أرض الميعاد
أرض الميعاد (بالعبرية: הארץ המובטחת) «الأرض» هي المقابل العربي لكلمة «إرتس» العبرية التي ترد عادةً في صيغة «إرتس يسرائيل» أي «أرض إسرائيل». فهي «أَرْضِ الرَّبِّ» (هوشع 3:9)، وهي الأرض التي يرعاها الإله (تثنية 12:11)، ثم هي الأرض المختارة، وصهيون التي يسكنها الرب، والأرض المقدَّسة (زكريا 12:2) التي تفوق في قدسيتها أيَّ أرض أخرى لارتباطها بالشعب المختار. وقد جاء في التلمود: "وَالآتِي عَلَيْهِ يَفْعَلُ كَإِرَادَتِهِ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ أَمَامَهُ، وَيَقُومُ فِي الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ وَهِيَ بِالتَّمَامِ بِيَدِهِ." (دا 11: 16). وهي كذلك «الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ» (دانيال 16:11).
جزء من سلسلة مقالات عن |
اليهودية |
---|
|
جزء من سلسلة مقالات حول |
اليهود في المشرق |
---|
بوابة إسرائيل |
يعتقد اليهود أنها الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب (إسرائيل). الوعد بحسب أقوال كتب اليهود كان في البدء إلى إبراهيم،[1] وتجدد العهد بعد ذلك إلى إبنه إسحاق، وإلى يعقوب ابن إسحاق وحفيد إبراهيم.[2] وأسندت أرض الميعاد لأولادهم، وكان وصفها في شروط من الأراضي من نهر النيل إلى نهر الفرات.
الحلولية في مفهوم الشعب المختار
الحلولية هي الإعتقاد بأن الإله يحل في بعض بني الإنسان.[3]
يدور الفكر اليهودى الحلولى دوماً حول ثلاثية الإله والأرض والشعب، فيحل الإله في الأرض، لتصبح أرضاً مقدَّسة ومركزاً للكون، ويحل في الشعب ليصبح شعباً مختاراً، ومقدَّساً وأزلياً
الوعد الإلهي حسب التوراة
يعتقد اليهود أن الإله وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله. فهي «أرض المعاد» التي سيعود إليها اليهـود تحـت قيادة الماشيَّح (المسيح المخلص)، أي الأرض التي سـتشهد نهاية التاريخ. فأرض إسرائيل هي مركز الدنيا لأنها توجد في وسط العالم، تماماً كما يقف اليهود في وسط الأغيار وكما يشكل تاريخهم المقدَّس حجر الزاوية في تاريخ العالم وتماماً كما تشكل أعمالهم حجر الزاوية لخلاص العالم، هذا بالطبع حسب اعتقادهم وحدهم.
وقد ذكر هذا في عدة مواضع من التوراة،ويجب الانتباه هنا إلى أن الوعد لإبراهيم ولأبنائه وأحفاده من بعده، وبالتالي فإن أحفاد أبراهيم من ابنه إسماعيل لهم الحق بهذا الإرث تماما مثل حق أحفاده من إسحاق ومن بعده من يعقوب وهذا كما ورد في توراتهم
ففي سفر التكوين 12: 1-5 :
وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».
وفي سفر التكوين 12: 14-15 :
14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا، 15 لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.
وقال أيضا له سفر التكوين 15: 7 :
قَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا».
وفي سفر التكوين 15:18-21 : حدود أرض الميعاد هو توضيح لأراضي الشعوب القديمة المختلفة، على النحو التالي:
"وفي ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام عهدا، وقال:" لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات—أرض القينيين، القنزيين، القدمونيين والحثيين والفرزيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين ".
ويقال إن الآية لوصف ما يعرف "حدود الأرض" ففي التقاليد اليهودية، تحدد هذه الحدود إلى أقصى حدود الأرض الموعودة لنسل إبراهيم من خلال ابنه اسحق وحفيده يعقوب.[4] وتم تأكيد الوعد ليعقوب في سفر التكوين 28:12-15، على الرغم من أن الحدود لا تزال غامضة وفيما يتعلق ب "الأرض التي أنت تكذبها".[5][6][7]
يعتقد اليهود ان الوعد في البدء كان لإبراهيم ولكنه انتقل إلى أن وصل إلى يعقوب ومن ثم أبناء واحفاده، اليهود الحاليون، وتعمدوا أن يتناسوا انتقال هذا الوعد أيضا لأبنه إسماعيل وأحفاده من إسماعيل واحتفظوا بالحق لأنفسهم فقط.[5][8][9][10][11][12][13][14][15][16][17][18]
التوظيف السياسي
وظفت الحركة الصهيونية مفهوم "أرض الميعاد" التوراتي في الترويج لإقامة وطن لليهود في فلسطين. لم تكن فلسطين بداية هي الوطن المختار للمشروع بسبب الكثافة السكانية العالية فيها لكنها كانت واحدة من ثلاثة أماكن مقترحه (فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا)، إلا أن فلسطين كانت الأكثر جاذبية للمهاجريو وللممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني.
جهد الصهاينة في إثبات الرواية التوراتية أثريا، كما تجهد بعض البحوث الجينية الحديثة في إثبات روابط جينية مشتركة بين اليهود في جميع أنحاء العالم تجمعهم مع سكان منطقة "الشرق الأوسط".[19][20][21][22] من جانب آخر يشكك علماء آثار، بعضهم إسرائيليون مثل زئيف هرتزوغ، بنظرية أرض الميعاد لتناقضها مع الاكتشافات الآثرية الحديثة، ويطالبون بفصل البحث العلمي عن السرديات الوطنية.[23]
ذكر المفكر جمال حمدان في كتابه الشهير اليهود أنثروبولوجياً أن 95 % من اليهود المعاصرين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين، كما يقول كذلك ان الاضطهاد الذي تعرض له اليهود لم يكن بسبب التعصب الديني وإنما يرجع إلي طريقة حياة اليهود أنفسهم وتمايزهم عن الآخرين.[بحاجة لمصدر]
المصادر والمراجع
- حسب (سفر التكوين 18:15-21)
- (سفر التكوين 13:28)
- موقع الشيخ الدكتور سفر الحوالي- فهرس الفرق [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 13 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- Kol Torah, vol. 13, no. 9, Torah Academy of Bergen County, Nov 8, 2003
- See 6th and 7th portion commentaries by Rashi نسخة محفوظة 25 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
- Stuart, Douglas K.، Exodus, B&H Publishing Group, 2006, p. 549
- Tyndale Bible Dictionary, Walter A. Elwell, Philip Wesley Comfort, Tyndale House Publishers, Inc.، 2001, p. 984
- Edersheim Bible History - Bk. 1, Ch. 10 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Edersheim Bible History - Bk. 1, Ch. 13 نسخة محفوظة 10 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Albert Barnes Notes on the Bible - Genesis 15 نسخة محفوظة 20 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Genesis - Chapter 15 - Verse 13 - The New John Gill Exposition of the Entire Bible on StudyLight.org نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- Parshah In-Depth - Lech-Lecha نسخة محفوظة 01 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- Bible.org | Where the World Comes to Study the Bible نسخة محفوظة 13 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
- Reformed Answers: Ishmael and Esau نسخة محفوظة 13 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
- The Promises to Isaac and Ishmael نسخة محفوظة 02 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- God Calls Abram Abraham نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Nigeriaworld Feature Article - The Abrahamic Covenant: Its scope and significance - A commentary on Dr. Malcolm Fabiyi’s essay نسخة محفوظة 15 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- Biblical commentary on the Old Testament, Volume 1, Carl Friedrich Keil, Franz Delitzsch, p. 224 نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Behar DM, Yunusbayev B, Metspalu M, Metspalu E, Rosset S, Parik J, Rootsi S, Chaubey G, Kutuev I, Yudkovsky G, Khusnutdinova EK, Balanovsky O, Semino O, Pereira L, Comas D, Gurwitz D, Bonne-Tamir B, Parfitt T, Hammer MF, Skorecki K, Villems R (يوليو 2010)، "The genome-wide structure of the Jewish people"، Nature، 466 (7303): 238–42، Bibcode:2010Natur.466..238B، doi:10.1038/nature09103، PMID 20531471، S2CID 4307824.
- Ostrer H, Skorecki K (فبراير 2013)، "The population genetics of the Jewish people"، Human Genetics، 132 (2): 119–27، doi:10.1007/s00439-012-1235-6، PMC 3543766، PMID 23052947.
- Katsnelson, Alla (03 يونيو 2010)، "Jews worldwide share genetic ties"، Nature، doi:10.1038/news.2010.277.
- Frudakis, Tony (2010)، "Ashkenazi Jews"، Molecular Photofitting: Predicting Ancestry and Phenotype Using DNA، Elsevier، ص. 383، ISBN 978-0-08-055137-1.
- عالم آثار إسرائيلي يشكك في فكرة أرض الميعاد - BBC/ARABIC نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
طالع أيضًا
- بوابة إسرائيل
- بوابة الأديان
- بوابة الإسلام
- بوابة الإنجيل
- بوابة السياسة
- بوابة الشرق الأوسط
- بوابة المسيحية
- بوابة الوطن العربي
- بوابة اليهودية
- بوابة تجمعات سكانية
- بوابة جغرافيا
- بوابة فلسطين