سورة الواقعة

سورة الواقعة هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 96، وترتيبها في المصحف 56، في الجزء السابع والعشرين، بدأت بأسلوب شرط:  إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ  ، نزلت بعد سورة طه.[1] لم يذكر في السورة لفظ الجلالة، والواقعة اسم من أسماء يوم القيامة في الإسلام. تعالج قضية النشأة الآخرة، رداً على قول الشاكين فيها:  وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ  أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ  .

الوَاقِعَة
سورة الواقعة
الترتيب في القرآن 56
إحصائيات السورة
عدد الآيات 96
عدد الكلمات 379
عدد الحروف 1692
السجدات لا يوجد
عدد الآيات عن المواضيع الخاصة
  • أهوال يوم القيامة. (1 - 14)
ترتيب السورة في المصحف
سورة الرحمن
سورة الحديد
نزول السورة
النزول مكية
ترتيب نزولها 46
سورة طه
سورة الشعراء
السورة بالرسم العثماني
 بوابة القرآن

من تفسير في ظلال القرآن

  • تبدأ السورة بوصف القيامة، وصفتها هي الواقعة،  إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ  لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ   وتذكر من أحداث هذا اليوم ما يميزة عن كل يوم، حيث تتبدل أقدار الناس، في ظل الهول الذي يبدل الأرض غير الأرض كما يبدل القيم غير القيم سواء:  إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا  وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا  فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا  وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً   ثم تفصل السورة مصائر هذه الأزواج الثلاثة: السابقين وأصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة. وتصف ما يلقون من نعيم وعذاب وصفاً مفصلاً، يوقع في الحس أن هذا أمر كائن واقع، وهذه أدق تفصيلاته معروضة للعيان، حتى يرى المكذبين رأى العين مصيرهم ومصير المؤمنين وحتى يقال عنهم هنالك بعد وصف العذاب الأليم الذي هم فيه:  إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ  وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ  وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ  أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ  .
  • يبدأ شوط جديد يعالج العقيدة كلها، متوخياً قضية البعث التي هي موضوع السورة الأول، بلمسات مؤثرة، يأخد مادتها وموضوعها مما يقع تحت حس البشر، في حدود المشاهدات التي لا تخلو منها تجربة إنسان، أياً كانت بيئته، ودرجة معرفته وتجربته.
  • يعرض نشأتهم الأولى من مني يمني. ويعرض موتهم ونشأة آخرين مثلهم من بعدهم في مجال التدليل على النشأة الأخرى، التي لا تخرج في طبيعتها ويسرها عن النشأة الأولى، التي يعرفونها جميعاً.
  • يعرض صورة الحرث والزرع، وهو إنشاء للحياة في صورة من صورها. إنشاؤها بيد الله وقدرته. ولو شاء الله لم تنشأ، ولو شاء لم تؤت ثمارها.
  • يعرض صورة الماء العذب الذي تنشأ به الحياة كلها. وهو معلق بقدرة الله ينزله من السحائب. ولو شاء جعله ملحاً أجاجاً، لا ينبت حياة، ولا يصلح لحياة.
  • صورة النار التي يوقدون، وأصلها الذي تنشأ منه الشجر وعند ذكر النار يلمس وجدانهم منذراً ويذكرهم بنار الآخرة الي يشكون فيها.

كذلك يتناول هذا الشوط قضية القرآن الذي يحدثهم عن (الواقعة) فيشكون في وعيده، فيلوح بالقسم بمواقع النجوم، ويعظم من أمر هذا القسم لتوكيد أن هذا الكتاب هو قرآن كريم  فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ  لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ  ، وأنه  تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ  .

ثم يواجههم في النهاية بمشهد الاحتضار. في لمسة عميقة مؤثرة. حين تبلغ الحلقوم، ويقف صاحبها على حافة العالم الآخر، ويقف الجميع مكتوفي الأيدي عاجزين، لا يملكون له شيئاً، ولا يدرون ما يجري حوله، ولا ما يجري في كيانه. ويخلص أمره كله لله، قبل أن يفارق هذه الحياة. ويرى هو طريقه المقبل، حين لا يملك أن يقول شيئاً عما يرى ولا أن يشير.

ثم تختم السورة بتوكيد الخبر الصادق، وتسبيح الله الخالق:  إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ   فيلتئم المطلع والختام أكمل التئام.[2]

فضل السورة

  • كان رسولُ اللهِ يصلِّي الصلواتِ كنحوٍ من صلاتِكم التي تصلُّونَ اليومَ ولكنه كان يخفِّفُ، كانت صلاتهُ أخفُّ من صلاتِكم، وكان يقرأُ في الفجر الواقعةَ ونحوَها من السُّوَرِ.[3]
  • عن عائشة أنها قالت للنساء: «لا تعجز إحداكن أن تقرأ سورة الواقعة».[4]
  • روي عن مسروق بن الأجدع أنه قال: من سره أن يَعْلَمَ علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة.[5][6]

أسباب النزول

  1. أسباب النزول للآيات (13-14 و39-40) قوله تعالى:  ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ   عن أبي هريرة قال: «لما نزلت  ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ  وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ   شق على أصحاب رسول الله فنزلت  ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ  وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ   فقال النبي: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة، وتقاسمونهم النصف الثاني». أخرجه أحمد وابن أبي حاتم.
  2. أسباب نزول الآية (82): عن ابن عباس قال: «مطر الناس على عهد رسول الله، فقال النبي : أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة وضعها الله تعالى، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا كذا. فنزلت هذه الآيات». أخرجه مسلم وابن المنذر.[9]

وصلات خارجية

مصادر

  1. المصحف الإلكتروني، سورة الواقعة، التعريف بالسورة نسخة محفوظة 31 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. في ظلال القرآن - سيد قطب.
  3. الراوي: جابر بن سمرة المحدث: الألباني - المصدر: أصل صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 2/430 خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم.
  4. أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (258) بإسناد منقطع.
  5. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية، بإسناد حسن، وقال الإمام الذهبي: (هذا قاله مسروق على المبالغة؛ لعظم ما في السورة من جمل أمور الدارين، ومعنى قوله: "فليقرا سورة الواقعة" أي يقرأها بتدبر وتفكير وحضور ولا يكن ﴿كمثل الحمار يحمل أسفاراً [الجمعة:5].
  6. إسلام ويب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. "شيبتني هود وأخواتها - أرشيف إسلام أون لاين"، archive.islamonline.net، مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2019.
  8. "فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -"، saaid.net، مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2019.
  9. كتاب أسباب النزول للنيسابوري.
  • بوابة الإسلام
  • بوابة القرآن
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.