الحروب البونيقية

اندلعت الحرب البونية الأولى (الحرب البونيقية الأولى) في جزيرة صقلية في 264 قبل الميلاد. عدّها المؤرخ الإغريقي بوليبيوس «أطول حرب في التاريخ، وأشد الحروب إثارة للنزاع حول وقائعها».[1] سادت المعارك البحرية على الحرب، ووقعت أغلب المعارك في مياه البحر المتوسط المحيطة بجزيرة صقلية. اندلع النزاع بسبب طموحات روما الاستعمارية التي بدأت تتداخل مع مطالب قرطاج بحق ملكية الجزيرة.

الحروب البونيقية
بداية 264 ق.م 
نهاية 146 ق.م 

كانت قرطاج القوة المهيمنة على الجزء الغربي من البحر المتوسط في تلك الفترة، وأسست بحلول الحرب إمبراطوريةً بحرية قوية، في حين كانت روما دولة متسارعة الاتساع، تمتلك جيشًا قويًا لكنّ قوتها البحرية ضعيفة. استمرّت الحرب 23 سنة، وسبّبت خسائرًا كبيرة في العتاد العسكري والبشري لدى الطرفين، لكن الرومان استطاعوا إلحاق الهزيمة بالقرطاجيين في النهاية. دفعت قرطاج تعويضات عن الحرب لصالح روما وفق أحكام معاهدة السلام، ووقعت صقلية تحت سيطرة روما أيضًا، فأصبح أول مقاطعة رومانية خارج الحدود الرومانية القديمة.

عزز الاستيلاء على صقلية موقع روما في المتوسط والعالم ككل، جاعلًا منها قوة عظمى. أشعلت نهاية الحرب أيضًا عصيانًا عسكريًا في الإمبراطورية القرطاجية، عُرف بحرب المرتزقة، لكنه فشل في نهاية المطاف. انتهت الحرب البونية الأولى رسميًا في 241 قبل الميلاد.

بدأت الحرب البونية الثانية في عام 218 قبل الميلاد، وشهدت عبور حنبعل جبال الألب وغزو البر الرئيسي لإيطاليا. حقق القرطاجيون نصرًا مبكرًا لا بأس به، خصوصًا في معركة بحيرة تراسمانيا في 217 قبل الميلاد، ومعركة كاناي في 216 قبل الميلاد. خاض الطرفان معاركًا عنيفة في شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حاليًا)، وفي صقلية وسردينيا وشمال إفريقيا. أدى نجاح روما في غزو موطن قرطاج في شمال إفريقيا عام 204 قبل الميلاد إلى عودة حنبعل من إيطاليا، لكنه هُزم على يد شيبيون الإفريقي في معركة زامة في 202 قبل الميلاد، فسعت قرطاج إلى السلام. اتفق الطرفان على اتفاقية في عام 201 قبل الميلاد، جُرّدت قرطاج بموجبها من ممتلكاتها في ما وراء البحار وبعض الممتلكات في إفريقيا، وفُرضت عليها تعويضات حرب كبيرة تدفعها لمدة 50 سنة، وأُرغمت على تقليص وتحديد حجم قواتها المسلحة، ومُنعت من شنّ الحروب من دون إذن روما. أصبحت قرطاج وفق أحكام تلك الاتفاقية قوة ثانوية في مجال تأثير روما.

ابتدعت روما تبريرًا لإعلان الحرب على قرطاج مجددًا في عام 149 قبل الميلاد، فاندلعت الحرب البونية الثالثة. جرت المعارك في هذه الحرب ضمن أراضي قرطاج كليًا، في ما يُعرف اليوم بدولة تونس، وتمحورت إلى حدّ كبير حول حصار قرطاج. اجتاح الرومان مدينة قرطاج في عام 146 قبل الميلاد، فنهبوها وذبحوا معظم سكانها ودمروها كليًا. استحوذ الرومان على الأراضي القرطاجية السابقة، وأصبحت الأخيرة من مقاطعة إفريقيا. تقع آثار مدينة قرطاج على بعد 16 كيلومترٍ شرق مدينة تونس حاليًا على ساحل شمال إفريقيا.

المصادر الأولية

يُعد المؤرخ بوليبيوس (نحو العام 200 - نحو العام 110 قبل الميلاد) المصدر الرئيس لكافة جوانب الحروب البونية، وهو مؤرخ إغريقي أُرسل إلى روما رهينةً في عام 167 قبل الميلاد. تشمل أعماله دليلًا إرشاديًا عن التكتيكات العسكرية فقُد جزء كبير منه حاليًا، لكن كتابه التواريخ أشهر أعماله، كتبه في فترة بعد العام 146 قبل الميلاد. يُعد عمل بوليبيوس موضوعيًا بوجه عام، ومحايدًا إلى حد كبير في ما يتعلّق بوجهات النظر الرومانية والقرطاجية. كان بوليبيوس مؤرخًا تحليليًا، وحاول استجواب شخصيات من الأطراف المتقاتلة شخصيًا كلّما أُتيح له ذلك، وذلك في الأحداث التي كتب عنها. كان بوليبيوس برفقة الجنرال الروماني سكيبيو إميليانيوس إبان حملته على شمال إفريقيا، والتي أدت إلى انتصار روما في الحرب البونية الثالثة.[2]

خضعت دقة شهادة بوليبيوس إلى الكثير من الجدل في السنوات الـ150 السابقة، أما حديثًا، فهناك إجماع على قبول القيمة الظاهرية لها، وترتكز تفاصيل الحرب ضمن المصادر الحديثة على تفسيرات شهادة بوليبيوس إلى حدّ كبير. يرى المؤرخ الحديث آندرو كوري أن بوليبيوس مصدرٌ «موثوق به بعض الشيء»، في حين يصفه كريج تشامبيون بـ«المؤرخ المطلع والمجتهد والمتبصّر بصورة ملفتة للنظر».[3][4][5]

توجد مصادر تاريخية أخرى من الفترة التي تلت الحرب، لكن معظمها مجزأ أو مختصر. يأخذ المؤرخون المعاصرون بالحسبان كتابات المحللين الرومان المختلفين عمومًا، بالإضافة عدد من المؤرخين المعاصرين لتلك الفترة، مثل المؤرخ الإغريقي الصقلي ديودور الصقلي، والمؤرخين الرومان اللاحقين مثل تيتوس ليفيوس (الذي اعتمد على شهادة بوليبيوس) وبلوطرخس وأبيان (تُعدّ شهادته عن الحرب البونية الثالثة شديدة الأهمية) وكاسيوس ديو. يقول المؤرخ الكلاسيكي أدريان غولدزورثي أن المؤرخين «يفضلون شهادة بوليبيوس عادةَ عندما تتعارض مع أي شهادة تاريخية أخرى». تشمل المصادر الأخرى العملات المعدنية والنقوش والدلائل الأثرية والدلائل التجريبية المستمدة من عمليات إعادة بناء الهياكل، مثل هيكل السفينة ثلاثية المجاديف.[6]

خلفية وأصول الحروب

شهدت الإمبراطورية الرومانية توسعًا شديدًا في البر الإيطالي الرئيس الجنوبي منذ قرنٍ قبل بدء الحرب البونية الأولى. احتلت روما المناطق الواقعة جنوب نهر أرنو في شبه الجزيرة الإيطالية بحلول عام 272 قبل الميلاد، حين استسلمت المدن الإغريقية في جنوب إيطاليا (ماجنا غراسيا) بعد انتهاء الحرب البيروسية. إبان فترة التوسع الروماني، كانت قرطاج، وعاصمتها في مدينة تونس حاليًا، مهيمنة على جنوب إسبانيا ومعظم المناطق الساحلية في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى جزر البليار وكورسيكا وسردينيا والنصف الغربي من جزيرة صقلية.[7]

بدءًا من عام 480 قبل الميلاد، خاضت قرطاج سلسلة من الحروب غير الحاسمة ضد دول المدن الإغريقية في صقلية، تحت قيادة سرقوسة. بحلول عام 264 قبل الميلاد، أصبحت قرطاج القوة الخارجية المهيمنة على الجزيرة، وبرزت إلى جانب روما من بين القوى العظمى في غرب المتوسط. كانت العلاقات طيبة بين الجانبين، وأعلنا عن الصداقة المتبادلة بينهما في عددٍ من المرات عبر إبرام 3 تحالفات رسمية، في الأعوام 509 قبل الميلاد و348 قبل الميلاد، وفي نحو العام 279 قبل الميلاد. برزت بين قرطاج وروما روابطٌ تجارية قوية أيضًا. إبان فترة الحرب البيروسية بين عامي 280 و275 قبل الميلاد، والتي خاضها بيروس ملك إبيروس ضد روما في إيطاليا وقرطاج في صقلية، وفرت قرطاج العتاد العسكري للرومان، وسخّرت سفنها البحرية لنقل القوات الرومانية مرة واحدة على الأقل. وفق المؤرخ الكلاسيكي ريتشارد مايلز، هناك سببان وراء وقوع الحرب بين القوتين الرومانية والقرطاجية، أولهما السلوك التوسعي لروما بعد إخضاع جنوب إيطاليا إلى سلطتها، والثاني هو السلوك القرطاجي التملّكي تجاه صقلية، فكانت الحرب صدفةً إلى درجة أكبر من كونها حربًا مخططة مسبقًا. أما السبب المباشر وراء الحرب، فهو مسألة السيطرة على مدينة ميسانا الصقلية (ميسينا حاليًا)، فدخلت قرطاج وروما في حالة الحرب عام 264 قبل الميلاد، وهو عام بدء الحرب البونية الأولى.

الحروب البونية (الرومانية)

مناطق نفوذ قرطاج قبل الحرب البونية الأولى (264 ق.م.)

الحرب البونية الأولى

لما مات الدكتاتور أغاثوقليس عام 288 ق م، فقد الأجراء الإيطاليون في جيشه عملهم، فغضبوا وحكموا مدينة ميسينا وسموا أنفسهم «ماميرتين» يعني «تابعي اله الحرب» وشرعوا يهاجمون كل مدن صقلية. وبعدما أصبح هييرون الثاني دكتاتور سيراقوسة في عام264 ق م هاجمهم، فأرسل الماميرتين سفيراً إلى روما ليطلب معونتها، وسفيراً ثانياً إلى قرطاج. فأجابت قرطاج وبعثت جيشاً إلى مدينة ميسينا بينما ظل مجلس أعيان روما يناقش الموضوع. لكن بعد فترة وجيزة اتفق القرطاجيون مع سيراقوسة، فطلب الماميرتين معونة روما ليخرجوا جيش قرطاج. لم تقبل روما أن تتكون دولة قوية في ميسينا لأنها قريبة جداً من جنوب إيطاليا، فقررت أن تبعث جيشاً لمساندة الماميرتين، فبدأت الحرب البونية الأولى.

لم يكن النصر حليف الجيش الروماني الأول، فأرسلت روما في عام 263 ق م جيشاً ثانياً، وبعد استحواذه على بعض المدن الصقلية، نقض هييرون الثاني اتفاقه مع قرطاج وحالف روما. رأت روما أن الحرب أصبحت فرصة لاحتلال صقلية كلها، ولذلك بدأت ببناء أسطولها البحري. لم يكن في روما أي سفينة في البداية، فصعب ذلك عليها، لكن أضيف إلى السفن سلاح جديد يُسمى الـ«كورفوس» (يعني الغراب) وهو خشبة طويلة تستعمل كجسر لدخول سفن الأعداء، وبه ربحوا في البحر. وفي 255 هاجموا قرطاج نفسها، وكادت قرطاج تستسلم، لكن استمرت الحرب بعد سماعهم شروط روما فتمكنوا من طرد الرومان من أفريقية، ثم حاربوهم في صقلية وبدؤوا الحرب الثانية ضد نوميديا في أفريقية؛ ولما صار النصر وشيكاً في صقلية، قرروا أن يرسلوا معظم سفنهم إلى نوميديا في عام 247 ق م، فلم يكن النصر حليف أحد في صقلية وقتاً طويلاً. لكن في النهاية بنت روما اسطولاً جديداً دمّر سفن قرطاج، فسلمت قرطاج كل صقلية إلى روما وانتهت الحرب البونية الأولى في عام 241 ق م.

حرب الأجراء

قدّم القرطاجيون مالاً كثيراً للرومان كجزء من اتفاقهم، فلم يبق لديهم مال لدفعه لأجرائهم، فغضب هؤلاء وبدؤوا حرباً ضد قرطاج بمعاونة نوميديا في عام 241 ق م. كان قائدا الأجراء ماثوس اللوبي وسبينديوس العبد الروماني، ويقال أنهما رجما كل من تحدث عن هدنة، ولهذا أيضاً تسمى «حرب اللا هدنة». وبعد سنوات، انتصر القائد القرطاجي العظيم حملقار برقة بتجنيد 10000 من مواطني قرطاج (وكان معظم الجيش القرطاجي قبل ذلك من الأجراء وليس من المواطنين). وبعد نصره أصبح حملقار برقة رئيس الدولة وانطلق ليستعمر إسبانيا.

احتلال شبه الجزيرة الابيرية

في عام 236 ق م هاجم حملقار برقة إسبانيا، وحارب هناك حتى موته في القتال في سنة 228. وبعده قاد جيشه عزربعل، وكان حملقار برقة قبل موته في 228 ق م قد فتح إسبانيا حتى نهر الايبرو واتفق مع روما ألا يعبر ذلك النهر. وبعده أصبح قائد الجيش حنبعل ولد حملقار برقة المشهور. كان حنبعل يكره الرومان وكان يظن أنه على قرطاج أن تحتل روما وإلا فستفشل كلياً. وفي عام 219 هاجم ساغونتوم، وهي مدينة مستقلة وراء نهر الايبرو، ونقض كذلك اتفاق عزربعل، فبدأ الحرب البونية الثانية.

الحرب البونية الثانية

تصوير هانيبال وجيشه أثناء عبورهم جبال الألب خلال الحرب البونية الثانية.

بعد عبور الايبرو سار حنبعل وجيشه بسرعة، واجتازوا جبال الالب في 218 ق م. ولما وصلوا إلى إيطاليا دخل في جيشهم كثير من الأجراء والحلفاء من قبيلة الگول فاستطاع هزيمة الجيوش الرومانية في المنطقة بسهولة. ولما رأى الناس هذا سارع إلى محالفته الكثير من مدن إيطاليا ومنها سيراقوسة. في نفس الوقت كان ثمة جيش روماني يحارب في إسبانيا، فاقترب من روما حتى وصل إلى ميناء كابوا في 211 ق م، لكن بسبب موت أخيه عزربعل في عام 207 رجع إلى مدينة بروتيوم في جنوب إيطاليا. وأخيراً حالف الرومان الملك النوميدي ماسينيسا وأرسلوا جيشاً ليهاجم أفريقيا نفسها، ونجت روما بعد مدة وجيزة ودخلت إسبانيا كلها في اتفاق السلام، ومُنعت قرطاج من أي حرب - حتى ولو كانت دفاعاً عن نفسها - إلا بإذن روما.

حرب ماسينيسا

في عام 195 ق م، وبعد أن طرد الرومان حنبعل من قرطاج، أخذ ماسينيسا ملك نوميديا جزءاً كبيراً مما كان تحت ملك قرطاج في تونس، من عنابة في الجزائر حتى لبدة الكبرى في ليببا، وهو يعلم أنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم إلا بإذن حليفته روما. ; وقد تعمد ماسينيسا الهجوم على ثغور قرطاج من أجل توسيع حدوده، إلى أن نفذ صبر قرطاجة فأعلنت الحرب على ماسينيسا مما أدى بروما إلى اعلان الحرب على قرطاج. وكان فريق كبير في روما يريد تدمير قرطاج تدميراً تاماً - وأشهر هؤلاء كان مارقوس كاتون الذي زار قرطاج في عام 155 ق م وبعد زيارته كان يختتم كل خطاب له في المجلس بصرخة "Carthago delenda est" «علينا أن ندمر قرطاج» - وهجموا عليها.

الحرب البونية الثالثة (سقوط قرطاج)

لوحة جدارية تخيلية للفنان جاكوب ريباندا عام 1510 في متحف روما , يظهر فيها حنبعل قائدا فذا أثناء عبور جبال الألب مع الفيلة في حربه وحصاره لروما، وعلى الرغم من الكثير منهم لم ينج تبقى هذه الحرب أسطورة في أوروبا

كانت الحرب البونية الثالثة أسرع من الحروب قبلها. أولًا حاصر جنود روما قرطاج مدة 3 سنوات، ثم نجحوا في دخولها فقتلوا رجالها وسبوا نسائها، وحرقوا المدينة ودمروها ونثروا الملح بارضها وحرثوها بالمحراث لكي لا ينمو فيها أي نبات بعد ذلك ولا يسكنها أحد. ووطؤوا نساء قرطاج فحملن من اسيادهن وامتلأت بطونهن حملا وولدن لهم وبهذا انتهت شهرة قرطاج، وثبتت أقدام إمبراطورية روما كقوة وحيدة بالمنطقة كلها.

قرطاج الجديدة

لم يبق شيء من قرطاج، لكن موقعها لم يزل من أفضل الأماكن حول البحر الأبيض المتوسط لبناء مدينة. وبعد قرون، قرر يوليوس قيصر أن يبني هناك قرطاج جديدة ليسكنها الرومان. وأصبحت قرطاج الجديدة عاصمة أفريقية الرومانية. وفي عام 439 م، احتل غيسريك ملك قبيلة الفاندال الألمانية قرطاج، وحكمها الألمان حتى عودة الرومان البيزنطيين في 15 أكتوبر 533 بقيادة بيليساريوس. لكن في أواخر سنين الإمبراطورية الرومانية قل عدد سكان أفريقية الشمالية، وبعد فتح قرطاج في سنة 698 م أصبحت مدينة قريبة منها تسمى تونس أهم منها، وأخيرا أصبحت قرطاج أثراً غير مسكون، يبني بها سكان تونس بيوتهم.

ومن العهد الرومانيّ بقي عدد أكبر من المعالم.ففي قمّة ربوة بيرصا (التي تسمّى أيضا الأكروبول) توجد بعض الأسس العميقة وبعض الأجزاء من أعمدة ومن جدران، تعطينا فكرة عن روعة الفوروم وعظمته. أمّا الآثار الأخرى المنتشرة كتلا كتلا على مسافة شاسعة شمال غربيّ الأكروبول فهي: - مواجل المعلّقة، وهي أكبر المواجل في العصور الرومانية القديمة، وكانت تزوّد قرطاج بالماء المجلوب من عيون زغوان، على بعد 70 كلم، بواسطة قنوات الحنايا، - المدرّج الذي عذّبت فيه القدّيستان بربتو وفيلستي في القرن الرابع، - الملعب الذي لا يبين إلاّ تخطيطه. وفي شماليّ الأكروبول، غير بعيد عن جامع العابدين، الذي شيّد مؤخّرا على موقع عمارات تعود إلى العهد الاستعماريّ، توجد : - بازيليكا داموس كاريطا (القرن الرابع)، - المسرح الذي أعيد ترميمه وتأهيله لاستقبال مهرجان قرطاج الدوليّ، - حيّ الأوديون الذي يحتوي على بقايا منازل وإعادة تشكيل لمسكن يسمى منزل المطيرة. وفي اتجاه الشرق على شاطئ البحر، توجد : - حمّامات أنطونينوس ومنتزه أثريّ يحتوي، بالإضافة إلى المنشآت الاستحماميّة التي تعدّ من أوسع ما بني منها في القرن الثاني، على آثار لعدد كبير من البنايات : مساكن ومعابد تنتمي إلى عصور مختلفة وقبور يعود بعضها إلى العهد البونيّ. وتنتشر في الموقع، هنا وهناك، معالم منعزلة (بازيليكا القدّيس قبريانوس، ومنهل الألف جرّة، ومعبد جونون، والمنازل المسيحيّة القديمة) وبداية الحنايا والمواجل الضخمة، الخ المتحفان يحتضن متحفان جانبا كبيرا من اللّقى التي عثر عليها على عين المكان، طيلة حملات الحفريّات التي امتدّت أكثر من قرن وشملت جميع عهود تاريخ قرطاج : المتحف الأوّل والأهمّ هو متحف قرطاج الوطنيّ، والثاني هو متحف الآثار المسيحيّة المبكّر .

مراجع

  1. Polybius، The Histories، ص. 1.63.
  2. Champion 2015، صفحة 96.
  3. Shutt 1938، صفحة 55.
  4. Goldsworthy 2006، صفحة 21.
  5. Champion 2015، صفحات 98, 101.
  6. Goldsworthy 2006، صفحات 23, 98.
  7. Goldsworthy 2006، صفحات 29–30.
  • بوابة تونس
  • بوابة الحرب
  • بوابة روما القديمة
  • بوابة المتوسط
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.