قومية بيضاء

القومية البيضاء هي نوع من أنواع القومية أو القومية الشاملة التي تتبنى الاعتقاد بأن البيض نوع متميز من الأعراق،[1] وهي تسعى إلى الحفاظ والتمسك وإلى تطوير هوية عرقية وقومية بيضاء.[2][3][4] ينسجم مؤيدوها ويرتبطون مع مفهوم أمة البيض أو مع مفهوم «الدولة الإثنية البيضاء».[5]

طبقًا لوصف المحللين، تتداخل القومية البيضاء مع سيادة البيض والانفصالية البيضاء.[6][4][7][8][9][10] توصف القومية البيضاء أحيانًا باعتبارها مرادفًا أو تفرعًا لسيادة البيض، وقد استخدم الصحفيون والمحللون كلا المصطلحين على نحو متبادل.[8][11] الانفصالية البيضاء هي السعي نحو إقامة «دولة تقتصر على البيض»، في حين ان التفوق العرقي الأبيض هو الاعتقاد بأن البيض متفوقون على غير البيض ويجب أن يهيمنوا عليهم،[7][8][9] وتُستقى هذه الأفكار من الداروينية الاجتماعية والنازية.[12] يتجنب القوميون البيض، على نحو عام، مصطلح «السيادة» لأن له دلالات سلبية.[13][14]

يقول القوميون البيض أنهم يسعون إلى ضمان بقاء العرق الأبيض وثقافات الدول البيضاء تاريخيًا. يرى البيض أنه ينبغي أن يحتفظوا بأغلبيتهم في البلدان ذات الأغلبية البيضاء، وأن يحافظوا على سيطرتهم السياسية والاقتصادية، وأن تكون ثقافتهم هي الثقافة الرئيسية.[4] يعتقد كثيرون من القوميين البيض أن تمازج الأجناس، والتعددية الثقافية، وهجرة غير البيض، وانخفاض معدلات المواليد بين البيض؛ أمور تهدد العرق الأبيض، ويعتقد البعض أن هذه الأمور يجري الترويج لها كجزء من محاولة الإبادة الجماعية للبيض.[7] يجادل النقاد في أن مصطلح «القومية البيضاء» هو ببساطة «إعادة تسمية»، وأن الأفكار مثل فكرة الفخر الأبيض لا تمثل سوى واجهة عامة مقبولة لسيادة البيض، وأن معظم الجماعات القومية البيضاء تروج للعنف العرقي.[15]

التاريخ والانتشار

وفقًا لميريام وبستر وهي شركة أمريكية تهتم بنشر الكتب المرجعية، فإن أول استخدام موثق لمصطلح «القومي الأبيض» كان عام 1951، للإشارة إلى عضو ينتمي لجماعة متطرفة تتبنى فكرة تفوق البيض والفصل العنصري مع غير البيض.[16] كما لاحظت ميريام وبستر استخدام العبارة المكونة من كلمتين منذ عام 1925. تم استخدام هذا المصطلح في الأصل من قبل بعض الأفراد البيض باعتباره تعبيراً ملطفاً وذا تأثير مُخفف عن كلمة تفوق البيض، يفضل الأعضاء الجدد في المنظمات العنصرية مثل كو كلوكس كلان استخدام المصطلح بشكل عام ويتجنبون وصف أنفسهم بأنهم متعصبون للبيض.

استخدم بعض علماء الاجتماع القومية البيضاء كمصطلح شامل لمجموعة من الجماعات والأيديولوجيات المتعصبة للعرق الأبيض، بينما يعتبر آخرون هذه الحركات متميزة. يشير التحليل إلى أن مجموعتين تتداخلان إلى حد كبير من حيث العضوية والأيديولوجيا والأهداف.[17]

النقد

جادل العديد من الأفراد والمنظمات في أن أفكار فخر البيض والقومية البيضاء لا تمثل سوى واجهة عامة مقبولة لسيادة البيض. يقول كوفي بوينور هاجور أن القومية السوداء هي رد فعل على التمييز العرقي، في حين أن القومية البيضاء هي تعبير عن سيادة البيض.[18] وصف بعض النقاد القومية البيضاء بأنها «… إلى حد ما، تمثل أيديولوجية جنون العظمة» التي تستند إلى نشر دراسات أكاديمية زائفة.[19]

تجادل كارول إم. سوين في أن الهدف غير المعلن للقومية البيضاء هو جذب جمهور أكبر، وأن أغلب جماعات القومية البيضاء تروج للانفصالية البيضاء وللعنف العرقي.[20] يتهم المعارضون القوميين البيض بالكراهية، والتعصب العرقي، وسياسات الهوية المدمرة.[21][22] تمتلك الجماعات التي تنادي بسيادة البيض تاريخًا طويلًا في ارتكاب جرائم الكراهية، ولا سيما ضد الأشخاص المنحدرين من أصل يهودي أو أفريقي.[23] تتضمن الأمثلة على ذلك، إعدام السود إعدامًا غوغائيًا دون محاكمة على يد الكو كلوكس كلان (الكية كيه كيه).

يزعم بعض المنتقدين أن القوميين البيض- في حين يتظاهرون بأنهم جماعات حقوق مدنية تدافع عن مصالح مجموعتهم العرقية- كثيرًا ما يستندون إلى التقاليد الأهلانية لجماعة الكو كلوكس كلان والجبهة الوطنية البريطانية.[24] لاحظ النقاد الخطاب المعادي للسامية والكاره لليهود الذي يستخدمه بعض القوميين البيض، كما هو موضح في تعزيز نظريات المؤامرة، مثل نظرية مؤامرة حكومة الاحتلال الصهيوني.[25]

مراجع

  1. Heidi Beirich and Kevin Hicks. "Chapter 7: White nationalism in America". In Perry, Barbara. Hate Crimes. Greenwood Publishing, 2009. pp.114–115
  2. Conversi, Daniele (يوليو 2004)، "Can nationalism studies and ethnic/racial studies be brought together??"، Journal of Ethnic and Migration Studies، 30 (4): 815–29، doi:10.1080/13691830410001699649.
  3. Heidi Beirich and Kevin Hicks. "Chapter 7: White Nationalism in America". In Perry, Barbara. Hate Crimes. Greenwood Publishing, 2009. p.119. "One of the primary political goals of white nationalism is to forge a white identity".
  4. "White Nationalism, Explained". The New York Times. 21 November 2016. "White nationalism, he said, is the belief that national identity should be built around white ethnicity, and that white people should therefore maintain both a demographic majority and dominance of the nation’s culture and public life. [...] white nationalism is about maintaining political and economic dominance, not just a numerical majority or cultural hegemony". نسخة محفوظة 2020-05-08 على موقع واي باك مشين.
  5. Rothì؛ Lyons؛ Chryssochoou (فبراير 2005)، "National attachment and patriotism in a European nation: a British study"، Political Psychology، 26 (1): 135–55، doi:10.1111/j.1467-9221.2005.00412.x. In this paper, nationalism is termed "identity content" and patriotism "relational orientation".
  6. Romm؛ Dwoskin (27 مارس 2019)، "Facebook says it will now block white-nationalist, white-separatist posts"، Washington Post (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2019، Civil rights groups applauded the move. 'There is no defensible distinction that can be drawn between white supremacy, white nationalism or white separatism in society today,' Kristen Clarke, president and executive director of the Lawyers' Committee for Civil Rights Under Law, said Wednesday in a statement.
  7. FBI Counterterrorism Division (13 ديسمبر 2006)، State of domestic white nationalist extremist movement in the United States، FBI Intelligence Assessment، ص. 4، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020.
  8. Perlman (14 أغسطس 2017)، "The key difference between 'nationalists' and 'supremacists'"، Columbia Journalism Review (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 30 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2018.
  9. Daniszewski, John. "How to describe extremists who rallied in Charlottesville". Associated Press. 15 August 2017. نسخة محفوظة 2020-06-29 على موقع واي باك مشين.
  10. "White Nationalist"، Southern Poverty Law Center (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2018.
  11. Sterling، "White nationalism, a term once on the fringes, now front and center"، CNN، مؤرشف من الأصل في 24 مايو 2020.
  12. Loftis, Susanne (11 أبريل 2003)، "Interviews offer unprecedented look into the world and words of the new white nationalism"، Vanderbilt News، Vanderbilt University، مؤرشف من الأصل في 05 يناير 2016.
  13. Zeskind, Leonard (نوفمبر 2005)، "The New Nativism: The alarming overlap between white nationalists and mainstream anti-immigrant forces"، The American Prospect، 16 (11)، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020.
  14. Hughey (2012)، White Bound: Nationalists, Antiracists, and the Shared Meanings of Race (باللغة الإنجليزية)، Stanford University Press، ص. 198–199، ISBN 9780804783316، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2018.
  15. CQ Researcher (2017)، Issues in Race and Ethnicity: Selections from CQ Researcher، SAGE Publications، ص. 5–6، ISBN 978-1-5443-1635-2، مؤرشف من الأصل في 06 سبتمبر 2020.
  16. "white nationalist – noun"، merriam-webster.com، مؤرشف من الأصل في 24 أكتوبر 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2019.
  17. Hughey (2012)، White bound : nationalists, antiracists, and the shared meanings of race، Stanford University Press، ص. 197، ISBN 9780804783316.
  18. Hadjor, Kofi Buenor (1995)، Another America: The Politics of Race and Blame، Haymarket Books، ص. 100، ISBN 978-1-931859-34-9.
  19. Caliendo, S.M؛ McIllwan, C.D. (2011)، The Routledge Companion to Race and Ethnicity، Taylor & Francis، ص. 233–35.
  20. Swain, Carol M. (2002)، The New White Nationalism in America: Its Challenge to Integration، Cambridge: Cambridge University Press، ص. 16، ISBN 978-0-521-80886-6، مؤرشف من الأصل في 6 سبتمبر 2020.
  21. McConnell, Scott (أغسطس–سبتمبر 2002)، "The New White Nationalism in America"، First Things، مؤرشف من الأصل في 07 مايو 2008.
  22. Wise, Tim, "Making Nice With Racists: David Horowitz and The Soft Pedaling Of White Supremacy", Znet (December 16, 2002) نسخة محفوظة February 2, 2007, على موقع واي باك مشين.
  23. Swain, C.M., The New White Nationalism in America: Its Challenge to Integration (Cambridge University Press, 2002) pp. 114–17
  24. "BNP: A party on the fringe"، BBC News، 24 أغسطس 2001، مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2007، اطلع عليه بتاريخ 14 فبراير 2008.
  25. Boler, M., Digital Media and Democracy: Tactics in Hard Times, (MIT Press, 2008) pp. 440–43.

انظر أيضًا

  • بوابة السياسة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.