مجموعة ال22 التاريخية

مجموعة 22 التاريخية أجتمعوا نتيجة لأزمة الحركة الوطنية وتصدع حزب أنتصار الحريات الديمقراطية تحاول مجموعة من مناضلي المنظمة الخاصة الذين كانوا يؤمنون بضرورة اللجوء إلى الحل العسكري تجاوز الأزمة وما ترتب عنها من وشلل وذلك بخلق تنظيم جديد هدفه إعادة توحيد الصفوف للانطلاق في العمل المسلح، ألا وهو اللجنة الثورية للوحدة والعمل (CRUA) وذلك يوم 23 مارس 1954 وحاولت هذه اللجنة الاتصال بالأطراف المتخاصمة ولكنها فشلت في مسعاها.

وعلى إثر ذلك انعقد اجتماع ضم 22 عضوا في الجزائر العاصمة يوم [25جويلية] 1954 لإتخاذ التدابير التي يقتضيها الوضع. وقد ترأس هذا الاجتماع التاريخي الشهيد مصطفى بن بولعيد وانبثق عنه بعد قليل من التردد قرار الانطلاق في الثورة وتعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية.

التحضير للثورة

في شهر جوان 1954[1]، تم هذا الأجتماع بمنزل المناضل إلياس دريش بحيّ المدينة وحضر كل من المناضلين: باجي مختار، عثمان بلوزداد، رمضان بن عبد المالك، مصطفى بن عودة، مصطفى بن بو العيد، العربي بن مهيدي، لخضر بن طوبال، رابح بيطاط،زبير بوعجاج، سليمان بو علي، بلحاج بوشعيب، محمد بوالضياف، عبد الحفيظ بوصوف، ديدوش مراد، عبد السلام حبشي، عبد القادر لعمودي، محمد مشاطي، سليمان ملاح، محمد مرزوقي، بو جمعة سويداني، زيغود يوسف.

تم هذا الاختيار بالمشاورة بين بوالضياف وديدوش مراد وبن مهيدي المتواجدين في مدينة الجزائر، وأخذوا بالعتبار التمثيل المنصف لجميع مناطق الوطن ونظرا لضيق الوقت وصعوبة التنقل لم يكن الاتصال بجميع المناضلين الذين تمّ اختيارهم.

وعُين بالإجماع مصطفى بن بو العيد رئيسا للاجتماع ثم قدّم بوالضياف عرضا شاملا لأساب الفشل الذي آلت إليه اللجنة الثورية للوحدة والعمل وختم قوله بأنه لم يبق هناك حلّ إلاّ القيام بالثورة، ثّم استعراض شامل من طرف جميع الحاضرين للإمكانيات المادية والبشرية وخصوصا السلاح المتوفر فتبين أنّ السلاح قليل والكثير منه عبارة عن بنادق صيد ومسدّسات وبعض المفرقعات وعدد قيل من بنادق حرب وأنّ عدد المناضلين لا يتجاوز ألفا وخمسمائة عبر جميع التراب الوطني.

واتفق الجمع بالأغلبية على القيام بالثورة عاجلا دون تمهل وسطروا الأهذاف الأولى وهي الحصول على عدد كبير من الأسلحة عن طريق الهجوم على ثكنات العدو وتجنيد المناضلين وراء الثورة وعلى كل واحد الشروع في ناحيته للتحضير لهذا الحدث العظيم.

وبعد كل المناقشات التي دارت بين الجماعة في الأخير عُيّن مصطفى بن بوالعيد لمواصلة التحضير ولكنه تنازل وكلف بوالضياف، قام بوضياف بتعيين لجنة متكونة من بوالعيد وبوضياف وبن مهيدي وديدوش وبيطاط للقيام بالمهام التالية:

  • تعيين منسق للثورة على أنّ المبدأ الذي يجب أن تسير عليه الثورة هو القيادة الجماعية والابتعاد عن الزعامة الفردية.
  • تحديد تاريخ اندلاع الثورة.

أجتماع بولوغين

في شهر أكتوبر 1954 وقع اجتماع في منزل بوقشورة بحي (pointe pescade) رايس حميدو، وحضر في هذا الاجتماع من يعرفون بمجموعة الستة وهم: بوضياف، مصطفى بن بوالعيد، العربي بن مهيدي، مراد ديدوش، رابح بيطاط وكريم بلقاسم وقد تمّ الاتفاق على القرارات التالية:

  • تعيين بوضياف منسقا للثورة
  • تقسيم التراب الجزائري إلى خمس ( أصبحت ستة بعد مؤتمر الصومام بعد إضافة الصحراء) مناطق وتعيين المسؤولين على هذه المناطق وهم:
  • مصطفى بن بوالعيد على المنطقة الأولى (الأوراس) وهو يختار خليفته وكان شيهاني البشير.
  • مراد ديدوش على المنطقة الثانية (شمال قسنطينة) ونائبه يوسف زيغود وبعده مختار باجي والأخضر بن طوبال.
  • بلقاسم كريم على المنطقة الثالثة (القبائل) ونائبه أعمر أوعمران.
  • رابح بيطاط على المنطقة الرابعة (وسط الجزائر) ونائبه بوجمعة سويداني.
  • العربي بن مهيدي على المنطقة الخامسة (وهران) ونائبه عبد الحفيظ بوصوف.
  1. حدّد تاريخ اندلاع الثورة بفاتح نوفمبر 1954 على الساعة الصفر يعني ليلة 31 أكتوبر في جميع المناطق بدون تأخير أو تقديم على الوقت المحدّد.
  2. كلّف بوضياف بتبليغ هذه القرارات إلى الإخوة الثلاثة الموجودين في القاهرة بعد مطاردتهعم من الجزائر من طرف السلطات الاستعمارية لسبب نشاطهم الثوري وهم أحمد بن بلة ومحمد خيضر وحسين أيت أحمد.
  3. إصدار بيان موجّه للرأي العام الجزائري والعالمي يخبر باندلاع الثورة وبتحديد هدفها وبميلاد حركة تسمّى جبهة التحرير الوطني وهو نداء فاتح نوفمبر.
  4. اتفق الجميع على أنّ تحديد الأهداف التي يقع عليها الهجوم يتكفل به مسؤول المنطقة بمساعدة نوابه وهي ترمي إلى تحقيق هدفين أساسيين وهما الإعلان عن قيام الثورة وجمع ما أمكن من السلاح من عند العدو.

بيان فاتح نوفمبر

واقترانا بهذه العمليات المسلحة وزّع منشور وهو بيان أوّل نوفمبر ينص على النقاط التالية:

  1. الإعلان عن قيام الثورة ضدّ الاستعمار وميلاد (جبهة التحرير الوطني) لقيادتها.
  2. شرح الأسباب التي دفعت إلى القيام بهذه الثورة وخاصة منها الأزمة التي عرفها حزب الشعب وانقسامه بين المصاليين والمركزيين.
  3. هدف الثورة هو استرجاع السيادة الوطنية المتمثلة في استقلال الجزائر.
  4. الهدف الألي هو توحيد الشعب الجزائري وراء جبهة التحرير الوطني ثم التعريف بالققضية الجزائرية في الخارج.
  5. استعمال جميع الوسائل السياسية والعسكرية للوصول إلى هذا الهدف.

بسم الله الرّحمن الرّحيم نداء إلى الشعب الجزائري

هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني

إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954


" أيها الشعب الجزائري،

أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية،

أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا ـ نعني الشعب بصفة عامة، و المناضلون بصفة خاصة ـ نُعلمُكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح لكُم الأسْباَبَ العَميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا و الهدف من عملنا، و مقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي، ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الإمبريالية وعملاؤها الإداريون و بعض محترفي السياسة الانتهازية.

فنحن نعتبر قبل كل شيء أن الحركة الوطنية ـ بعد مراحل من الكفاح ـ قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية. فإذا كان هدف أي حركة ثورية ـ في الواقع ـ هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية، فإننا نعتبر الشعب الجزائري في أوضاعه الداخلية متحدا حول قضية الاستقلال و العمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي و خاصة من طرف إخواننا العرب و المسلمين.

إن أحداث المغرب و تونس لها دلالتها في هذا الصدد، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحرري في شمال إفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل. هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدا بين الأقطار الثلاثة.

إن كل واحد منها اندفع اليوم في هذا السبيل، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث، و هكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة ، نتيجة لسنوات طويلة من الجمود و الروتين، توجيهها سيئ ، محرومة من سند الرأي العام الضروري، قد تجاوزتها الأحداث، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحا ظنا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية.

إن المرحلة خطيرة.

أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلا، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة و مصممة، أن الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص و التأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة و التونسيين.

وبهذا الصدد، فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة و المغلوطة لقضية الأشخاص و السمعة، ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية أن يمنح أدنى حرية.

و نظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم : جبهة التحرير الوطني.

و هكذا نستخلص من جميع التنازلات المحتملة، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية، وجميع الأحزاب و الحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح التحرري دون أدنى اعتبار آخر.

ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي.

الهدف: الاستقلال الوطني بواسطة:

1 ـ إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية.

2 ـ احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني.

الأهداف الداخلية: 1 ـ التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي و القضاء على جميع مخلفات الفساد و روح الإصلاح التي كانت عاملا هاما في تخلفنا الحالي.

2 ـ تجميع و تنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري.

الأهداف الخارجية: 1 ـ تدويل القضية الجزائرية

2 ـ تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي و الإسلامي.

3 ـ في إطار ميثاق الأمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية.

وسائل الكفاح:

انسجاما مع المبادئ الثورية، واعتبارا للأوضاع الداخلية و الخارجية، فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا .

إن جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد وهما: العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض، و العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، و ذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين .

إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء، و تتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية، وحقيقة إن الكفاح سيكون طويلا ولكن النصر محقق.

وفي الأخير ، وتحاشيا للتأويلات الخاطئة و للتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم ، و تحديدا للخسائر البشرية و إراقة الدماء، فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة، إذا كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة، و تعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها.

1 - الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية و رسمية، ملغية بذلك كل الأقاويل و القرارات و القوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ و الجغرافيا و اللغة و الدين و العادات للشعب الجزائري.

2 - فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ.

3 - خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع الإجراءات الخاصة و إيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة.

وفي المقابل:

1 - فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية و المحصل عليها بنزاهة، ستحترم و كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص و العائلات.

2 - جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصلية و يعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات.

3 - تحدد الروابط بين فرنسا و الجزائر و تكون موضوع اتفاق بين القوتين الاثنتين على أساس المساواة و الاحترام المتبادل.

أيها الجزائري، إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة، وواجبك هو أن تنضم لإنقاذ بلدنا و العمل على أن نسترجع له حريته، إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك، و انتصارها هو انتصارك.

أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقون من مشاعرك المناهضة للإمبريالية، فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك."

فاتح نوفمبر 1954 الأمانة الوطنية.[2]

وصلات خارجية

مراجع

    • بوابة التاريخ
    • بوابة الجزائر
    • بوابة فرنسا
    • بوابة الحرب
    • بوابة عقد 1950
    • بوابة عقد 1960
    • بوابة الحلف الأطلسي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.