اشتراكية مسيحية
الاشتراكية المسيحية هي فلسفة دينية وسياسية تجمع ما بين المسيحية والاشتراكية وتؤيد السياسات اليسارية وعلم الاقتصاد الاشتراكي مستندةً في ذلك على الكتاب المقدس وتعاليم يسوع. يعتبر العديد من الاشتراكيين المسيحيين الرأسمالية أمرًا وثنيًا متأصلًا في خطيئة الجشع. يرى الاشتراكيون المسيحيون بأن الجشع الذي يربطونه بالرأسمالية هو السبب الكامن وراء التفاوت الاجتماعي. غدت الاشتراكية المسيحية حركة كبرى في المملكة المتحدة ابتداءً من القرن التاسع عشر. وتعد الحركة الاشتراكية المسيحية المعروفة باسم «المسيحيين اليساريين» منذ عام 2013 مثالًا رسميًا على هذه الحركة ومن الأمثلة الأخرى عليها الفصيل الاشتراكي المسيحي الموجود ضمن حزب العمال.[1][2]
جزء من سلسلة حول |
الاشتراكية |
---|
|
تذكر موسوعة بريتانيكا تعريف الاشتراكية بأنه «المذهب الاجتماعي والاقتصادي الذي يدعو للملكية والتحكم العام وليس الخاص بالأملاك والموارد الطبيعية. وتبعًا لوجهة النظر الاشتراكية فإن الأفراد لا يعيشون أو يزاولون أعمالهم في انعزال بل يعيشون في تعاون مع بعضهم البعض. وعلاوةً على ذلك فإن جميع ما ينتجه الناس يعد منتجًا اجتماعيًا بطريقةٍ أو بأخرى وجميع من يسهم في إنتاج سلعة ما يحق له حصة منها. وبالتالي ينبغي على المجتمع برمته تملك أو التحكم بالملكية حتى يفيد جميع أفراده... كذلك مارست المجتمعات المسيحية الأولى تشارك السلع والعمل وهو شكل بسيط من أشكال الاشتراكية اتبعته أشكال عدة من الرهبانية في ما بعد. إذ واصلت عدة نظم رهبانية هذه الممارسات إلى يومنا هذا».[3] أعتقد الهوتريتيون ذو التوجه الاشتراكي المسيحي بضرورة الاتباع الحازم للمبادئ الكتابية في ما سموه الانضباط الكنسي ومارسوا شكلًا من أشكال الشيوعية. وضع الهوتريتيون نظامًا دقيقًا من الضوابط التي تألفت من قوانين وقواعد ولوائح حكمت جميع جوانب حياتهم وضمنت توحيدًا في منظورهم. أثارت الشيوعية المسيحية إعجاب العديد من الفلاحين ممن دعموا قيام ثورة اجتماعية في أوروبا الوسطى خلال القرن السادس عشر على غرار حرب الفلاحين الألمانية وعليه أضحى فريدريك إنغلز ينظر لأتباع تجديدية العماد بصفتهم شيوعيين بدائيين.[4][5]
يعد العديد من الكتاب الذين عاشوا خلال القرن التاسع عشر من بين أوائل الشخصيات التي نظر إليهم باعتبارهم اشتراكيين مسيحيين من أمثال فريدريك دينيسون موريس (صاحب كتاب مملكة المسيح الذي نشر عام 1838) وجون مالكوم فوربس لودلو (صاحب كتاب الاشتراكي المسيحي الذي نشر عام 1850) وجون روسكن (صاحب كتاب إلى حين استمرار هذا الذي نشر عام 1862) وتشارلز كينغزلي (صاحب كتاب أطفال المياه الذي نشر عام 1863) وتوماس هيوز (صاحب كتاب الأيام المدرسية لتوم براون الذي نشر عام 1857) وفريدريك جيمس فورنيفال (المشارك في وضع قاموس أوكسفورد الإنكليزي) وآدين بالو (صاحب كتاب الاشتراكية المسيحية العملية الذي نشر عام 1854) وفرانسيس بيلمي (قسيس معمداني وواضع قسم الولاء الخاص بالولايات المتحدة).
في الكاثوليكية
أدان العديد من الباباوات الشيوعية والاشتراكية ألا وهم البابا بيوس التاسع والبابا ليون الثالث عشر والبابا بيوس العاشر والبابا بندكت الخامس عشر والبابا بيوس الحادي عشر والبابا بيوس الثاني عشر والبابا يوحنا الثالث والعشرون والبابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الثاني. كذلك أدان البابا بندكت السادس عشر هاتين الأيديولوجيتين في حين أكد على ضرورة تفريقهما عن الديمقراطية الاشتراكية التي أثنى عليها.[6][7] أثيرت الشكوك إزاء وجهات نظر البابا فرنسيس حيال هذه المسألة إذ جادل البعض بأن البابا يؤيد عددًا من الآراء الاشتراكية أو الشيوعية، بينما جادل آخرون بالعكس. نفى البابا فرنسيس الاتهامات التي وجهت إليه بكونه شيوعيًا معتبرًا هذه الاتهامات «تفسيرًا خاطئًا» لآرائه. شجب فرنسيس الأيديولوجيا الماركسية ووصفها بالـ«خاطئة» ولكنه أثنى على الشيوعيين لأجل [تفكيرهم] مثل المسيحيين.[8][9]
القرن الحادي والعشرون
وجه البابا بندكت السادس عشر كلمة إلى مجلس الشيوخ الإيطالي في عام 2004 اعتبر فيها بأن الديمقراطية الاشتراكية «كانت وما زالت قريبة على العقيدة الاجتماعية الكاثوليكية وبأنها أسهمت على أي حال نحو تشكيل وعي اجتماعي». هاجم البابا بندكت السادس عشر الاشتراكية في كتابه «الله هو الحب» في عام 2005 مصرحًا «نحن لسنا بحاجة إلى دولة تنظم وتتحكم بكل شيء بل دولة تعترف وتدعم بسخاء المبادرات الصادرة عن القوى الاجتماعية المختلفة وفقًا لمبدأ التكافل وتجمع ما بين العفوية والتقرب للمحتاجين. تمثل الكنيسة إحدى هذه القوى الحية... الادعاء القائل بأن البنى الاجتماعية من شأنها في نهاية الأمر جعل الأعمال الخيرية فائضة عن الحاجة يخفي خلفه فهمًا ماديًا للإنسان... وتلك قناعة تحط من قدر الإنسان وتتجاهل في النهاية كل ما هو بشري على وجه التحديد.»[10][11]
الانتقاد
كتب الرئيس الفخري لمؤسسة التعليم الاقتصادي ذات التوجه الليبرتاري لورنس ريد في كتابه «أَعطوا ما لقيصر» بأن يسوع لم يكن اشتراكيًا في تشجيعه على العطاء والعمل الخيري الذي كان طوعيًا في طبيعته وذلك على النقيض من الأخذ الإجباري للمال من جانب الحكومة (الضرائب). ادعى أستاذ الأديان في جامعة الحرية جوني مور الابن وهو مسيحي إنجيلي محافظ والذي يعد «معقلًا لليمين المسيحي» في السياسة الأمريكية في سياق ما كتبه على الصفحة الرئيسية لبرنامج تود ستارنز على إذاعة فوكس نيوز كاتبًا بأن يسوع كان رأسماليًا. كذلك ادعى المحافظ التقليدي براين فيشر العضو في الرابطة الأمريكية للأسرة وهي منظمة مسيحية أصولية في الولايات المتحدة بأن يسوع كان رأسماليًا دعا إلى «إعادة التوزيع الطوعي للثروة».[12]
انتقد تشارلز هادون سبورجيون المبادئ الاشتراكية وحذر أولئك الذين ينقادون وراءها بأنهم «سرعان ما قد ينالون فوق حاجتهم منها». واعتبر المسيحية الجماعية على وجه التحديد أقل شأنًا من الإيمان على المستوى الفردي قائلًا: «لا أود منكم إبدال ذهب المسيحية الفردية بمعدن الاشتراكية المسيحية.
انظر أيضاً
مراجع
- Thomas Kurian (ed). The Encyclopedia of Political Science CQ Press. Washington D.c. 2011. p. 1555
- Routledge, Paul (22 May 1994). "Labour revives faith in Christian Socialism". The Independent on Sunday. Archived from the original on 1 July 2018.
- Ball, Terence; Dagger, Richard; et al. (30 April 2020). "Socialism". Encyclopedia Britannica Online. Retrieved 15 September 2020. نسخة محفوظة 2022-06-05 على موقع واي باك مشين.
- Janzen, Rod; Stanton, Max (2010). The Hutterites in North America (illustrated ed.). Baltimore: Johns Hopkins University Press. p. 17. (ردمك 9780801899256). نسخة محفوظة 2022-04-01 على موقع واي باك مشين.
- Schmidt, Alvin J. (2012) [2011]، "Christian Socialism"، The Encyclopedia of Christian Civilization، تشيتشستر: Wiley-Blackwell، doi:10.1002/9780470670606.wbecc0289، ISBN 9781405157629،
Although Frederick Denison Maurice's father was a Unitarian clergyman, Maurice later joined the Church of England, and in 1834 he became one of its ordained clergy. He was appalled by the widespread poverty, the misery of child labor, and the economic plight of the poor and working class in the 1830s and 40s. Similar to his acquaintance, John Malcolm Ludlow, he believed that socialism would ameliorate England's socio-economic problems of the economically oppressed. But neither Maurice nor Ludlow wanted socialism, divorced from Christian principles. Socialism, in their opinion, needed the guidance of Christian values. Thus, Maurice coined the term “Christian socialism” in 1848, as he launched the Christian Socialist Movement. He had another close associate in تشارلز كينجسلي, also an avid proponent of Christian socialism. In 1850, a periodical, The Christian Socialist, was created with Ludlow as editor.
- Hale, Christopher (25 فبراير 2016)، "Bernie Sanders is wrong: Pope Francis is no socialist"، National Catholic Reporter، مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2022.
- Barnidge, Robert P. Jr. (11 مارس 2016)، "Against The Catholic Grain: Pope Francis Trumpets Socialism Over Capitalism"، Forbes، مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2022.
- Johnson, Garrett (20 مايو 2016)، "Criticised for Being Communist or to the Left, Here's Pope Francis' Response"، Catholic Link، مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2021.
- Skojec, Steve (11 نوفمبر 2016)، "Pope: "It is the Communists Who Think Like Christians""، OnePeterFive، مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 2022، اطلع عليه بتاريخ 08 سبتمبر 2018.
- Leo XII (1901). Graves de communi re No. 21
- Benedict XV (1914). Ad Beatissimi Apostolorum No. 13
- Chalamet 2013.
- بوابة فلسفة
- بوابة السياسة
- بوابة الاقتصاد
- بوابة اشتراكية
- بوابة المسيحية