تفسير الكلبي
تفسير الكلبي: هو كتاب في تفسير القرآن لمحمد بن السائب، أبو النضر الكلبي،[1] جمع فيه مروياته عن ابن عباس، وهو مفقود، وله أيضا كتاب (تفسير الآي الذي نزل في أقوام بأعيانهم)[2][3]
تفسير الكلبي
|
وأما تفسيره: ففي قبوله اتجاهان: الأول: يرفض قبول هذه الروايات، وذلك لأن الكلبي موصوف بالكذب، ومنهم وكيع وأحمد بن حنبل وغيرهم.[4] والاتجاه الثاني: يتساهل في روايات الكلبي من باب جمع ما قيل من مرويات في التفسير، ومنهم الثعلبي في تفسيره، حيث روى التفسير بإسناده إلى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وزاد أحد رواة التفسير عنه وهو صالح النهدي أربعة آلاف حديث من وضعه.[5]
تقييم تفسيره
اختلف علماء الإسلام في قبول تفسير محمد بن السائب الكلبي، ولهم في ذلك اتجاهان:
- الاتجاه الأول: يرفض قبول هذه الروايات، ولا يقبل منها شيئا، وذلك لأن الكلبي موصوف بالكذب، ومنهم وكيع وأحمد بن حنبل وغيرهم. قال إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير قال للناس: خذوه فليس فيه عن الكلبي ولا عن ورقاء شيء.[4] وسئل أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي فقال: كذب فقيل له: يحل النظر فيه؟ قال: لا.[6]
- الاتجاه الثاني: التساهل في روايات الكلبي من باب جمع ما قيل من مرويات في التفسير، ومن أبرز هؤلاء: الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، حيث روى التفسير بإسناده إلى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس من أول القرآن إلى آخر سورة المجادلة، وزاد بعض رواة التفسير عنه وهو صالح النهدي أربعة آلاف حديث من وضعه.[5] وقد أفرد الفيروز آبادي كتابا في تفسير ابن عباس ذكر فيه رواياته بإسناده عن محمد بن مروان السدي عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وأسماه تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ورواية السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس تسمى بسلسلة الكذب عند المتخصصين في الحديث في الإسلام؛ لأنها اتصلت بسند كلهم كذابون. بل إن نسبة التفسير إلى ابن عباس كثير جدا، وطرقه كثيرة جدا، وغالبه من رواية ضعفاء وكذابين أو مجاهيل، ومن ذلك رواية السدي عن الكلبي عن أبي صالح، وقد ورد عن الشافعي أنه قال: (لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث) وهذا يدل على أن الوضاعين كانوا يكثرون من وضع التفسير على ابن عباس، حتى وجدت روايات متناقضة عنه في التفسير، ولذلك يقول محمد السيد الذهبي (هذا التفسير المنسوب إلى ابن عباس لم يفقد شيئاً من قيمته العلمية في الغالب، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه، هو نسبته إلى ابن عباس).[7][8][9] وقد كان سفيان الثوري يقول: اتقوا الكلبي، فقيل له: إنك تروي عنه! قال: أنا أعرَفُ بصدقه من كذبه.[10]
انظر أيضا
مراجع
- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين الذهبي، دار الغرب الإسلامي، 2003م، (3/ 960)
- طبقات المفسرين، محمد بن علي الداوودي، دار الكتب العلمية – بيروت، بدون سنة طبع، (2/ 149)
- التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الدار التونسية – تونس، 1984م، (1/ 15)
- تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، دائرة المعارف النظامية – الهند، 1326هـ، (11/ 114)
- الكشف والبيان عن تفسير القرآن، أحمد الثعلبي، دار إحياء التراث العربي، 1422هـ، (1/ 77)
- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، محمد بن حبان، دار الوعي – حلب، 1396هـ، (2/ 254)
- تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، محمد بن يعقوب الفيروآبادي، دار الكتب العلمية – بيروت، بدون سنة طبع، (ص/ 3)
- الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1974م، (4/ 237)
- التفسير والمفسرون، محمد السيد الذهبي، مكتبة وهبة – القاهرة، (1/ 62 - 63)
- الكامل في ضعفاء الرجال، ابن عدي الجرجاني، دار الكتب العلمية – بيروت، 1997م، (7/ 275)
- بوابة الإسلام
- بوابة القرآن
- بوابة كتب
- بوابة علوم إسلامية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.