تاريخ الإجهاض

مورس الإجهاض منذ العصور الأولى للإنسانية بطرق شتى منها تناول أعشاب تسبب موت الجنين وخروجه من الرحم وإدخال أدوات حادة إلى الرحم والضغط على البطن بشدة وغيرها الكثير. وتغيرت القوانين الخاصة بالإجهاض في مختلف الدول على مر السنوات من بين منع وتقنين وإباحة.

ما قبل العصر الحديث

نقش بارز في معبد أنغكور وات بكمبوديا يظهر الشيطان يقوم بعملية إجهاض امرأة حامل

الحضارات المختلفة

تشير الوثائق الكتابية المنسوبة إلى شريعة حمورابي عام 1760 قبل الميلاد -أحد أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ الإنساني- إلى تجريم عملية الإجهاض مع فرض غرامات على المرأة التي تقوم بها تتفاوت حسب طبقتها الاجتماعية والاقتصادية.[1][2] وفي أوراق بردي مصرية تعود إلى عام 1550 قبل الميلاد يوجد أقدم دليل على إجراء عملية إجهاض اختياري.[3] وفي قوانين «فاديك وسمارتي» الهندية يظهر الحفاظ على نسل رجال الطبقات الثلاثة العليا من المجتمع، ووجود محاكم دينية تحكم بتكفير المرأة التي تقوم بالإجهاض والكاهن الذي يساعدها في ذلك [4] والعقيدة الوحيدة التي وجد فيها الإعدام كعقاب لعملية الإجهاض هي عقيدة الحضارة الآشورية عام 1075 قبل الميلاد وطبق ذلك على المرأة التي تقوم بهذه العملية ضد رغبة زوجها.[5]

وقد استخدمت العديد من الطرق لإجراء عملية الإجهاض في المجتمعات البدائية منها قيام المرأة الحامل بمجهود عضلي عنيف كالتسلق وحمل أوزان ثقيلة والغوص، كما استخدم التجويع والصيام والجلوس فوق ثمار جوز الهند الساخنة وصب الماء الساخن فوق البطن والفصد (إخراج كميات من الدم من أحد أجزاء الجسم عن طريق احداث شق في وريد رئيسي من الجسم).[6] وقد تطورت التقنيات المستخدمة للإجهاض وتنوعت عن طريق الملاحظة والتجريب والتبادل الثقافي بين الحضارات.[7] واستمر استخدام بعض طرق الإجهاض بين السيدات البريطانيات كالتعدي على الحامل بالضرب أو ربط حزام ضاغط حول بطنها حتى أوائل العصر الحديث.[8]

واكتشف علماء الآثار وجود أدلة على استخدام الجراحة في استخراج الجنين من الرحم في عملية الإجهاض، ومع ذلك فإن هذه الطريقة كانت الأقل شيوعًا حسب النصوص الطبية القديمة.[9]

في نص باللغة السنسكريتية -وهي لغة قديمة في الهند تستخدم في الطقوس الهندوسية، والبوذية، والجانية- يعود إلى القرن الثامن الميلادي نجد امرأة تجلس فوق قدر مملوء ببخار الماء والبصل المطهو في محاولة منها للإجهاض.[10] وفي شمال شرق آسيا ولعدة قرون كان يجرى الإجهاض بالتدليك أي بالضغط على بطن الحامل، ويظهر ذلك في النقوش البارزة الموجودة على جدران معابد انجكور وات الموجودة بكمبوديا التي تظهر الشيطان يقوم بإجهاض امرأة حامل بعد إرسالها إلى العالم السفلي.[3]

وتشير سجلات يابانية قديمة إلى وجود الإجهاض المتعمد في بداية القرن 12 الميلادي، وزادت معدلاته في الطبقات الريفية وطبقات الفلاحين التي تعرضت للمجاعات وارتفاع الضرائب خلال فترة إيدو من تاريخ اليابان.[11] ووجدت التماثيل البوذية التي تعبر عن الإجهاض وولادة الأجنة الميتة وموت الأطفال في سن مبكرة في معابد يوكوهاما بدأً من عام 1710.[12]

وفي نيوزيلندا قام أفراد شعوب الماوري المعروفين بالإيمان بقوى السحر والشعوذة بإجهاض النساء بواسطة أدوية مسببة للإجهاض في طقوس احتفالية، أو بوضع رباط من القماش يضغط بقوة على بطن الحامل.[13] إلا أن مصادر معرفية أخرى تشير إلى أن الماوري لم يمارسوا الإجهاض خوفًا من غضب القوى العليا التي آمنوا بها وإنما حاولوا إحداث الولادات بشكل مبكر مما قد يسبب موت الجنين تلقائًيا.[14]

الحضارة اليونانية الرومانية

العملة القورينية (عملة فضية قديمة من قورينا نقش عليها رسم لنبات السلفيوم) المسبب للإجهاض.
نبات السذاب شديد الرائحة
أشكال مختلفة من الفرزجة حديثًا وهي توضع من خلال المهبل لتحيط بعنق الرحم لدواعي علاج اتساع عنق الرحم

يصل الكثير من المعلومات الواردة إلينا عن الإجهاض في الحضارة اليونانية والرومانية عن طريق الكتابات القديمة، فالإجهاض كعمل يختص به طب النساء والولادة كانت تجريه القابلات أو سيدات مدربات خصيصًا وقد ورد في كتابات أفلاطون معلومات مشابهة.[15][16][17] ولا توجد أية أدلة على تجريم الإجهاض ولكن تشير بعض ابيات من شعر راج في أثينا أن الإجهاض اعتبر جريمة إن كان ضد رغبة الزوج."[18]

وقد استعمل اليونانيون نبات السلفيوم كمانع للحمل ومسبب للإجهاض واستورد بشكل رئيسي من ليبيا، ويقال ان ذلك هو ما أدى إلى انقراضه. كان نبات السلفيوم نباتًا شديد الأهمية الاقتصادية والطبية بالنسبة للحضارة اليونانية حتى أن العملات الفضية حملت رسمًا له.[19]

وقد أشار الكاتب والمحامي الروماني بلينيوس الأكبر إلى فاعلية زيت نبات السذاب شديد الرائحة في اجهاض امرأة حامل. وكتب أيضًا العالم والكاتب الروماني سيريناس سامونيكاس عن أهمية السذاب والبيض والشبت في إحداث الإجهاض. كما أورد كلاً من سوراناس وديوسكوريساس وأوريباسيوس(وهو طبيب يوناني) مفعول نفس النبات في كتاباتهم. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة وجود 3 مواد تحفز على الإجهاض ضمن تركيبة نبات السذاب بالفعل.[20]

كما استخدمت فصيلة من النباتات تدعى زراوند لتسهيل الولادة ولإجهاض الحامل أيضًا وقد كتب عنها جالينوس (طبيب وفيلسوف يوناني) عن الجرعة اللازمة منه. وأكد ديوسكوريساس أنه يمكن تعاطي هذا النبات عن طريق الفم أو إدخاله عن طريق المهبل مضافًا إليه الفلفل الأسود ونبات المر.[21]

وقد تناول أريستوفان في مسرحياته الهزلية الناقدة استخدام نبات النعناع في الإجهاض عام 421 قبل الميلاد. كما قال أبقراط والملقب بأبي الطب «أنصح العاملات بالدعارة اللاتي حملن بالقفز لأعلى مع ملامسة الكعب للأرداف في كل قفزة للحث على الإجهاض».[22][23] وفي كتابات أخرى منسوبة إليه نجد وصفًا لأدوات تستخدم لتوسيع عنق الرحم وكشط بطانة الرحم من الداخل لتحقيق الإجهاض.[24]

وأشار الطبيب اليوناني سورانوس والذي عاش في القرن الثاني الميلادي استخدام مدرات البول والحقن الشرجية والمطمثات (أعشاب تزيد من تدفق الدم إلى أعضاء الحوض والرحم) والصوم والفصد كطرق آمنة وفعالة في عملية الإجهاض، كما نصحسورانوس بتجنب استخدام آلات حادة لإحداث الإجهاض بسبب خطورة انفجار الرحم في تلك الحالة، كما نصح النساء المقبلات على الإجهاض بعمل أنشطة رياضية مثل المشي وحمل أوزان ثقيلة وركوب الخيل ".[23][25] كما قام بوضع وصفات من الأعشاب ليتم استخدامها كغسول أو فرزجة.[23]

وقام عالم الأدوية اليوناني ديسقوريدوس بوصف خليط من مجموعة أعشاب تساعد على الإجهاض وأسماه «خمر الإجهاض», وقد شمل هذا الخليط نبات الخربق والقرعية والمحمودة ولكن ديسقوريدوس فشل في تحضير الخليط بصورة يمكن تعاطيها.[26]

ووصف منشد الأمازيج المسيحي ترتليان والذي عاش في القرنين الثاني والثالث الميلادي أداة جراحية شبيهة بالأداة الجراحية المستخدمة حديثًا في عملية توسيع و تفريغ الرحم. كما نسبت أداة استخدمت في الإجهاض وتفريغ الرحم وتتألف من إبرة من النحاس ومسمار كبير إلى أبو قراط والطبيب أسكليبياديس البيثيني والطبيب وعالم التشريح إيراسيستراتوس والجراح وعالم التشريح هيروفيلوس والطبيب سورانوس.[27]

وفي القرن الأول من الميلاد قدّم الموسوعي الروماني آولوس كورنيليوس سلزوس تفاصيل في غاية الدقة عن عملية استخراج جنين ميت من رحم سيدة وذلك في كتابه الوحيد الذي وصل إلينا اليوم.[28] وقم تم الإشارة إلى قيام سيدات بربط بطونهن بأحزمة ضاغطة للتخلص من ما في أرحامهن، وذلك في المجلد التاسع من مجلدات عديدة نشرت في القرن الثالث الميلادي تحت عنوان «تفنيد جميع البدع» والذي احتوى على نقد للمسيحية وملخص للفلسفة اليونانية[29]

الإجهاض باستخدام الأعشاب

مخطوطة مزخرفة من القرن الـ13 يظهر فيها رسم لرجل يقوم بتحضير خليط من الأعشاب والنعناع الأوروبي لاستخدامه في إجهاض سيدة.

اشتهر استخدام الأعشاب والطب التقليدي في عملية الإجهاض في الأدب الكلاسيكي. وقد تفاوتت درجة فاعليته وآثاره الجانبية التي كان من ضمنها التسمم الشديد.

وفي قصيدة تعود إلى الشاعر الروماني بالقرن الـ11 ترد قائمة بمجموعة من الأعشاب المستخدمة في الإجهاض ومنها نبات القطرم والندغ والمريمية والسعد والنعناع الأوروبي والخربق الأبيض والأسود وغيرها. وقد أشار أطباء العالم الإسلامي في العصور الوسطى إلى استخدام مجهضات طبيعية[30]

وقد ورد استخدام الخميرة والنعناع في الإجهاض في كتاب دستور الأدوية الأمريكي -وهو كتاب نشر عام 1854 يتناول استخدام الأعشاب في الطب-[31] ولكن حسب رواية عن سيدة من ولاية كولورادو تعرضت للموت بسبب استخدام زيت النعناع المركز بقدر ملعقتين أثناء الحمل بهدف الإجهاض فإن استخدامه يعتبر غير آمن تمامًا.[32][33]

الحضارة الرومانية

حسب الفلسفة الرواقية -فلسفية انتشرت في إطار الثقافة اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد- فإن الجنين يحمل روح نباتية ولا يتحول إلى إنسان إلى بعد الولادة واستنشاق الهواء وبالتالي كان الإجهاض مقبول أخلاقيًا لدى الرواقيين.[18][34]

وقد تغير الموقف الأخلاقي من الإجهاض في الحضارة الرومانية من القبول إلى الرفض بعد انتشار الديانة المسيحية وفي عام 211 م قام الأباطرة سيفيروس وكاراكالا وسيبتيميوس بتجريم الإجهاض ووضع النفي المؤقت عقوبة له. ولكن بسبب تأثير الفلسفة الرواقية فقد أُعتبر تجريم الإجهاض اعتداءًا على حق الأب في التخلص من ذريته كما أنه باعتبار الجنين نباتًا أو حيوانًا لم يتم التعامل مع جريمة الإجهاض كجريمة قتل.[18]

وقد اعتقد أرسطو بأن الخط الفاصل بين الإجهاض القانوني والغير قانوني هو الفترة التي يصبح فيها الجنين حيًا وقادرًا على الشعور والإحساس، وأنه قبل هذه المرحلة لا يمكن اعتبار الجنين إنسانًا وإنما حيوانًا أو نباتًا.ويكتسب الجنين روح الإنسان بعد اكتمال 40 يومًا في حالة الجنين الذكر و90 يومًا في حالة الجنين الأنثى.[35][36][37][38]

وحسب قسم أبقراط الطبي -نص عادة ما يقسمه الأطباء قبل مزاولتهم لمهنة الطب- فإنه يحرم على الطبيب إعطاء أي امرأة حامل دواءً مجهضًا أو إجهاضها عن طريق وضع الفرزجة الطبية والتي اعتقد أبقراط بأنها تسبب تقرحات المهبل [39] وهو ما تم إثبات صحته في الطب الحديث.[40] ويعتقد بأن رفض أبقراط للإجهاض جاء ضمن رفضه للجراحة بشكل عام وذلك عائد على مخاطر ومضاعفات الجراحة في ذلك الوقت حتى أنه رفض علاج حصوات الكلى والمرارة بالجراحة وذلك وارد بوضوح في قَسَمه، كما أعتبر أبقراط الجراحين فئة منفصلة تمامًا عن فئة الأطباء.[41][42][43]

الديانة المسيحية

تحمل الديانة المسيحية تاريخ طويل ومعقد في التعامل مع الإجهاض وذلك بسبب عدم وجود حظر صريح للإجهاض في أيًا من كتب العهد القديم أو الجديد من الكتاب المقدس. بالإضافة إلى ذلك فإنه حسب ما ورد في سفر التكوين فأن الجنين داخل الرحم لديه ما يشبه الحياة الخاصة بالإنسان.[44][45] وتؤكد العديد من الكتابات لمختلف الكتّاب أن المسيحية اتخذت مواقف متعددة ومختلفة من الإجهاض على مر التاريخ [46][47][48] وانه رغم البيئة الوثنية التي ظهرت فيها المسيحية فإن الإجهاض اعتُبر خطيئة [49] مع عدم اعتباره جريمة قتل للاعتقاد بأن الجنين هو إنسان غير مكتبمل ولا تحركه روح بشرية.[50][51]

وفي الديداخي -وهي رسالة مسيحية مبكرة ينسبها معظم العلماء لآخر القرن الأول أو أول الثاني الميلادي تحوي تعاليم للمجتمعات المسيحية- نجد قول: «لا تقتلوا الأجنة ولا الأطفال حديثي الولادة» [52]

وقد أوضح الكاتب المسيحي والدارس لعلم الآلهيات (ترتليان) والذي عاش في القرنين الأول والثاني ميلاديًا إباحة الإجهاض في حالة اختلال وضعية الجنين داخل الرحم مما يهدد بعسر الولادة ويعرض حياة الأم والجنين للخطر. وقد أجاز القديس أوغسطينوس في كتاباته إجراء تدخل جراحي للتخلص من أي جنين في حالة موته وعدم اكتمال نموه داخل الرحم.[53]

وفي أطروحة "قوانين هنري" وهو كتاب سجلت فيه الأعراف القانونية في انكلترا في العصور الوسطى في عهد الملك هنري الأول ونشر عام 1115 م ورد أن الإجهاض قبل بدء إحساس الأم بحركة الجنين يعتبر مباح قانونيًا أما بعد ذلك فهو جريمة.[54]

وفي كتاب (مطرقة الساحرات) المنشور في ألمانيا عام 1486 والذي يتناول موضوع محاكمات الساحرات التي كانت تتم في العصور الوسطى أعتبرت أي قابلة تقوم بمساعدة أي حامل على الإجهاض مشعوذة وساحرة ويتم تحويلها للمحاكمة أمام الكنيسة.[55]

العصر الحديث

طرق الإجهاض

في نيويورك أجري الإجهاض بالجراحة بدءًا من عام 1800 م وتسبب ذلك في وفاة 30% من الحالات مما دفع بالجمعية الطبية الأمريكية بشن حملات لمناهضة الإجهاض مما أدى إلى جعل إجراء الإجهاض قاصر على الأطباء. وفي ورقة بحثية منشورة عام 1870 م تظهر معلومات تفيد بأن طريقة الإجهاض المتبعة في نيويورك في ذلك الوقت تضمنت حقن كميات كبيرة من الماء داخل الرحم وبحسب البحث فإن تكلفة هذه العملية كانت لا تتجاوز 10 دولارات وهو مبلغ تستطيع تحمله أية امرأة تعمل كخادمة. أما في بريطانيا فقد مثلت تكلفة الإجهاض ما يعادل 5% من الدخل السنوي لأسرة من الطبقة المتوسطة.

وفي حادثة وقعت بمدينة شيفيلد جنوب انجلترا عام 1800 ارتفت معدلات الإجهاض الغير مبرر ارجعت إنجلترا السبب إلى تلوث مياه الشرب بمعدن الرصاص المنطلق من أنابيب المياه التي تغذي المدينة. مما ألهم السيدات لإحداث الإجهاض بوساطة تناول سائل الدياكيلون الطبي (بالإنجليزية: Diachylon) وهو سائل يتألف من مستخلص مجموعة نباتات مختلفة وكميات كبيرة الرصاص وانتشر ذلك الفعل في منطقة وسط انجلترا حتى الحرب العالمية الأولى.[3][56]

وشهدت إنجلترا تراجع ملحوظ في معدلات الخصوبة بداية من عام 1870 , حيث أُجري الإجهاض بشكل غير معلن وشاع استخدام العقاقير المسهلة والنعناع الأوروبي ونبات الصبر وزيت بنات التربنتين. بالإضافة إلى شرب مشروب الجن (مشروب كحولي) والاستحمام بماء شديد السخونة والقيام بمجهود عنيف والوقوع من ارتفاعات محدودة واستخدام العقاقير البيطرية في مواجهة حالات من الحمل الغير مرغوب فيه حتى مع استخدام الوسائل الطبيعية المانعة للحمل كعدم ممارسة الجنس أثناء فترة الخصوبة العالية لدى الأنثى والعزل. وتتفاوت نتائج إحصاءات الإجهاض في إنجلترا في ذلك الوقت وتصل إلى 100.000 حالة في عام 1914 وأغلبهم كان باستخدام الأدوية.

وتشير الطبيبة إيفيلين فيشر المقيمة في ويلز في كتاباتها إلى استخدام الشموع المستخدمة في الطقوس الدينية الرومانية القديمة لتوسيع عنق الرحم وبالتالي إحداث الإجهاض.[3] وفي كتابات أخرى بالولايات المتحدة الأمريكية يظهر استخدام الشموع الرومانية وعيدان من الزجاج والملاعق والسكاكين والأقلام المستخدمة في الكتابة قديمًا بإدخال هذه الأدوات إلى داخل الرحم لعمل اضطرابات وانقباضات تؤدي لخروج الجنين قبل اكتماله وإنهاء الحمل.[57] واستمر اعتبار الإجهاض عملية خطيرة جدًا مصحوبة بمضاعافات كثيرة منها الموت حتى 1930.[58]

وفي عام 1930 مُنِع تداول وبيع أقراص منع الحمل فبيعت أقراص طبية أخرى تسبب الإجهاض تحت مسمى أقراص بيل أو أقراص كوت وذلك للتخلص من حالات الحمل الغير مرغوب فيه. واحتوت هذه الأقراص على مستخلص فطر الإرغوت ونبات الصبر ونبات الخربق الأسود ولكن بقيت الآثار الجانبية ومدى فاعلية هذه العقاقير مجهولة حتى قيام لجنة التجارة الإتحادية بمنع تداول هذه العقاقير عام 1940 لتهديدها سلامة المستهلك.[59]

الموقف من الإجهاض

أحرز الطب في القرن 19 تقدمًا كبيرًا في مجالات التخدير والجراحة والصحة العامة، وتغيرت النظرة العامة للإجهاض تبعًا للأخلاق الجديدة التي سادت في العصر الفكتوري، وأصبح الإجهاض مجرمًا بشكل عام في معظم الدول الناطقة باللغة الإنجليزية. وقد وضع قانون تجريم الإجهاض بانجلترا لأول مرة عام 1803. وأقر الإعدام أو السجن 40 عام كعقوبة لكل من يقبل على إجهاض جنين بعد بدء تحركه في رحم الأم. ثم تم تعديل القانون ما بين عامي 1828 و 1837 وألغيت عقوبة الإعدام وبالتالي ارتفعت نسب الإجهاض بين المتزوجات بشكل ملحوظ عام 1840.[60]

بدأت الحملات المناهضة للإجهاض في أمريكا عام 1820. واستهدف القانون الذي وضع في ولاية كونيتيكت معاقبة العطارين المسئولين عن بيع المواد السامة للحوامل بغرض الإجهاض ولاحقًا اعتبر إجهاض الجنين بعد إحساس الأم بحركته داخل الرحم جنحة تصل عقوبتها إلى 8 سنوات [61] وكانت شهادة الأم هي السبيل الوحيد لمعرفة ما إذا بدأ الجنين في التحرك داخل الرحم أم لا.[62] ومع ذلك بقيت خدمات الإجهاض متوفرة ومتاحة في كلًا من نيويورك ونيوأورلينز وسينسيناتي وكليفلاند ولويفيل وشيكاغو بواقع حالة إجهاض واحدة لكل 4 حالات ولادات حتى عام 1860.[63]

ثم تصاعدت حملات مناهضة الإجهاض في آواخر ستينات القرن 19 بسبب جهود القانونيين والأطباء والجمعية الطبية الأمريكية.[64] حتى صدر عام 1873 قانون يمنع تداول أي منتجات تسهل عملية الإجهاض أو حظر تداول أية معلومات عن الإجهاض أو وسائل منع الحمل أو الأمراض المنتقلة جنسيًا حتى بين طلاب الطب.[65] وبحلول عام 1909 كانت عقوبة الإجهاض قد وصلت إلى السجن 5 سنوات ودفع غرامة 5000 دولار أمريكي. وبحلول عام 1910 وجد قانون لمنع الإجهاض في كل ولايات أمريكا تقريبًا.[66]

وعلى النقيض، ففي فرنسا وفي منتصف القرن 19 اعتبر الإجهاض الملجأ الأخير في حالات حمل السيدات الغير متزوجات فقط، لكن بعد انتشار الكتابات عن تنظيم الأسرة واستخدام وسائل منع الحمل تغيرت النظرة الاجتماعية للإجهاض واعتُبر الإجهاض الحل المنطقي لحالات الحمل غير المرغوب فيها الناتجة عن وسائل منع الحمل غير فعالة.[67] واعتُبر الإجهاض أحد وسائل تنظيم الأسرة وأُجري على يد الأطباء وغيرهم.

الدعايا والإعلانات المحرضة على الإجهاض

على الرغم من حظر الإجهاض في معظم دول منطقة المحيط الأطلنطي إلا أن الإعلانات عن تقديم خدمات الإجهاض لم تتوقف في كلًا من كندا [68] وبريطانيا[3] وأمريكا[69] وقد وجدت ملصقات إعلانات تعود إلى عام 1842 م تشجع على استخدام أقراص طبية كمهجضات آمنة وتدعى «أقراص بيكهام» وهي أقراص صُنعت في الأصل لعلاج الإمساك تتألف من خلاصة نبات الصبر والزنجبيل والصابون الطبي وتستخدم في الأصل كمُلَيّن ومعالج للإمساك.[70] وفي مجلة طبية بريطانية نُشر مقال عام 1868 م يؤكد أن نصف السيدات اللواتي تناولن هذه الأقراص بحجة التوعك كانوا في الأصل يهدفون إلى إجهاض أنفسهن.[3]

وفي إعلانات عن أقراص دوائية سميت بـ «لآلئ الطبيب جوردن» أخرى صُنعت في مدينة مونتريال بكندا وضعت تحذيرات واضحة من استخدام هذه الإقراص في حالة الحمل لأنها تؤدي للإجهاض. وفي إعلانات لأقراص مشابهة في فرنسا وضعت جمل تحذيرية للحوامل أيضًا، وبالتأكيد كانت هذه الجمل تهدف إلى دفع النساء لاستخدام هذه الأقراص عند الرغبة في الإجهاض.[3]

وكمثال شهير على سيدات عملن بمجال الإجهاض نجد السيدة ريستيل أو آن لوهمان وهي سيدة عملت بإجهاض الحوامل على مدار 40 عام مستخدمة في ذلك الجراحة والعقاقير. وقد بدأت علمها في نيويورك عام 1830 وتوسع عملها ليصل إلى بوسطن وفيلاديلفيا عام 1840 وبحلول عام 1870 وصلت تكلفة الإعلانات الخاصة بالسيدة ريستيل وحدها حوالي 60.000 دولار أمريكي سنويًا [3] وأصبح اسم السيدة ريستيل مرادفًا لمعنى الإجهاض.[71] وبعد وفاة السيدة ريستل وجد أن مجموع ثروتها من العمل كمجهضة يصل إلى 500.000-600.000 دولار أمريكي ($13.4 مليون-$16.1 مليون بتقدير العصر الحديث [72])

حملات إصلاح قانون الإجهاض

عارضت العديد من الناشطات النسويات إباحة الإجهاض، وقد بدأت كلًا من إليزابيث كادي ستانتون (1815- 1902) وسوزان أنتوني(1820–1906) والكاتبة المجهولة تحت اسم (أ) ثورة اعترضن فيها على محاولة تمرير قانون لإباحة الإجهاض وحسب بدلًا من حل المشكلة من جذورها، فالمرأة هي التي تتحمل تأنيب الضمير لتخلصها من جنينها أثناء الحياة بغض النظر عن السبب وهي التي تتحمل عقوبة خطيئة قتل الجنين وهي التي تتحمل عبء ومسؤولية إنجاب الجنين في حالة عدم إجهاضه.[73][74][75][76] واعتبرت سوزان أنتوني أحد أول وأهم المؤسسات للنسوية الداعمة لحق الحياة والمناهضة للإجهاض واشتهرت بعض كلماتها في هذا المجال ومنها «وأد الأطفال قبل ميلادهم» والتي وردت في مقالاتها العديدة المنشورة في المجلة التي أنشأتها بنفسها.[77][78]

ولم تبدأ الحركات المنادية بإباحة الإجهاض حتى الفترة ما بين 1930-1940 وذلك في سياق الانتصارات التي حققتها حملات تأييد بيع واستخدام وسائل تحديد النسل بقيادة ماري ستوبس في المملكة المتحدة ومارغريت سانغر في أمريكا حيث قامت مارغريت سانغر بالفعل بإنشاء أول عيادة تقدّم خدمات تحديد النسل في أمريكا، وعمل فيها طاقم كامل من الطبيبات والممرضات من الإناث فقط [79] بالإضافة إلى القيام حملات لتوعية المتزوجات وتثقيفهم.

وكانت أيضًا ستيلا براون على رأس الداعمات لتحديد النسل وكانت متأثرةً في ذلك بكتابات هافلوك أليس وإدوارد كاربنتر وغيرهم من علماء علم الجنس، واعتقدت ستيلا براون بأن المرأة العاملة لابد أن تملك الحق في تقرير رغبتها في الحمل أو منعه أو إنهاؤه في حالة حدوث حمل غير مرغوب فيه والحق في اختيار أن تصبح أمًا أو لا.[80]

وفي عام 1929 تم في المملكة المتحدة تعديل قانون المحافظة على حياة الطفل بما يسمح بإجراء الإجهاض فقط في حالة تهديد الحمل لحياة الأم.[81]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Krason, Stephen, and Hollberg, Willian. "The Law and History of Abortion: the Supreme Court Refuted" (1984). American Government Course Manual. Seton Home Study School, 2000. p.104
  2. The Code of Hammurabi, Sec. 209–212 نسخة محفوظة 14 مايو 2011 على موقع واي باك مشين.
  3. Potts, Malcolm؛ Martha Campbell (2002)، "History of Contraception" (PDF)، Gynecology and Obstetrics، 6 (8)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 01 يوليو 2003، اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2013.Potts, Malcolm؛ Martha Campbell (2009)، "History of Contraception"، Glob. libr. women's med.، doi:10.3843/GLOWM.10376، ISSN 1756-2228، مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 07 سبتمبر 2011.
  4. ABORTION FROM THE PERSPECTIVE OF EASTERN RELIGIONS: HINDUISM AND BUDDHISM Constantin-Iulian Damian, Romanian Journal of Bioethics, Vol. 8, No. 1, January – March 2010 [eng.bioetica.ro/atdoc/RRBv8n1_2010_Damian_EN.pdf]
  5. Ancient History Sourcebook: The Code of the Assura, c. 1075 BC نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  6. Devereux, G (1967)، "A typological study of abortion in 350 primitive, ancient, and pre-industrial societies"، في Harold Rosen (المحرر)، Abortion in America: Medical, psychiatric, legal, anthropological, and religious considerations، بوسطن: Beacon Press، OCLC 187445، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2008.
  7. Devereux, G (1967)، "Techniques of abortion"، في Harold Rosen (المحرر)، Abortion in America: Medical, psychiatric, legal, anthropological, and religious considerations، بوسطن: Beacon Press، OCLC 187445، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2008.
  8. Macfarlane, Alan (2002)، "Abortion methods in England" (PDF)، The Savage Wars of Peace، باسينجستوك: Palgrave Macmillan، ISBN 1-4039-0432-4، OCLC 50714989، مؤرشف من الأصل (PDF) في 25 مارس 2018، اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2008.
  9. Doerfler, Stephanie، "Abortion"، مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2007، اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2008.
  10. London, Kathleen (1982)، "The History of Birth Control"، The Changing American Family: Historical and Comparative Perspectives، جامعة ييل، مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2016، اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2008.
  11. Obayashi M (ديسمبر 1982)، "[Historical background of the acceptance of induced abortion]"، Josanpu Zasshi (باللغة اليابانية)، 36 (12): 1011–6، PMID 6759734.
  12. Brookes, Anne Page (سبتمبر–ديسمبر 1981)، "Mizuko kuyō and Japanese Buddhism" (PDF)، Japanese Journal of Religious Studies، 8 (3–4): 119–47، مؤرشف من الأصل (PDF) في 17 سبتمبر 2009، اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2008.
  13. Hunton RB (ديسمبر 1977)، "Maori abortion practices in pre and early European New Zealand"، The New Zealand Medical Journal، 86 (602): 567–70، PMID 273782.
  14. Gluckman LK (يونيو 1981)، "Abortion in the nineteenth century Maori: a historical and ethnopsychiatric review"، The New Zealand Medical Journal، 93 (685): 384–6، PMID 7019788.
  15. Depierri, Kate P. (مارس 1968)، "One Way of Unearthing the Past"، The American Journal of Nursing، Lippincott Williams &#38، 68 (3): 521–524، doi:10.2307/3453443، JSTOR 3453443، PMID 4865614.
  16. أفلاطون (1921) [ق.369 BC]. "149d." الثئيتتس. in Harold North Fowler. Plato in Twelve Volumes. 12. كامبريدج (ماساتشوستس): دار نشر جامعة هارفارد. "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 مايو 2020.
  17. Johannes M. Röskamp, Christian Perspectives On Abortion-Legislation In Past And Present (GRIN Verlag 2005 (ردمك 978-3-640-56931-1) نسخة محفوظة 06 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. Sallares, J. Robert (2003)، "abortion"، في Hornblower, Simon؛ Spawforth, Anthony (المحررون)، The Oxford Classical Dictionary (ط. 3rd)، Oxford: OxfordUP، ص. ISBN 978-0-19-860641-3
  19. Pliny, XXII, Ch. 49 نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  20. Hurst, W. Jeffrey؛ Deborah J. Hurst، antiqua/sa_rue.html "Rue (Ruta Graveolens)"، Medicina Antiqua، The Wellcome Trust Centre for the History of Medicine at UCL، مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  21. Riddle, John M. (1999)، Eve's Herbs: A History of Contraception and Abortion in the West، Cambridge: Harvard University Press، ISBN 0-674-27026-6، OCLC 46766844.[بحاجة لرقم الصفحة]
  22. Young, Gordon (ديسمبر 1995)، "Lifestyle on Trial"، Metro، Metro Publishing and Virtual Valley, Inc.، مؤرشف من الأصل في 12 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2008.
  23. Lefkowitz, Mary R.؛ Maureen R. Fant (1992)، "Intercourse, conception and pregnancy"، Women's life in Greece & Rome: A source book in translation، Baltimore: Johns Hopkins University Press، ص. 341، ISBN 0-8018-4475-4، مؤرشف من الأصل في 8 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2008.
  24. Klotz, John William (1973)، "A Historical Summary of Abortion from Antiquity through Legalization" (PDF)، A Christian view of abortion، سانت لويس (ميزوري): Concordia Publishing House، ISBN 0-570-06721-9، OCLC 750046، مؤرشف من الأصل (PDF) في 17 ديسمبر 2008، اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2008.
  25. Soranus. Gynaecology. 1.59–65.
  26. Hurst, W. Jeffrey؛ Deborah J. Hurst، antiqua/sa_hellebore.html "Hellebore"، Medicina Antiqua، The Wellcome Trust Centre for the History of Medicine at UCL، مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2008. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  27. ترتليان (1885) [ق.203]. "Tertullian Refutes, Physiologically, the Notion that the Soul is Introduced After Birth." A Treatise on the Soul. in فيليب شاف. موسوعة آباء ما قبل نقية. 3. إدنبرة: T&T Clark. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  28. سيلسوس (1935)، "Prooemium"، في W. G. Spencer (المحرر)، De medicina، London: Heinemann، ص. 457، OCLC 186696262، اطلع عليه بتاريخ 13 ديسمبر 2008.
  29. هيبوليتوس الرومي (ق.1870). "The Personal History of Callistus; His Occupation ...." Refutation of all Heresies. in Alexander Roberts and James Donaldson. موسوعة آباء ما قبل نقية. 5. إدنبرة: T&T Clark. نسخة محفوظة 16 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  30. Shaikh, Sa'diyya (2003)، "Family Planning, Contraception, and Abortion in Islam: Undertaking Khilafa"، في Daniel C. Maguire (المحرر)، Sacred Rights: The Case for Contraception and Abortion in World Religions، أكسفورد: مطبعة جامعة أكسفورد، ص. 107، ISBN 0-19-516001-0، OCLC 50080419.
  31. Felter, Harvey Wickes؛ جون أوري لويد (1854)، "Hedeoma (U. S. P.)—Hedeoma"، King's American Dispensatory، اطلع عليه بتاريخ 11 ديسمبر 2008.
  32. Pennyroyal poisoning[وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 مايو 2020.
  33. Colorado death نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  34. Long, George (1870)، "Abortio"، في ويليام سميث (عالم) (المحرر)، Dictionary of Greek and Roman Antiquities، Boston: Little, Brown and Company، ج. 1، ص. 2، مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2013.
  35. أرسطو (1944) [ق.325 B.C.]، "السياسة (أرسطو)"، في H. Rackham (المحرر)، Aristotle in 23 Volumes، كامبريدج (ماساتشوستس): دار نشر جامعة هارفارد، ج. 21، ص. 7.1335b، ISBN 0-674-99291-1، OCLC 29752140.
  36. A companion to bioethics By Helga Kuhse, Peter Singer نسخة محفوظة 17 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  37. ReligiousTolerance.org نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  38. W. den Boer, Private Morality in Greece and Rome (Brill 1979 ISBN 978-90-04-05976-4), p. 272 نسخة محفوظة 03 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  39. Riddle, John M. (أغسطس 1991)، "Oral contraceptives and early-term abortifacients during classical antiquity and the Middle Ages"، Past Present، 132 (1): 3–32، doi:10.1093/past/132.1.3، JSTOR 650819، PMID 11656135. "Contrary to popular opinion, the ancient Hippocratic Oath did not prohibit abortions; the oath prohibited 'vaginal suppositories' presumably because of the ulcerations they were said to cause." Riddle is citing Soranus, p.13.
  40. Riddle, John M. (1992)، Contraception and abortion from the ancient world to the Renaissance، Cambridge: Harvard University Press، ISBN 0-674-16875-5، OCLC 24428750.[بحاجة لرقم الصفحة]
  41. Scribonius, Compositiones Praef. 5. 20–23 (Translated and cited in Riddle's history of contraception and abortion)
  42. Joffe, Carole (2009)، Management of Unintended and Abnormal Pregnancy (ط. 1st)، أكسفورد: جون وايلي وأولاده ، ص. 2، ISBN 978-1-4443-1293-5، مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2022.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: extra punctuation (link)
  43. NOVA - Official Website | The Hippocratic Oath Today نسخة محفوظة 24 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  44. http://www.jewfaq.org/sex.htm Judaism 100. Kosher Sex - Abortion. نسخة محفوظة 2019-11-20 على موقع واي باك مشين.
  45. http://www.myjewishlearning.com/practices/Ethics/Our_Bodies/Themes_and_Theology/Body_and_Soul.shtml My Jewish Learning.Body & Soul". نسخة محفوظة 2015-03-25 على موقع واي باك مشين.
  46. When Children Became People: the birth of childhood in early Christianity by Odd Magne Bakke نسخة محفوظة 17 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  47. "Abortion and Catholic Thought: The Little-Told History" [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 18 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  48. Abortion and the Politics of Motherhood by Kristin Luker, University of California Press نسخة محفوظة 29 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  49. "early+christians+opposed+abortion+at+any+point"&btnG= Jeffrey H. Reiman, Abortion and the Ways We Value Human Life (Rowman & Littlefield 1998 ISBN 978-0-8476-9208-8), pp. 19-20 نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  50. "in+common+with+all+early+christian+thought+augustine"&btnG= Daniel Schiff, Abortion in Judaism (Cambridge University Press 2002 ISBN 978-0-521-52166-6), p. 40 نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  51. Didache "English translations of the Didache at Early Christian Writings" نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  52. Cyril Charles Richardson, المحرر (1953) [ق.150"Didache"، Early Christian Fathers، Philadelphia: Westminster Press، OCLC 832987، اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2008.
  53. أوغسطينوس (1885) [ق.420]. "The Case of Abortive Conceptions." Enchiridion. in فيليب شاف. موسوعة آباء نقية وما بعدها. 3. إدنبرة: T&T Clark. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  54. quasi-homicide نسخة محفوظة 10 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  55. Institoris, Heinrich؛ جاكوب سبرنجر  (1971) [1487]، Montague Summers (المحرر)، The Malleus maleficarum of Heinrich Kramer and James Sprenger، نيويورك: Dover Publications، ص. 66، ISBN 0-486-22802-9، OCLC 246623، مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 8 فبراير 2016.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: extra punctuation (link) صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  56. Angus McLaren, Birth Control in Nineteenth-Century England, Holmes & Meier Publishers, Inc., 1978, ISBN 0-8419-0349-2. p. 246.
  57. King CR (1992)، "Abortion in nineteenth century America: a conflict between women and their physicians"، Womens Health Issues، 2 (1): 32–9، doi:10.1016/S1049-3867(05)80135-5، PMID 1628000، مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2009، اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2008.
  58. Abortion was more dangerous than childbirth throughout the 19th century. By 1930, medical procedures had improved for both childbirth and abortion but not equally, and induced abortion in the first trimester had become safer than childbirth. In 1973, Roe vs. Wade acknowledged that abortion in the first trimester was safer than childbirth.
     · "The 1970s"، Time communication 1940–1989: retrospective، Time Inc.، 1989، Blackmun was also swayed by the fact that most abortion prohibitions were enacted in the 19th century when the procedure was more dangerous than now.
     · Will, George (1990)، Suddenly: the American idea abroad and at home, 1986–1990، Free Press، ص. 312، ISBN 0-02-934435-2.
     · Lewis؛ Shimabukuro (28 يناير 2001)، "Abortion Law Development: A Brief Overview"، Congressional Research Service، مؤرشف من الأصل في 07 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 1 مايو 2011.
     · Schultz, David Andrew (2002)، Encyclopedia of American law، Infobase Publishing، ص. ISBN 0-8160-4329-9، مؤرشف من الأصل في 03 مايو 2020.
     · George Washington University. Population Information Program, George Washington University. Dept. of Medical and Public Affairs, Johns Hopkins University. Population Information Program (1980)، "Pregnancy termination"، Population reports، Population Information Program, The Johns Hopkins University، (7).
     · Lahey, Joanna N. (24 سبتمبر 2009)، "Birthing a Nation: Fertility Control Access and the 19th Century Demographic Transition"، Colloquium، Pomona College، مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2012.
  59. Federal Trade Commission (1941)، "Federal Trade Commission Decisions"، 30: 833–838. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  60. Transactions of the Washington Obstetrical and Gynecological Society نسخة محفوظة 12 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  61. Alford (2003)، "Is Self-Abortion a Fundamental Right?"، Duke Law Journal، 52 (5): 1011–29، JSTOR 1373127، PMID 12964572، مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2019.
  62. Alesha E. Doan (2007)، Opposition and Intimidation:The abortion wars and strategies of political harassment، University of Michigan، ص. 46، مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2022.
  63. g 2007، صفحة 46.
  64. Lewis, Jone Johnson، "Abortion History: A History of Abortion in the United States"، Women's History section of About.com، About.com، مؤرشف من الأصل في 03 مارس 2017، اطلع عليه بتاريخ 07 يوليو 2006.
  65. https://archive.org/stream/anthonycomstockh00bennuoft#page/1017/mode/1up Anthony Comstock: His Career of Cruelty and Crime A Chapter from "Champions of the Church". DeRobigne Mortimer Bennett. 1878.
  66. Doan 2007، صفحة 51.
  67. McLaren, Angus (Spring 1978)، "Abortion in France: Women and the Regulation of Family Size 1800–1914"، French Historical Studies، Duke University Press، 10 (3): 461–484 [469]، doi:10.2307/286340، JSTOR 286340، PMID 11614490، مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2007، Increasingly, writers in the latter half of the nineteenth century no longer referred to abortion as a last resort for the single, seduced girl but as a family planning measure employed by the married woman. As a result the very nature of the idea and practice of abortion was transformed.
  68. McLaren, Angus (1978)، "Birth control and abortion in Canada, 1870–1920"، Canadian Historical Review، 59 (3): 319–40، doi:10.3138/CHR-059-03-02، PMID 11614314، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2022.
  69. "Product Advertisements"، American Women، مكتبة الكونغرس، 2001، مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2017، اطلع عليه بتاريخ 11 ديسمبر 2008.
  70. McGonagall Online - Beecham's Pills نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  71. Dannenfelser (11/4/2015)، "The Suffragettes Would Not Agree With Feminists Today on Abortion"، TIME، مؤرشف من الأصل في 28 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2015. {{استشهاد بخبر}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  72. Consumer Price Index (estimate) 1800–2014. Federal Reserve Bank of Minneapolis. Retrieved February 27, 2014.
  73. Schiff, Stacy. "Desperately Seeking Susan." October 13, 2006 New York Times'.' Retrieved February 5, 2009. نسخة محفوظة 15 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
  74. "Marriage and Maternity"، ذا ريفوليوشن، سوزان أنتوني، 8 يوليو 1869، مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 أبريل 2009.
  75. Susan B. Anthony, “Marriage and Maternity,” ذا ريفوليوشن (1869-07-08), via University Honors Program, Syracuse University. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  76. Federer, William. American Minute, page 81 (Amerisearch 2003). نسخة محفوظة 12 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  77. Clark-Flory, Tracy (6 أكتوبر 2006)، "Susan B. Anthony, against abortion?"، Salon.com، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2010.
  78. Rakow and Kramarae eds. (2001), p. 6. نسخة محفوظة 23 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  79. Baker, pp. 196–97.
    The Selected Papers, Vol 2, p. 54.
  80. Rowbotham, Sheila (1977)، A New World for Women: Stella Browne, social feminist، ص. 66–67.
  81. HL Deb. Vol 72. 269 نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.. "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 مايو 2020.
  • بوابة المرأة
  • بوابة صحة المرأة
  • بوابة التاريخ
  • بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
  • بوابة طب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.