يهود أشكناز

اليهود الأشكناز (بالعبرية: אַשְׁכֲּנָזִים) هم يهود الشتات الذين تجمعوا في الإمبراطورية الرومانية المقدسة في نهاية الألفية الأولى.[3]

يهود أشكناز
אידן (باليديشية)
معلومات عامة
نسبة التسمية
Ashkenaz (en)
التعداد الكلي
التعداد
  • 8٬000٬000
مناطق الوجود المميزة
البلد
 الولايات المتحدة
5 ملايين[1]
 إسرائيل
3 ملايين.
 الأرجنتين
300,000 [2]
اللغات
اللغة الأم
الدين
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من
الفروع
مجموعات ذات علاقة
اليهود السفارديون, اليهود المزراحيون ومجموعات يهودية أخرى ومن الساميون أيضا.

اللغة التقليدية في الشتات لليهود الأشكناز هي اللغة اليديشيَّة (وهي لغة جرمانية مع عناصر من اللغة العبرية والآرامية)، وضعت بعد أن انتقلوا إلى شمال أوروبا: بداية من ألمانيا وفرنسا في العصور الوسطى. لعدة قرون استخدموا العبرية كلغة مقدسة فقط، حتى إحياء العبرية كلغة مشتركة في إسرائيل. طوال فترة وجودهم في أوروبا، قدم الأشكناز العديد من المساهمات المهمة في الفلسفة، والأبحاث، والأدب، والفن، والموسيقى والعلوم.[4][5][6][7]

يشير مصطلح «أشكنازي» إلى المستوطنين اليهود الذين أسسوا مجتمعات على طول نهر الراين في ألمانيا الغربية وشمال فرنسا والتي يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى.[8] وبمجرد الوصول إلى هناك، قاموا بتكييف التقاليد المنقولة من بابل والأراضي المقدسة وغرب البحر الأبيض المتوسط إلى بيئتهم الجديدة.[9] وتطورت الطقوس الدينية الأشكنازية في مدن مثل ماينتس وفورمس وتروا. وكان للحاخام الفرنسي البارز شلومو يتسحاقي (راشي) تأثير كبير على الدين اليهودي.

في أواخر العصور الوسطى، بسبب الاضطهاد الديني، تحولت غالبية السكان الأشكناز بثبات نحو الشرق الأوروبي،[10] وانتقلت من الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى المناطق التي أصبحت لاحقاً جزءاً من الكومنولث البولندي الليتواني (الذي ضم أجزاء من بيلاروسيا الحالية ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا وبولندا وروسيا وأوكرانيا).[11][12] خلال أواخر القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، قاد هؤلاء اليهود الذين بقوا أو عادوا إلى الأراضي الألمانية إعادة توجيه ثقافي؛ تحت تأثير الهاسكالا والنضال من أجل التحرر، وكذلك الهياج الفكري والثقافي في المراكز الحضرية، وتخلوا تدريجياً عن استخدام اللغة اليديشيَّة وتبنوا اللغة الألمانية، مع تطوير أشكال جديدة من الحياة الدينية اليهودية والهوية الثقافية.[13]

لقد أهلك الهولوكوست خلال الحرب العالمية الثانية الأشكناز، مما أثر على كل أسرة يهودية تقريباً.[14][15] وتشير التقديرات إلى أن اليهود الأشكناز في القرن الحادي عشر كانوا يشكلون 3% من إجمالي السكان اليهود في العالم، في حين أن التقديرات التي تم إجراؤها عام 1930 (بالقرب من ذروة السكان) كانت تمثل 92% من يهود العالم.[16] مباشرةً قبل الهولوكوست، بلغ عدد اليهود في العالم حوالي 16.7 مليون.[17] وتختلف الأرقام الإحصائية عن التركيبة السكانية المعاصرة لليهود الأشكناز، والتي تتراوح من 10 ملايين إلى 11.2 مليون.[18][19] ويشير سيرجيو ديلا بيرجولا، في تقدير تقريبي لليهود السفارديم واليهود المزراحيم، يعني أن اليهود الأشكناز يشكلون أقل من 74% من اليهود في جميع أنحاء العالم.[20] وتشير تقديرات أخرى إلى أن اليهود الأشكناز يشكلون حوالي 75% من مجمل اليهود في جميع أنحاء العالم.[21]

الدراسات الوراثية على الأشكناز - البحث في كل من سلالات الأب والأم - تشير إلى وجود كمية سائدة من أصل شرق أوسطي مشترك، وتكملها نسب متفاوتة من المزيج الأوروبي. توصلت هذه الدراسات إلى استنتاجات متباينة فيما يتعلق بكل من درجة ومصادر أسلافهم الأوروبية، وركزت عموماً على مدى الأصل الوراثي الأوروبي الذي لوحظ في سلالات الأمهات الأشكنازي.[22] ويتناقض اليهود الأشكناز مع اليهود السفارديم، الذين ينحدرون من اليهود الذين استقروا في شبه الجزيرة الأيبيرية، واليهود المزراحيين، الذين ينحدرون من اليهود الذين بقوا في الشرق الأوسط.

ما بين الأشكيناز والسفرديم

تُذكَر كلمة «إشكناز» عادةً مقابل «سفارد»، وبالتالي أصبحت كلمة «إشكناز» مرادفة لمعنى «غربي» وأصبحت «سفاردي» بمعنى «شرقي»، وهو تَرادُف خاطئ لأن كثيراً من يهود الشرق (يهود الفلاشاه وبني إسرائيل) ليسوا من السفارد، ولا علاقة لهم بالتراث السفاردي الإثني أو الديني، ومن الأدق استخدام مصطلح «يهود غربيون» للإشارة لما يُسمَّى الآن «اليهود الإشكناز».

وثمة اختلافات دينية غير جوهرية بين الإشكناز والسفارد تعود إلى اختلاف الأصول. فالإشكناز تَبنَّوا الصيغة الفلسطينية لليهودية، مقابل الصيغة البابلية التي تبناها السفارد. ومع أن كلا الفريقين تَبنَّى التلمود البابلي، في نهاية الأمر، مرجعاً وحيداً في الأمور الدينية والفقهية، فقد ظلـت بعض نقط الاختلاف. فالسـفارد، على سـبيل المثال، يتسمون باتساع الأفق، أما الإشكناز فلم ينفتحوا على الحضارات التي عاشوا بين ظهرانيها برغم تأثرهم بها، وانغلقوا على الكتاب المقدَّس والتلمود وعلى تفسير النصوص الجزئية. كذلك لم يحاول الإشـكناز جَمْع الشـريعة وتقنينها والتوصـل إلى مبـادئها العـامة.

والاختلافات بين السفارد والإشكناز في الأمور الدينية ليست عميقة. ولكن يُلاحَظ أن تأثير السفارد الفكري الديني في الإشكناز كان عميقاً. فرغم أن بدايات القبَّالاه إشكنازية، فإن تَحوُّلها إلى نسق متكامل في قبَّالاة الزوهار ثم القبَّالاه اللوريانية تم على يد السفارد، بل إن الفكر القبَّالي ذاته يكاد يكون فكراً سفاردياً، وهو الذي اكتسح الفكر الحاخامي الإشكنازي. كما أن أهم كتب الشريعة اليهودية (الشولحان عاروخ) كتاب سفاردي كتب عليه أحد الإشكناز شروحاً وتعليقات. وقد لاحَظ أحد المفكرين أثر الفكر المسيحي في الفكر الديني للإشكناز، فظاهرة الاستشهاد فيما يُعرَف بمصطلح «تقديس الاسم» (بالعبرية: «قيدوش هاشيم») هي ظاهرة إشكنازية لعلها جاءت نتيجة تأثير واقعة الصلب في المسيحية على اليهود. أما المارانية، وهي شكل من أشكال التَقية، فهي ظاهرة سفاردية. ويمكن ملاحظة تأثير الفكر المسيحي في الحسيدية أيضاً، على عكس الفكر السفاردي الذي تأثر في بعض جوانبه بالفكر الديني الإسلامي.

وكان معظم الإشكناز يتحدثون اليديشية التي اختفت بالتدريج مع عشرينيات هذا القرن، وبالتالي فهم يتحدثون في الوقت الحاضر لغة البلد الذي يوجدون فيه. ولغتهم الأساسية الآن هي الإنجليزية باعتبار أن أغلبيتهم تُوجَد ضمن التشكيل الاستعماري الاستيطاني الأنجلو ـ ساكسوني (الولايات المتحدة الأمريكية ـ كندا ـ أستراليا ـ جنوب أفريقيا). والعبرية السائدة بين الإشكناز مختلفة عن عبرية السفارد حيث ينطقونها بطريقة مختلفة.

وكان أكثر من نصف يهود العالم، في العصور الوسطى وحتى بدايات القرن الثامن عشر، من السفارد ويهود العالم الإسلامي. ولكن، بعد ذلك التاريخ، أخذ الإشكناز في التَزايُد إلى أن حدث الانفجار السكاني في صفوفهم في القرن التاسع عشر وأصبحوا يشكلون نحو 90% من يهود العالم. ولا تزال نسبتهم عالية. ومع أنها قد هبطت قليلاً في الآونة الأخيرة، بسبب تَناقُص معدلات الإنجاب بينهم، فإن الأغلبية الساحقة من يهود العالم تظل إشكنازية (بمعنى: غربية). كما أنهم نظراً لوجودهم في المجتمع الغربي، فإن لهم بروزاً عالمياً. ولذا، فإن معظم مشاهير اليهود الآن من الإشكناز، ابتداءً بأينشتاين ومروراً بكيسـنجر وانتهـاءً براكـيل ويلـش.[23]

مراجع

  1. Louis H. Feldman (2006)، Judaism And Hellenism Reconsidered، BRILL.
  2. Who are the Jews? | نسخة محفوظة 2020-09-03 على موقع واي باك مشين.
  3. Mosk, Carl (2013)، Nationalism and economic development in modern Eurasia، New York: Routledge، ص. 143، ISBN 978-0415605182، مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 2019، In general the Ashkenazim originally came out of the Holy Roman Empire, speaking a version of German that incorporates Hebrew and Slavic words, Yiddish.
  4. Henry L. Feingold (1995)، Bearing Witness: How America and Its Jews Responded to the Holocaust، Syracuse University Press، ص. 36، ISBN 978-0815626701، مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020.
  5. إريك هوبسباوم (2002)، Interesting Times: A Twentieth Century Life، Abacus Books، ص. 25.
  6. Glenda Abramson (ed.), Encyclopedia of Modern Jewish Culture, Routledge 2004 p. 20. نسخة محفوظة 29 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. T. C. W. Blanning (ed.), The Oxford History of Modern Europe, Oxford University Press, 2000 pp. 147–48 نسخة محفوظة 07 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. "Ashkenazi - people"، مؤرشف من الأصل في 22 مايو 2019.
  9. Centre, UNESCO World Heritage، "ShUM cities of Speyer, Worms and Mainz"، whc.unesco.org، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2019.
  10. Ben-Sasson, Haim Hillel, et al (2007). "Germany." Encyclopaedia Judaica. 2nd ed. Vol. 7. Detroit: Macmillan Reference. pp. 518–46 [524].
  11. Mosk (2013), p. 143. "Encouraged to move out of the Holy Roman Empire as persecution of their communities intensified during the twelfth and thirteenth centuries, the Ashkenazi community increasingly gravitated toward Poland."
  12. Harshav, Benjamin (1999). The Meaning of Yiddish. Stanford: Stanford University Press. p. 6. "From the fourteenth and certainly by the sixteenth century, the center of European Jewry had shifted to Poland, then ... comprising the Grand Duchy of Lithuania (including today's Byelorussia), Crown Poland, Galicia, the Ukraine and stretching, at times, from the Baltic to the Black Sea, from the approaches to Berlin to a short distance from Moscow."
  13. Ben-Sasson, Haim Hillel, et al (2007). "Germany." Encyclopaedia Judaica. 2nd ed. Vol. 7. Detroit: Macmillan Reference. pp. 518–46 [526–28]. "The cultural and intellectual reorientation of the Jewish minority was closely linked with its struggle for equal rights and social acceptance. While earlier generations had used solely the Yiddish and Hebrew languages among themselves, ... the use of Yiddish was now gradually abandoned, and Hebrew was by and large reduced to liturgical usage" (p. 527).
  14. Yaacov Ro'i, "Soviet Jewry from Identification to Identity", in Eliezer Ben Rafael, Yosef Gorni, Yaacov Ro'i (eds.) Contemporary Jewries: Convergence and Divergence, Brill 2003 p. 186. نسخة محفوظة 09 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. Dov Katz, "Languages of the Diaspora", in Mark Avrum Ehrlich (ed.), Encyclopedia of the Jewish Diaspora: Origins, Experiences, and Culture, Volume 1, ABC-CLIO 2008 pp. 193ff [195]. نسخة محفوظة 03 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  16. Brunner, José (2007)، Demographie – Demokratie – Geschichte: Deutschland und Israel (باللغة الألمانية)، Wallstein Verlag، ص. 197، ISBN 978-3835301351، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  17. "The Jewish Population of the World (2010)"، مكتبة اليهود الافتراضية، مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2017., based on American Jewish Year Book، American Jewish Committee، مؤرشف من الأصل في 05 مايو 2019.
  18. "Ashkenazi Jews"، الجامعة العبرية في القدس، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 29 أكتوبر 2013.
  19. "First genetic mutation for colorectal cancer identified in Ashkenazi Jews"، The Gazette، Johns Hopkins University، 08 سبتمبر 1997، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2012، اطلع عليه بتاريخ 24 يوليو 2013.
  20. Sergio DellaPergola (2008)، ""Sephardic and Oriental" Jews in Israel and Countries: Migration, Social Change, and Identification"، في Peter Y. Medding (المحرر)، Sephardic Jewry and Mizrahi Jews، Oxford University Press، ج. X11، ص. 3–42، ISBN 978-0199712502. Della Pergola does not analyze or mention the Ashkenazi statistics, but the figure is implied by his rough estimate that in 2000, Oriental and Sephardi Jews constituted 26% of the population of world Jewry.
  21. Focus on Genetic Screening Research, ed. Sandra R. Pupecki, p. 58
  22. Costa, Marta D.؛ Pereira, Joana B.؛ Pala, Maria؛ Fernandes, Verónica؛ Olivieri, Anna؛ Achilli, Alessandro؛ Perego, Ugo A.؛ Rychkov, Sergei؛ Naumova, Oksana؛ Hatina, Jiři؛ Woodward, Scott R.؛ Eng, Ken Khong؛ Macaulay, Vincent؛ Carr, Martin؛ Soares, Pedro؛ Pereira, Luísa؛ Richards, Martin B. (08 أكتوبر 2013)، "A substantial prehistoric European ancestry amongst Ashkenazi maternal lineages"، Nature Communications، 4 (1): 2543، Bibcode:2013NatCo...4E2543C، doi:10.1038/ncomms3543، PMC 3806353، PMID 24104924، مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2019.
  23. موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية - د.عبد الوهاب المسيرى - الجزء الثانى - الجزء الثانى - الباب الأول - مدخل الأشكناز.

انظر ايضاً

  • بوابة علم الإنسان
  • بوابة روسيا البيضاء
  • بوابة الاتحاد الأوروبي
  • بوابة إسرائيل
  • بوابة الولايات المتحدة
  • بوابة روسيا
  • بوابة أوكرانيا
  • بوابة اليهودية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.