حزب النور

خاض حزب النور أول انتخابات تشريعية بعد تأسيسه، انتخابات مجلس الشعب المصري 2011-2012، ضمن تحالف الكتلة الإسلامية الذي تزعمه وضم حزبي البناء والتنمية والأصالة ذوا التوجه السلفي. حلّ التحالف ثانيًا بعد فوزه بنسبة 24% من المقاعد (أي 123 مقعد) [7]، منهما 108 مقعد لحزب النور.[8]

تعرض الحزب لأزمة حادة بين فرقين من قياداته منذ منتصف عام 2012 وقبيل إجراء الانتخابات الداخلية للحزب. وقد بدأت إحدى مراحل تلك الانتخابات في 15 سبتمبر بالرغم من قرار عماد عبد الغفور رئيس الحزب تأجيليها.[9] وكان مجموعة من أعضاء الحزب شكلوا ما عُرف بـ«جبهة إصلاح حزب النور» التي تطالب بفصل الحزب عن الدعوة السلفية إداريًا.[10] ثم وصلت أزمة الحزب الداخلية إلى مرحلة حرجة في 26 سبتمبر 2012 حيث ظهر للحزب «هيئتان علييان» تزعم إحداها أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعب السابق، والتي قررت إعفاء عماد عبد الغفور من رئاسة الحزب وتعيين السيد مصطفى حسين خليفة رئيسًا مؤقتا.[11][12] فيما اجتمعت هيئة عليا أخرى للحزب برئاسة عماد عبد الغفور وقررت فصل عدد من القيادات وهم أشرف ثابت ويونس مخيون وجلال مرة واستبعاد نادر بكار من منصب المتحدث الرسمي بالإضافة لإلغاء الانتخابات الداخلية للحزب.[13]

واستطاع مجلس أمناء الدعوة السلفية إنهاء الأزمة في 6 أكتوبر 2012 بعد عقد مصالحة بين الفريقين المتنازعين. قضت المصالحة بتجديد الثقة في عبد الغفور رئيساً للحزب والاستمرار في الإجراءات الانتخابية وعقد الجمعية العمومية الأولى للحزب يوم 11 أكتوبر التالي.[14] ولكن سرعان ما تجددت الخلافات واستقال على إثرها رئيس الحزب عماد عبد الغفور من الحزب في 25 ديسمبر 2012.[15] وانشق معه عدد من قيادات الحزب من بينهم يسري حماد فضلا عن ما عُرف بـ«جبهة الإصلاح بالحزب».[16] ثم أعلن عبد الغفور والمستقيلون إنشاء حزب جديد باسم حزب الوطن في 1 يناير 2013.[17] فيما اختارت الجمعية العمومية لحزب النور يونس مخيون رئيسًا للحزب بالتزكية في 9 يناير 2013 خلفًا لعبد الغفور.[18]

رفض حزب النور المشاركة في المظاهرات التي دعت لها المعارضة ضد الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو 2013، كما رفض أيضا المشاركة في المظاهرات التي دعا لها أنصار الرئيس.[19] وكان الحزب قد أعلن قبيل تظاهرات المعارضة أن شرعية مرسي «خط أحمر» ودعى لاستكمال مدته الرئاسية،[20] لكنه تراجع عن موقفه ووجه دعوة للرئيس يوم 2 يوليو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.[21] وأخيرا فقد أيد الحزب خارطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وعزل مرسي من منصبه.[22] وشارك الحزب بنائب رئيس الحزب بسام الزرقا ممثلا له في لجنة الخمسين المكلفة بتعديل دستور 2012 الذي تم تعطيله بناءً على خارطة الطريق. إلا أن الحزب استبدل الرزقا ودفع بمحمد إبراهيم منصور عوضًا عنه مبررًا ذلك لأسباب صحية.[23]