مسلم بن الحجاج

أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن وَرْدٍ بن كوشاذ القشيري النيسابوري (206 هـ - 25 رجب 261 هـ) / (822م - 6 يوليو 875م)، هو من أهم علماء الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، وهو مصنف كتاب صحيح مسلم الذي يعتبر ثاني أصح كتب الحديث بعد صحيح البخاري،(1) وهو أحد كبار الحفّاظ،(2) ولد في نيسابور، طلب الحديث صغيرًا، وكان أول سماع له سنة 218 هـ، وعمره آنذاك اثنتا عشرة سنة.

الإمام
مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري
معلومات شخصية
الميلاد 206 هـ نيسابور
نيسابور
الوفاة 25 رجب 261 هـ
نيسابور
اللقب النيسابوري
الديانة الإسلام
العقيدة أهل السنة والجماعة
الحياة العملية
العصر القرن الثالث للهجرة
المنطقة نيسابور
نظام المدرسة مدرسة الحديث
تعلم لدى محمد بن إسماعيل البخاري،  ويحيى بن معين،  وأحمد بن حنبل،  وإسحاق بن راهويه،  والدارمي السمرقندي 
التلامذة المشهورون ابن خزيمة،  وأبو عيسى محمد الترمذي،  وابن أبي حاتم 
المهنة عالم مسلم
اللغات العربية[1] 
مجال العمل علم الحديث
أعمال بارزة صحيح مسلم
مؤلف:مسلم بن الحجاج  - ويكي مصدر

أخذ العلم أولاً عن شيوخ بلاده وسمع الكثير من مروياتهم، وكانت له رحلة واسعة في طلب الحديث طاف خلالها البلاد الإسلامية عدة مرات،[2] فرحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج والسماع من أئمة الحديث وكبار الشيوخ، وزار المدينة النبوية ومكة المكرمة، ورحل إلى العراق، فدخل البصرة وبغداد والكوفة، ورحل إلى الشام، ومصر، والري.[3] فمكث قرابة الخمسة عشرة عامًا في طلب الحديث، لقي فيها عددًا كبيرًا من الشيوخ، وجمع ما يزيد على ثلاثمائة ألف حديث.[4] أثنى عليه علماء عصره ومن بعدهم، واعترفوا له بإمامته وبالتقدم والإتقان في علم الحديث. أخذ الحديث عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي زرعة الرازي وغيرهم، وتتلمذ على الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، له مصنفات أخرى غير صحيحه في علم الحديث وعلم الرجال؛ لكنَّ أغلبها مفقود، توفي يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب سنة 261 هـ، وعمره خمس وخمسون سنة، ودفن يوم الاثنين ومقبرته في رأس ميدان زياد بنصر أباد بظاهر نيسابور.

حياته

مولده
نيسابور
مدينة نيسابور، مسقط رأس الإمام مسلم، وموقعها الحالي في إيران

هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، من بني قشير وهي قبيلة من العرب معروفة،[5][6] اتفق النسَّابون على نسبته إليها،[7] ولد الإمام مسلم بن الحجاج في أعلى الزمجار بنيسابور وكان مسكنه بها، وكانت نيسابور في ذلك الوقت من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي وخصوصاً فيما يتعلق بالحديث النبوي وعلومه، وقد اشتهرت بعلوّ أسانيدها حتى أن السخاوي وصفها بـ: «دار السنّة والعوالي».[7][8]

اتفق المؤرخون على تاريخ وفاته إلا أنهم اختلفوا في تحديد تاريخ مولده، وللعلماء في تحديد تاريخ ولادته أربعة أقوال:[7]

  1. أن ولادته كانت سنة 201 هـ، وهو قول الإمام شمس الدين الذهبي في كتاب العبر؛ حيث ذكر أنه توفي وعمره ستون سنة، ووافقه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب.
  2. أن ولادته كانت سنة 202 هـ، وهو قول بروكلمان ونص عليه في كتاب (تاريخ الأدب).
  3. أن ولادته كانت سنة 204 هـ، قاله الذهبي في كلا من تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء،[6] والكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ولكنّه لم يجزم بهذا الرأي، ولكن جزم به ابن كثير الدمشقي،[9] وابن حجر العسقلاني وغيرهم.
  4. أن ولادته كانت سنة 206 هـ، وهو قول الحاكم النيسابوري فيما سمعه من ابن الأخرم حيث قال: «توفي مسلم بن الحجاج رحمه الله عشية يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة»، وهذا يتضمّن كما قال ابن الصلاح: «أن مولده كان في سنة ست ومائتين».[10]

نشأ في بيت علم، فكان أبوه فيمن يتصدرون حلقات العلم، حيث قال محمد بن عبد الوهاب الفراء: «كان أبوه الحجاج من المشيخة».[11]

مهنته

عاش مسلم بن الحجاج من كسب يده، فكان يعمل بالتجارة، وكان متجره بخان محمش، وكان يبيع فيه البزّ(3) والأقمشة والثياب، فقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: «وكان رحمه الله بزازًا»، وكانت له أملاك وضياع وثروة وكان يعيش منها مكنته من القيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي. ولم تكن التجارة عائقا له عن طلب الحديث النبوي بل كان يحدث الناس في متجره،[7] وذكر ذلك الحاكم النيسابوري فقال: «قال أبي: رأيت مسلم بن الحجاج يحدث بخان محمش».[12]

صفاته

وصفه الحاكم النيسابوري فقال عنه: «كان تام القامة أبيض الرأس واللحية يرخي طرف عمامته بين كتفيه»،[11] ونقل الحاكم أيضًا عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: «رأيت شيخًا حسن الوجه والثياب، عليه رداء حسن وعمامة قد أرخاها بين كتفيه، فقيل: هذا مسلم. فتقدم أصحاب السلطان فقالوا: قد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجاج أمام المسلمين. فقدّموه في الجامع، فكبّر وصلى بالناس»،[12] وكان كثير الإحسان والكرم حتى سماه الذهبي بـ «محسن نيسابور»،[7] وقال عنه عبد العزيز الدهلوي في بستان المحدثين: «إنه ما اغتاب أحداً في حياته ولا ضرب ولا شتم».[13]

رحلته في طلب الحديث
الإمام أحمد بن حنبل، من أبرز الشيوخ الذين سمع منهم الإمام مسلم

ارتحل الإمام مسلم في طلب الحديث، فكانت رحلاته واسعة، فوصفه النووي أنه أحد الرحالين في طلب الحديث إلى أئمة الأقطار والبلدان،[14][15] فطلب الحديث في بلده نيسابور وخرسان، فأول سماعه في سنة 218 هـ بخرسان من يحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن راهوية، وآخرين، وبالري محمد بن مهران الجمال، وأبي غسان، [15] ومحمد بن عمرو زنيجا، وكانت أولى رحلاته الخارجية في سنة 220 هـ وعمره حينذٍ أربعة عشر عامًا، حيث ذهب إلى بلاد الحرمين لأداء الحج،[6] فسمع بالمدينة المنورة إسماعيل بن أبي أويس، وسمع بمكة شيخه القعنبي - وهو أكبر شيوخه - وطبقته، وسمع من سعيد بن منصور، وأبي مصعب الزهري، وبعد أن أدى الحج سمع من الشيوخ في البلاد التي مر عليها، وارتحل مسلم إلى بلخ، والعراق، ورافقه في هذه الرحلة أحمد بن سلمة النيسابوري، ودخل البصرة، ودخل بغداد، فسمع فيها أحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي،[15] ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأكثر عن علي بن الجعد، لكنه ما روى عنه في الصحيح شيئًا،[6] ودخل الكوفة وسمع من أحمد بن يونس، وعمر بن حفص بن غياث، ثم عاد إلى بلدته، وبعد عدة سنين بدأ رحلاته مرة أخرى قبل 230 هـ.[3]

ثم ارتحل إلى بلاد الشام ليسمع من محمد بن خالد السكسكي، وارتحل إلى مصر قبل 250 هـ، وسمع من عمرو بن سواد، وحرملة بن يحيى، وآخرين،[15] وارتحل إلى الري بعد عام 250 هـ عقب تأليفه صحيحه، فالتقى بأبي زرعة الرازي فأنكر عليه روايته لأسباط بن نصر، ولم تقتصر رحلاته على السماع بل كان يذاكر العلماء ويعلم الناس.[3] وآخر قدومه بغداد كان في سنة 259 هـ.[16]

علاقته بمحمد بن إسماعيل البخاري

كان مسلم من تلاميذ البخاري، وكان يُجله ويوقره، فيقول محمد بن يعقوب الحافظ: «رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي»،[17] فكان يذهب إليه ويُقبِّل ما بين عينيه، ويقول له: «دعني أقبِّل رجليك»،[18] وكان مسلم يقول له:[19] «لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ.»، وعندما زار البخاري نيسابور سنة 250 هـ؛ لازمه مسلم ولم يفارقه.[9] وكان مسلم ملازمًا للبخاري في محنه أيًَا، فقد خاصم مسلم محمد بن يحيى الذهلي بسبب ما وقع بينه وبين البخاري.[18][20]

كما كان مسلم كثير الانتفاع بالبخاري، فيقول الدارقطني: «لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء.»، ويقول ابن تيمية: «اتفق العلماء على أن البخاري أجل من مسلم في العلوم، وأعرف بصناعة الحديث، وأن مسلمًا تلميذه وخريجه، ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره.»[21] حيث أن مسلم قفا طريق البخاري، ونظر في علمه وحذا حذوه، إلا أن مسلم لن يرو في صحيحه عن البخاري؛ لأنه لازمه بعد إتمامه صحيحه.[18]

مشايخه وتلامذته

شيوخه

سمع مسلم من شيوخ كثر، فشيوخه الذين روى لهم في صحيح مسلم وعدتهم مئتان وعشرون رجلًا، هم:[22]

وله شيوخ سوى هؤلاء لم يخرج عنهم في صحيحه، كعلي بن الجعد، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي.

تلامذته

روى عنه جماعات من كبار أئمة عصره منهم:[23]

وفاته

توفي الإمام مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب سنة 261 هـ،[24] الموافق 6 يوليو 875م، وعمره خمس وخمسون سنة،[25] ودفن يوم الاثنين ومقبرته في رأس ميدان زياد[26] بنصر أباد بظاهر نيسابور.[25] ولم يعقب ذرية ذكورًا، وقد ذكر الحاكم أنه رأى من أعقابه من جهة البنات.[24]

وذكروا في سبب وفاته سبب غريب، وهو أنه سئل عن حديث في مجلس بنيسابور، فقال بعدم علمه بهذا الحديث، وعندما رجع إلى بيته قام بالفحص عن ذلك الحديث، وحصل في الأثناء أن جاءه أحد ملازميه بإناء كبير من التمر، فلم يزل مسلم يبحث عن الحديث طوال ليلته ولكي يزيل النوم عن عينيه تناول من التمر المهداة إليه حتى طلع عليه الفجر، وما أن أتم أكل التمر كله حتى عثر على الحديث، ويبدو أن إكثاره من أكل التمر تلك الليلة سبب عنده مرضًا ما، فمات بعدها.[20][24][25][27] قال الذهبي:[23]

عُقِدَ لأبى الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة، فذُكِرَ له حديثٌ لم يعرفه، فانصرف إلى منزله وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخل أحد منكم هذا البيت، فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر. فقال: قدموها إلي فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة فيمضغها فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث. وقال الحاكم: زادنى الثقة من أصحابنا أنه منها مات.

ثناء العلماء عليه
صحيح مسلم أشهر كتب مسلم بن الحجاج، وأكثر مواضع ثناء العلماء عليه.

كان مسلم موضع تقدير العلماء من شيوخه وأقرانه، فقد تحدث العلماء عن فضله، وأشاروا إليه بقوة المعرفة ورفعة المنزلة،[28] وكان شيوخه مثل إسحاق بن راهويه يتنبأ له بمستقبل عظيم، ويقول «أي رجل يكون هذا»،[23] وقد ظهرت مكانته واشتهرت بعد تأليفه صحيح مسلم، وصار إمامًا حجة في علم الحديث،[29] فمن أقوال العلماء فيه:

  • قال فيه شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء:[11] «كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم، ما علمته إلا خيرًا.»
  • قال ابن الصلاح:[30] «رفعه الله تبارك وتعالى بكتابه الصحيح إلى مناط النجوم، وصار إمامًا حُجة يبدأ ذكره ويُعاد في علم الحديث، وغيره من العلوم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.»
  • قال ابن الأخرم:[31] «إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال الحديث ثلاثة: محمد بن يحيى وإبراهيم بن أبي طالب ومسلم.»
  • قال بندار:[23][31] «الحفاظ أربعة، أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل والدارمي ومسلم.»
  • قال أبو علي الحسين بن علي النيسابوري:[32][33] «ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.»
  • قال أحمد بن سلمة النيسابوري:[30] «رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.»
  • قال جمال الدين المزي:[23] «قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: قرأت بخط أبى عمرو المستملي: أملى علينا إسحاق بن منصور سنة إحدى وخمسين ومئتين، ومسلم بن الحجاج ينتخب عليه وأنا أستملى، فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم، فقال: لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين.»
  • وقال أيضا:[33] «سمعت عمر بن أحمد الزاهد يقول: سمعت الثقة من أصحابنا وأكثر ظنى أنه أبو سعيد بن يعقوب يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن أبا على الزغورى يمضى في شارع الحيرة وفي يده جزء من كتاب مسلم فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: نجوت بهذا وأشار إلى ذلك الجزء.»
  • قال ابن حجر العسقلاني:[30] «حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله بحيث أن بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن إسماعيل، فسبحان المعطي الوهاب.»
  • وقال يحيى بن شرف النووي:[14] «أحد أعلام أئمة هذا الشأن، وكبار المبرزين فيه، وأهل الحفظ والإتقان، والرحالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان، والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان.»
  • وقال ابن عبد البر:[34] «أجمعوا على جلالته وإمامته وعلو مرتبته. وأكبر الدلائل على ذلك كتابه الصحيح الذي لم يوجد في كتاب قبله ولا بعده من حسن الترتيب وتلخيص طرق الحديث.»
  • وقال محمد صديق خان:[35] «والإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد الأئمة الحفاظ، وأعلم المحدثين، إمام خراسان في الحديث بعد البخاري.»

مؤلفاته

لمسلم بن الحجاج تصانيف عديدة في الحديث النبوي وعلومه والعلل والرجال وأوهام المحدثين وأسمائهم وكناهم وطبقاتهم والمنفردات والوحدان وغير ذلك، منها المطبوع والمفقود،[36] فقد ذكر ابن الجوزي في المنتظم ثلاثة وعشرين مصنفًا له، وذكر الحاكم النيسابوري في تاريخ نيسابور ثلاثة وعشرين مصنفًا أيضًا إلا أنه ذكر مصنفين جديدين وأغفل مصنفين ذكرهما ابن الجوزي، وذكر الذهبي في السير واحدًا وعشرين مصنفًا له، ثم قال: «ثم سرد الحاكم تصانيف له لم أذكرها».[12]

الكتب المطبوعة
  • الجامع الصحيح المعروف بصحيح مسلم، وهو أشهر كتبه، ومن أمهات كتب الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، وهو أحد كتب الجوامع،[37] وثاني الصحيحين بعد صحيح البخاري، وأحد الكتب الستة. فقد انتخب الإمام مسلم أحاديث الصحيح من ثلاثمئة ألف حديث مما يحفظ، ولم يروِ في الكتاب إلا الأحاديث التي أجمع العلماء على صحّتها، قال الدهلوي: «توخّى تجريد الصحاح المجمع عليها بين المحدثين المتصلة المرفوعة.»[38] فلم يستوعب الإمام مسلم في الكتاب جميع الأحاديث الصحيحة، قال: «ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه.» [39] وقد عمل الإمام مسلم على تنقيح الكتاب ومراجعته وعَرَضه على عدد من شيوخ وقته منهم الإمام أبو زرعة الرازي أحد أكبر الأئمة في علوم الحديث وعلم الجرح والتعديل، قال مسلم: «عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خرّجته.»[40]
  • الكنى والأسماء.[41]
  • التمييز،[42] كتاب يوضح منهج المحدّثين في نقد الحديث، فٌقد جزء كبير منه، وطبع الجزء المتبقي بتحقيق مصطفى الأعظمي.[36]
  • رجال عروة بن الزبير وجماعة من التابعين.[43]
  • المنفردات والوحدان،[44] ويذكر فيه تسمية من روى عنه رجل أو امرأة حفظ أَو حفظت عن النبي شيئا من قول أو فعل، ولا يروى عن كل واحد منهم إِلا واحدًا من مشهور التابعين لا ثاني معه في الرواية فيما حفظ.[45]
  • الطبقات، أو طبقات مسلم.[46]

الكتب المفقودة
  • الإخوة والأخوات، ذكره المالكي في تسمية ما ورد به الخطيب البغدادي دمشق.[47]
  • أسماء الرجال، ذكره النووي في شرحه.
  • الأفراد.
  • أفراد الشاميين من الحديث عن رسول الله.
  • الأقران، والأقران هم المتقاربون في السن والإسناد.[48]
  • انتخاب مسلم على أبي أحمد الفراء، اختار فيه من أحاديث شيخه الفراء ما راق له وجمعه.[36]
  • الانتفاع بأُهُب السباع، وسماه ابن حجر الانتفاع بجلود السباع.[11]
  • الأوحاد.
  • أولاد الصحابة ومن بعدهم من المحدثين.
  • أوهام المحدثين.
  • التاريخ، ذكره ابن النديم والخطيب البغدادي.
  • تفضيل السنين.
  • الجامع الكبير - على الأبواب.
  • ذكر أولاد الحسين.
  • رواة الاعتبار.
  • سؤالات أحمد بن حنبل.
  • طبقات التابعين.
  • طبقات الرواة.
  • العلل.
  • كتاب عمرو بن شعيب، يذكر فيه من لم يحتج بحديث عمرو بن شعيب وما أخطأ فيه.
  • المخضرمون، وهم التابعون الذين أدركوا الجاهلية ولم يلقوا النبي، ولكنهم أسلموا صحبوا الصحابة، وعد مسلم عشرين رجلًا منهم في كتابه.[49]
  • مسند حديث مالك.
  • المسند الكبير على الرجال، قال عنه الحاكم: «ما أرى أنه سمعه منه أحد»،[12] وقال ابن حجر: «وقيل إنه صنف مسندا كبيرا على الصحابة لم يتم».[11]
  • معرفة شيوخ مالك والثوري وشعبة، وذكره الحاكم والذهبي أنه ثلاثة كتب.[12]
  • معرفة رواة الأخبار، ذكره ابن حجر في فهرس مروياته، وذكره ابن الجوزي في المنتظم.[50]
  • كتاب المعمر في ذكر ما أخطأ فيه معمر، ذكره الحاكم والمالكي.[50]
  • المفرد، ذكره ابن النديم في الفهرست.[36][51]

هوامش
  • 1 قال النووي: «اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول»[52]
  • 2 الحافظ: هو لقب يُطلق على من حفظ عدداً كبيراً جداً من الأحاديث وكانت له معرفة متقنة بأحوال الرواة والأسانيد. قال ابن حجر العسقلاني: «الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أو الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، ومعرفة التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون.»[53]
  • 3 البزّ: هو الثياب أو متاع البيت عامة من الثياب ونحوها.[54]

انظر أيضًا

مراجع
  1. الناشر: وكالة الفهرسة للتعليم العالي — Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 11 مايو 2020
  2. تاريخ التراث العربي، فؤاد سزكين، طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جـ 1، صـ 263
  3. الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، د.محمد عبد الرحمن الطوالبة، صـ 27: 34، دار عمار، الطبعة الثانية 2000م
  4. صلاح الأمة في علو الهمة، سيد حسين العفاني، مؤسسة الرسالة، جـ 1، صـ 315
  5. تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، جـ 2، صـ 89، دار الكتب العلمية - بيروت نسخة محفوظة 29 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج، جـ 12، صـ 558، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة 2001م نسخة محفوظة 03 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، د.محمد عبد الرحمن الطوالبة، صـ 13: 22، دار عمار، الطبعة الثانية 2000م
  8. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، صـ 666
  9. البداية والنهاية، لابن كثير الدمشقي، الجزء الحادي عشر، سنة إحدى وستين ومائتين، ترجمة مسلم بن الحجاج، على ويكي مصدر
  10. صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط - تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح، صـ 64
  11. تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، دار المعارف النظامية -الهند، الطبعة الأولى، جـ 10، صـ 127 نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج، جـ 12، صـ 578: 580، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة 2001م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. فتح الملهم شرح صحيح مسلم - شبير أحمد العثماني الديوبندي، جـ 1، صـ 100
  14. الكنى والأسماء للإمام مسلم، تحقيق عبد الرحيم القشقري، مقدمة التحقيق، صـ 12، طبعة عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، سنة 1984م نسخة محفوظة 2 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، جـ 2، صـ 91، دار الكتب العلمية - بيروت نسخة محفوظة 03 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. تاريخ دمشق لابن عساكر، جـ 58، صـ 88، طبعة دار الفكر للطباعة والنشر، 1995م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين لابن المفضل المقدسي، رقم الحديث: 110 نسخة محفوظة 29 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، د.محمد عبد الرحمن الطوالبة، صـ 43: 47، دار عمار، الطبعة الثانية 2000م
  19. الرواة عن مسلم بن الحجاج للمقدسي، أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونَ الأَعْمَشِيُّ، رقم الحديث: 3 نسخة محفوظة 29 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. تاريخ دمشق لابن عساكر، جـ 58، صـ 94، طبعة دار الفكر للطباعة والنشر، 1995م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للسيوطي، فصل: أنواع الحديث، النوع الأول الصحيح، تفضيل صحيح البخاري على صحيح مسلم نسخة محفوظة 29 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  22. سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج، جـ 12، صـ 558: 562، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة 2001م نسخة محفوظة 03 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  23. سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج، جـ 12، صـ 562: 579، طبعة مؤسسة الرسالة، سنة 2001م نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  24. موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين، المؤلف: خالد بن منصور بن عبد الله الدريس، مكتبة الرشد، الرياض، شركة الرياض للنشر والتوزيع، صـ 41، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  25. الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، د.محمد عبد الرحمن الطوالبة، صـ 26: 27، دار عمار، الطبعة الثانية 2000م
  26. مختصر تاريخ نيسابور، أحمد بن محمد بن الحسن المعروف بالخليفة النيسابوري، طبعة كتابخانة ابن سينا - طهران، جـ 1، صـ 34، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  27. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي، جـ 27، صـ 507، مؤسسة الرسالة - بيروت، 1980م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  28. كتاب شخصيات إسلامية عرفها التاريخ ولن ينساها: نبذة عن حياتهم وأروع بطولاتهم، تأليف أبو نافذ المحتسب، الطبعة الأولى 2008م، صـ 217 نسخة محفوظة 18 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  29. الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، د.محمد عبد الرحمن الطوالبة، صـ 36: 37، دار عمار، الطبعة الثانية 2000م
  30. موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين، المؤلف: خالد بن منصور بن عبد الله الدريس، مكتبة الرشد، الرياض، شركة الرياض للنشر والتوزيع، صـ 39، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 2 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  31. تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، دار المعارف النظامية -الهند، الطبعة الأولى، جـ 10، صـ 128 نسخة محفوظة 12 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  32. علوم الحديث لابن الصلاح، النوع الأول الحديث الصحيح، جـ 1، صـ 19 نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  33. تاريخ دمشق لابن عساكر، جـ 58، صـ 92، طبعة دار الفكر للطباعة والنشر، 1995م نسخة محفوظة 2 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  34. الكنى والأسماء للإمام مسلم، تحقيق عبد الرحيم القشقري، مقدمة التحقيق، صـ 11، طبعة عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، سنة 1984م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  35. أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم، لصديق بن حسن القنوجي، دار الكتب العلمية - بيروت، 1978م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  36. الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، د.محمد عبد الرحمن الطوالبة، صـ 83: 99، دار عمار، الطبعة الثانية 2000م
  37. المكتبة الإسلامية - عماد علي جمعة (سلسلة التراث العربي الإسلامي: جـ 1 صـ 127)
  38. الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف - أحمد بن عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين بن معظم بن منصور المعروف بـالشاه ولي الله الدهلوي (طبعة دار النفائس: جـ 1 صـ 55)
  39. صحيح مسلم (طبعة البابي الحلبي - دار الكتب العلمية: جـ 1 صـ 304)
  40. التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة - صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله الدمشقي العلائي (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: جـ 1 صـ 33)
  41. الكنى والأسماء للإمام مسلم، تحقيق عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1404هـ/1984م، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  42. التمييز للإمام مسلم، تحقيق د. محمد مصطفى الأعظمي، مكتبة الكوثر - المربع، الطبعة الثالثة، 1410هـ، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 12 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  43. مخطوطة رجال عروة بن الزبير وجماعة من التابعين، موقع شبكة الألوكة نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  44. المنفردات والوحدان، للإمام مسلم، تحقيق د.عبد الغفار سليمان البنداري، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1408هـ/1988م، موقع المكتبة الشاملة نسخة محفوظة 04 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  45. المنفردات والوحدان، للإمام مسلم، تحقيق د.عبد الغفار سليمان البنداري، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى، 1988م، صـ 17 نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  46. الطبقات للإمام مسلم، تحقيق مشهور بن حسن آل سلمان، سنة 1411هـ/1991م، موقع المكتبة الوقفية "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2017، اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2017.
  47. محمد بن أحمد بن محمد المالكي الأندلسي، تسمية ما ورد به الخطيب البغدادي دمشق، صـ 104
  48. علوم الحديث لابن الصلاح، النوع الثاني والأربعون معرفة المدبج وما عداه من رواية الأقران، جـ 1، صـ 309: 310، دار الفكر المعاصر، سنة 2004م نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  49. معرفة علوم الحديث للحاك النيسابوري، جـ 1، صـ 44، 45، موقع الموسوعة الشاملة نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  50. كتاب الطبقات للإمام مسلم، تحقيق مشهور بن حسن، طبعة دار الهجرة للنشر والتوزيع مقدمة التحقيق، جـ 1، صـ 138
  51. الفهرست لابن النديم، صـ 286
  52. المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، طبعة دار إحياء التراث العربي: ج1 ص14
  53. فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات - محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج1 ص77)
  54. الزاوي - ترتيب القواميس جـ 1، صـ 265

وصلات خارجية
  • بوابة علوم إسلامية
  • بوابة الإسلام
  • بوابة الحديث النبوي
  • بوابة الدولة العباسية
  • بوابة أعلام

This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.