قارة

القارّة، هي كتلة ضخمة جداً من اليابسة. يتم تحديد القارة عموماً بواسطة بالعرف بدلاً من اعتماد معايير ضيقة؛ ثمة سبع مناطق جغرافية تعرف بأنها قارات، وهذه المناطق السبع مرتبة من الأكبر إلى الأصغر هي: آسيا، أفريقيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، القارة القطبية الجنوبية، أوروبا، أستراليا.[1] ثمة اختلافات في هذه التقسيمات، قد تدمج بعضها ليصبح عدد القارات أقل من سبعة؛ على سبيل المثال، تسمي بعض الأنظمة أفرو-أوراسيا أو أوراسيا أو الأمريكتين كقارات منفردة بذاتها..

خريطة متحركة ذات ترميز لوني توضّح القارات المختلفة. اعتماداً على الحدود بين القارات، قد يتم توحيد أو تقسيم بعض القارات: على سبيل المثال، غالباً ما تقسم أوراسيا إلى آسيا وأوروبا (مظللة بالأحمر)، بينما تعرف أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية أحياناً بـ "الأمريكتان" (مظللة بالأخضر).

غالباً ما تُجمع الجزر المحيطية مع القارة القريبة منها، وذلك لتكون كل الأراضي في العالم مقسمة إلى مناطق جغرافية. بموجب هذه الحقيقة، تُجمع معظم الدول والأقاليم الجزرية الواقعة في المحيط الهادئ مع قارة أستراليا لتشكيل منطقة جغرافية تسمى أوقيانوسيا.

في الجيولوجيا، تُعرف القارة بأنها "إحدى كتل اليابسة الرئيسية على الأرض، بما في ذلك الأراضي البرية الجافة ووالرفوف القارية.[2] تتوافق القارات الجيولوجية مع ست مناطق كبيرة من القشرة القارية الموجودة في الصفائح التكتونية، لكن يستثنى منها أجزاء قارية صغيرة مثل مدغشقر، حيث يُشار لها بالقارات الصغيرة. من المعروف أن القشرة القارية توجد فقط على الأرض.[3]

التعريفات والاستخدام

اصطلاحاً، تعرف القارة بأنها "كتل كبيرة متصلة أو غير مترابطة من اليابسة، مفصولة عن بعضها البعض بمسطحات مائية". [4] في التصنيفات الحديثة التي تسرد 5 قارات معترف بها أو أكثر، يوجد على الأقل قارتان ترتبطان ببعضهما براً بطريقةٍ ما (أي كتل قارية). أما استخدام تعبير "كبيرة" فقد يؤدي إلى تصنيف عشوائي؛ على سبيل المثال تعتبر جرينلاند أكبر جزيرة في العالم فحسب بمساحةٍ تقدّر بـ2,166,086 كيلومتر مربع (836,330 ميل2)، بينما تعتبر أستراليا أصغر قارة في العالم على الرغم من أن مساحتها 7,617,930 كيلومتر مربع (2,941,300 ميل2). يعرّف بيار جورج في كتابه "معجم المصطلحات الجغرافية" القارة بأنها مساحة واسعة من الأرض محاطة بالمحيطات. [5]

لكل جزء من أجزاء اليابسة الرئيسية ساحل واحد ذي محيط جغرافي متصل، يُقسم لعدة من العناصر الجغرافي ذات محيط جغرافي حسب القارات ومعايير المناطق الجغرافية المختلفة.[6][7]

الامتداد

إن المعنى الأكثر تقييدًا للقارة هو استمرار مساحة من الأرض أو البر الرئيسي، مع الخط الساحلي وأي حدود برية تشكل حافة القارة. وبهذا المعنى، فإن مصطلح أوروبا القارية (يشار إليه أحيانًا في بريطانيا باسم «القارة») يُستخدم للإشارة إلى البر الرئيسي لأوروبا، باستثناء الجزر مثل بريطانيا العظمى وآيسلندا وأيرلندا ومالطا، بينما قد يشير مصطلح قارة أستراليا إلى البر الرئيسي لأستراليا، باستثناء غينيا الجديدة وتاسمانيا والجزر المجاورة الأخرى. وبالمثل، تشير الولايات المتحدة القارية إلى الولايات الثمانية والأربعين المتجاورة ومقاطعة كولومبيا وقد تشمل ألاسكا في شمال غرب القارة (تفصل كندا بينهما)، بينما تستثنى هاواي في المحيط الهادئ.

من منظور الجيولوجيا أو الجغرافيا الطبيعية، قد تمتد القارة إلى ما وراء حدود الأراضي الجافة المستمرة لتشمل المنطقة المجاورة الضحلة والمغمورة بالمياه (الجرف القاري) والجزر الموجودة على الجرف (الجزر القارية)، إن كانت هيكليًا جزءًا من القارة.[8]

من هذا المنظور، فإن حافة الجرف القاري هي الحافة الحقيقية للقارة، إذ تختلف الشواطئ مع التغيرات في مستوى سطح البحر. وبهذا المعنى، تشكل جزر بريطانيا العظمى وأيرلندا جزءًا من أوروبا، بينما تشكل أستراليا وجزيرة غينيا الجديدة معًا قارة.[9]

قد يتجاوز مفهوم القارة الجرف القاري ليشمل الجزر المحيطية والأجزاء القارية، من ناحية البنية الثقافية. وبهذه الطريقة، تعتبر آيسلندا جزءًا من أوروبا ومدغشقر جزءًا من أفريقيا. ولإيصال المفهوم إلى أقصى حدوده، جمع بعض الجغرافيين الصفيحة القارية الأسترالية مع الجزر الأخرى في المحيط الهادئ في «شبه قارة» واحدة تسمى أوقيانوسيا. وهذا يقسم سطح الأرض بالكامل إلى قارات أو شبه قارات.[10]

الانفصال

عادة ما يخفف معيار أن كل قارة هي كتلة أرضية منفصلة بسبب الاتفاقيات التاريخية والاستخدام العملي. من بين القارات السبع المعروفة عالميًا، تعد القارتان القطبية الجنوبية وأستراليا منفصلتين تمامًا عن القارات الأخرى عن طريق المحيط. ولا تعرف العديد من القارات على أنها أجسام متمايزة تمامًا، ولكن على أنها «كتل متفرقة من الأرض إلى حد ما». يصل برزخ السويس بين آسيا وأفريقيا، كما برزخ بنما بين أمريكا الشمالية والجنوبية. وفي كلتا الحالتين، لا يوجد فصل كامل لهذه الكتل الأرضية بالمياه (بغض النظر عن قناتي السويس وبنما، فهما ضيقتان وضحلتان، وكذلك من صنع الإنسان). وكل من هذه البرازخ ضيقة جدًا مقارنة بالجزء الأكبر من الكتل الأرضية التي توحدها.[11]

يجري التعامل مع أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية على أنها قارات منفصلة في نموذج القارات السبع. ومع ذلك، قد يُنظر إليهما أيضًا على أنهما قارة واحدة تُعرف باسم أمريكا. وكانت وجهة النظر هذه شائعة في الولايات المتحدة حتى الحرب العالمية الثانية، وظلت سائدة في بعض النماذج الآسيوية للقارات الست. يظل نموذج القارة الأمريكية الواحدة هو الرأي الأكثر شيوعًا في فرنسا وألمانيا واليونان والمجر وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية.[12]

ويُتجاهل معيار الكتلة الأرضية المنفصلة تمامًا إذا جرى تصنيف كتلة اليابسة المستمرة في أوراسيا على أنها قارتان منفصلتان (أوروبا وآسيا). ومن ناحية الجغرافية الطبيعية، تعد أوروبا وشبه القارة الهندية شبه جزيرة من اليابسة الأوراسية. ومع ذلك، تعتبر أوروبا على نطاق واسع قارة بمساحة أرضها الكبيرة نسبيًا التي تبلغ 10.180.000 كيلومتر مربع (3930.000 ميل مربع)، بينما شبه القارة الهندية، مع أقل من نصف هذه المساحة، تعتبر شبه قارة. أما النظرة البديلة - في الجيولوجيا والجغرافيا - بأن أوراسيا هي قارة واحدة ينتج عنها رؤية ست قارات للعالم. يرى البعض فصل أوراسيا إلى آسيا وأوروبا على أنه من بقايا المركزية الأوروبية: «في التنوع المادي والثقافي والتاريخي، يمكن مقارنة الصين والهند بكامل مساحة اليابسة الأوروبية، وليس بدولة أوروبية واحدة». ومع ذلك، لأسباب تاريخية وثقافية، فإن رؤية أوروبا كقارة منفصلة مستمرة في عدة تصنيفات.[13]

إذا جرى تعريف القارات بشكل صارم على أنها كتل أرضية منفصلة، تضم كل الأرض المتاخمة لجسم ما، فإن أفريقيا وآسيا وأوروبا تشكل قارة واحدة يمكن الإشارة إليها على أنها أفرو-أوراسيا. إلى جانب توحيد الأمريكيتين، وينتج هذا نموذجًا من أربع قارات يتكون من أفرو-أوراسيا وأمريكا والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا.[14]

عندما كانت مستويات سطح البحر أقل خلال العصور الجليدية البليستوسينية، كانت مناطق أكبر من الجرف القاري ظاهرة كأرض جافة، ما شكل جسورًا برية بين تسمانيا والبر الرئيسي الأسترالي. وفي ذلك الوقت كانت أستراليا وغينيا الجديدة قارة واحدة مستمرة. وبالمثل، جمع جسر بيرنغ لاند (بيرنجيا) بين الأمريكيتين وأفرو-أوراسيا. وانضمت جزر أخرى، مثل بريطانيا العظمى، إلى البر الرئيسي لقاراتها. في ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى ثلاث قطع أرضية منفصلة: أفرو - أوراسيا - أمريكا، والقارة القطبية الجنوبية، وأستراليا - غينيا الجديدة.[15]

المساحة والسكان

يوضح الجدول التالي التوزيع السكاني والجغرافي لكل قارة :[16][17]

مقارنة بين مساحة وعدد سكان القارات
القارة المساحة(كم²) المساحة (ميل²) النسبة من إجمالي اليابسة تعداد السكان التقريبي
00
النسبة من
سكان العالم
أفريقيا 30,370,000 11,730,000 20.4%1,186,178,000 16.1%
انتاركتيكا (المتجمدة الجنوبية) 13,720,000 5,300,000 9.2%4,490[18] 0.0%
آسيا 43,820,000 16,920,000 29.5%4,393,296,000 59.8%
أوروبا 10,180,000 3,930,000 6.8%738,442,000 10.0%
أمريكا الشمالية 24,490,000 9,460,000 16.5%573,777,000 7.8%
أوقيانوسيا 9,008,500 3,478,200 5.9%39,331,000 0.5%
أمريكا الجنوبية 17,840,000 6,890,000 12.0%418,447,000 5.7%

تبلغ المساحة الإجمالية لجميع القارات هو 150,428,500 كم²، أي ما يقارب 29 ٪ من سطح الأرض البالغ 510,065,600 كم².

قارّة آسيا

قارّة أفريقيا

قارّة أوروبا

قارة أمريكا الشمالية

قارّة أمريكا الجنوبية

قارّة أوقيانوسيا

المراجع

  1. "Continents: What is a Continent?"، ناشونال جيوغرافيك (مجلة)، 20 سبتمبر 2011. "Most people recognize seven continents—Asia, Africa, North America, South America, Antarctica, Europe, and Australia, from largest to smallest—although sometimes Asia and Europe are considered a single continent, Eurasia."
  2. Neuendorf, K.K.E.؛ Mehl, Jr., J.P.؛ Jackson, J.A. (editors) (2005)، Glossary of Geology (5th edition)، Alexandria, Virginia: American Geological Institute، ص. 139، ISBN 978-0922152896. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول3= has generic name (مساعدة)
  3. Choi, Charles Q. (16 يوليو 2015)، "Did Ancient Mars Have Continents?"، Space.com، مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 06 ديسمبر 2020.
  4. Lewis & Wigen, The Myth of Continents (1997), p. 21.
  5. بيار جورج، معجم المصطلحات الجغرافية (ط. الثانية)، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، ص. 626.
  6. "Ocean"، answers.com، 2006، مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2007، اطلع عليه بتاريخ 20 فبراير 2007.
  7. "Distribution of land and water on the planet نسخة محفوظة 31 May 2008 على موقع واي باك مشين.." UN Atlas of the Oceans نسخة محفوظة 15 September 2008 على موقع واي باك مشين. (2004). Retrieved 20 February 2007.
  8. Monkhouse, F. J.؛ Small, John (1978)، A Dictionary of the Natural Environment، London: Edward Arnold، ص. 67–68، structurally it includes shallowly submerged adjacent areas (continental shelf) and neighbouring islands
  9. Ollier, Cliff D. (1996). Planet Earth. In Ian Douglas (Ed.), Companion Encyclopedia of Geography: The Environment and Humankind. London: Routledge, p. 30. "Ocean waters extend onto continental صخر at continental shelves, and the true edges of the continents are the steeper continental slopes. The actual shorelines are rather accidental, depending on the height of sea-level on the sloping shelves."
  10. Lewis & Wigen, The Myth of Continents (1997), p. 40: "The joining of Australia with various Pacific islands to form the quasi continent of Oceania ... "
  11. Lewis & Wigen, The Myth of Continents (1997), p. 35.
  12. Lewis & Wigen, The Myth of Continents (1997)، Chapter 1: "While it might seem surprising to find North and South America still joined into a single continent in a book published in the United States in 1937, such a notion remained fairly common until World War II. [...] By the 1950s, however, virtually all American geographers had come to insist that the visually distinct landmasses of North and South America deserved separate designations."
  13. Lewis & Wigen, The Myth of Continents (1997), pp. 104-123.
  14. R.W. McColl, المحرر (2005)، "continents"، Encyclopedia of World Geography، Facts on File, Inc.، ج. 1، ص. 215، ISBN 978-0-8160-7229-3، مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2012، And since Africa and Asia are connected at the Suez Peninsula, Europe, Africa, and Asia are sometimes combined as Afro-Eurasia or Eurafrasia.
  15. Chopping, Richard؛ Blewett, Richard؛ Kennett, Brian (2018)، The Australian Continent (باللغة الإنجليزية)، Canberra: ANU Press، ص. doi:10.22459/ac.08.2018، ISBN 978-1-76046-247-5، S2CID 135195553، مؤرشف من الأصل في 14 فبراير 2022.
  16. "World Population Prospects - Population Division - United Nations"، esa.un.org، مؤرشف من الأصل في 30 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 ديسمبر 2017.
  17. "السكان"، www.un.org، مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 ديسمبر 2017.
  18. "The World Factbook — Central Intelligence Agency"، www.cia.gov (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 09 ديسمبر 2017.
  • بوابة جغرافيا
  • بوابة طبيعة
  • بوابة علم البيئة
  • بوابة علم طبقات الأرض
  • بوابة علوم
  • بوابة علوم الأرض
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.