هندسة حيوية

الهندسة الحيوية أو الهندسة البيولوجية، هي تطبيق مبادئ علم الأحياء والأدوات الهندسية لصناعة منتجات قابلة للاستخدام، ملموسة واقتصادية.[1]

هندسة حيوية
صنف فرعي من
يمتهنه
ريبوسوم، آلة جزيئية تستخدم ديناميكيات البروتين
بعض الآلات البيولوجية

تطبق الهندسة الحيوية المعرفة والخبرة من عدد من العلوم الصرفة والتطبيقة،[1] مثل قانون نقل الكتلة، الحرارة، الطاقة الحركية، الحوافز الحيوية، الميكانيكا الحيوية، المعلوماتية الحيوية، عمليات الفصل والتنقية، تصميم المفاعلات الحيوية، علوم الأسطح، ميكانيكا الموائع، الديناميكا الحرارية وعلم البوليمرات. يستخدم العلم في تصميم الأجهزة الطبية ومعدات التشخيص، المواد المتوافقة حيويا، الطاقة الحيوية المتجددة، الهندسة البيئية، الهندسة الزراعية وغيرها من المجالات التي تعمل على تحسين مستويات المعيشة في المجتمعات.[2]

من أمثلة البحث في الهندسة الحيوية البكتيريا المهندسة في إنتاج المواد الكيميائية، تكنولوجيا التصوير الطبي الجديدة، أجهزة تشخيص الأمراض المحمولة والسريعة، الأطراف الصناعية، الصيدلة البيولوجية، المستحضرات الدوائية الحيوية وهندسة الأنسجة. تتشابه الهندسة الحيوية بشكل كبير مع التكنولوجيا الحيوية والعلوم الطبية الحيوية.[3]

بشكل عام، يحاول المهندسون البيولوجيون (أو مهندسو الطب الحيوي) إما تقليد الأنظمة البيولوجية لإنشاء منتجات أو تعديل الأنظمة البيولوجية والتحكم فيها حتى تتمكن من استبدال أو تعزيز أو التنبؤ بالعمليات الكيميائية والميكانيكية. يستطيع المهندسون البيولوجيون تطبيق خبراتهم على التطبيقات الأخرى للهندسة والتكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك التعديل الجيني للنباتات والكائنات الدقيقة، وهندسة العمليات الحيوية والتحفيز الحيوي.[4]

أغلب عمل المهندسون البيولوجيون مع الأطباء، الصيادلة والباحثين يقومون بتطبيق المبادئ والتقنيات الهندسة التطبيقية ويطبقونها على المشكلات البيولوجية والطبية في العالم الحقيقي.[5]

التاريخ

الهندسة الحيوية هي نظام علمي قائم على العلوم البيولوجية بنفس الطريقة التي تعتمد عليها الهندسة الكيميائية، الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية.[6] فهي تعتمد على الكيمياء، الفيزياء، الكهرباء، المغناطيسية وميكانيكا الموائع.[7]

قبل الحرب العالمية الثانية، بدأ الاعتراف بالهندسة البيولوجية كفرع من فروع الهندسة، كان مفهوما جديدا بالنسبة إلى الناس. بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ هذا الفرع بالنمو بسرعة كبيرة بسبب مصطلح «الهندسة الحيوية» الذي صاغها العالم والمذيع البريطاني هاينز وولف في عام 1954 في المعهد الوطني للبحوث الطبية.[8] تخرجت وولف في نفس العام لتصبح مديرة قسم الهندسة البيولوجية في الجامعة. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تدريس الهندسة الحيوية داخل الجامعة. لا تنحصر تطبيقات الهندسة البيولوجية على الأمور الطبية فقط، بل توسعت لتشمل الهندسة الزراعية والتعديلات البيئية مثل حماية التربة السطحية، اتزان ميل التربة، المجاري المائية، حماية الشواطئ، مصدات الرياح، الحواجز النباتية بما في ذلك حواجز الضوضاء.[9][10]

تم إنشاء أول برنامج للهندسة البيولوجية في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو في عام 1966. أطلق بعدها كلا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية يوتا المزيد من البرامج الحديثة.[11][12][13] وفقا للبروفيسور دوغ لاوفنبرغر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أدخلت العديد من أقسام الهندسة الزراعية في الجامعات في جميع أنحاء العالم برامج الهندسة الحيوية لمناهجها الدراسية.[11][14]

يرجع تطور هذا العلم سريعا إلى اتساع قاعدة تطبيقاته، فتتراوح استخداماته من المستوى الجزيئي (البيولوجيا الجزيئية، الكيمياء الحيوية، الميكروبيولوجيا، علوم الصيدلة، كيمياء البروتين، علم الأحياء الخلوي، علم المناعة والعلوم العصبية) مرورا بالأنظمة الخلوية والنسيجية (بما في ذلك الأجهزة والحساسات) فالنباتات والحيوانات.

حديثا يتم تطبيق الهندسة الحيوية للتحكم في النظم البيئية بأكملها.

التعليم

متوسط مدة الدراسة من ثلاث إلى خمس أعوام، ليحصل في نهاية المطاف على بكالوريوس الهندسة. تشمل الدورات الأساسية خلال فترة الدراسة الديناميكا الحرارية، الميكانيكا الحيوية والبيولوجية، الهندسة الوراثية، الديناميكيات السائلة والميكانيكية، الطاقة الحركية، الإلكترونيات وعلم خواص المواد.[15][16]

التخصصات الفرعية

الهندسة الحيوية مفهوم عام للعديد من التخصصات الفرعية مثل:

المنظمات

  • مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا (ABET)، مجلس معتمد داخل الولايات المتحدة يهدف إلى نشر برامج لتوضيح الفرق بين الهندسة الطبية الحيوية والهندسة البيولوجية ودعم كلا منهما.[21]
  • المعهد الأمريكي للهندسة الطبية والبيولوجية (AIMBE)، به أكثر من 1,500 عضو. يهدف المعهد إلى توصيل مدى أهمية الهندسة البيولوجية في عالمنا للجمهور، غير الاستثمار في البحوث والبرامج التي تهدف لتطوير المجال. بالرغم من عدم وجود أي مساهمة مباشرة لهم في مجال الهندسة البيولوجية لكن يعتبر هذا المعهد أكثر المعاهد والمنظمات تشجيعا للجمهور على مواصلة التحرك إلى الأمام.[22]
  • معهد الهندسة البيولوجية (IBEمنظمة غير ربحية، تعمل بالتبرعات الخيرية فقط. يهدف المعهد إلى تشجيع الجمهور على التعلم مثل المعهد الأمريكي للهندسة الطبية والبيولوجية، لا يملكون أي مساهمة مباشرة في مجال الهندسة البيولوجية كما أنهم لا يقومون بإجراء الأبحاث بشكل مباشر.[23]

انظر أيضا

مراجع

  1. Biological engineering، Gale Virtual Reference Library، 2015، ص. 10، ISBN 978-1-62968-526-7.
  2. "What is Bioengineering?"، bioeng.berkeley.edu (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 13 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2018.
  3. "Biotechnology vs Biomedical Science vs Biomedical Engineering (Bioengineering)"، Tanmoy Ray (باللغة الإنجليزية)، 19 يوليو 2018، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2018.
  4. Pasotti, Lorenzo؛ Zucca, Susanna (03 أغسطس 2014)، "Advances and Computational Tools towards Predictable Design in Biological Engineering"، Computational and Mathematical Methods in Medicine، 2014: 1–16، doi:10.1155/2014/369681، PMC 4137594، PMID 25161694، مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2018.
  5. Sheffield, University of، "What is bioengineering? - Bioengineering - The University of Sheffield"، www.sheffield.ac.uk (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2018.
  6. Biological Engineering، Gale Virtual Reference Library، 2015، ص. 18، ISBN 978-1-62968-526-7.
  7. Cuello JC, Engineering to biology and biology to engineering, The bi-directional connection between engineering and biology in biological engineering design, Int J Engng Ed 2005, 21, 1-7
  8. "Professor Heinz Wolff, scientist and TV presenter, dies aged 89" نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. Naik, edited by Ganesh R. (2012)، Applied biological engineering : principles and practice، Rijeka: InTech، ISBN 9789535104124. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول1= has generic name (مساعدة)
  10. Medical & biological engineering، Oxford ; New York: Pergamon Press، 1966–1976.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: تنسيق التاريخ (link)
  11. "MIT, Department of Biological Engineering"، مؤرشف من الأصل في 13 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 16 أبريل 2015.
  12. "Utah State University, Department of Biological Engineering"، be.usu.edu، مؤرشف من الأصل في 3 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 نوفمبر 2011.
  13. "Founder of UCSD Bioengineering Program"، jacobsschool.ucsd.edu، 01 مارس 2004، مؤرشف من الأصل في 17 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 22 مايو 2018.
  14. "MIT Directory, Doug Lauffenburger"، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2015.
  15. Linsenmeier RA, Defining the Undergraduate Biomedical Engineering Curriculum نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  16. Johnson AT, Phillips WM، "Philosophical foundations of biological engineering"، Journal of Engineering Education، 1995 (84): 311–318.
  17. "Bioengineering"، Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2019.
  18. "Convention on Biological Diversity"، مؤرشف من الأصل في 10 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 27 أبريل 2018.
  19. "Biomimetics: its practice and theory"، Royal Society Publishing، مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2018.
  20. "Bioprinting"، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2018.
  21. ABET Accreditation, accessed 9/8/2010. نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  22. American Institute for Medical and Biological Engineering نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  23. Institute of Biological Engineering نسخة محفوظة 09 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

  • بوابة تقانة
  • بوابة علم الأحياء
  • بوابة هندسة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.