ليكسوس

ليكسوس (بالفينيقية: 𐤋𐤊𐤔؛ باللاتينية: LIXVS) هي مدينة أثرية شيدها الفينيقيون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.[1]'[2]'[3]'[4]'[5] كانت البلدة واحدة من سلسلة بلدات فينيقية على طول المحيط الأطلسي غرب وشمال المغرب، وتجاورها بلدات فينيقية أخرى مثل مدينة شالة والصويرة.[6] وعندما سقطت قرطاج لروما في الحروب البونية، أصبحت البلدة مدينة رئيسية في موريطنية الطنجية.[7]

ليكسوس
منظر من موقع لكسوس الأثري مع وادي اللوكوس في الخلف
منظر من موقع لكسوس الأثري مع وادي اللوكوس في الخلف
إحداثيات 35°12′N 6°06′W  
ليكسوس

جغرافيا

بنيت البلدة على الضفة اليمنى لوادي اللوكوس من المدخل الشمالي للعرائش فوق هضبة تسمى التشوميس، وهي مطلة على الساحل الأطلسي على علو 80 مترا.[8] ومن ذاك العلو، تشرف البلدة على أهوار عديدة تشكلها الأنهار. وتحاط البلدة شمالا بهضاب عديدة هي ذاتها محاطة بغابات البلوط الفليني. تقدر مساحة البلدة بأكثر من 75 هكتار.

وفي ما عثر عليه من الآثار هناك، حمامات رومانية ومعابد وجدران تعود إلى القرن الرابع الميلادي، هنالك كذلك أرضية فسيفسائية وكنيسة نصرانية، وبقايا أخرى محيرة.[9]

اكتشاف وتقييم أهمية الموقع

بقر ترعي الأعشاب في موقع ليكسوس قرب مدينة العرائش

وقد تم اكتشافها على عدة مراحل خلال القرن التاسع عشر الميلادي، إذ بدأ اهتمام الباحثين الغربيين بالموقع سنة 1845و سنة 1877م حيث تعرف عليها الباحث الفرنسي جاك فيتسو، ثم في سنة 1890م وضع الباحث الفرنسي هينري دولا مرتينيير أول تصميم للموقع من خلال دراسته لتاريخ المدينة، إلا أن الحفريات الرئيسية بدأت سنة 1925م من طرف باحث إسباني موفد من طرف مصلحة الأثار الإسبانية خلال استعمارهم لمدينة العرائش، ولكن الأبحاث الأكثر أهمية كانت في فترة القرن العشرين والتي قام بها باحث إسباني أخر ميكييل ديتراكييل وذلك خلال الخمسينات حيث تركزت على الفترة الفنيقية بالموقع.

خلال أعوام الستيينات قام الباحث الفرنسي ميشيل فوسييك بابحاثه بالموقع قاده إلى اكتشاف حي المعابد بجميع مبانيه وكذا المسرح الدائري وهكذا تم التعرف على الموقع بجهود خارجية وبسيطة. وتعدّ المصادر التاريخية المدينة إحدى أقدم المنشآت الفنيقية بغرب البحر الأبيض المتوسط، إذ يذكر بلنيوس الشيخ، الذي توفي سنة 79م، بناء معبد أو مذبح هرقل المتواجد بجزيرة قريبة من مصب نهر اللوكوس، ويؤرخ له بالقرن الثاني عشر قبل الميلاد.

أساطير

حدد بعض الكتاب الإغريق القدماء موقع حدائق هيسبيريديس الأسطورية في ليكسوس، حيث زرعت هيرا تفاحات ذهبية أهداها إليها زيوس، وقدد ذكر اسم المدينة عدد من الكتاب مثل حانون القرطاجي وفي الكوزموغرافيا رافينا. وقد اعتقد بعض القدماء أن ليكسوس هي الملاذ الذي التجأ إليه هرقل حيث جمع التفاحات الذهبية.

الحقبة الفينيقة

انتشار الفينيقيين في حوض المتوسط

كان الفينيقيون أول من أسس الموقع، إذ أنشأوا بها مستعمرة لهم وبنوا أساس الموقع في القرن ال12 قبل الميلاد، وكان ذلك الموقع جزءا من سلسلة مستعمرات متفرقات بناها الفينيقون في طرقهم التجارية حول البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، إلا أن المدينة سقطت بعدها عندما هزمت قوات القرطاجيين الفينيقين على يد الروم. [1]

الحقبة الرومانية

ازدهرت المدينة في عهد الإمبراطور كلوديوس (42-43 ب. م) وكان أهلها مواطنين رومان بحقوق كاملة، وتتمتع مدينة ليكسوس بكونها أحد المدن الرومانية القليلة في إفريقيا التي تملك مدرجا رومانيا، وفي القرن الثالث، تحول جل أهل المدينة إلى المسيحية، ويوجد بالمدينة آثار كنيسة. وعلى إثر الأزمات التي عرفتها الإمبراطورية الرومانية مع نهاية القرن الثالث بعد الميلاد تم إنشاء سور حول الاكروبول والحي الصناعي ودخلت المدينة عهدا من الانحطاط.[10]

الحقبة الإسلامية

خلال العهد الإسلامي، تفيد المصادر أن تشمس[بحاجة لمصدر] وهو الاسم الذي كانت تعرف به ليكسوس في هذه الفترة، قد عرفت انبعاثا جديدا حيث أصبحت عاصمة لإحدى الإمارات الإدريسية. إلا أن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت بالموقع لم تكشف إلا عن مسجد صغير ومنزل بفناء بالإضافة إلى عدة قطع خزفية تؤرخ بالفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر الميلاديين.

التنقيب

لم يكشف في الموقع سوى عن ندر يسير من آثاره لا يتعى ال10 بالمئة، ورغم أهمية الموقع التاريخية فلا تجد اهتماما شديدا، إذ أن الكثير من الآثار إما سلبت أو دمرت، وما تبقى منها فقد نقل إلى متاحف تطوان والرباط والعرائش. وكان اختيار الفينيقيين القادمين من لبنان لهذا الموقع لسهولة الاتصال عبر النهر المؤدي إلى المحيط الأطلسي، وقد جعلوه مركزا وميناءً هاما، ثم انضمت البلدة إلى حكم قرطاج الفينيقي، ثم سقطت أخيرا بيد الروم فجعلوها مدينة رئيسية في المنطقة. وفي عهد الرومان كانت مكانا لأساطير رومانية مثل جنة هيسبيريديس وهي المكان المقدس لهرقل.[11]

أهم الأثار

سفنكس منحوت عثر عليه في موقع ليكسوس وهو موجود الآن في متحف التاريخ والحضارات في الرباط

من الاثار الرومانية البارزة في ليكسوس مجموعة من المساكن والقصور المتباينة من خلال أعمدتها الضخمة وأرضيتها المزينة بالفسيفساء ذات أشكال متجانسة ما زال بعض أثارها لحد الآن رغم العبث الذي تعرض له هذا الموقع. من المعالم العمرانية كذلك بعض أماكن تجفيف وتمليح السمك التي امتاز بها سكان المدينة في تلك الفترة والتي تعد من أول مصانع تصبير الأسماك عرفتها المنطقة.

لقد عرفت ليكسوس فترات عمران كبيرة في أيام الرومان ثم أعقبها دمارا كبيرا خلال القرن الثالث الميلادي على إثر الأزمة السياسية والاقتصادية التي عصفت بالإمبراطورية الرومانية حتى القرن الخامس الميلادي، ثم عرفت خلال القرنين الثامن والتاسع الميلادي تغيير اسمها إلى التشوميس التابعة إلى الإمارة الإدريسية وذلك إثر اكتشاف مسجد ومبان بها إلا أن تم هجرها خلال القرن الثالت عشر الميلادي وبناءْ مدينة العرائش الحالية على الضفة الأخرى من مدخل نهر اللوكوس.

التراث العالمي

انضم موقع ليكسوس إلى «قائمة مواقع التراث العالمي في المغرب» في الأول من تموز/جويلية سنة 1995.[12]

مصادر ومراجع

  1. Moscati, Sabatino (2001)، The Phoenicians (باللغة الإنجليزية)، I.B.Tauris، ص. 200، ISBN 9781850435334، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020.
  2. Palma, Salvatore Di (18 نوفمبر 2014)، L'Histoire des marques depuis l'antiquité jusqu'au moyen âge (باللغة الفرنسية)، Société des Ecrivains، ص. 139، ISBN 9782342031201، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020.
  3. Jouhaud, Edmond Jules René (1968)، Historie de lA̕frique du Nord (باللغة الفرنسية)، Éditions des Deux Cogs dÓr، ص. 22، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2020.
  4. Camps, Gabriel (09 أكتوبر 2015)، L'Afrique du Nord au féminin (باللغة الفرنسية)، Perrin (réédition numérique FeniXX)، ص. 45، ISBN 9782262057435، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020.
  5. Temporini, Hildegard (26 سبتمبر 2016)، Politische Geschichte (Provinzen und Randvölker: Allgemeines; Britannien, Hispanien, Gallien) (باللغة الفرنسية)، Walter de Gruyter GmbH & Co KG، ص. 664، ISBN 9783110882070، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020.
  6. C. Michael Hogan, Chellah, The Megalithic Portal, ed. Andy Burnham نسخة محفوظة 2020-06-01 على موقع واي باك مشين.
  7. Rachid Mueden (2010)، "Las colonias y municipios de la Mauritania Tingitana" (PDF)، Adrastea.urg.es، مؤرشف من الأصل (PDF) في 19 مايو 2018، اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2018.
  8. Prehistoria de España: Trabajos dedicados al IV Congreso Internacional, Santiago Alcobé y Noguer
  9. "Sites Antiques"، Miniculture.gov.ma (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2018، اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2018.
  10. "Lonely Roman ruins"، Lexicorient.com، مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2017، اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2018.
  11. [ https://web.archive.org/20021024084202/www.geocities.com/laracheweb/lixus2.htm]
  12. موقع لسكسوس ضمن مواقع التراث العالمي في المغرب نسخة محفوظة 29 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  • Michael Sommer, Die Phönizier – Handelsherren zwischen Orient und Okzident Kröner Verlag 2005 ISBN 3-520-45401-7
  • Aranegui Gasco, Carmen: Lixus : colonia fenicia y ciudad púnico-mauretana. - Valencia : Univ., 2001. - (Saguntum / Extra; 4)

وصلات خارجية

طالع أيضا

  • بوابة المتوسط
  • بوابة المغرب
  • بوابة تجمعات سكانية
  • بوابة حضارات قديمة
  • بوابة روما القديمة
  • بوابة علم الآثار
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.