شهاب الدين القسطلاني

شهاب الدين القَسْطَلّاني (851 - 923 هـ = 1448 - 1517 م)[2] هو الشيخُ الإمام العلامة الحافظُ الحجَّة الرُّحَلة الفقيه المقرئ المسنِد المؤرخ الخطيبُ: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، القتيبي المصري الشافعي،[3] ويعرف بالقسطلاني علَّامة الحديث، وأمُّه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس[4] مولده ووفاته في القاهرة[2] وهو متأخر في زمانه عن قطب الدين القسطلاني المتوفى سنة (686 هـ).

شهاب الدين القسطلاني
معلومات شخصية
اسم الولادة أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد بن حسين بن علي القسطلاني المصري
الميلاد 18 يناير 1448  
القاهرة 
الوفاة 30 يناير 1517 (69 سنة)  
القاهرة 
الحياة العملية
المهنة مؤرخ،  ومُحَدِّث،  وفقيه،  وعالم مسلم 
اللغة الأم العربية 
اللغات العربية[1] 
أعمال بارزة المواهب اللدنية بالمنح المحمدية،  وإرشاد الساري في شرح صحيح البخاري 
مؤلف:القسطلاني  - ويكي مصدر

حياته العلمية

ولد بمصر في 12/ 11/ 851 هـ ،[5] ونشأ بها. فحفظ القرآن الكريم ثم قرأ بالسبعة على الشيخ «السراج عمر بن قاسم الأنصاري». وقرأ بالقراءات الثلاث إلى قوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا على الشيخ «الزين عبد الغني الهيثمي» ثم قرأ بالقراءات العشر على الشيخ «الشهاب بن أسد».[6] والشاطبيتين وَنصف الطّيبَة الجزرية والوردية في النَّحْو[7] وغير ذلك.[5]

وَأخذ الْفِقْه عَن الْفَخر المقسي تقسيماً والشهاب العيادي وَقَرَأَ ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج وَمن البيع وَغَيره من الْبَهْجَة على الشَّمْس اليامي وَقطعَة من الحاوي على الْبُرْهَان وَمن أول حَاشِيَة الْجلَال البكري على الْمِنْهَاج إِلَى أثْنَاء النِّكَاح بِفَوَات في أَثْنَائِهَا على مؤلفها وَسمع مَوَاضِع فِي شرح الألفية وَسمع على المليونى والرضى الأوحاقى والسخاوي وَسمع صَحِيح البخاري بِتَمَامِهِ في خَمْسَة مجَالِس على الشاوي وَقَرَأَ فِي الْفُنُون على جمَاعَة [6][7] ثم ارتحل إلى مكة المكرمة، وحج غير مرّة، وجاور سنة أربع وثمانين وثمان مائة،[6] ثمَّ جاور مجاورة أُخْرَى سنة أَربع وَتِسْعين[8] وَسمع بهَا عَن جمَاعَة ومِنْهُم النجم بن فَهد وَأَنه ولي مشيخة مقَام سَيِّدي الشَّيْخ أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس الْحرار بالقرافة الصُّغْرَى وَأَنه عمل تأليفاً فِي مَنَاقِب الشَّيْخ الْمَذْكُور وَسَماهُ نزهة الْأَبْرَار فِي مَنَاقِب الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْحرار،[8] وَجلسَ للوعظ بالجامع الْعُمْرَى وَكَانَ يجْتَمع عِنْده جمع جم[5] ثمَّ جلس بِمصْر شَاهدا رَفِيقًا لبَعض الْفُضَلَاء.[7]

اشتهر بالتقوى والصلاح مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول: «الإمام الشوكاني»: وَكَانَ متعففاً جيد الْقِرَاءَة لِلْقُرْآنِ والْحَدِيث والخطابة شجي الصَّوْت مشارك فِي الْفَضَائِل متواضع متودد لطيف الْعشْرَة سريع الْحَرَكَة كثرت أسقامه واشتهر بالصلاح وَالتَّعَفُّف على طَرِيق أهل الْفَلاح قَالَ الشَّيْخ جَار الله ابْن فَهد وَلما اجْتمعت بِهِ فِي الرحلة الأولى أجازني بمؤلفاته ومروياته وفي الرحلة الثَّانِيَة عظّمني واعترف لي بِمَعْرِِفَة فني وتأدب معي وَلم يجلس على مرتبته بحضرتي فَالله يزِيد فِي إكرامه ويبلغه غَايَة مرامه.[7] ولم يكن له نظير في الوعظ، وكتب بخطه شيئاً كثيراً لنفسه ولغيره، وأقرأ الطلبة وتعاطى الشهادة ثم انجمح وأقبل على التأليف، وأعطى السعادة في قلمه وكلمه، وصنف التصانيف الكثيرة المقبولة التي سارت بها الركبان في حياته.[5] ويحكى أَن الْحَافِظ السُّيُوطِيّ كَانَ يغض مِنْهُ وَيَزْعُم أَنه يَأْخُذ من كتبه ويستمد مِنْهَا وَلَا ينْسب النَّقْل إِلَيْهَا وانه ادّعى عَلَيْهِ بذلك بَين يَدي شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا فالزمه بِبَيَان مدعاه فعدد عَلَيْهِ مَوَاضِع قَالَ أَنه نقل فِيهَا عَن الْبَيْهَقِيّ وَقَالَ أَن للبيهقي عدَّة مؤلفات فليذكر لنا مَا ذكر فِي أَي مؤلفاته ليعلم أَنه نقل عَن الْبَيْهَقِيّ وَلكنه رأى فِي مؤلفاتي ذَلِك النَّقْل عَن الْبَيْهَقِيّ فنقله برمتِهِ وَكَانَ الْوَاجِب عَلَيْهِ أَن يَقُول نقل السُّيُوطِيّ عَن الْبَيْهَقِيّ وَحكى الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله أَن الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى قصد ازالة مَا فِي خاطر الْجلَال السُّيُوطِيّ فَمشى من الْقَاهِرَة إِلَى الرَّوْضَة وَكَانَ الْجلَال السُّيُوطِيّ مُعْتَزِلا عَن النَّاس بالروضة فوصل صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى بَاب السُّيُوطِيّ ودق الْبَاب فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَقَالَ أَنا الْقُسْطَلَانِيّ جِئْت إِلَيْك حافياً مَكْشُوف الرَّأْس ليطيب خاطرك عَليّ فَقَالَ لَهُ قد طَابَ خاطري عَلَيْك وَلم يفتح لَهُ الْبَاب وَلم يُقَابله[8]

شيوخه

وذكر لَهُ عدَّة مَشَايِخ مِنْهُم: الشيخ خالد الأزهري النحوي، الفخر المقسمي، الجلال البكري.[8] ونذكر أيضاً: محمد بن عبد الدائم البذالي، عمر بن قاسم الأنصاري النشار، عبد الغني الهيثمي، الزين عبد ائم، الشهاب العبادي، والبرهان العجلوني،زينب ابنة الشوبكي،[3] وكذلك الشيخ الشاوى، قرأ عليه صحيح البخاري وسمع من الشيخ النجم بن فهد في مكة وتلقى عنه بعض العلوم ومن تلاميذه الحافظ السخاوي الذي قرأ بعض مؤلفاته عليه.[5]

مؤلفاته

ترك «أحمد بن محمد» للمكتبة الإسلامية بعض المصنفات في علوم مختلفة، فمن ذلك: «العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية» في التجويد، و «الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز» وشرح على «الشاطبية» وصل فيه إلى الإدغام الصغير زَاد فِيهِ زيادات ابْن الجزرى مَعَ فَوَائِد غَرِيبَة لَا تُوجد فِي شرح غَيره.[7] ومن مؤلفاته المشهورة: شرح البخاري المسمى «إرشاد الساري على صحيح البخاري عشرة أجزاء»[2] في أربعة مجلدات.[6] انتهى منه سنة 916[4] وَكتب على الطّيبَة قِطْعَة مزجاً وعَلى الْبردَة مزجاً أَيْضا سَمَّاهُ مَشَارِق الْأَنْوَار المضية في مدح خير الْبَريَّة[7] (منه نسخة في دمشق، كما في تعليقات عبيد، وأخرى في خزانة الرباط)[2] وتحفة السَّامع والقارى بِخَتْم صَحِيح البخاري[7]، الأسعد في تلخيص الإرشاد من فروع الشافعية، العقود السنية في شرح حرز الأماني للشاطبي، فتح المواهبي في مناقب الشاطبي، قبس اللوامع في الأدعية والأذكار الجوامع، مشارق الأنوار المضية في شرح الكواكب الدرية، منهاج الابتهاج لشرح الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج، يقظة ذوي الاعتبار في موعظة أهل الاعتبار.

وأيضاً نذكر من مؤلفاته: نفائس الأفقاس في الروضة واللباس، والروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، لطائف الإشارات في علم القراءات.[5] ومسالك الحنفا في الصلاة على المصطفى،[9] وبعض من قائمة مؤلفاته منشورة على شبكة الألوكة.[10][11]

    وفاته

    كانت وفاته ليلة الجمعة ثامن المحرم سنة 923 هـ الموافق 30/ 1/ 1517م، لعروض فالج له نشأ من تأثره ببلوغه قطع رأس إبراهيم بن عطاه الله المكي صديق السلطان الغوري، حيث سقط من دابته وأغمي عليه، فحمل إلى منزله ثم مات بعد أيام،[5] بعد حياة حافلة بالعلم والتصنيف، وصلّي عليه بعد الجمعة بالجامع الأزهر.[6] وَدفن بقبة قاضي القضاة بدر الدين العيني بِالْمَدْرَسَةِ العينية جوَار منزله[7][8] بقرب جامع الأزهر.[3] ووافق يومُ دفنه الثامن محرم دخولَ السلطان سليم الأول العثماني عَنْوةً إلى مصر وتملُّكه بها[4]

    مصادر

    ترجمة شهاب الدين أبي العباس- تراجم عبر التاريخ[12]

    الموسوعة التاريخية - الدرر السنية[4]

    الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها[3]

    المراجع

    1. الناشر: وكالة الفهرسة للتعليم العالي — Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 3 مايو 2020
    2. الاعلام للزركلي
    3. الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها:منهج الشيخ العلامة أحمد بن محمد القسطلاني في كتابه إرشاد السّاري إلى شرح صحيح البخاري نسخة محفوظة 6 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
    4. "وفاة الإمام العلامة شهاب الدين القسطلاني"، الدرر السنية - الموسوعة التاريخية، 04 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2021.
    5. إمتاَعُ الفُضَلاء بتَراجِم القرّاء فِيما بَعدَ القَرن الثامِن الهِجري- للساعاتي
    6. معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
    7. البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني
    8. النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس
    9. سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة
    10. "مؤلفات أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبدالملك القسطلاني ( أبو العباس القسطلاني ) - ص1"، شبكة الألوكة - الكتاب والمفكرون، 04 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2021.
    11. "مؤلفات أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبدالملك القسطلاني ( أبو العباس القسطلاني ) - ص2"، شبكة الألوكة - الكتاب والمفكرون، 04 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2021.
    12. "ترجمة شهاب الدين أبي العباس"، تراجم عبر التاريخ، اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2021.

    روابط خارجية

    • لا بيانات لهذه المقالة على ويكي بيانات تخص الفن
    • بوابة أعلام
    • بوابة الإسلام
    • بوابة الحديث النبوي
    • بوابة الدولة المملوكية
    • بوابة مصر
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.