سكان عمان
العدد الكلي لسكان سلطنة عُمان حسب الإحصاء السكاني الأخير والرسمي للمواطنين والمقيمين لسنة 2005م بلغ 2,508,837 نسمة أي حوالي مليونين ونصف. حوالي 50 ٪ من السكان يعيشون في مسقط (675 ألفاً) وسهل الباطنة الساحلي شمال غرب العاصمة. يعيش حوالي 200,000 في ظفار (جنوب شرقي قرب اليمن)، ويعيش حوالي 30,000 في محافظة مسندم على مضيق هرمز. العمال الأجانب يقدرون بـ600،000 ومعظمهم من الهند وباكستان وبنغلاديش ومصر والأردن والفلبين.
التوزع العرقي
الغالبية العظمى من سكان عُمان هم من العرب. وتوجد أقليات من الأصول الهندية ومن البلوش ومن باكستان.
التوزع الديني
الغالبية العظمى من سكان عمان هم من المسلمين. والحكومة تسيطر عليها طائفة الأباضية. وتعامل وزارات الدولة مختلف المواطنين بالتساوي. وحسب التقدير الذي تعطيه وزارة الأوقاف (ومنه يأخذ كتاب كتاب حقائق العالم) فإن ثلاثة أرباع سكان عمان هم من الأباضية والباقي سنة مع أقليات صغيرة أخرى. لكن تشير مصادر أخرى إلى أن الأباضية يشكلون نسبة أقل بكثير.[1] استناداً إلى أحد أبرز الدارسين الغربيين في عمان فإن 45% إباضية، و 50٪ سنة، وأقل من 5٪ شيعة وهندوس.[2][3] ويقول دايل يكلمان (وهو كذلك واحد من أبرز الدارسين الغربيين في عمان): «50-55 ٪ تقريبا من السكان سنة، و 40-45 ٪ أباضية، وأقل من 2 ٪ من الشيعة».[4][5]
يشكل الأباضية الغالبية في المنطقة الداخلية (كثافة سكانية منخفضة) ونسبة متقاربة مع أهل السنة في محافظة مسقط (كثافة سكانية عالية) وأقلية في المنطقة الشرقية ومنطقة الباطنة ومنطقة الظاهرة، ونسبة شبه معدومة في محافظة ظفار ومحافظة مسندم والمنطقة الوسطى.
معرض التسامح الديني في سلطنة عمان
هو معرض متنقل حول العالم يهدف إلى التعريف بالإسلام والحياة الدينية في هذه الدولة العريقة.
فمن خلال أكثر من عشرين لوحة عرض يتم تناول قضايا مهمة حول الدين الإسلامي والممارسات اليومية للمسلمين في عُمان، والتعايش والحوار وقيم التسامح في هذا المجتمع، كما تتناول اللوحات أيضاً التعريفبالقرآن وأهميته وعناية العمانيين به، مع التعريف بدور المرأة في المجتمع، وكيف تقوم بمسؤولياتها العامة والخاصة، مع تعريف عام بالسلطنة وتاريخها ودخول الدين الإسلامي إليها، وما شهدته من تطور وتحديث.
المعرض فرصة كبيرة للتعرف عن كثب عن التسامح الديني في سلطنة عمان كقيمة إنسانية وضرورة من أجل مستقبل أفضل للعالم، إنه يرشدك إلى قيم أصيلة في الدين الإسلامي تتيح مجالاً واسعاً للحوار والتعايش والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة.
وبجانب اللوحات يعرض المعرض فيلماً وثائقياً من إخراج الألماني فولفجانج إتليش بعنوان: «التسامح الديني في عمان»، يحكي هذه التجربة ويعرضها بأسلوبه التصويري الخاص، ليصل إلى نتيجة مفادها أن التسامح الديني والانفتاح على الآخر عنصران متجذران في عُمان منذ القدم وحتى يومنا هذا، مع الاحتفاظ بأصالة قيم المجتمع ودينه وثقافته.
التقسيم الإداري
يضم التقسيم الإداري للسلطنة أربع محافظات وخمس مناطق تضم 61 ولاية وهي تفصيلاً على النحو التالي:
محافظة مسقط : تعتبر محافظة مسقط المنطقة المركزية للبلاد سياسيا واقتصاديا وإداريا ففيها تقع مدينة مسقط عاصمة للسلطنة ومقر ومركز أجهزة الدولة. كما تعد المحافظة من أكثر مناطق السلطنة كثافة بالسكان. وتتكون المحافظة من ست ولايات هي: مسقط – السيب – مطرح – العامرات – بوشر – قريات.
محافظة ظفار : تقع المحافظة في أقصى جنوب السلطنة وتضم عشرة ولايات وهي: صلالة – رخيوت – ثمريت – ضلكوت – طاقة – مقشن – مرباط – شليم جزر الحلانيات – سدح - المزيونة. لعبت المحافظة على مدى سنوات التاريخ العماني أدوارا مميزة؛ فقديما كانت معبرا للقوافل في جنوب شبة الجزيرة العربية، واشتهرت بتجارة اللبان الذي ينتشر في جبالها الشامخة.
محافظة مسندم : تُطل محافظة مسندم على مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 90% من الصادرات النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي وكما أنه يُعتبر شريانا حيويا للحركة التجارية من وإلى منطقة الخليج العربي. المحافظة التي تقع في أقصى شمال السلطنة تضم أربع ولايات وهي: خصب – دبا البيعة – بخا – مدحا.
محافظة البريمي : تقع محافظة البريمي على التخوم الشمالية الغربية للسلطنة وتتميز بتنوع تضاريسها الطبيعية بين السهول والجبال والكثبان الرملية والأودية التي تتميز بجريان مياهها العذبة وكانت تسمى أرض الجو أو توأم، وتعتبر بوابة لعمان من جهة الغرب يحدها من الجنوب ولاية عبري ومن الشرق ولايتا صحار وضنك أما من جهة الغرب فتحدها مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد كانت سابقا تعرف بولاية البريمي إلى أن صدر المرسوم السلطاني رقم 108/2006م الصادر 22 من رمضان سنة 1427هـ الموافق 15 من أكتوبر سنة 2006م الذي نص على إنشاء محافظة البريمي، وذلك في إطار الاهتمام السامي بتحقيق المزيد من تنشيط مختلف مجالات التنمية والتطوير التي ترجمها مجلس الوزراء الموقر من خلال إعطاء الأولوية لمحافظة البريمي في مشروعات الخطة الخمسية السابعة (2006-2010) والموافقة على عدد من المشروعات منها في مجال الطرق والكهرباء والخدمات الأخرى إلى جانب الإعداد لإنشاء منطقة صناعية بالبريمي. وتتكون محافظة البريمي من ولايات البريمي ومحضة والسنينة وذلك بعد أن تم رفع المستوى الإداري لنيابة السنينة إلى ولاية بموجب المرسوم السلطاني رقم 107/2006 الصادر في 15/10/2006م، ويصل عدد سكان محافظة البريمي إلى (76.838) نسمة.
منطقة الباطنة : عبارة عن شريط ساحلي يتراوح اتساعه ما بين 15و 80 كم وطوله 300 كم ويمتد شمالا من مسقط إلى حدود دولة الإمارات العربية المتحدة، تضم المنطقة أكبر عدد من الولايات وهي 12 ولاية هي: صحار – السويق – شناص – وادي المعاول – صحم – العوابي – لوي – المصنعة – الخابورة – بركاء. لعبت المنطقة دورا رئيسيا في النشاط البحري التجاري العماني في الخليج والمحيط الهندي قديما وفي الوقت الراهن تقوم صناعات اقتصادية عملاقة كميناء ومصفاة صحار وصناعات أخرى تستغل الموارد والإمكانات الاقتصادية للمنطقة، إضافة إلى أن المنطقة تضم أكبر سهول السلطنة الزراعية (سهل الباطنة).
منطقة الظاهرة : عُرفت المنطقة التي هي عبارة عن سهل شبة صحراوي باسم (توام) و (الجو) وتضم ثلاث ولايات هي: عبري – ينقل – ضنك. لعبت المنطقة دورا حيويا في التجارة حيث كانت معبرا للقوافل التجارية، وتضم المنطقة حاليا العديد من مصادر الطاقة ومن ضمنها العديد من حقول النفط والغاز، كما افتتح مؤخرا مشروع ضخم لمخزون مائي جوفي هائل وهو (حوض المسرات).
المنطقة الداخلية : تضم المنطقة ثماني ولايات وهي: نزوى – الحمراء – سمائل – منح – بهلاء – أزكي – أدم – بدبد، وتمثل المنطقة ملتقى طرق حيث تتصل من الشرق بالمنطقة الشرقية، ومن الغرب بمنطقة الظاهرة ومن الجنوب بالمنطقة الوسطى، ومن الشمال بمحافظة مسقط ومنطقة الباطنة. ساهمت المنطقة على مدى سنوات التاريخ العماني بأدوار مهمة وكان لها حضورها البارز في صنع الانجازات العمانية، ولذا فهي تحظى حاليا بنصيب وافر من إنجازات النهضة.
المنطقة الشرقية : تحتضن المنطقة مشروعات اقتصادية عملاقة كمشروع الغاز الطبيعي المسال الذي تم تدشينه عام 1999م، كما بدأ الإعداد لإنشاء مصنع سماد اليوريا والأمونيا ويضاف تلك المشروعات إلى رصيد المنطقة من المشروعات الأخرى في مجالات الاقتصاد المتنوعة. تشكل المنطقة بولاياتها الإحدى عشرة وهي: صور – الكامل والوافي – ابراء – جعلان بني بو علي – المضيبي – جعلان بني بو حسن – بدية – وادي بني خالد – القابل – جزيرة مصيرة – دماء والطائيين منطقة جذب سياحي لما تتمتع به من مقومات طبيعية متنوعة ومنها الجزر والخلجان الطبيعية ومحمية السلاحف البحرية في راس الحد ورمال الشرقية في بدية.
المنطقة الوسطى : تتميز المنطقة بوجود أعداد كبيرة من حقول إنتاج النفط والغاز، إضافة إلى كونها منطقة تضم أنواعا وأشكالا متعددة ومتنوعة من الحياة البرية من أهمها محمية المها العربية في جدة الحراسيس. يتبع المنطقة أربع ولايات وهي: هيما – محوت – الدقم – الجازر.
التاريخ العماني
فموقع السلطنة على الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتمركزها على الطرق الرئيسية للتجارة بين الشرق والغرب كان السبب الرئيسي الذي مكن الدولة العمانية من السيطرة على التجارة في بحر العرب والمحيط الهندي لفترات طويلة من التاريخ التجاري العالمي وذلك حتى ظهور البرتغاليين ثم الهولنديين والبريطانيين والفرنسيين ومن بعدهم واستمرار الصراع العماني مع تلك القوى خلال دولة اليعاربة ومن ثم دولة البوسعيد عندما استطاع سعيد بن سلطان بسط سيطرته على بحر العرب والمحيط الهندي ليؤسس فيما بعد الدولة العمانية لتصل إلى سواحل أفريقيا والهند وباكستان.
والموقع ذاته أيضا كان سببا رئيسيا في نشر الدعوة الإسلامية حيث عُرف عن العمانيين ولعهم بالبحر والتجارة وكانوا أسياد البحار وتجارا مهرة استطاعوا الوصول إلى كانتون بالصين وهو ما عرف بطريق الحرير ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أحمد بن النعمان أول مبعوث عربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
على كل حال الموقع الجغرافي العماني أسهم في بلورة أدوار عمان عبر فترات التاريخ المختلفة إلى جانب دورهم في نشر الإسلام والحضارة فقد ساهموا في التصدي للطامعين في البلاد العربية والإسلامية كما حدث في فك الحصار الذي فرضه الفرس على مدينة بغداد بواسطة السفينة الرحماني. تنوع ثري تمثله الجغرافيا العمانية أتاح فيما بعد تنوعا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأوجد مزيجا متناغما من العادات والتقاليد والفنون وأنواعاً عديدة ومتنوعة من السلوك الإنساني البشري.
التاريخ العماني ناصع منذ عصور ما قبل الإسلام وقيام دول وممالك في الشمال والجنوب وظهور صناعات النحاس والفخار ومن ثم ازدهار أسواق تجارية كصحار التي كانت ميناءا تجاريا هاما على مستوى المنطقة، وكذلك الحال في قلهات وصور في المنطقة الشرقية، وعبر عن ذلك الازدهار في كل حقبة من حقب التاريخ التسميات التي كانت تطلق على عمان ومنها مزون ومجان وهما تعبير عن ازدهار صناعة النحاس والتي وجدت العديد من الآثار الدالة على ازدهار تلك الصناعة في مواقع أثرية بمناطق مختلفة من السلطنة. ومن الشمال إلى الجنوب ولا زلنا في عصور ما قبل الإسلام فقد ازدهرت هناك تجارة اللبان الذي ينمو بكثرة في جبال محافظة ظفار فكان على مدار قرون مضت على قدر كبير من الأهمية حيث استخدمه الفراعنة في مصر القديمة في معابدهم واستهلكوا منه كميات كبيرة، دلت على ذلك بعض الرسوم والحفريات لسفن ومراكب محملة باللبان موجودة في المعابد المصرية، ولا تزال هناك أيضا العديد من الشواهد التاريخية في جنوب عمان تدل وبوضوح على حضارات وأمم كانت سائدة في القرون الماضية وبادت وخلّفت وراءها مقابر ومزارات ومواقع أثرية على جانب كبير من الاهمية.
وفي الداخلية والظاهرة والشرقية وفي كل شبر على هذه الأرض الطيبة هناك موقع أثري وتاريخي يحكي قصة مجد وحضارة سطرها أبناء عمان تعود إلى ما قبل العصور الإسلامية ففي الظاهرة على سبيل المثال هناك مقابر بات، وفي الداخلية وبالتحديد في ولاية أدم شواهد على وجود سوق الشيابنة على طريق رحلة الشتاء والصيف، وفي سمد الشأن اكتشفت مواقع يعتقد أنها تعود إلى عصور حضارة أم النار، هذا التطواف السريع في التاريخ القديم لعمان يدل على المكانة التاريخية للدولة العمانية، ويؤسس للتطور التاريخي الذي يصل بنا إلى المرحلة الحالية للحضارة العمانية.
ومن العصر القديم إلى العصور الإسلامية التي تعتبر هي الأخرى مرحلة هامة من التاريخ العربي والإسلامي فالأمة العمانية دخلت الإسلام دون سيف أو حافر بل استقبلت موفد رسول الله (ص) عمرو بن العاص إلى سعيد وعبد ابني الجلندي ملوك عمان في ذلك الوقت بالترحاب ودخل بعدها العمانيون في دين الله أفواجا، وبدأ مع بداية هذه المرحلة الدور العماني في نشر الدين الإسلامي فكان العمانيون خير سفراء ودعاة للدين الحنيف وأسهموا إسهاما كبيرا في نشر الدعوة في البر الأفريقي بقيام دولتهم وعاصمتها زنجبار وكذلك نشروا الإسلام في آسيا الوسطى عن طريق تجارتهم التي بلغت ميناء كانتون بالصين، ويمكن القول بفخر أن العمانيين لم يُسلموا طواعية فقط وإنما ساهموا في نشر الإسلام في جميع أصقاع العالم، فحاربوا إلى جانب خليفة رسول الله الصديق أبو بكر في حروب الردة، وكان منهم علماء ومحاربون وأصحاب وتابعون وبرزت أسر عمانية اشتهرت بالعلم والورع ونشر الدعوة ومنها أسرة آل المهلّب العمانية في البصرة.
المقومات الطبيعية
الموقع الجغرافي.. تنفرد سلطنة عمان بموقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز الذي أهّلها على مدى حقب تاريخية مختلفة بأن تلعب دورا تاريخياً متفرداً فالسلطنة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 500ر309 كم2 تقع في أقصى الجنوب الشرقي لشبة الجزيرة العربية وتمتد بين خطي عرض 40ر16 و20ر26 درجة شمالا وبين خطّي طول 50ر51 و40ر49 درجة شرقا.
ترتبط عمان بحدود جغرافية مع الجمهورية اليمنية من الجنوب الغربي والمملكة العربية السعودية من الغرب، ودولة الإمارات العربية المتحدة من الشمال. تنتمي عمان إلى المناطق الحارة الجافة لوقوعها شمال مدار السرطان وجنوبه، ولها في جنوبها امتداد للمناخ الاستوائي.
الشواطئ.. تمتد الشواطئ العمانية لأكثر من 3165 كم2 تبدأ من أقصى الجنوب الشرقي حيث بحر العرب ومدخل المحيط الهندي، وصولا إلى خليج عمان حيث ينتهي عند مسندم شمالا، وتتميز الشواطئ العمانية بتنوع البيئة البحرية وتوفر الثروة السمكية الهائلة، ونظافة الشواطئ العمانية والحرص على أن تكون خالية من التلوث شأنها شأن البيئات الأخرى التي كان الاهتمام بها واضحا من خلال تخصيص عامين للبيئة العمانية. ولقد أكسب هذا الاهتمام بالبيئة عمان سمعة عالمية طيبة أهّلها للفوز بمجموعة من الجوائز، والاستفادة من المقومات الطبيعية للشواطئ العمانية النظيفة لخدمة السياحة إلى السلطنة بصورة كبيرة.
الجبال.. تُشكّل الجبال نسبة كبيرة من البيئة الجغرافية العمانية، وتتنوع في هذه الجبال البيئات النباتية والحيوانية، سواء في الشمال أو الجنوب، وفي شمال عمان توجد جبال الحجر التي يقسمها وادي سمائل إلى قسمين شرقي وغربي، ويعتبر (جبل شمس) في منطقة الجبل الأخضر أعلى منطقة في جبال الحجر حيث يبلغ ارتفاعها 3000 متر فوق سطح الأرض.
أما في الجنوب فتمتد منطقة جبال ظفار من الشرق إلى الغرب بطول حوالي 4000 كم قبالة جزر الحلانيات إلى الحدود مع الجمهورية اليمنية، ويعتبر جبل سمحان في الشرق وجبال القمر في الغرب أبرز جبال المنطقة، ويبلغ أقصى ارتفاع لهذا السلسة 2500م. وفي محافظة مسندم ترتفع الجبال إلى 1800 متر فوق سطح البحر.
الأودية.. تتقاطع الأودية وتسير أحيانا في اتجاه واحد مع السلسلة الجبلية الشاهقة في عمان سواء كان ذلك في الشمال أو الجنوب، ويشكل الاثنان نظاما بيئيا فريدا يتميز بالتعدد والتنوع والثراء الطبيعي.
وفي وادي سمائل – كنموذج مثالي لهذه الأودية يقطع الوادي سلسلة جبال الحجر في شمال عمان إلى قسمين أحدهما غربي وهو القسم الواقع غرب الوادي وفيه تقع منطقة الجبل الأخضر وولايات الرستاق ونخل والعوابي وغيرها، وقسم آخر شرقي يقع شرق الوادي وتقع ضمنه ولايتا سمائل وبدبد وغيرها، ووجدت التجمعات السكانية على ضفاف الاودية في عمان منذ آلاف السنين وذلك لخصوبة هذه الأودية، ومن ثَمَّ قامت حضارات قديمة جدا كشفت عنها البعثات الأثرية التي قامت بالتنقيب في مناطق مختلفة من هذه الأودية ومنها منطقة منال في ولاية سمائل حيث تم الكشف عن وجود آثار لحياه بشرية قديمة جدا في المنطقة.
السهول.. أما السهول في عمان فتتميز هي الأخرى ببيئات طبيعية متفردة خَلقت منها مناطق جذب بشري على مدى العصور الماضية، فقد كانت ولا زالت السهول كسهل الباطنة في الشمال الذي يتراوح اتساعه ما بين 15-80 كم ويتجاوز طوله 300 كم، وسهل جربيب في الجنوب من عمان يعتبران من المناطق الزراعية الخصبة والرئيسية في عمان وذلك لاتساع مساحات الأراضي الصالحة للزراعة بهما، وتوفر المياه العذبة، ولذا فتنتشر في هذين السهلين البساتين الوارفة الظلال الممتدة بامتداد البصر، كما أنه في حالة سهل الباطنة يعتبر السهل من أكبر مناطق السلطنة تجمعا للسكان بما يعنيه ذلك من تنوع وثراء حضاري وموروث تقليدي.
الجزر.. يتبع السلطنة مجموعة كبيرة من الجزر ولعل جزيرة مصيرة أكبر هذه الجزر وأشهرها، تقع جزيرة مصيرة في جنوب شرق السلطنة ويتبعها مجموعة صغيرة من الجزر الصغيرة الأخرى، واشتهرت فيما مضى بصناعة السفن وشباك الصيد، واتخذتها السفن محطة للتزوّد بالمياه الصالحة للشرب. تشتهر الجزيرة بالسلاحف البحرية التي تتكاثر في شواطئها، كما أنها تشهد هجرات الطيور والكائنات البحرية الأخرى، وإلى جانب جزيرة مصيرة في الجنوب جزر الحلانيات.
وفي الشمال في هرمز جزر سلامة وبناتها وهذه جميعها تشكل أهمية إستراتيجية لوقوعها في مناطق تُحكم بطرق القوافل والتجارة حديثا وقديما.
الصحراء.. يرتبط اسم عمان كبلد عربي ذي حضارة عريقة ارتباطا وثيقا بالصحراء، حيث تمتد صحراء الربع الخالي التي يقع جزء كبير منها في المملكة العربية السعودية وبلدان خليجية أخرى، وامتداد هذه الصحراء في عمان هو امتداد للحياة البدوية بما تعنيه من حضارة وأصالة وموروث تقليدي أصيل، وبما تشكّله كذلك من عوامل جذب للسياحة، كما هو الحال في الكثبان الرملية في ولاية بدية بالمنطقة الشرقية التي بدأت في الوقت الراهن تنتشر كموقع سياحي متميز يوفر للسائح المغامرة والاستكشاف كما أن هذه الصحراء بحيواناتها البرية كالمها والغزال وحيوانات أخرى إضافة للبيئة العمانية المتميزة كما هو في جدة الحراسيس في ولاية هيما بالمنطقة الوسط .
مصادر
- Assessing the Political Stability of Oman, Mark N. Katz, Middle East Review of International Affairs, Vol. 8, No. 3, Page 5 (September 2004). [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 07 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
- J.E. Peterson, "Oman's Diverse Society: Northern Oman," Middle East Journal, Vol. 58, No. 1 (Winter 2004), p. 32.
- جون بيترسون، في بحثه الذي نشره في دورية "مجلة الشرق الأوسط" (شتاء 2004)، مجلد 58 رقم 1 ص32، بعنوان "مجتمع عمان المنوع: شمال عمان"، وذكرته شبكة CNN نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
- Dale F. Eickelman, "Kings and People: Information and Authority in Oman, Qatar, and the Persian Gulf," in Joseph A.Kechichian (ed.), Iran, Iraq, and the Arab Gulf States (New York: Palgrave, 2001), p. 202.
- ديل ف. إيكلمان، "ملوك وشعب: معلومات وسلطة في عمان وقطر والخليج الفارسي"، في جوزيف أ. كيشيشيان، (إيران والعراق ودول الخليج العربي) (نيو يورك: بالغراف، 2001) ص202.