الدعارة في المغرب

على الرغم من أن الدعارة غير قانونية في المغرب منذ عام 1970[1] إلّا أنها تعرف انتشارا كبيرا وعلى نطاق واسع في مختلف المدن المغربية. في عام 2015 قدرت وزارة الصحة المغربية أن هناك ما يزيد عن 50,000 عاهرة.[2]

يُعاني المغرب من مشاكل جمة عندما يتعلق الأمر بالدعارة وكل ما يُحيط بها، حيث تنتشر جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال وإجبارهم على العمل في دور الدعارة وقد شوه هذا الأمر سمعة البلاد إلى حد ما، حيث باتت هذه النقطة تُطرح في كل مرة يُشارك فيها المغرب في مؤتمرات أو معاهدات دولية.[3][4][5][6] [7][8] هذا وتجدر الإشارة إلى أن العمل بالجنس منتشر في المغرب لكن ذكره أو الحديث عنه يُعتبر من التابوهات أو المسيئات إلى حد ما بسبب طبيعة المجتمع «المحافظ».[9][10][11][12]

لا يُسمح للمرأة طبقاً للتقاليد المتوارثة بممارسة الجنس في مجتمعات بلدان شمال أفريقيا باستثناء ممارسة الجنس مع شريكها عبر الزواج، ويعود تاريخ تنظيم الدعارة إلى حقبة الاستعمار، وارتفعت بعد الاستقلال عندما دخل الانفتاح المنطقة -بسبب تأثير الاستعمار الفرنسي- وسمح لعدة نساء بالخروج للعمل وبدء حياة مستقلة مالياً عن سلطة العائلة. كما ساهمت البطالة وانتشار المخدرات وتساهل السلطات في العنوسة وارتفاع نسب الدعارة، ومع تزايد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لم يعد للمرأة أي بديل قادرة من خلاله على توفير لقمة العيش باستثناء التوجه للدعارة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمرأة المطلقة أو الأرملة.[13]

الحكم الاستعماري الفرنسي

صورة لمدخل بوصبير في الدار البيضاء تعود لمطلع القرن العشرين
بي إم سي في المغرب عام 1920

خلال الحكم الاستعماري الفرنسي كان العمل بالجنس مقننا ومنظما،[14][15] حيث كانت السلطات تشعر بالقلق إزاء انتشار الأمراض المنقولة جنسيا وخاصة مرض الزهري بين القوات المتمركزة في المستعمرة المغربية. هذا الأمر اضطر فرنسا إلى تعليم أحياء الدعارة بالضوء الأحمر الذي يرمز لوجود بيوت دعارة في تلك المنطقة، وقد أُنشئت هذه البيوت في كل من منطقة بوصبير في الدار البيضاء، مولاي عبد الله في فاس، أوكاسة في الرباط ثم باب خميس في مراكش.

في المناطق ذات الأضواء الحمراء، يُفرض على العاهرات القيام بفحوصات طبية منتظمة وإلزامية وفي حالة ما لم يقمن بذلك قد يتم سحب الرخصة منهن أو حتى عقابهن، كما يُفرض عليهن حمل بطاقة التسجيل معهن في جميع الأوقات أما السفر أو التنقل خارج المنطقة المعينة فهو أمر محظور وممنوع منعا تاما إلا في حالة الحصول على ترخيص وتصريح من السلطات المعنية. وحتى بيوت الدعارة التي أُنشئت من أجل الأوروبيين فكانت تخضع لنفس التنظيم.

بعض العاهرات التي كن يعملن خارج «المناطق المحجوزة» كان يتم إلقاء القبض عليهن من قبل الشرطة فيتم اقتيادهن للمركز قصد القيام باختبار طبي للتأكد من صحتهن؛ العاهرات اللاتي كن في صحة جيدة يتم إطلاق سراحهن بعد التحذير والتخويف أما اللاتي يحملن مرضا منقولا فيتم نقلهن مباشرة إلى المستشفى قصد تلقي العلاج ومحاولة البحث عن الشباب الذي جامعته للتأكد من عدم انتشار المرض وضمان حصره في أقل عدد ممكن من الأشخاص. هذا مع العلم أن العاهرات التي يحصلن على ثلاث إنذارات يتم نقلهن قسرا للمناطق المحجوزة ويتم منعهن من الخروج منها طوال حياتهن إن لم يجدن منفذا للهروب.

الزين اللي فيك

الزين اللي فيك هو فيلم فرنسي–مغربي صدر عام 2015 حيث يحكي عن قضية الدعارة في مراكش،[16] ويحكي الفيلم بشكل أدق حياة أربعة من العاهرات ويحاول إظهار وإبراز كيف يتم استغلالهن يومياً من قبل القوادين وبعض أفراد الشرطة الفاسدين.

تم حظر الفيلم ومنعه من العرض داخل كل القاعات السينمائية في المغرب بدعوى «ازدراء القيم الأخلاقية للمرأة وللمجتمع المغربي»،[17] أما بطلة الفيلم الممثلة المغربية لبنى أبيضار فقد تلقت تهديدات بالقتل في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، كما تعرضت للهجوم والتعنيف في الدار البيضاء قبل أن تُغادر البلاد صوب فرنسا بعد فترة وجيزة من الحادث.[18][19] وكانت السلطات الدينية قد أدانت الفيلم واعتبرته «سيئا» بسبب تصويره لصورة سلبية عن المغرب، وبسبب دعمه للممارسات الجنسية خارج نطاق الزواج ومحاولة كسب تعاطف مع من وصفتهم «بالشواذ جنسياً».[20]

الشيخات

يُشير مصطلح الشيخات إلى المطربات والموسيقيات الراقصات والعاهرات.[arabic-abajed 1][21]

تقليديا؛ يرى المجتمع المغربي (خاصة الفئة المحافظة منه) أن كل فنانة أو مغنية أو راقصة هي عاهرة،[22] لكن الوضع تغير في العصر الحديث حيث أصبح المجتمع يُميز بين العاهرة وبين الراقصة وبين الشيخة.[23]

انظر أيضا

ملاحظات

  1. بعض العاملات كشيخات يرفضن ربط مصطلح الشيخات بالعاهرات بل يُفضلن ربطه بالغناء والرقص في نفس الوقت

مراجع

  1. "2007 Country Reports on Human Rights Practices – Morocco"، United States Department of State، 11 مارس 2008، مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2012، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2010.
  2. "French Documentary Shows Life of Two Moroccan Prostitutes"، Morocco World News، 22 يونيو 2016، مؤرشف من الأصل في 15 أغسطس 2018، اطلع عليه بتاريخ 08 أكتوبر 2017.
  3. "Prisoner pardon shows how much Morocco has changed | The National"، Thenational.ae، مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2015.
  4. Worldcrunch.com (05 أكتوبر 2012)، "After Bangkok, Marrakesh Forced To Face Plague Of Sex Tourism"، Worldcrunch.com، مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2015.
  5. Tennent, James (03 سبتمبر 2013)، "Is Morocco the Latest Haven for European Paedophiles? | VICE | United Kingdom"، Vice.com، مؤرشف من الأصل في 04 أكتوبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 20 مايو 2015.
  6. Binoual, Imrane؛ Touahri, Sarah (27 نوفمبر 2008)، "New report addresses causes of sex tourism in Morocco"، القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2012، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2010.
  7. "Morocco Clamps Down On Sex Tourism"، مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2007.
  8. "streetlife"، BBC World Service، 01 يوليو 2000، مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2010.
  9. "Study of the characteristics of male prostitution in Morocco and development of appropriate HIV/AIDS prevention strategies"، Gateway.nlm.nih.gov، مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2010.
  10. "Moroccan prostitutes focus of controversial AIDS education effort"، القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2012.
  11. "Child Sex Tourism in Morocco"، فرانس 24، مؤرشف من الأصل في 12 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2012.
  12. "Morocco – Travel"، Gay Times، مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2014، اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2012.
  13. Bernhard Venema؛ Jogien Bakker (2004)، "A Permissive Zone for Prostitution in the Middle Atlas of Morocco"، Ethnology، 43: 51–64، مؤرشف من الأصل في 7 مايو 2020.
  14. Harries, Alexander (2016)، Faire le bordel: The Regulation of Urban Prostitution in Morocco (PDF)، Oxford، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 أكتوبر 2017
  15. García, Magaly Rodríguez؛ van Voss, Lex Heerma؛ Meerkerk, Elise Nederveen, المحررون (2017)، Selling Sex in the City: A Global History of Prostitution, 1600s-2000s، BRILL، doi:10.1163/9789004346253، ISBN 978-9004346246.
  16. "Cannes Film Review: 'Much Loved'"، فارايتي (مجلة)، مؤرشف من الأصل في 31 أغسطس 2018.
  17. "Morocco Bans Nabil Ayouch's Cannes Title 'Much Loved'"، هوليوود ريبورتر، مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2018.
  18. Rebourg, Amandine (6 نوفمبر 2015)، "Loubna Abidar, star du film "Much Loved", victime d'une violente agression au Maroc (بالفرنسية)"، Metro International، مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2016، اطلع عليه بتاريخ 24 فبراير 2016.
  19. Much Loved : après son agression, Loubna Abidar se réfugie en France (French), lefigaro.fr, 8 novembre 2015 نسخة محفوظة 15 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. chronicle.fanak.com، "Controversial Sex Worker Drama 'Much Loved' Opens Debate about Prostitution in Morocco"، fanack.com، مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2015، اطلع عليه بتاريخ 23 يوليو 2015.
  21. Marie Virolle-Souibès, Gestes d’Algérie, Karthala, 2007, p. 78
  22. Qadéry, Mustapha، Bordel de bled, bordel au Bled : figures rurales de la prostitution au Maroc (باللغة الفرنسية)، ص. 189–202، مؤرشف من الأصل في 02 ديسمبر 2017.
  23. Gherradi, Youssef (11 أكتوبر 2014)، "The Situation of Chikhats in Morocco"، The Moroccan Times، مؤرشف من الأصل في 06 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 08 أكتوبر 2017.
  • بوابة الاقتصاد
  • بوابة القانون
  • بوابة علم الجنس
  • بوابة المرأة في الوطن العربي
  • بوابة المغرب
  • بوابة المرأة
  • بوابة العنف ضد المرأة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.