علم الوقف والابتداء

علم معرفة الوقف والابتداء في القرآن الكريم يعالج جانبا مهما في أداء العبارة القرآنية؛ فهو يوضح كيف يبدأ وأين ينتهي القارئ لآي القرآن الكريم، بما يتفق مع وجوه التفسير، واستقامة المعنى، وصحة اللغة.[1]

وهو علم يستعان به على فهم القرآن، والغوص على درره وكنوزه، وتتضح به الوقوف التامة، والكافية والحسان؛ فتظهر للسامع المتأمل والقارئ المتدبر المعاني على أكمل وجوهها وأصحها، وأقربها لمأثور التفسير، ومعاني لغة العرب؛ فإن اعتماد علماء الوقف والابتداء في وضع الوقوف وتفصيلها، وبيان وجوهها مبني على النظر في معاني الآيات، وكلامهم في المعاني.[2]

والأصل فيه قول ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا لَيُؤتَى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم، ولقد رأينا اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه.[3]

تعريفه

هذا العلم يختص بظاهرة الوقف والابتداء، وهو من جوانب أداء العبارة القرآنية، فهو يوضح كيف وأين يجب أن ينتهي القارئ لآي القرآن الكريم، بما يتفق مع وجوه التفسير، واستقامة المعنى، وصحة اللغة، وما تقتضيه علومها من نحوٍ وصرفٍ ولغةٍ، حتى يستتم القارئ الغرض كله من قراءته، فلا يخرج على وجه مناسب من التفسير والمعنى من جهة، ولا يخالف وجوه اللغة، وسبل أدائها التي تُعين على أداء ذلك التفسير والمعنى، وبهذا يتحقق الغرض الذي من أجله يقرأ القرآن؛ ألا وهو الفهم والإدراك.[4]

أهميته

من خلال علم الوقف والابتداء يعرف كيف أداء القرآن، ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة، وبه تتبين معاني الآيات، ويؤمَن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات.[5]

والأصل فيه قول ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا لَيُؤتَى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم، ولقد رأينا اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه.[6]

نماذج من الوقف والابتداء في القرآن

قال محمد بن سعدان الضرير: باب (لا) مع الأسماء (المخفوضة)

  • فمن ذلك قول الله عز وجل: {مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} [سورة النور، الآية: 35] لا يوقف على (لا)؛ لأن (لا) مع ما بعدها بمنزلة الحرف الواحد.
  • ألا ترى أنك تقول: مررت بلا مُحْسنٍ ولا مُجْمِلٍ، فيحملهما الخافض؟ ولو لم يكونا حرفًا واحدًا لما حملهما الخافض.
  • وكذلك قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)} [سورة المرسلات، الآية: 30، 31]، لا تقف على (لا) والوقف على ما بعدها، وكذلك: {لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [سورة الواقعة، الآية: 44] مثله.

انظر أيضًا

مراجع

  1. مقدمة محقق منار الهدى في بيان الوقف والابتدا، أحمد بن عبد الكريم الأشموني، المحقق: عبد الرحيم الطرهوني، الناشر: دار الحديث - القاهرة، مصر، عام النشر: 2008م: (1/8)
  2. فضل علم الوقف والابتداء وحكم الوقف على رؤوس الآيات، عبد الله علي الميموني، الناشر: دار القاسم للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، 1424هـ-2003م: (ص:4)
  3. "ص170 - كتاب السنن الكبرى البيهقي ط العلمية - باب البيان أنه إنما قيل يؤمهم أقرؤهم إن من مضى من الأئمة كانوا يسلمون كبارا فيتفقهون قبل أن يقرءوا مع القراءة - المكتبة الشاملة"، shamela.ws، مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 2022، اطلع عليه بتاريخ 31 يوليو 2022.
  4. "ص8 - كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني - مقدمة المحقق - المكتبة الشاملة"، shamela.ws، مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 2022، اطلع عليه بتاريخ 31 يوليو 2022.
  5. البرهان في علوم القرآن، المؤلف: بدر الدين الزركشي، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الأولى، 1376هـ-1957م، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، (1/342)
  6. السنن الكبرى للبيهقي، رقم 5290
  • بوابة الإسلام
  • بوابة محمد
  • بوابة القرآن
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.