معركة بريطانيا

معركة بريطانيا (بالإنكليزية: The Battle of Britain)، كانت معركة بريطانيا حملة عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية عندما دافع سلاح الجو الملكي عن المملكة المتحدة (UK) ضد هجمات سلاح الجو الألماني المعروف ب (لوفتوافه) نهاية يونيو 1940. وصفت بأنها أول حملة كبرى تخاض بالكامل من قبل القوات الجوية.[1] يؤرخ البريطانيون رسميا مدة الحملة من 10 يوليو / تموز إلى 31 أكتوبر / تشرين الأول 1940، والتي تتداخل مع فترة الهجمات الليلية الواسعة النطاق المعروفة باسم قصف لندن "The blitz"، التي استمرت من 7 سبتمبر 1940 إلى 11 مايو 1941 [2] في حين أن المؤرخين الألمان لا يوافقون على هذا التقسيم واعتبروا ان الحملة كانت مستمرة من يوليو 1940 إلى يونيو 1941 بما في ذلك قصف لندن.[3]

معركة بريطانيا
جزء من الحرب العالمية الثانية
طائرات ألمانية تحلق في سماء لندن.7 سبتمبر 1940
معلومات عامة
التاريخ تموز/يوليو 1940
أيار/مايو 1941
البلد المملكة المتحدة 
الموقع المجال الجوي البريطاني
54°N 2°W  
النتيجة انتصار بريطانيا
المتحاربون
 المملكة المتحدة

كندا

طيارين أجانب من

ألمانيا النازية

إيطاليا

القادة
هيو داودينغ هيرمان غورينغ
القوة
1.963 طائرة 2.550 طائرة
الخسائر
1.744 طائرة 1.977 طائرة
ملاحظات
مقتل 23.450 مدني

كان الهدف الرئيسي للقوات الألمانية النازية هو إجبار بريطانيا على الموافقة على تسوية سلمية عن طريق التفاوض. وفي تموز / يوليه 1940، بدأ الحصار الجوي والبحري، حيث استهدف سلاح الجو الألماني بصورة أساسية قوافل الشحن البحري والموانئ ومراكز الشحن، مثل بورتسموث. في 1 آب / أغسطس، وِجِهَ سلاح الجو الألماني لتحقيق التفوق والتقدم الجوي على سلاح الجو الملكي البريطاني بهدف تعطيل قيادته؛ وبعد 12 يوما، حِوِلَت الهجمات إلى المطارات والبنى التحتية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.[4] ومع تقدم المعركة، استهدف ال«لوفتواف» أيضا المصانع المشاركة في إنتاج الطائرات والبنية التحتية الاستراتيجية. في نهاية المطاف استخدمت تفجيرات إرهابية في مناطق ذات أهمية سياسية وكذلك على المدنيين.

سرعان ما سيطر الألمان على البلدان القارية، وبدا أن بريطانيا تواجه تهديدا للغزو عن طريق البحر، ولكن القيادة الألمانية العليا عرفت صعوبات هجوم بحري غير مسبوق وجديد، وفهمت عدم فعاليته في وقت أن البحرية الملكية كانت تهيمن في البحار. في 16 يوليو أمر هتلر بإعداد عملية أسد البحر كهجوم برمائي وجوي محتمل على بريطانيا، حيث يبدأ بعد سيطرة اللوفتوافه على سلاح الجو الملكي. في أيلول / سبتمبر قام سلاح الجو الملكي البريطاني بغارات ليلة عطلت الإعدادات الألمانية من البارجات، وفشل اللوفوتواف في أن يسيطر ويغلب سلاح الجو الملكي، حيث أجبر هتلر على تأجيل العملية وإلغائها في نهاية المطاف.

أثبتت ألمانيا النازية أنها غير قادرة على الحفاظ على غارات النهار، ولكن عمليات القصف الليلي المستمرة على بريطانيا أصبحت تعرف باسم ذا بليتز. ستيفن بونغاي يعتبر الفشل الألماني في تدمير الدفاعات الجوية البريطانية لإجبارها على الهدنة (أو حتى الاستسلام الصريح) أول هزيمة كبرى لألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية ونقطة تحول حاسمة في الصراع.[5]

إن معركة بريطانيا تأخذ اسمها من خطاب ونستون تشرشل إلى مجلس العموم في 18 يونيو: «ما أسماه الجنرال ويغاند هو معركة فرنسا قد انتهت، معركة بريطانيا على وشك أن تبدأ».[6]وأباقي دول أوروبا

خلفية تاريخية

القصف الاستراتيجي خلال الحرب العالمية الأولى قدم هجمات جوية كانت تهدف إلى إلقاء الذعر في الأهداف المدنية، أدى هذا في عام 1918 إلى دمج الجيش البريطاني والخدمات الجوية البحرية في سلاح الجو الملكي.[7] كان أول رئيس لهيئة الأركان الجوية هيو ترنشارد من بين الاستراتيجيين العسكريين في 1920 الذين رأوا الحرب الجوية كوسيلة جديدة للتغلب على الجمود في حرب الخنادق.

تطوير استراتيجيات الجو

مُنِعت ألمانيا من أن يكون لها سلاح جوي عسكري بموجب معاهدة فرساي عام 1919، ولكنها وضعت تدريبات الطيارين وطاقم الطيران تحت تدريبات الطيران المدني والرياضة. في أعقاب مذكرة 1923، وضعت شركة ديوسش لوفت هانزا التصاميم التي زُعِم أنها للركاب والشحن، ولكن في الواقع فإن بإمكانها التكيف بسهولة إلى قاذفات قنابل، بما في ذلك جونكرز جو 52.و في عام 1926 بدأت "secret Lipetsk fighter-pilot school" التشغيل.[8] قام إرهارد ميلخ بتنظيم توسع سريع، وبعد الاستيلاء النازي على السلطة عام 1933، وضع روبرت كنوس نظرية الردع التي تتضمن أفكار جيليو دوهيه ونظرية المخاطر لتيربيتز، التي اقترحت أسطولا من القاذفات الثقيلة لردع أي هجوم من قبل فرنسا وبولندا قبل أن تتمكن ألمانيا من إعادة التسليح بالكامل.[9] في شتاء 1933 إلى 1934 تم القيام بلعبة حربية (محاكاة عسكرية "Military simulation") أشير فيها بالحاجة إلى طائرات مقاتلة وحماية من اسلحة الدفاع الجوي المضادة للطائرات هذا بالإضافة إلى قاذفات القنابل. وفي 1 آذار / مارس 1935، أعلن رسميا عن اللافتواف، مع فالتر ويفر رئيسا للأركان. وقد وضعت نظرية لوفتواف لعام 1935 ل «سلوك الحرب الجوية» كقوة جوية ضمن الاستراتيجية العسكرية الشاملة، مع مهام حرجة لتحقيق التفوق الجوي (المحلي والمؤقت) وتوفير الدعم في ساحة المعركة لقوات الجيش والبحرية. حيث يكون القصف الاستراتيجي للصناعات والنقل خيارا حاسما، يعتمد علي الفرص والاستعدادات التي يقوم بها الجيش والبحرية، للتغلب علي حاله من الجمود أو استخدامها عندما يكون تدمير اقتصاد العدو هو السبيل الوحيد القاطع.[10][11] واستبعدت القائمة قصف المدنيين لتدمير المنازل أو تقويض الروح المعنوية، حيث اعتبر ذلك إهدارا للجهود الاستراتيجية، ولكن النظرية سمحت للهجمات الانتقامية في حال تعرض المدنيين الألمان للقصف. صدرت طبعة منقحة في عام 1940، وكان المبدأ المركزي لنظرية اللوفتواف هو أن تدمير القوات المسلحة للعدو له الأهمية القصوى.[12]

المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية

شهدت المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية غزوات ألمانية ناجحة ضمن القارة الأوروبية مدعومة من القوات الجوية الألمانية التي لعبت دورًا حاسمًا في نجاح هذه الغزوات، إذ إن التفوق الجوي التكتيكي لألمانيا كان كبيرًا. خلقت السرعة التي هزمت بها القوات الألمانية معظم الجيوش الدفاعية المتجمعة في النرويج في أوائل عام 1940 أزمة سياسية كبيرة في بريطانيا. ففي أوائل مايو 1940 حدث جدل سياسي واسع حول صلاحيات رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، وفي 10 مايو في نفس اليوم الذي أصبح فيه ونستون تشرشل رئيسًا للوزراء بدأ الألمان معركة فرنسا بغزو سريع ومفاجئ للأراضي الفرنسية. كان سلاح الجو الملكي يفتقر بشدة إلى الطيارين المدربين والطائرات الحديثة، وعلى الرغم من اعتراضات قائد سلاح الجو البريطاني هيو داودنغ على إرسال قواته إلى فرنسا،[13] فقد أمر تشرشل بإرسال عدة أسراب من الطائرات المقاتلة لدعم القوات الحليفة في فرنسا، وتكبد سلاح الجو الملكي البريطاني هناك خسائر فادحة.[14]

أُخلي الجنود البريطانيون والفرنسيون من دنكيركن واستسلمت فرنسا في 22 يونيو 1940، وركز هتلر كل جهوده على غزو الاتحاد السوفييتي، معتقدًا أن البريطانيين قد هزموا على أراضي القارة الأوروبية، ودون وجود حلفاء أوروبيين لهم، سيوقعون اتفاقية سلام بسرعة.[15] كان الألمان مقتنعين أن الهدنة وشيكة لدرجة أنهم بدأوا في تجهيز شوارع برلين لاستعراض القوات المنتصرة العائدة للوطن.[16] على الرغم من أن وزير الخارجية البريطاني اللورد هاليفاكس وعناصر من البرلمان البريطاني فضلوا التفاوض مع بريطانيا بهدف التوصل لاتفاقية سلام، فإن تشرشل وأغلبية حكومته رفضوا الهدنة بشكل قاطع،[17] وبدلًا من ذلك استخدم تشرشل قدراته الخطابية لتجييش الرأي العام ضد أي محاولة استسلام، وإعداد البريطانيين لحرب طويلة.

تميزت معركة بريطانيا بأنها اكتسبت اسمها الذي عرفت به قبل اندلاع المعركة حتى، إذ إنَّ اسمها اشتُق من خطاب ونستون تشرشل الشهير الذي ألقاه في مجلس العموم في 18 يونيو قبل أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء المعركة:

«ما أطلق عليه الجنرال ويغان معركة فرنسا قد انتهى. أتوقع أن معركة بريطانيا على وشك أن تبدأ. يعتمد بقاء الحضارة المسيحية على هذه المعركة. يعتمد الأمر كله الآن على نمط حياتنا البريطانية الخاصة والاستمرارية الطويلة لمؤسساتنا وإمبراطوريتنا. يعرف هتلر بأنه سيكون عليه أن يهزمنا في هذه الجزيرة أو يخسر الحرب. إذا تمكنا من الوقوف في وجهه، فقد تكون كل أوروبا حرة وقد يتحرك العالم إلى النور، ولكن إذا فشلنا فإن العالم كله بما في ذلك الولايات المتحدة، بما في ذلك كل ما عرفناه وحميناه، كل ذلك سيغرق في هاوية عصر الظلام الجديد الذي سيصبح أكثر شرًا وأكثر طولًا. لذلك دعونا نستعد لواجباتنا، فإذا استمرت الإمبراطورية البريطانية والكومنولث لألف عام، سيظل الرجال يقولون: كانت هذه أفضل ساعاتهم».[18][19][20]

الأهداف الألمانية

أعرب أدولف هتلر عن إعجابه ببريطانيا منذ بداية صعوده إلى السلطة، وسعى إلى الحياد أو معاهدة سلام معها طوال الحرب.[21] لكن هتلر حدد أهدافه المتناقضة في مؤتمر سري للقيادة النازية في 23 مايو 1939، بأن الهجوم على بولندا كان ضروريًا ولن ينجح إلا إذا بقيت الدول الغربية على الحياد، وإذا كان ذلك مستحيلًا، فسيكون من الأفضل مهاجمة في الغرب وبولندا في نفس الوقت بشكل مفاجئ. إذا نجح احتلال هولندا وبلجيكا وهُزمت فرنسا أيضًا، عندها ستتأمن الشروط الأساسية لحرب ناجحة ضد إنجلترا. يمكن أن تحاصر القوات الجوية الألمانية إنجلترا انطلاقًا من فرنسا الغربية، بينما تحاصر البحرية والغواصات كامل إنجلترا.[22]

معرض صور

انظر أيضا

مصادر

  1. ""92 Squadron – Geoffrey Wellum."، مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2016، اطلع عليه بتاريخ 16 أغسطس 2017.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  2. ""مقدمة في مراحل المعركة - تاريخ معركة بريطانيا - عرض - بحوث"، مؤرشف من الأصل في 09 يوليو 2018.
  3. أوفيري، ريتشارد ج. (2013). حرب القصف: أوروبا 1939-1945. ص73-74
  4. بونغاي، ستيفن (2000). العدو الأكثر خطورة: تاريخ معركة بريطانيا. ص31-33
  5. بونغاي، ستيفن (2000). العدو الأكثر خطورة: تاريخ معركة بريطانيا. ص 388
  6. "ستاسي، سي بي. (1955) الجيش الكندي 1939-1945 ملخص تاريخي رسمي. ص18"، مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 2017.
  7. "موراي، ويليامسون (2002). استراتيجية الهزيمة: لوفتواف، 1933-1945"، مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 2017.
  8. بيشوب، باتريك (2010). معركة بريطانيا: وقائع يوما بعد يوم، 10 يوليو 1940 إلى 31 أكتوبر 1940. ص 18، 24-26.
  9. "موراي، ويليامسون (2002). استراتيجية الهزيمة: لوفتواف، 1933-1945. ص6-7"، مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 2017.
  10. "موراي، ويليامسون (2002). استراتيجية الهزيمة: لوفتواف، 1933-1945. ص7-9"، مؤرشف من الأصل في 17 سبتمبر 2017.
  11. بونغاي، ستيفن (2000). العدو الأكثر خطورة: تاريخ معركة بريطانيا. ص36-39
  12. أوفيري، ريتشارد ج. (2013). حرب القصف: أوروبا 1939-1945. ص42-43
  13. Deighton 1996، صفحات 69–73
  14. "A Short History of the Royal Air Force," pp. 99–100. نسخة محفوظة 6 August 2011 على موقع واي باك مشين. RAF.. Retrieved: 10 July 2011. [وصلة مكسورة]
  15. Bungay 2000، صفحة 9
  16. Smith 1942، صفحة 96
  17. Bungay 2000، صفحة 11
  18. Stacey 1955، صفحة 18
  19. "Their Finest Hour." The Churchill Centre. Retrieved: 17 January 2012. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  20. "Battle of Britain – finest hour speech" on Youtube. Retrieved: 1 February 2015. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. Bungay 2000، صفحات 27–31.
  22. "Hitler and Poland"، Holocaust Educational Resource، 23 مايو 1939، مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2016، اطلع عليه بتاريخ 20 ديسمبر 2015.

وصلات خارجية

  • بوابة طيران
  • بوابة الحرب
  • بوابة المملكة المتحدة
  • بوابة الحرب العالمية الثانية
  • بوابة القوات المسلحة الألمانية
  • بوابة عقد 1940
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.