جبهة التحرير الوطني الجزائرية

جبهة التحرير الوطني (ج ت و) (وتـُعرف بالاختصار FLN لاسمها (بالفرنسية: Front de libération nationale)‏ ). هو حزب سياسي اشتراكي في الجزائر وكان يمثل الجناح السياسي لجيش التحرير الوطني قبل الاستقلال. بدأ نشاطه بشكل سري قبل 1 نوفمبر 1954 حيث كان هذا تاريخ اندلاع الثورة التحريرية التي استشهد فيها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، التي اتحد فيها الشّعب الجزائري واحدا موحّدا، للحصول على استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي.

جبهة التحرير الوطني

البلد الجزائر 
التأسيس
تاريخ التأسيس 23 أكتوبر 1954
الشخصيات
قائد الحزب عبد العزيز بوتفليقة 
القادة أبو الفضل بعجي (الأمين العام)[1]
المقرات
المقر الرئيسي الجزائر العاصمة 
مقر الحزب حيدرة، الجزائر العاصمة
 الجزائر
الأفكار
الأيديولوجيا وطني جزائري، اشتراكي
الخلفية اليسار
الانحياز السياسي خيمة كبيرة 
المشاركة في الحكم
المجلس الشعبي الوطني
98 / 407
معلومات أخرى
الموقع الرسمي PFLN.dz

تاريخ جبهة التحرير الوطني الجزائرية

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية-قسم الحضارة الإسلامية-جامعة وهران 1 أحمد بن بلة. عنوان الماستر: الآثار والفنون الإسلامية/الحضارة الإسلامية. المحاضرة:1/2 المقياس: الثورة الجزائرية. قد يطرح السؤال: لماذا تأخر اندلاع الثورة؟، وللإجابة عن هذا السؤال يدفعنا الحديث عن الظروف التي أدت إلى اندلاع هذه الثورة وهذه الأخيرة لم تكن قرارا مفاجئا، إنما كانت نتيجة العديد من الدوافع، ومن بينها عاملين: خارجي وآخر داخلي. • العامل الخارجي هو تلك الأحداث التي وقعت في أغلبها خارج الإطار الضيق لتطور الأحداث. • • أما الداخلي تمثل في الإرهاصات التي دخلت داخل حزب الشعب. العوامل الخارجية: 1. أحداث 08 ماي 1945م، حيث أن عددا من أعضاء حزب الشعب أصبحوا يؤمنون بأن استعمال الطريقة السلمية للمطالبة بالحقوق لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، مثل الوعد بإعطاء الاستقلال للجزائريين بعد مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية، وهذا الحدث حرك في نفوس العديد من الجزائريين وجوب التفكير للوصول إلى الأهداف المنشودة، حيث أدت إلى إنشاء المنظمة الخاصة. 2. 2. الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للجزائريين: تراكمت كل السلبيات التي عاشها الجزائري لتعلن عن نفسها بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أصبح يصنف بما هو أسوأ من مكانة الحيوان (لا تعليم، الفقر، المجاعة...) فتحول الجزائري إلى ما يشبه العبد فيما يرتبط بعلاقات العمل وبين صاحب الأرض، وكذلك العدد القليل من الجزائريين الذين تمكنوا من الحصول على مكانة في المجتمع، الصحة والأمراض كانت من بين المظاهر الاجتماعية التي تنفي آدمية الإنسان، وأصبح هذا الأخير غريب في بلده، فصاحب الحق هو الفرنسي، أما الجزائري "أهلي" بقدر ما يزيد الضغط تزيد المشاكل وبالتالي الاندفاع نحو الثورة. 3. 3. الجانب السياسي: وهو ما ارتبط بموضوع الانتخابات لأن كل هذه الأخيرة كانت توصف بالتزوير، حيث يعتبر حزب الشعب من الأحزاب الأكثر انتشارا وشعبية إلا أن نتائج الانتخابات لا تمنح سوى عدد قليل من المقاعد لهذا الحزب. 4. فانتخابات 1948م كانت من أجل تجديد المجلس، فالأحرار الذين ينعتون )ببني وي _ وي (الذين وضعتهم الإدارة الفرنسية تحصلوا على 55% من المقاعد بينما حزب مصالي الحاج لم يتحصل سوى على 09 مقاعد وفرحات عباس الأقل شعبية رغم قربه إلى الأطروحات الفرنسية لم يتحصل إلا على 08 مقاعد، الأحرار المنسوبين إلى الكتلة الشيوعية ( اليسارية ) تحصلوا على مقعدين فقط. 5. العوامل الداخلية: 6. تلك التي كانت في الحركة الوطنية، بدأت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، فبعد مجازر 08 ماي 1945م رأت الحركة الوطنية الانتقال إلى أساليب أخرى في العمل الوطني ورفع سقف المطالب إلى أشكال أخرى، أصبح عامل من عوامل الانقسام داخل حركة انتصار الحريات الديمقراطية (M.T.L.D) فالعديد من مناضلي الحزب رأوا بأن الوقت غير مناسب للعمل المسلح (للثورة) أي ليس في صالح العمل الوطني. 7. وفي أكتوبر 1946م وخلال ندوة وطنية نظمها حزب انتصار الحريات الديمقراطية المنعقدة في بوزيعة، طلب عمر أوصديق والطيب بلخروف بضرورة تغيير قيادة الحزب ( مصالي الحاج ) وتكوين منظمة مسلحة، فالصراع والخلاف الحاد داخل الحركة لم يكن خفيا ( معلن عنه ). 8. وفي مؤتمر الحزب أيضا في: 15/02/1947م نجد أن آيت أحمد دعا إلى وجوب العمل في سرية، وبداية التنظيم والتفكير في العمل المسلح وتكوين المنظمة الخاصة. 9. وفي هذه الأجواء كان مصالي الحاج يركز على وجوب البقاء في العمل السياسي عن طريق الانتخابات والاضرابات ولكن في الإطار القانوني، وبعد عودته من منفاه كان يرى بأن العمل المسلح غير وارد على الاطلاق حينها ظهرت ثلاث اتجاهات داخل حركة انتصار الحريات الديمقراطية. 10. الاتجاه الأول: ( المركزيون ) 11. • من مؤيدي المنظمة الخاصة وهؤلاء يرون أن العمل المسلح حان وقته ولا يجب التأجيل فيه. 12. الاتجاه الثاني: 13. • هم الذين يؤيدون القرارات التي تتخذ في إطار اللجنة المركزية، ويؤيدون العمل المسلح لكن وقته لم يحن بعد. 14. الاتجاه الثالث: ( المصاليون ) 15. يؤيدون آراء مصالي الحاج حتى لو كانت مخالفة لآراء الأغلبية، وعندما انعقد مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية في أفريل 1953م عملوا على إقصاء أعضاء المنظمة الخاصة OS فقد طالب مصالي الحاج بإعطاء سلطات عليا في تقرير سياسات الحزب واللجنة المركزية، والمؤيدون لها معارضين لهذه التوجهات، جعله مؤتمر مفتوح على الخلافات واللعب على الخلاف المكشوف أدى إلى إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل ( C.R.U.A ) . 16. • أسست هذه اللجنة في مارس 1954م ومن الذين ساهموا في تأسيسها محمد بوضياف، بن بولعيد، بن رمضان، فهذه الحركة لم تضع نفسها كحزب وإنما لجنة لإنقاذ الحزب ودعت هذه اللجنة مجموع مناضلي الحزب إلى وجوب اتخاذ مواقف حيادية وعدم المساهمة في النزاع بين المركزيين والمصاليين. 17. • أنشأت نشرة إخبارية ولكن مجهودها لم يؤد إلى نتيجة بسبب أن في جويلية 1954م انعقد مؤتمر في بلجيكا ضم المصاليين الذين هم داخل حركة انتصار الحريات الديمقراطية. 18. • وفي أوت 1954م انعقد مؤتمر في بلكور ضم المركزيين وانقسم إلى قسمين: المصاليون يعقدون مؤتمرهم في الخارج والمركزيون يعقدون مؤتمرهم في الداخل، في هذه الأجواء لجأ العديد من أعضاء الحزب الـ 22 وأغلب المشاركين هم من أعضاء المنظمة الخاصة OS ودام هذا اللقاء يوما كاملا نوقش فيه وضع الجزائر ثم الإجابة على وسيلة التصدي لهذه الأوضاع واتفقوا على أن السبيل الوحيد هو الثــــــــــــورة للخروج من هذه الوضعية ومنهم: محمد بوضياف، بن بولعيد، ديدوش مراد، رابح بطاط. 19. إجتماع الـ 22 : 20. شهدت فترة الخمسينيات ظروف دولية وإقليمية ومحلية كان لها عميق الأثر في الاعداد للثورة التحريرية الكبرى التي اندلعت بالجزائر في الفاتح من نوفمبر 1954م ومكنت الشعب الجزائري من استعادة سيادته على أرضه، وإقامة دولته الوطنية في شكل جمهورية ديمقراطية اجتماعية، حيث يمكن أن نوجزها فيما يأتي: 21. أ‌. الظروف الدولية والإقليمية: 22. • الحرب الباردة التي كانت قد تجددت بين المعسكرين، الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي، والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. 23. • عمل كل معسكر على استقطاب الشعوب المستعمرة إلى معسكره. 24. • دعم الاتحاد السوفياتي للحركات التحررية بهدف إضعاف مراكز النفوذ الرأسمالي. 25. • تراجع القوى التقليدية الاستعمارية الأوروبية على إثر الضربات النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة فرنسا وبريطانيا. 26. • المد التحرري الذي شهدته الشعوب المستعمرة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث استقلت سوريا ولبنان عام 1946م، والهند وبكستان عام 1947م، وليبيا عام 1951م. 27. • نجاح الثورة المصرية عام 1952م ودعمها للحركات التحررية العربية، وذلك بتشجيع جمال عبد الناصر للعمل الثوري في البلدان المغاربية، واحتضان القاهرة للجنة تحرير المغرب العربي التي تأسست سنة 1948م وعمل بها أغلب زعماء الحركات التحررية المغاربية. 28. • الهزيمة النكراء التي ألحقتها الحركة التحررية في الهند الصينية بالجيش الفرنسي إثر معركة ديان بيان فو التي انتهت في 07 ماي 1954م، وهو ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي مندايس فرانس إلى التفاوض مع الفيتناميين في جنيف عام 1954م والاعتراف باستقلالهم. 29. • انتقال الحركتين في كل من تونس والمغرب الأقصى إلى العمل المسلح والثورة على المستعمر الفرنسي، حيث بدأت في تونس منذ سنة 1952م إثر اغتيال النقابي فرحات حشاد، ونفي بورقيبة، وقد اشتدت الأعمال العسكرية بين سنتي 1953 و1954م، وأما في المغرب الأقصى فقد اندلعت الأعمال العسكرية إثر خلع السلطان المغربي محمد الخامس في 20 أوت 1953م وتعيين ابن عمه محمد بن عرفة بدلا منه، وذلك بسبب موقفه الداعم لاستقلال المغرب الأقصى. 30. الظروف المحليـــة: 31. 1. السياسية: 32. • استمرار السيطرة الاستعمارية الفرنسية على الجزائر منذ 1830م، وعودة فرنسا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ومجازر 08 ماي 1945م إلى سياسة الإصلاحات حيث أصدرت دستور 1947م الذي اعتبر الجزائر قطعة فرنسية، وأقر تأسيس مجلس جزائري يتشكل من 120 مقعدا نصفها للجزائريين المسلمين والنصف الآخر للمعمرين، إلا أن الحاكم العام نيجلان الذي أشرف على تزوير الانتخابات أدخل الحركة الوطنية في مأزق عميق بفعل فشل الأسلوب السياسي في تحقيق الأهداف والمطالب الوطنية الجزائرية. 33. • ظهور الاتجاه الثوري على إثر تأسيس المنظمة الخاصة عام 1947م والذي بدأ عملا تكوينيا للثورة المسلحة في الجزائر في صفوف عدد من المناضلين ورغم المأزق الذي عرفه هذا الاتجاه إثر اكتشاف المنظمة الخاصة عام 1950م من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية إلا أنه استطاع العودة إلى واجهة الأحداث إثر اشتداد أزمة الحزب الوطني في أوائل عام 1954م، حيث عمل على التوفيق بين جناحي الحزب، ولكن فشل هذا المسعى دفعه لتحضير عملية تفجير الثورة التحريرية الكبرى. 34. • حاولت اللجنة الثورية للوحدة والعمل ( C.R.U.A ) التوفيق بين جناحي الحزب، إلا أنها فشلت في ذلك المسعى بعد عقد المصاليين لمؤتمرهم ببلجيكا في جويلية 1954م، ثم عقد المركزيين لمؤتمرهم بالجزائر العاصمة في أوت 1954م، كما عرفت اللجنة الثورية في، كما عرفت اللجنة الثورية في حد ذاتها أزمة خاصة بين مسؤولي الحزب حيث وقعت مواجهة بين محمد ب حد ذاتها أزمة خاصة بين مسؤولي الحزب حيث وقعت مواجهة بين محمد بوضياف ومحمد دخلي، حيث اكتشف هذا الأخير أن شبكة تابعة للمنظمة الخاصة تنشط منذ أشهر عديدة قبل انفجار أزمة الحزب ولم يعلم بذلك، فاعتبر دخلي أن هذا العمل خارج عن الإطار الذي حددته اللجنة الثورية للوحدة والعمل، ( انعدام الثقة بين الطرفين في أواسط شهر ماي ). 35. 2. الإقتصادية: لقد أدت السياسة الاستعمارية الفرنسية على الصعيد الاقتصادي إلى سيطرة الطبقة الكولونيالية على موارد الجزائر، بينما دفعت بالشعب الجزائري إلى الفقر والبؤس والحرمان. 36. 3. الاجتماعية: تميز الوضع الاجتماعي في الجزائر بالتدهور والانتشار الواسع لمظاهر الفقر والبؤس خلال النصف الأول من القرن العشرين، وقد ازداد هذا الوضع سوءا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث طبقت الإدارة الاستعمارية الفرنسية سياسة توزيع الأغذية بالتقسيط، واعتمدت بطاقات التموين بالمواد الأساسية وهو ما أذى إلى استفحال ظاهرة الندرة والتقشف وبيع الواد في السوق السوداء، وقد أدى ذلك إلى تدهور مستوى المعيشة، والنقص في المواد الغذائية أدى إلى تفشي الأمراض الخطيرة في ظل غياب وسائل مكافحتها. 37. 4. التعليمية والثقافية: أدى الفقر الاقتصادي الذي كان يعيشه الشعب الجزائري وعدم توفير الإدارة الاستعمارية الفرنسية للأموال اللازمة لقطاع التعليم إلى ضعف التمدرس في أوساط الجزائريين، ففي السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية أظهر تعداد أنجز عام 1948 أنّ 9 % من الذكور المسلمين و1،2 % من الإناث فقط يستطيعون القراءة والكتابة، وفي سنة 1954 كانت الأمية تشمل 90 % من الجزائريين، ولم يتمكن 2 مليون من الأطفال المسلمين الذين هم في سن الدراسة من الالتحاق بالمدارس. 38. وبهذا تهيأت الظروف للعناصر الثورية من قدماء المنظمة الخاصة لدفع الجزائر نحو العمل المسلح على غرار التونسيين والمغاربة فكان اجتماع "22" التاريخي الذي انعقد في النصف الثاني من شهر جوان 1954 بمنزل إلياس دريش بحي المدينة بالجزائر العاصمة.



الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية-قسم الحضارة الإسلامية-جامعة وهران 1 أحمد بن بلة. عنوان الماستر: الآثار والفنون الإسلامية/الحضارة الإسلامية. المحاضرة:3/4 المقياس: الثورة الجزائرية.

 تمهيد: بعد أحداث 08ماي 1945م، اقتنع الشعب الجزائري أن ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، فقد آمنت فئة من شباب الجزائر بهذا المبدأ، فعملت على التحضير للعمل المسلح، فظهرت هذه الفئة في حركة انتصار الحريات الديمقراطية تحت مسمى المنظمة الخاصة، ثم بعد تطور الأحداث، واكتشاف أمرها من طرف المحتل، وظهور الصراع حول الزعامة في هذه الحركة، ارتأ هؤلاء الشباب أخذ المبادرة، للإعلان عن اندلاع الثورة التحريرية، التي فاجأت بها المحتل فألحق به أضرارا كثيرة، ولكن ما هو موقف باقي التيارات السياسية من هذا العمل الذي قامت به هذه الفئة؟ 
 موقف المركزيين: لقد كانت حركة الانتصار بجناحيها على علم بموضوع الثورة، وعلى دراية بالتحضيرات الجارية لإشعالها، ولكن لم تكن تدري بالموعد المحدد لاندلاعها، الشيء الذي أدى بالمركزيين بالتردد والإحراج في اتخاذ الموقف اللازم في ذلك خاصة في ظل غياب قيادتها الموجودين بالقاهرة: حسين الأحول، ومحمد يزيد، إضافة إلى إقدام السلطات الفرنسية في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر على حل حركة انتصار الحريات الديمقراطية، واعتقال العديد من مناضلي هذه الحركة، منهم: يوسف بن خدة، عبد الرحمن كيوان، أحمد بودا، وعبان رمضان. 
 	ثم وصل خبر التحاقهما بصفوف جبهة التحرير الوطني، ولما وصل هذا الخبر إلى أعضاء اللجنة المركزية في الداخل اعتبر هؤلاء الثورة انقلابا على حركة الانتصار، واتهموا بن بلة بالوقوف خلف هذا الانقلاب. 
 	ثم تحرك أعضاء هذه اللجنة: يوسف بن خدة، أحمد بودة، مصطفى فروخي، حيث حرروا رسالة وجهوها إلى وزير الداخلية الفرنسية "فرانسوا ميتران" يدعونه فيه إلى وقف التبعات الجارية، وإطلاق سراح جميع المسلحين السياسيين، وسن عفو عريض، والاعتراف لكل الجزائريين بحقهم في ممارسة كل الحريات الديمقراطية التي يخولها الدستور الفرنسي. 
 		ولكن الوفد الخارجي للمركزيين: حسين الأحول، محمد يزيد، الشاذلي المكي، فقد أنشؤوا في سنة 17 فيفري 1955 مع ممثلي الجبهة: حسين أيت أحمد، أحمد بن بلة، محمد خيضر، ومع العلماء: الإبراهيمي، والورتيلاني، وأحمد البيوض، وكذلك أحمد مزعنة ممثل المصالية جبهة تحرير الجزائر، وهي مكملة للجبهة في الداخل، ثم أصدروا بيان هذا الاجتماع في الصحافة المصرية في 21 مارس 1955.
 			وفي هذا الشهر يطلق سراح عبان رمضان الذي قاد جملة من الاتصالات مع زعماء الأحزاب والهيئات السياسية، قصد إقناعهم بالالتحاق بصفوف الثورة، وقد تكللت هذه المساعي بالنجاح حيث تغير موقف المركزيين اتجاه الثورة، بعد أن كانوا مترددين، ثم لعبوا دورا كبيرا في الثورة. 
 			موقف المصاليين: قامت السلطات الفرنسية باعتقال عدد كبير من مناضلي حركة الانتصار للحريات الديمقراطية يوم 02 نوفمبر 1954، ظنا منها أنهم المسؤولون عن أحداث 01 نوفمبر، كما قامت بحل الحزب في 05 نوفمبر 1954. لكن كما نعلم الحقيقة عكس ذلك، فمصالي الحاج كان بإقامته الجبرية بفرنسا بمدينة نيوز، كما أن عدد كبير من مناضلي الحزب تم اعتقالهم، أما البقية فالتحقوا بصفة فردية بجبهة التحرير الوطني. 
 				ولا يخفى علينا أن حركة الانتصار كانت غارقة في أزمتها بين اللجنة المركزية والمصاليين، ولم يكن بمقدورها التفكير في القضية الوطنية، التي حمل لواءها شبان أكفاء من الجيل الصاعد، لم يكونوا معروفين لدى السلطة الفرنسية، لذا سارعت هذه الأخيرة بتسليط عقابها على حركة الانتصار. ولكننا نتساءل عن موقف مصالي الحاج من الثورة الجزائرية، علما أنه لم يكن راضيا على قادة جبهة التحرير الوطني. 
 					لقد كان مصالي الحاج بعلم بأن شبان اللجنة الثورية للوحدة والعمل يحضرون للعمل المسلح، بحكم أنه قد طلب منه قيادة العمل الثوري من أعضاء الستة يوم ظهرت مشكلة القيادة، ولكن مصالي كان يجهل تاريخ اندلاع الثورة التحريرية. وفور إلان الثورة، وقيام جبهة التحرير الوطني بالأعمال المسطرة سابقا، أذاع مصالي الحاج بيانا طويلا يوم 08نوفمبر 1954 وجهه إلى الفرنسيين، ندد فيه بالنظام الاستعماري، ونهبه للأرض ومحاربته اللغة العربية، وتسلطه على الدين، وطالب من خلاله الشعب الفرنسي وطبقته العاملة بمد يده للشعب الجزائري. ويتعهد هذا البيان بالعمل من أجل صداقة متبادلة بين الشعب الفرنسي والعمال الجزائريين تتطور في الكفاح من أجل أن يتخلص الشعب الجزائري من كل تبعية استعمارية ورأسمالية، ويسيران قدما نحو الحرية والتقدم، والعدالة، والسلام والتضامن بين الشعوب. 
 						ويفهم من هذا أن مصالي الحاج لم يكن ضد إعلان الثورة من أجل استقلال الجزائر، ولكنه لم يتقبل أن تندلع الثورة من دون علمه، بعيدا عن قيادته، خاصة وان من قام بها هو في الأصل سليل حزب الشعب وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية التي يرأسها، كما أنه لم يصدر أي بيان بعده باسمه الخاص. لذلك أقدم أتباع مصالي الحاج على تأسيس حزب جديد أطلق عليه "الحركة الوطنية الجزائرية"  MNA في 22ديسمبر 1954، ليصبح تنظيما سياسيا وعسكريا معاديا لجبهة وجيش التحرير الوطني. 	بادرت هذه الحركة إلى القيام بعمليات عسكرية، بدعم بشري ولوجستيكي من الجيش الفرنسي، ضد مناضلي جبهة التحرير الوطني في المدن والقرى كذا كتائب جيش التحرير. وعملت على زرع البلبلة في صفوف الشعب مستهدفة فصل الجماهير عن الثورة. 
 						أما في أوروبا، فقد عمل المصاليون على تضليل المناضلين المهاجرين بادعائهم أن الثورة من تنظيمهم، غير أن ثقة المهاجرين الجزائريين بجبهة التحرير كانت أقوى من أن يضلل بهم، وعاد النصر للجبهة في فرنسا والبلدان الأخرى بعد أن قضت على تنظيمات حركة مصالي وأنصاره. 
 						وعانت المناطق الثالثة والرابعة والسادسة من الأعمال الإجرامية للمصاليين بقيادة العميل محمد بلونيس. وعلى صعيد المعارك فقد حدثت مواجهات عسكرية مسلحة في عدة مناطق من الوطن بين جيش التحرير الوطني والحركة المصالية MNA. ومن أهم هذه المواجهات حادثة ملوزة ببني يلمان، وبذلك وضع المصاليون أنفسهم في خانة المعارضين للثورة. 
 						واستمر في هذا الوضع إلى غاية ربيع 1957، حينما تمكنت جيش التحرير من القضاء على آخر لفول التنظيم العسكري للمصاليين بقيادة بلونيس، وتجدر الإشارة أنه ليس كل أتباع مصالي الحاج كانوا ضد الثورة، بل قد التحق الكثير منهم فيما بعد بالثورة، في حين ظل مصالي الحاج والأقلية الباقية معه على الرفض حتى الاستقلال. 
 						موقف الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري: تفاجأ فرحات عباس في البداية باندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، لكنه واصل نشاطه السياسي القانوني، حيث نشر في جريدته "الجمهورية الجزائرية" La république Algérienne، افتتاحية يذكر فيها بمشروعه القاضي بأن يعهد للجزائريين بتسيير الأمور الداخلية، أما أمور الدفاع والخارجية والبنك فهي من اختصاص فرنسا. 
 						وظل فرحات عباس ينشد تطبيق قانون الجزائر 1947، وكانت تصريحات فرحات عباس عقب أحداث 01 نوفمبر 1954، حيث وصفها بـ"أنها اليأس والفوضى والمغامرة"، وفي جريدته الجمهورية الجزائرية الصادرة بتاريخ 12نوفمبر، كتب مقالا جاء فيه :"...إن العنف لا يحل المشاكل" ففرحات عباس لم يتفق مع الثورة، ولا مع نداء جبهة التحرير، فإنه مازال يعتقد أن الحوار مع فرنسا هو حل لكل المشاكل، فهو لم يتخذ موقفا ثوريا، فهو دائما يطالب بالحلول السياسية وبالطرق السلمية حسب رأيه، فكان يخاف تكرار أحداث 08ماي الدموية، فقد شارك في الانتخابات سنة 1955 برغم دعوة جبهة التحرير إلى مقاطعتها، ولكنه الحزب يعقد ندوة لإطاراته يوم 1955/03/20، ويقرر الدخول في هذه الانتخابات، التي تحصل على ثمانية مقاعد من أصل خمسة وسبعين، ويقرر الدخول في هذه الانتخابات التي تشوبها التزوير والتزييف من جهة، والاحجام من طرف السكان من جهة أخرى.
 						وظل فرحات عباس وحزبه متمسكا بالحلول السلمية، ففي 1955/02/04، وفي البرلمان الفرنسي، يقول أحمد فرانسيس :"إنه يوجد في الجزائر حركة قومية طاغية، وأنها تطالب بتحقيق الجمهورية الجزائرية التي تكون متحدة مع الجمهورية الفرنسية"، وكان لا يبالي بدعوات جبهة التحرير الوطني، وعقب سقوط حكومة منداس فرانس، كلف جاك سوتيل بها، وكانت من أولوياته القضاء على الثورة التحريرية، فأول عمل قام به هو محاولة عزل جبهة التحرير الوطنية عن الشعب، من خلال الاعتماد على الحوار مع المعتدلين حسب تعبيره، فزار الجزائر في 1955/03/28والتقى ببعض السياسيين الجزائريين أمثال خير الدين وأحمد فرانسيس وحاج الشرشالي، علما أن هذه اللقاءات اقلقت جبهة التحرير الوطني. 
 							وفي 15 أفريل من سنة 1955 وفي إطار الحملة الانتخابية، يخطب فرحات عباس على الناس في جيجل بقوله:"... إنه يوجد خارجون عن القانون، والحق أنه لا يوجد سوى شخص واحد خارج عن القانون في الجزائر وهو النظام الاستعماري نفسه، إن الخارجين عن القانون هم الحكام الأوربيون،... إننا نخاطب                                   الحكومة الفرنسية إنكم تعلنون بأن الجزائر فرنسية، ونرد عليكم بأنها عربية، إن الجزائر جزائرية" ،وهنا يظهر تحول في موقف فرحات عباس، الذي طالب أن تكون الجزائر جزائرية وليس فرنسية، ولكن يطرح سؤال: هل هذا الكلام مجرد حملة انتخابية في وسط شعب ملتف حول الثورة، أم هو القطيعة مع الجمهورية الجزائرية المتحدة مع فرنسا؟ 
 								أول اتصال بأعضاء جبهة التحرير الوطنية كانت في 15ماي بكريم بلقاسم، وفي يوم 26 ماي يلتقي عبان رمضان بفرحات عباس، وبعد هذا اللقاء بأيام قليلة تلقى عبان رمضان حقيبة مملوءة بالأدوية، ومليونين فرنك فرنسي من فرحات عباس، كما قام مناضلو حزبه بتوزيع مناشير لصالح الجبهة.

الأمناء العامون

الترتيب الأمين العام الصورة فترة العهدة
مـن إلـى
1 محمد خيضر 1962 1963
2 أحمد بن بلة 1963 1965
3 شريف بلقاسم 1965 1967
4 أحمد قايد 1967 1972
5 محمد الصالح يحياوي 1973 1972
6 محمد الشريف مساعدية 1980 1995
7 عبد الحميد مهري 1988 1995
8 بوعلام بن حمودة 1996 2001
9 علي بن فليس 2001 2004
9 عبد العزيز بلخادم 2004 2013
10 عمار سعداني 2013 22 أكتوبر 2016
11 جمال ولد عباس 22 أكتوبر 2016 14 نوفمبر 2018[2]
12 معاذ بوشارب (مؤقت) 14 نوفمبر 2018 12 ماي 2019
13 محمد جميعي 12 مايو 2019 16 سبتمبر 2019
14 علي صديقي (مؤقت) 16 سبتمبر 2019 30 مايو 2020
15 أبو الفضل بعجي 30 مايو 2020 إلى الآن

هياكل الحزب

اللجنة المركزية

القانون الأساسي للحزب

يستمد "حزب جبهة التحرير الوطني" مبادئه من رسالة نوفمبر الخالدة على أساس الوفاء للشهداء الأبرار ورصيد الحركة الوطنية وكفاح الشعب الجزائري من أجل استعادة سيادته الوطنية ومكانته المرموقة، ومن هذا المنطلق فإن هذا القانون يؤكد تمسك الحزب بمرجعياته الأساسية وقدرته على التكيّف مع جميع التطورات التي تفرضها التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبقدر تشبّثه بأصالته، فإن حزب جبهة التحرير الوطني يسعى على الدوام إلى العمل على عصرنة أدائه وترقيته في إطار قيم الأمة والشعب. ويهدف الحزب من خلال هذا المسعى إلى تجسيد شعار المؤتمر العاشر “التجديد والتشبيب” في كل أبعاده لضمان الاستمرارية ومواجهة كل التحديات والرهانات. الفصل الأول مرجعيات الحزب وأسسه ومبادئه

  • المادة الأولى: حزب جبهة التحرير الوطني تنظيم سياسي وطني ديمقراطي مبني على أسس ومبـادئ بيـان أول نـوفمبر 1954 وثورتـه الخالــدة. شعاره “ بالشعـب وللشعب“ يستمد مرجعيته من الرصيد التاريخي للحركة الوطنية ومن مواثيقه ونصوصه الأساسية.
  • المادة 2: يستـمـد حزب جبهة التحرير الوطني وجوده من إرادة الجزائريين والجزائريات الذيـن يقبلـون الانضمـام إليـه ويتبنـون برنامجه والنضال في صفوفه.
  • المادة 3: يتمسك حزب جبهة التحرير الوطني بالثوابت المذكورة أدناه:
  1. الإسلام دين الدولة.
  2. قيم وتعاليم الدين الإسلامي
  3. الوحدة الوطنية
  4. اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية.
  5. اللغة الأمازيغية لغة وطنية. [بحاجة لمصدر]
  6. قيم ثورة نوفمبر ومثلها.
  • المادة 4: يخضع حزب جبهة التحرير الوطني في تنظيمه وقواعد عمله لأحكام الدستـور والقانون.
  • المادة 5: يعمل حزب جبهة التحرير الوطني من أجل تحقيق الأهداف التالية:
  1. حماية وتعزيز الحريات الأساسية وحقوق الإنسان والمواطن.
  2. صون الاستقلال الوطني ودعمه
  3. النظام الجمهوري
  4. حرية اختيار الشعب على أساس مبدأ “إن الشعب هو مصدر كل سلطة”
  5. سلامة التراب الوطني
  6. حماية رموز الثورة وتاريخنا الوطني والحفاظ على ذاكرة الأمة.
  7. العدالة الاجتماعية في إطار القيم الإسلامية
  8. حماية ثوابت الأمة المنصوص عليها في الدستور
  9. التعددية السياسية
  10. حرية التعبير بمختلف أشكالها وفقا للقانون
  11. استقلالية القضاء وفقا للقانون
  12. قواعد التسيير الديمقراطي للحزب وفقا للقانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية.

انظر أيضا

وصلات خارجية

المراجع

  • بوابة تاريخ معاصر
  • بوابة الوطن العربي
  • بوابة عقد 1950
  • بوابة السياسة
  • بوابة التاريخ
  • بوابة الجزائر
  • بوابة الحرب
  • بوابة ثورة التحرير الجزائرية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.