بنو ذبيان
بنو ذبيان ابن بغيض بن ريث بن غطفان، قبيلة عربية تفرعت منها ثلاثة قبائل تنتسب إليها وهي: ثعلبة، و فزارة، ومرّة.[1]
نسب ذبيان
هو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ومن أشهر بطون غطفان هم بنو فزارة وبنو مرة.
فزارة بن ذبيان
ونسبهم هو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قال ابن حزم: خلاصة قيس فزارة، وبيتهم بنو بدر بن عدي بن فزارة، وعظماؤهم في الجاهلية كانوا يرأسون جميع غطفان، وتدين لهم قبائل قيس، فمنهم:
حصن بن حذيفة بن بدر
الذي يمدحه زهير بقوله:
تراه إذا ما جئته متهللا | كأنك تعطيه الذي أنت سائله |
- ويرثيه النابغة الذبياني بقوله:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم | وكيف بحصن والجبال جنوح |
- وكان في قومه منزلا منزلة الملوك.[1]
ومن نثر الدر: قال حصن بن حذيفة: إياكم وصرعات البغي، وفضحات الغدر، وفلتات المزح. وأبوه حذيفة الذي دارت عليه حرب داحس وكذلك عماه: حمل بن بدر، ومالك بن بدر. قالوا: وليوث بني بدر بنو أم قرفة، وهم أولاد مالك بن حذيفة من هذه المرأة، صارت يضرب بها المثل في العز بهم. وأرسل النبي صلى الله عليه إليهم سرية تغير عليهم. ومنهم:[2]
أسيد بن عنقاء الفزاري
"كان من أكثر أهل زمانه مالا، وأشدهم عارضة ولساناً. وطال عمره، ونكبه دهره، فخرج عشية يتقبل لأهله، فمر به عميلة الفزاري، فقال: يا عم، ما الذي أصارك إلى ما أرى؟ فقال: بخل مثلك بماله، وصون وجهي عن المسألة! فقال: والله لئن بقيت إلى غد لأغيرن حالك! فرجع إلى أهله وأخبرها، فقالت: غرك كلام غلام جنح ليل! فكأنما ألقمته حجراً؛ فبات متململا بين رجاء ويأس.[1] فلما كان السحر سمع رغاء الإبل، وثغاء الشاء، وصهيل الخيل، ولجب الأموال، فقال: ما هذا؟ قيل: عميلة ساق جميع ما عنده فاستخرجه، ثم قسم ماله شطرين، وساهمه عليه، فقال فيه أسيد:
رآني على ما بي عميلة فاشتـكـى | إلى ماله حالي أسر كما جـهـر | |
دعاني فآساني ولو ضـن لـم ألـم | على حين لا بدو يرجى ولا حضر | |
فقلت له خيراً وأثـنـيت فـعـلـه | وأولاك ما أثنيت من ذم أو شكـر | |
ولما رأى المجد استعيرت ثـيابـه | تردى رداء سابغ الـذيل وأئتـزر | |
غلام رماه الله بالحـسـن يافـعـاً | له سمياء لا تشق على البـصـر | |
كأن الثريا علقـت فـوق نـحـره | وفي أنفه الشعرى وفي خده القمر | |
إذا قيلت العوراء أغضـى كـأنـه | ذليل بلا ذل ولو شاء لانتـصـر؟ |
شبل الفزاري
من شعراء الحماسة، أنشد له أبو تمام:
أيا لهفي على من كنت أدعو | فيكفيني وسـاعـده شـديد | |
وما من ذلة غلبـوا ولـكـن | كذاك الأسد تصرعها الأسود |
مشاهير بنو فزارة
بنو مرة بن عوف
ونسبهم هو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . لهم أعلام في الإسلام، وهم رهط مسلم بن عقبة صاحب وقعة الحرة على أهل المدينة، وسيدهم في الجاهلية:[5] الحارث بن ظالم المري الذي يضرب به المثل في الفتك، فيقال: "أفتك من الحارث بن ظالم" كما يقال: "أمنع من الحارث بن ظالم". وقد لخصت ترجمته من الأغاني والكمائم وواجب الأدب.
قال له رجل: ما الفتك؟ قال: أن تستنجز ولا تستأسن، قال: أريد أبين من هذا؛ فاخترط سيفه وقتله، وقال: هذا أبين من ذلك! فعوتب فقال: "سبق السيف العذل".
واجتمع مع خالد بن جعفر بن كلاب عند النعمان بن المنذر في أكل تمر، فألقى خالد نوى ما أكل بين يدي الحارث. فلما فرغا قال: انظروا ما أكل الحارث! فقال الحارث: أما أنا فألقيت النوى، وأما أنت فأكلته! فغضب خالد _ وكان لا ينازع _ وقال له: تنازعني وقد تركتك يتيماً؟ فقال الحارث: ذاك يوم لم أشهده، وأنا اليوم مغن مكاني؛ فقال خالد: أفلا تشكر قتلى زهير بن جذيمة وجعلك سيد غطفان؟ فقال له: سأشكرك! ثم جاءه ليلا، ففتك به وكان عنده عمرو بن الاطنابة ملك الحجاز، فلما قتل الحارث خالداً غضب وقال: لو لقيه يقظان ما نظر إليه، ولو لقيني لعرف قدره، ثم قال:[6]
عللاني وعللا صاحـبـيا | واسقياني من المدامة ريا | |
إن فينا القيان يعزفن بالـد | ف لفتياننا وعيشاً رخـيا | |
أبلغا الحارث بن ظالم المو | عد والناذر النذور علـيا | |
أنما تقتل النيام ولا تقـتـل | من كان ذا سلاح كمـيا |
فغضب الحارث للشعر، وقال:
عللاني بلذتي قينتيا | قبل أن تبكر الهموم عليا | |
من سلاف كأنها دم ظبـي | في زجاج تخاله رازقيا | |
لا أبالي إذا اصطحبت ثلاثاً | أرشيداً دعوتني أم غـويا | |
أبلغا عمراً أنني سوف ألقاه | وإن كان ذا سلاح كميا |
ثم أتى ديار الخزرج ليلا، ودنا من قبة عمرو فنادى: أيها الملك، أغشني وخذ سلاحك! فلما برز له عطف عليه الحارث وقال: أنا أبو ليلى! فخشي عمرو أن يقتله، فألقى رمحه، وقال: سقط رمحي، فدعني آخذه؛ قال: خذه؛ قال: أخشى أن تعجلني عنه؟ قال: وذمة ظالم لا أعجلتك عنه! قال عمرو: وذمة الاطنابة لا آخذه حتى تنصرف! فانصرف الحارث.
ولما قتل خالداً طلبه النعمان بن المنذر وأخوه الأسود بن المنذر، ثم أغار الأسود على جارات له وسباهن، فعظم ذلك على الحارث، فعمد إلى شرحبيل بن الأسود، وكان مرضعاً عند سنان بن حارثة المري، والمتكفلة به سلمى أخت الحارث بن ظالم، فقال لها: ادفعيه لي لآتي به الأسود شفيعاً؛ فلما دفعته له قتله، فأخذ الأسود سناناً حتى أدى فيه دية الملوك ألف بعير.[8]
وضاقت على الحارث الأرض إلى أن استجار بمعبد بن زرارة فأجاره، فجر جواره يوم الرحرحان ويوم جبلة، ووجد الأسود نعل ابنه شرحبيل في محارب، فقال: إني لأحذيكم شر نعال! فأمشاهم على الصفا المحمى، فتساقط لحم أقدامهم؛ فلذلك يقول أحد الشعراء اليمانية:[9]
على عهد كسرى أنعلتكم ملوكنا | صفا من أضاخ حامياً يتلهب |
ثم إن الحارث حصل بعد ذلك في يد النعمان على تأمين، فغدر به، فقال له أتغدر بي بعدما أمنتني؟ فقال: إن غدرت بك مرة فقد غدرت مراراً فقتله.[9] وقيل غير ذلك، قالوا: لما تشاءمت غطفان بالحارث وطردته، انتفى منها، وانتسب إلى قريش إذ كان يقال: إن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان هو مرة بن عوف بن غالب، وفي ذلك يقول:
رفعت السيف إذ قالوا قريش | وبينت الشمائل والقبـابـا | |
فما قومي بثعلبة بن سـعـد | ولا بفزارة الشعر الرقابـا |
وقال عبد الملك بن مروان لجلسائه: هل تعرفون أهل بيت قيل فيهم بيت شعر ودوا لو أنهم افتدوا منه بأموالهم؟ فقال أسماء بن خارجة الفزاري: نحن يا أمير المؤمنين، قال: وما ذاك؟ قال: قول الحارث: فما قومي (البيت) والله يا أمير المؤمنين، إني لألبس العمامة الصفيقة، فيخيل إلي أن شعر قفاي يظهر من تحتها.[9]
النابغة الذبياني
زياد بن عمرو من غيظ بن مرة، وهو أحد شعراء الجاهلية.
من الأغاني: "لقب بقوله فقد نبغت لنا منهم شؤون وهو أحد الأشراف الذين غض منهم الشعر".
قال الأصمعي: "كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء تعرض أشعارها عليه؛ فأنشدته الخنساء:
وإن صخراً لتأتم الهداة به | كأنه علم في رأسه نار |
فقال: والله، لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت إنك أشعر الانس والجن! فقام حسان بن ثابت فقال: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك؛ فقال إنك يا ابن أخي لا تحسن أن تقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي | وإن خلت أن المنتأى عنك واسع | |
خطاطيف حجن في حبال متـينة | تمد بها أيد إليك نوازع |
"[10]
"قال أبو عبيدة: كان رجلان من الشعراء يقويان: النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فهابوه أن يقولوا له لحنت وانكفأت، فدعوا له قينة، وأمروها أن تغني من شعره ففعلت، فلما سمع في الشعر غير مزود والغراب الأسود ومدت الكسرة لأجل اللحن حتى صارت ياء، ومدت الضمة حتى صارت واواً فطن لموضع الخطأ فلم يعد. وأما بشر ابن أبي خازم فدله أخوه على ذلك فلم يعد. وكان النابغة يقول: وردت يثرب وفي شعري بعض العاهة، فصدرت عنها وأنا أشعر الناس".[11]
سنان بن أبي حارثة المري
من كتاب أفعل للأصفهاني: "عنفه قومه في الجود، فركب ناقة يقال لها: الجهول، وقال: لا أراني يؤخذ على يدي! فلم ير بعد ذلك، فسمته العرب: ضالة غطفان؛ وفيه يقول زهير:
إن الرزية لا رزية مثـلـهـا | ما تبتغي غطفان حين أضلت |
"[12]
هرم بن سنان
المذكور. من الأغاني: "ذكر أن هرم بن سنان كان قد حلف ألا يمدحه زهير الشاعر إلا أعطاء عشرة أعبد أو وليدة أو فرساً، فاستحيا زهير مما كان يأخذه منه، فكان إذا رآه في ملأ قال: أنعموا صباحاً غير هرم، وخيركم تركت". وله فيه أمداح جليلة قد تقدم منها في ترجمة زهير ما تقدم.[13]
أسماء المرية
صاحبة عامر بن الطفيل في الجاهلية. كانت من شواعر العرب، وهي القائلة:[14]
ألا خليا مجرى الجنوب لعله | يداوي فؤادي من جواه نسيمها | |
وكيف تداوي الريح شوقاً مماطلا | وعيناً طويلا بالدموع سجومها؟ |
مشاهير بنو مرة
انظر أيضًا
- قبيلة غطفان
المراجع
- كتاب: ابن سعد الأندلسي نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب.
مصادر
- نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب - 471
- كتاب: ابن سعد الأندلسي (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 472
- نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب - 473
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 474
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 475
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 476
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 477
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 478
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 479
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 481
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 482
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 496
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 496-497
- (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب)- 497