تصنيع أولي

التصنيع الأولي هو تنمية إنتاج الحرف اليدوية الريفية للأسواق الخارجية على المستوى الإقليمي،[1] جنبًا إلى جنب مع الزراعة التجارية. طُرح المصطلح في أوائل سبعينيات القرن العشرين من قبل المؤرخين الاقتصاديين الذين جادلوا بأن مثل هذه التنمية التي حدثت في أجزاء من أوروبا بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، خلقت الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى الثورة الصناعية. اقترح الباحثون في وقت لاحق أن ظروفًا مماثلة قد نشأت في أجزاء أخرى من العالم.[2]

يعدّ التصنيع الأولي مصطلحًا متعلقًا بنظرية محددة حول دور الصناعات الأولية في ظهور الثورة الصناعية. جادل المؤرخون الآخرون حول جوانب نظرية التصنيع الأولي. ليس بالضرورة أن يكون منتقدو فكرة التصنيع الأولي من منتقدي فكرة وجود الصناعات الأولية بشكل بارز أو أنها لعبت دورًا كعوامل اجتماعية واقتصادية.[3][2]

اتخذ نقد النظرية أشكالًا مختلفة، تراوحت بين أن الصناعات الأولية كانت مهمة وواسعة الانتشار ولكنها لم تكن العامل الرئيسي في الانتقال إلى الرأسمالية الصناعية، أو أن الصناعات الأولية لم تكن متميزة بما يكفي عن الأنواع الأخرى من التصنيع قبل الصناعي أو الحرف اليدوية الزراعية لتشكيل ظاهرة أوسع، أو أن التصنيع الأولي هو في الواقع تصنيع.[3]

قام باحثون آخرون ببناء وتوسيع نطاق التصنيع الأولي، أو لخصوا نقاطه حول دور الصناعة الأولية في تطوير النظام الاقتصادي والاجتماعي الحديث المبكر لأوروبا والثورة الصناعية. تركزت الأمثلة الرئيسية للظواهر الاقتصادية المصنفة من قبل المؤرخين على أنها تصنيع أولي خارج أوروبا، في صوبة البنغال والصين خلال حكم أسرة سونغ.[3]

شبه القارة الهندية

حدد بعض المؤرخين وجود التصنيع الأولي في شبه القارة الهندية الحديثة المبكرة،[4][5] وبشكل رئيسي في أغنى وأكبر قسم فرعي لها، صوبة البنغال (بنغلاديش الحديثة وغرب البنغال[6][7][8] وكانت دولة تجارية رئيسية في العالم، وعلى اتصال تجاري بالأسواق العالمية منذ القرن الرابع عشر. شكلت صوبة البنغال بمفردها 40% من واردات هولندا خارج أوروبا.[9]

كانت البنغال أغنى منطقة في شبه القارة الهندية، وأظهر اقتصادها المعتمد على الصناعة الأولية علامات على تحفيز ثورة صناعية. عمل شايستا خان عم الإمبراطور المغولي أورانجزيب، حاكم أو سوبيدار البنغال الليبرالي نسبيًا على استدامة النمو من خلال الصناعات التحويلية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر متفوقًا على الصين.

يمكن تفسير هذا النمو بالشريعة والاقتصاد الإسلامي الذي فرضه أورانجزيب، وفقًا لإحدى النظريات.[10][11] أصبحت الهند أكبر دولة اقتصادية في العالم، إذ بلغت قيمة اقتصادها 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي،[12] وتمتعت بظروف أفضل من أوروبا الغربية في القرن الثامن عشر، قبيل الثورة الصناعية.[13]

شهدت مملكة ميسور، التي شكلت قوة اقتصادية وعسكرية كبرى في جنوب الهند، وحكمها حلفاء إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت، حيدر علي والسلطان تيبو، نموًا هائلًا في دخل الفرد والسكان، وتغيرًا هيكليًا في الاقتصاد، و زيادة وتيرة الابتكار التكنولوجي، وأبرزها التقنية العسكرية.[14][15]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Coleman, D. C. (1983)، "Proto-Industrialization: A Concept Too Many"، The Economic History Review، New Series، 36 (3): 435–448، doi:10.2307/2594975، JSTOR 2594975. pp. 436–437.
  2. Ogilvie, Sheilagh (2008)، "Protoindustrialization"، في Durlauf, Steven؛ Blume, Lawrence (المحررون)، The New Palgrave Dictionary of Economics، Palgrave Macmillan، ج. 6، ص. 711–714، ISBN 978-0-230-22642-5.
  3. Ogilvie, Sheilagh (1996)، European proto-industrialization : an introductory handbook، Sheilagh C. Ogilvie, Markus Cerman، Cambridge [England]: Cambridge University Press، ص. 227–239، ISBN 0-521-49738-8، OCLC 32350024.
  4. Sanjay Subrahmanyam (1998)، Money and the Market in India, 1100–1700، Oxford University Press، ISBN 9780521257589.
  5. Perlin, Frank (1983)، "Proto-industrialization and Pre-colonial South Asia"، Past & Present، 98 (1): 30–95، doi:10.1093/past/98.1.30، JSTOR 650688.
  6. Giorgio Riello, Tirthankar Roy (2009)، How India Clothed the World: The World of South Asian Textiles, 1500-1850، دار بريل للنشر، ص. 174، ISBN 9789047429975، مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2021.
  7. Abhay Kumar Singh (2006)، Modern World System and Indian Proto-industrialization: Bengal 1650-1800, (Volume 1)، Northern Book Centre، ISBN 9788172112011.
  8. Lex Heerma van Voss؛ Els Hiemstra-Kuperus؛ Elise van Nederveen Meerkerk (2010)، "The Long Globalization and Textile Producers in India"، The Ashgate Companion to the History of Textile Workers, 1650–2000، Ashgate Publishing، ص. 255، ISBN 9780754664284.
  9. Om Prakash, "Empire, Mughal", History of World Trade Since 1450, edited by John J. McCusker, vol. 1, Macmillan Reference USA, 2006, pp. 237–240, World History in Context. Retrieved 3 August 2017
  10. Islamic and European Expansion: The Forging of a Global Order, Michael Adas, Temple University Press (Philadelphia, PA), 1993.
  11. Chapra, Muhammad Umer (2014)، Morality and Justice in Islamic Economics and Finance (باللغة الإنجليزية)، Edward Elgar Publishing، ص. 62–63، ISBN 9781783475728.
  12. Maddison, Angus (2003): Development Centre Studies The World Economy Historical Statistics: Historical Statistics, منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية, (ردمك 9264104143), pages 259–261 نسخة محفوظة 2021-04-14 على موقع واي باك مشين.
  13. Lex Heerma van Voss, Els Hiemstra-Kuperus, Elise van Nederveen Meerkerk (2010)، "The Long Globalization and Textile Producers in India"، The Ashgate Companion to the History of Textile Workers, 1650-2000، Ashgate Publishing، ص. 255، ISBN 9780754664284.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  14. Parthasarathi, Prasannan (2011)، Why Europe Grew Rich and Asia Did Not: Global Economic Divergence, 1600–1850، مطبعة جامعة كامبريدج، ص. 207، ISBN 978-1-139-49889-0، مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2021
  15. Yazdani, Kaveh (10 يناير 2017)، India, Modernity and the Great Divergence: Mysore and Gujarat (17th to 19th C.)، BRILL، ISBN 978-90-04-33079-5.
  • بوابة الاقتصاد
  • بوابة صناعة
  • بوابة التاريخ
  • بوابة تقانة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.