تصوير تشخيصي طبي

يشير مصطلح التصوير التَّشخيصي الطبي[1][2] (بالإنجليزية: Medical imaging)‏ إلى التقنيات والعمليات المستخدمة للحصول على صور للجسم البشري (أو أجزاء منه) للأغراض التشخيصية، العلاجية أو البحثية.[3][4][5] وهو يعتبر فرع من التصوير البيولوجي الحيوي ويتعاون بشكل كبير مع علم الأشعة، التنظير الداخلي، التصوير الحراري. تعتبر بعض طرق القياس والتسجيل الفيزيولوجي نوعاً من التصوير الطبي حتى وإن كانت لا تنتج صوراً كما هو الحال في التخطيط الدماغي الإلكتروني (EEG) أو التخطيط الدماغي المغناطيسي (MEG) ولكنها تنتج بيانات على شكل خرائط. في المصطلحات الطبية فإن التصوير الطبي يكون مساوياً لعلم الأشعة بشكل عام كما يطلق على الفني الطبي المسؤول عن إجراء عمليات التصوير الطبي اسم أخصائي أشعة.

تصوير تشخيصي طبي

من أنواع اختبار طبي،  وتشخيص 
ن.ف.م.ط.
مدلاين بلس

تقنيات التصوير الطبي الحديثة

التصوير الطبي الشعاعي التنظيري

مقاطع بالاشعة لمختلف مناطق الجسم

أيضاً يعرف باسم التصوير بالأشعة السينية التنظيرية، ويستخدم عادة لتحديد نوع ومدى كسور العظام في الحالات الاسعافية. وباستخدام [مادة ظليلة] كالباريوم كما يمكن أن تستخدم هذه الطريقة لتصوير المعدة والكولونات وبهذا تساعد على تشخيص القرحة أو اكتشاف سرطان القولون والكثير من أمراضها.

الأشعة المقطعية

التصوير بالأشعة المقطعية هي طريقة للحصول على صورة لمستوي واحد أو مقطع في جسم ما..وهناك عدة أنواع منه:

  • الأشعة المقطعية الخطية: وهي من أبسط أنواع الأشعة المقطعية. حيث يتحرك أنبوب الأشعة السينية من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) فوق المريض بينما يتحرك مستقبل الإشعاع بشكل متزامن تحت المريض من النقطة (ب) إلى النقطة (أ) حيث توضع نقطة المحور في المنطقة المهتم بتصويرها شعاعياً. في هذه الحالة فإن المناطق فوق وتحت المستوى المحرقي سوف تكون الصورة فيها مشوشة. لم تعد هذه الطريقة تستخدم وتم الاستعاضة عنها بالتصوير بالأشعة المقطعية المبرمج.
  • التصوير بالأشعة المقطعية المتعدد: هو خليط من التصوير بالأشعة المقطعية. حيث في هذه الطريقة يتم برمجة عدة حركات هندسية مثل الحركة عل قطع ناقص، دائرة، على شكل حرف 8، وقطع مكافئ. قامت شركة فيليبس بإنتاج واحدة من هذه الأجهزة أطلقت عليه اسم بوليتوم 'Polytome' ولكنه لم يعد يستخدم حالياً واستبدل بالتصوير بالأشعة المقطعية المبرمج.
  • التصوير بالأشعة المقطعية المبرمج (CT): أو يعرف أيضاً بالتصوير بالأشعة المقطعية المحوري المبرمج (CAT)وهو تصوير حلزوني ينتج صوراً ثنائية البعد لكل مقطع رقيق في الجسم. تستخدم الأشعة السينية، ولا ينصح بتكرار هذا التصوير بشكل كبير وذلك لتفادي الآثار الصحية.

الموجات فوق الصوتية

يستخدم التصوير باستخدام التخطيط التصواتي وهي موجات صوتية ذات تردد عال يتراوح بين 2 إلى 10 ميغاهرتز والتي تنعكس من قبل أنسجة الجسم بزوايا مختلفة لتنتج صوراً ثنائية الأبعاد عادة على شاشة المرقاب. غالباً ما تستخدم هذه الطريقة لمراقبة الجنين عند النساء الحوامل. تتضمن بعض الاستخدامات الهامة الأخرى تصوير الأعضاء الباطنة، القلب، الأعضاء التناسلية الذكرية، وأوردة الأرجل. على الرغم أن هذه الطريقة تقدم معلومات تشريحية أقل من طرق التصوير الأخرى كالتصوير بالأشعة المقطعية أو بالرنين المغناطيسي إلا أن لها العديد من الميزات التي تجعلها من أفضل أدوات التشخيص في العديد من الحالات وخاصة الحالات التي تتضمن دراسة وظائف الأعضاء المتحركة في الزمن الفعلي، كما أنه من الآمن أيضاً استخدام هذه الطريقة على اعتبار أن المريض لا يتعرض إلى أي تأثير إشعاعي ولم يثبت أن سببت الموجات التصواتية أي أعراض صحية. كما أن هذه الطريقة رخيصة بشكل نسبي وسريعة. كما أنه من الممكن نقل أجهزة التصوير بالموجات التصواتية إلى مكان وجود المريض في حال كان من الصعب إحضار المريض إلى مكان التصوير الشعاعي كما في حالات العناية المشددة. من الممكن استخدام الصور الحية في عمليات التصريف أو التنظير الداخلي.

الفلوروسكوبي

جهاز الفلوروسكوبي

ينتج الفلوروسكوبي صوراً حية للأعضاء الداخلية للجسم بنفس طريقة التصوير بالأشعة ولكنها توظف دخلاً ثابتاً للأشعة السينية. تستخدم مادة وسيطة مثل الباريوم، اليود، والهواء لإظهار الأعضاء الداخلية أثناء عملها. تستخدم طريقة التصوير الفلوروسكوبي في العمليات تحت التصوير عندما تكون هناك حاجة للحصول على معلومات عن الأعضاء الداخلية أثناء العملية.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

التصوير بالرنين المغناطيسي يستخدم مغناطيسات قوية ليستقطب نواة الهيدروجين (بروتون وحيد) في جزيئات الماء الموجودة في الأنسجة البشرية مولدة إشارة قابلة للالتقاط حيث يتم فك تشفيرها معطية صورة للجسم. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي ثلاث أنواع من الحقول الكهرومغناطيسي: حقل مغناطيسي ساكن قوي جداً (من فئة عدة وحدات تسلا) من أجل استقطاب نويات الهيدروجين، يدعى بالحقل الساكن، هناك حقل أضعف منه متغير مع الزمن (من فئة 1 كيلو هرتز) من أجل الترميز الخاص، يسمى بحقل الميلان، وحقل موجات راديوية ضعيف من أجل التلاعب بنويات الهيدروجين لإنتاج إشارات ممكنة القياس يتم تجميعها خلال هوائي الموجات الراديوية. كما في الأشعة المقطعية فإن التصوير بالرنين المغناطيسي انتج صوراً للمقاطع والشرائح الرقيقة للجسم ولذلك تم اعتباره نوعاً من أنواع التصوير بالأشعة المقطعية. تتمكن أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي الحديثة من إنتاج صوراً ثلاثية الأبعاد والتي تعتبر تعميماً للصور الثنائية البعد. على خلاف التصوير بالأشعة السينية فإن التصوير بالرنين المغناطيسي لا يستخدم أي نوع من الأشعة المؤينة وبالتالي فإنه لا يتصاحب مع مخاطر صحية، حيث أنه ليس من المعروف وجود أي مخاطر صحية على المستوى البعيد للتعرض إلى حقل مغناطيسي ساكن قوي ولكن هذا الأمر لا يزال موضع جدال وبحث علمي. ولذلك لا يوجد أي تحديد لعدد المرات التي من الممكن للمريض أن يتعرض لها للتصوير بالرنين المغناطيسي على خلاف التصوير بالأشعة السينية. ولكن يوجد مخاطر صحية من جراء تسخين الأنسجة بتعريضها لحقل الأمواج الراديوية والتأثير على الأجهزة المزروعة ضمن الجسم كمنظمات عمل القلب. على اعتبار أن طريقتي التصوير بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي تختلفان في حساسيتهما لمواد الأنسجة المختلفة، لذلك فإن الصور الناتجة عن كلا الطريقتين تختلف بشكل ملحوظ. تنتج الصور في الأشعة السينية المقطعية عن طريق حجب مرور الأشعة بواسطة الأنسجة الكثيفة، بينما تكون جودة الصورة ضعيفة في مناطق الأنسجة الطرية. بينما بروتون الهيدروجين يكون موجوداً في معظم الأنسجة الطرية التي تحتوي على الكثير من جزيئات الماء. وهنا تستخدم تقنية مطابقة الصور بواسطة الكمبيوتر للحصول على صورة واضحة لمختلف الأنسجة بمطابقة صورتي الأشعة السينية والرنين المغناطيسي.

التصوير النووي

تستخدم الصور من كاميرا غاما في الطب النووي لالتقاط مناطق النشاط الحيوي والتي غالباً ماتكون مترافقة مع الأمراض كالسرطان. يتم حقن المريض بنظير مثل نظير اليود 123 I123 حيث يتم امتصاص هذه النظائر بسرعة أكبر من قبل المناطق الحيوية الفعالة في الجسم كالأورام السرطانية أو الشقوق في العظام.

التصوير بإشعاع البوزيترون (PET)

يستخدم التصوير بالبوزيترونات (PET)بشكل خاص في التحري عن أمراض الدماغ والقلب. وكما في الطب النووي يستخدم نظير له عمر النصف قصير، فتكون مدة نشاطه الإشعاعي في الجسم قضيرة، مثل نظير الفلور 18 18F الذي يمكن أن يدخل في تركيب مواد تستهلك في الجسم البشري مثل سكر الجلوكوز، الذي يتم استهلاكه بشكل مباشر من قبل الخلايا السرطانية.

وتتواجد أجهزة التصوير بإشعاع البوزيترون بشكل متوازي مع أجهزة التصوير بالأشعة المقطعية حيث من الممكن أجراء الصورتين دون الحاجة إلى تحريك المريض. وهذا يسمح باكتشاف الأورام السرطانية بالمرافقة مع تشريح أعضاء المريض الذي تم الحصول عليه بالأشعة السينية.

التصوير الصوتي

تم تطوير تقنية التصوير الصوتي حديثاً واستخدامها في تطبيقات التصوير الطبي. وهي تدمج ميزات الامتصاص الضوئي مع المجال للموجات الفوق صوتية للحصول على صور على أعماق كبيرة نسبياً. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن تقنية التصوير الصوتي ممكنة الاستخدام في تحليل ومراقبة الأورام، أكسدة الدم، التصوير الدماغي الوظيفي، واكتشاف الأورام القيتامينية الجلدية.

تقنيات التصوير الطبية في العيادات أو التصوير الحيوي

المجهر الإلكتروني

لفحص عينات أصغر من الخلايا، كمكونات الخلايا أو الفيروسات، قد يختار العلماء واحداً من بضعة أنواع من المجاهر الإلكترونية. في المجهر الإلكتروني Electron microscope تقوم حزمة من الإلكترونات، بدل شعاع من الضوء، بإعطاء صورة مكبرة للعينة. المجاهر الإلكترونية أقوى بكثير من المجاهر الضوئية. ويمكن لبعض المجاهر الإلكترونية أن تظهر حتى محيط ذرّات منفصلة في إحدى العينات. حيث من الممكن ان تصل قوة تكبير المجهر الإلكتروني إلى ما يقارب 2.000.000 مرة.

الحصول على صور ثلاثية الأبعاد

مؤخراً تم تطوير تقنيات تمكن من الحصول على صور ثلاثية الأبعاد من الأشعة المقطعية CT، صور الرنين المغناطيسي MRI، أو التصوير بالموجات الفوق صوتية. في العادة تنتج تقنيات التصوير صوراً ثنائية البعد لشرائح مقاطع الجسم على فيلم، ومن أجل الحصول على صور ثلاثية الأبعاد يتم دمج صور الشرائح المتتالية في الحاسوب لإنتاج نموذج ثلاثي الأبعاد تظهر على شاشة الحاسوب. وهذه النماذج تسهل على الطبيب مراقبة الأعضاء الداخلية بزوايا رؤية مختلفة وبسرعة. وتستخدم تقنية مشابهة للحصول على النماذج الثلاثية الأبعاد من بيانات التصوير بالأمواج الفوق صوتية. لهذه التقنية اهمية كبيرة في التصوير الطبي، وقد ساهمت في تطوير الكثير من العمليات الجراحية التي لم تكن موجودة سابقاً، على سبيل المثال عملية فصل التوأم الإيراني لاله ولادان بيجاني من قبل الطبيب كيث غوه السنغافوري في العام 2003. بالإضافة إلى ذلك تجري أبحاث من أجل استخدام هذه التقنية في المجال الصناعي للحصول على نماذج لقطع ميكانيكية من الصور الثلاثية الأبعاد المأخوذة بالأشعة السينية لهذه القطع.

التصوير الطبي لغير أهداف تشخيص الأمراض

تستخدم تقنيات التصوير الدماغي مؤخراً في تجارب على الإنسان (خاصة المعاقين) من أجل التحكم بأجهزة خارجية باستخدام الأمواج الدماغية، أو مايطلق عليه اسم التفاعل الدماغي الحاسوبي.

تاريخ التصوير الطبي

بدأ التصوير في عام 1895 مع اكتشاف الآشعة السينية (ويطلق أيضاً عليه آشعة rontgen (روتنج)) ويعد هذا الرجل أول من وصف محتوياته بأدق التفاصيل، وهو نوع من الإشعاع الكهرومغناطيسى. واكتشفت هذه التطبيقات المختلفة قربيا، وطرحت آشعة التشخيص في وقت مبكر جدا للاستخدام قبل اكتشاف أخطار الإشعاع المؤين. في البداية جرى التصوير على مجموعات كبيرة من الموظفين في المستشفيات، وشملت علماء، مصورين، أطباء، ممرضات، مهندسين. حول الطب التشخيص في الاشعة وترعرع للتكنولوجيا الجديدة، واستمر ذلك لعدة سنوات، عندما تطورت الاختبارات التشخيصية والاشعة السينية الجديدة، فكان من الطبيعى أن يجرى اختبار تدريبي للمصورين على هذه التكنولوجيا الجديدة وحدث هذا أولا مع الكشف الفلورى في: حساب tomography (تاموجرافى) عام 1960 الفحص الثديي بالموجات فوق الصوتية عام 1970 التصوير بالرنين المغناطيسى عام 1980 إضافة إلى قائمة المهارات التي يستخدمها المصورون الاشعاعيون، إلا أن هذه التخصصات لا تستخدم الإشعاع المؤين أو الاشعة السينية. وبالرغم من ضيق قاموس التصوير قد تعرف باسم «التقاط الآشعة اسينية» وكان هذا فقط مجرد جزء من قسم التصوير بالآشعة السينية. ويستخدم المصورون الآشعة السينية أيضا في مجال «الاختبار الغير تدميرى» حيث يستخدم أيضا أحدث تكنولوجيا الفحص بالموجات الصوتية.

انظر أيضًا

المراجع

  1. imaging&field_magal=Medical "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي"، مؤرشف من الأصل في 28 ديسمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2016. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  2. "LDLP - Librairie Du Liban Publishers"، مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2016.
  3. Waste not, want not: Getting the most from imaging procedures. Diagnostic Imaging. March 19, 2010. نسخة محفوظة 02 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين.
  4. "Medical Radiation Exposure Of The U.S. Population Greatly Increased Since The Early 1980s"، مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 2017.
  5. "DICOM Homepage"، dicom.nema.org، مؤرشف من الأصل في 19 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 24 مايو 2016.
إخلاء مسؤولية طبية
  • بوابة صور رقمية
  • بوابة طب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.