فنلندا في الحرب العالمية الثانية

شاركت فنلندا في الحرب العالمية الثانية في البدء في حرب دفاع ضد الاتحاد السوفييتي، وأعقب ذلك معركة أخرى مع الاتحاد السوفييتي عملت فيها بالتضامن مع ألمانيا النازية ثم قاتلت في النهاية إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا النازية.

تظهر هذه الصورة مجموعة من الجنود الفنلندين وهم يثبتون علمهم فوق كوم الثلاث دول (Three-Country Cairn) بين النرويج والسويد وفنلندا في 27 أبريل 1945 ، والتي كانت إيذانا بنهاية الحرب العالمية الثانية في فنلندا.

أول نزاعين رئيسين انخرطت فيهما فنلندا نخراطًا مباشرًا كانا حرب الشتاء الدفاعية ضد غزو شنه الاتحاد السوفييتي في عام 1939، وتلتها حرب الاستمرار، جنبًا إلى جنب مع ألمانيا وبقية دول المحور ضد السوفييت، بين عامي 1941 – 1944. كان النزاع الثالث، حرب لابي ضد ألمانيا في عامي 1944 – 1945، عقب توقيع هدنة موسكو مع الحلفاء، والتي اشترطت إجلاء قوات ألمانيا النازية من الأراضي الفنلندية.

بحلول نهاية التقاتُل، ظلت فنلندا بلدًا مستقلًا، وإن جرت «فنلدتُها»، لكن اضطرت إلى التنازل عن قرابة 10% من أرضها، بما فيها رابع أكبر مدنها، فيبوري (فيبورغ)، ودفع قدر كبير من تعويضات الحرب للاتحاد السوفييتي، والاعتراف رسميًا بالمسؤولية الجزئية عن حرب الاستمرار. نتيجة لهذه الخسارة في الأراضي، ترك أولئك القاطنون في تلك المناطق منازلهم، وانتقلوا إلى المناطق التي ظلت ضمن حدود فنلندا.

خلفية

الاستقلال الفنلندي

في عام 1809، أخذ الإمبراطور الروسي فنلندا من السويد في الحرب الفنلندية. دخلت فنلندا اتحادًا شخصيًا مع الإمبراطورية الروسية بصفتها دوقية كبرى تتمتع باستقلال ذاتي شامل. ازدهرت البلاد عمومًا خلال فترة الحكم الروسي. في السادس من ديسبمر من عام 1917، خلال الحرب الأهلية الروسية، أعلن البرلمان الفنلندي (سومن إيدوسكونتا) الاستقلال عن روسيا، ما قبله النظام البلشفي للاتحاد السوفييتي في 31 ديسمبر. في يناير من عام 1918، أمر الإيدوسكونتا الجنرالَ كارل مانرهايم باستخدام الحرس الأبيض الفنلندي المحلي لنزع سلاح الحرس الأحمر الفنلندي والقوات الروسية في البلاد، ما بدأ في 27 يناير وأفضى إلى بداية الحرب الأهلية الفنلندية.[1]

بعد أن انهارت الجبهة الشرقية ومفاوضات السلام بين البلاشفة والألمان، تدخلت القوات الألمانية في فنلندا واحتلت هلسنكي. هُزمت الفرقة الحمراء وخضع الناجون إلى عهد من الإرهاب، والذي مات فيه ما لا يقل عن 12.000 شخص. توخّت حكومة جديدة رئيس وزرائها يوهو كوستي بآسيكيفي سياسة مناصرة لألمانيا وسعت إلى ضم جمهورية كاريليا الروسية، والتي كانت تتمتع بأغلبية من الناطقين بالفنلندية بصرف النظر عن كونها جزءًا من فنلندا.[1]

معاهدة تارتو

بعد اندثار ملَكيّة آل هوهنتسولرن في التاسع من نوفمبر من عام 1918، صارت بولندا ولاتفيا وليتوانيا مستقلة، وغادرت القوات الألمانية فنلندا وأبحرت السفن البريطانية في البلطيق. انتخب الإيدوسكونتا مانرهايم وصيًا وصارت السياسة الفنلندية مناصرة للوفاق عندما تدخلت القوى الغربية بالحرب الأهلية الروسية (7 نوفمبر 1917 – 16 يونيو 1923). ساند مانرهايم التدخل ضد البلشفيين لكن شكوك الروس البيض الذين رفضوا الاعتراف بالاستقلال الفنلندي قاد إلى إلغاء سياسته العدوانية، ثم أدى النصر البلشفي في روسيا إلى وقف التقاتُل الفنلندي.[2]

ترأس بآسيفيكي بعثة إلى تارتو في إستونيا محملًا بتعليمات لإنشاء حدود من بحيرة لادوغا في الجنوب عبر بحيرة أونيغا إلى البحر الأبيض في الشمال. بسبب أهمية سكة حديد مورمانسك، التي بُنيت في عام 1916، رفضت البعثة السوفييتية عرض الحدود الفنلندية واعترفت المعاهدة التي وُقعت في 14 أكتوبر من عام 1920 بحدود تكسب فنلندا فيها ميناء بيتماسو (بيخانغا) الشمالي، وهو منفذ على المحيط القطبي وحدود مماثلة تقريبًا لسابقتها خاصة دوقية فنلندا الكبرى، وجرى التخلي عن المطالبات المتعلقة بمناطق كاريليا الشرقية ووافق السوفييت على عدم نقل الحدود الجنوبية الشرقية إلى الغرب من بتروغراد.[2]

حرب الشتاء

خلال فترة حرب الشتاء، كانت العلاقة بين فنلندا والاتحاد السوفييتي متوترة. حافظت بعض العناصر في فنلندا على حلم «فنلندا الكبرى» التي تضمنت جزء كاريليا الواقع تحت السلطة السوفييتية. سبّب قرب الحدود الفنلندية من لينينغراد (سان بطرسبرغ الآن) قلقًا عند القيادة السوفييتية. في 23 أغسطس من عام 1939 وقعت ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي اتفاق مولوتوف - ريبنتروب. حدد بند سري في هذه الاتفاقية فنلندا على أنها جزء من دائرة نفوذ السوفييت.

في 12 أكتوبر، بدأ الاتحاد السوفييتي المفاوضات مع فنلندا فيما يخص أجزاء من الأراضي الفنلندية، والبرزخ الكاريلي، وخليج جزُر فنلندا وشبه جزيرة هانكو. لم يجري التوصل إلى اتفاق. في 26 نوفمبر، اتهم الاتحاد السوفييتي الجيش الفنلندي بقصف قرية ماينيلا. تبيّن لاحقًا أن السوفييت قد قصفوا قريتهم في الواقع لخلق ذريعة للانسحاب من اتفاق عدم الاعتداء مع فنلندا. هاجم الاتحاد السوفييتي فنلندا في 30 نوفمبر. شجبت عصبة الأمم الاعتداء، ونتيجة لذلك، طُرد السوفييت من تلك الهيئة في 14 ديسمبر.[3]

كان هدف الغزو ضم فنلندا إلى الاتحاد السوفييتي.[4][5][6][7][8][9] كان الهجوم الأول، في 30 نوفمبر من عام 1939، قصفًا جويًا لمدينة هلسنكي وعلى طول الحدود الفنلندية السوفييتية. وضع هذا الشعب الفنلندي في موقف دفاعي من دون أن يضطروا إلى اتخاذ أي قرار، موحدًا البلاد التي كانت مقسمةً ذات يوم.[10] كانت نية الغزو أن يكون تحريرًا «للفنلنديين الحُمر»، بالإضافة إلى ضم فنلندا إلى الاتحاد السوفييتي في نهاية المطاف.[11][12] لهذه الغاية، أُسست حكومة دُمية، «جمهورية فنلندا الديمقراطية»، في تيريوكي يرأسها أو. دبليو. كوسينن المنفي.[13]

تضمنت الأهداف الاستراتيجية للجيش الأحمر قسم فنلندا إلى قسمين والاستيلاء على بيتسامو في الشمال وهلسنكي في الجنوب. كان السوفييت قد أمضوا عدة أشهر يعززون قواتهم أثناء المفاوضات السابقة. أرسل الاتحاد السوفييتي أربعة جيوش مؤلفة من 16 فرقة وكان ثمة ثلاثة غيرها تجري موضعتها، وفي هذه الأثناء، كان لدى الجيش الفنلندي 9 فرق أصغر حجمًا. بالإضافة إلى ذلك، تمتعت القوات السوفييتية بغلبة كاسحة في عدد الوحدات الجوية والمدرعة التي نُشرت. كانت مشكلة العدد قضية فنلندية ذلك أنهم كانوا مضطرين إلى الدفاع عن حدود يبلغ طولها نحو 1287 كم (800 ميل)، ما كان عقبة جسيمة أمام المدافعين.[14]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Vehviläinen 2002، صفحات 5–7.
  2. Vehviläinen 2002، صفحات 7–10.
  3. League of nations' expulsion of the USSR 14 December 1939. League of Nations, Official Journal 1939, p. 506 (Council Resolution); p. 540 (Assembly Resolution.) RESOLUTION Adopted by the Council of the League of Nations, 14 December 1939، مؤرشف من الأصل في 08 مايو 2021
  4. Manninen (2008), pp. 37, 42, 43, 46, 49
  5. Rentola (2003) pp. 188–217
  6. Ravasz (2003) p. 3
  7. Clemmesen and Faulkner (2013) p. 76
  8. Zeiler and DuBois (2012) p. 210
  9. Reiter (2009), p. 124
  10. Jakobson, p.157
  11. Zeiler & DuBois 2013, p. 210
  12. Vehviläinen 2002, p. 70
  13. Warner, p.147
  14. Chew, p.6
  • بوابة التاريخ
  • بوابة فنلندا
  • بوابة الحرب العالمية الثانية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.