فلسفة علم الإنسان
الأنثروبولوجيا الفلسفية، أو ما يسمى أحيانًا بعلم الإنسان الفلسفي،[1][2] هو تخصص يتناول أسئلة ما وراء الطبيعة وعلم الظواهر لدى الإنسان والعلاقات الشخصية.
تاريخها
الكتاب المسيحيون القدماء: أوغسطينوس
كان أوغسطينوس من أوائل الكتاب المسيحيين اللاتينيين القدامى الذين امتلكوا رؤية أنثروبولوجية واضحة للغاية، على الرغم من أنه ليس واضحًا ما إذا كان له تأثير على ماكس شيلر، مؤسس الأنثروبولوجيا الفلسفية كتخصص مستقل، أو على أي من الفلاسفة الكبار الذين تبعوه. واستشهد هوسرل وهايدغر بأوغسطينوس كأحد الكتاب الأوائل الذين استفهموا عن الوعي بالزمن ودور البصر في الشعور بـ«التواجد في العالم».[3][4]
نظر أوغسطينوس إلى الكائن البشري على أنه وحدة متكاملة من مادتين: الروح والجسد.[5] وكان أقرب بكثير في رؤيته الأنثروبولوجية هذه إلى أرسطو منه إلى أفلاطون.[6][7] في أطروحته المتأخرة الاهتمام بالموتى الفصل 5 (420 م) أصر على أن الجسد جزء أساسي من الإنسان:
ليس من الحكمة أن ترفض الأجساد نفسها. (...) إذ لا ينتمي الجسد لزينة أو مساعدة خارجية، بل للطبيعة البشرية نفسها.[8]
كان الزواج هو الشكل المفضل لدى أوغسطينوس لوصف وحدة الروح والجسد: جسدك هو زوجتك. في البداية، كان العنصران في تناغم مثالي. بعد سقوط الإنسانية، هما الآن يخوضان قتالًا محتدمًا مع بعضهما البعض.
هذان الاثنان شيئان مختلفان قطعًا: الجسد هو شيء ثلاثي الأبعاد مكون من العناصر الأربعة، في حين أن الروح ليس لها أن أبعاد مكانية.[9] الروح هي نوع من المواد التي تساهم في التفكير وتصلح لتحكم الجسد. لم ينهمك أوغسطينوس كثيرًا في التفاصيل، كما فعل أفلاطون وديكارت، في جهوده لتفسير ما ورائيات وحدة الروح والجسد. كان يكفيه الاعتراف بأنهما مختلفان من الناحية الماورائية. أن تكون إنسانًا يعني أن تكون مزيجًا من الروح والجسد، وأن الروح أسمى من الجسد. يستند بيانه الأخير في تصنيفه الهرمي للأشياء إلى الأشياء الموجودة فقط، والأشياء الموجودة والحية، والأشياء الموجودة والحية والتي تتمتع بالذكاء أو المنطق.[10][11]
وفقًا لبلاسكيز، لم تؤد نزعة أوغسطينوس الثنائية في نظرته للجسد والروح إلى منعه من رؤية اتحاد الجسد والروح كمادة في حد ذاتها. بعد أرسطو وفلاسفة قدماء آخرين، عرّف أوغسطينوس الإنسان على أنه حيوان عاقل فانٍ.[12][13]
الفترة الحديثة
ظهرت الأنثروبولوجيا الفلسفية كنوع من الفكر، قبل أن تؤسَّس كتخصص فلسفي مميز في عشرينيات القرن العشرين، بصفتها فكرًا خاصًا بما بعد العصور الوسطى يسعى للتحرر من الديانة المسيحية والتقاليد الأرسطية. يعود أصل هذا التحرر، الذي يعد سمة للحداثة، إلى الشك الديكارتي الذي صاغه ديكارت في أول تأملين من تأملاته في الفلسفة الأولى (1641).[14]
ألقى إيمانويل كانت (1724-1804) أول محاضرة في الأنثروبولوجيا في العالم الأكاديمي الأوروبي. وطور على وجه الخصوص مفهوم الأنثروبولوجيا الواقعية، الذي يُدرَس الإنسان بموجبها بصفته عاملًا حرًا. في الوقت نفسه، اعتبر الأنثروبولوجيا الخاصة به تجريبية، وليست تخصصًا فلسفيًا بحتًا. كانت أعماله الأنثروبولوجية والفلسفية أحد التأثيرات في هذا المجال خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. عقب كانت، يعتبر لودفيغ فويرباخ أحيانًا ثاني أهم مؤسس ومؤثر في الأنثروبولوجيا الفلسفية.[15][16]
خلال القرن التاسع عشر، قدم المثاليون الألمان ما بعد كانت، أمثال فيشته وشيلن وهيغل،[17] بالإضافة إلى سورين كيركغور إسهامات هامة.
انظر أيضا
المراجع
- Fikentscher (2004) pp.74, 89 نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Cassirer (1944)
- Husserl, Edmund. Phenomenology of Internal Time-Consciousness. Tr. James S. Churchill. Bloomington: Indiana UP, 1964, 21.
- Heidegger, Being and Time Trs. Macquarrie & Robinson. New York: Harpers, 1964. 171. Articulating on how "Being-in-the-world" is described through thinking about seeing: "The remarkable priority of 'seeing' was noticed particularly by Augustine, in connection with his Interpretation of concupiscentia." Heidegger, quoting the Confessions: "Seeing belongs properly to the eyes. But we even use this word 'seeing' for the other senses when we devote them to cognizing... We not only say, 'See how that shines', ... 'but we even say, 'See how that sounds'".
- Gianni (1965), pp. 148–49.
- Hendrics (1954), p. 291.
- Massuti, p.98.
- Augustine, Aurelius de Hippo, Enarrationes in psalmos, 143, 6; CCL 40, 2077 [46] – 2078 [74]); De utilitate ieiunii, 4, 4–5; CCL 46, 234–35.
- Augustine, Aurelius de Hippo, De quantitate animae 1.2; 5.9
- On the free will (De libero arbitrio) 2.3.7–6.13
- Mann, p. 141–142
- De ordine, II, 11.31; CCL 29, 124 [18]; PL 32,1009; De quantitate animae, 25, 47–49; CSEL 89, 190–194; PL 32, 1062–1063
- Couturier (1954), p. 543
- Apostolopoulou, Georgia The Problem of Religion in Helmuth Plessner's Philosophical Anthropology, in Reimer, A. James and Siebert, Rudolf J. (1992) The Influence of the Frankfurt school on contemporary theology: critical theory and the future of religion, pp.42–66. Quotation from p.49:
Philosophical anthropology is a kind of thought arising in times of crisis. The main anthropologists, Max Scheler and Helmuth Plessner, share the same opinion [that it] has appeared as a consequence of the shaking of the Middle Age's order, the roots of which were Greek tradition and Christian religion.
نسخة محفوظة 6 يناير 2020 على موقع واي باك مشين. - Sarvepalli Radhakrishnan, Poolla Tirupati Raju (1966) The concept of man: a study in comparative philosophy p. 490
Feuerbach interpreted philosophical anthropologism as the summary of the entire previous development of philosophical thought. Feuerbach was thus the father of the comprehensive system of anthropological philosophy.
نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين. - Judith Deutsch Kornblatt, Richard F. Gustafson (1996) Russian religious thought p. 140 quotation:
In modern thought, according to Buber, Feuerbach was the most important contributor to philosophical anthropology, next to Kant, because he posited Man as the exclusive object of philosophy...
نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقع واي باك مشين. - Grolier (1981) The Encyclopedia Americana, Volume 21 p. 768 نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- بوابة علم الإنسان
- بوابة الأساطير
- بوابة التاريخ
- بوابة فلسفة