الدعارة في مالي

إن الدعارة في مالي قانونية،[1] في حين تعدّ الأنشطة التي يدخل فيها أطراف ثالثة كالقوادة نشاطات مخالفة للقانون.[2] وتنتشر الدعارة على نحوٍ شائع في المدن المالية.[3] يُقدر برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز عدد العاهرات بالبلاد بنحو 35,900 عاهرة.[4] والدعارة في تزايد بالبلاد،[5] حيث لجأت العديد من النساء للعمل بالجنس لكسب قوت عيشهن بسبب الفقر.[6][7]

قَدِمَ عدد كبير من العاهرات المتواجدات في العاصمة باماكو من نيجيريا[8] ومن غيرها من بلدان غرب أفريقيا.[9] وتتدفق الطالبات العاملات بالجنس خلال شهري يوليو وأغسطس من مناطقٍ عدة من غرب أفريقيا خلال فترة العطلة الصيفية.[10] كما تنتشر الكثير من الحانات الصينية في مالي والتي تشكل مقاراً للدعارة. ويُقدر المبلغ الذي يرسلنه العاملات بالجنس الصينيات إلى بلادهن بحوالي 2 مليار فرنك غرب أفريقي سنوياً.[11] تعمل الكثير من العاهرات النيجيريات في المنطقة المحيطة بمنجم موريلا للذهب.[12]

قامت الجماعات الإرهابية المتطرفة بالسيطرة على شمال مالي في مطلع عام 2012، مما دفع الأمم المتحدة إلى تشكيل وإرسال بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) إلى البلاد. وشهد الطلب على الدعارة ارتفاعاً نتيجة تدفق المقاتلين والعسكريين إلى المنطقة. فقدِمتْ العاهرات إلى منطقة جاو من بوركينا فاسو والنيجر وساحل العاج والكاميرون لسد الطلب الذي تزايد بعد قدوم موظفي بعثة الأمم المتحدة.[13]

تعاني مالي من السياحة الجنسية وانتشار الدعارة بين المراهقات،[14] ولا سيما في المدن الكبرى مثل باماكو وكايس وسيغو وموبتي وتمبكتو وجاو وسيكاسو.[15]

الاتجار الجنسي

تعد مالي من بين البلدان المُصَدّرة والناقلة للنساء والأطفال الذين يجري الاتّجار بهم بغرض الاستغلال الجنسي، كما أنها تشكل وجهةً لهذا النوع من النشاطات الإجرامية. الاتجار الداخلي أكثر انتشاراً من الاتجار بالمرور (العبور) حيث تتعرض النساء والفتيات من بلدان غرب أفريقيا الأخرى ولا سيما نيجيريا إلى الاستغلال في الدعارة والاتجار الجنسي في مالي. تُقدر السلطات النيجيرية عدد الفتيات النيجيريات اللواتي وقعن ضحيةً للاتجار الجنسي في مالي بأكثر من 5,000 فتاة. تخضع بعض المنتميات للسود من الطوارق لممارسات استعبادية تعود جذورها للعلاقات التقليدية في الاستعباد المتوارث وتشير التقارير إلى تدهور أوضاع هؤلاء النساء. كما أن الأفارقة من البلدان الأخرى يقعون عرضة للاتّجار إلى أوروبا عبر كل من الجزائر وليبيا بالدرجة الأولى وعبر موريتانيا بدرجة أقل. يُجند التجار النيجيريين بالاحتيال النساء والفتيات النيجيريات حيث يقدمون وعوداً باصطحابهن إلى أوروبا ولكنهم في حقيقة الأمر يستغلونهن في الاتّجار الجنسي بمالي. وتقع النساء والفتيات الماليات في نهاية المطاف ضحاياً للاتجار الجنسي في الغابون وليبيا ولبنان وتونس.[16]

أجرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) تحقيقاً عام 2016 في ثلاثة وعشرون قضية نزاع متعلقة بالعنف الجنسيّ واشتملت القضايا على حالاتٍ من الدعارةِ القسريّة والاستعباد الجنسي في مدن جاو وتمبكتو وكيدال وأحد مخيمات اللاجئين في موريتانيا. حققت بعثة مينوسما مع أربع أعضاء من تحالف حركة الدفاع الذاتي طوارق إيمغاد وحلفائهم (GATIA) وثلاثة أعضاء من قوات الدفاع والأمن الماليَّة (MDSF) ومع مدنيين، ولكن لم تُبلغ البعثة عن إجراء أية محاكمات أو إدانات جنائية بتهم الاتّجار بالبشر.[16]

يُجرّم (القانون 2012-023) المرتبط بمحاربة الاتّجار بالبشر والممارسات المشابهة جميع أشكال الاتّجار بالأطفال والبالغين على حدٍ سواء. يحدد القانون عقوبة السجن لمدة تتراوح من خمس إلى عشر سنين ويحدد السجن لمدة أقصاها عشرين عاماً في القضايا التي تنطوي على ظروف متفاقمة.[16]

صنّف مكتب مراقبة ومحاربة الاتّجار بالبشر التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مالي من بلدان الفئة الثالثة في تقرير الوزارة حول الاتّجار بالبشر الصادر عام 2017.[16]

مراجع
  1. "The Legal Status of Prostitution by Country"، ChartsBin، مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  2. "Droit-Afrique - Portail du droit des 24 pays d'Afrique francophone" (PDF)، Droit-Afrique، مؤرشف من الأصل (PDF) في 9 أكتوبر 2013، اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  3. Report on Human Rights Practices 2006: Mali. United States Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor (6 March 2007) نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  4. "Sex workers: Population size estimate - Number, 2016"، www.aidsinfoonline.org، UNAIDS، مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2018.
  5. "Prostitution increasing in Mali"، UPI (باللغة الإنجليزية)، 05 يونيو 2013، مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  6. "Les Carnets Secrets de la prostitution au Mali : Fifi explique avoir couché avec 2 780 hommes * Niarela.net * Mali"، Niarela (باللغة الفرنسية)، 26 فبراير 2014، مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  7. Neubauer, Inès (2014)، "Prostitution in Bamako, Mali"، World University Service (باللغة الألمانية)، مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  8. Global Perspectives on Prostitution and Sex Trafficking: Africa, Asia, Middle East, and Oceania (باللغة الإنجليزية)، Lexington Books، 2011، ص. 24، ISBN 9780739132777، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
  9. Röschenthaler, Ute؛ Schulz, Dorothea (2015)، Cultural Entrepreneurship in Africa (باللغة الإنجليزية)، Routledge، ص. 168، ISBN 9781317529620، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
  10. Ditmore, Melissa Hope (2006)، Encyclopedia of Prostitution and Sex Work (باللغة الإنجليزية)، Greenwood Publishing Group، ص. 533، ISBN 9780313329708، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
  11. Thera, Kady، "La prostitution à bon marché à Bamako"، Bamada (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  12. Plasse, Stéphanie (24 مايو 2008)، "Quand les mines d'or du Mali profitent à la prostitution"، Afrik (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  13. Thienot, Dorothée (07 أكتوبر 2014)، "Prostitution : les soldats de la paix sont-ils de bons clients ? – JeuneAfrique.com"، Jeune Afrique (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 2 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  14. "Preventing teenage prostitution in Mali"، Swiss Info، مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2014، اطلع عليه بتاريخ 12 أبريل 2012.
  15. James, Jean Pierre (06 ديسمبر 2011)، "Prostitution : les grandes destinations du tourisme sexuel au Mali"، Afribone (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 24 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018.
  16. "Mali 2017 Trafficking in Persons Report"، U.S. Department of State، مؤرشف من الأصل في 24 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 مارس 2018. تتضمن هذه المقالة نصًا من هذا المصدر المُتاح في الملكية العامة.
  • بوابة أفريقيا
  • بوابة علم الجنس
  • بوابة مالي
  • بوابة القانون
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.