سونيت 18

تُعَد «سونيت 18» واحدة من أشهر السوناتات الـ 154 التي كتبها الكاتب والشاعر الإنجليزي وليام شكسبير.

سونيت 18
Detail of old-spelling text
السونيت 18 في كوارتو 1609 من سونيتات شكسبير.

Q1



Q2



Q3



C

Shall I compare thee to a summer’s day?
Thou art more lovely and more temperate:
Rough winds do shake the darling buds of May,
And summer’s lease hath all too short a date:
Sometime too hot the eye of heaven shines,
And often is his gold complexion dimmed;
And every fair from fair sometime declines,
By chance, or nature’s changing course, untrimmed:
But thy eternal summer shall not fade,
Nor lose possession of that fair thou ow’st;
Nor shall Death brag thou wander’st in his shade
When in eternal lines to time thou grow’st:
So long as men can breathe or eyes can see,
So long lives this, and this gives life to thee.[1]




4



8



12

14

—ويليام شكسبير

في السونيت، يسأل المتحدث ما إذا كان يجب عليه مقارنة الشاب بيومٍ صيفي، لكنه يلاحظ أن الشاب لديه صفات تتجاوز يوم الصيف، كما يلاحظ أن صفات يوم الصيف قابلة للتغيير وستنقص في النهاية، ثم يذكر المتحدث أن الشاب سيعيش إلى الأبد في القصيدة، طالما أنه سيتم قراءتها.[2] هناك سخرية يتم التعبير عنها في هذه السونيت: وهي أنه ليس الشاب المقصود سيتم تخليده، ولكن وصفه الوارد في القصيدة هو وصف ضئيل أو معدوم، وبدلاً من ذلك تحتوي القصيدة على أوصاف حية ودائمة لأيام الصيف؛ والتي يفترض أن يعيشها الشاب.[3]

البناء

السونيت 18 هي سونيته إنجليزية أو شكسبيرية، تحتوي على 14 سطرًا: ثلاثة رباعيات يتبعها آخر سطرين (مربع). كما أن لديها صفات مخطط القافية: ABAB CDCD EFEF GG. القصيدة تعكس التقليد الخطابي من السونيت الإيطالية أو البتراركان. ناقشت سوناتات البتراركان عادة الحب وجمال الحبيب، غالباً ما يكون الحب بعيد المنال، ولكن ليس دائماً.[4] كما أنها تحتوي على فولتا، أو تحول في موضوع القصيدة، بدءًا من الربع الثالث.[5] يوجد في السطر الأول سؤال بلاغي.

سياق الكلام

القصيدة هي جزء من تسلسل «الشاب العادل» (بالإنجليزية: Fair Youth)‏ (الذي يضم السوناتات 1-126 في الترقيم الصادر من الطبعة الأولى في 1609). كما أنها الأولى من السوناتات بعد تسلسل الافتتاح الموصوف باسم «سوناتات الإنجاب» (بالإنجليزية: Procreation sonnets)‏. على أية حال، يزعم بعض العلماء أنها جزء من «سوناتات الإنجاب»، لأنه تتناول فكرة الوصول إلى الحياة الأبدية من خلال الكلمات المكتوبة، وهو موضوع موجود في السوناتات 15-17. في هذا التسلسل، يمكن النظر إليها كجزء من الانتقال إلى السمة الزمنية لـ سونيت 20.[6]

تحليل

في هذه السونيت الشهيرة، يبدأ شكسبير بعقد مقارنة بين جمال حبيبته والطقس المعتدل في يوم من أيام الصيف، ثم ينفي هذه المقارنة لأن الصيف موسم متقلب، وينهي القصيدة بأن محبوبته قد كسرت حدود الزمن؛ وذلك لأنه خلدها في قصيدته، والتي في رأيه، سوف تبقى خالدة وسينشدها الناس على مر الزمانئع. يستخدم شكسبير في السونيت أوصافًا للطبيعة والقوة والجمال ويقارن بهم بقوة الشاب التي يمتلكها في شبابه وحيويته وعنفوانه، ومع ذلك، يجد شكسبير أن جمال وقوة الطبيعة لا تُضاهى بجمال وقوة الشاب، إنه يستخدم قصيدته كوسيلة لتزويد الشباب بالوجود الأبدي.[7]

في الرباعية الأولى، يُقارن الشباب بالطبيعة من خلال مقارنة الشاب بأيام الصيف، تشير الصور، والتألق، والنور، والحياة، والإضاءة، وكل الأشياء المرتبطة بالشمس كمصدر لكل هذه الأشياء. السطر الأول هو على شكل سؤال، وهو سؤال بلاغي،[8] لكن يدرك شكسبير بعدها أنه أخطأ في مقارنته، «أنكَ أحبّ من ذلك وأكثر رقة»،(السطر الثاني). يبدأ شكسبير بإظهار عيوب الصيف، بدءًا من مثال أن الرياح تأتي عنيفة في مايو وتعكر صفو الأزهار، يستخدم شكسبير مرة أخرى قوة الطبيعة عندما يتحدث عن الريح؛ فالصورة التي استخدمها هي صورة الرياح الساخنة القادمة في مايو وهي تهب على الزهور الجميلة، من ناحية أخرى، قد تكون الريح تعبيرًا مجازيًا عن مشاكل وعقبات الحياة، «الرياح القاسية تعصف ببراعم مايو العزيزة»، (الثالث). يواصل شكسبير في شرحه لعدم كفاية الصيف، قد يكون جميلاً في بعض الأحيان، ولكن لا يدوم إلا لفترة من الزمن خلال السنة «وليس في الصيف سوى فرصة وجيزة»، (الرابع). تعني هذه المقارنة أن الجمال والشباب يدومان طوال العام، لا توجد ساعة زمنية لإنهائهم ولا نهاية لهما، قضية الوقت هي قضية ذات أهمية كبيرة في هذه القصيدة.[9]

يشتكي المتحدث في الرباعية الثانية أن الصيف يمكن أن يكون حارًا جدًا؛ إذ يمكن أن تشرق الشمس كثيرًا في بعض الأيام ويكون الجو حارًا جدًا، وفي أيام أخرى يتم إخفاء وجه الشمس بواسطة السحب الملبدة بالغيوم، فهو يجسد الشمس للمقارنة. الشمس حارة جداً ولكن الشباب كما كان وكما هو الآن، معتدل.[9]

والروعة بأسرها تتلاشى عنها روعتها يوما ما،
بالقدر أو الطبيعة التي قد تتغير دورتها بلا انتظام

يعترف المتحدث بأن معظم الإبداعات الطبيعية سوف تُتلَف وتُحطَّم بمرور الوقت، ستُشوَّه بعض الأشياء «بالصدفة» بينما ستتغير معظم الأشياء من خلال تغير الطبيعة.[10] نظرًا لأن المتحدث كان يقارن القصيدة بيوم صيفي، فإن أيام الصيف تعاني بالفعل من التلف مع الرياح العاتية التي تهز الأزهار، والشمس شديدة الحرارة أحيانًا، والمظللة بالغيوم أحيانًا. يوضح أن هذا التناقص الطبيعي لا يمكن أن يحدث للقصيدة، وستظل دومًا في حالة من الكمال.[10]

ينهي المتحدث في الرباعية الأخيرة عن شرح كيفية أن الصيف هو مقارنة غير عادلة للشباب، «لكن صيفك الخالد لن يذوي أبدا»، ويحدد المزايا التي تظهرها السوناتة على عكس يوم الصيف؛ فإن السوناتة ستبقى إلى الأبد، متحدية ويلات الزمن التي يمر بها الصيف، لن يتلاشى صيف السوناتة؛ بينما حتمًا سوف يختفي يوم الصيف الطبيعي، وبالتالي، لن تفقد السوناتة جمالها أبدًا، لن تموت كما يموت الناس بل ستبقى إلى الأبد كما كتب الشاعر «أسطر خالدة».[9]

فما دامت للبشر أنفاس تتردد وعيون ترى،
سيبقى هذا الشعر حيا، وفيه لك حياة أخرى

في المقطع الثنائي، يتم إثبات الحجة، فما دامت الإنسانية موجودة وتستمر في القراءة، ستستمر السوناتات في حالة من الكمال وستظهر جمالها.

ملاحظات على النص

كلمة «البشرة» (بالإنجليزية: complexion)‏ في السطر السادس، يمكن أن يكون لها معنيين:

  • (1) المظهر الخارجي للوجه مقارنة بالشمس («عين الجنة») في السطر السابق، أو
  • (2) المعنى الأقدم للكلمة فيما يتعلق بالأخلاط الأربعة.

في زمن شكسبير حملت كلمة «بشرة» معاني خارجية وداخلية، ككلمة «معتدلة» (بالإنجليزية: Temperate)‏ في النص تحمل معنيين (خارجياً وهو حالة الطقس؛ وداخلياً هو توازن المزاج). إن المعنى الثاني «للبشرة» يشير إلى أن تصرفات الحبيب الداخلية والمبهجة والمعتدلة ثابتة على عكس الشمس، التي قد تكون ممطرة في يومٍ غائم. المعنى الأول أكثر جلياً في القصيدة: وهو تغيير سلبي في مظهره الخارجي.[11]

كلمة «غير مقصوصة» (بالإنجليزية: untrimmed)‏ في السطر الثامن، يمكن أن تُفهَم بطريقتين: الأولى بمعنى فقدان الزخارف، والثانية بمعنى الأشرعة غير المقطوعة على متن سفينة. في المعنى الأول، تُقرأ القصيدة بأن الأشياء الجميلة تفقد طبيعياً روعتها بمرور الوقت. في الثانية، تُقرأ أن الطبيعة هي سفينة ذات أشرعة غير مجهزة من أجل تصحيح المسار لتغير إتجاه الرياح. يُخلق تناقضاً بالاقتران مع عبارة «مسار الطبيعة المتغيرة»: التغيير غير المتغير للطبيعة، أو حقيقة أن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير. يخلق هذا الخط في القصيدة تحولاً من قابلية تغيير الخطوط الثمانية الأولى إلى الأبدية في الستة الأخيرة. بعد ذلك يتم الاعتراف بكل من التغيير والخلود ويتحداهما الخط النهائي.[4]

يمكن أن تحمل كلمة "Ow'st" في السطر العاشر معنيين، كل منهما شائع في ذلك الوقت: "Owest" و"owest". في بعض الأحيان، يتم استخدام كلمة "Owe" في وقت شكسبير كمرادف لكلمة "own". ومع ذلك، فإن "owest" تنقل فكرة أن الجمال هو شيء مستعار من الطبيعة ويجب أن يُعاد. في هذا التفسير، يمكن أن تكون كلمة «عادل» (بالإنجليزية: fair)‏ بمثابة جناس (تلاعب لفظي) لكلمة «توديع» (بالإنجليزية: fare)‏ أو لكلمة «الأجرة»، كالأجرة التي تتطلبها الطبيعة في رحلة الحياة.[12] أشار علماء إلى أن موضوع الاقتراض والإقراض في القصيدة ينطبق على الطبيعة والإنسانية على حد سواء. على سبيل المثال، يُقال أن الصيف لديه «عقد إيجار» مع «تاريخ قصير للغاية»، هذا الموضوع النقدي شائع في العديد من سوناتات شكسبير، حيث كان موضوعاً يومياً في مجتمعه الرأسمالي الناشئ.[13]

تسجيلات

مراجع

  1. Shakespeare, William. Duncan-Jones, Katherine. Shakespeare’s Sonnets. Bloomsbury Arden 2010. (ردمك 9781408017975). p. 147
  2. Shakespeare, William. Duncan-Jones, Katherine. Shakespeare’s Sonnets. Bloomsbury Arden 2010. (ردمك 9781408017975). p. 146
  3. Hammond. The Reader and the Young Man Sonnets. Barnes & Noble. 1981. p. 27. (ردمك 978-1-349-05443-5)
  4. Jungman, Robert E. (يناير 2003)، "Trimming Shakespeare's Sonnet 18."، ANQ: A Quarterly Journal of Short Articles, Notes and Reviews، ANQ، 16 (1): 18–19، doi:10.1080/08957690309598181، ISSN 0895-769X.
  5. Preminger, Alex and T. Brogan. The New Princeton موسوعة of Poetry and Poetics. Princeton: Princeton University Press, 1993. pg. 894 (ردمك 0-691-02123-6)
  6. Shakespeare, William et al. The Sonnets. Cambridge: Cambridge University Press, 1996. pg. 130 (ردمك 0-521-29403-7)
  7. Gerald؛ Hammond (18 يونيو 1981)، Reader and Shakespeare's Young Man Sonnets (باللغة الإنجليزية)، THE MACMILLAN PRESS LTD، ص. 27، ISBN 978-1-349-05443-5.
  8. Gerald؛ Hammond (18 يونيو 1981)، Reader and Shakespeare's Young Man Sonnets (باللغة الإنجليزية)، THE MACMILLAN PRESS LTD، ص. 62–63، ISBN 978-1-349-05443-5.
  9. The dramatic (poetical) works of William Shakspeare; illustr., embracing a life of the poet and notes (باللغة الإنجليزية)، Nabu Press، 1850، ص. 294–295.
  10. Gerald؛ Hammond (18 يونيو 1981)، Reader and Shakespeare's Young Man Sonnets (باللغة الإنجليزية)، THE MACMILLAN PRESS LTD، ص. 28، ISBN 978-1-349-05443-5.
  11. Ray, Robert H. (أكتوبر 1994)، "Shakespeare's Sonnet 18."، The Explicator، 53 (1): 10–11، doi:10.1080/00144940.1994.9938800، ISSN 0014-4940.
  12. Howell, Mark (أبريل 1982)، "Shakespeare's Sonnet 18"، The Explicator، 40 (3): 12، ISSN 0014-4940.
  13. Thurman, Christopher (مايو 2007)، "Love's Usury, Poet's Debt: Borrowing and Mimesis in Shakespeare's Sonnets"، Literature Compass، Literature Compass، 4 (3): 809–819، doi:10.1111/j.1741-4113.2007.00433.x.

مراجع إضافية

الطبعة الأولى؛

طبعات مختلفة؛

  • Alden, Raymond Macdonald, المحرر (1916)، The Sonnets of Shakespeare (باللغة الإنجليزية)، Boston: Houghton Mifflin Company، OCLC 234756، اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2020.
  • Rollins, Hyder Edward, المحرر (1944)، A New Variorum Edition of Shakespeare: The Sonnets [2 Volumes]، Philadelphia: J. B. Lippincott & Co.، OCLC 6028485.

الطبعات النقدية الحديثة؛

وصلات خارجية

  • بوابة أدب
  • بوابة أدب إنجليزي
  • بوابة إنجلترا
  • بوابة شعر
  • بوابة القرن 17
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.