سامريون

الطائفة السامرية أو السُمَرة (العبرية: שומרונים، تُلفظ «شمرونيم»، وفي التلمود يعرفون باسم כותים «كوتيم») هي مجموعة عرقية دينية،[2] تنتسب إلى بني إسرائيل وتختلف عن اليهود إذ يتبعون الديانة السامرية المناقضة لليهودية (رغم اعتمادهم على التوراة) لكنهم يعتبرون توراتهم هي الأصح وغير المحرفة وأن ديانتهم هي ديانة بني إسرائيل الحقيقية. يقدر عدد أفرادها بـ 820 شخصاً موزعين بين قرية لوزة في نابلس ومنطقة حولون بالقرب من تل أبيب.

سامريون
سامريُّون يُخلّدون عيد خروجهم من مِصر، على جبل جرزيم
التعداد الكلي
التعداد
820 (2019)[1]
مناطق الوجود المميزة
البلد
اللغات

الطقسية: العبرية السامرية والآرامية السامرية
المحكية:

عربية فلسطينية وعبرية معاصرة.
اللغة الأم
اللغة المستعملة
الدين
المجموعات العرقية المرتبطة
فرع من

تاريخ السامريين

يطلق اسم السامرة على ثلاث مسميات، فالمسمى الأول يطلق على مدينة بناها الملك عمري(1) عاصمةً لترصة التي كان ملكاً عليها لست سنوات، وتُعرف ترصة اليوم باسم سبسطية وتقع شمال نابلس. مع مرور الوقت، أصبح اسم السامرة يطلق على المنطقة الشمالية لفلسطين والتي كانت تضم مملكة إسرائيل الشمالية آنذاك نسبةً لأهم مدينة فيها وهي مدينة السامرة. أما المسمى الثالث فقد جاء من التوراة وقد أطلقتها على المنطقة الممتدة بين رام الله جنوباً ومرج ابن عامر شمالاً والتي نسبتها التوارة لسبطي أفرايم ومنسى أبناء يوسف .[3]

اختلفت الآراء في سبب تسمية السامرة بهذا الاسم، فورد في العهد القديم أن الاسم يعود إلى جبل شامر الذي اشتراه الملك عمري لإقامة المدينة عليه وسماها السامرة، ويرى الباحثان مونتجمري ج. أ. ويوحانان أهاروني أن اسم السامرة مشتق من عشيرة شمرون التي تنتمي لقبيلة يساكر وسكنت تلك المنطقة؛ وهو ذات الرأي الذي توجه له المفسرون المسلمون قديماً قائلين بأن السامرة قبيلة معروفة في بني إسرائيل وأن السامري صاحب العجل ينسب لتلك القبيلة. وهناك رأي يقول أن السامريين قادمون من فرقة آشورية تدعى شمرونيم قدموا إلى فلسطين بعد غزو الآشوريين لها وتملكوا إقطاع سبسطية غير أن هذا الرأي الأخير يناقض حقائق تاريخية دلت عليها الكتابات الآشورية بوجود مدينة السامرة قبل غزوهم لها وأن بني إسرائيل بنوا مدينة السامرة في عهد الملك عمري الإسرائيلي الذي امتد حكمه بين 926 - 918 ق.م أي قبل قدوم الآشوريين قبل قرنين من الزمان. وهناك رأي أورده يعقوب بكر ينسب فيه السامرة إلى كلمة شامر العبرية والتي تعني الحراسة والمحافظة حيث يرى السامريون أن كلمة السامريين تعني المحافظة على الديانة أو حفظة الشريعة. وهذا يعني وجود صلة بين السامرة كمدينة وبينها كفرقة إسرائيلية(2) معروفة.[3]

أصل السامريين

يعتقد اليهود من غير السامريين أن السامريين ليسوا من بني إسرائيل وإنما قومٌ جاء بهم الآشوريون بعد السبي الآشوري عام 722 ق.م، وأن الإسرائليين أخرجوا من السامرة وملأها الآشوريون بقومٍ حملوهم من بلادهم مما يعني أن السامريين خليط عرقي، وقد وافقهم علماء مسلمون من أمثال المقريزي في هذا وأنهم تهودوا بعد سكناهم لبلاد الشام، واستندوا في ذلك إلى ما ورد في سفر الملوك الثاني: «وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا.»(3)[3]

بينما يعتبر السامريون أن تاريخهم قد بدأ منذ بداية الخلق بآدم ، ويعتبرون نوح جدهم العاشر، وإبراهيم جدهم العشرين، وصولاً إلى موسى بن عمران الذي بعثه الله ليحررهم من عبودية فرعون، فقادهم إلى الأراضي المقدسة عام 1798 قبل الميلاد، ليدخلوها بقيادة يوشع بن نون عام 1638 قبل الميلاد. ويعتقدون أنهم هم الإسرائيليون الأصليون الذين ينتسبون إلى يوسف الصديق وكهنتهم ينتسبون لسبط لاوي، ويعتقدون أن اليهود انفصلوا عنهم وخالطوا الأمم الأخرى وأن اسمهم شومريم وليس السامريين التي تعني المحافظين ويقصدون أنهم من حافظ على الديانة القديمة دون سائر بني إسرائيل.[3]

والسامريون كجزء من عموم بني إسرائيل فإن تاريخهم يتصل بالتاريخ الديني والسياسي الإسرائيلي العام والذي يتكون من المراحل التالية:[3]

  1. عهد الآباء الأوائل: إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
  2. عهد الإقامة في مصر: مرحلة الهكسوس (1700 - 1550 ق.م.)
  3. عهد الخروج من مصر وهو زمن موسى .
  4. عهد الدخول لأرض كنعان تحت قيادة يوشع بن نون.
  5. عهد القضاة الذي بدأ من موت يوشع بن نون حتى عهد ظهور المملكة زمن شموئيل.
  6. عهد المملكة الموحدة الذي بدأ بشاؤول (طالوت) وانتهى بسليمان (1050 - 953 ق.م.)
  7. عهد الانقسام الذي بدأ يعد موت سليمان حيث ظهرت مملكتا يهوذا وعاصمتها القدس وإسرائيل وعاصمتها السامرة.

عهد القضاة

امتدت هذه الفترة حسب السامريين إلى مئتي وستين سنة وثلاثة مئة وخمسين سنة حسب رواية التوراة، في حين يرى المؤرخون المعاصرون أنها لا تزيد عن مئة عام. وقد بدأت هذه الفترة بوفاة يوشع بن نون ووردت في السفر السادس الذي حمل اسم القضاة أيضاً؛ والقضاة هم الزعماء الدينيون والقادة العسكريون الذين أعدوا بني إسرائيل إعداداً عسكرياً للاستقرار بالقوة في فلسطين. امتازت هذه المرحلة حسب الرواية السامرية بالحكم الملكي الصالح والرضوان الإلهي حيث ابتعد بنو إسرائيل عن المعاصي وحافظوا على مكانهم المقدس في جبل جرزيم وأبقوا ولائهم للكهنة من نسل فينحاس بن العازر، الذي جعل له موسى الكهانة الكبرى في بني إسرائيل من دون اللاويين.[3]

وبقيت الزعامة الدينية في أيدي الكهنة من أبناء هارون ومركزهم في شكيم حسب أوامر الشريعة حتى ظهر الكاهن عالي الذي انشق عن بيت فينحاس ونقل الكهانة لأبناء إيتامار بن العازر بن هارون وهو ما سبب الانشقاق في بني إسرائيل وأدى لظهور السامريين الذين على حافظوا على الكاهن الشرعي من نسل فينحاس.[3]

أما الروايات اليهودية، فتقول بأن هذه الفترة امتازت بحكم القضاة الذين هم شيوخ عشائر يقودون أقوامهم في الحروب ولم تكن طاعتهم واجبة وأنه لم يكن هناك ملوك في تلك الفترة، فضلاً عن أن بني إسرائيل لم يكونوا أمة متماسكة وقد تعرضوا للغزوات الكنعانية والفلستية. ومن الناحية العقائدية، فقد زادت في هذه الفترة الردة عن الدين والتأثر بالأقوام المجاورة في عبادتهم لآلهة كعشتروت وبعل وملكوم.[3]

عهد المملكة الموحدة (1050 - 953 ق.م.)

عاش بنو إسرائيل حياة البداوة في عهد الأسباط الإثني عشر، وطالبوا النبي صموئيل (شموئيل) أن ينصب عليهم ملكاً فوقع اختياره على شاؤول (طالوت) وهو من سبط بنيامين الذي كان سبطاً ضعيفاً فيهم، وما دفعهم للمطالبة بتنصيب ملك هو انتشار الفرقة بين الأسباط وضياع تابوت العهد فضلاً عن الهزائم التي لحقتهم من القبائل الفلستية المجاورة لهم، فاتجهوا نحو الملكية في تولية أمورهم. رفض السامريون تولية شاؤول ولم يروا فيه الأهلية للمنصب. أعلن شاؤول الحرب عليهم وقتل فيها إمامهم الأكبر ششي والكثير من الكهنة وسبى نسائهم وقتل أطفالهم واستمرت الحرب لثلاثين يوماً ومنعهم من الصعود لجبل جرزيم لمدة ثلاثٍ وعشرين عاماً فهاجروا من شكيم متجهين إلى بيسان وبقوا فيها حتى عهد داود الذي أعادهم لشكيم وسمح لهم بالصعود للجبل. لكن السامريين رفضوا التجديدات الدينية التي حدثت في عهد دواد وسليمان عليهما السلام والتي تمثلت في جعل أورشليم (القدس) مركزاً للعبادة والكهانة خاصة بعد أن بنى فيها سليمان الهيكل الذي يجب أن يكون في جرزيم حسب اعتقادهم. كما رفضوا جعل المركزية السياسية في القدس وتحويلها للعاصمة بقيادة سبط يهوذا الذي كان من أسباط الجنوب ورأوا أن المركزية يجب أن تكون في أيدي أسباط الشمال. ونتج عن جعل المركزية في الجنوب امتيازات لأهل الجنوب على حساب الشماليين فرفض السامريون التمييز الاجتماعي بين الشمال والجنوب. انتقد السامريون السياسة الاقتصادية لسليمان الذي فرض ضرائب باهظة حسب رواية العهد القديم والسامريين.[3]

بعد وفاة الملك سليمان تولى الحكم ولده رحبعام الملك الذي جاء إلى شكيم ليحصل على إذن ومباركة الكاهن أمام العمود. ولما رفض الملك رحبعام إلغاء الضرائب التي كان قد فرضها والده الملك سليمان لتمويل بناء هيكله في القدس، أو حتى تخفيضها على السكان الشماليين من المملكة العبرية اشترط أهل الشمال مبايعته بتلبية مطالبهم بإلغاء أو تخفيض الضرائب. فعاد إلى أورشليم ليستشير مجلس الشيوخ الذي بدوره وافق على مطالب أهل الشمال، ومجلس الشباب الذي أشار عليه عكس ذلك، فعاد رحبعام من جديد إلى شكيم وقال لأهل الشمال: «أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقاب.» عندها رفض أهل الشمال مبايعته ونصّبوا يربعام ملكاً عليهم، فانقسمت الدولة العبرية إلى مملكتين، المملكة الجنوبية، (مملكة يهوذا) التي اتخذت من أورشليم (القدس) عاصمة لها وتمتد من سنجل شمالاً حتى حبرون (الخليل) جنوباً، والمملكة الشمالية (مملكة إسرائيل «السامرة»)  وعاصمتها سبسطية؛ وتمتد إلى الشمال من سنجل. وأصبحت المملكتان متنافستين وأحيانا متعاديتين، وكان لكل منهما أيام ازدهار وأيام انحطاط، وكان ميزان القوى يميل تارة لمصلحة إسرائيل، وأخرى إلى جانب يهودا.[4]

انقسمت مملكة الشمال بعدها إلى ثلاثة أقسام:[4]

القسم الأول: أتباع سبط لاوي وأفرايم ومنسي ومركزهم جرزيم، حيث حافظوا على أحكام التوراة وأطلقوا على أنفسهم «شامريم» أي المحافظين، ثم حرفت التسمية فأصبحت سامريين.

القسم الثاني: سكنوا فرعته وعبدوا الأوثان فقضى عليهم السامريون.

القسم الثالث: أتباع «يربعام» ومركزهم سبسطية، وقد عبدوا العجل وحاربهم السامريون وقضوا عليهم.

السامريون في العهد الآشوري

هدف الآشوريون إلى تأمين ممر بين الهلال الخصيب والبحر المتوسط فشنوا غزوات على المناطق المجاورة وقد استمرت غزواتهم بين عامي 740 - 722 ق.م. وبدأت غزواتهم للسيطرة على بلاد الشام وتدمير إسرائيل بقيادة تجلات فلاسر فدفع ملك إسرائيل آنذاك مناحم بن جاد الجزية وردهم عنها. وفي عام 727 ق.م. هاجم شلمانصر الخامس المملكة مرة أخرى بسبب توقفها عن دفع الجزية وأجبر ملكها هوشع بن أيلة على دفعها حتى عاد الملك للتمرد ثانية على الآشوريين فحاصرهم شلمانصر ثانية حتى وفاته دون إخاضعها، وعند قدوم خليفته سرجون الخامس، حاصر مملكة إسرائيل حتى أخضعها عام 722 ق.م. ودمروا عاصمتها السامرة وسبوا عدداً من سكانها.[3]

السامريون في العهد البابلي

تشكل تحالف كلداني ميدي يهدف إلى السيطرة على الإمبراطورية الآشورية فسقطت الإمبراطورية أمام التحالف ودمرت عاصمتها نينوى وتقسمت ممتلكاتها بين المتحالفين وكانت حصة الكلدانيين في الشام والعراق وتأسست الدولة البابلية الكلدانية واستمر حكمها بين عامي 612 - 539 ق.م. في تلك الأثناء، حاول ملك يهوذا حاكم مملكة الجنوب السيطرة على إقليم السامرة لكن فرعون مصر نيخو فرض سيطرته على فلسطين والشام، فأراد البابليون الحفاظ على الاتساع الذي ورثوه عن الآشوريين، فزحف نبوخذ نصر بجيوشه وأحتل بلاد الشام وقضى على المملكتين الجنوبية والشمالية وسباهم إلى منطقة حيران في العراق «باستثناء الكهنة وعدد قليل منهم». حيث بقي أهل المملكتين، من سامريين ويهود في السبي سبعين عاماً، ولعدم تمكن الجماعات السكانية الجديدة التي أسكنها الأشوريون في المنطقة من التأقلم فيها أعاد الملك آشور بعض السامريين من السبي.[3]

السامريون في العهد الإغريقي

دخلت فلسطين تحت الحكم المقدوني عام 333 ق.م. بعد قضاء الأسكندر الأكبر على الملك الفارسي دارا الثالث، وتمتع كلٌ من اليهود والسامريين تحت حكم الأسكندر بحكم كهنوتي ذاتي بقيادة أسرة سنبلط في السامرة والكاهن الأعظم في أورشليم ويهوذا. وكان للسامريين جيش خاص بهم ووصل امتدادهم السكاني حتى مدينة صور. سمح الأسكندر لسنبلط بناء الهيكل السامري في جبل جرزيم وتوافد الحجاج السامريون واليهود للجبل مقدمين النذور والقرابين، وقد بقي الهيكل قبلة للإسرائيليين حتى هدمه يوحنا هركانوس المكابي عام 128 ق.م. وأزاله من الوجود وكان ذلك في أواخر العهد الإغريقي.[3]

بعد وفاة الأسكندر، احتدت الخلافات الداخلية بين خلفائه بطليموس وسلوقس وانقسمت البلاد بينهم، فحاز بطليموس مصر وفينيقيا وبعض أجزاء من الساحل السوري وفلسطين وقبرص وسيطر سلوقس على بلاد الرافدين والأجزاء الشمالية الداخلية من الشام. وبهذا رزحت فلسطين تحت سيطرة بطليموس الأول والثاني والثالث قرناً من الزمان بين عامي 312 - 213 ق.م. ثم تحت حكم السلوقيين في عهد أنطيوخوس الثالث عام 212 - 187 ق.م. وسرعان ما استرد البطالمة فلسطين حتى تمكن السلوقيون من بسط سيطرتهم التي انتهت عام 64 ق.م على يد الرومان. وإثر هذا التقلب في الحكم على مدار سنوات، عانى السامريون الاضطهاد اليوناني، حيث ثاروا على أندروماخوس عامل الأسكندر على الشام لنيل استقلالهم، فأحرقوا أندروماخوس بالنار، وأراد الأسكندر الانتقام فأمر ببناء مدينة السامرة (سبسطية) وجعلها مدينة مقدونية خالصة وبذلك انتقل المركز الديني والسياسي لإسرائيلي الشمال (السامريون) إلى شكيم. كما أسر بطليموس الأول عام 312 ق.م. عدداً كبيراً من السامريين وأجلاهم لمصر ووطنهم في مناطق متفرقة. وفي عام 168 ق.م. ثار اليهود المكابيون على السلوقيين وأسسوا دولة المكابيين التي استمر وجودها حتى عام 17 ق.م. فانتقموا من السامريين بحرق هيكل سنبلط في جبل جرزيم عام 128 ق.م.[3]

وظهر إثر هذه التقلبات تيارات دينية إسرائيلية جديدة وهي:[3]

  • التيار الفريسي: وهم اليهود الموالون للفرس بعد عودتهم من السبي البابلي بقيادة عزرا، وقد كانوا شديدي العداء للسامريين، وكان يوحنا هركانوس من أتباع هذه التيار، وقد أطلق السامريون على هذه الفرقة اسم فرقة المعتزلة.
  • التيار الصدوقي: لا يعترفون بغير الأسفار الخمسة من العهد القديم وكانوا يأخذون بالتفسير الحرفي للتوراة مما قربهم من السامريين وقد اعتنق هركانوس هذا التيار لاحقاً مما حسن من موقفه مع السامريين وندم على هدم هيكلهم.
  • التيار الحسيدي: وتعني الصلحاء.

السامريون في العهد الروماني

دخلت فلسطین تحت الحكم الروماني عام 63 ق.م. بعد أن ألحقھا القائد الروماني بومبي بمقاطعته في سوریا. وبذلك دخل السامریون مرحلة جدیدة من تاریخھم، حیث ظھر للوھلة الأولى أن السامریین سیعرفون الأمان الحقیقي في ظل الرومان، بعد المعاناة الطویلة تحت الحكم الھلنستي. وأعطى الرومان السامریین قدراً كبیراً من الحریة السیاسیة في بدایات حكمھم، مما جعل السامریین یظھرون كقوة محلیة لھا أثرھا في شمال فلسطین إلا أن تلك الحریة تلاشت مع مرور الزمن واختلاف الحكام، ذلك أن الحكم الروماني الذي امتدّ ستة قرون كان طویلاً ومتقلباً وتمیّز بالتحولات الجذریة عقائدیاً وسیاسیاً على مستوى الإمبراطوریة الرومانیة، فالرومان الذین كانوا حراس الوثنیة ومدافعین عنھا أصبحوا فیما بعد حملة لواء النصرانیة والدعاة المتحمسین لھا عبر حملات التنصیر الإجباري، الأمر الذي جعل لھذه التحولات الكبیرة انعكاسات بالغة على العلاقات السامریة الرومانیة، إذ لم یفرّق الرومان بعد ذلك في عدائھم بین الیھود أعداء النصرانیة التقلیدیین وبین السامریین، الشق الآخر لبني إسرائیل. ومن صور ذلك العداء ما سنّه الرومان من قوانین شكلت عبئاً كبیراً على الفریقین مما دفعھم للثورة في كثیر من الأحیان رداً على اضطھاد الرومان لھم وتنكیلھم بھم.[5]

السامريون في العصور الإسلامية

وفي العهد الإسلامي، عاش السامريون في أمن واستقرار وهدوء حسب روايتهم، حيث كانوا يعيشون في تلك الفترة على شكل قبائل في القرى والمدن المحيطة بنابلس، ومن هذه القبائل قبيلة زهر، وعمران، وزيت، ويهوشع وإبراهيم النور، وإسرائيل، ويوسف، وآل بكر، وياسر بن نون، وحكم، ويردن شريان. وتفيد كتب السامريين ومخطوطاتهم  انه لدى انتشار الإسلام في الجزيرة العربية، توجه وفد سامري برئاسة أحد حكمائهم ويدعى «إصرمصا» إلى النبي محمد، من اجل الحصول على كتاب خطي لضمان أمن السامريين وحمايتهم، فكان له ما أراد، حيث أمر الرسول علي بن أبي طالب بأن يكتب للسامريين عهداً جاء فيه: «إنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أمرت بأن يكتب للسامرة أماناً وذماماً على أنفسهم وعلى ديارهم، وأموالهم، وبيوت عبادتهم، وأوقافهم في كل بلادهم، وان يسري فيهم وفي ذمم أهل فلسطين بالسيرة الحسنة.»[4]

ومع بداية حكم هارون الرشيد، وحسب ما يروي السامريون أعتنق معظم السامريين الإسلام، وبعضهم اعتنق المسيحية، وبعضهم هاجر من المنطقة مما أدى إلى تناقص عددهم.[4]

أما في عهد العثمانيين فإن السامريين يصفونه بالمرحلة الصعبة، حيث عمل الأتراك على تجنيد رجالهم لصالح الجيش العثماني، الأمر الذي أدى إلى مقتل  عدد كبير من شبابهم، حتى بلغ عددهم في سنة 1917م حسب مصادرهم 160 نسمة.[4]

السامريون في العصر الحديث

في القرن التاسع عشر كان عدد (السمرة) وھو اسم من أسماء السامرة یتراوح ما بین 150 - 200 نسمة، وكانوا یعیشون في حي الیاسمینة في مدینة نابلس القدیمة، وكانوا في معظمھم من الباعة والحرفیین، وبشكل عام لم یكونوا من الأثریاء.[5]

وفي عهد الانتداب البريطاني تحسنت أحوال الطائفة بعض الشيء، وزاد تحسنها في عهد الإدارة الأردنية للضفة الغربية، حيث أعطيت لهم حرية العبادة وتحسنت أحوالهم المعيشية. وفي أعقاب حرب عام 1967م عرضت عليهم الحكومة الإسرائيلية نقلهم إلى منطقة حولون فرفضوا ذلك وأصروا على البقاء بالقرب من أماكنهم المقدسة في جرزيم.[4]

وفقاً لإحصائیات عام 2011، یقدر عدد أفراد الجالیة في الوقت الحالي بحوالي 400 نسمة في منطقة حولون إسرائیل، ویقدر عددھم بـ 350 نسمة في نابلس بفلسطین. یفضّل السامریون مدینة نابلس وھي مدینتھم المقدسة، وجبلھا جرزیم مقدس عندھم ویعدون أنفسھم فلسطینیین، فھم طوال فترة تواجدھم عاشوا مع الفلسطینیین في مدینة نابلس ولھم محالھم التجاریة فیھا حتى الیوم.  وكان السامریون سابقاً یتمتعون بتمثیل نیابي لھم في المجلس التشریعي الفلسطیني، حیث أعطاھم الرئیس السابق للسلطة الوطنیة الفلسطینیة، یاسر عرفات، مقعداً تحت نظام الكوتا، حيث مثلهم سلوم السامري في انتخابات المجلس التشريعي عام 1996 إلا أنھ تمّ إلغاء ھذا المقعد لاحقاً بعد وفاة عرفات. كما یحمل السامریون الجنسیة الإسرائیلیة التي أعطتھا لھم الحكومة الإسرائیلیة لأسباب منھا تسھیل تواصلھم مع الأقلیة السامریة الموجودة في منطقة حولون.[5]

عقيدة السامريين

تقوم عقيدة السامريين على أركان خمسة وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي:

  • وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل. يُلاحظ أن وصايا السامريين تختلف عن وصايا اليهود لأنهم قد جمعوا الوصيتان الأولى والثانية «أنا الرب إللهك لا يكون لك إله غيري لا تصنع ل تمثالا»[6]
  • الإيمان بأن موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة. فالسامريون يؤمنون بنبوة موسى ويوشع بن نون عليهم السلام ولا يؤمنون ببقية أنبياء بني إسرائيل ولهم نسخة من التوراة خاصة بهم (التوراة السامرية) تختلف بعض الشيء عن الديانة اليهودية ولا التوراة الاصلية وهذا مداعاة لوقوع النزاع والاختلاف ومن ثم التصارع.[7]
  • الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله، فمن أساس الديانة السامرية هي كتبهم الموسوية الخمسة التي جاء بها النبي موسى علية السلام وهي الأسفار الخمسة التي كانت ركيزة الايمان السامري:
  1. التكوين: التي تروي قصة خلق الكون، وقصة خلق ادم وحواء ومعصيتهما وقصة ابني ادم هابيل وقابيل، يسرد عن جميع الانبياء ما عدا محمد وينتهي بسرد وفاة سيدنا يوسف عليه السلام.[8]
  2. سفر الخروج: يتحدث عن تكاثر بني إسرائيل في مصر، وعن اضطهاد فرعون لهم، وقصة فرعون مع سيدنا موسى علية السلام، وخروج بني إسرائيل من مصر، وهلا فرعون وجنوده، يذكر تذمر اليهود وعصيانهم لسيدنا موسى ة عبادتهم العجل، يشمل السفر على الكثير من الشرائع والقوانيين الدينية والمدنية.[8]
  3. اللاويين (الأحبار): نسبة إلى الأحبار الكهنة من أبناء لاوي بن يعقوب، هم الذين حصرت فيهم الكهانة، لا يجوز لغيرهم من الابساط ان يتولى امور الكهانة ويتحدث عن احكام القرابين والتقدمات وانواعها، وواجبات الكهانة، واحكام الطهارة والنجاسة، ويبين أنواع الحيوانات التي يحرم اكلها والنجسة اليظاواحكام النذور.[8]
  4. العدد: يتحدث عم الأحصاء الذي تم لعدد بني إسرائيل في السنه الثانية لخروجهم من مصر، والذي كان بأمر من الله لموسى علية السلام، كما يذكر بعض الشرائع والاحكام الدينية، وعن تذمر بني إسرائيل وعصيانهم لموسى علية السلام، وحنينهم في العودة إلى مصر ورفضهم دخول جنوب كنعان (فلسطين) خوفا من جبروت اهلها، ويذكر معاقبة الله لهم بالتيه في صحراء سيناء اربعين سنة، يتحدث عن الصدان الذي حصل بين الإسرائيليين وسكان شرق الأردن وجنوب فلسطين، وارتداد بني إسرائيل المتكرر عن عبادة الله وعبادتهم للأصنام.[8]
  5. تثنية الاشتراع: يبداء هذا السفر بخطاب طويل القاه موسى علية السلام، امام بني اسرائيل في السنة الأربعين والأخيرة من التية، حيث قدم فية موجزا عن الأحداث التي عاشها بني إسرائيل خلال التيه، وما دعاهم إلى التمسك بأوامر الله، وان يبيدوا الكنعانيين ويقضوا عليهم عندما يدخلو تلك الأرض، وعلمهم احكام الدين النهائية، والقناوين التي تنظم مجتمعهم عند دخول ارض كنعان واستقرارهم فيها، ويبين الشروط التي يجب ان تتوفر في الملك الذي سيختارونه لحكمهم في فلسطين، وحذرهم من عاقبة الانحراف، ثم ذكر ان موسى كتب التوراة وسلمها للكهنة من أبناء سبطه (اللاويين)، واوامرهم بحفظها في التابوت بجانب لوحي الشهادة، ويذكر تعيين موسى علية السلام ليوشع بن نون خليفة له بعد موته، وذكر ان الله حرم على موسى علية السلام دخول ارض كنعان لانه اظهر ضعفا بالثقة بالله تعالى في أحد المواقف، كما ذكر موت موسى علية السلام، وانه دفن في مكان مجهول، وانه لم يعرف أحد مكان قبره.[8]

اياد هشام محمود (2000)، السامريون (الأصل والتاريخ العقيده والشريعة،واثر البيئة الاسلامية فيها) (باللغة ar </ref>) (ط. الأولى)، الاردن: مكتبة دنديس، ص. 334. {{استشهاد بكتاب}}: line feed character في |لغة= في مكان 4 (مساعدة)

تنص نصوص طائفة السمرة ان قبلتهم هي جبل جريزيمن واثبت ان هذا الجبل هو المكان المختار وانه بيت الله وعلية قامت السكينة في حياة السيد يوشع عليه السلام وملوك الرضوان وانه محل العبادة والرد على اليهود الذي مجدوه وابطبوا حجتهم في تحديد النصوص المختصه به. [6]
  • الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.

اللغة السامرية

لفائف التوراة السامرية، كنيس جبل جرزيم السامري، جبل جرزيم.

استخدم السامريون خلال التاريخ عدة لغات وهي الآرامية والعبرانية والعربية، توجد العبرانية السامرية والآرامية السامرية. تحتوي العديد من النصوص السامرية ومنها التوراة السامرية على ثلاثة أعمدة مكتوبة بالعبرانية والآرامية والعربية.[9] وقد تشمل اللغة السامرية مفردات خاصة بها غير موجودة في اللغات التي أُشتقت منها.[10]

الآرامية السامرية هي إحدى لهجات اللغة الآرامية الغربية ويمتد تاريخ استخدامها من الفترة الرومانية الأولى لغاية فترة ما بين القرن العاشر والحادي عشر الميلادي.[11] العبرية السامرية هي لغة العبادة عندهم وتتكون من اثنين وعشرين حرفًا، تُقرأ من اليمين إلى اليسار.[9][12] ولفظ الكلمات في العبرية السامرية مفتوحة بينما لفظها في العبرية مكسورة.[9] هناك العديد من العلماء اللغوين للغة العبرية السامرية عبر التاريخ نذكر منهم: ابن درتا في القرن العاشر وأبو إسحق إبراهيم بن فرج ماروث مؤلّف كتاب التوطئة، والذي يُعتبر الأَساس لنحوُ اللغة العبرية السامرية.[13] أما اللغة العربية، فبدأ السامريون باستخدامها لغةً محكية وثم لغة مكتوبة منذ القرن الحادي عشر، وترجم أبو الحسن الصوري، وهو نفسه أبو إسحق إبراهيم بن فرج ماروث، التوراة السامریة إلى العربیة وهو أيضاً مؤلّف كتاب الطَبّاخ.[14]

شريعة السامريين

ترتكز شريعة السامريين على الكلمات العشر، أي الوصايا العشر التي نزلت على موسى عليه السلام يوم خاطبه الله تعالى في سيناء، تختلف الوصايا العشر للسامريين عن الوصايا العشر اليهودية بحيث ان اليهودية فيها وصيّتان تحُثّ على عبادة وتوحيد الله:

  1. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
  2. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.[15]

أما السّامرية فالوصيتان أعلاه نراها في واحدة وقد نجد أن الوصايا تحتوي على حفظ قُدسيّة جبل جرزيم بينما في الوصايا اليهودية لا نجد وصية حفظ قُدسيّة جبل الزّيتون.
الوصايا السامريّة هي كالآتي:

  1. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي.
  2. لا تنطق باسم الله (إلهك) باطلاً.
  3. احفظ يوم السبت لتقدّسه.
  4. احترم أباك وأمك لتطول أيام حياتك.
  5. لا تقتل.
  6. لا تزنِ.
  7. لا تسرق.
  8. لا تشهد الزور.
  9. لا تشتهِ بيت قريبك وما يحويه.
  10. احفظ قدسية جبل جرزيم الأبدية المطلقة.

العادات والتقاليد عند السامريين

الختان

يعد الختان عند السامرين إلزامي في اليوم الثامن للمولود الجديد من الذكور ولا يجوز التأخر بعد ذلك إلّا لأسباب الحضانة. وفي هذه الحالة يتم الختان في اليوم الثامن من خروج الطفل من الحاضنة. هذا عهد قطعه السامريين مع سيدنا إبراهيم عليه السلام وفي حال مخالفة الموعد المحدد يتم قتل الطفل حسب الشريعة السامرية.[16][17]

الطهارة والنجاسة

تحث التوراة في عدّة مواضع على الطهارة، فهي ركن أساسي في عقيدة السامريين. فلا يجوز خروج الرجل من البيت الا إذا كان طاهر البدن إضافة إلى انه يجب عليه الإغتسال بعد عملية الجماع وبعد الإستحلام أثناء النوم وبعد لمس جثمان ميت أو لمس الحيوانات المحرّم أكلها. كما يجب تبديل الثياب والوضوء عند كل صلاة لكلا الجنسين والوضوء دائماً عند الدخول إلى المقدسات.[16]

الزواج

غالباً ما تردد أثناء عقد القران عند الطائفة السامرية التي تسكن على قمة جبل جرزيم المقدّس في نابلس «شارة كسوتا واناته لا يجرع» هذه آية باللغة العبرية القديمة من التوراة السامرية ويفسر كاهن سامري هذه الآية: يجب على العريس أن يكسو العروس وأن لا يبتعد عن معاشرتها. يشرع السامريون بالزواج للحفاظ على طائفتهم من الانقراض فعلاوةً على قلة عدد أفرادها الذي يبلغ الآن 712 فتعاني الطائفة من خلل في التوازن بين الإناث والذكور.وقال الكاهن حسني واصف السامري: «إن أكبر مشكلة في التاريخ يواجهها أبناء الطائفة هي قلة البنات». تتشابه أعراس السامريون بالأعراس الشامية لكنها تمتد لعدة أيام فهي تبدأ من يوم السبت المقدس وتنتهي في اليوم الذي يقام فيه حفل الزفاف. يتم عقد القران بموافقة الأبوين وبسؤال الفتاة وبوجود شاهدين متزوجين من أبناء الطائفة. وقال الكاهن «كل فرح عند السامريين يبدأ من يوم السبت بعد صلاة الصبح التي تبدأ الساعة الثانية فجراً وتمتد حتى السادسة صباحاً». وفي وقت الظهيرة يجتمع أهل العريس ويضربون الطبول أما بعد صلاة المغرب يقوم أهل العريس بدعوة أبناء الطائفة الشباب لتناول المحاشي (ورق العنب والكوسا والباذنجان) ويوم الأحد تكون «المسكرة» وهي موائد من الفواكه والسلطات إلى جانب المشروبات الروحية حيث يصنع السامريون مشروب العرق الخاص بهم في منازلهم ويتناولونه في المناسبات هم وضيوفهم. يوم الاثنين يكون (الحناء) وهي حفلة نسوية حيث كانت العروس تلبس فيها اللون الأحمر قديماً لكنها اليوم تلبس ما تشاء.[18]

أركان النكاح هي الإيجاب والقبول، وشروط النكاح هي العقل والبلوغ والحرية.[16]

للزواج أحكام عند السامريين لا يجوز تخطّيها. لا يجوز للسامري نكاح غير السامرية مطلقاً إلى إذا تم اعتناقها الديانة السامرية. ولا يحق للسامري أن يتزوج بأكثر من أمرأه الّا إذا كانت امرأته عاقرا. ولا يحق له تطليق زوجته إلا إذا أثبت أنها لا تستطيع الإنجاب أو لا تطيعه أو عرف أن بها مرضاً معدياً. وللمرأة السامرية أيضاً حق ان تطلّق زوجها إذا امتنع عن القيام بواجباته من حيث الكسوة والفراش وحفظ القرابة.[16]

كم يحق للمطلقة السامرية الرجوع إلى زوجها في حال انها لم تتزوج ولكن بعقد نكاح جديد وشهود وفي احتفال يشهده أغلب السامريين إن أمكن. ولا يمانعون بحضور غيرهم مناسباتهم. يتم الزفاف بعد قراءة الكتاب على مسامع الأهل والزوجين وتذكيرهم بشروط الزواج الشرعية ويسلّم بعد قراءته إلى والد الزوجة ليكون مستنداً على الزوج.[16]

يتشابه السامريون مع اليهود في موضوع الزواج وشروطه بإستثناء جواز زواج اليهودي من زوجة أخيه بعد وفاته ومن أخت زوجته بعد وفاتها. كما تحظر الديانة السامرية زواج الأخ أو الأخت من ابنة أخيه/ها أو ابنة اخته ويتفق السامريون مع المسلمين في أمور النكاح ولكن يختلفون بعدم جواز الزواج من:[16]

  1. زوجة العم بعد وفاته
  2. زوجة الأخ بعد وفاته
  3. أخت الزوجة بعد وفاتها
  4. بنت السفاح
  5. الربيبة
  6. من ثبت عليهم تهمة الزنا

الميراث

شرحت التوراة شروط الميراث شرحاً وافياً فهو يوزّع بين الورثة بالتساوي ولكن تكون حصة البكر الضعف. وحصة الأنثى السامرية من الأموال المنقولة مساوية لحصة الرجل لكن الشريعة السامرية تحظر البنت من ان ترث من الأموال غير المنقولة حتى إذا توفي شخص ولم يترك الا إناث فيجب عليهن ان يتزوجن من أبناء عمومتهن لكي لا تنشأ مشاكل مقّدة بين الناس وخاصة الأنساب نتيجة الإرث.[16][17]

طعام السامريين

من عادات السامريين أنهم لا يأكلون أي طعام مذبوح الا داخل بيوتهم كما انه لا يجوز ان يأكلو ما هو مذبوح الا على الطريقة السامرية الشرعية ولا يجمعون روحين على مائدة واحدة في طعامهم مثل اللبن واللحم أو في وعاء واحد ولا يأكلونهما معاً. كما يحرّم عند السامريين ذبح الحبالى من الإناث ويأكلون من الطيور ما له حوصلة وغير مشبّك الأصابع ومن حيوانات البحر ما له زعانف واجنحة وقشور ومن حيوانات البر ما كان مجتراً ومشقوق الظلف.[16][17] أما شروط الذبح في الديانة السامرية، فهي:[16]

  1. أن يقوم به عالم سامري متمكّن من أصول دينه.
  2. أن يفرّق بين ما حلل وما حرّم أكله.
  3. أن يستخدم سكينة حادة طويلة (٢٥سم على الأقل).
  4. أن يذبح الحيوان بجرة واحدة.
  5. أن يعرف موضع السكين من رقبة الحيوان.
  6. الطهارة في البدن والملابس.
  7. أن يتجه إلى القبلة السامرية عند الذبح (جبل جرزيم).
  8. أن يقرأ ويسمّي على الذبيحة.
  9. أن يعفر التراب على الدم بعد ذبحه.

اللباس

من عادات السامريين في أيام السبت أن يلبسون الجبات والطرابيش ذات اللون الأحمر صغاراً وكباراً. أما في باقي الأيام فهم يلبسون كغيرهم من أبناء المجتمع الفلسطيني باستثناء الكهنة اللذين يلبسون الجبة والعمامة الحمراء على الرأس.[16]

الموسيقى السامرية

الموسيقى السامرية فولكلور بحدّ ذاته هي أنغام تُرَتَّل بدون أدوات موسيقية مساعدة وهذا التقليد متوارث من جيل إلى جيل عبر 135 سلالة.[16] لها قافية مميّزة يتمّ ترديدها على وتيرة قياسيّة مجرّدة وعذبة، تعلّم لأفراد الطّائفة السامريّة منذ نعومة أظفارهم على أيدي معلّمين يتقنون الموسيقى السامريّة جيّداً، يتم الحفاظ على الأنغام السامريّة التي تضمّ حوالي ألف نغمة مختلفة، يردّدها السامريّ بإيقاعات تختلف باختلاف الأوقات والمناسبات، انتقلت من جيل إلى جيل عبر عشرات السّلالات وهي فلكلور بحدّ ذاته يروي حكاية السامرييّن بأحلى صوره عبر التّاريخ.

مقدسات السامريين

1. جبل جرزيم، لأنه في اعتقادهم:

  • أ- عليه قدم نوح قربان الشكر لله بعد الطوفان.
  • ب- عليه أراد إبراهيم أن يقدم ابنه إسحاق.
  • ج- عليه نام يعقوب ورأى السلم منصوباً والملائكة عليه.
  • د- إليه ابتهل موسى لرؤيته ولعمارته وعدم خرابه.
  • هـ - عليه بنى يوشع بن نون هيكل موسى عليه السلام بعد دخول الأرض المقدسة.
  • و- عليه تلا الإسرائيلون البركة (لذلك سمي جبل البركة).

2. قبور الأنبياء حول نابلس مثل: قبور الكهنة العازار وايتامر وفينحاس والسبعين شيخاً في عورتا قضاء نابلس ثم قبر يوسف عليه السلام في نابلس ثم قبور ذو الكفل ويوشع بن نون في كفل حارس.

3. قبور الأزكياء العشرة في حبرون (الخليل) وهم: آدم، شيت، أنوش، نوح، إبراهيم، إسحق، رفقة، يعقوب ولائقة، ثم قبر السيدة راحيل بين الخليل وبيت لحم.

4. قبر هارون بن عمران في جبال موآب عند وادي موسى شرقي الأردن.

5. قبور باقي أولاد يعقوب عليه السلام والمنتشرة في الأرض المقدسة منها : بنيامين في كفر سابا، لاوي في سيلة الظهر، يهودا في طلوزة، وثلاثة منهم جامع الأنبياء في نابلس.

أعياد السامريّين

جميع أعياد السّامريّين هي أعياد موسميّة دينيّة وليس لهم أي أعياد وطنيّة أو قوميّة، وهي نوعان:

الأول: الأعياد التي يوجد في طقوسها الحج، وهذه الأعياد هي:

عيد الفصح

يصادف هذا العيد في الرّابع عشر من الشّهر الأوّل للسّنة العبريّة ويليه مباشرة في اليوم التالي عيد الفطير، حسب التقويم العبري السّامري، وعيد الفسح هو ذكرى لخروج شعب بني إسرائيل من مصر، وتحرّرهم من عبوديّة فرعونها، وعند حلوله يصعد السّامريّين على قمّة جبل جرزيم يبدأوا بالتهليل والتكبير والفيام ببعض الطقوس ثم ينحروا ذبائحهم بأنفسهم كما انهم يطعمون منها السّامريّين فقط حسب ما تنصه عليه عقيدتهم، ويطلق عليه أيضاً عيد قربان الفسح حيث فسح الله عن أبكار العبرانيّين عندما ضرب أبكار المصريّين.[19][20]

عيد الفطير

يصادف في الخامس عشر من الشّهر الأول للسّنة العبريّة، وهو ذكرى لخروج الشّعب الإسرائيلي من مصر، ومدّته سبعة أيام، يأكلون فيه الفطير بسبب أن عجينهم لم يختمر عندما خرجوا من مصر، وفي اليوم السّابع منه يصعد السّامريون على قمّة جبل جرزيم، لأداء طقوسهم في بقعة مقدسة تقع على الطرف الجنوبي الشرقي منه، والسبب في تمييز هذا المكان اعتقادهم بأن إبراهيم عليه السلام أراد عندها ذبح ابنه إسحاق عليه السلام، وهذا الحج يعد الحج السنوي الأول عند السّامريين.[21]

عيد الحصاد

هو ذكرى نزول التّوراة والوصايا العشرة على موسى عليه السلام، ويعرف أيضاً بعيد الأسابيع السّبع وعيد البكوريم أو عيد باكورة المزروعات، يأتي بعد عيد الفسح بخمسين يوماً، حيث يصعد السامريون على قمّة جبل جرزيم للحج وتلاوة التوراة كاملة، وهذا الحج يعد الحج السنوي الثاني عند السّامريين.[21]

عيد المظال

ويعرف بعيد العرش، يصادف في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع العبري ولمدة سبعة أيام، حيث سصعد السامريون على قمّة جبل جرزيم، وذلك بالصعود إليه في أيامه السبعة، من أجل الصلاة والعبادة، وهذا الحج يعد الحج السنوي الثالث عند السّامريين، فيقوم السامريون فيه بنصب العرائش المسقوفة بأربع أصناف من النباتات التي ذكرتها الشريعة المقدسة (التوراة) وهي أشجار البهجة، سعف النخيل، أغصان أشجار غبياء (غبياء تعني ملتفة وكثيفة) وصفصاف الوادي. ويكتفي السامريون في أيامنا هذه بنصب هذه العرائش في إحدى الغرف بيوتهم.[21]

الثاني: الأعياد التي لا يكون في طقوسها الحج إلى جبل جرزيم، وهذه الأعياد هي:

عيد رأس السنة العبريّة

يصادف في الأول من الشهر السابع العبري ولمدة يوم واحد وهو اليوم الأول من أيام التكفير العشرة، والذي يختتم السامريون به عيد الغفران في العاشر من هذا الشهر. لا يقوم السامريين بأي عمل في هذا اليوم سوى بعض الصلوات الخاصة.[21]

عيد الغفران

يصادف في العاشر من الشهر السابع العبري، ويمتنع فيه السامريون عن تناول الطعام والشراب، وفيه يعتكفون على الصلاة والتلاوات في الكنيسة لمدة يوم وليلة متواصلة دون انقطاع ما عدا الطفل الرضيع ويلبسون فيه ملابس ناصعة البياض.[21]

اليوم الثامن

يصادف في اليوم الثامن من عيد العرش، السابع والعشرين من الشهر السّابع العبريّ، هو العيد السّابع والأخير للسامريّين.

السامريون في الأدبيات

أورد ابن حزم في كتابه الملل والأهواء والنحل

«...فأما اليهود فإنهم قد افترقوا على خمس فرق وهي السامرية وهم يقولون إن مدينة القدس هي نابلس وهي من بيت المقدس على ثمانية عشر ميلاً ولايعرفون حرمة لبيت المقدس ولايعظمونه ولهم توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود ويبطلون كل نبوة كانت في بني إسرائيل بعد موسى وبعد يوشع فيكذبون بنبوة شمعون وداوود وسليمان وأشعيا وأليسع والياس وعاموص وحبقوق وزكريا وأرميا وغيرهم ولايقرون بالبعث البتة وهم بالشام لايستحلون الخروج عنها...»

معرض صور

الهوامش

  • 1. هو أحد ملوك مملكة إسرائيل الشمالية، عام (926 - 918 ق.م).
  • 2. إسرائيلي: إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وهو أبو الأسباط الإثني عشر التي تتفرع منها العشائر الإسرائيلية والتي تنسب إلى يعقوب عليه السلام، فقد قال تعالى:«قالب:قرآن-سورة 19 آية 58»
  • 3. (سفر الملوك الثاني 17: 24).

المراجع

  1. https://web.archive.org/web/20190530033351/http://thesamaritanupdate.com/، مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2019. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  2. Ireton 2003
  3. إياد هشام محمود الصاحب (2000)، السامريون: الأصل والتاريخ، والعقيدة والشريعة وأثر البيئة الإسلامية فيهم (ط. الأولى)، الأردن: مكتبة دنديس، ص. 21–81، OCLC 1136030653، مؤرشف من الأصل في 12 مارس 2021.
  4. "التاريخ السامري"، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - وفا، مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 9 مارس 2021.
  5. نهاد حسن حجي (2013)، "طائفة اليهود السامريين"، مجلة لارك للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة واسط، العراق، (12)، ISSN 1999-5601.
  6. https://dl.wdl.org/17600/service/17600.pdf نسخة محفوظة 2021-08-31 على موقع واي باك مشين.
  7. https://www.iasj.net/iasj/download/5c841a76ab493271
  8. https://ia800503.us.archive.org/8/items/GLOB18/A01788.pdf نسخة محفوظة 2021-04-22 على موقع واي باك مشين.
  9. Ben Hayyim, Ze’ev (1989)، The literary and oral tradition of Hebrew and Aramaic amongst the Samaritans / 3,1 Vol. III, Pt. I. Recitation of the law (باللغة العبرية)، القدس: Acad. of the Hebrew Language، ص. 517-530.
  10. حسن حجي, نهاد (2013)، "طائفة اليهود السامريين"، لارك للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية، 1 (الثاني عشر): 309–332، ISSN 2663-5836.
  11. Alan D. Crown (1989)، The Samaritans (باللغة الإنجليزية) (ط. الرابعة عشر)، توبينغن، ألمانيا: Mohr Siebeck، ص. 865، ISBN 978-3-16-145237-6.
  12. Hasan Haji Al-Dalboohi, Nihad (2013)، Kitab at-Tawtiya Abu Ishaq Ibrahim B. Farag B. Marut As-Samiri : introducción, estudio y edición (Ph.D. thesis)، Universidad de Granada.
  13. Angel Saenz-Badillos (1993)، A History of the Hebrew Language (باللغة الإنجليزية)، Cambridge University Press، ص. 149-150، ISBN 9780521556347.
  14. حسيب شحادة (27 مارس 2017)، "من مشاكل السامريين"، الحوار المتمدن، العدد 5473، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 25 فبراير 2021.
  15. الوصايا العشر | St-Takla.org نسخة محفوظة 27 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. "العادات والتقاليد والمعتقدات السامرية"، وكالة الأنباء و المعلومات الفلسطينية، مؤرشف من الأصل في 25 فبراير 2021.
  17. "كاهن الطائفة السامرية في حواره مع «البوابة نيوز»: نمتلك أقدم نسخة خطية للتوراة في العالم.. لنا 7 آلاف خلاف مع كتاب اليهود.. الإسلام أقرب الديانات إلينا.. لا يجوز للرجل الخروج من البيت إلا على طهارة"، البوابة، 29 أغسطس 2020، مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2020.
  18. "الزواج السامري: طقوس مختلفة تبدأ بالسبت المقدّس وتنتهي بيوم الزفاف"، وكالة لأنباء و المعلومات الفلسطينية، 10/03/2016، مؤرشف من الأصل في 27 فبراير 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  19. قل أسرار, عادل عبد الغفور بن حيدر (2019"الفرق اليهودية المعاصرة: دراسة وصفية" (PDF)، المجلَّة العلمية لكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، الزقازيق، doi:10.21608/fraz.2019.27699، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  20. "السامريون والديانات الأخرى"، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، مؤرشف من الأصل في 14 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 10 فبراير 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  21. الصاحب, إياد هشام محمود (1421هـ - 2000مالسامريون: الأصل والتاريخ، العقيدة والشريعة، وأثر البيئة الإسلامية فيها (PDF) (MSc thesis)، مكتبة دنديس، مؤرشف من الأصل (PDF) في 22 أبريل 2021. {{استشهاد بأطروحة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)

وصلات خارجية

  • بوابة اليهودية
  • بوابة شتات عربي
  • بوابة إسرائيل
  • بوابة الإنجيل
  • بوابة فلسطين
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.