مملكة قيدار

مملكة قيدار هي مملكة عربية قديمة؛ يعود أقدم ذكر لها إلى عهد تغلث فلاسر الثالث ملك آشور (745 قبل الميلاد ~ 727 قبل الميلاد).[1]

مملكة قيدار
1000 ق.م  410 ق.م
مملكة قيدار في القرن الخامس قبل الميلاد

عاصمة دومة الجندل
نظام الحكم ملكي كونفدرالي
اللغة اللغة العربية
الديانة متعدد الآلهة
المجموعات العرقية عرب
ملك
زبيبة ملكة العرب (الأول) 750–735 ق.م
قينو بن جشم (الأخير) 430–410 ق.م
التاريخ
الفترة التاريخية تاريخ قديم
التأسيس 1000 ق.م
الزوال 410 ق.م

اليوم جزء من  السعودية
 العراق
 مصر
 الأردن
 سوريا
 فلسطين

النطاق الجغرافي

مملكة قيدار في القرن الخامس قبل الميلاد.

تعد مملكة قيدار أكبر وأهم مملكة عربية تاريخية في الألفية الأولى قبل الميلاد، كان القيداريون على رأس «كونفدرالية قبلية عربية» أو «تحالف قبائل عربية معظم أفرادها من البدو.» [2] وفقا لفيليب كينغ عاش القيداريون في الصحراء العربية الشمالية الغربية، وكانوا «ذوي قوة مؤثرة في الفترة مابين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد.» جيفري بروميلي: عالم التاريخ والمترجم، يكتب اسمهم «كدار» ويذكر أنهم عاشوا في منطقة جنوب شرق دمشق وشرق الأردن.[3]

في القرن الثامن قبل الميلاد تشير النقوش الآشورية إلى تواجد القيداريين في المنطقة إلى الشرق من الحدود الغربية لبابل.[4] كما تشير إلى تواجد القيداريين في مناطق شرق الأردن وجنوب سوريا في القرن السابع قبل الميلاد، وبحلول القرن الخامس قبل الميلاد، انتشروا في نواحي سيناء حتى دلتا النيل.[5] شملت السيطرة القيدارية على شمال غرب الجزيرة العربية تحالفات بين ملوك قيدار وملوك ديدان.[6] كتب المؤرخ إسرائيل إبهال أن «اتساع توزع القيداريين يشير إلى اتحاد القبائل من مختلف الانقسامات الفرعية.» عاش سكان مملكة قيدار في المنطقة الصحراوية الواقعة -شمال وشمال غرب الجزيرة- ولعبت الواحات المدنية؛ مثل: (دومة - تيماء) دورا مهمًّا كمواقع للاستيطان والتجارة وأماكن للري.[6][7] كانت دومة أهم تلك المدن ومقرًّا للعبادة، عُرفت «دومة» بهذا الاسم نسبةً إلى (دومة بن إسماعيل)، فيما بعد عُرفت باسم «دومة الجندل»، والجندل هي الحجارة التي تنتشر في تلك المنطقة، تقع دومة الجندل اليوم في منطقة «الجوف»، كسبت دومة الجندل تلك المكانة الكبيرة عند القيداريين لأهمية موقعها الاستراتيجي التجاري،[8][9] الذي كان بمثابة تقاطع مركزي لعدد من المحاور والطرق التجارية:

  • طريق تجاري ما بين جنوب بلاد الشام وشمال بلاد ما بين النهرين
  • محور التجارة ما بين جنوب شبه الجزيرة العربية وشمال وغرب غزة ومصر
  • طريق تجاري شمال وشرق بلاد ما بين النهرين (طريق يتجاوز صحراء النفود)
  • محور التجارة بين الشرق والغرب (جنوب بلاد ما بين النهرين - غزة ومصر)
  • محور التجارة ما بين جنوب شبه الجزيرة العربية إلى شمال بلاد الشام

خلال الفترة (حوالي 550-330 قبل الميلاد)، سيطر القيداريون على المناطق الصحراوية المتاخمة لمصر وفلسطين، وتحكموا بالطرق التجارية المؤدية إلى غزة. أشار هيرودوت (حوالي 484-425 قبل الميلاد) عن وجود القيداريين في شمال سيناء بالقرب من الحدود المصرية؛ حيث يُعتقد أنهم قد اشتبكوا مع الأخمينيين: السلطات الإمبراطورية الفارسية؛ للحفاظ على حدودهم آمنةً، وكذلك سيطر القيداريون على مدينة غزة.

نفوذ المملكة

امتد نفوذ مملكة قيدار من عاصمتها دومة الجندل إلى الحدود الغربية لبابل وجنوبًا في ديدان بحوالي 21 كيلومتر نحو الجنوب في الحجاز[10]، كما غزت مناطق جنوب سوريا وشرق الأردن، وامتدت سلطتها إلى المناطق المسكونة من جبل بشري وحدود دمشق، وعثر في مدينة بيت أتوم (تل المسخوطة) على آنية فضية نقش عليها اسم قينو بن جشم ملك قيدار، مما يدل على امتداد نفوذ المملكة إلى شرقي مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو ما يدعم ما ذكره المؤرخ هيرودوت من أن قبائل قيدار عاشت في المنطقة الممتدة من شمال الجزيرة العربية حتى شرق دلتا النيل في مصر.

(قيدار) في علم أصول الكلمات

يرى الباحثون أن اسم قيدار نسبةٌ لقيدار الابن الثاني لإسماعيل.[11][12] تعود أقدم إشارة تاريخية للقيداريين إلى النقوش الآشورية في (القرن الثامن قبل الميلاد)، كما ذكروا في النقوش الآرامية في (القرن السادس قبل الميلاد)، لم يُعثرعلى نقش باللغة العربية يذكر قيدار في تلك الحقب؛ حيث إنه في تلك الحقب الزمنية لم تكن الأبجدية العربية قد تطورت بعد. تمت الإشارة للقيداريين في النقوش الآشورية والآرامية كمجموعة عرقية اسمها في الترجمة الآرامية هو QDRYN\قدارين.

جذر كلمة «قيدار» هو جذر ثلاثي: ق-د-ر «قدر» بمعنى: {«القياس، الحساب، التقدير» و«القدرة أو المقدرة»}.[13] يرى إرنست أكسل كناوف عالم الكتاب المقدس الذي أجرى دراسة تاريخية عن كلمة «الإسماعيليين/Ishmaelites» أنها كانت معروفة في النقوش الآشورية باسم «شموئيل/Šumu'il»، ويعتقد إرنست أكسل أن تسمية «القيداريين» بهذا الاسم عائدة إلى اشتقاق كلمة «قيدار» من الفعل «qadara/قدرة»؛ {أي ذو المقدرة أو المُتنفذ}[2]؛ وذلك لبروز القيداريين من بين قبائل الإسماعيليين «شموئيل»، بينما يرى علماء آخرون أن هذا الرأي غير محسوم حتى الآن.[2]

المصادر التاريخية

نجد في المصادر التاريخية أن الحضارات والأمم المجاورة للجزيرة العربية، تصف القيداريين وغيرهم من أبناء إسماعيل القاطنين في شمال الجزيرة وتخومها بلفظة «عرب»، في أزمنة متأخرة لاحقة. تم تعميم لفظة «عرب» على كافة سكان الجزيرة العربية على اختلاف أعراقهم وألسنتهم؛ فبعدما انتشر العرب بنو إسماعيل في كافة أرجاء الجزيرة سُميت بجزيرة العرب نسبةً إليهم.

الآثار

في النقوش الآشورية:

جزء من المسلة السوداء يظهر فيه جيحو ملك يهوذا ساجداً للإمبراطور الاشوري شلمنصر الثالث.

تمهيد: كانت الإمبراطورية الآشورية هي القوة العظمى المهيمنة في العالم القديم منذ الألفية الثانية حتى منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، وكان يأتيهم فروض الولاء والجزية أو كما يسميها البعض «الهدايا» من ملوك وحكام معظم أنحاء الشرق الأوسط القديم، وصلت الإمبراطورية ذروة قوتها في عهد تغلاث فلاسر الثالث؛ بعد أن تمكنت من الانتصار على القوى الكبرى في العالم القديم: بابل وأورارتو وعيلام ومصر وأرمينيا، مهيمنةً بذلك على الشرق الأدنى، آسيا الصغرى، القوقاز، شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط الشرقي.

وفي ذروتها حكمت الإمبراطورية الآشورية ما يعرف في ديانة بلاد ما بين النهرين القديمة باسم «أركان العالم الأربعة:» من أقصى شمال جبال القوقاز داخل أراضي ما يسمى اليوم أرمينيا وأذربيجان، حتى الشرق مثل جبال زاغروس داخل أراضي إيران الحالية، إلى أقصى الجنوب المتمثل بالصحراء العربية في المملكة العربية السعودية الحالية، وإلى أقصى الغرب من جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط، وحتى إلى الغرب في مصر وشرق ليبيا.[14]

اصطدمت مملكة قيدار عسكريًّا عبر تاريخها بالإمبراطورية الآشورية الكبرى، وتشكل قيدار أكبر مملكة عربية في جزيرة العرب في الألفية الأولى قبل الميلاد، إضافةً إلى أنها المملكة العربية الوحيدة التي لها تاريخ أركيلوجي خارجي يظهر تفاعلها عسكريًّا حلفًا وعداءً مع الأمم المجاورة والقوى الكبرى في العالم القديم، كما كان لموقعها الجغرافي الاستراتيجي دورًا هامًّا في حركة التجارة في العالم القديم، وربما الأهم في الشرق الأدنى القديم.

  • في عام 853 قبل الميلاد وقعت معركة قرقار بين الملك الآشوري شلمنصر الثالث ضد تحالف مكون من 12 مملكة، انضم إلى هذا التحالف ملك العرب جندبو، بإرسال ألف فارس (جَمَال)، يوجد خلاف حول ما إذا كان «جندبو» ملك القيداريين أم لا، لكن السجلات الآشورية تشير إلى «جندبو» بلفظة «ملك العرب»، كما تشير إليه كزعيم لإطار قبلي كبير؛ قد يكون هو نفسه تحالف قيدار.
  • أول ذكر موثق لقيدار عُثر عليه حتى اليوم: شاهد لتغلث فلاسر الثالث ملك الإمبراطورية الآشورية الجديدة (حوالي 737 قبل الميلاد)، يُذكر فيه استلام تغلث فلاسر الثالث الجزية من قادة في الجزء الغربي من بلاد ما بين النهرين.[15] بالنسبة للآشوريين: كان القيداريون يعرفون باسم: Qidri أو qi-id-ri، في النقوش المسمارية يستخدم لفظ: Qadri و Qidarri و Qidari و Qudari.[5][16]
رسم آشوري يصور معركة قرقار 853 قبل الميلاد؛ يظهر فيه العرب على جِمالهم يقاتلون الآشوريين، (معروض الآن في المتحف البريطاني).
  • في عام 738 قبل الميلاد ورد في دورية حوليات تغلث فلاسر الثالث: قائمة الملوك الذين دفعوا الجزية للملك؛ من بينهم ملكة العرب زبيبة.[17]
  • تولت الحكم الملكة شمسي خلفًا للملكة السابقة زبيبة التي تنازلت عن الحكم لصالح شمسي، واستمر طقس الولاء للأشوريين من قبل شمسي، وقبل اعتلائها للعرش قامت بالقسم للشمس: آلهة قديمة، بالولاء لآشور:آلهة. أعطى تغلث فلاسر اعترافًا رسميًّا لهذا الانضمام. وفي وقت لاحق؛ تمردت الملكة شمسي على الآشوريين، وانضمت إلى التحالف الذي عمله راخيان دمشق لمحاربة الملك الآشوري تغلث فلاسر الثالث في 732 قبل الميلاد. وقد كان الملك تغلث فلاسر الثالث قد أَخضع مؤخرا أرض إدوم، وتحول اهتمامه إلى القوى المناهضة للآشوريين في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام. وفقًا للسجلات الآشورية؛ هاجم تغلث فلاسر العديد من المناطق القبلية العربية وهزم الملكة شمسي، تكبد العرب خسائر 1100 جندي قتلوا في أرض المعركة، كما اغتنم الآشوريون العديد من أسرى الحرب، و30,000 رأس من الإبل، وأكثر من 20,000 ثور كغنيمة (أرقام مبالغ فيها)[18]، وبالإضافة إلى 5,000 كيس من أنواع مختلفة من التوابل، ومذابح الآلهة، والأسلحة بما في ذلك موظفو الزينة من إلهتها، وتمت مصادرة الملكيات الملكية، وأضرم تغلات فلاسر النار في الخيام المتبقية في موقع المعركة. بعد هزيمة قوات الملكة شمسي فرت إلى الصحراء، ولكنها لم تبقَ طليقة لفترة طويلة؛ إذ سرعان ما ضاق بها وبمن معها الحال، فذهبت إلى عاصمة آشور عام 728 قبل الميلاد، للاستسلام وطلب إعادتها للحكم، فأعطى الملك تغلث للملكة شمسي كل مشتهاها الذي طلبت شريطة عدم قيامها بقتال الآشوريين مجددًا، ودفع الجزية لآشور. فانصرفت وذهبت إلى أرضها هي وحاشيتها البالغين 10,000 من أقوام: «مسع وتيما وسبا وحيّافة وبدانو وخطّي وإدبا أيلو من البلاد الّتي تغرب عليها الشّمس»، وقام تغلث فلاسر بتعيين «كيبو» وكيلًا له على المملكة.[19]
  • في عام 703 قبل الميلاد شن الملك الآشوري سنحاريب حملته العسكرية الأولى لاستعادة (بابل)، على إثر تمرد الكلداني ميروداخ بالَدان الثّاني، واستيلائه على السلطة في بابل بمساعدة جيش عيلام والقوات العربية التي أرسلتها ملكة العرب يثعة، يرِأسهم أخوها باسكانو[20][21]، ونتج عن هذه الحملة هروب ميروداخ بالدان وانتصار الملك سنحاريب وفتح بابل وتخريبها، حوالي سنة 689 قبل الميلاد، كما أُسر عددٌ من قادة التّمرّد؛ من بـيـنهم باسكانو شقيق يثيعة ملكة العرب.[22] وهذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها نص آشوري جماعة من العرب داخل بابل.
  • في عام 688 قبل الميلاد قام سنحاريب بمهاجمة جيش القيداريين وعلى رأسهم تلهونة ملكة العرب؛ انتصر سنحاريب في تلك المعركة، وقام باللحاق بالملكة الهاربة إلى دومة الجندل؛ تمكن سنحاريب من أسرها وأسر تبوعة، ثم اتجه بهما نحو نينوى بعد أن قام بنهب دُور العبادة في دومة الجندل.[23]
  • في عام 681 قبل الميلاد تم اغتيال الملك الآشوري سنحاريب، وتولى ابنه آسرحدون الحكم بعده؛ ذهب حزائيل إلى نينوى حاملا معه الهدايا وطلب من الملك الآشوري الجديد آسرحدون أن يعيد آلهة دومة الجندل التي قام بأخذها والده سنحاريب، عندما غزا دومة الجندل فقبل آسرحدون ذلك مقابل أن يدفع حزائيل إتاوة سنوية فوافقه على ذلك، ثم أرسل معه الأميرة تبوعة -التي قبض عليها سنحاريب وترعرعت في القصر الملكي، لتكون ملكةً جنبًا إلى جنب مع حزائيل، ولم يدم حكمها طويلًا،[24] وتذكر بعض المصادر أن تبوعة ربما تكون ابنة سنحاريب من زوجته إحدى ملكات العرب من سكنة الصحراء.
    إحدى معالم دومة الجندل.
  • يُشار إلى دومة عاصمة مملكة قيدار باسم أدوماتو في النقوش الآشورية، وتوصف المدينة من قبلهم كمقر لاتحاد قيدار ومقرًّا لعبادتهم.[25] كما تُشير التصريحات حول القيداريين في سجلات الملوك الآشوريين آشوربانيبال وابنه إسرحدون في مكتبة آشوربانيبال إلى أن مصطلح (كيدار/قيدار/أريبي: عربية) كان مرادفا تقريبًا للجزيرة العربية.
  • تُشير النقوش الآشورية إلى (الملكة تبوعة والملكة تلهونة) بلفظ «ملكات العرب» و«ملكات قيدار» مع التصريح بأدوماتو (دومة الجندل) كعاصمة لمملكتهم.[26] في حين أن العاصمة للملكات الثلاث الأخريات: (شمسي- زبيبة- يثيعة) لم يتم ذكرها صراحة؛ يُعتقد أنها كانت أدوماتو أيضا.[26] العديد من النقوش المكتشفة في دومة نفسها هي مؤشرات أخرى لوجود قيداري قوي.[27]
  • تُشير نقوش آشوربانيبال لحزائيل بصفته «ملك قيدار» بينما تُشير إليه نقوش آسرحدون بصفته «ملك العرب».

في فترة السلالة الأخمينية في بلاد فارس:

مع نشوء الإمبراطورية الأخمينية على إثر غزوهم لبابل في عام 539 قبل الميلاد، ظهرت أدلة على النشاط العربي في الشرق الأدنى القديم، بما في ذلك إشارة صريحة لمملكة قيدار. من السجلات الفارسية وشهادة هيرودوت حول تلك الفترة، أصبح العرب أقوى في الفترة الفارسية، لدرجة أنهم لم يدفعوا ضرائب ثابتة لعاصمة الإمبراطورية الفارسية، ولكن عوضًا عن ذلك يتم دفع جزء من أرباحهم الكبيرة التي يتحصلون عليها من السيطرة على التجارة في طريق التوابل ومحور الخليج العربي إلى الغرب؛ لم يكن جميع اتحاد قيدار يدفع تلك.

ومن بين هذه الروايات رواية هيرودوت عن المساعدة التي قدمها عرب لقمبيز الثاني في رحلته عبر صحاري النقب وشبه جزيرة سيناء إلى مصر عام 525 قبل الميلاد، على غرار تلك المساعدة التي تلقاها أسرحدون في رحلة مماثلة.[28]

يمكن العثور أيضًا على أدلة على التغيرات في وضع قيدار خلال الفترة الفارسية، بعد سقوط الإمبراطورية البابلية، في نبوءة إشعياء حول تغير في أوضاع ددان وتيما وقيدار:[29]

فَأَجَابَ وَقَالَ: «سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ، وَجَمِيعُ تَمَاثِيلِ آلِهَتِهَا الْمَنْحُوتَةِ كَسَّرَهَا إِلَى الأَرْضِ».

10 يَا دِيَاسَتِي وَبَنِي بَيْدَرِي. مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ. 11 صَرَخَ إِلَيَّ صَارِخٌ مِنْ سَعِيرَ: «يَا حَارِسُ، مَا مِنَ اللَّيْلِ؟ يَا حَارِسُ، مَا مِنَ اللَّيْلِ؟» 12 قَالَ الْحَارِسُ: «أَتَى صَبَاحٌ وَأَيْضًا لَيْلٌ. إِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ فَاطْلُبُوا. ارْجِعُوا، تَعَالَوْا» 13 فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ، يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14 هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15 فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ، وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17 وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ

يرى البعض هذه الإشارة كدليل على عودة قوافل دادن عبر المناطق الحمراء التي استولَوا عليها في الفترة البابلية، (كما هو مقتبس أيضًا في كتاب حزقيال - انظر أعلاه) جنوبًا نحو تيما، بسبب خوفهم من هجوم من قبل مملكة قيدار من الشمال. وفقًا لهذا التفسير، بعد انسحاب نابونيداه من شمال الجزيرة العربية وما تلاه من سقوط للإمبراطورية البابلية، استعادت مملكة قيدار مكانتها وتوسعت لتشمل الأراضي التي احتلتها في الشمال عبر الأردن والجنوب، ومن هناك أيضًا غربًا إلى سيناء وشرق مصر.

تم العثور على وعاء من الفضة في موقع تل المسخوطة - وادي طميلات- شرق دلتا النيل في مصر السفلى، مكتوبًا باللغة الآرامية - «قينو بار ابن جشم ملك قيدار»: قينو بن جشم ملك قيدار، كانت هذه الزبدية واحدة من أربعة أطباق عُثر عليها في الموقع، والتي يرجع تاريخها إلى النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد -منتصف الفترة الفارسية- الأخمينية. تشير التقديرات إلى أن هذا دليل على وجود قاعدة لحامية قيدارية في شرق مصر تشير إلى «جشم» ملك قيدار، والمعروفة من الكتاب المقدس باسم جشم العربي.

بناءً على هذه المعطيات، يقدر العلماء أن مناطق نفوذ وسيطرة مملكة قيدار خلال الفترة الأخمينية امتدت من جنوب بلاد ما بين النهرين في الشرق إلى شرق مصر في الغرب، بما في ذلك صحراء النقب وسيناء. سمح هذا الانتشار للمملكة العربية بالسيطرة على المصدر الغربي لتجارة البهارات والتوابل من جنوب الجزيرة العربية ومنتجات أخرى من جنوب بلاد ما بين النهرين إلى مصر وبقية العالم في الغرب.[30]

هناك المزيد من الأدلة على وجود مملكة قيدار وعلاقاتها مع الممالك القريبة، تم اكتشاف أربع وثائق في منطقة مملكة معين في جنوب شبه الجزيرة العربية، ذكرت ثلاث نساء من مملكة قيدار تم ترشيحهن للزواج في معيان. على الرغم من عدم تأريخ هذه الوثائق، فمن المعروف أن معين نفسها كانت موجودة بين القرنين السادس والثاني قبل الميلاد (أي في الفترتين الفارسية والهيلينستية).

في النقوش الآرامية والسامية الجنوبية:

  • ورد اسم «ملك قيدار» في نقش آرامي في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد على إناء من الفضة عُثر عليه في تل المسخوطة في شرق دلتا النيل في مصر السفلى.[31] معنى النقش: «قينو بار ابن جشم ملك قيدار». تُعد مملكة قيدار والقيداريون أول من أُطلق عليهم لفظة «عرب» في التاريخ. كما عُثر على نقش آرامي يرجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد تم اكتشافه على مذبح بخور في لخيش/ فلسطين المخصص لـ «ابن ماهلي الملك»، يفسره أندريه لومير على أنه إشارة محتملة إلى ملوك قيدار.[32]
  • في النقوش السامية الجنوبية يشار لقيدار بلفظ («قادران» أو «قدران») كشخص أو شعب عربي.
  • كما جاء في النقوش السامية الجنوبية في زمن «أب يدع يثع» ذكر لحرب وقعت بين«ذيمنت» و«ذشامت»، يرى «هوجو فنكلر» أنها كانت بين حكومة معين في الجنوب وحكومة «العرب/أريبي» في الشمال التي كان نفوذها يمتد حتى دمشق.[33]

في الكتابات اللاحقة

Saracen; كلمة رومانية تستخدم للإشارة إلى سكان منطقة البتراء.

في العصور الكلاسيكية القديمة: قام هيرودوت بتوثيق أن القيداريين كانوا مدعُوِّين لمساعدة قمبيز الثاني حاكم الإمبراطورية الفارسية في غزوه لمصر في 525 قبل الميلاد.[5][31] كان من المعروف أن القيداريين والأنباط يتمتعون بعلاقات وثيقة فيما بينهم، حتى إنهم ينخرطون مع بعضهم كحلفاء في زمن الحرب ضد الآشوريين.[34] من الممكن أن القيداريين تم دمجهم في نهاية المطاف في الدولة النبطية التي ظهرت كأقوى وجود إسماعيلي في شمال غرب الجزيرة العربية.[34] في تاريخ كامبريدج القديم، يقال إن بعض الأنباط (العرب) الذين ذكرهم ديودوروس في روايته للأحداث التي وقعت في 312 قبل الميلاد هم قيداريون.[35]

بليني الأكبر (23-79 م)، الذي يشير إليهم بـ «كيدري/Cedrei» و «كيداريين/Cedareni» «Cedarenes/كيداري» في سياق ذكر القبائل العربية الأخرى، ووضع نطاق قيدار في المنطقة المتاخمة لقبائل الأنباط.[2] جيروم (357-420 م)، أشار لقيدار على بلفظ «كيدار»، إشارة إلى منطقة.[36] في موضع آخر من كتابه، يصفها بأنها «منطقة من الساراسين، يطلق عليها الإسماعيليون في الكتاب المقدس»، في آخر؛ يكتب أنها كانت «منطقة غير صالحة للسكن في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية»، وفي الثلث؛ يكتب أنها «منطقة مهجورة من الإسماعيليين، الذين يسمونها الآن ساراسينس».[36]


في التوراة والإنجيل:

رسم تخيلي يعود لعام 1820، إسماعيل وأمه هاجر.

يشير الكتاب المقدس إلى قيدار كالابن الثاني لإسماعيل.[37] تشمل مراجع العهد القديم سفر التكوين، إشعياء، إرميا، حزقيال، وسجلات مرتين، يُشار إلى (قيدار) كأحد أبناء إسماعيل في معظم كتب التكوين والسجلات، في حين أن الإشارات المتبقية هي إلى ذريته (القيداريين).

  • «وَتَكُونُ بَقِيَّةُ الرُّمَاةِ، الأَبْطَالُ مِنْ أَبْنَاءِ قِيدَارَ، قِلَّةً. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ.».[38]
  • في أغنية الأغاني (1: 5)، وصفت خيام القيداريين بأنها سوداء، يقال إن خيامهم مصنوعة من شَعر الماعز الأسود أو أن الشعر أصبح داكن اللون نتيجة التعرض للشمس.[39] كانت قبائل سلام تقع إلى الجنوب مباشرة من الأنباط في مدائن صالح، واقترح كناوف أن القيداريين المذكورين في هذا النص الماسوري كانوا في الواقع من الأنباط ولعبوا دورا حاسما في تجارة التوابل في القرن الثالث قبل الميلاد.[48]
  • «16 فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17 وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ».[40]
  • «اَلْعَرَبُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ قِيدَارَ هُمْ تُجَّارُ يَدِكِ بِالْخِرْفَانِ وَالْكِبَاشِ وَالأَعْتِدَةِ. فِي هَذِهِ كَانُوا تُجَّارَكِ».[41]
  • «كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ».[42]

يُشير النبي حزقيال: إلى أن «العرب وجميع أمراء قيدار» شاركوا في تجارة الأغنام/الماعز مع الفينيقيين.[43] تُشير بعض كتب الأسفار: بأن قطعان القيداريين مكونة من الحملان والكباش والماعز والجمال.[44]

يصف نبي إسرائيل إرميا[معلومة 1] القيداريين: بأنهم «أمة مرتاحة ، تسكن بأمان» (49:31)، يروي إرميا أيضا عن حملة نبوخذ نصر (630-562 قبل الميلاد) ضد القيداريين خلال الفترة البابلية، يُعتقد أن قائد القيداريين آنذاك هو نفسه «جشم العربي» الذي جاء ذكره في سفر نحميا.[45]

تسلسل أولاد إسماعيل من الأكبر حتى الأصغر سنًا حسب سفر التكوين الأصحاح-25 (اللفظ بالعبرية):[46]

  1. نَبَايُوتُ.
  2. قِيدَارُ.
  3. أَدَبْئِيلُ.
  4. مِبْسَامُ.
  5. مِشْمَاعُ.
  6. دُومَةُ.
  7. مَسَّا.
  8. حَدَارُ.
  9. تَيْمَا.
  10. يَطُورُ.
  11. نَافِيشُ.
  12. قِدْمَةُ.


في المصادر العربية المتأخرة:

قال الإخباريون أن القبائل؛ مثل: قريش وتميم وأسد ومزينة هم من ذرية قيدار.[47][48]


في القرن التاسع عشر:

هناك إشارات موجزة عن قيدار في كتابات المسافرين الغربيين إلى بلاد الشام في القرن 19؛ على سبيل المثال: يصف ألبرت أوغسطس إيزاكس المشهد المهيب لمعسكر بدوي على سهل، «انتشرت الخيام السوداء في كيدار على نطاق واسع».[49] أيضًا تصف رواية سابقة كتبها تشارلز بويلو إليوت يصف فيها العرب: بأنهم يقعون في مجموعتين رئيسيتين: فلاحين وبدو، ويصف الأخير مع إسماعيل والقيداريين على النحو التالي:

«لا يزال البدو يحتفظون بالعادات المتجولة لأبيهم إسماعيل؛ "يدهم ضد كل رجل، ويد كل رجل ضدهم" ؛ الصحراء البرية هي وطنهم؛ الأرض منصة نقلهم ومظلتهم السماء؛ إذا كان المكان الأكثر اختيارا من الإقامة هو خيمة صغيرة "سوداء مثل خيام كيدار" سلفهم».[50]

الاقتصاد

على الرغم من عدم وجود نصوص أو مكتشفات أثرية من مملكة قيدار نفسها توفر معلومات عن طريقة حياة شعب قيدار، نستطيع تصور ذلك من خلال تحليل العروض والضرائب التي دفعها ملوك قيدار للإمبراطورية الآشورية، يمكن لنا أن نعلم عن خصائص الممتلكات التي يمتلكونها، ونتيجة لذلك مساعيهم الاقتصادية. إن النقوش الآشورية الأولى التي تذكر زبيبة ملكة العرب في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد، تسرد قرابين من عدد من الملوك، وتبرز في غيابها عن قائمة القرابين في التوابل والبهارات التي تعكس التجارة على المحور الجنوبي الشمالي لشبه جزيرة الشام. وعلى هذا الأساس يُقدَّر أنه خلال هذه الفترة كانت قيدار تعمل في شمال شبه الجزيرة العربية، وكان اقتصادها قائمًا على السيطرة على جزء من التجارة على المحور الغربي الجنوبي الشرقي من جنوب بلاد ما بين النهرين إلى مصر وجنوب بلاد الشام، بالإضافة إلى الانخراط في الاقتصاد التقليدي للقبائل البدوية.

في مرحلة لاحقة، من عهد الملكة شمسي، تم ذكر البهارات والتوابل بالفعل في قرابين القيداريين للإمبراطورية الآشورية. بناءً على ذلك، يقدر الباحثون أنه خلال هذه الفترة، سيطرت قيدار أيضًا على جزء من طريق التجارة الجنوبي الشمالي - من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى منطقة الشام ومن هناك إلى مصر. يُعرف هذا الطريق التجاري باسم طريق العطور، وكانت هذه البضائع هي السائدة فيه. هذا لا يعني السيطرة الكاملة على المحور، ولكن على الأقل على الجزء الشمالي - شمال غرب شبه الجزيرة العربية والنقب وسيناء.

علاوة على ذلك، كان الاقتصاد القبلي لاتحاد قيدار قائمًا أيضًا على المنتجات التقليدية للبدو - تربية الأغنام والإبل ومنتَجاتها، يتضح هذا الوصف في سفر حزقيال؛ حيث يصف النبي العلاقات المثمرة التي سيقيمها شعب إسرائيل، وفي القيام بذلك يسرد شعوب المنطقة والمجالات الاقتصادية الأساسية لكل شعب منهم. وعن قيدار يوصفون: «اَلْعَرَبُ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ قِيدَارَ هُمْ تُجَّارُ يَدِكِ بِالْخِرْفَانِ وَالْكِبَاشِ وَالأَعْتِدَةِ. فِي هذِهِ كَانُوا تُجَّارَكِ»؛ أي إن انشغالهم الرئيسي كان بتجارة الأغنام.

تُشير المُعطيات إلى أن اقتصاد قيدار قد تميز بمزيج من مزرعة بدوية نموذجية (الأغنام والإبل) مع التجارة والسيطرة على طرق التجارة في منطقة سيطرتها. منحتهم المهن البدوية التقليدية ميزة نسبية على القبائل الأخرى، لكن حظوتهم الكبرى كانت في السيطرة على طرق التجارة، التي جلبت لهم ثروات كبيرة، تلك الثروات والأهمية التجارية لمملكة قيدار قد جعلتها مطمعًا لجيرانها ومحلَّ صراع مع الإمبراطوريات الكبرى في الشرق الأوسط القديم. حرص الآشوريون والبابليون والفرس على عدم تدمير القبائل أو تدمير المملكة حتى لا تخسر أرباحها العالية من التجارة التي تخصصت فيها. فيما يبدو أن هذا أيضًا هو السبب الذي جعل القيداريين يكتسبون خلال الإمبراطورية الأخمينية مكانة خاصة في علاقاتهم مع الفرس، ولم يُطلب منهم دفع الضرائب العادية التي تدفعها بقية الممالك للإمبراطورية، ولكنهم فرضوا عليهم أشبه مايكون بالضريبة الجمركية لكي يتكسبوا جزءًا من أرباحهم، وبالتالي تمتع القيداريون بحرية تجارية واسعة.


الثقافة والمجتمع

مدينة دومة الجندل القديمة: عاصمة مملكة قيدار.

تشير النقوش الأثرية إلى أن القبائل العربية القيدارية كانت أكثر بروزا في الاتصال بالعالم خارج شبه الجزيرة العربية.[51] كما تشير الأوصاف الكتابية إلى وجود نوعين رئيسيين من المواطنين القيداريين: (البدو:wabariya) المتنقلين؛ أهل الوبر الذين يعيشون في الخيام و(الحضر:hhaḍariya) المستقرين الذين يعيشون في المدن والقرى والواحات.[52] كما لعب الرعاة وتجار الماشية؛ مثل: الحملان الذكور والكباش والماعز، دورا رئيسيا في ازدهار تجارة البخور في غزة، والسيطرة على حركة المرور التجارية في المناطق الصحراوية بين مصر وفلسطين.[7] ونتيجة لأنشطتهم التجارية، كانت هناك عشائر من بين القيداريين أصبحوا أثرياء.[27]

من الأمور المؤكدة أثريًّا تقدم الجانب المعماريّ والتخطيطيّ للمدن؛ مثل: القصور الملكية والمنازل والبيوت والمعابد والأسوار، وتتميز تيماء على سبيل المثال بوجود معالم وشواهد تاريخية؛ مثل: «السور الخارجي» الذي يعد من أطول الأسوار التاريخية في الجزيرة العربية وأكثرها تحصينا؛ إذ يبلغ طوله أكثر من 18 كيلو مترا، وارتفاعه في بعض الأجزاء المتبقية منه حاليا أكثر من 10 أمتار، وعرض جداره ما بين المتر والمترين، وإحدى بواباته تمثِّل التطور المعماريّ والتخطيطيّ للمدينة. ونشير هنا إلى أن التملك؛ سواء أكان قصرًا أم بيتًا أم معبدًا، لم يكن حِكْرًا للملك وحكومته أو للمعبد وكهنته؛ بل كانت ملكية عامة لأفراد المجتمع كافة، كما يدل على ذلك أحد النقوش. ولا خلاف على أن الشواهد الأثرية المادية، بما فيها النقوش، تدل على أن المنهج الفكريّ الذي تبناه المجتمع التيماويّ كان أساسًا في جعلها مدينة مسالمة مستقطبة للشعوب المعاصرة بشكل واضح؛ مثل أوجاريت في الألفية الثانية قبل الميلاد.

على الرغم من أن مملكة قيدار ومعظم ممالك الشرق الآوسط القديم كانت قابعة تحت السلطة الآشورية، كان القيداريون والممالك المجاورة للآشوريين غالبا ما يتشاركون في القتال ضد تلك الإمبراطورية، ويتضح ذلك جليًّا في تاريخ مملكة قيدار خاصةً؛ فلا يكاد يأتي حاكم إلا ويكون أول أعماله قتال الآشوريين، وذلك على خلاف كثيرٍ من الممالك في الشرق الأوسط القديم، التي آثرت السلامة والخضوع على المقاومة والصمود.

أثبت صعود الإمبراطورية الفارسية إلى الهيمنة أنه مفيد للقيداريين؛[27] سمح ذلك للقيداريين المسيطرين على طرق التجارة بالتوسع في استخدام تلك الطرق تِجاريًّا، مانتج عنه على حد وصف هيرودوت «علاقة ودية».


اللغة

التوزع الجغرافي للغات السامية.

القيداريون هم من بين عدد من القبائل العربية الشمالية التي أدى تفاعلها مع قبائل الآراميين بداية من القرن الثامن قبل الميلاد إلى تبادلات ثقافية بين هاتين المجموعتين الساميتين الكُبرَيَيْن.[53] تحدثت المجموعات القبلية العربية المبكرة؛ مثل القيداريين وغيرهم، اللغة العربية الشمالية القديمة ، ولكن بما أن الأبجدية العربية لم يتم تطويرها بعد أنذاك؛ فقد استخدموا في الكتابة والتدوين أبجديات مجاورة كالآرامية كخط رسمي، واستخدم بعض العامة البسطاء خطوطًا أخرى استخدامًا بدائيًّا.[53]

يستخدم «لسان قيدار» في المصادر الحاخامية كاسم للغة العربية.[54] كانت ممارسة تسمية الأولاد على اسم أجدادهم شائعة بين القيدار.[55]

اللغة المستخدمة من قبل قبائل قيدار هي من عائلة «اللغات السامية المركزية»، والتي نشأت منها اللغة العربية. تتمثل اللغة العربية الشمالية في دراسة في النقوش الصخرية المكتوبة ما بين القرن الثامن قبل الميلاد وصولًا إلى القرن الرابع الميلادي الذي اضمحلت فيه حتى اختفت تمامًا دون أن تترك أثرا. تم العثور على حوالي 40.000 نقش؛ 98٪ منها عبارة عن نقوش صخرية (جرافيتي).

تنتمي لغة القيداريين إلى مجموعة اللهجات العربية الشمالية، كل مجموعة منها سميت على اسم الواحة الرئيسية في منطقتهم: اليمنية (سميت على اسم الواحة العظيمة في تيما)، دادانيت (سميت على اسم الواحة الكبرى في ددان) ودومة (سميت على اسم واحة مماثلة / حمراء) عاصمة مملكة قيدار، وهي المجموعة الأقدم من بين اللهجات العربية الشمالية، ويقدر أن النقوش المرتبطة بهذه اللهجات تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، وبسبب انخراط جميع شعوب العربية الشمالية في التجارة الإقليمية، تم العثور على بعض النقوش ذات لهجات من خارج المنطقة.


تم العثور على ثلاثة نقوش غير مؤرخة بالقرب من مدينة سكاكا في محافظة الجوف، وهي المنطقة التي توجد بها واحة مماثلة، ولكن يُقدر أنها نشأت في منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد.

كُتبت معظم النقوش الموجودة في اللهجات الثلاث للواحات العربية الشمالية من اليمين إلى اليسار. في دومة لم تكن هناك مسافات بين الكلمات، ولكن كانت هناك علامات فاصلة. على الرغم من عدم وجود نقوش قيدارية كافية لتتبع الأبجدية بأكملها، فمن المقدر أن اللغات العربية الشمالية تضمنت 28 صوتًا وحروفًا ساكنة. يقدر العلماء أن الحروف الساكنة في D و D و D و H و K و L و M و N و T و T و W و Y و Z تتصرف كما هو مألوف في اللغة العربية الفصحى. ليس من الواضح توجيه الحرف الساكن P - سواء تصرف كما هو عليه اليوم أو أكثر؛ حيث لم يتم التأكيد على P (F) مثل اللغات السامية الأخرى، فإن الأساس الصرفي يتكون من جذر ثلاثي. عادة ما يتم إعطاء الكلمات الأنثوية اللاحقة "T".

منذ الفترة البابلية لنبوخذ نصر حتى الفترة الفارسية، يرى العلماء أن لغة التدوين والكتابة الرسمية للقيداريين هي اللغة الآرامية، كما يتضح من الإناء الذي عثر عليه في تل المسخوطة. ومع ذلك ، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه هي لغة الكلام أيضًا ، ويذهب كثير من العلماء أنها لغة تدوين فقط لا تحدث. ويرى معظم العلماء والباحثين أن العرب قاموا بتطوير لغة التدوين (الآرامية) إلى النبطية ثم إلى العربية الفصحى ثم أخيرًا إلى العربية الحديثة.

نظام الحكم

لا توجد معلومات كافية لرسم صورة واضحة مفصلة عن طبيعة وهيكلة الحكومة، ولكن يمكن الاستنتاج من نقوش بلاد ما بين النهرين حول عدد من الخصائص الرئيسية لمملكة قيدار:

في جميع إشارات قادة الكيان القيداري في وثائق بلاد ما بين النهرين، تم ذكر عدد من الألقاب الملموسة (ملكة العرب - ملك العرب - القيداريون)؛ أي على الأقل في نظر الآشوريين في الفترة الآشورية الجديدة، إنها مملكة يحكمها ملك أو ملكة هذا الكيان السياسي. كذلك في النقش الموجود على الإناء في تل المسخوطة في الجزء الشرقي من دلتا النيل في مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، ورد ذكر جشم العربي باسم «ملك قيدار»؛ أي حتى في الوصف الذاتي للقيداريين، فإن نظام الحكم في قيدار ملكي.

ومع ذلك؛ ليس من الواضح ما هي درجة التماسك الداخلي والاندماج للقبائل في كيان قيدار السياسي، وما إذا كانت هناك مملكة في شكل متعارف عليه في بقية الممالك في المنطقة؛ أي إطار فيدرالي مرن للقبائل، وإطار عمل كونفدرالي في المقام الأول في المجال الاقتصادي.[56] بشكل عام؛ هناك إجماع في الدراسة على أن الممالك في شبه الجزيرة العربية خلال تلك الفترة كانت تتم في إطار اتحادي وليس كمملكة هرمية عادية؛ (على سبيل المثال: مملكة ماجان في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية). يمكن العثور على تعبير عن هذا الهيكل الفيدرالي في وصف حزقيال للقيداريين[57]، يمكن تفسير هذا الوصف على أنه تعبير عن وجود العديد من القادة في إطار قيدار؛ مثل زعماء القبائل. قد يكون مثل هذا الإطار هو المفتاح لفهم إمكانية وجود العديد من «ملوك القيداريين» في وقت واحد في السجل الآشوري.

خلال معظم فترة وجود المملكة، أشارت الوثائق الآشورية إلى «ملكة العرب» كملكة حاكمة فعالة، تمثل المملكة بأكملها ضد الإمبراطورية الآشورية. كما يتضح من البيانات التي قدمتها وثائق من فترة أسرحدون في حملته الحربية في شبه الجزيرة العربية -ليس في مناطق قيدار-. لا تشير تلك البيانات إلى البنية الاجتماعية للقبائل في المملكة، أو أي تقسيم اجتماعي لمجتمع قيدار. تظل تقديرات هذه الجوانب مقتصرة على البحوث الأنثروبولوجية العامة حول المجتمعات البدوية.

بالإضافة إلى ذلك؛ هناك إشارات واضحة في السجلات الآشورية إلى أسلوب الحكم المزدوج - الملكة والملك هما أخوان أحيانًا وأحيانًا أزواج. من قضية نفي تلهونة «ملكة العرب»، إلى نينوى على يد سنحاريب ملك آشور، جنبًا إلى جنب مع تماثيل آلهة العرب، تبرز احتمالية أن الملكة كانت هي أيضًا الكاهنة الكبرى أو السلطة الدينية العليا في المملكة. أيضًا عندما تم ذكر ملكة العرب، كان ذلك أيضًا في سياق القرابين التي قُدمت لملوك آشور. ومن المحتمل أنهم كانوا مسؤولين بشكل أساسي عن الشؤون المدنية والاقتصادية للمملكة.[58] من الطريقة التي يوصف بها هزال/حزائيل الشريك في حكومة تلهونة، بالشخصية التي قادت الجيش العربي في ثورة ضد الآشوريين، كما تبرز احتمالية أن يكون الرجل في الحكومة المزدوجة مسؤولًا بشكل أساسي عن الشؤون العسكرية والحربية. ومع ذلك، لا توجد معلومات عن هيكلة الجيش وكيف يعمل خارج استخدام الإبل كوسيلة مركزية للتنقل والنقل وقدرته العالية على المناورة في التضاريس الصحراوية.


الاختلاف الآثاري

يعتمد الباحثون بدراساتهم على مصادر توراتيّة لإثبات وجود المملكة بذلك الاسم، لكن لم يسند تلك البناءات النظرية إلا لفظ واحد بنقش بعهد الملك الآشوري تغلث فلاسر الثالث؛ حيث يذكر قبيلة من قبائل العرب أو ما شابه، يقرأ الباحثون كتابتها في النص (قدرو) (Qidru)[59]، بينما يشكك آخرون بتلك القراءة التي يصفونها بأنها متأثرة بالنص التوراتي ويقترحون أنها منطقة وليست شعبًا.[60] في الحقيقة تتحدث بقية النقوش الآشورية عن ملكات العرب من مثل (زبيبة) أو (شمس) ولا يذكر اسم مملكة قيدار مطلقًا. في الحقيقة؛ يخلط الباحثون بين اسمَي عرب وقيدار، ويضعونهما كليهما تحت اسم قيدار؛ لأنه يتناسب مع التقسيم التوراتي لشعوب الشرق من مثل الكاتب بروملي.[61] يتطلب موضوع إثبات وجود المملكة أم أنها لفظ يتبع تقسيمات توراتيّة إلى إعادة قراءة النقوش ونقض الكثير من النظريات.

الحكام

ملكات دومة الجندل:

اسم الملكةالتاريخ
الملكة زبيبة750–735 قبل الميلاد
الملكة شمسي750–735 قبل الميلاد
الملكة يثيعة735–710قبل الميلاد
الملكة تلهونة695–690 قبل الميلاد
الملكة تبوعة؟
الملكة عطية652–644قبل الميلاد

في الفترة ما بين 580 - 550 قبل الميلاد حكمت دومة الجندل من قبل ملوك مملكة ددن ماتي وابنه جبرائيل، وفي الفترة ما بين 550–540 قبل الميلاد حكمت دومة الجندل من قبل الملك البابلي نبو نيد.

ملوك دومة الجندل الفترة الثانية:

اسم الملكالتاريخملاحظة
ماهلي510–490 قبل الميلاد
لياس ابن ماهلي490–470قبل الميلاد
شهرو470–450 قبل الميلاد
الملك جشم450–430 قبل الميلاد
الملك قينو بن جشم430–410 قبل الميلاد
الملك عمولادي
الملك أب يثع بن تعري
الملك يثع بن حزائيل 676–652 قبل الميلاد
الملك حزائيل 690–676 قبل الميلاد

مراجع

  1. Russell (15 مايو 2006)، Berossus and Genesis, Manetho and Exodus: Hellenistic Histories and the Date of the Pentateuch (باللغة الإنجليزية)، Bloomsbury Publishing USA، ISBN 978-0-567-13439-4، مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2021.
  2. Chraibi, Aboubakr؛ Stetkevych, Suzanne Pinckney (1996)، "Reorientations/Arabic and Persian Poetry"، Studia Islamica (83): 164، doi:10.2307/1595750، ISSN 0585-5292، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  3. BROMILEY (1997)، "Review of Tristan et Iseut: Genèse d'un mythe littéraire, Nouvelle bibliothèque du moyen âge 36"، Medium Ævum، 66 (2): 339، doi:10.2307/43630098، ISSN 0025-8385، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  4. Parker, Charles Thomas؛ Taylor, Dorothea؛ Garrity, George M (01 يناير 2003)، "Exemplar Abstract for Ruegeria mobilis Muramatsu et al. 2007 emend. Vandecandelaere et al. 2008, Epibacterium mobile (Muramatsu et al. 2007) Wirth and Whitman 2018, Tritonibacter mobilis mobilis (Muramatsu et al. 2007) Hördt et al. 2020 and Tritonibacter mobilis (Muramatsu et al. 2007) Hördt et al. 2020."، The NamesforLife Abstracts، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 نوفمبر 2020.
  5. Blenkinsopp, E. Leaton (19 أبريل 1890)، "Princes of Wales"، Notes and Queries، s7-IX (225): 308–308، doi:10.1093/nq/s7-ix.225.308c، ISSN 1471-6941، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2021.
  6. Archibald, Zosia؛ Davies, John K.؛ Gabrielsen, Vincent, المحررون (09 يونيو 2011)، "The Economies of Hellenistic Societies, Third to First Centuries BC"، doi:10.1093/acprof:osobl/9780199587926.001.0001، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  7. Gert-Wolfhard؛ Lück, Erich (2010)، Handbuch für Lebensmittelchemiker، Berlin, Heidelberg: Springer Berlin Heidelberg، ص. 333–353، ISBN 978-3-642-01684-4، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  8. "Table of Contents of Volume 45 - 1997"، Acta Biotheoretica (باللغة الإنجليزية)، 45 (3/4): 335–336، 1997، doi:10.1023/a:1017136104329، ISSN 0001-5342، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  9. عبد العزيز حميد (01 يناير 2017)، تاريخ الخط العربي عبر العصور المتعاقبة 1-3 ج1، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، ISBN 978-2-7451-8923-3، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  10. جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بیروت - لبنان: دار العلم للملایین، ج. 1، مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2018.
  11. عبد الملك (01 يناير 1998)، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 1-4 ج1، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، ISBN 978-2-7451-2615-3، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  12. Rudolf (1986)، Briefwechsel mit Cantor, Dedekind, Helmholtz, Kronecker, Weierstrass und anderen، Wiesbaden: Vieweg+Teubner Verlag، ص. 148–149، ISBN 978-3-528-08969-6، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  13. أبي العباس أحمد بن عبد (01 يناير 2015)، الدر النفيس والنور الانيس في مناقب الإمام إدريس بن إدريس 1-3 ج1، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، ISBN 978-2-7451-8481-8، مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2021.
  14. كيرك غرايسون (1972). كتاب النقوش الملكية الآشورية: المجلد الأول. فيسبادن: أوتو هاراسويتز. صفحة 108. §716.
  15. Glandon, Clyde (1999-03)، "Book Review and Note: Minding the Soul: Pastoral Counseling as Remembering"، Journal of Pastoral Care، 53 (1): 118–120، doi:10.1177/002234099905300118، ISSN 0022-3409، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  16. "ص241 - كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - مدخل - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  17. EPH-Gestose، Berlin, Boston: De Gruyter، 31 ديسمبر 1972، ص. 23–40، ISBN 978-3-11-171051-8، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  18. "ص229 - كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - مدخل - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  19. "تاريخ شبه الجزيره العربيه في عصورها القديمه - عبد العزيز بن صالح - مکتبة مدرسة الفقاهة"، ar.lib.eshia.ir، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021. {{استشهاد ويب}}: C1 control character في |مسار أرشيف= في مكان 80 (مساعدة)
  20. Boardman, J. (1991-03)، "Land use, rainfall and erosion risk on the South Downs"، Soil Use and Management، 7 (1): 34–37، doi:10.1111/j.1475-2743.1991.tb00843.x، ISSN 0266-0032، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  21. Leslie Pickering، Genetics and criminality: The potential misuse of scientific information in court.، Washington: American Psychological Association، ص. 243–249، ISBN 1-55798-580-4، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  22. "آلهة العرب / الجزء الاول( #مدونة جلال سيف الدين الطائي) | متابعات"، www.iraqinhistory.com، مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  23. "ص126 - كتاب تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة - اولا المصادر المسمارية - المكتبة الشاملة الحديثة"، al-maktaba.org، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  24. فارس, عبدالغني غالي (2019)، "الهدايا المتبادلة ما بين ملوك آشور وسائر حكام الشرق الأدنى القديم دراسة تاريخية تحليلية"، hawlyat al_montada (باللغة الإنجليزية)، 1 (40)، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  25. Gallagher, Marianne (01 أغسطس 1999)، "Home care pharmacist competency assessment program"، American Journal of Health-System Pharmacy، 56 (15): 1549–1553، doi:10.1093/ajhp/56.15.1549، ISSN 1079-2082، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  26. "SUDAYRI"، Encyclopaedia of Islam, Second Edition، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 نوفمبر 2020.
  27. Roger (2001)، Hoyland, Vic(tor)، Oxford Music Online، Oxford University Press، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  28. "Arabs and Empires before the Sixth Century - Oxford Scholarship"، oxford.universitypressscholarship.com، doi:10.1093/acprof:oso/9780199654529.001.0001/acprof-9780199654529-chapter-2، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  29. "أشعياء / Isaiah 21:الكتاب المقدسة"، www.wordproject.org، مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2014، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  30. Arabs in the Mirror، University of Texas Press، 2008، ISBN 978-0-292-79448-1، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  31. Guzzo et al., 2002, p. 11.
  32. "ERRATUM"، Anesthesiology، 80 (3): 722–722، 01 مارس 1994، doi:10.1097/00000542-199403000-00061، ISSN 0003-3022، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  33. "دراسات في تاريخ العرب القديم - بيومي مهران، محمد - مکتبة مدرسة الفقاهة"، ar.lib.eshia.ir، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  34. Mathematical Evolutionary Theory، Princeton University Press، 31 ديسمبر 1989، ص. 335–336، ISBN 978-1-4008-5983-2، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  35. End of project report: 1 May 1992 to 30 June 1994 / G.R. Boardman, ... [et al.] (PDF)، University of Arizona Libraries، 2000، مؤرشف من الأصل في 2 يونيو 2018.
  36. Tew, Philip (08 ديسمبر 2003)، "THREE DIALOGUES AS A LAUGHABLE TEXT?: Beckett's Bergsonian Comedy"، Samuel Beckett Today / Aujourd'hui، 13 (1): 102–118، doi:10.1163/18757405-90000161، ISSN 0927-3131، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  37. "Gerard, Alexander (1792–1839)"، Oxford Dictionary of National Biography، Oxford University Press، 06 فبراير 2018، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  38. إشعياء 21:17 وَتَكُونُ بَقِيَّةُ الرُّمَاةِ، الأَبْطَالُ مِنْ أَبْنَاءِ قِيدَارَ، قِلَّةً. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ. | كتاب الحياة (KEH) | Descargar la Biblia App ahora (باللغة الإسبانية)، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  39. نواف أحمد عبد (01 يناير 2015)، تاريخ العرب قبل الإسلام، Al Manhal، ISBN 9796500157061، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  40. "سفر إشعياء - الأصحاح 21"، www.arabchurch.com، مؤرشف من الأصل في 11 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  41. "سفر حزقيال - الأصحاح 27"، www.arabchurch.com، مؤرشف من الأصل في 02 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  42. "سفر إشعياء - الأصحاح 60"، www.arabchurch.com، مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 فبراير 2021.
  43. Hoyland, Robert G. (11 سبتمبر 2002)، "Arabia and the Arabs"، doi:10.4324/9780203455685، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  44. Cook, Michael (1999-05)، "Jaroslav Stetkevych, Muḥammad and the Golden Bough: Reconstructing Arabian Myth (Bloomington and Indianapolis: Indiana University Press, 1996). Pp. 183."، International Journal of Middle East Studies، 31 (2): 290–291، doi:10.1017/s0020743800054155، ISSN 0020-7438، مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2018. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  45. "Nehemiah 2 - الإنجيل العربي | Arabic Bible (SVD) - CopticChurch.net"، www.copticchurch.net، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  46. "سفر التكوين - الأصحاح 25"، www.arabchurch.com، مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2021.
  47. مصعب الزبيري نسب قريش 1
  48. ^ جمهرة أنساب العرب, ابن حزم, ج1 ص 3.
  49. Susan (24 أكتوبر 2018)، Intellectual Growth in Young Children، Routledge، ص. 111–157، ISBN 978-1-315-00956-8، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  50. J. Kevin (2000-02)، Elliot, James (1775-1839), politician, soldier, and author، American National Biography Online، Oxford University Press، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  51. Block, Jonathan؛ Bressoud, David M.؛ Devaney, Robert L. (1998-03)، "Reviews"، The Mathematical Intelligencer، 20 (1): 73–78، doi:10.1007/bf03024404، ISSN 0343-6993، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  52. "Adhesión del Zaire al Protocolo I"، Revista Internacional de la Cruz Roja، 7 (51): 175–175، 1982-06، doi:10.1017/s0250569x00011833، ISSN 0250-569X، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  53. Greenfield et al., 2001, p. 158.
  54. "Gold Pens"، Scientific American، 3 (9): 67–67، 20 نوفمبر 1847، doi:10.1038/scientificamerican11201847-67، ISSN 0036-8733.
  55. Cross, 2000, p. 158.
  56. Bawden, Garth؛ Edens, Christopher (1989)، "History of Tayma¸ and Hejazi Trade During the First Millennium B.C"، Journal of the Economic and Social History of the Orient، 32 (1): 48–103، doi:10.1163/156852089x00024، ISSN 0022-4995، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  57. "سفر حزقيال - ويكي مصدر"، ar.wikisource.org، مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 05 ديسمبر 2020.
  58. Brian (01 يونيو 2019)، Arabs in the Early Islamic Empire، Edinburgh University Press، ص. 24–67، ISBN 978-1-4744-3679-3، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2021.
  59. "مملكة قيدار تلفيق الوهم وتورخة الملفق - مقال كلاود"، مقال كلاود، مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 25 نوفمبر 2017.
  60. Pakkala, J. (2013). The Methodological Hazards in Reconstructing the So-called Kingdom of Geshu r. Scandinavian Journal of the Old Testament, 27(2), 226-246. نسخة محفوظة 30 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  61. Boardman, John (1970-<2005>)، John Boardman, ed (المحرر)، The Assyrian and Babylonian empires and other states of the Near East, from the eighth to the sixth centuries B.C., Volume 3 (2nd, reprint ed.) (ط. 3rd ed)، Cambridge [England]: Cambridge University Press، ISBN 9780521227179، OCLC 121060، مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2019. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)، |edition= has extra text (مساعدة)، |editor1-last= has generic name (مساعدة)

الملاحظات

  1. إرميا هذا هو حمل معد بن عدنان في زمن حملة نبوخذنصر على العرب، وذهب به إلى أرض الشام، فنشأ معد مع بني إسرائيل ممن بقي منهم بعد خراب بيت المقدس، وتزوج هناك امرأة اسمها: معانة بنت جوشن من بني دب بن جرهم، قبل أن يرجع إلى بلاده عد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب.
  • Judah and the Judeans in the Fourth Century B.C.E. Oded Lipschitz, Gary N. Knoppers, Rainer Albertz.Eisenbrauns, 2007. ISBN 1-57506-130-9. Page 149.
  • بوابة الشرق الأوسط القديم
  • بوابة العرب
  • بوابة دول
  • بوابة السعودية
  • بوابة التاريخ
  • بوابة علم الإنسان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.