مليانة
تقع مدينة مليانة الجزائرية في أحضان جبل زكار المعروف بمناجمه لاٍستخراج الحديد، وتتميز بأعيادها: عيد الكرز "حب الملوك": عيد سنوي يقام سنويا في شهر ماي علاوة على ذلك يتم الاحتفال بموسم جني الكرز.
مليانة | |
---|---|
منارة مسجد البطحاء المهدم | |
خريطة البلدية | |
الإحداثيات | 36°18′30″N 2°13′20″E |
تاريخ التأسيس | 25 ق م |
تقسيم إداري | |
البلد | الجزائر |
ولاية | عين الدفلى |
دائرة | دائرة مليانة |
خصائص جغرافية | |
المجموع | 55 كم2 (21 ميل2) |
ارتفاع | 740 م (2٬430 قدم) |
عدد السكان (2008[1]) | |
المجموع | 44٬201 |
الكثافة السكانية | 804/كم2 (2٬080/ميل2) |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | ت ع م+01:00 |
الرمز البريدي | 4402 |
رمز جيونيمز | 2487444 |
الموقع الجغرافي
تقع مليانة في سفح جبل زكار عار إرتفاع 770 م مما يسمح للناظر رؤية مدينة خميس مليانة أي أنها تطل على الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين العاصمة ووهران تقع شرق عين الدفلى بـ 35 كلم
تاريخها
الحقبة القديمة
كانت مليانة لفترة طويلة ملجأً لعاصمة الملوك النوميديين. في 105 ق كان من الممكن أن يتم الاستيلاء عليها من قبل يوغرطاو في مكان ليس بعيدًا عن المنطقة .تأسست حامية رومانية في زوكبار من قبل الإمبراطور أوكتافيان بين 27 و 25 قبل الميلاد [2] تم ذكر المدينة أثناء تمرد زعيم البربر في 375 ؛ وقام الجنرال الروماني ثيودوسيوس بإخلاء قيصرية (شرشال) لاحتلال زوكابار
كانت من أعظم مدن مقاطعة موريتانيا القيصرية وتملك أسقفية و في القرن الخامس مع قدوم الفاندال اختفت المدينة الرومانية بمعظم آثارها القديمة.
الحقبة الإسلامية
لما دخل الإسلام المغرب الأوسط ( الجزائر ) ومع تأسيس الدولة الرستمية لم يكن لها ذكر أو شأن إلى أن أعاد تأسيسها الملك الصنهاجي بولوغين بن زيري مؤسس الدولة الزيرية في عاصمته آشير (المدية) ، ثم دخلت تحت حكم الدولة الحمادية ،وامتدت إليها دولة المرابطين خلال توسعها لكنها سرعان ماعادت لربوع الدولة الحمادية ، ونشوء قوة جديدة وهي الدولة الموحدية التي وحدت كل أقاليم المغرب العربي، أصبحت مدينة مليانة موحدية. إلى أن تم تأسيس الدولة الزيانية في 1236 - على يد يغمراسن بن زيان وباتت جزءا منها،
وفي مرحلة الضعف التي مر عليها الزيانيون وانقسام مملكتهم انفصلت مليانة كإمارة مستقلة إلى أن جاء الأتراك وصارت آنذاك تابعة لبايلك الغرب أو ولاية الغرب والذي عاصمته مازونة (معسكر) ثم وهران والذي كان بدوره تابعا لدار السلطان وعاصمته المركزية الجزائر وسمي هذا العهد بالعثماني وتأسيس أيالة الجزائر ثم في 1671 إلى 1830.
وأدرك الأتراك أهمية مليانة الإستراتيجية وذلك لكونها تشرف على الطريق الواصل بين الجزائر والغرب، وكان المسافرون ينزلون إليها طلبا للراحة والاستجمام كما هاجر إليها الأندلسيون نظرا لموقعها الذي يعد ملتقى التجار والصناع والحرفيين وقربها من عاصمة بايلك الغرب.
المقامة الشعبية
اتخذ الأمير عبد القادر مليانة حصنا وذلك سنة 1835 وعين عليها خليفته محي الدين الصغير، وبعد وفاته عين مكانه محمد بن علال حاكما لمدينة مليانة، وكان الأمير يعين العسكريين بالمساجد لتنظيم المقاومة ومواجهة العدوو تمّ تعيين امحمد بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر على منطقة التيطري، وهذه الطريقة إحدى مميزات للأمير.
وأنشأ الأمير منشآت حربية بها، منها مصنع الأسلحة والبنادق والرماح، وكانت المادة تستخرج من منجم زكار، وظلت مليانة منطقة مستقلة ولم يتم غزوها إلا في 08 جوان 1840.
شاركت قبائل المنطقة تحت قيادة محمد بن علال وبني مناصر بمقاومة جبارة، وألحقت بالعدو خسائر لا مثيل لها وهذا باعتراف ضابط فرنسي.
وفي سنة 1841 قاد الجنرال ‘’بيجو’’ حملة عسكرية على منطقة مليانة، وأعدّ الأمير العدة لصد الهجوم وألحق هزيمة نكراء بـ ‘’بيجو ‘’ وعساكره، ووصف أحد ضباط العدو أنّ هذه الحادثة الأولى من نوعها لـ “بيجو” منذ تولّيه على الجزائر.
وظلّت الأجيال تتوارث هذه القيم النبيلة، فامتهنوا المقاومة والكفاح ضد العدو، فسجّل الشعب الجزائري صفحات خالدة لم تتوقف المقاومة بمنطقة مليانة وضواحيها، فشهدت انتفاضات عارمة ضد العدو الفرنسي بشمال مليانة بثورة بني مناصر التي كانت تحت لواء الأمير 1835، وكانت انتفاضة أخرى 1871 تحت قيادة محمد البركاني واستعمل فيها العدو أبشع الوسائل لقمعها، وانتفاضة عين التركي بمنطقة حمام ريغة سنة 1901 بقيادة الشيخ يعقوب، والتمرد كرد فعل ضد قانون التجنيد الإجباري سنة 1912 م أين رفض شباب المنطقة الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي رغم المسخ والفسح وعملية التنصير والتمسيح، إلا أن سكان المنطقة حاربوا محاربة شاملة لهذه الوضعية.
الثورة التحريرية
كان التحضير للثورة قد انطلق منذ أمد بعيد بالوحدة الوطنية والتماسك التام بين الشعب الجزائري والثورة قائمة في الجزائر يتوقّف نجاحها على استقلال الجزائر. حيث بدأ شباب المنطقة يستعد لخوض غمار الثورة، منهم سي أمحمد بوقرة، سي بلكبير عبد القادر، الشيخ العربي، امحمد رايس، بوركايب نور الدين، الزنداري، ، علي لبوانت، سي موسى بوراشد، سي حمدان،عمر بلمحجوب، عبد القادر بسكري والبغدادي وأمثال أحمد بن بلة، رابح بيطاط، بن يوسف بن خدة، محمد بلوزداد، أحمد محساس ومحمد خيثر وغيرهم.
لم يكن هذا التحريك إلا دليلا على أهميتها، حيث كان مناضلوها يتمتعون بالوعي السياسي، وبروح وطنية استعداد للثورة ضد العدو المحتل وأعوانه كانت معارك كبرى في جبل زكار وضواحيه منها معركة ازراولة ومعركة جبل سي علي وجبل سي حمدان وبوحرب وجبل مليانة.
لقد عانت المنطقة من ويلات الاستعمار، ووقعت فيها معارك كبرى، منها معركة جرت أحداثها في 23 أفريل 1958 في بل بورب شمال مليانة. وعرفت المنطقة منذ اندلاع الثورة بانضمام شبابها إلى صفوفها، وهي منطقة العمليات فهي أرض جبلية شاهقة وصخور وعرة، شعابها ملتوية وغابات كثيفة وأحراش، كانت قوة جيش التحرير الوطني بكتائب الحمدانية بقيادة السي حمدان، اليوسفية والكموندوس قد اصطدمت منذ الصباح الباكر مع قوات الاستعمار التي حاولت تمشيط المنطقة، وانتشر العدو في المنطقة كالجراد.
توجّهت الكتيبة الحمدانية استعدادا للمعركة بهدف حراسة المجتمعين تحت قيادة العقيد سي امحمد بوقرة، قائد المنطقة الرابعة التاريخية، وكانت الطائرات تمزق حجب السماء وهي تقذف حممها بالنبالم في كل مكان، ودامت يوما كامل كما شهدت المنطقة عشرات المعارك الطاحنة، ودامت هذه الحرب حوالي 8 سنوات تقريبا، وقد تم خلال هذه المدة جمع 2.350.000 جزائري في 2000 محتشد، أي حوالي 20 %من السكان لعزله عن ينابيع جيش التحرير الوطني. وما جرى في هذه المحتشدات من اضطهاد يشيب منها الرأس، من أجل عزل الشعب عن جيش التحرير الوطني .[3]
فترة ما بعد الإستقلال
خلال فترة استقلال الجزائر في عام 1962 صارت مدينة مليانة دائرة إدرية ملحقة بولاية عين الدفلى.
الثقافة
تضم مليانة عدة مجموعات موسيقية متخصصة في الأنماط الموسيقية المختلفة لسكان المدن الجزائريين: الموسيقى الأندلسية والشعبي والزرنة . وهو تستضيف حدثًا للموسيقى الأندلسية ، ويجمع هذا المهرجان موسيقيين من المدارس الجزائرية الثلاث للموسيقى الأندلسية ، الصنعة الجزائر ، والغرناطي تلمساني والمالوف القسنطيني.
يتميز الاحتفال بالمولد النبوي في مليانة بصناعة المناريت وأنواع النماذج المصنوعة من الخشب والقصب على شكل مساجد وأبراج وقوارب .
عشية المولد ، يسلك الموكب مضاء بالشموع ومليء بالحلويات والفواكه الطريق من مسجد سيدي أحمد بن يوسف . يعتبر منارة المنطقة شيرغوا الأفضل ، تصميمه مستوحى من الأسطول التركي: قارب شراعي بطول مترين ، مزين ومزين بخمس مدافع برونزية وخشبية.
ركب بني فرح هو تقليد لقبيلة بربرية في بني فرح والمنطقة ، وهو إحتفال سنوي يقام في ضريح سيدي أحمد بن يوسف.و يبدأ المئات من الناس عدة مناطق من البلاد مسيرتهم من مدينة مسلمون (ولاية تيبازة) إلى الضريح
ويخصوص مهرجان مليانة للكرز هو حدث اجتماعي ثقافي سنوي أقيم خلال فترة الاستعمار. ويقام خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو ، وقد تم الحفاظ عليه مع استقلال البلاد. سمحت لمليانا بالاحتفال بصفات كرز مليانا وللزوار لاكتشاف عادات وعادات المدينة وتذوق الحلوى المختلفة المصنوعة من الكرز.
التراث
- السّور الرّوماني يعتبر السور الروماني أحد أشهر معالم المدينة، ملتقى للأصدقاء والعائلات، التي تتخذ من المقاهي البسيطة المنتشرة على طوله مكاناً للراحة والاستمتاع بالجو خصوصاً في مساءات الصيف. يطوق السور الجهة الجنوبية لمليانة ويعطي رؤية بانورامية لمدينة «الخميس» الواقعة على بعد 7 كيلومترات أسفلها.[4]
- مسجد وضريح سيدي أحمد ين يوسف ويُنسب إلى الولي الصالح أبو العباس أحمد بن يوسف الراشدي ، وهو شخصية صوفية من مواليد قلعة بني راشد قرب ولاية غليزان في منتصف القرن الخامس عشر ، وتوفي عام 1526 وفي عام 1774 شيد الباي محمد بن عثمان الكبير. ضريحا للولي
ويأتيه الناس من مختلف ارجاء الوطن ويعد متنفسا خاصا للعائلات المليانية التي تجد فيه رحة وطوأنينة لا مثيلة لها .
إقامة الأمير عبد القادر تم تحويل المنزل السابق للأمير عبد القادر وهو مبنى على الطراز المغاربي يقع في وسط المدينة ، إلى متحف مليانة. ويضم العديد من قاعات العرض حول تاريخ المنطقة مثل البقايا الأثرية من العصرين الروماني والإسلامي ، والمقاومة الشعبية أثناء غزو الجزائر للجزائر من قبل فرنسا ، وكذلك القطع الإثنوغرافية من جنوب الجزائر.
- مصنع أسلحة الأمير عبد القادر في عز الاستعمار الفرنسي، تمكن الأمير عبد القادر من تأسيس مصنع للأسلحة بعبقرية فريدة. إذ يقول الأمير “كنت أملك مصنعا للأسلحة بمليانة وكنت استخرج الحديد من منجم مجاور. وكانت تصنع به قطعة السلاح الكاملة”. سمحت معاهدة “التافنة” للأمير عبد القادر لإعداد تنظيم أسس دولته حيث أقام عدة منشات مدنية وعسكرية واستغرق بناء المصنع حوالي 8 أشهر. وكان يشرف على إدارة هذا المصنع مهندس فرنسي هارب يدعي الكي كاز بمساعدة عمال أوروبيين أغلبهم من المساجين والهاربين من الجيش الفرنسي. في 08 جوان 1840 عند احتلال مدينة مليانة وجد الجيش الفرنسي – بقيادة المارشال فالي المصنع مهجورا. وقد هدمت معظم تجهيزاته. وفي سنة 1845 حولت السلطات الاستعمارية هذا المبنى إلى طاحونة و تحول اليوم إلى متحف يقع في حي العناصر الجميلة لمدينة مليانة[5]
- منارة جامع البطحاء أو ساعة المدينة معروف أن الأمير عبد القادر رجل دين أيضاً، وليس غريباً أن يتخذ من المبنى المقابل لمسجد البطحاء، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى الحقبة العثمانية، مقراً لإقامة الخليفة.ومسجد البطحاء واحد من 25 مسجداً كان موجوداً آنذاك في المدينة. خرّبه المستعمر الفرنسي عام 1844 وجعل من أرضيته ساحة فسيحة أطلق عليها اسم «ساحة كارنو»، ولم يُبقِ سوى على منارته التي حولها إلى ساعة. أطلق اسم القديس «سانت بول» على الشارع
الذي يضمها، والآن تنسب الساحة إلى الأمير عبد القادر.[6]
الشؤون الدينية
المساجد
تحتوي هذه البلدية على العديد من المساجد التي تشرف عليها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية عين الدفلى تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
- مسجد الرحمن
- مسجد سعد بن أبي وقاص
- مسجد سيدي أحمد بن يوسف
- مسجد علي سماعين
- مسجد قرقاح
- مسجد عين البرقوق
- مسجد الحمامة
- مسجد عين الكرمة
الزوايا
مراجع
- "Wilaya d'Aïn Defla : répartition de la population résidente des ménages ordinaires et collectifs, selon la commune de résidence et la dispersion" (PDF).
{{استشهاد ويب}}
: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs:|month=
و|citation=
(مساعدة). Données du recensement général de la population et de l'habitat de 2008 sur le site de l'ONS. نسخة محفوظة 3 يونيو 2022 على موقع واي باك مشين. - ""مليانة" الجزائرية.. زارها ابن بطوطة وعشقها الإدريسي"، العين الإخبارية، 24 مايو 2018، مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2021.
- "يومية الشعب الجزائرية - مليانة معقل التّحرر الوطني وموطن حضارة عريقة"، www.ech-chaab.com، مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2021.
- "أعجب بها أميرال أميركي.. الجزائر تصنّف مدينة كاملة "تراثا محفوظا" | Maghrebvoices"، www.maghrebvoices.com، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2021.
- "كيف أسس الأمير عبد القادر مصنعا للأسلحة بعبقرية فريدة؟!"، سوبرنوفا Supernova، 09 ديسمبر 2020، مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2021.
- "يومية الشعب الجزائرية - «زوكابار» محمية عسكرية اختارها الإمبراطور أوكنافيوس"، www.ech-chaab.com، مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2021، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2021.
- جزايرس : ضريح سيدي أحمد بن يوسف بمليانة نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- بوابة جغرافيا
- بوابة الجزائر