المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل

انطلقت حملة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل في أبريل 2004 من قبل الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) كجزء من أعمال حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل.[1] تدعو الحملة إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية بسبب تورطها في استمرار الاحتلال الإسرائيلي.[2][3] وخلال مدة عمل الحملة، تم تقديم مقترحات عديدة للمقاطعة الأكاديمية لجامعات وأكاديميين إسرائيليين معينين من قبل أكاديميين ومنظمات في فلسطين،[4] والولايات المتحدة،[5] والمملكة المتحدة[6] ودول أخرى. والهدف من المقاطعة الأكاديمية المقترحة هو عزل إسرائيل من أجل اجبارها على تغيير سياساتها تجاه الفلسطينيين، والتي تقول PACBI بأنها تمييزية وقمعية، بما في ذلك قمع الحرية الأكاديمية للفلسطينيين.[7]

الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

شعار PACBI

تأسست "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)" في رام الله في أبريل 2004 من قبل مجموعة من الأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين.[8] وهم يعتقدون بأن "جميع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية متورطة في نظام الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الفلسطينين من حقوقهم الأساسية، ولم يثبت خلاف ذلك".[3]

تعتبر الحملة عضواً مؤسساً في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS)، وهي مكلفة بالإشراف على جميع الجوانب الأكاديمية والثقافية لحركة المقاطعة BDS. وتدعو الحملة المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي إلى احترام معايير المقاطعة الأكاديمية والثقافية والتي وقعت عليها عشرات من مؤسسات المجتمع المدني.[9]

المملكة المتحدة

ظهرت فكرة المقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل علانية لأول مرة في بريطانيا في 6 أبريل 2002، عندما أرسلا ستيفن، أستاذ في علم الأحياء في الجامعة البريطانية المفتوحة، وهيلاري روز، أستاذ في السياسة الاجتماعية في جامعة برادفورد، رسالة مفتوحة إلى الغارديان ودعوا فيها إلى وقف جميع الروابط الثقافية والبحثية مع إسرائيل:[10]

«على رغم الادانة الدولية الواسعة لسياسة القمع العنيفة التي تمارسها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، يبدو أن الحكومة الاسرائيلية لا تزال غير مبالية تجاه أي نداء انساني... وكما يبدوا فإن العديد من المؤسسات الثقافية والعلمية، الوطنية أو الأوروبية، خصوصاً تلك التي يمولها الاتحاد والجمعية الأوروبية للعلوم، تمنح إسرائيل امتيازات الدول الأوروبية ذاتها لجهة العقود والأموال. وقد يجب تعليق تلك العلاقات على المستوى الأوروبي أو الوطني إلى أن تتقيد الحكومة الاسرائيلية بقرارات الأمم المتحدة وتطلق مفاوضات سلام مع الفلسطينيين...»[11]

بحلول يوليو 2002، اكتسبت الرسالة المفتوحة أكثر من 700 توقيع، بما في ذلك توقيعات عشرة أكاديميين إسرائيليين.[12]

الولايات المتحدة

أفادت هآرتس في عام 2009 أن مجموعة من الأساتذة الأمريكيين انضموا إلى حملة المقاطعة في أعقاب الصراع بين إسرائيل وغزة في 2008-2009:

«في حين اعتاد الأكاديميون الإسرائيليون على استخدام مثل هذه الأخبار من قبل البريطانيين، حاولت الجماعات المعادية لإسرائيل إنشاء مقاطعات أكاديمية اخرى عدة مرات، وإن حركة المقاطعة في الولايات المتحدة تعدّ أول حركة مقاطعة أكاديمية وطنية تخرج من الولايات المتحدة.»[13][14]

وقد سُميت هذه المجموعة بـ"الحملة الأمريكية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"(USACBI).[15]

كندا

في يناير 2009، اقترح فرع أونتاريو في "الاتحاد الكندي للموظفين العموميّين (CUPE)" فرض الحظر على الأكاديميين الإسرائيليين من التدريس في جامعات أونتاريو. وصرح سِيد رايان، زعيم الفرع، "نحن على استعداد أن نقول يجب أن لا يتواجد الأكاديميون الإسرائيليون في جامعاتنا إلا إذا كانوا يدينون علنا قصف الجامعة الإسلامية في غزة وفي شكل عام الهجوم الإسرائيلي".[16][17] وقال راين في وقت لاحق، "ان ما نقوله هو إذا هم يريدون أن يبقوا صامتين امام هذه أعمال العنف وأن يكونوا متواطئين فيها، فلماذا يجب ان يتمتعوا بحرية القدوم إلى دول أخرى مثل كندا والتدريس هناك.[18] وفي البداية أصدر رئيس CUPE بيانا أعلن فيه معارضته لهذا الاقتراح، وقال: "سأستخدم نفوذي خلال المناقشات المتعلقة بهذا القرار لمنع تبنيه". بعد وقت قصير من البيان الأصلي، ألغت CUPE دعوتها إلى مقاطعة الأفراد الأكاديميين في موقعها على الإنترنت واستبدلت ببيان دعا بدلا من ذلك إلى مقاطعة "تستهدف المؤسسات الأكاديمية والروابط المؤسسية الموجودة بين الجامعات هنا وفي إسرائيل".[19] أخبر تايلر شيبلي، المتحدث باسم CUPE المحلي 3903 في جامعة يورك، صحيفة تورنتو ستار أن مجموعته ستبدأ في دعم يورك لقطع العلاقات المالية مع إسرائيل.[20]

أستراليا

انضمت رابطة الطلاب في جامعة ويسترن سيدني (UWSSA) رسميا إلى "المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" في فبراير 2009، بناء على طلب من PACBI.[21] وصرح رئيس UWSSA، جيكوب كارسول دوهرتي، في وقت لاحق، " نحن غير مهتمين في سماع وجهة النظر الإسرائيلية. وان أجندتنا هي إقناع إدارة الجامعة في تطبيق المقاطعة."[22]

في عام 2013، حظيت قضية المقاطعة الأكاديمية وحملة BDS باهتمام كبير في الصحافة، عندما رفع أحد مؤيدي إسرائيل، شورات هدين، دعوى ضد الأستاذ جيك لينش، مدير مركز دراسات السلام والصراع بجامعة سيدني. وقد تركزت الدعوى المكونة من ثلاثين صفحة على رفض لينش تعيين البروفيسور دان أفنون من الجامعة العبرية، وذلك من اجل سياسات مركزه الداعمة للمقاطعة وعدم دعم الأكاديميين الإسرائيليين.[23] وقال محامي المدعي، أندرو هاملتون، أن "هدفنا الاستراتيجي من رفع هذه الدعوى هو معالجة التمييز العنصري وغير القانوني لحركة المقاطعة بشكل عام والمقاطعة الأكاديمية بشكل خاص، بدلاً من التركيز على التمييز ضد البروفيسور أفنون."[24] وُصفت القضية بأنها "دعوى قانونية تاريخية"[25] و "محاولة رئيسية لتقييم شرعية حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS)".[26]

في يوليو 2014، أعلن شورات هادين بأنه سحب دعواه ضد لينش. وأعلن لينش أن هذا القرار "يعطي الضوء الأخضر للعديد من الأستراليين لاتخاذ إجراءاتهم الخاصة للتضامن مع النضال الفلسطيني من أجل الحقوق والحريات والتي نحن محظوظون في الحصول عليها.[27]

إيطاليا

في يناير 2016، نشر 168 من الأكاديميين والباحثين الإيطاليين دعوة لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. وقد تم مقاطعة جامعة تخنيون، معهد إسرائيل للتقنية. وقالت الندوة "تقوم جامعة تخنيون بإجراء أبحاث واسعة في التقنيات والأسلحة التي تستخدم في قمع ومهاجمة الفلسطينيين".[28]

ايرلندا

في نيسان 2013، وافق اتحاد المعلمين في أيرلندا (TUI) على اقتراح المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل. وقال جيم روش، الذي قدم الاقتراح: "إنني مسرور للغاية لأن هذا الاقتراح قد تم دعمه من قبل أعضاء TUI ... وان مما لا شك فيه أن إسرائيل تنفذ سياسات الفصل العنصري ضد الفلسطينيين".[29]

بعد استفتاء جرى بين طلاب جامعة نويز غالواي في مارس 2014، بدأ اتحاد الطلاب في جامعة نويوي غالواي رسميًا بدعم حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل.[30]

مراجع

  1. Pessin Andrew and Doron S. Ben-Atar. Introduction. Anti-Zionism on Campus: The University, Free Speech, and BDS, edited by Pessin and Ben-Atar, Indiana UP, 2018, pp. 1-40.
  2. Keller, Uri Yacobi (أكتوبر 2009)، "Academic Boycott of Israel and the Complicity of Israeli Academic Institutions in Occupation of Palestinian Territories" (PDF)، Economy of the Occupation، 23، مؤرشف من الأصل (PDF) في 13 أغسطس 2013، اطلع عليه بتاريخ 03 أبريل 2014.
  3. "PACBI Guidelines for the International Academic Boycott of Israel"، الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 03 أبريل 2014.
  4. "Call for Academic and Cultural Boycott of Israel"، الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، مؤرشف من الأصل في 26 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 يناير 2014.
  5. USACBI، "US Campaign for the Academic and Cultural Boycott of Israel"، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 يناير 2014.
  6. دايفيد نيومان. "The academic boycott of Israel", Israel Journal of Foreign Affairs, 2 (2), 45–56, 2008
  7. "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 02 فبراير 2014، اطلع عليه بتاريخ 03 فبراير 2014.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  8. "About the Campaign"، الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 يناير 2012.
  9. الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، BDS. نسخة محفوظة 13 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. Andy Beckett and Ewen MacAskill, "British academic boycott of Israel gathers pace", الغارديان, 12 December 2002. Retrieved 16 September 2006. نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. باتريك باتيسون؛ ريتشارد دوكينز؛ Colin Blakemore؛ ستيفن روز؛ Marina Lynch؛ Jean-Marc Levy-Leblond؛ Juliette Frey؛ Nora Frontali؛ Eva Jablonka؛ بير أندرسن؛ and 115 other academics (06 أبريل 2002)، "Open Letter: More pressure for Mid East peace"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019.
  12. سوزان جولدنبيرج, Will Woodward, "Israeli boycott divides academics", الغارديان, 8 July 2002 نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  13. Ahren, Raphael، "For first time, U.S. professors call for academic and cultural boycott of Israel"، هاآرتس، Israel، مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2009، اطلع عليه بتاريخ 18 سبتمبر 2010.
  14. Erin Sheley (19 مارس 2009)، "War of Silence; The intellectual boycott of Israel hits the United States"، The Weekly Standard، مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2016، اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد بمجلة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  15. US Campaign for the Academic and Cultural Boycott of Israel نسخة محفوظة 05 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. Vanessa Kortekaas, "Ontario union calls for ban on Israeli professors", National Post, 5 January 2009.
  17. "CUPE Ontario to recommend support for ban on Israeli academics in response to Gaza bombings" نسخة محفوظة 6 July 2011 على موقع واي باك مشين., Press Release from CUPE Ontario, 5 January 2009.
  18. Emily Mathieu, "CUPE offices picketed over Ryan boycott call" نسخة محفوظة 13 October 2012 على موقع واي باك مشين., تورونتو ستار, 9 January 2009. [وصلة مكسورة]
  19. "Steve Janke: CUPE pulls Ryan proposal from union web site"[وصلة مكسورة], National Post, 14 January 2009. The 'National Post noted that while the original resolution mentioned Ryan three times and listed him a point of contact, the new resolution did not mention Ryan's name. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 9 أغسطس 2010 على موقع واي باك مشين.
  20. Sheri Shefa, "CUPE Ontario calls for Israel boycott", Canadian Jewish News (CJN), 26 February 2009. نسخة محفوظة 08 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  21. "Australian University students support BDS campaign" نسخة محفوظة 18 June 2009 على موقع واي باك مشين., 7 February 2009 (Posted on the website of the Australian Boycott, Divestment & Sanctions Campaign for Palestine). [وصلة مكسورة]
  22. "Sydney students call for Israel boycott" نسخة محفوظة 23 August 2010 على موقع واي باك مشين., Jwire, 8 March 2009. [وصلة مكسورة]
  23. Rosen, David M. "The Magic of Myth: Fashioning the BDS Narrative in the New Anthropology." Anti-Zionism on Campus: The University, Free Speech, and BDS, edited by Andrew Pessin and Doron S. Ben-Atar, Indiana University Press, 2018, pp. 280-297.
  24. "Court told Dan Avnon not hurt by Jake Lynch's BDS campaign", الصحيفة الأسترالية, 14 March 2014 نسخة محفوظة 14 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  25. "Anti-Israeli BDS campaign facing court test", الصحيفة الأسترالية, 31 October 2013 نسخة محفوظة 23 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين.
  26. "Israel race case: judge questions class action against Sydney academic" الغارديان, 12 February 2014 نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  27. Israeli"NGO quits BDS case against Sydney academic", Jewish Telegraphic Agency (JTA), 10 July 2014. نسخة محفوظة 14 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  28. "Italian scholars boycott Israeli academic institutions", الجزيرة (قناة), January 30, 2016
    "Italian academics call for boycott of Israeli universities", Ynetnews January 29, 2016 نسخة محفوظة 01 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  29. "Academic Boycott of Israel Called by Irish Teachers Union" (Rabble, April 4, 2013) نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  30. "Irish student union endorses Israel boycott", هاآرتس, 7 March 2014 . [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 7 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
  • بوابة إسرائيل
  • بوابة علاقات دولية
  • بوابة الجامعات
  • بوابة فلسطين
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.