رائد الكرمي
رائد الكرمي (أبو فلسطين؛ وُلد في 28 يناير 1974 في طولكرم - اغتيل في 14 يناير 2002 في طولكرم) قائد عسكري فلسطيني، وهو القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في فلسطين.[1][2] اغتالته إسرائيل بعد عدة محاولات اغتيال سابقة فاشلة،[3] وردت حركة فتح على الاغتيال بقتل ما مجموعه 133 إسرائيليًا بعد مضي شهر واحد فقط على اغتياله،[4] كما نفذت حركة فتح عقب اغتياله عمليات تفجيرية داخل إسرائيل وذلك لأول مرة في تاريخها.[5]
نشأته وحياته
ولد رائد «محمد سعيد» رائف الكرمي في مدينة طولكرم في الضفة الغربية بتاريخ 28 يناير 1974.[6] شارك في الانتفاضة الاولى ثم انضم إلى صفوف حركة فتح، بعد ذلك أصيب واعتقل في العام 1991، وأطلق سراحه في العام 1995. انضم إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية كضابطًا في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية.[7]
بعد اغتيال الدكتور ثابت ثابت مسؤول فتح الأول في مدينة طولكرم، كان لرائد السبق في تشكيل «كتائب الشهيد الدكتور ثابت ثابت» التي قررت الانتقام لاغتيال ثابت ثابت، وقد شكلت هذه الكتائب النواة الأولى لكتائب شهداء الأقصى والتي كان ثابت ثابت قد وضع إطارها العام قبل اغتياله بوقتٍ قصير،[8] وبفعل هذا فقد أطلق الإسرائيليون على مدينة طولكرم اسم «عاصمة الإرهاب» و«مرتع الإرهابيين»،[9] وقد عرف الكرمي بمقولته الشهيرة: «إن لم يكن هناك أمن لسكان طولكرم، فلن يكون هناك أمن لسكان تل أبيب».[10] يلقب الكرمي بـ«صقر الكتائب» وبـ«صاحب الرد السريع».[11]
رد الكرمي على اغتيال ثابت ثابت
في 31 ديسمبر 2000، اغتالت إسرائيل ثابت ثابت المسؤول الكبير في حركة فتح أثناء خروجه من منزله في مدينة طولكرم، ويعرف ثابت ثابت بأنه الصديق والرجل المقرب جدًا لرائد الكرمي.
كرد على عملية الاغتيال؛ قام الكرمي ومجموعاته بقتل مستوطنين إسرائيليين اثنين كانا يتناولا «الحمص» و «الفلافل» داخل مطعم شعبي شهير في وسط مدينة طولكرم.[12]
المطلوب رقم واحد
وجهت إسرائيل للكرمي تهمًا تتعلق بمقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، وفي أغسطس 2001 أدرجته إسرائيل ضمن مقدمة «قائمة أخطر المطلوبين»؛[13] حيث تقول إسرائيل إن الانتفاضة الفلسطينية الثانية كانت تزداد سوءً كل يوم بسببه.[14]
وساطات دولية
اتهمت إسرائيل السلطة الوطنية الفلسطينية بدعم «الإرهاب» من خلال دعم قادة السلطة للكرمي حسب ما قالت إسرائيل. في 14 يونيو 2001 طالبت إسرائيل السلطة الفلسطينية باعتقال الكرمي،[15] وفي منتصف سبتمبر 2001 توصل الرئيس ياسر عرفات مع إسرائيل إلى تهدئة ووقف إطلاق نار برعاية دولية،[16] وذلك لوقف الحرب المندلعة منذ 11 سبتمبر 2000 عندما اقتحم شارون الأقصى، وقد طلب مبعوث السلام الأمريكي أنتوني زيني من الرئيس ياسر عرفات وضع الكرمي في سجن فلسطيني،[17] وعليه فقد أعلنت السلطة الفلسطينية بأنها ستضع الكرمي في السجن للتوضيح للعالم بأنها ملتزمة ببنود التهدئة، ووصل إلى المنطقة المبعوث الأوروبي لمراقبة التهدئة، وزار المبعوث الأوروبي الكرمي داخل السجن، والتقط صورة مع الكرمي.[18]
في أعقاب ذلك، اتهمت إسرائيل السلطة الفلسطينية بعدم اعتقالها للكرمي،[19] وقالت إسرائيل أن ما جرى كان عملية خداع للمبعوث الأوروبي، من خلال طلب السلطة الفلسطينية من الكرمي أن يقوم بتمثيل «مسرحية أمام المبعوث الأوروبي»، حيث قالت إسرئيل إن «السلطة الفلسطينية طلبت من الكرمي أن يأتي إلى السجن الفلسطيني لساعة من الزمن، من أجل إظهار أن السلطة الفلسطينية تكافح الإرهاب أمام المبعوث الأوروبي».[18]
في 16 ديسمبر 2001 منحت إسرائيل فرصة أخيرة للرئيس ياسر عرفات للقيام باعتقال الكرمي وإلا ستقوم القوات الإسرائيلية باغتياله،[20] ودعت إسرائيل السلطة الفلسطينية لوقف هجمات كتائب الكرمي على الإسرائيليين، والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار القائم.[20]
الاغتيال وردود الفعل
محاولات اغتياله
كان رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون يتصل يوميًا كل صباح برئيس جهاز الشاباك آفي ديختر ويقول له: «لماذا لا يزال الكرمي على قيد الحياة. أطالبكم باغتياله، وأطلب منك أن تقضي عليه».[21] حاولت إسرائيل اغتيال الكرمي أربعة مرات لكن كافة المحاولات فشلت؛[1] كان منها محاولة اغتياله بتاريخ 6 سبتمبر 2001 عبر قصف مركبته في طولكرم من قبل مروحيتان إسرائيليتان،[22] إلا أن الكرمي نجى بأعجوبة،[23] في حين قتل اثنين من مرافقيه.[24]
في 29 مايو 2020 أعلنت إسرائيل ولأول مرة أن جهاز الشاباك حاول اغتيال الكرمي عدة مرات، لكن كافة المحاولات فشلت، ولم يتم الكشف عنها منذ ذلك الوقت، كما جاء على لسان نائب رئيس جهاز الشاباك.[25]
الضوء الأخضر
رغم التهدئة القائمة آنذاك بين الجانبين، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون الضوء الأخضر لاغتيال الكرمي، وقد عارض مسؤولين إسرائيليين فكرة الاغتيال، منهم وزير الأمن بنيامين بن إليعازر، ومستشار الشاباك ماتي شطاينبرغ.[26] كما قام خمسة رؤساء سابقين للشاباك بسؤال رئيس جهاز الشاباك آفي ديختر عن كيف يمكنه كرئيس للشاباك المصادقة على عملية كهذه ستفجر الأوضاع، لكن ديختر شرح لهم أنه تلقى الأمر من شارون، وأن عليه التنفيذ، وأن الكرمي غير ملتزم بالتهدئة ولا بوقف إطلاق نار، وأنه يجهز لهجمات جديدة أخرى على إسرائيل.[26]
تنفيذ اغتيال الكرمي
في حوالي الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الاثنين 14 يناير 2002،[27] خرج الكرمي سيرًا على الأقدام من منزله الكائن بجوار «مقبرة المسيحيين» في مدينة طولكرم،[28][29] وخلال سيره قامت إسرائيل بتفجير عبوة ناسفة ضخمة مخفية زرعها له جهاز الشاباك في أحد الجدران بجانب المقبرة المسيحية بالمدينة،[30] الأمر الذي أدى إلى مقتله على الفور.[23]
ردود الفعل على اغتيال الكرمي
نجحت عملية اغتيال الكرمي هذه بعد فشل محاولات الاغتيال السابقة، وفور ذلك اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بـ«تفجير الموقف وإلغاء وقف إطلاق النار»،[2] حيث جاء اغتيال الكرمي في وقت توصل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون إلى هدنة ووقف إطلاق نار مؤقت خلال الانتفاضة الثانية،[31] لكن الاغتيال أدى إلى نسف الهدنة واشتعال الأوضاع في عموم فلسطين؛[31] حيث ردت حركة فتح بإرسال انتحاريين إلى إسرائيل مما أدى إلى مقتل ما مجموعه 133 إسرائيليًا بعد مضي شهر واحد فقط من مقتل الكرمي، وهو الأمر الذي دفع لاحقًا بوزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنيامين بن إليعازر للقول: «إن اغتياله كان أكبر خطأ في حياتي».[32] وقد عرف اغتيال الكرمي بأنه «الاغتيال الأكثر كلفة على إسرائيل».[33]
قالوا عن الاغتيال
- في 29 مايو 2020، قال نائب رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق يتسحاق إيلان: «إن اغتيال الكرمي كان ضرورة ملحة، حيث رفض الكرمي عرضًا أوروبيًا لوقف الهجمات، بعد أن نقلت حركة فتح العرض له لدراسته، ورئيس الوزراء أرئيل شارون كان مهتمًا جدًا باغتياله».[34][35]
- في 27 سبتمبر 2020، قال نائب رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي الأسبق يوسي بن أريه: «نقطة التحوّل في موقف الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات باتجاه الذهاب لخيار الانتفاضة الثانية، كانت بسبب اغتيال رائد الكرمي قائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية».[36]
- وفي 27 سبتمبر 2020 أيضًا، قال المحلل السياسي الإسرائيلي عوفر أديرت: «اغتيال الكرمي كان نقطة تحوّل في الانتفاضة الفلسطينية الثانية ومؤشرًا على انضمام حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى إلى تنفيذ العمليات داخل إسرائيل».[36]
جنازته
شارك آلالاف الفلسطينيين من كافة المناطق في جنازة تشييع الكرمي الضخمة في مدينة طولكرم، ودفن في المدينة.[37]
- صف دراسي داخل مدرسة في مدينة طولكرم يضم صورة لرائد الكرمي
تخليده
تخليدًا لرائد الكرمي فقد أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة طولكرم؛ وفي ضوء ذلك اتهمت إسرائيل السلطة الفلسطينية بـ«تمجيد الإرهابيين والإرهاب» من خلال تسمية الشارع باسم الكرمي.[38]
انظر أيضًا
وصلات خارجية
المراجع
- "خاص: "رائد الكرمي" صاحب الرد السريع الذي ندم الاحتلال على اغتياله"، قناة الكوفية، 14 يناير 2020، مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2021.
- "كتائب شهداء الأقصى تتوعد بالثأر لاغتيال قائدها الكرمي"، قناة الجزيرة، 14 يناير 2020، مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 15 يناير 2002.
- "اغتيال قائد عسكري بارز في حركة فتح بطولكرم"، قناة الجزيرة، 14 يناير 2002، مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2021.
- "رائد الكرمي..الاغتيال الأكثر كلفة على "إسرائيل""، وكالة صدى نيوز، 4 فبراير 2018، مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2022، اطلع عليه بتاريخ 10 أغسطس 2022.
- "اغتيال القائد "رائد الكرمي" كلف الكيان الصهيونى ثمناً باهظاً جداً"، كتائب شهداء الأقصى، 9 نوفمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2022، اطلع عليه بتاريخ 10 أغسطس 2022.
- رائد سعيد الكرمي - أمد للإعلام نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- رائد الكرمي وذكرى اغتياله - شاشة نيوز نسخة محفوظة 15 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
- رائد الكرمي.. اسلام اون لاين نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- كتائب الاقصى تحيي ذكرى الشهيد رائد الكرمي نسخة محفوظة 2020-04-09 على موقع واي باك مشين.
- الاغتيال الأكثر كلفة على "إسرائيل" نسخة محفوظة 14 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- القائد رائد الكرمي نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- طولكرم : كيف رد الكرمي وصحبه على اغتيال د. ثابت ثابت؟ نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- اغتيال الكرمي انعطاف باتجاه الهاوية - قناة الجزيرة نسخة محفوظة 14 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- مسؤول الشاباك يتحدث عن السيد والكرمي نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Background: Raed Karmi نسخة محفوظة 2020-07-04 على موقع واي باك مشين.
- Chronological Review of Events Relating to the Question of Palestine September 2001 - UN نسخة محفوظة 2 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- Israeli soldier is killed hours after militant dies in bomb explosion نسخة محفوظة 2020-09-02 على موقع واي باك مشين.
- مسؤول سابق في «الشاباك» يروي تفاصيل اغتيال الشهيد رائد الكرمي نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Killing sparks fresh Mid-East violence - BBC نسخة محفوظة 2019-04-15 على موقع واي باك مشين.
- Israeli soldier killed in Palestinian attack - CNN نسخة محفوظة 2016-03-17 على موقع واي باك مشين.
- arabi21 نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- نجاة رائد الكرمي من محاولة اغتيال إسرائيلية (الجزيرة) نسخة محفوظة 2020-09-02 على موقع واي باك مشين.
- samanews نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Bomb Kills Palestinian Militia Chief نسخة محفوظة 2020-09-02 على موقع واي باك مشين.
- نائب رئيس الشاباك الإسرائيلي السابق يكشف تفاصيل جديدة حول اغتيال الكرمي نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- "الغروزيني" من الشاباك يتحدث عن اغتيال عياش والكرمي واعتقال السيد نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة نسخة محفوظة 2020-04-09 على موقع واي باك مشين.
- إسرائيل تغتال قائد شهداء الأقصى في طولكرم - صحيفة الشرق الأوسط نسخة محفوظة 13 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- الاغتيال الأكثر كلفة على إسرائيل.. هكذا اغتال الاحتلال الشهيد رائد الكرمي نسخة محفوظة 2020-04-09 على موقع واي باك مشين.
- في ذكرى اغتيال رائد الكرمي نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- نائب رئيس الشاباك الإسرائيلي السابق يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال الكرمي نسخة محفوظة 3 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- التفاصيل الكاملة لاغتيال رائد الكرمي في طولكرم نسخة محفوظة 3 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الاغتيال الأكثر كلفة على إسرائيل.. هكذا اغتال الاحتلال الشهيد رائد الكرمي نسخة محفوظة 9 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "تفاصيل مثيرة كشفها "إيلان" :شارون كان يسأل يوميًا عن الكرمي"، وكالة سما الإخبارية، 16 أكتوبر 2020، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2021.
- "صحيفة عبرية تنشر تفاصيل اغتيال رائد الكرمي"، موقع رام الله الإخباري، 16 أكتوبر 2020، مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2021.
- "عشرون عامًا على الانتفاضة الثانية: سقوط محاولات شيطنة عرفات"، موقع العربي الجديد، 28 سبتمبر 2020، مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2021.
- الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد رائد الكرمي نسخة محفوظة 2020-04-09 على موقع واي باك مشين.
- "Street in Tulkarem named after "Martyr" Raed Al-Karmi"، Palestinian Media Watch (باللغة الإنجليزية)، 1 أغسطس 2015، مؤرشف من الأصل في 12 يناير 2022، اطلع عليه بتاريخ 12 يناير 2022.
- بوابة الحرب
- بوابة السياسة
- بوابة أعلام
- بوابة فلسطين