حرب جمهورية أفريقيا الوسطى الأهلية (2012–الآن)

الحرب الأهلية في جمهورية أفريقيا الوسطى هي حرب أهلية ما تزال مُعتملةً في جمهورية أفريقيا الوسطى، أطرافها هم الحكومة، ومتمردو جماعة سيليكا، وميليشيا أنتي بالاكا.[2]

الصراع جمهورية أفريقيا الوسطى
معلومات عامة
التاريخ 10 ديسمبر 2012 (2012-12-10)-الان
البلد جمهورية أفريقيا الوسطى 
الموقع جمهورية أفريقيا الوسطى
المتحاربون
متمردين شماليون من جمهورية أفريقيا الوسطى  جمهورية أفريقيا الوسطى
 جنوب أفريقيا
 فرنسا
 المغرب[1]
القادة
ميشيل جوتوديا فرانسوا بوزيزيه
جاكوب زوما
جوزيه إدواردو دوس سانتوس

محمد السادس

في الحرب الأهلية السابقة في جمهورية أفريقيا الوسطى (2004-2007)، قاتلت حكومة الرئيس فرانسوا بوزيزيه ضد المتمردين حتى توقيع اتفاقية سلام في العام 2007. نشب الصراع الحالي بسبب اتهام تحالف جديد ضمّ عدة مجموعات متمردة، يحمل اسم سيليكا، الحكومةَ بعدم الالتزام باتفاقيات السلام، وسيطروا على العديد من البلدات في العام 2012 كما استولوا على العاصمة في العام 2013. فرّ الرئيس بوزيزيه من البلاد، وأعلن زعيم المتمردين ميشيل جوتوديا نفسه رئيسًا. اندلع القتال مجددًا بين تحالف سيليكا والميليشيات المعارضة لها والتي تُسمى أنتي بالاكا.[3][4]

في سبتمبر من العام 2013، حلّ الرئيس جوتوديا تحالف سيليكا، والذي كان قد تفكك بعد توليه مقاليد السلطة، ثم استقال في العام 2014. أصبحت كاثرين سامبا بانزا رئيسةً للبلاد، إنما بقي الصراع دائرًا. في يوليو 2014، وقعت الفصائل التي كانت منضوية في تحالف سيليكا وممثلون عن أنتي بالاكا اتفاقَ وقف إطلاق النار. مع أواخر العام 2014، قُسّمت البلاد بحكم الأمر الواقع بسيطرة ميليشيات أنتي بالاكا على أجزاء الجنوب والغرب،[5] حيث أُجلي معظم المسلمين منها، وسيطرة مجموعات تحالف سيليكا السابق على الشمال والشرق. ترشح فوستان أرشانج تواديرا في انتخابات العام 2020 وفاز فيها، وكان قد انتُخب رئيسًا في العام 2016. دفع ذلك كبرى فصائل المتمردين إلى تشكيل تحالف عارَض الانتخابات يُدعى تحالف الوطنيين من أجل التغيير، ونظّمه الرئيس السابق بوزيزيه.[6] انتقلت عمليات حفظ السلام بغالبها من بعثة توطيد السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى المنبثقة عن المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا إلى بعثة الدعم الدولي بالقيادة الأفريقية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ثم إلى بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، في حين تُعرف البعثة الفرنسية لحفظ السلام باسم عملية سانغاريس.

يعود الجزء الرئيسي من التوتر بغالبه إلى اختلاف الهوية الدينية بين مقاتلي سيليكا المسلمين ومسيحيي أنتي بالاكا والاختلافات الإثنية بين فصائل تحالف سيليكا بالإضافة إلى العداء التاريخي بين المزارعين، الذين يشكلون السواد الأعظم من ميليشيات أنتي بالاكا، والجماعات البدوية، التي ينتسب إليها معظم مقاتلي سيليكا. كما تشمل بعض العوامل المسببة للصراع النزاع للسيطرة على الألماس وغيرها من الموارد في دولة تزخر بالموارد، وعلى النفوذ بين القوى الإقليمية مثل تشاد، والسودان، ورواندا، والقوى الدولية كفرنسا وروسيا. نزحَ أكثر من 1.1 مليون شخص مخلّفين منازلهم وراءهم في بلد يبلغ تعداد سكانه 5 ملايين نسمة تقريبًا، وهو أعلى معدل نزوح سُجّل في البلاد.[7][8]

خلفية الأحداث

في أكتوبر 2002، شكّلت المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات في جمهورية إفريقيا الوسطى.[9]

بعد استيلاء فرانسوا بوزيزيه على السلطة في العام 2003، نشبت حرب أهلية في جمهورية إفريقيا الوسطى (2004-2007) إثرَ تمرد اتحاد القوى الديمقراطية للوحدة في شمال شرق جمهورية إفريقيا الوسطى، بقيادة ميشيل جوتوديا. في خضم ذلك الصراع، قاتلت القوات المتمردة التابعة لاتحاد القوى الديمقراطية للوحدة مع غيرها من الجماعات المتمردة كجماعة العمل الوطني لتحرير أفريقيا الوسطى، ومؤتمر الوطنيين للعدل والسلام، والجيش الشعبي لاستعادة الديمقراطية، وحركة محرري أفريقيا الوسطى من أجل العدالة، والجبهة الديمقراطية في أفريقيا الوسطى. نزح عشرات الآلاف بسبب الاضطرابات التي ظلت معتملة حتى العام 2007، نظرًا لسيطرة قوات المتمردين على عدة مدن أثناء الصراع.[10][11]

في 13 أبريل من العام 2007، وقّعت الحكومة واتحاد القوى الديمقراطية للوحدة اتفاقيةَ سلام في مدينة بيراو. نصّ الاتفاق على منح عفوٍ لاتحاد القوى الديمقراطية للوحدة، مع الاعتراف به حزبًا سياسيًا، وضمّ مقاتليه في الجيش. بعد جولات مستمرة من المفاوضات، جاء اتفاق ليبرفيل للسلام الشامل في العام 2008 بهدف المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وعقْد انتخابات محلية في العام 2009 ثم انتخابات برلمانية ورئاسية في العام 2010. تشكّلت حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في يناير 2009. وفي 12 يوليو 2008، مع خفوت شعلة الحرب الأهلية في جمهورية إفريقيا الوسطى، استُبدلت قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات في جمهورية إفريقيا الوسطى التابعة للمجموعة الاقتصادية الإقليمية (المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا) التابعة للجماعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، نظرًا لاقتصار اختصاصها على حفظ الأمن. وحلّ مكانها بعثة بناء السلام في وسط أفريقيا، ذات الاختصاص الأوسع نطاقًا في مجال بناء السلام.[12][13]

مسار الصراع

بناء تحالف سيليكا

في أغسطس 2012 وَقّعت الحكومة ومؤتمر الوطنيين للعدل والسلام اتفاقية سلام. في 20 أغسطس 2012، وُقّع اتفاق سلام بين فصيل منشق عن مؤتمر الوطنيين للعدل والسلام، بقيادة العقيد حسن الحبيب، يسمّي نفسه «مؤتمر الوطنيين للعدل والسلام الأصلي» والمؤتمر الوطني لإنقاذ الوطن. واحتجاجًا على توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة، أعلن الحبيب أن «مؤتمر الوطنيين للعدل والسلام الأصلي» سيشن هجومًا عسكريًا أطلق عليه اسم «عملية تشارلز ماسي»، تخليدًا لذكرى مؤسس المؤتمر الذي يُزعم أنه تعرض للتعذيب والقتل على يد الحكومة، وأن مجموعة الحبيب تعتزم الإطاحة بالرئيس بوزيزيه.[14]

في سبتمبر، أعلن «مؤتمر الوطنيين للعدل والسلام الأصلي»، تحت اسم التحالف باللغة الفرنسية سي بي إس كيه-سي بي جيه بي، مسؤوليته عن الهجمات على بلدات سيبو، ودامارا، وديكوا، والتي أدت إلى مقتل جنديين من أفراد الجيش. وأعلن أنه قتل أيضًا عنصرين من القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى في دامارا، واستولى على مركبات عسكرية ومدنية، وأسلحة تشمل الصواريخ، وأجهزة اتصالات، وشن هجومًا على بلدة رابعة، غريماري، إنما مُني بالفشل، وتوعّد بشن المزيد من العمليات في المستقبل. ردّ محمد حسين عبد الله، رئيس الفصيل الموالي للحكومة داخل مؤتمر الوطنيين للعدل والسلام، أن الفصيلَ ملتزم باتفاقية السلام وأن الهجمات هي من صنيع المتمردين التشاديين، وصرّح قائلًا إن تلك المجموعة من «اللصوص» لن تستطيع أبدًا الزحف إلى بانغي. في 19 سبتمبر قتلت القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى الحبيب في دايا، وهي بلدة تقع شمال ديكوا.[15]

في نوفمبر 2012، وفي مدينة أوبو، تعرض جنود من القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى لجروح إثرَ هجوم نُسب إلى متمردي الجبهة الشعبية للإصلاح التشادية. في 10 ديسمبر 2012، استولى المتمردون على بلدات نديلي، وسام واندجا، ووادا، بالإضافة إلى الأسلحة التي تركها خلفهم الجنود الهاربون. في 15 ديسمبر، سيطرت قوات المتمردين على بامينغوي، وبعد ثلاثة أيام زحفت إلى بريا، مقتربةً أكثر فأكثر من بانغي. ولأول مرة استخدم المتمردون اسم «سيليكا» (بمعنى «الاتحاد» في اللغة السانغوية) وأصدروا بيانًا صحفيًا أطلقوا فيه على أنفسهم اسم «سيليكا سي بي إس كي- سي بي جي بي- يو إف دي آر» وهكذا فقد ضمّوا اتحاد القوى الديمقراطية للوحدة (يو إف دي آر). يدّعي تحالف سيليكا أنه يخوض الصراع لعدم حدوث تقدم يُذكر بعد توقيع اتفاقية السلام التي أنهت الحرب الأهلية السابقة. واستجابةً لنداء المساعدة الذي أطلقه رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه، تعهد رئيس تشاد، إدريس ديبي، بإرسال 2000 جندي للمساعدة في إخماد التمرد.[13]

مراجع

  1. تدخل عسكري فرنسي سريع في جمهورية أفريقيا الوسطى بي بي سي العربية 05/12/2013 نسخة محفوظة 28 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
  2. Uppsala Conflict Data Program Conflict Encyclopedia, جمهورية أفريقيا الوسطى, In depth: The Seleka Rebellion, viewed 16 May 2013, http://www.ucdp.uu.se/gpdatabase/gpcountry.php?id=31&regionSelect=2-Southern_Africa# نسخة محفوظة 12 December 2013 على موقع واي باك مشين.
  3. "Central African Republic president, PM resign at summit: statement"، Reuters، 10 يناير 2014، مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2014.
  4. "CAR president Djotodia and PM Tiangaye resign"، Radio France Internationale، 10 يناير 2014، مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2014، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2014.
  5. "One day we will start a big war"، Foreign Policy، مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 13 فبراير 2017.
  6. "CAR ex-President François Bozizé takes charge of rebel alliance"، Al Jazeera، مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 21 مارس 2021.
  7. "Concert Blast Shows Central African Republic Religious Rift"، Bloomberg، 21 نوفمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 26 نوفمبر 2017.
  8. "Displaced and forgotten in Central African Republic"، Al Jazeera، مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 فبراير 2017.
  9. "HISTORIQUE DE L'OPÉRATION MICOPAX"، RÉSEAU DE RECHERCHE SUR LES OPÉRATIONS DE PAIX، 01 فبراير 2012، مؤرشف من الأصل في 08 مايو 2017، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2017.
  10. Hancock, Stephanie (30 أغسطس 2007)، "Bush war leaves Central African villages deserted"، ريليف ويب، Reuters، مؤرشف من الأصل في 06 نوفمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 26 ديسمبر 2012.
  11. "Raid on CAR town 'leaves 20 dead'"، BBC News، 23 ديسمبر 2004، مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2013، اطلع عليه بتاريخ 26 ديسمبر 2012.
  12. "Central African Republic"، European Commission، 10 فبراير 2014، مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2017.
  13. Sayare, Scott (11 يناير 2013)، "Rebel Coalition in the Central African Republic Agrees to a Short Cease-Fire"، The New York Times، مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2014، اطلع عليه بتاريخ 12 يناير 2013.
  14. "Central African Republic: Rebels attack 3 towns"، The Big Story، Bangui, CAR، 17 سبتمبر 2012، مؤرشف من الأصل في 07 فبراير 2013، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2012.
  15. "Centrafrique : un civil tué par des hommes armés dans l'est (militaires)"، Bangui, CAR: ReliefWeb، Agence France-Presse، 13 نوفمبر 2012، مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2012.
  • بوابة أحداث جارية
  • بوابة جمهورية أفريقيا الوسطى
  • بوابة الحرب
  • بوابة عقد 2010
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.