتصب في بحر قزوين وبحر آرال. وهضبة سيبيريا الوسطى عبارة عن غلاف صخري قديم والذي شكل قارة مستقلة قبل حدوث العصر البرمي. وهذه الهضبة غنية بالمعادن حيث تحوي على الكثير من رواسب الذهب والألماس وخامات المنغنيز والرصاص والزنك والنيكل والكوبالت والموليبدنوم. وجزء واسع من هذه المنطقة يحوي على مصاطب سيبيريا. تزامنت هذه الفترة البركانية الضخمة مع حدث انقراض انقراض العصر البرمي الترياسي. ويقال إن هذا الحدث البركاني هو أكبر ثوران بركاني معروف في تاريخ الأرض. وخلال الحقبة الرابعة كان ما تجمد هو الجزء الشمالي الغربي ولكن كل شي تقريبا طمر في أعماق الجليد، وكانت الشجرة الوحيدة التي يمكن أن تزدهر، على الرغم من الصيف الحار، هي أرزية سيبيرية، أما إلى الخارج من الشمال الغربي فإن الالتايغا هي المهيمنة والتي تغطي جزءا كبيرا من مجمل سيبريا.[23]

المناخ

     الصحراء القطبية      التندرا     التندرا الالبية      التايغا      الغابة الجبلية     السهوب الجافة     السهوب معتدلة المناخ
     الغابة ذات الاوراق العريضة معتدلة المناخ


مناخ سيبيريا متفاوت بشكل كبير ولكن بشكل عام فإنه يتمثل بصيف قصير وشتاء طويل بارد. وتمر المنطقة التي تقع على الساحل الشمالي إلى الشمال من الدائرة القطبية الشمالية بصيف قصير (شهرا واحد).ومعدل درجة الحرارة في جنوب سيبيريا (حيث يتمركز معظم السكان) يبلغ 0.5 سيلزيوس (32.9 ف) وتصل إلى 20 سيلزيوس (65 ف).[24][25] ويعتبر المناخ في غرب سيبيريا أدفأ من شرقها حيث سجلت أدنى درجة حرارة في ياقوتيا -71.2 سيلزيوس (-96.1 ف). ومع اقتراب موسم النمو ووفرة أشعة الشمس والتربة الخصبة تكون جنوب سيبيريا أرض خصبة لزراعة.

تجلب الرياح الجنوبية الغربية الهواء الدافئ من آسيا الوسطى والشرق الأوسط. وعلى الرغم من اهتمام الإمبراطورية الروسية بالتوطين فلم يشكل أمر البرد القارص قضية مهمة أبداً.

هطول الأمطار في سيبيريا منخفضة عموما، ولكن قد يتجاوز ال500 ملليمتر (20 بوصة) فقط في كامتشاتكا حيث تتدفق رياح رطبة آتية من بحر أوخوتسك. وعلى الرغم من الانفجارات البركانية ودرجات الحرارة المنخفضة في الصيف فإنها تسمح بالنمو لغابات محددة. ففي معظم بريمورسكي كراي يكون هطول الأمطار مرتفع في أقصى الجنوب حيث التأثيرات الموسمية يمكن أن تنتج الأمطار الصيفية الغزيرة جدا.

البيانات المناخية لـنوفوسيبيرسك, Siberia's largest city
الشهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر المعدل السنوي
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م (°ف) −12.2
(10.0)
−10.3
(13.5)
−2.6
(27.3)
8.1
(46.6)
17.5
(63.5)
24.0
(75.2)
25.7
(78.3)
22.2
(72.0)
16.6
(61.9)
6.8
(44.2)
−2.9
(26.8)
−8.9
(16.0)
7.0
(44.6)
المتوسط اليومي °م (°ف) −16.2
(2.8)
−14.7
(5.5)
−7.2
(19.0)
3.2
(37.8)
11.6
(52.9)
18.2
(64.8)
20.2
(68.4)
17.0
(62.6)
11.5
(52.7)
3.4
(38.1)
−6.0
(21.2)
−12.7
(9.1)
2.4
(36.3)
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م (°ف) −20.1
(−4.2)
−19.1
(−2.4)
−11.8
(10.8)
−1.7
(28.9)
5.6
(42.1)
12.3
(54.1)
14.7
(58.5)
11.7
(53.1)
6.4
(43.5)
0.0
(32.0)
−9.1
(15.6)
−16.4
(2.5)
−2.3
(27.9)
الهطول مم (إنش) 19
(0.7)
14
(0.6)
15
(0.6)
24
(0.9)
36
(1.4)
58
(2.3)
72
(2.8)
66
(2.6)
44
(1.7)
38
(1.5)
32
(1.3)
24
(0.9)
442
(17.4)
[بحاجة لمصدر]

وقد حذر الباحثون، بما في ذلك سيرجي كيربوتن في جامعة ولاية تومسك وجوديث ماركواند في جامعة أوكسفورد، من أن غرب سيبيريا بدأ بالذوبان نتيجة لظاهرة الإحتباس الحراري. ومستنقعات المغيض المجمدة في هذه المنطقة قد تحمل مليارات الأطنان من غاز الميثان، والتي يمكن أن تطلق في الجو، حيث يعتبر غاز الميثان من الغازات دفيئة وهو أقوى ب22 من غاز ثنائي أكسيد الكربون.[26] وفي 2008 كشفت رحلة بحث للإتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي أن مستوى الميثان في القطب الشمالي لسيبيريا يصل إلى 100 مرة أكثر من المعدل الطبيعي نتيجة لإطلاق بعض غازات الميثان من خلال «ثقوب» في غطاء الجليد. [27]

الحدود والتقسيم الإداري

مقارنة بين نمو أكبر تسع مدن سيبيريا "في القرن العشرين

عُرفت سيبيريا كجزء كلي من روسيا فهي تمتد شرقاً من جبال الأورال إلى ساحل المحيط الهادي، وجنوبا من المحيط المتجمد الشمالي إلى الحدود في آسيا الوسطى والحدود الوطنية في كل من منغوليا والصين.[28] تشير مصادر من العهد السوفييتي مثل (الموسوعة السوفيتية العظمى) وروسيا الحديثة أن سيبيريا تمتد شرقا من جبال الأورال إلى الحد الفاصل بين المحيط الهادئ وأحواض المحيط المتجمد الشمالي، وجنوبا من المحيط المتجمد الشمالي إلى التلال في شمال ووسط كازاخستان والحدود الوطنية في كل من منغوليا والصين.

جغرافياٌ، يشمل هذا التعريف تقسيمات فرعية للعديد من الأجزاء الأخرى كجبال الأورال ومناطق الشرق الأقصى الفيدرالية، لكن لا يتم تضمينها إداريا. هذا التعريف يستبعد أوبلاست سفردلوفسك وأوبلاست تشيليابنسك اللتان يتم تضمينهما في تعاريف أوسع لسيبيريا، والتي تشير أيضاً إلى أن المحيط الهادئ (ليس الحد الفاصل) وإنما يمثل الحدود الشرقية (وبذلك يشمل الشرق الأقصى الروسي كله).[29] في روسيا، يتم استخدام كلمة سيبيريا كبديل لاسم المنطقة الفيدرالية من قبل أولئك الذين يعيشون في المنطقة نفسها.

المدن الرئيسية

نوفوسيبيرسك، هي المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في سيبيريا، وهي كذلك المدينة الثالثة الأكثر اكتظاظا بالسكان في روسيا، وتشمل المدن الرئيسية الأخرى:

وتشمل التعاريف الاوسع لسيبيريا:

الاقتصاد

تعتبر سيبيريا من المناطق الغنية جداً بالمعادن، حيث تحتوي على أغلب المعادن والخامات ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة، كالذهب والرصاص والفحم والموليبدينوم والجبس والماس والديوبسيد والفضة والزنك، إضافة إلى موارد ضخمة غير مستغلة من النفط والغاز الطبيعي. وتحوي روسيا حوالي 40٪ من موارد العالم المعروفة من النيكل في نوريلسك، نيكل نوريلسك يمثل أكبر منتج للنيكل والبلاديوم في العالم. [30] أمّا الزراعة فإنها مقيدة بموسم الزراعة والنمو القصير في معظم أنحاء المنطقة. مع ذلك فإن جنوب غرب البلاد حيث التربة السوداء الخصبة والمناخ الأكثر اعتدالا يتم فيه زراعة محاصيل كالقمح والشعير والبطاطا والشيلم المزروع، جنبا إلى جنب مع أعداد كبيرة من الأغنام والماشية. وفي أماكن أخرى نظرا لقلة خصوبة التربة وقصر موسم الزراعة يُقتَصَر على رعي الرنة في التندرا والذي مورس من قبل المواطنين لأكثر من 10,000 سنة. ومما يجدر الإشارة إليه أن سيبيريا تملك أكبر الغابات في العالم. وتبقى الأخشاب مصدرا هاما للدخل، وقد تم تسجيل أن الغابات تتعافى بسرعة أكبر من المقدر لها. ويعد بحر أوخوتسك واحد من اثنين أو ثلاثة من أغنى مصائد الأسماك في العالم بسبب تياراته الباردة والنطاقات الكبيرة للمد والجزر. وبالتالي فإن سيبيريا تنتج أكثر من 10٪ من كمية الصيد السنوي من الأسماك في العالم، على الرغم من أن الصيد قد انخفض بعض الشيء منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.[31]

الرياضة

تشمل فرق كرة القدم المحترفة في سيبيريا: FC Sibir Novosibirsk و FC Yenisey Krasnoyarsk وFC Tom Tomsk.

وقد لعب فريق كرة السلة ينسي كراسنويارسك في دوري اتحاد في تي بي منذ 2011-2012. الباندي هي ثالث أكثر الرياضات شعبية في روسيا.[32] في 2015-2016 لباندي الدوري الممتاز في روسيا أصبح ينسي من كراسنويارسك بطل الدوري للمرة الثالثة على التوالي بفوزه على بايكال-انيرجيا من ايركوتسك في المباراة النهائية.[33] ستستضيف كراسنويارسك دورة الألعاب الشتوية الجامعية في 2019.

التركيبة السكانية

تومسك، واحدة من أقدم مدن سيبيريا، تم بنائها في عام1604

وفقا للتعداد السكاني الروسي لعام 2010 فإن سيبيريا ومنطقة الشرق الاقصى الفيدرالية يبلغ عدد سكانهما معاً 25.6 مليون. إما إقليمي تيومين وكورغان، -والتي تقع ضمن سيبيريا من الناحية الجغرافية وجزء من منطقة الاورال الاتحادية إدارياً- فيبلغ عدد سكانهما مجتمعين 4.3 مليون نسمة. وهكذا فإن سيبيريا هي موطن لحوالي 30 مليون نسمة.[34]

والكثافة السكانية تُحَدد بحوالي ثلاثة أشخاص في الكيلومتر المربع الواحد. ومعظم الذين يعيشون في سيبيريا هم من الروس. وهناك ما يقارب ال 400,000 ألماني يعيش فيها. بالإضافة المغول والترك والبورياتيين والتوفانز والياقوتيين وتتار سيبريا والبورياتيين الذين يبلغ عددهم نحو 500,0000 وهم أكبر مجموعة من السكان الأصليين. ووفقا لتعداد عام 2002 كان هناك 443,852 من الياقوتيين.

ونحو سبعين في المئة من الناس سيبيريا يعيشون في المدن. ويعيش كثير من الناس في المناطق الريفية. نوفوسيبيرسك أكبر مدن سيبريا يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة. وتوبولسك، تومسك، تيومين، كراسنويارسك، إيركوتسك وأومسك هي المراكز التاريخية القديمة.

الديانات والمعتقدات

كادترائية التجلي في خاباروفسك

هناك مجموعة متنوعة من المعتقدات في جميع أنحاء سيبيريا،[35] بما في ذلك المسيحية الأرثوذكسية وطوائف أخرى من المسيحية، والبوذية التبتية والإسلام.[36] ويعيش في سيبيريا حوالي 250,000 مسلم وما يقارب ال 70,000 ألف يهودي. والمجموعة الدينية السائدة هي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

النقل

العديد من المدن في شمال سيبيريا، مثل بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، لا يمكن الوصول إليها عن طريق البر. كما أنه لا يوجد أي ربط تقريبا بين المدن الرئيسية الأخرى في روسيا وآسيا. وأفضل طريقة للقيام بجولة في سيبيريا هو من خلال السكك الحديدية السيبيرية. التي تتحرك من موسكو في الغرب إلى فلاديفوستوك في الشرق.

المعرض

مراجع

  1. "Siberia"، موسوعة بريتانيكا Online، مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2021.
  2. Сибирь — Большая советская энциклопедия (The الموسوعة السوفيتية العظمى, in Russian) نسخة محفوظة 2021-11-28 على موقع واي باك مشين.
  3. "Arctic Oscillation and Polar Vortex Analysis and Forecasts"، Atmospheric and Environmental Research, Verisk Analytics، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2018.
  4. Haywood, A. J. (2010)، Siberia: A Cultural History (باللغة الإنجليزية)، Oxford University Press، ISBN 9780199754182، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2021.
  5. "ВПН-2010"، Perepis-2010.ru، مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2012، اطلع عليه بتاريخ 03 أبريل 2016.
  6. "ВПН-2010"، Gks.ru، مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 03 أبريل 2016.
  7. Euan Ferguson (19 مايو 2007)، "Trans-Siberian for softies"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2016.
  8. Czaplicka, M.C. (1915)، Aboriginal Siberia، مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 2021.
  9. Crossley, Pamela Kyle (2002)، The Manchus، Peoples of Asia (ط. 3rd)، Wiley-Blackwell، ج. 14، ص. 213، ISBN 978-0-631-23591-0، مؤرشف من الأصل في 4 يناير 2022، اطلع عليه بتاريخ 28 ديسمبر 2013.
  10. Baikaloff, Anatole (ديسمبر 1950)، "Notes on the origin of the name "Siberia""، Slavonic and East European Review، 29 (72): 288.
  11. "Meet this extinct cave lion, at least 10,000 years old – world exclusive"، siberiantimes.com، مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2016.
  12. Benton, M. J. (2005)، When Life Nearly Died: The Greatest Mass Extinction of All Time، Thames & Hudson، ISBN 978-0-500-28573-2.قالب:Qn
  13. "Yellowstone's Super Sister"، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2005، اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2010، [...] the Siberian Traps is the prime suspect in wiping out 90 percent of all living species 251 million years ago – the most severe extinction event in Earth's history.. Discovery Channel.
  14. Richards, Michael P. (2020)، Archaeological Science، Cambridge University Press، ص. 23، ISBN 9780521195225، In early 2010, researchers published a complete mitochondrial genome sequence retrieved from a hominin excavated from the Denisova cave in Siberia....The results demonstrated that the Denisovan lineage diverged early from the modern humans and Neanderthals
  15. Naumov, Igor V. (2006)، "The Mongols in Siberia"، في Collins, David Norman (المحرر)، The History of Siberia، Routledge Studies in the History of Russia and Eastern Europe، ترجمة Collins, David Norman، London: Routledge، ص. 44، ISBN 9781134207039، مؤرشف من الأصل في 8 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2019، In 1207 Chinggis Khan sent his troops north under the command of his elder son Jochi to subjugate the 'forest peoples'. Jochi was able to do so in the space of three years. The only exception was the remote northern tribes. Most of Siberia became part of the Mongol Empire.
  16. Pakendorf, B.؛ Novgorodov, I. N.؛ Osakovskij, V. L.؛ Danilova, A. B. P.؛ Protod'Jakonov, A. P.؛ Stoneking, M. (2006)، "Investigating the effects of prehistoric migrations in Siberia: Genetic variation and the origins of Yakuts"، Human Genetics، 120 (3): 334–353، doi:10.1007/s00439-006-0213-2، PMID 16845541، S2CID 31651899. تتضمن هذه المقالة نصًا من هذا المصدر المُتاح في الملكية العامة.
  17. Richards, 2003 p. 538. نسخة محفوظة 2021-08-15 على موقع واي باك مشين.
  18. For example: Prison without a roof نسخة محفوظة 2019-06-18 على موقع واي باك مشين.
  19. Barker, Adele Marie (2010)، Barker, Adele Marie؛ Grant, Bruce (المحررون)، The Russia Reader: History, Culture, Politics، The World Readers، Durham, North Carolina: Duke University Press، ص. 441، ISBN 9780822346487، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 يونيو 2019، Throughout Russian history there is a long-standing tradition of imprisoning and sentencing to internal exile (within the country proper) political and religious dissidents. [...] Among those sentenced to internal exile were [...] the Decembrists [...]. Several were executed; others were exiled to Siberia, the Far East, and Kazakhstan.
  20. The Russian Far East: A History. John J. Stephan (1996). Stanford University Press. p.62. (ردمك 0-8047-2701-5) نسخة محفوظة 18 أغسطس 2021 على موقع واي باك مشين.
  21. Fiona Hill, Russia — Coming In From the Cold? نسخة محفوظة 24 April 2013 على موقع واي باك مشين., The Globalist, 23 February 2004.
  22. Farinella, Paolo; Foschini, L.; Froeschlé, Christiane; Gonczi, R.; Jopek, T. J.; Longo, G.; Michel, Patrick (2001). "Probable asteroidal origin of the Tunguska Cosmic Body" (PDF). Astronomy & Astrophysics. 377(3): 1081–1097. بيب كود:2001A&A...377.1081F. دُوِي:10.1051/0004-6361:20011054.
  23. C. Michael Hogan. 2011. Taiga. eds. M.McGinley & C.Cleveland. Encyclopedia of Earth. National Council for Science and the Environment. Washington DC
  24. "نوفوسيبيرسك ، اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق تاريخ الطقس والبيانات المناخية"، www.worldclimate.com، مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  25. "OMSK, تاريخ الطقس والبيانات المناخية"، www.worldclimate.com، مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  26. Sample, Ian؛ correspondent, science (11 أغسطس 2005)، "Warming hits 'tipping point'"، The Guardian (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0261-3077، مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  27. "حصريا: قنبلة الميثان الموقوتة"، The Independent (باللغة الإنجليزية)، 23 سبتمبر 2008، مؤرشف من الأصل في 09 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  28. "Яндекс.Переводчик – словарь и онлайн перевод на английский, русский, немецкий, французский, украинский и другие языки."، slovari.yandex.ru (باللغة الروسية)، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  29. "Siberia | region, Asia"، Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  30. "نوريلسك اكشف خطة إنتاج النيكل ل2010"، Reuters، Fri Jan 29 17:14:38 UTC 2010، مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017. {{استشهاد بخبر}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  31. "نظرة عامة على قطاع الاستزراع المائي"، www.fao.org (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: extra punctuation (link) صيانة CS1: أسماء عددية: قائمة المؤلفون (link)
  32. "Google Translate"، الهوكي الروسي - في المراكز الثلاثة الاولى!، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  33. "FHMR congratulates the Krasnoyarsk "Yenisei""، translate.google.co.uk، مؤرشف من الأصل في 7 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2017.
  34. "تعداد 2010 النتائج الرسمية (بالروسية)" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 نوفمبر 2017.
  35. "الدين في روسيا"، 26 سبتمبر 2000، مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2017.
  36. Arnold, Sir Thomas Walker (1896)، التبشير بالإسلام: تاريخ نشر المعتقد الإسلامي (باللغة الإنجليزية)، A. Constable and Company، مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019.

وصلات خارجية

انظر أيضًا

  • بوابة الإمبراطورية الروسية
  • بوابة جغرافيا
  • بوابة روسيا
  • بوابة الاتحاد السوفيتي
  • بوابة تجمعات سكانية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.