سورة العلق
سورة العلق هي سورة مكية، وهي أول سورة نزلت على النبي محمد في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة. هي من المفصل، آياتها 19، وترتيبها في المصحف 96، في الجزء الثلاثين، بدأت بفعل أمر اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، وتُسمى أيضًا سورة اقرأ.[1] بها سجدة تلاوة في الآية الأخيرة: كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ .
| |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
الترتيب في القرآن | 96 | ||||||
إحصائيات السورة | |||||||
عدد الآيات | 19 | ||||||
عدد الكلمات | 72 | ||||||
عدد الحروف | 281 | ||||||
السجدات | يوجد، الآية 19 | ||||||
عدد الآيات عن المواضيع الخاصة |
| ||||||
ترتيب السورة في المصحف | |||||||
|
|||||||
نزول السورة | |||||||
النزول | مكية | ||||||
ترتيب نزولها | 1 | ||||||
|
|||||||
السورة بالرسم العثماني | |||||||
بوابة القرآن | |||||||
نزول السورة
نزل الوحي لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، تروي عائشة بنت أبي بكر قصة بدء الوحي، والتي أنكر الشيعة معظمَ ما جاء فيها:[2][3]
أول ما بدأ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه المَلك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقاريء. قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زمّلوني زملّوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتُقرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءًا تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيًا إذ يُخرجك قومك، فقال رسول الله ﷺ: أوَمخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا |
وبعد نزول أول خمس آيات من سورة العلق، فَتَر عنه الوحي مدة، قيل أنها أربعون ليلة وقيل أقلّ من ذلك،[4] حتى انتهت بنزول أوائل سورة المدثر.[5]
المضمون
إنها السورة الأولى نزولاً في هذا القرآن، فهي تبدأ باسم الله، وتوجه الرسول أول ما توجه، في أول لحظة من لحظات اتصاله بالملأ الأعلى، وفي أول خطوة من خطواته في طريق الدعوة التي اختير لها.
توجهه إلى أن يقرأ باسم الله ﴿اقرأ باسم ربك﴾ وتبدأ من صفات الرب التي بها الخلق والبدء : (الذي خلق).
ثم تخصص : خلق الإنسان ومبدأه : ﴿خلق الإنسان من علق﴾ ... من تلك النقطة الدموية العالقة بالرحم. من ذلك المنشأ الصغير الساذج التكوين. فتدل على كرم الخالق فوق ما تدل على قدرته. فمن رفع هذا العلق إلى درجة الإنسان ؟ وإنها لنقله بعيدة بين المنشأ والمصير. ولكن الله قادر وكريم.
وإلى جانب هذه الحقيقة تبرز حقيقة التعليم... تعليم الرب للإنسان (بالقلم) لأن القلم كان وما يزال أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة الإنسان. والله يعلم قيمة القلم فيشير إليه في أول لحظة من لحظات الرسالة الأخيرة للبشرية.
ثم تبرز مصدر التعليم.. إن مصدره هو الله منه يستمد الإنسان كل ما علم، وكل ما يعلم وكل ما يفتح له من أسرار هذا الوجود، ومن أسرار هذه الحياة، ومن أسرار نفسه. فهو من هناك. من ذلك المصدر الواحد، الذي ليس هناك سواه. وكل أمر، كل حركه، كل خطوة، كل عمل باسم الله، وعلى اسم الله. باسم الله تبدأ، وباسم الله تسير وإلى الله تتجه، وإليه تصير.
ولقد كان من مقتضيات تلك الحقيقة : حقيقة أن الله هو الذي خلق، وهو الذي علم، وهو الذي أكرم. أن يعرف الإنسان ويشكر. ولكن الذي حدث كان غير هذا، وهذا الانحراف هو الذي يتحدث عنه المقطع الثالث للسورة : ﴿كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى * إن إلى ربك الرجعى﴾ إن الذي أعطاه فأغناه هو الله. ولكن الإنسان لا يشكر حين يعطى فيستغني. وحين تبرز صورة الإنسان الطاغي الذي نسي نشأته وأبطره الغني، يجيء التعقيب بالتهديد الملفوف : ﴿إن إلى ربك الرجعى﴾ ، وهنا تبرز قاعدة أخرى من قواعد التصور الإيماني. قاعدة الرجعة إلى الله في كل حركه وفي كل أمر وفي كل نيه، ليس هناك مرجع سواه. إليه يرجع الصالح والطالح والطائع والعاصي والمحق والمبطل والخير والشرير. والغني والفقير... وإليه يرجع هذا ﴿أن رآه أستغنى﴾ ألا إلى الله تصير الأمور... ومنه النشأة وإليه المصير...
وهكذا تجتمع أطراف التصور الإيماني.. الخلق والنشأة. والتكريم والتعليم.. ثم..الرجعة والمآب لله وحده بلا شريك : ﴿إن إلى ربك الرجعى﴾.
ثم يمضي المقطع الثالث في السورة القصيرة يعرض صورة من صور الطغيان. صورة مستنكرة يعجب منها ويفظع وقوعها في أسلوب قرآني فريد.
﴿أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى﴾.
(أرأيت ؟) للتشنيع والتعجيب والاستنكار. ويجيء التهديد الملفوف (ألم يعلم بأن الله يرى ؟) يرى تكذيبه ونهيه للعبد المؤمن إذا صلى. ثم يجيء التهديد الحاسم الرادع، (كلا. لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة. فليدع ناديه. سندع الزبانية). وفي ضوء هذا المصير الهيب تختم السورة بتوجيه المؤمن الطائع إلى الإصرار والثبات على إيمانه وطاعته. (كلا. لا تطعه، واسجد، واقترب).[6]
مراجع
- المصحف الإلكتروني، سورة العلق، التعريف بالسورة نسخة محفوظة 31 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
- الصحيح من سيرة النبي الأعظم، جعفر مرتضى العاملي، ج2، ص296، دار السيرة، بيروت، ط1995.
- صحيح البخاري، ص3. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 11 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، ج1، ص31.
- "الموسوعة الشاملة - الدرر في اختصار المغازي والسير"، islamport.com، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016.
- المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب.
- بوابة الإسلام
- بوابة القرآن