ليوناردو دا فينشي
ليوناردو دي سير بيرو دا فينتشي[7] (بالإيطالية: Leonardo di ser Piero da Vinci) (14 أو 15 أبريل 1452 - 2 مايو 1519)[8] هو فنان ومخترع إيطالي كثيرُ المعارف عاش في عصر النهضة، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته وبأنه كان رسامًا ونحاتًا وأديبًا ومعماريًا وموسيقيًا ومهندسًا حربيًا وعالمًا في الفلك والرياضيات والفيزياء والجيولوجيا والنبات والخرائط . ويقالُ عنه أنه أبُ الهندسة المعمارية وعلم الإحاثة (أي المتحجرات أو الأحياء القديمة)، ويعدّه الكثيرون أعظم رسَّام في التاريخ، ولو أن قلَّة من رسوماته تبقت حتى زمننا الحاضر.[arabic-abajed 1]
ليوناردو دا فينشي | |
---|---|
(بالإيطالية: Leonardo da Vinci) | |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | (بالإيطالية: Lionardo di ser Piero da Vinci) |
الميلاد | 15 أبريل 1452 فينشي |
الوفاة | 2 مايو 1519 (67 سنة)
امبواز[1][2][3] |
سبب الوفاة | نزف دماغي |
مكان الدفن | قلعة أمبواز |
الإقامة | البندقية - فلورنسا - روما |
استعمال اليد | أعسر |
الحياة العملية | |
التعلّم | عصر النهضة |
المدرسة الأم | جامعة فلورنسا |
تعلم لدى | أندريا دل فروكيو |
التلامذة المشهورون | بونتورمو - فرانشيسكو ميلزي - تشيزاري دا سيستو - سالاي |
المهنة | الرياضيات، العلوم، الفن |
اللغة الأم | الإيطالية |
اللغات | الإيطالية[4] |
مجال العمل | عمارة عصر النهضة، وسينوغرافيا، وهندسة، وعلم وظائف الأعضاء، ورسم |
موظف في | لودوفيكو سفورزا[5]، وتشيزري بورجا |
أعمال بارزة | لوحة الموناليزا، الرجل الفيتروفي، العشاء الأخير، عذراء الصخور، سيدة مع قاقم، سالفاتور مندي |
التيار | نهضة عليا[6] |
التوقيع | |
المواقع | |
IMDB | صفحته على IMDB |
وُلِدَ ليوناردو دا فينتشي لأبوَيْن غير متزوِّجَيْن قانونيًا، وكان والده بيرو دا فينتشي كاتب عدل وأما والدته كاترينا ففلاَّحة، وعاش كلاهما في بلدة فينشي بإقليم توسكانا، وهي بلدةٌ في جمهورية فلورنسا آنذاك. تلقَّى ليوناردو تعليمه في مرسم فنَّانٍ إيطالي ذائع الشهرة آنذاك، وهو أندريا دل فروكيو، وانتقل فيما بعد إلى مدينة ميلان فأمضى فيها جُلَّ شبابه بخدمة الدوق لودوفيكو سفورزا، ثُمَّ انتقل منها إلى روما وبولونيا والبندقية، وعاشَ الأعوام الثلاثة الأخيرة في حياته بفرنسا وتوفَّته المنيَّة فيها سنة 1519.
نالَ ليوناردو دا فينتشي جُلَّ شهرته من الرَّسْم، فأشهرُ لوحاته هي الموناليزا، وهي -كذلك- أشهر لوحة لشَخْصٍ رُسِمَت قط،[9] وأما العشاء الأخير فهي أكثرُ جداريةٍ دينية أُعيدَ رسمُها في التاريخ كافّة،[10] وللوحة الرجل الفيتروفي قيمة أيقونية تعرفُ بها في شتّى الأنحاء.[11] وبيعت لوحة سالفاتور مندي بمبلغ قياسي في 15 نوفمبر سنة 2017 هو 450.3 مليون دولار أمريكي في مزاد كريستيز العَلَنِيّ، وهذا أعلى ثمنٍ بيعَ لقائه عمل فني في التاريخ أجمَعْ.[12] ولما تركهُ دا فينتشي من لوحاتٍ ورسوماتٍ تخطيطية ومذكّرات وكتيّبات شخصية قيمة فنيَّةٌ هائلةٌ، وخصوصاً لما فيها من رسومٍ علمية ومسوّدات وأفكار عن كينونة الرَّسْم، ولما تركهُ فيمن بعده من الفنَّانين أثرٌ لا يعدلهُ فيه إلا مايكل أنجلو.[13]
لم يَنَلْ دا فينتشي تعليمًا أكاديميًا خلال حياته،[14] على أنَّ الكثير من المؤرِّخين والباحثين يرونَ فيه مَثَلًا أعلى لنبوغه بشتّى المجالات ولحمله روح "رجل عصر النهضة" ولفضوله النَّهِمِ ولخياله المُتيَّم بالابتكار،[10] فيشادُ به على أنَّه من أكثر من تعدَّدت مواهبهم في تاريخ البشرية،[15] وتقول مؤرّخة الفن هيلين غاردنر أنَّه لم يسبقهُ إنسانٌ في تعدّد مواهبه وعمقها، "فيبدو عقله وشخصيته غير بشريَّيْن لنا".[10] ويرى الباحثون أن نظرة دا فينتشي إلى العالم كانت مبنيَّة على أساس المنطق الرَّاسخ.[16]
تحظى اختراعات دا فينتشي العلمية باحتفاءٍ كبير، فقد وَضَعَ في فترة حياته مُخطَّطاتٍ لآلات حديثة كثيرة منها آلة طيران ومركبةٌ مُدرَّعة للقتال ولاقطٌ للطاقة شمسية وآلة حاسبة[17] وبدن مزدوج للسّفن، ولم يُبْنَ من هذه الاختراعات في زمنه إلا قسمٌ قليل بل إنَّ بناء معظمها لم يكُن ممكنًا حينذاك، إذ كان المنهج العلمي في الهندسة وسَبْك المعادن ما يزالُ في مَهْدِه. على أن ثُلَّة من اختراعات دا فينتشي البسيطة ظهرت في المصانِعِ أثناء عصر النهضة وحقَّقت نجاحًا جمًّا، ومنها مغزلٌ مُؤَتْمَت وآلة تؤدّي اختبار الشد (للتحقّق من احتمال الأسلاك)، كما ينسبُ إليه اختراع المِهْبَطَة أو المِظلَّة والمروحية والدبابة،[18][19] ولهُ اكتشافاتٌ كبيرة في علم التشريح والهندسة والجولوجيا والبصريَّات وجريان الموائع، لكنَّ جُلَّ هذه الاكتشافات لم يكُن لها أثرٌ يذكرُ على تطوّر العِلْم لأنها لم تُنشَر قطّ.[20]
حياته
ليوناردو هو ابن كاتب عدل اسمه بييرو دا فينتشي وفتاة قروية فلاحة تُدعى كاترينا، وولدَ في بلدة فينتشي في منطقة فلورنسا، وتلقَّى ليوناردو تعليمه في مرسم الفنَّانٍ الإيطالي بفلورنسا أندريا دل فروكيو، وأمضى مطلع حياته المهنية في خدمة الدوق لودوفيكو سفورزا في ميلانو، كما عمل لاحقًا في روما وبولونيا والبندقية، وعاش أعوامه الأخيرة في منزل في فرنسا أهداهُ إيَّاه الملك فرانسوا الأول.
نشأته وطفولته
ولد ليوناردو في 14 أو 15 أبريل 1452[arabic-abajed 2] في بلدة فينتشي الواقعة في تلال إقليم توسكانا؛ وهي بلدة مطلة على وادي نهر أرنو (وهو كذلك نهرٌ يمرّ بفلورنسا)، وكان إقليم توسكانا آنذاك ضمن جمهورية فلورنسا التي حكمتها أسرة ميديشي.[23] وجاء مولد ليوناردو بسبب علاقة غير زوجية بين كاتب عدلٍ غني من فلورنسا يدعى السيد بييرو فروزينو دي أنطونيو دا فينتشي وفلّاحة تدعى كاترنيا،[arabic-abajed 3] وظَنَّ المؤرّخون سابقاً أن اسمها كان كاترينا بوتي ديل فاكا، إلا أن المؤرخ البريطاني مارتن كيمب وجد أن اسمها كاترينا ميو ليبي، ولطالما انكبَّ الباحثون على التكهّن بأصول والدة ليوناردو، فتارةً يُقال أنها أَمَةٌ من بلادٍ أجنبية وتارةً أنها شابةٌ فقيرة من إيطاليا.[22][25][26][27][arabic-abajed 4] ولم يكن لليوناردو اسم عائلة بالمعنى الحديث للكلمة، إذ تعني كلمة "دا فينتشي" أنه من بلدة فينتشي؛ فكان اسمه الكامل عند الولادة ليوناردو دي سير بييرو دا فينتشي (بالإيطالية:Lionardo di ser Piero da Vinci)،[30][31] والذي يعني "ليوناردو ابن السيد بييرو من بلدة فينتشي."[23][arabic-abajed 5]
أمضى ليوناردو طفولته في منزل أمه في نجع أنكيانو [الإنجليزية]، وانتقل منه إلى منزل العائلة (منزل جده ووالده وعمه) في بلدة فينتشي عام 1457 (على أقل تقدير)،[32] وتزوج والده حينئذٍ من فتاة في السادسة عشرة اسمها ألبييرا أمادوري، وأحبَّت ألبييرا الصغير ليوناردو ولكنها توفيت شابَّة[33] دون أن تنجب. عندما بلغ دا فينتشي السادسة عشرة من عمره تزوج والده مرة ثانية من فرانشيسكا لانفريديني، التي كان عمرها عشرين عامًا، وقد وافتها المنية أيضًا دون أن تنجب أطفالًا، فتزوَّج والده للمرة الثالثة من مارغريتا دي غوليالمو وأنجب منها ست ورثة شرعيين، ثم تزوج للمرة الرابعة والأخيرة من لوكريزيا كورتيجياني، التي غمرته بستة أبناءٍ آخرين.[34][35] وكان لليوناردو اثنا عشر أخٍ غير شقيق يصغرونه بسنوات عديدة، ووُلِدَ أصغرهم وهو في الأربعين من العمر، ممَّا أضعفَ علاقته معهم.[arabic-abajed 6]
تعلَّم ليوناردو اللغة اللاتينية والهندسة والرياضيات تعليماً غير منتظمٍ أي غير رسمي، وسجل في مذكّراته حفنةً من الأحداث المميزة من طفولته، أحدها أن طائر حدأة تسلَّق إلى سريره ليلاً ووضع ذيله في فمه؛ واعتبرها علامة على كتابته في هذا المجال.[37][38] وفي حادثة أخرى كان يتجول في الجبال، فعثر على كهفٍ وتملكه شعوران: الأول خوفٌ من الكائنات التي قد تكمنُ داخله والثاني فضولٌ لاكتشاف ما فيه،[33] كما دوَّنَ ليوناردو بعض ما التقطته ذاكرته من أمورٍ شغلته في طفولته، كالماء والكتابة وشطب اسم بلدته في دفترٍ من دفاتره.[32]
لطالما تكهَّن الباحثون ووضعوا نظريات حول السنوات الأولى من حياة ليوناردو،[39] وروى كاتب من القرن السادس عشر اسمه جورجو فازاري، وهو كاتبِ سير ذاتية عن رسامي عصر النهضة، قصةً عن طفولة ليوناردو يقولُ فيها: أن قروياً صنع لنفسه درعاً مدوراً وطلب من والد ليوناردو السيد بييرو أن يطليه له، لكن ليوناردو استلم طلائها، فجاء الطلاء من وحي أسطورة ميدوسا التي لطالما ألهمت ليوناردو، فتجلَّى هذا الإلهام في صورة لوحة مرعبة لوحشٍ ينفث النار، واضطُر والده لشراء درعٍ آخر للقروي وباع الدرع الذي رسم عليه ليوناردو لتاجر فنٍ من فلورنسا مقابل 100 دوكات، وباع هذا التاجر الدرع لدوق ميلان.[40]
تدريبه في ورشة فروكيو
كان ليوناردو دا فينتشي مُسجلاً كمقيم في مدينة فينتشي حتى عام 1468، لكنه عاش تلك الفترة غالبًا في فلورنسا، وهي مكان عمل والده،[41] ويظنّ لجورجيو فازاري أن السير بييرو انتقل للعمل في فلورنسا، وعاد منها في عام 1462 مع عائلته،[42] وعرض الأب بييرو على صديقه فروكيو بعض رسومات ليوناردو الصغير لإقناعه بضم ليوناردو لورشته، لكنهم قرروا إدخال ليوناردو إلى ورشة فروكيو في وقت لاحق لصعوبة تعلم المهنة بسنّ العاشرة.[43]
كان واضحاً للجميع اهتمام الشاب ليوناردو بفن الرسم وصناعة أشياءٍ خيالية، وفي عام 1468 أرسل السير بييرو ابنه إلى ورشة فروكيو فأصبح ليوناردو متدربًا وهو في سن السابعة عشرة، وبقي متدرباً لسبع سنوات.[42] وكانت ورشة فروكيو في تلك الفترة واحدة من أهم المشاغل في فلورنسا ومكاناً خصباً لصقل المواهب، وكان فروكيو نفسه رائداً في الرسم والنحت في فلورنسا،[44][45] بل وترمز ورشة فروكيو لبعض من أسماء مشاهير رسامي عصر النهضة الإيطالية، فكانوا متدربين فيها أو أنُجزِت بها بعضُ أعمالهم، ومن أشهر هؤلاء الرسامين: بيترو بيروجينو ودومنيكو غرلاندايو وساندرو بوتيتشيلي ولورينزو دي كريدي.[33][46] وتعلم دا فينتشي في ورشة فروكيو مهارات ومفاهيم علوم وتقنيات مختلفة بـأساليب نظرية وعملية متعددة، من بينها رسم الآلات والكيمياء وعلم الفلزات وقوالب القصارة والحِرف الجلدية وعلم الآليات والمشغولات الخشبية، وتدرب كذلك على مهارات التصوير والرسم والنحت وتصميم النماذج.[47][arabic-abajed 7]
رسم المتدربون والعاملون في ورشة فروكيو الكثير من اللوحات خلال فترة تدريبهم، ويقول أحد الباحثين أن ليوناردو دا فينتشي تعاونَ مع فروكيو في رسم لوحة معمودية المسيح، إذ تولَّى ليوناردو رسم الملاك الصغير ماسكًا رداء يسوع بأسلوبٍ فاقَ أسلوبَ عمل معلمه "لدرجة أن فروكيو وضع الفرشاة من يده ولم يرسم بعدئذٍ لوحة أخرى"، لكن من الغالب أن هذه قصة مُلفَّقة،[48] ويكشف الفحص الدقيق للوحة عن أجزاء رُسمت أو أُعيد رسمها فوق التمبرا بأسلوب الرسم الزيتي، وهي أحدث تقنيات الرسم في زمن اللوحة، من هذه الأجزاء: المناظر الطبيعية والصخور (الظاهرة عبر مجرى الجبل البني) وجانبٍ كبيرٍ من صورة يسوع وهو يقفُ شاهداً على ريشة ليوناردو.[49] ويُعتقد أيضاً أن ليوناردو ألهمَ عملين من أعمال فروكيو: وهما التمثال البرونزي لديفيد في بارجيلو والملاك روفائيل في لوحة طوبيا والملاك.[25]
تأهل ليوناردو وهو في سن العشرين (في عام 1472) ليصبح عضواً بمرتبة محترف في نقابة القديس لوقا، وهي نقابةٌ للفنانين والأطباء حينذاك،[arabic-abajed 8] ولم تنقطع صلة ليوناردو بمعلمه فروكيو منذئذٍ وإنَّما بقي يعيش معه ويعملُ معه حتى بعد أن فتح والده ورشة عملٍ له،[33][50] وتُعد لوحة منظر طبيعي لتوسكانا أقدم أعمال ليوناردو المعروفة تاريخاً،[46] ويقالُ أنها أول رسمٍ "نقي" لمنظر طبيعي في الفن الغربي، وهي رسم أولي بالقلم والحبر لوادي أرنو.[arabic-abajed 9][51] ويقولُ أحد الباحثين أنَّ الشاب ليوناردو أول من اقترح جعل نهر أرنو قناة للملاحة بين فلورنسا وبيزا.[52]
حياته المهنية
تلقى ليوناردو طلباً شخصياَ لرسم مذبح كنيسة سانت برنارد في قصر فيكيو في شهر يناير عام 1478،[53] وهذا يدلَّ على أنه استقلَّ حينذاك عن ورشة فروكيو، ويَذكرُ مجهول غاديانو أنَّ ليوناردو عاش في عام 1480 مع عائلة ميديشي وعمل في حديقة ساحة سان ماركو (فلورنسا) التي اِلتقى فيها أعضاء الأكاديمية الأفلاطونية الجديدة للفنانين والشعراء والفلاسفة، وهي أكاديمية نظَّمت عائلة ميديشي سائر شؤونها وجميع نشاطاتها.[25] في مارس 1481، كلف الأوغسطينيين (في دير سان دوناتوو في سكوبيتو) ليوناردو برسمِ لوحة عشق المجوس،[54] لكن ليوناردو اضطرَّ للسفر لخدمة دوق ميلانو لودوفيكو سفورزا، فظلَّت اللوحة مسودَّة غير مكتملة. وفي عام 1482، صنع ليوناردو آلة وترية من الفضة وجمجمة حصان وقرون كبش جلبها لسفورزا[55][56] وكتب له رسالة يصف فيها نجاحه ومهارته في مجالات متنوعة مثل الهندسة وتصميم الأسلحة، وذكر أيضاً أنه رسَّام.[55][46][57]
عمل ليوناردو في ميلانو بين عامي 1482 و1499 وكُلِّفَ برسم لوحة عذراء الصخور لـ"أخوية الحبل بلا دنس" ولوحة العشاء الأخير لدير سانتا ماريا ديلي غراسي.[58] وفي ربيع عام 1485، سافر ليوناردو إلى مملكة المجر نيابة عن سفورزا لمقابلة الملك ماتياس كورفينوس، فكلَّفهُ الملك برسم مادونا، وهي لوحة لمريم العذراء،[59] وانخرط ليوناردو منذئذٍ في مشاريع عديدة مع الملك سفورزا، من ضمنها تجهيز الطوافات والمواكب للمناسبات الخاصة وإعداد رسم ونموذج خشبي لمسابقة تصميم قبة كاتدرائية ميلانو، ولو أنَّهُ انسحب منها فيما بعد،[60] وكذلك تصميم نموذج لتمثال فروسية ضخم لفرانشيسكو سفورزا الأول (وهو سلف الملك لودوفيكو سفورزا)، وكان من المُخطَّط أن يفوق حجم هذا التمثال أحجام التمثالين الكبيرين للفروسية لعصر النهضة، وهما تمثال كاتاميلاتا لدوناتيلو في مدينة بادوفا وتمثال بارتولوميو كوليوني لفوروكيو في البندقية، وأكمل ليوناردو نموذجًا للحصان ووضع خططًا تفصيلية لصبه،[46] ولكن الملك لودوفيكو قرَّر في نوفمبر 1494 إعطاء البرونز المُخصَّص للتمثال لصُنْع مدافع للدفاع عن المدينة من شارل الثامن ملك فرنسا،[46] وعُرف هذا التصميم باسم "الحصان العظيم" أو "حصان ليوناردو".[46]
فرَّ ليوناردو من ميلانو برفقة مساعده سالاي وصديقه عالم الرياضيات لوكا باتشولي واتجهوا إلى البندقية بعد سقوط ميلانو في أيدي الفرنسيين بمطلع الحرب الإيطالية الثانية.[61] وعمل ليوناردو مهندساً ومصمماً عسكرياً في البندقيّة، وابتكر أساليباً دفاعية ضد الهجمات البحرية،[33] وعاد ليوناردو في عام 1500 إلى فلورنسا وحلَّ مع أسرته ضيفًا على رهبان دير سانتيسيما أنونزياتا، ومنحه هؤلاء الرهبان ورشة يعملُ فيها، ويقول فازاري أن ليوناردو رسم في هذه الفترة لوحة العذراء والطفل مع القديسة آن والقديس يوحنا المعمدان، وهي لوحة من عدة صفحات ملتصقة فوق بعضها مثل رسومٍ متحركة، وحظيت هذه اللوحة بإعجاب هائلٍ وتوافد "الرجال والنساء والصغار والكبار" لرؤيتها "كما لو كانوا بمهرجانٍ عظيم".[62][arabic-abajed 10]
عمل ليوناردو في عام 1502 في تشيزينا لتشيزري بورجا، وهو نجل البابا إسكندر السادس، ووضع ليوناردو مخططاً لمعقل تشيزري بورجا وكان المُخطَّط بمثابة خريطة لمدينة إيمولا، وكان هدفه كسب عطفَ ودعم تشيزري، وعُدَّت الخرائط حينذاك قطعاً نادراً وجديداً، ووظَّف تشيزري ليوناردو بعد رؤيته للخريطة، فأصبح ليوناردو مهندساً ومصمماً عسكرياً لتشيزري وسافرَ معه أيضاّ لشتّى أنحاء إيطاليا.[61] وفي وقت لاحق من عام 1502 رسم ليوناردو خريطةً أُخرى لوادي شيانا في توسكانا، وساعدت الخريطة تشيزري لأن فيها مسحاً دقيقاً للأرض ودلالةً على موقعٍ استراتيجيّ مهم عسكرياً، وتزامن وضعُ هذه الخريطة مع مشروع ليوناردو ببناء سدٍ يمتدّ من البحر إلى فلورنسا، وهدف السدِّ أن يتدفَّق الماء في القناة طوال فصول السنة.
بأوائل عام 1503، عاد ليوناردو إلى فلورنسا بعد أن ترك خدمة تشيزري بورجا،[64] وانضمَّ ثانية إلى نقابة القديس لوقا في 18 أكتوبر من نفس العام، وبدأ ليوناردو كذلك في أكتوبر بالعمل على لوحة شخصية للسيدة ليزا ديل جوكوندو، وهي نموذج لوحة الموناليزا الشهيرة،[65][66] والتي واصَلَ العمل عليها حتى أيام حياته الأخيرة. وفي يناير عام 1504، دُعِيَ ليوناردو إلى لجنة للتوصية بمكان تشييد تمثال داود لميكيلانجيلو،[67] وأمضى بعدها عامين في فلورنسا يُصمِّمُ ويرسم خلالهما اللوحة الجدارية لمعركة أنغياري بطلبٍ من الحكومة لتزيين قاعة قصر فيكيو،[61] وشارك مايكيل انجيلو في هذا العمل أيضاً، فصمَّمَ اللوحة الجدارية الثانية وهي معركة كاشينا.[arabic-abajed 11]
في عام 1506، عاد ليوناردو مجدداً إلى ميلانو بعد أن استدعاه تشارلز الثاني دو امبواز، وهو القائم بأعمال الحاكم الفرنسي بميلانو، ورَغِبَ مجلس مدينة فلورنسا بعودته على الفور لإنهاء لوحة معركة أنغياري، لكن الإجازة مُنحت بناءً على طلب لويس الثاني عشر لأنه نوى تكليف ليوناردو ببعض أعمال التصوير (أي رسم لوحةٍ لشخص)،[70] ومن المحتمل أن ليوناردو بدأ بمشروع تمثال دو امبواز للفروسية، ولهذا التمثال نموذج من الشَّمْع، وإذا كان ليوناردو هو صانع نموذجه الشمعي فهو المثال الوحيد الباقي على منحوتات ليوناردو. وفيما عدا ذلك كان ليوناردو حراً في الانكباب على اهتماماته العلمية في ميلانو،[70] وعمل العديد من تلاميذ ليوناردو البارزين معه أو عرفوه في ميلانو،[33] ومن بينهم برناردينو لويني وجيوفاني أنطونيو بولترافيو وماركو دوجيو، وفي عام 1507 ذهب ليوناردو إلى فلورنسا ليحل نزاعاً قائماً مع إخوانه حول أملاك والده الذي توفي عام 1504. وفي عام 1508 عاد ليوناردو إلى ميلانو وعاش في منزله في بورتا أورينتال في أبرشية سانتا بابيلا.[71]
شيخوخته ووفاته
بينما كان ليوناردو يعمل على صناعة تمثال للفروسية للأرستقراطي الإيطالي جيان جياكومو تريفولزيو في عام 1512، غزا تحالف القوات السويسرية والإسبانية والبندقية مدينة ميلان لطرد الفرنسيين منها، فتوقفت أعمال ليوناردو ونجحت قوات التحالف في مسعاها. ولم يغادر ليوناردو المدينة، وقضى عدة شهورٍ من عام 1513 في فيلا لأسرة مديشي الحاكمة،[73] وفي شهر مارس من ذات العام أصبح جيوفاني (وهو الابن الثاني لحاكم فلورنسا لورينزو دي ميديشي) بابا الكنيسة الكاثوليكية وباسم ليو العاشر؛ فذهب ليوناردو إلى روما في سبتمبر واستقبله جوليانو شقيق البابا.[73] وقضى ليوناردو الفترة ما بين سبتمبر 1513 إلى 1516 في فناء بلفيدير [الإنجليزية] بقصر الفاتيكان، وهو مكانٌ عملَ فيه ميكيلانجيلو ورافاييل.[71] في ذلك المكان، أُعطي ليوناردو ثلاثًا وثلاثين دوكات في الشهر، وقام بتزيين سحلية بقشورٍ مطلية بالزئبق بحسب ما أورد فازاري،[74] وكلَّفه البابا بلوحة مجهولة الموضوع، والتي أُلغيت حين بدأ الفنان في تطوير نوع جديد من الورنيش.[74][arabic-abajed 12] أصيب ليوناردو بسكتة دماغية تبعتها سكتات أخرى، أدت في النهاية إلى وفاته،[74] وتمرس في علم النبات في حدائق الفاتيكان، وكُلِّف بتنفيذ مقترح البابا لتجفيف سبخات بونتين.[75] هذا بالإضافة إلى تشريح الجثث الذي أسفر عن ملاحظات لأطروحة عن الأحبال الصوتية؛[76] وأراد ليوناردو أن يرد بها صنيع البابا ومعروفه فقدمها للجهات الرسمية ولكنه لم ينجح في ذلك.[74]
أعاد ملك فرنسا فرانسوا الأول سيطرة الفرنسيين على ميلانو في أكتوبر 1515،[54] واجتمع الملك مع البابا ليو العاشر في لقاءٍ حضره ليوناردو دا فينتشي في 19 ديسمبر في بولونيا.[33][77][78] وبدأت خدمة ليوناردو للملك فرانسوا في 1516، وبناءً على ذلك أعطاهُ الملكُ حق استخدام قصر كلو لوسي الذي يقع بالقرب من مقر إقامة الملك في القصر الملكي في أمبواز، وبفضل قُرب المسافة صارت زيارات فرانسوا لليوناردو كثيرة متكرّرة، فرسم ليوناردو مخططات لحصن ضخم كان ينوي فرانسوا تشييده في مدينة رومورانتين [الإنجليزية]، إضافةً إلى صناعة أسد آلي يخرج من صدره باقات الزنبق أثناء سيره في موكب تجاه الملك.[79][80][arabic-abajed 13] رافق ليوناردو في تلك الفترة صديقه وتلميذه فرانشيسكو ميلزي، وعاش براتب بلغ 10,000 سكودو،[71] ورسم ميلزي رسماً لُمعلِّمه دا فينتشي، أما اللوحات الأخرى لليوناردو فترجع لأحد مساعديه وعُثر عليه مرسوماً على ظهر دفترٍ من دفاتر ليوناردو من حوالي عام 1517،[82] كما رسم جيوفاني أمبروجيو فيجينو صورةً لليوناردو العجوز وذراعه اليمنى مُغطَّاةٌ بالقماش (وكان صعب عليه تحريكها حينذاك)،[83][arabic-abajed 14][arabic-abajed 15] ثَبَتَ أن الرجل الظاهر في الصورة هو دا فينتشي أثناء زيارة لويجي دراجونا في أكتوبر 1517،[arabic-abajed 16] فأكَّد هذا أن يد ليوناردو اليمنى أُصِيبَت بشللٍ وهو في السادسة والخمسين من عمره،[85] ولعلَّ هذا سببٌ في تركه للكثير من أعماله غير مكتملة، كالموناليزا.[84][86][87] إلا أنه استمر بالعمل نوعاً ما حتى أصبح في نهاية المطاف مريضاً وطريح الفراش لعدة أشهر.[85]
توفي ليوناردو في كلوس لوسي في الثاني من مايو من عام 1519 عن عمر يناهز 67 عامًا، وعلى الأرجح أن سبب الوفاة كان سكتة دماغية.[87][88] وكان الملك فرنسوا الأول صديقاً مقرباً له آنذاك، ويقول فازاري أن ليوناردو أشفقَ على نفسه وهو على فراش موته فطلبَ للتوبة، وقال أنه "قد أساء إلى الله والبشر بفشله في ممارسة فنه مثلما كان يتوجَّب عليه"،[89] ويذكر فازاري أن ليوناردو أرسل في أيامه الأخيرة لقسيسٍ ليعترف بذنوبه ويقبل السر المقدس.[90] ويزعمُ فازاري أيضًا أن الملك احتضنَ رأس ليوناردو بين ذراعيه حينما لفظَ أنفاسهُ الأخيرة، على الرغم من أن هذه القصة خياليَّة في الغالب،[arabic-abajed 17][arabic-abajed 18] وحَمَلَ تابوت ليوناردو إلى مثواه الأخير ستون متسوّلاً نزولاً عند رغبته،[arabic-abajed 19] وكان ميلزي وريث دا فينتشي الشرعي ومنفذ وصيته، فتلقَّى أموال ولوحات ليوناردو وأدواته ومكتبته وأمتعته الشخصية. وتذكر ليوناردو أيضًا تلميذه الآخر وصديقه القديم سالاي وخادمه المخلص باتيستا دي فيلانيس، فحصل كل منهما على نصف أملاك دا فينتشي من كروم العنب،[92] وحصل إخوته على أراضيه، وتلقت خادمته عباءة مبطنة بالفرو. وفي 12 أغسطس 1519 دُفِن رفات ليوناردو في الكنيسة الجمعية للقديسة فلورينتين بقلعة أمبواز في فرنسا،[93]
وبعد حوالي 20 عامًا من وفاة ليوناردو، أفاد الصائغ والنحات بنفينوتو تشيليني أن الملك فرانسوا قال: "لم يولد رجل في العالم حاز معرفة بقدر ما حاز ليوناردو، ولا أقصدُ هنا معرفة الرسم والنحت والعمارة، وإنما المعرفة التي جعلتهُ فيلسوفًا عظيمًا جدًا".[94]
علاقاته الشخصية
علاقاته الاجتماعية والفنية
كانت فلورنسا في زمن شباب ليوناردو مركزاً للفكر والثقافة الإنسانية المسيحية،[45] وبدأ ليوناردو التدريب مع فوركيو عام 1466، بنفس العام توفي رئيس فوركيو النَّحات الشهير دوناتيللو.[arabic-abajed 20] وكان معظم الفنانين الباقين في الورشة حينئذٍ كباراً في السنّ، فمنهم الرسام أوتشيلو صاحب التجارب المبكرة في فن الرسم المنظوري، وقد أثَّر عمله على تطور رسم المناظر الطبيعية، لكنه كان طاعناً في السنّ، وكذلك الرسامان بييرو ديلا فرانشيسكا وفيليبو ليبي والنحات لوكا ديلا روبيا والمهندس المعماري والكاتب ليون باتيستا ألبيرتي، فكانوا جميعاً في الستينات من عمرهم، وأما الفنانان الناجحان الشابَّان في المدرسة فكانوا فيروشيو (وهو مُعلِّم ليوناردو) وأنطونيو ديل بوليشيوا ونحات الصور الشخصية مين ودا فيسول.[95][96][97][98]
أمضى ليوناردو شبابه في فلورنسا، وكانت المدينة مُزيَّنة آنذاك بأعمال كبار الفنانين الذين عاصروا دوناتيلو مثل مازاتشو الذي كانت لوحاته التصويرية مشبعة بالواقعية والعاطفة، ولورنزو جبرتي الذي عرض لوحة بوابات الجَنَّة في معمودية فلورنسا متألِّقةً مع أوراق ذهبية، وجمعت بين تركيبات الأشكال المُعقدة وخلفياتٍ معمارية مفصلة، وبييرو ديلا فرانشيسكا الذي أجرى دراسة مفصلة للمنظور[99] وكان أول رسام يدرسُ الضوء على أساسٍ علمي، وكان من شأن دراسات ليون باتيستا ألبيرتي[100] أن يكون لها تأثير عميق على الفنانين الشباب، وخاصة على ملاحظات ليوناردو وأعماله الفنية.[95][97][98]
كانت التقاليد السائدة في فلورنسا رسمُ لوحة صغيرة وراء المذبح للعذراء والطفل في الكنائس، وصُنِعَت الكثير من هذه اللوحات الحرارة أو بالطين النضيج الذي تنتجهُ ورش فيليبو ليبي وفيروكيو وعائلة ديلا روبيا الشهيرة. وكانت لوحات ليوناردو الأولى للسيدة العذراء، مثل سيدة القرنفل والسيدة بينوا، تتبع هذه التقاليد ولو أنَّ فيها لمسةً وتحساساً ذاتياً له، وخاصة في لوحة السيدة بينوا التي تظهرا فيها العذراء مائلةً عن زاوية الصورة وفي حضنها الطفل المسيح في الزاوية المقابلة، ويظهر هذا التكوين الصوريّ في لوحات ليوناردو في وقت لاحق مثل العذراء والطفل مع القديسة آن.[33]
كان ليوناردو معاصراً في حياته لرسامين معروفين منهم ساندرو بوتيتشيلي ودومنيكو غرلاندايو وبيترو بيروجينو،[96] وكان هؤلاء كلّهم أكبر منه بفارقٍ بسيط، وكان يقابلهم أحياناً في ورشة عمله في فيروكيو التي لهُم صلات عملٍ بها وكذلك في أكاديمية ميديشي الأفلاطونية الجديدة،[33] وكان بوتشيلي مقرَّباً بالخصوص لعائلة مديشي فضمنَ نجاحه في مسيرة الرسم، وأما غيرالاندايو وبيروغينو فأدارا ورشتين للرَّسْم وكانا غزيرَيْ الإنتاج، فقاما بأعمالٍ متقنةٍ ولقاء عمولاتٍ كبيرة لزبائن مهمِّين، وقدَّر هؤلاء الزبائن قدرات غيرالاندايو في رسم لوحات جدارية دينية لمواطني فلورنسا الأثرياء، فكان قادراً على رسم العديد من القديسين والملائكة بحلاوة وبراءة راسخة.[95] وكُلِّفَ هؤلاء الرسامون الثلاثة بطلاء جدران كنيسة سيستينا الشهيرة في الفاتيكان، فبدأ هذا المشروع بتوظيف بيروغينو عام 1479، ولم ينضمَّ ليوناردو إليهم قطّ. فقد كانت مهمَّته المرموقة الأولى رسم لوحة عشق المجوس لرهبان سكوبتا، وهي لوحةٌ لم تكتمل أبداً.[33]
كان ما يزال ليوناردو يعمل في عام 1476 في ورشة فيروكيو، ووقعَ حينذاك أن جُلِبَ إلى فلورنسا لوحة مذبح بورتيناري بريشة هوغو فان دير غوس، فجاءت معها التقنيات الحديثة للرسم من شمال أوروبا وتركت في ليوناردو تأثيراً عميقاً، كما وأثَّرت بغيرلانديو وبيروغانيو وغيرهم من معاصريه.[96] وكان في عام 1479 الرسام الصقلي أنطونيلو دا مسينا (وهو يرسمُ بالألوان الزيتية حصراً) مسافراً شمالاً في طريقه إلى البندقية، والتي تبنى فيها الرسَّام الرائد جوفاني بيليني أسلوب الرسم الزيتي، وسرعان ما أصبح هذا أسلوب الرسم المُفضَّل في البندقية، ولاحقاً زار ليوناردو البندقية أيضاً.[96][98] وسار ليوناردو على خطى اثنين من معاصريه من المهندسين المعمارييّن هما دوناتو برامانتي (وهو الذي صمم ساحة البيرفيدير) وأنطونيو دا سانغالو الكبير، فَّجرب ليوناردو تصميم مُخطَّطات لكنائس مركزية، ويظهر عدد منها في مفكراته على الرغم من أن أياً منها لم تُبنَ على أرض الواضع.[96][101]
وكان من معاصري ليوناردو السياسيين لورينزو دي ميديشي (وكان أكبر من ليوناردو بثلاث سنين) وأخوه الأصغر جوليانو، وقُتِلَ جوليانو هذا في مؤامرة باتسي في عام 1478، فأرسلت محكمة مديشي ليوناردو سفيراً إلى لودوفيكو سفورزا الذي حكم ميلان بين عام 1479 إلى عام 1499.[96]
زار ليوناردو مع ألبرت منزل ميديشي والتقى فيه الكثير من الفلاسفة الإنسانيين الذين عاشوا حينذاك، ومنهم مارسيليو فيسينو نصيرُ الأفلاطونية الجديدة، وكذلك كريستوفو لاندينو وهو مُعلِّقٌ على الكتابات الكلاسيكية، وجون أرجيروبولوس وهو مدرس للغة اليونانية ومترجم لأرسطو، كما ارتاد أكاديمية ميديشي أشخاص مهمّون آخرون عاشوا في زمن ليوناردو، منهم الشاعر والفيلسوف الشاب بيكو ديلا ميراندولا،[96][98][102] وكتب ليوناردو لاحقاً في هامش من مذكّراته "أسرة مديشي صنعتني وأسرة مديشي دمرتني". وقد انتفع ليوناردو من لورينزو في الحصول على وظيفته ببلاط ميلان، لذا فليس من الواضح قصدهُ من هذا التعليق الغريب.[33]
ترتبطُ عادةً أسماء العمالقة الثلاثة -ليوناردو ومايكلانجيلو ورفاييل- بعصر النهضة، على أنَّ هؤلاء الثلاثة ليسوا من الجيل نفسه، إذ كان ليوناردو في 23 من عمره حينما وُلِدَ مايكيلانجيلو وفي 31 حينما وُلِدَ رفاييل،[96] وتوفي رافيل عن عمر يناهز 37 سنةً في عام 1520، وهي السنة التي تبعت وفاة ليوناردو، وأما مايكلانجيلو فعمَّر 45 عاماً بعدهما.[97][98]
حياته الشخصية
وصف فاساري ليوناردو بأن لديه موهبةً غير عادية للاختراع وجمالاً جسدياً متميزاً وبهاءً لا متناهياً وقوة وكرماً عظيمَيْن وروحاً ملكية وسعة عقلٍ هائلة،[103] وجذبت سائر جوانب حياته كذلك فضول الجمهور، فكان أحد هذه الجوانب حُبَّه للحيوانات والتزامه (غالباً) بغذاء نباتي، وعادته بشراء الطيور الحبيسة وإطلاقها حُرَّة.[104][105][106]
كان لليوناردو أصدقاء كُثُر اشتهروا إما لأسباب تاريخية أو في لتفوّقهم في مجالاتهم، ومن بينهم عالم الرياضيات لوكا باتشولي[107] الذي ألَّف كتاب النسب الذهبية في عام 1498، ولم تكن عَلاقات ليوناردو وثيقة مع النساء باستثناء صداقته مع سيسيليا جاليراني والأختين: بياتشريتى دي إستى وإيزابيلا دي إستى.[108] كما أنه رسم صورة وجه إيزابيلا دي إستى التي ربما استُخدمت لرسم لوحة شخصية أثناء رحلتهما عبر مانتوفا، لكن اللوحة فُقِدَت.[33]
بقيَ ليوناردو عدا صداقاته القليلة مُتَحَفِّظاً في حياته الخاصة، فكانت علاقاته الجنسية موضوع هجاء وتحليل وتكهّنات، وظهر هذا الاتجاه التحليل والتفكر في منتصف القرن السادس عشر وأعيد إحياؤهما في القرن التاسع عشر والعشرين بجهودٍ أبرَزُها ما بذله سيغموند فرويد.[109] وكانت أكثر علاقات ليوناردو حميمية مع تلميذَيه: سالاي وميلزي، وكتب ميلزي لإخوة ليوناردو ليبلغهم بوفاته، ووصف حينها ليوناردو بأنه كان محباً وعطوفاً على تلامذته. وفي القرن السادس عشر صرّح ليوناردو أن علاقته مع ميلزي كانت علاقة جنسية، وعندما كان ليوناردو في الرابعة والعشرين من عمره (سنة 1476) اُتِّهِمَ هو وثلاثة شبان آخرون باللواط مع رجل معروفٍ بممارسته للدعارة مع الذكور، ورُفِعَت التهم لاحقاً بسبب نقص الأدلة، لكن أحد المتهمين في الحادثة كان ليوناردو دي تورنابوني وهو قريبٌ للملك لورينزو دي ميديشي، ممَّا يدلُّ على أن الأسرة الحاكمة استغلَّت نفوذها للتغطية على الحادث،[110] وأجريت منذئذٍ دراساتٌ عديدةٌ للتكهُّن بتوجه دا فينتشي نحو الشذوذ الجنسي ورمزية توجهّه هذا في لوحاته الفنية، وخصوصاً بسبب الخلاعة الظاهرة في لوحتي يوحنا المعمدان وباخوس.[111]
مساعدوه وتلاميذه
انضم "غيان غيامكو كابروتي من أورينو" المُلَقَّبُ بسالاي وسالايينو (ومعناها "الصغير النجس"، أي الشيطان) إلى عائلة ليوناردو في عام 1490، وبعد عام واحد فقط دوَّن ليوناردو قائمة بصفاته الخسيسة واصفاً إياه بأنَّهٌ لصٌ وكاذب وٌعنيد وشره، وهذا لأنه سرق أموالاً وتحفاً ثمينةً من العائلة خمس مرَّات على الأقل وأنفق ثروة على الملابس،[112] على أن ليوناردو تحمَّلهُ بصبرٍ كبير وبقيَ سالاي يعيشُ في الأسرة لثلاثين سنة.[113] ورسمَ سالاي عدداً من اللوحات تحت اسم أندريا سالاي، ويدّعي فاساري أن ليوناردو "لقَّنهُ تلقنياً عظيماً في الرسم"،[114] على أن لوحاته تعتبر أقلَّ جدارةً فنياً بالعموم من غيره من تلامذة ليوناردو مثل بولترافيو وماركو دوجيونو، ورسم سالاي في سنة 1515 نسخةً عارية من الموناليزا تدعى الموناڤانا،[115] وكانت الموناليزا الأصلية ملكاً لسالاي بعد وفاة ليوناردو وحتى وفاة سالاي في عام 1524، وقُيِّمَ سعرها وفي وصيته بمبلغ 504 ليرة، وهو مبلغٌ كبيرٌ جداً لقاء صورة شخصية صغيرة الإطار.[116]
قبلَ ليوناردو في سنة 1506 تلميذاً آخراً في منزله يُدعى فرانشيسكو ميلزي، وهو ابن أرستقراطي من لومبارديا، وهو يعتبر طالب ليوناردو المُفضَّل، إذ رافقه حينما انتقل إلى فرنسا وبقيّ معه هناك حتى وفاة ليوناردو، وورثَ ميلزي لوحات ليوناردو الفنية ومشاريعه العملية ومخطوطاته ومجموعات ليوناردو وأدار ممتكاته.
لوحاته الفنية
على الرّغم من كون ليوناردو دا فينتشي عالماً ومخترعاً، إلا أنّ موهبته في الرسم أكسبته الشهرة حتى حوالي أربعة قرون قبل بقية مواهبه، كون العديد من رسوماته تعتبر تحف فنية. تتميز لوحاته بمجموعةٍ من الصّفات الَّتي طالما سعى طلَّاب الفن لتقليدها واتباع مدرسته، حتى وُصف بكونه رساماً "إلهياً"،[arabic-abajed 21] وأكثر ما يميّز أعمال دا فينتشي ابتكاراته الفنية في وضع الألوان والطلاء، معتمداً على معرفته علم التشريح، والضوء وعلم النبات والجيولوجيا، بالإضافة لاهتمامه بعلم الفراسة، وكيفيّة التّعبير عن العواطف بالتّعابير والإشارات، استخدامه الفريد لتشكيل جسم الإنسان، والتدرج الدقيق للألوان، كل هذه القيم تجتمع في أشهر لوحاته الموناليزا والعشاء الأخير وعذراء الصخور.[118]
بداية أعماله الفنية
لاقت لوحة معمودية المسيح التي قام برسمها مشاركةً مع أستاذه أندريا دل فروكيو اهتماماً فنياً كبيراً، بالإضافة لعملين آخرين أنجزهما دا فينتشي في ذلك الوقت في معرض فروكيو، هما لوحة البشارة ضمن مقاسين أحدهما صغير بقياس 14x59 سم2 مصنوعة من البراديلا مكوناً أساسياً للقاعدة والتي قام لورينزو دي كريدي بتلوينها لكنّها انفصلت عنها، أما اللوحة الثانية فهي ذات مقاس أكبر بكثير 222x90 سم2،[119] والتي استخدم ليوناردو في رسمها ترتيباً رسمياً، مثل اللوحتين الآخريتين المعروفتين لفرا أنجليكو بذات موضوع البشارة. وفيها نجد مريم العذراء جالسة أو راكعة على يمين الصورة، قريباً من الجهة اليسرى للصورة يبدو الملاك بثياب غنية ودقيقة، رافعاً جناحيه وحاملاً زنبقة السيدة (مادونا). على الرغم من أن العمل سابقاً كان يُسند إلى غرلاندايو إلا أنه اليوم وُثّق أن يعود لليوناردو.[120] في اللوحة ذات المقاس الصغير تظهر العذراء مغمضة عينيها وفاتحة يدها في رمزية للخضوع لإرادة الله، مع أن مريم ليست خاضعةً أو خانعة لكنّها مطيعة، في اللوحة يظهر ظهور الملاك المفاجئ حيث تضع إصبعها علامة على المكان في الكتاب المقدس، وترفع يدها الأخرى في إشارة الترحيب أو المفاجأة.[95] وتقبل هذه الفتاة الهادئة دورها بكونها أم الرب بثقة وإيمان وليس بخضوع. في هذه اللوحة يبرز ليوناردو الشاب الوجه الإنساني للعذراء مريم معترفاً بدور الإنسانية في تجسد الإله. الفتاة، التي قاطعها الرسول مباغتةً عند قراءتها، تضع إصبعًا في كتابها المقدس لعلامة على المكان، وترفع يدها في إشارة رسمية للترحيب أو المفاجأة. هذه الفتاة الهادئة تبدو وكأنها تقبل دورها كأم الرب، ليس بالاستقالة ولكن بثقة.[arabic-abajed 22]
لوحاته في عقد 1480
تلقى ليوناردو مطلع عقد الثمانينيات من القرن الخامس عشر عملين هامين، وبدأ بعمل آخر بغاية الأهمية من حيث التكوين، إلا أنّه لم ينه أي من العملين الأولين، واستغرق وقتاً طويلاً لانهاء العمل الثالث حتى وصل لمفاوضات مطولة لإنهاء العمل ودفع الديون.إحدى هذه الأعمال كانت لوحة القديس جيروم في البرية، التي يربطها بورتودون بفترة صعبة من حياة ليوناردو، كما يتضح من مذكراته: "ظننت أنني تعلمت العيش؛ لكني كنت أتعلم فقط الموت." [33] على الرغم من أن اللوحة بدأت بالكاد، يمكن رؤية التركيب الغريب للغاية.[arabic-abajed 23] يبدو القديس جيروم تائباً وسط الصورة، وعليه هالة خفيفة، والصورة تنظر إليه من الأعلى قليلاً.كما تجسد اللوحة جثوه على ركبتيه متخذاً شكل شبه منحرف، بحيث يمتد ذراع واحدة إلى الحافة الخارجية للرسم ويرنو بنظره في الاتجاه المعاكس. ويشير ج.واسيرمان إلى الصلة بين هذه اللوحة والدراسات التشريحية لليوناردو.[122] فيما نلاحظ في مقدمة الصورة، انعكاس للقديس جيروم بشكل أسد يزأر، فيما تكون ذراعا و جسد القديس متحلزنتان بشكل مزدوج في قاعدة مساحة الصورة، والمشهد الآخر المميز ضمن هذه اللوحة هو الصخوة الصلدة التي ينعكس عليها ظل القديس جيروم. كما يظهر العرض الجريء لتكوين الصور وعناصرها بين المظاهر الطبيعية والمشاعر الشخصية في لوحة عبادة المجوس، وهي الرائعة التي لم تكتمل، يظهرها رهبان القديس دوناتو في سوبيتو، والتي تمثل تركيباً معقداً للوحة بحوالي 250x250 سم2، وتجدر الإشارة أن ليوناردو قام بعدة رسومات تجريبية ودراسات تحضيرية لها، بما في ذلك رسم لمنظور خطي للأبنية ذات العمارة الكلاسيكية المهدمة التي تشكل جزءاً من الخلفية. لكن في عام 1482، ترك ليوناردو اللوحة بداعي ذهابه إلى ميلانو بناء على طلب لورينزو دي ميديشي من أجل الفوز بميله وبحماية لودوفيكو سفورزا.[25][120] عذراء الصخور وهو ثالث عمل هام في فترة الثمانينيات من القرن الخامس عشر، حيث دعته أخوية القديس دوناتو إلى ميلانو ليجسد فكرة طهارة العذراء، وكان العمل هو رسم لوحة ضخمة خلف المذبح بمساعدة الأخوة دي بريديس. عندها اختار ليوناردو أن يجسد لحظة مختلقة للقاء القديس يوحنا المعمدان عبر ملاكٍ، بالعائلة المقدسة عند ذهابها إلى مصر، وتظهر هذه اللوحة جمالاً استثنائياً غريباً من الألوان حول المسيح الطفل الرضيع، ومشهد طبيعي في البرية ذات الصخور المتلاطمة والمياه المتلاشية.[123] على الرغم من ضخامة الرسم، حوالي 200×120 سم2، إلا أنّه ليس بذي التعقيد الذي طلبه رهبان أخوية القديس دوناتو، حيث تصور اللوحة أربعة مشاهد بدلاً من خمسين حدثاً وصورة صخرية عدا الزخرفة المعمارية التي طلبها الرهبان، انتهى العمل من اللوحة آخر الأمر، في الواقع، رسمت نسختان من اللوحة حيث بقيت واحدة في كنيسة القديس دوناتو، في حين أخذ ليوناردو العمل الآخر معه إلى فرنسا. على الرغم من ذلك، لم يحصل الأخوان دي بريديس على حصتهم من العمل ولا الأخوية على رسومهم حتى القرن التالي. [46][61]
لوحاته في عقد 1490
اللوحة الأكثر شهرة ليوناردو في العقد الأخير من القرن الخامس عشر هي العشاء الأخير والتي قام برسمها لغرفة الطعام في كنيسة سانتا ماريا ديلي غراسي في ميلانو. والعشاء الأخير يمثل الوجبة الأخيرة التي شاركها يسوع مع تلاميذه قبل أسره وموته، وتظهر اللحظة التي قال فيها يسوع للتو "واحد منكم سيسلمني"، والذعر الذي سببته هذه العبارة.[46]
لاحظ الروائي ماتيو بانديلو [الإنجليزية] ليوناردو أثناء عمله وكتب، في بعض الأيام يرسم من الفجر حتى الغسق دون توقف حتى لتناول الطعام ثم يتوقف عن ذلك ولا يرسم لثلاثة أو أربعة أيام كل مرة.[124] وكان هذا خارج نطاق فهم ما كان عليه قبل الدير، الذي كان يلاحقه إلى أن طلب ليوناردو من لودوفيكو التدخل. ويصف فاساري كيف أخبر ليوناردو المضطرب بشأن قدرته على تصوير وجه المسيح ويهوذا الإسخريوطي بشكل مناسب. لكي لا يكون الدوق مضطراً لاستخدام نموذج سابق،[125] لكن عند الانتهاء، اعترف باللوحة أنها تحفة في التصميم والوصف،[126] لكن هذه الحال تدهور بسرعة، وذلك حسبما وصفها أحد المشاهدين بعد مئة عام أنها "مدمرة كلياً".[127] ليوناردو، بدلاً من استخدام التقنية المعتمدة ذاتها للفريسكو (اللوحات الجدارية)، استخدم التيمبورا فوق الخلفية التي كانت أساساً من الجيسو، مما أدى لتعرض سطح القالب للتساقط.[128] على الرغم من ذلك، تبقى اللوحة واحدة من أكثر الأعمال الفنية استنساخًا ؛ تم عمل عدد لا يحصى من النسخ بطرق مختلفة.
فيما برزت لوحة سيدة مع قاقم في هذه الفترة، والتي يُفترض أنها سيسيليا جاليراني [الإنجليزية] (حوالي 1483-1490) ، محبوبة لودوفيكو سفورزا.[129][130] وما يميزها هو تموضع الشخصية حيث يبرز وجها بزاوية مغايرة تماماً عن جذعها، وهو أمر غير معتاد في ذلك الوقت حيث كانت جميع الصور الشخصية جامدة تماماً، فيما يظهر القاقم كرمز يرتبط إما بالاحتضان والجلوس أو بلودفيكو الذي ينتمي إلى الذين يحملون وسام القاقم المرموق.[129]
لوحاته في القرن السادس عشر
كلِّف ليوناردو برسم معركة أنغياري في قاعة الخمسمائة في قصر فيكيو في فلورنسا، عندها ابتكر تكويناً ديناميكياً يصور أربعة رجال يركبون خيول الحرب الهائجة الذين شاركوا في معركة من أجل حيازة الراية في هذه المعركة عام 1440. وقد تم تعيين مايكل أنجلو لرسم الجدار المقابل لتصوير معركة كاسينا. تدهورت لوحة ليوناردو بسرعة وهي معروفة الآن من نسخة لروبنز.[131] من بين الأعمال التي أنشأها ليوناردو في القرن السادس عشر هي الصورة الصغيرة المعروفة باسم الموناليزا أو الجيوكندا أو الضاحكة. ويمكننا القول أنها اللوحة الأكثر شهرة في العصر الحالي. حيث تعتمد شهرتها، على وجه الخصوص، على الابتسامة المراوغة على وجه المرأة، ونوعيتها الغامضة ربما بسبب زوايا الفم والعينين المظللة بمهارة بحيث لا يمكن تحديد طبيعة الابتسامة بالضبط. الجودة الغامضة التي اشتهر بها العمل أصبحت تسمى "سفوماتو" أو دخان ليوناردو. قال فاساري ، الذي يعتقد عمومًا أنه لم يعرف اللوحة إلا بسمعتها الطيبة ، أن "الابتسامة كانت ممتعة للغاية لدرجة أنها بدت إلهية وليست بشرية؛ وأولئك الذين رأوها دهشوا ليجدوا أنها كانت حية مثل الأصل".[132][arabic-abajed 24]
الخصائص الأخرى للرسم هي الثوب غير المزخرف، حيث لا يوجد تنافس بين العينين واليدين عن التفاصيل الأخرى، خلفية المناظر الطبيعية المثيرة، ويبدو أن العالم في حالة تغير مستمر والتلوين الخافت والطبيعة السلسة للغاية في تقنية الرسم، استخدام الزيوت الموضوعة على درجة الحرارة، ومزجها على السطح بحيث لا يمكن تمييز ضربات الفرشاة.[arabic-abajed 25] وأظهر واسرمان ما مفاده أن "طريقة الرسم هذه ستجعل حتى قلب أقسى الرجال يرق ويتعاطف معها".[135] حالة الحفظ المثالية وحقيقة عدم وجود علامة على الإصلاح أو الطلاء الزائد نادرة في لوحة من هذا التاريخ.
في اللوحة العذراء والطفل مع القديسة آن، تلتقط التركيبة مرة أخرى موضوع الأشكال في المناظر الطبيعية، التي يصفها واسرمان بأنها "جميلة بشكل مذهل"[136] ويعود هاركنز إلى صورة القديس جيروم مع الشكل المائل في صورة مائلة زاوية. ما يجعل هذه اللوحة غير عادية هو أن هناك شخصيتين غير مألوفتين متراكبتين. [46] تجلس ماري على ركبة والدتها، سانت آن. تميل إلى الأمام لكبح جماح الطفل المسيح وهو يلعب تقريبًا مع الخروف، علامة على تضحيته الوشيكة. أثرت هذه اللوحة، التي تم نسخها عدة مرات، على مايكل أنجلو ورافائيل وأندريا ديل سارتو، ومن خلالها بونتورمو وكوريجيو. تم اعتماد الاتجاهات في التكوين بشكل خاص من قبل الرسامين في البندقية تينتوريتو وفيرونيسي.
تدويناته ويومياته
لم تعهد النهضة الإنسانية وجود أبعادٍ مشتركة بين العلوم والفنون، إلا أن الابتكار والإبداع في دراسات ليوناردو في العلوم والهندسة يقاربان ما هو موجود في أعماله الفنية بشكل مثيرٍ في بعض الأحيان.[46] سُجلت هذه الدراسات في 13,000 صفحة من الرسومات والتدوينات التي تجمع الفن بفلسفة الطبيعة بما يجعل ليوناردو رائد العلم الحديث. كتب ليوناردو هذه الدراسات وحافظ عليها خلال حياته وترحاله فهو ملاحظ دائم لتفاصيل العالم من حوله.[46] إن هذه الرسومات والملاحظات تعرض تنوعاً هائلاً في الاهتمامات والانشغالات، وتراوحت هذه الانشغالات بين المعتاد من قائمة مشتريات وقائمة المدينين الذين يدينون له بالمال وبين المثير للاهتمام كتصميمات الأجنحة وأحذية المشي على الماء. وقد شملت أوراقه لوحاتٍ ودراسات للأقمشة وتصميمات الأزياء ودراساتٍ للوجوه والمشاعر والحيوانات والأطفال الرضع ودراساتٍ في علم التشريح والنبات والتكوينات الصخرية والدوامات والآلات الحربية وآلات الطيران والهندسة.[46]
عهد ليوناردو بعد وفاته بدفاتر ملاحظاته ومفكراته التي كانت أوراقًا غير منظمة من مختلف الأحجام والأنواع، إلى تلميذه وخلفه فرانشيسكو ميلزي.[137] إلا أن الصعوبة والعسر تحفان مهمة نشر هذه الدفاتر ويرجع ذلك إلى أسلوب ليوناردو غير المألوف في الكتابة وطبيعة النطاق الذي تدور فيه هذه المفكرات.[138] وفي حوالي عام 1570، نسخ فنان من ميلان بعض لوحات ليوناردو في إطار تخطيطٍ لأطروحة عن الفن.[139] توفي ميلزي في عام 1570 وانتقلت على إثر ذلك المجموعات الورقية التي تركها ليوناردو إلى ابن مليزي المحامي أوراتسيو، والذي أولى القليل من العناية لتلك التدوينات في بادئ الأمر.[137] كان في بيت ميلزي مُعلمٌ خاص يدعى ليلو جافاردي، والذي أخذ ثلاث عشرة مخطوطةً إلى بيزا في عام 1587؛ وتصدى المهندس جيوفاني ماجينتا لجيفاردي في بيزا ولامه على فعلته المخالقة للقانون وأعاد المخطوطات إلى أوراتسيو. ونتيجة حيازة أوراتسيو الكثير من الأعمال المشابهة للمخطوطات، قام بإهداء الثلاث عشر مخطوطة لماجينتا. وانتشرت الأخبار حول تلك الأعمال الضائعة لليوناردو، فآثر أوراتسيو استرجاع سبعٍ من الثلاث عشرة مخطوطة، وأعطاها إلى بومبيو ليوني لنشرها في جزئين وأحد هذان الجزءان كان مخطوطة أتلانتيكس. أما المخطوطات الست الأخرى فقد وزعت بين قلة من الأفراد.[140] وبعد وفاة أوراتسيو، باع ورثته بقية ممتلكات ليوناردو وهكذا بدأ تشتت أعماله واندثارها.[141]
وجدت بعض أعمال دا فينتشي طريقها إلى العرض ضمن مجموعات رئيسية مثل: المكتبة الملكية في قلعة وندسور ومتحف اللوفر والمكتبة الوطنية الإسبانية ومتحف فيكتوريا وألبرت ومكتبة الأمبروزيانا في ميلان والمكتبة البريطانية في لندن. والجدير بالذكر أن مخطوطة أتلانتيكس التي تضمّ اثني عشر مجلّدًا، موجودة في مكتبة الأمبروزيانا، وأن المكتبة البريطانية أتاحت مختارات من دستور أروندل عبر الإنترنت (المكتبة البريطانية، مخطوطة أروندل، 263).[142] وبلغ تفرق أعمال ليوناردو أن بعضًا منها موجودٌ في هولكهام هول [الإنجليزية] ومتحف متروبوليتان للفنون وحتى أن بعضًا منها أصبح ملكية خاصة لجون نيكولاس براون الأول وروبرت ليمان.[137] والمؤلَّف العلمي الكبير الوحيد الذي أصبح ملكية خاصة هو مخطوطة ليستر، التي يملكها بيل غيتس وتعرض مرة واحدة في السنة في مدن مختلفة حول العالم.
كان ليوناردو أعسرًا فغلبت الكتابة المعكوسة على طريقة تسجيله لملاحظاته وشروحاته،[143][51] فكانت كتاباته من اليمين إلى اليسار وبأحرف متصلة.[144][arabic-abajed 26] بالإضافة إلى اعتماده على الشيفرات والرموز التي صرح بأنه ينوي بأن يجهزها للنشر.[143] وشرح المواضيع في صفحة واحدة مطوعاً الكلمات والصور لإيصال المعلومات مما جعل احتمالية ضياع الأفكار والمعلومات مستبعدًا إذا ما نشرت دون ترتيب.[147] لم تنشر أعمال ليوناردو أثناء حياته ولايزال سبب ذلك مجهولًا.[46]
دراساته العلمية
اتخذ ليوناردو من الملاحظة نهجًا علميًا؛ فحاول دراسة الظواهر من خلال وصف وتصوير تفاصيلها الدقيقة دون اللجوء للتجربة أو الشروحات النظرية. إلا أن معاصريه من العلماء لم يلقوا بالاً لشخصيته كعالم وما تقدمه هذه الشخصية، لأنه افتقر إلى التعليم الرسمي في اللغة اللاتينية والرياضيات، على الرغم من أنه تعلم اللاتينية ذاتيًا. ودرس الرياضيات على يد لوكا باتشولي في تسعينيات القرن الخامس عشر الميلادي وجهز سلسلة رسومات توضيحية لمضلعات منتظمة تشكل هياكل ومجسمات، بغية نقش هذه الرسومات على رقاقات لاستعمالها في كتابٍ لباتشولي نشر عام 1509 اسمه النسبية الذهبية.[46] وفي الفترة التي عاشها في ميلان، درس الضوء من قمة مونتي روزا.[70] كما أن كتابته العلمية في دفاتره وكراساته تشير إلى بصمته في بدايات علم المستحثات[148][149] وهكذا دُعِي بأبي الآثار الأحفورية.[150]
أظهر محتوى يوميات ليوناردو، أنه خطط لسلسة من الأطروحات في شتى المجالات والموضوعات. وقيل بأن أحد هذه الأطروحات كانت أطروحة مترابطة عن علم التشريح، قد أشرف عليها سكرتير الكاردينال لويجي دراغونا في عام 1517.[151] جمع تلميذه ميلزي دراساته عن علم التشريح والضوء والمناظر الطبيعية ونشرها في كتاب بعنوان أطروحة عن الرسم في عام 1651 في فرنسا وإيطاليا بينما نُشِرت في ألمانيا في عام 1724،[152] وتضمنت الأطروحة نقوشًا صنعها الرسام الكلاسيكي نيكولا بوسان بناءً على رسومات ليوناردو.[153] تلك الأطروحة التي نشرت في فرنسا وصلت اثنين وستين طبعة على مدار خمسين سنة، مما جعل "ليوناردو يُرَى كأصلٍ النظرة الفرنسية الأكاديمية للفن"، بحسب دانيال أراس.[46]
على الرغم من اتباع ليوناردو الأساليب العلمية في تجاربه، ظهر تحليل حديث وشامل للعالم فريتيوف كابرا يناقش طبيعة ليوناردو كعالم، ويرى بأنه نوعٌ مختلفٌ من العلماء المعروفين كغاليليو ونيوتن وغيرهم من العلماء الذين تبعوه، ققد طعَّم نظرياته وفرضياته بالفن وخصوصًا الرسم باعتباره رجل عصر النهضة.[154]
ملاحظاته في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء
بدأ ليوناردو دراسة تشريح جسم الإنسان أثناء تدربه عند أندريا دل فروكيو، إذ كان أندريا يلزم تلاميذه على فهم ومعرفة المجال الذي سيرسمون فيه.[155] وقد أتقن ليوناردو التشريح الطبوغرافي الذي يدرس جسم الإنسان عبر تقسيمه إلى مناطق، وباعتباره رسامًا فقد تمكن من إتقان هذا المجال بسرعة، ورسم العديد من البنى التشريحية كالعضلات والأوتار وغيرها.
أُعطي ليوناردو الإذن لتشريح جثث البشر في مستشفى القديسة مريم الجديد في فلورنسا ولاحقًا في مستشفيات ميلان ورما، وذلك بفضل شهرته كرسام ناجح. وتعاون في دراساته مع الطبيب ماركانتونيو ديلا توري من عام 1510 إلى 1511. رسم ليوناردو أكثر من 240 لوحة مفصلة وكتب أكثر من 13000 كلمة في أطروحة عن علم التشريح.[156] ونُشِر جزء بسيط من المادة التي أعدها ليوناردو في علم التشريح في أطروحة عن الرسم.[138] وبينما كان ميلزي يصنف تلك المادة إلى فصول بهدف نشرها، فحصها عددٌ من خبراء علم التشريح والرسامين من أمثال فازاري وتشيليني وآلبرخت دورر، والذين رسموا عددًا من اللوحات باستخدام لوحات ليوناردو.[138]
شملت رسومات ليوناردو في مجال التشريح العديد من الدراسات للهيل العظمي لجسم الإنسان وأجزائه وللعضلات والأوتار. وقد درس الوظائف الميكانيكية للهيكل العظمي والقوة العضلية التي تتحكم به بما يشابه ما يعرف اليوم بالميكانيكا الحيوية.[157] ورسم القلب والأوعية الدموية والأعضاء التناسلية وغيرها من الأعضاء الداخلية، ورسم أول لوحة علمية لجنين الإنسان في رحم أمه.[158] كانت هذه الرسومات والتدوينات سابقة لعصرها بمراحل ولو نشرت آنذاك لأحدثت مساهمة كبرى في العلوم الطبية.[156]
كما سجل ليوناردو تأثير العمر وعواطف الإنسان وتحديدًا الغضب على وظائفه. ورسم علامات الأمراض وتشوهات الوجه كما تظهر على الأشخاص.[46][158] وقد درس ورسم تشريح العديد من الحيوانات، فشرّح الأبقار والطيور والقردة والدببة والضفادع، وقدمت رسوماته في هذا السياق مقارنة بين البنية التشريحية لهذه الحيوانات وتشريح الإنسان. بالإضافة إلى عددٍ من الدراسات عن الأحصنة.[158]
ساعدت الوثائق وعمليات التشريح للعضلات والأعصاب والأوعية التي قام بها ليوناردو في وصف وظائف وميكانيكا حركة الجسم. وقد حاول معرفة مصدر عواطف الإنسان والتعابير الصادرة عنه. وخلص إلى أنه من الصعب دمج التصور الحالي لأجهزة الجسم مع نظريات الأخلاط الأربعة، ولكنه في النهاية ترك شروحات وظائف الأعضاء ومحاولة تفسيرها. وسجل في ملاحظاته أن موقع الأخلاط ليس التجويفات الدماغية أو الجهاز البطيني أو القلب أو الكبد، ورأى بأن القلب هو الذي يحدد عمل جهاز الدوران. وكان أول من عرَّف تصلب الشرايين وتليف الكبد. بنى نموذجًا لبطينات الدماغ مستخدمًا الشمع المذاب ونموذجًا زجاجيًا للشريان الأبهر بهدف ملاحظة نمط تدفق الدم عبر الصمام الأبهري باستخدام الماء وبذور الأعشاب. هذه الأعمال في علمي التشريح ووظائف الأعضاء نشرها الطبيب البلجيكي فيزاليوس في كتاب بنية جسم الإنسان في عام 1543.[159]
من أشهر رسومات دا فينتشي في علم التشريح: لوحة الرجل الفيتروفي (ق. 1485) التي تُعنى بدراسة نِسَب الجسم البشري. تمثل اللوحة رجلين عاريين في وضع متراكب أحدهما داخل دائرة والآخر داخل مربع. تم الرسم على أساس أبعاد الإنسان المثالي التي وضحها المهندس الروماني فيتروفيو والذي إلى اسمه نسبت اللوحة "الرجل الفيتروفي". اللوحة محفوظة في خزانة الرسومات والمطبوعات في متحف معارض الأكاديمية في مدينة البندقية بإيطاليا، تحت المرجع 228. مثل معظم الأعمال المصممة على الورق، تُعرض للجمهور من حين لآخر فقط، لذلك فهي ليست جزءاً من العرض المعتاد في المتحف.[160][161] عُرِضت اللوحة مؤخراً في معرض متحف اللوفر لأعمال دا فينتشي، في الفترة من 24 أكتوبر 2019 إلى 24 فبراير 2020 كجزء من اتفاقية بين فرنسا وإيطاليا.[162][163]
اختراعاته وتدويناته في الهندسة
برع ليوناردو في الهندسة أيضًا واشتهر كمهندس خلال فترة حياته، مستخدمًا ذات المنهج العقلاني والتحليلي الذي اتبعه في دراسة وتقصي جسم الإنسان وعلم التشريح، فدرس وصمم عددًا مذهلاً من الآلات والأدوات. وأنتج بإتقانٍ لا مثيل له الشكل الأول للرسم التقني الحديث بما فيه تقنية العرض التفصيلي التي توضح الأجزاء والتراكيب الداخلية للآلة بما يحاكي أسلوب الرسم في تشريح جسم الإنسان. شكلت هذه الدراسات والمشاريع الهندسية جزءًا من مخطوطاته وبلغت أكثر من خمسة آلاف صفحةٍ.[164] بلغ علم ليوناردو في الهندسة أن كتب رسالةً في عام 1482 إلى دوق ميلان لودوفيكو سفورزا يخبره بأنه قادرٌ على تصنيع كل أنواع الآلات القادرة على حماية المدينة وحصار المدن. وعندما هرب من ميلان إلى البندقية في عام 1499، عمل كمهندسٍ وبنى نظامًا متحركًا من المتاريس لحماية المدينة أثناء الهجوم عليها. كما صمم مخططًا لتحويل مسار تدفق نهر أرنو في عام 1502 وهو مشروعٌ عمل عليه نيكولو مكيافيلي أيضًا.[165][166] وتابع بناء تصور عن تخطيط قنوات المياه في سهول لومبارديا في عهد لويس الثاني عشر[70] ونهر اللوار وتفرعاته في عهد فرانسوا الأول.[167] شملت تدوينات ليوناردو الهندسية عددًا كبيرًا من الاختراعات العملية وغير العملية، إذ تضمنت آلاتٍ موسيقية وفارسًا آليًا ومضخات هيدروليكية وآليات المرفق التي تدور بشكل عكسي وقذائف هاون ذات زعانف ومدفع بخاري.[33][46]
قضى ليوناردو حياته مولعاً بالطيران، فألف فيه الدراسات كمجلد مخطوطات عن تحليق الطيور [الإنجليزية] (حوالي عام 1505)، وخطط للعديد من الآلات الطائرة كالحوامة ذات الأجنحة الخفاقة وآلة برأسٍ دوارٍ.[46] عرضت القناة الرابعة البريطانية فيلمًا وثائقيًا في عام 2003 اسمه آلات حلم ليوناردو؛ يشرح ويبني العديد من تصميمات ليوناردو كالمظلة والقوس المستعرض العملاق.[168][169] أثبتت بعض هذه التصميمات نجاحها، في حين أن البعض الآخر كان أقل نجاحًا عند اختبارها.
كشف البحث الذي أجراه مارك فان دين برويك عن نماذج أولية قديمة لأكثر من مائةِ اختراع منسوبٍ لليوناردو. يشير التشابه بين شروحات ليوناردو والرسومات من العصور الوسطى واليونان القديمة وروما والإمبراطوريات الصينية والفارسية ومصر إلى أن جزءًا كبيرًا من اختراعات ليوناردو قد صُورت قبل عصره وحياته. ويبقى ابتكار ليوناردو هو الجمع بين الوظائف المختلفة لتلك المسودات الموجودة ووضعها في مشاهد توضح فائدتها. فابتكر شيئًا جديدًا، من خلال إعادة تشكيل الاختراعات التقنية.[170]
سمعته وشهرته
كان ليوناردو في زمنه ذائع الشهرة حتى أنَّ ملك فرنسا حمله معهُ من إيطاليا وكأنَّه غنيمةُ حَرْب، ويُزْعَمُ أن الملك وقفَ إلى جانبه في شيخوخته وحمله بين ذراعيه لحظة ما وافته المنيَّة. وما زالت الجماهير تصطفُّ في الوقت الحاضر لمشاهدة تحف ليوناردو الفنية، كما تطبعُ رسومه الشهيرة على الكثير من القمصان ويشيدُ بعبقريته العديد من الأدباء ويتحرُّون عن حياته الشخصية، بل ويتنافسون في تخمين معتقدات وآراء رجلٍ بمثل منزلته.[46]
حازَ ليوناردو تقديراً كبيراً من رسَّامين ونُقَّاد ومؤرّخين، وممَّا يدلّ على ذلك كثرةُ ما كُتِبَ عنه من مدحٍ وتبجيل، فقالَ عنهُ بالداساري كاستيليوني في عام 1528 (وهو مؤلّف كتاب رجل البلاط الذي يتحدَّثُ عن صفات رجل البلاط المثالي): «... وهو كذلك من أعظم الرسَّامين في عالمنا، فليسَ لهُ مثيلٌ في هذا الفنّ»،[171] كما يقول عنه كاتب السير الذاتية أنونيمو غاديانو في نحو عام 1540: «عبقريته من النُّدْرَة والشّمول بحيث يحقّ لنا القول أن الطبيعة صنعت معجزةً فيه»."[172] ويقول جورجو فازاري في نسخةٍ من كتابٍ عن التراجم (عنوانه "سير الفنَّانين")[173] في فاتحة فصلٍ مُخصَّصٍ لليوناردو:
طلعت موجة تقدير جديدة لعبقرية ليوناردو في القرن التاسع عشر، فكتبَ عنه الفنان هنري فوسيلي في سنة 1801 قائلاً: «وهكذا بزغَ فجر الفنّ الحديث حينما خطى إلى الساحة ليوناردو دا فينتشي ببهاءٍ علا به عمَّن سبقهُ من الموهوبين: بهاءٌ تجتمعُ فيه مكوّنات العبقرية كافَّة».[174] ويتّفق معه في ذلك ما كتبه إيه. إي. ريو سنة 1861 عن ليوناردو: «ارتقى عن سائر الفنَّانين بعُمْق عبقريَّته ونُبلها».[175] وفي نفس هذه الفترة كانت كتب ولوحات ليوناردو قد نالت شهرةً كبيرةً في أرجاء أوروبا، فكتب الناقد الفرنسي إيبوليت تين في سنة 1866: «لعلَّه ليس في عالمنا مثالٌ آخر على عبقريةٍ بهذا التعدّد في مجالاتها واللانهائية في تطلُّعاتها والدقة في طبيعتها والتفوّق على زمانها وعلى مئات السنين بعده».[176] وكتب مؤرّخ الفن برنار برنسن في سنة 1896: «من حقّنا أن نقول عن ليوناردو وحده من سائر الفنَّانين وبالقصد الحرفي: أن ما من شيءٍ لمستهُ يدهُ إلا وتأصَّلَ فيه جمالٌ خالد، فسواءٌ أكان رسماً لجُمجمة أم مكوّنات عشبةٍ ضارَّة أم تشريح عضلةٍ فإنَّ خطوط ريشة ليوناردو ونوره وظِلَّه تُحوِّلُهُ إلى تحفةٍ تضجُّ بالحياة».[177]
وبقيَ الاهتمام منصباً على عبقرية ليوناردو دا فينتشي دون كلل، فانكبَّ الخبراء يدرسون مؤلِّفاته ويترجمونها ويحلّلون لوحاته بتقنياتٍ علمية ويتجادلون في أيِّ منها رسمتها يداهُ وأيُّها نُسِبَت إليه زوراً، ويهيمونَ بحثاً عمَّا سُجِّلَ من لوحاته التي لم يعُدْ لها أثرٌ معروف.[178] وكتبت ليانا بورتولون عنه في سنة 1967 قائلة: «أُفْعِمَ ليوناردو باهتماماتٍ متنوِّعةٍ حثَّتهُ على التبحُّر في كلّ فرعٍ من فروع المعرفة الإنسانية، ولهذا فهو يعتبرُ عن جدارةٍ ألمع وأشمل العباقرة كافّة بمعنى الكلمة ... مضت خمسة قرونٍ على وفاة ليوناردو، وما زلنا هاهُنا نُفكِّرُ فيه بذهول».[33] ونشر المؤلف والتر إيزاكسون كتاباً عن سيرة ليوناردو دا فينتشي في سنة 2017،[110] واستقى هذه السيرة من بحثٍ في آلاف المدخلات بيوميَّات ليوناردو وكذلك من دراسة ملاحظاته وتخطيطاته ورموزه وتأمّلاته، ويعتبره إيزاكسون أعظم مخترعٍ قط.[179]
أطلق متحف اللوفر في باريس احتفالاً لإحياء الذكرى الخمسمائة على وفاة ليوناردو بين شهر نوفمبر 2019 إلى فبراير 2020، فافتتح أكبرٍ معرضٍ تجتمعُ فيه أعمال ليوناردو في التاريخ كُلِّه وضمَّ فيه أكثر من 100 لوحةٍ ورسمٍ ودفتر يوميات. واجتمعت في المعرض 11 لوحةً أكملها ليوناردو في حياته، منها خمس لوحاتٍ يملكها اللوفر، على أن الموناليزا لم تكُن متضمَّنة بسبب الطلب الهائل عليها لدى زوَّار متحف اللوفر. وأما لوحة الرجل الفيتروفي فعُرِضَت فيه، لكن ذلك لم يأتِ إلا بعد معركة دعاوى قضائية مع مالكها، وهو متحف معارض الأكاديمية في البندقية، كما أن لوحة سالفاتور مندي لم تكُن متضمَّنةً لأن مالكها (وهو من المملكة العربية السعودية) لم يوافِقْ على تأجيرها.[180][181]
دفنه
دُفِنَ ليوناردو دا فينتشي في الكنيسة الجمعية [الإنجليزية] للقديسة فلورينتين بقلعة دامبوا في فرنسا، لكن الكنيسة تعرَّضت لأضرارٍ جمَّة أثناء الثورة الفرنسية وتهدَّمَتْ كاملةً في سنة 1802،[182] وحدث أن تخرَّبت بعضُ القبور بسبب ذلك فتناثرت العظامُ منها واختلطت ببعضها، ولذا أمسى من العسير التأكد ممَّا حلَّ بجثمان دا فينتشي. أجرى مفتش عام للفنون الجميلة (اسمهُ أرسين هوزيه) في سنة 1863 تنقيباً في أطلال الكنيسة عثر فيه على هيكل عظمي شبه كامل في إصبعه خاتم برونزي ورأسهُ أبيض الشَّعر وحوله أشلاء حجارةٍ عليها الحروف: "يو" و"ار" و"دو" و"فينتش"، فافترضَ أنها مكوِّنات اسم ليوناردو دا فينتشي،[182][183][184][185] كما اكتشفَ بجوار العظام ترساً فضياً عليه صورة فرانسوا الأول ملك فرنسا، ومظهر الملك -دون لحيةٍ- يطابقُ مظهره في فترة حياة ليوناردو، وكان عددُ الأسنان في جمجمة صاحب الهيكل العظمي (وهي ثمانية أسنان) يطابقُ العدد المتوقع لشخصٍ بسنّ ليوناردو،[184] وظنَّ هوزيه خصوصاً أنه اكتشفَ جثمان دا فينتشي لأن الجمجمة التي وجدها كانت أكبر من المعتاد بكثير،[185] على أنَّه شعر بأن الهيكل العظمي "قصيرٌ بعض الشيء". ويتّفق بعض المؤرخين في أن الهيكل العظمي، وطوله 173 سنتيمتراً، قد يعود لليوناردو فعلاً.[186]
جٌلِبَ الجثمان الذي اكتشفه هوزيه إلى باريس (ما عدا الخاتم البرونزي وخصلة شعر أبيض)[93] بصندوقٍ رصاصي، ويقالُ أن جمجمته عُرِضَت هناك على نابليون الثالث[184] ثُمَّ أُعِيدَتْ إلى قلعة دامبوا ودُفِنَت مع الجثمان في كنيسة القديس هيربر سنة 1874.[182] وأضاف نحَّات اسمه فرانسيسكو لا موناكا شاهداً جديداً للقبر في الثلاثينات،[187] ويقولُ شاهد القبر الآن أن الجثمان "ربّما" ينسبُ إلى ليوناردو، فالمسألة ما زالت عُرْضةً للشك.[182] ولاحظ بعضُ الباحثين أن ذراع الهيكل العظمي اليمنى مطويَّة فوق رأسه، فبرَّرُوا ذلك بأن يد دا فينتشي اليُمْنى كانت مشلولة في آخر حياته.[184][188][189] وأُعْلِنَ في سنة 2016 أن بعض العلماء سيجرون اختباراً للحمض النووي للتحقّق من هوية صاحب الجثمان،[182] وذلك بمقارنته مع عيّنات من حِمْض ليوناردو النووي أُخِذَت من أعماله الفنية ومن سلالة أخيه دومينيكو،[182] كما قد تُحلَّلُ بالتسلسل،[190] ولو أن النتائج لم تُعْلَن بَعْد. وقد بيع الخاتم البرونزي الذي عُثِرَ عليه مع الجثمان وخصلة الشعر الأبيض إلى مواطن أمريكي،[arabic-abajed 27] وعُرِضَ كلاهما في مدينة فينتشي في 2 مايو 2019 بمناسبة الذكرى الخمسمائة على وفاة ليوناردو.[93][191]
2019: عام ليوناردو دا فينتشي
أطلقت إيطاليا على 2019 اسم "عام دا فينتشي" لأنه يوافق مرور الذكرى الخمسمائة على وفاته. وأُقِيمت بهذه المناسبة احتفالات في المعارض الفنية وعروض مسرحية وأفلام سينمائية في بعض المدن الإيطالية مثل روما وميلانو وفلورنسا، وكذلك احتفالات في بعض المدن الأوروبية مثل باريس.[192]
من أقواله
- إن الطبيعة لطفت بنا لأنها جعلتنا نعثر على المعرفة حيثما أدرنا وجوهنا في هذا العالم.
- إن الرجال الأجلاف ذوي الإدراك السطحي لا يستحقون سوى كيس يستوعبون به طعامهم ويخرجونه ثانية، لأنهم لايعدون إلا أن يكونوا قناة هضمية.
- كثيرون هم الذين اتخذوا من الأوهام والمعجزات الزائفة وخداع البشر تجارة لهم.
- ما أن تتذوق طعم الطيران ستسير دوما على الأرض فيما عيناك معلقتان في السماء حيث أنك كنت هناك وإلى هناك ستتوق إلى العودة دوما
اقرأ أيضا
الملاحظات
- تنسبُ إلى ليوناردو دا فينشي -بالكلية أو الجزئية- 15 رسم فني باقٍ في زمننا (بحسب معظم مؤرّخي الفن). ومعظم هذه الرسومات هي لوحات مؤطَّرة، على أنَّ منها رسماً جدارياً ورسماً على ورقة كبيرة ورسمَيْن لم يكتملا ولم يُنْجِزْ منهما إلا قليلًا، كما نُسِبَت إليه رسوماتٌ عدّة أخرى ولو أن نسبتها له تبقى غير مؤكدة.
- ورد تاريخ ولادة ليوناردو في يوميات جده السيد أنطونيو:[21] "ولد حفيدٌ لي يوم السبت الموافق 15 أبريل، بعد ثلاث ساعات من هبوط الليل". بما أن مذكرات الجد تتحدث عن توقيت فلورنسا، والشمس تغرب هناك في السابعة إلا ربعًا مساءً، وبما أن ولادة ليوناردو كانت حدثت بعد ثلاث ساعات من غروب الشمس فالمفترض أنه وُلِدَ في العاشرة إلا ربعًا مساءً في 14 أبريل وفقاً للحساب الحديث.[22]
- أدرج ليوناردو امرأة تدعى كاترينا بين مُعالِيه في وثائقه الضريبية بين عامي 1493 و1495. وعندما توفيت عام 1495، أشارت قائمة نفقات الجنازة إلى أنها كانت والدته.[24]
- لقد اقتُرح أن كاترينا ربما كانت أمة من المشرق العربي أو الشرق الأدنى "أو ربما من حوض البحر الأبيض المتوسط" بل ومن أصل صيني ربما، ويقول رئيس متحف ليوناردو في بلدة فينشي (الناقد الفني أليساندرو فيتسوسي) أن هناك أدلة على أن بييرو مَلَك أَمَةً اسمها كاترينا.[28] من هذه الأدلة تمّ إعادة تشكيل بصمةٍ من بصمات ليوناردو، وظهر فيها نمطٌ يتطابق بنسبة 60% مع بصمات شعوب المشرق العربي أو الشرق الأوسط، لذا فمن المحتمل أن أصول ليوناردو كانت مشرقيَّة، ولو أن سيمون كول (وهو أستاذ مشارك في علم الجريمة والقانون والمجتمع في جامعة كاليفورنيا في إرفاين) دحضَ هذا الادعاء بقوله: "لا يمكنك التنبؤ بعرق شخص ما نتيجة صدفة ما، خاصة إذا كانت هذه الصدفة وليدة إصبعٍ واحدٍ فقط". ووجدَ المؤرخ مارتن كيمب في الآونة الأخيرة وبعد البحث في محفوظات وسجلات جديدة دليلاً على أن والدة ليوناردو كانت شابة إيطالية اسمها كاترينا دي ميو ليبي.[29]
- يشير إدراج لقب 'ser' (وهو اختصارٌ للقب الإيطالي Messer أو Messere، الذي يستخدم كلقب للتعبير عن الاحترام والتقدير قبل المناداة بالاسم الأول) إلى أن والد ليوناردو كان رجلًا نبيلًا.
- كما لم يكتب دا فينشي أبداً عن والده، ما عدا ملاحظة عابرة عن وفاته أضاف فيها ثلاث سنوات إلى عمر والده الحقيقي.[36] وقد تنازع معهم على الميراث بعد موت والده.[35]
- في القرن الثاني عشر، وصف القس ثاوفيليوس بشكل مفصل المهارات الفنية والتقنية والفنون المتنوعة لورش عمل العصور الوسطى وعصر النهضة من خلال نصه "عن الفنون المتنوعة".
- أظهر سجل دفع المشتركين بأخوية القديس لوقا أن ليوناردو انضم إلى نقابة القديس لوقا بحسب الكتاب الأحمر (بالإيطالية: Libro Rosso A)، 1472–1520، أكاديمية الفنون الجميلة .[25]
- كُتبَ على ظهراللوحة: "أنا، أنا باقٍ مع أنتوني، أنا سعيد"، وربما المقصود بأنتوني والد ليوناردو.
- في عام 2005، أُعيد اكتشاف ورشة الدير أثناء ترميمِ جزء من مبنى شغلته إدارة الجغرافيا العسكرية لمدة 100 عام.[63]
- فُقِدَت هاتان اللوحتان لاحقاً، ويمكننا معرفة مظهر لوحة مايكل أنجلو كاملاً لأن لها نسخة رسمها باستيانو دا سانجالو في سنة 1542.[68] ولا تُعرف لوحة ليوناردو إلا من رسوماتها التمهيدية وعدة نسخ للوحته الوسطى، وأشهر هذه النسخ وربما أقلّها دقة رسمها بيتر بول روبنس.[69]
- نُقل عن البابا ليو العاشر قوله: "هذا الرجل لن ينجز أي شيء أبداً! يفكر في النهاية قبل البداية!" (Wallace 1972, p. 150)
- لا تزال المناسبة التي صُنع من أجلها الأسد الآلي مجهولة، ولكن يعتقد أن الأسد كان في استقبال الملك عند دخوله مدينة ليون وربما استُخدم في مباحثات السلام بين الملك الفرنسي والبابا ليو العاشر في بولونيا، وأُعيد بناء الأسد وهو معروض في متحف بولونيا.[81]
- جرى التوثّق منها من خلال تشابهها مع صورة ليوناردو التي يفترض أنه رسمها لنفسه.[84]
- أُعلن عن هاتين اللوحتين لشخص ليوناردو في الذكرى الخمسمائة لوفاته.
- "...السيد ليوناردو فينشي [ك]... عجوزٌ يزيد عمره عن 70 عاماً...أظهر معاليه ثلاث لوحات، وهو مصابٌ بشلل في يده اليمنى، فلا يتوقع المرء منه مزيداً من اللوحات الجيدة".(Wallace 1972, p. 163)
- صور الفنان الكلاسيكي آنغر مشهد وفاة ليوناردو بين ذراعي الملك فرانسوا بلوحاتٍ رومانسية، وكذلك الفنان الفرنسي ميناجوت وغيره من الفنانين الفرنسيين، والفنانة السويسرية أنجيليكا كوفمان.
- في يوم وفاة ليوناردو، أصدر الملك مرسوماً ملكياً في سان جيرمان أونلي للقيام برحلة لمدة يومين من كلو لوسي، واعتُبر هذا دليلاً على أن الملك فرانسوا لم يكن قرب ليوناردو وهو على فراش الموت، ولو أن الملك لم يوقع المرسوم.[91]
- كان من المقرر مكافأة الستين فقيراً بإكراميَّات أي بالمال تحقيقاً لرغبة ليوناردو.
- كان لتمثال دوناتيللو الشهيرة لداوود تأثير إنساني كبير على لوحات ليوناردو في آخر حياته، وخصوصاً لوحة يوحنا المعمدان.[95][45]
- دٌرست شهرته من قبل دانيال أريس Arasse.[117]
- يورد مايكل باكساندال خمسة ظروف تجدر الإشارة لردة فعل مريم العذراء على حضور الملاك هي القلق والتأمل والتعجب والتقديم والاستحقاق، فيما أنّ الصورة لا تنقل أي من هذه العواطف أو التقاليد المحددة.[121]
- اللوحة التي كانت في القرن الثامن عشر ملكاً لأنجليكا كوفمان، والتي اقتطعت فيما بعد، ووجد القسمان الأساسيان في متجر للخردوات و أحذية. حيث أخذا وجمعا ثانيةً، من المحتمل أن الأجزاء الخارجية للصورة مفقودة.
- أما إذا كان فاساري قد رأى الموناليزا أم لا هو موضوع للنقاش. يستند الرأي القائل بأنه لم يرَ اللوحة والسبب الأساسي يعود إلى حقيقة أنه يصف الموناليزا بأنها ذات حواجب. فيما دانيال آراس في "ليوناردو دا فينشي" يناقش إمكانية أن ليوناردو ربما يكون قد رسم الشكل بالحاجبين ومن ثم تم إزالتهما لاحقًا. (لم يكونوا من المألوف في منتصف القرن السادس عشر.)[46] قال باسكال كوتي في عام 2007 أنه وفقاً لتحليل عمليات المسح عالية الدقة، كان لدى الموناليزا حواجب ورموش تمت إزالتها لاحقاً.[133]
- يكتب جاك واسرمان عن "المعالجة الفريدة للأسطح" في هذه اللوحة.[134]
- رسم بيده اليسرى أيضًا، وكانت ضرباته في التظليل "مائلة من اليسار إلى اليمين – أي الضربة الطبيعية لفنان أعسر".[145] وكتب أحيانًا بالطريقة التقليدية مستخدمًا يده اليمنى.[146]
- اشترى جامع تحفٍ أمريكي الخاتم البرونزي وخصلة الشعر الأبيض من حفيدٍ من أحفاد المفتّش الفرنسي هوزيه في باريس سنة 1925، وبيع الخاتم والخصلة لجامع تحف أمريكي آخر في سنة 1985.[93]
المراجع
فهرس المراجع
- المؤلف: عدة مؤلفين — العنوان : Dizionario Biografico degli Italiani — معجم سير الشخصيات الإيطالية: https://www.treccani.it/enciclopedia/leonardo-da-vinci_(Dizionario-Biografico) — تاريخ الاطلاع: 20 مايو 2021
- https://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11912491s
- مُعرِّف فنان في شبكة الفنِّ (Artnet): https://www.artnet.com/artists/leonardo-da-vinci/past-auction-results
- المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسية — العنوان : BnF catalogue général — الناشر: المكتبة الوطنية الفرنسية — وصلة : مُعرِّف المكتبة الوطنيَّة الفرنسيَّة (BnF) — تاريخ الاطلاع: 6 أكتوبر 2016
- http://mini-site.louvre.fr/trimestriel/2019/léonard_de_vinci/6/
- العنوان : Encyclopædia Britannica — مُعرِّف موسوعة بريتانيكا على الإنترنت (EBID): https://www.britannica.com/event/Renaissance/The-High-Renaissance
- منير البعلبكي (1992)، معجم أعلام المورد: موسوعة تراجم لأشهر أعلام العرب والأجانب القدامى والمحدثين مستقاة من "موسوعة المورد"، بيروت (لبنان): دار العلم للملايين، ص. 402، مؤرشف من الأصل في 12 أغسطس 2020 – عبر Google Books.
- Ian Chilvers (2003)، The Concise Oxford Dictionary of Art and Artists، Oxford University Press، ص. 354، ISBN 9780199532940، مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2020.
- John Lichfield, "The Moving of the Mona Lisa", The Independent, 2 April 2005 (accessed 9 March 2012) نسخة محفوظة 12 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Gardner, Helen (1970)، Art through the Ages، ص. 450–56، مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2020.
- Vitruvian Man is referred to as "iconic" at the following websites and many others:Vitruvian Man, Fine Art Classics, Key Images in the History of Science؛ Curiosity and difference على موقع واي باك مشين (نسخة محفوظة 30 January 2009); "The Guardian: The Real da Vinci Code"
- Crow, Kelly (16 نوفمبر 2017)، "Leonardo da Vinci Painting 'Salvator Mundi' Sells for $450.3 Million"، Wall Street Journal (باللغة الإنجليزية)، ISSN 0099-9660، مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2017.
- Kalb, Claudia, Why Leonardo da Vinci's brilliance endures, 500 years after his death, National Geographic, 2019.05.01 نسخة محفوظة 10 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Polidoro (2019)، "The Mind of Leonardo da Vinci, Part 2"، سكيبتيكال إنكوايرر، 43 (3): 23–24.
- See the quotations from the following authors, in section "Fame and reputation": Vasari, Boltraffio, Castiglione, "Anonimo" Gaddiano, Berensen, Taine, Fuseli, Rio, Bortolon.
- Rosci 1977، صفحة 8.
- Kaplan, Erez (1996)، "Roberto Guatelli's Controversial Replica of Leonardo da Vinci's Adding Machine"، مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2011، اطلع عليه بتاريخ 19 أغسطس 2013.
- "Leonardo da Vinci: Five great inventions by the artist"، BBC Newsround، 01 مايو 2019، مؤرشف من الأصل في 11 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2019.
- Rumerman, Judy. "Early Helicopter Technology." Centennial of Flight Commission, 2003. Retrieved 12 December 2010. نسخة محفوظة 13 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Capra, pp. 5–6
- Angela Ottino della Chiesa in Leonardo da Vinci, and Reynal & Co., Leonardo da Vinci (William Morrow and Company, 1956)
- Vezzosi 1997، صفحة 83.
- His birth is recorded in the diary of his paternal grandfather Ser Antonio, as cited by Angela Ottino della Chiesa in Leonardo da Vinci, p. 83
- Codex II, 95 r, Victoria and Albert Museum, as cited by della Chiesa p. 85
- della Chiesa, Angela Ottino (1967)، The Complete Paintings of Leonardo da Vinci، ص. 83.
- Paratico, Angelo (2015)، Leonardo Da Vinci. A Chinese Scholar Lost in Renaissance Italy (باللغة الإنجليزية)، Hong Kong: Lascar Publishing، ISBN 978-988-14198-0-4.
- Kemp؛ Pallanti (2017)، Mona Lisa: The People and the Painting (باللغة الإنجليزية)، Oxford: Oxford University Press، ISBN 9780198749905.
- Hooper, John (12 أبريل 2008)، "Da Vinci's mother was a slave, Italian study claims"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 23 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 أغسطس 2015.
- Alberge, Dalya (21 مايو 2017)، "Tuscan archives yield up secrets of Leonardo's mystery mother"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 يونيو 2019.
- David Alan Brown, Leonardo (da Vinci), Leonardo Da Vinci: Origins of a Genius, Yale University Press, 1998, p. 7, (ردمك 0-300-07246-5) "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 10 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 30 يونيو 2020.
- The Notebooks of Leonardo Da Vinci, Volume 1, 1967, p. 720, (ردمك 1-105-31016-7) "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 29 يونيو 2020.
- Wallace 1972، صفحة 10.
- Bortolon, Liana (1967)، The Life and Times of Leonardo، London: Paul Hamlyn.
- Rosci 1977، صفحة 20.
- Magnano, p. 138.
- Wallace 1972، صفحة 11.
- Rosci 1977، صفحة 21.
- Da Vinci 1971، صفحة 217.
- Brigstoke, Hugh (2001)، The Oxford Companion the Western Art، Oxford.[بحاجة لرقم الصفحة]
- Vasari (1965), pp. 258–259.
- Vezzosi & Lifran 1996.
- G. Vasari, Vite
- Magnano, cit. p. 138.
- Magnano, cit. p. 12.
- Rosci 1977، صفحة 13.
- Arasse (1998).
- Martindale, Andrew (1972)، The Rise of the Artist، مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2020.
- Vasari, p. 258
- della Chiesa, p. 88
- Wallace 1972، صفحة 13.
- Polidoro (2019)، "The Mind of Leonardo da Vinci, Part 1"، Skeptical Inquirer، Center for Inquiry، 43 (2): 30–31.
- Wallace 1972، صفحة 15.
- Clark؛ Kemp (نوفيمبر 2015)، Leonardo da Vinci، Penguin، ص. 45، ISBN 9780141982373، مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2019.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - Wasserman, Jack (1975)، Leonardo da Vinci، ص. 77–78.
- Wallace 1972، صفحة 53–54.
- Rossi (2001)، The Birth of Modern Science، Blackwell Publishing، ص. 33، ISBN 978-0-631-22711-3، مؤرشف من الأصل في 8 أبريل 2022.
- "Leonardo's Letter to Ludovico Sforza"، Leonardo-History، مؤرشف من الأصل في 3 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 يناير 2010.
- Kemp, Martin (2004)، Leonardo، مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 2020.
- Franz-Joachim Verspohl [الإنجليزية], Michelangelo Buonarroti und Leonardo Da Vinci: Republikanischer Alltag und Künstlerkonkurrenz in Florenz zwischen 1501 und 1505 (Wallstein Verlag, 2007), p. 151.
- Wallace 1972، صفحة 79.
- della Chiesa, p. 85
- Vasari, p. 256
- Owen, Richard (12 يناير 2005)، "Found: the studio where Leonardo met Mona Lisa"، مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 2020.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة)، الوسيط غير المعروف|دورية=
تم تجاهله (مساعدة) - Wallace 1972، صفحة 124.
- "Mona Lisa – Heidelberg discovery confirms identity"، جامعة هايدلبرغ، مؤرشف من الأصل في 05 نوفمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 04 يوليو 2010.
- Delieuvin, Vincent (15 يناير 2008)، "Télématin"، Journal Télévisé، France 2 Télévision.
- Coughlan, Robert (1966)، The World of Michelangelo: 1475–1564، et al، Time-Life Books، ص. 90، مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 2020.
- Goldscheider (1967)، Michelangelo: paintings, sculptures, architecture، Phaidon Press، ISBN 978-0-7148-1314-1.
- della Chiesa, pp. 106–07
- Wallace 1972، صفحة 145.
- della Chiesa, p. 86
- Wallace 1972، صفحة 151.
- Wallace 1972، صفحات 149–150.
- Wallace 1972، صفحة 150.
- Ohlig, Christoph P. J., المحرر (2005)، Integrated Land and Water Resources Management in History، Books on Demand، ص. 33، ISBN 9783833424632، مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 2019.
- Gillette, Henry Sampson (2017)، Leonardo da Vinci: Pathfinder of Science، Prabhat Prakashan، ص. 84، مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 2019.
- Georges Goyau, François I, Transcribed by Gerald Rossi. The Catholic Encyclopedia, Volume VI. Published 1909. New York: Robert Appleton Company. Retrieved on 4 October 2007
- Miranda, Salvador (1998–2007)، "The Cardinals of the Holy Roman Church: Antoine du Prat"، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 04 أكتوبر 2007.
- Wallace 1972، صفحات 163, 164.
- Vasari, p. 265
- "Reconstruction of Leonardo's walking lion" (باللغة الإيطالية)، مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 2009، اطلع عليه بتاريخ 05 يناير 2010.
- Brown, Mark (01 مايو 2019)، "Newly identified sketch of Leonardo da Vinci to go on display in London"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 7 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2019.
- Strickland, Ashley (04 مايو 2019)، "What caused Leonardo da Vinci's hand impairment?"، CNN، مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2019.
- McMahon, Barbara (01 مايو 2005)، "Da Vinci 'paralysis left Mona Lisa unfinished'"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 8 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2019.
- Lorenzi, Rossella (10 مايو 2016)، "Did a Stroke Kill Leonardo da Vinci?"، Seeker، مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 05 مايو 2019.
- Saplakoglu, Yasemin (04 مايو 2019)، "A Portrait of Leonardo da Vinci May Reveal Why He Never Finished the Mona Lisa"، Live Science، مؤرشف من الأصل في 2 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 05 مايو 2019.
- Bodkin, Henry (04 مايو 2019)، "Leonardo da Vinci never finished the Mona Lisa because he injured his arm while fainting, experts say"، The Telegraph، مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 06 مايو 2019.
- Charlier, Philippe؛ Deo, Saudamini. "A physical sign of stroke sequel on the skeleton of Leonardo da Vinci?". Neurology. 4 April 2017; 88(14): 1381–82 نسخة محفوظة 15 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
- Antonina Vallentin, Leonardo da Vinci: The Tragic Pursuit of Perfection, (New York: The Viking Press, 1938), 533
- Vasari, p. 270
- White, Leonardo: The First Scientist
- Kemp (2011)، Leonardo: Revised Edition (باللغة الإنجليزية)، OUP Oxford، ص. 26، ISBN 978-0-19-163079-8، مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2020.
- Florentine editorial staff (02 مايو 2019)، "Hair believed to have belonged to Leonardo on display in Vinci"، The Florentine، مؤرشف من الأصل في 9 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2019.
- Lucertini, Mario؛ Gasca؛ Nicolo (2004)، Technological Concepts and Mathematical Models in the Evolution of Modern Engineering Systems، Birkhäuser، ص. 13، ISBN 978-3-7643-6940-8، مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 03 أكتوبر 2007،
leonardo cellini francois philosopher.
- Hartt, Frederich (1970)، A History of Italian Renaissance Art، ص. 127–33.
- Rosci 1977، صفحات 9–20.
- Brucker, Gene A. (1969)، Renaissance Florence، مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 2020.
- Rachum, Ilan (1979)، The Renaissance, an Illustrated Encyclopedia.
- Piero della Francesca, On Perspective for Painting (De Prospectiva Pingendi)
- Leon Battista Alberti, De Pictura, 1435. On Painting, in English, De Pictura, in Latin نسخة محفوظة 17 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Hartt, pp. 391–92
- Williamson, Hugh Ross (1974)، Lorenzo the Magnificent، مؤرشف من الأصل في 7 يوليو 2020.
- Vasari, p. 253
- MacCurdy, Edward, The Mind of Leonardo da Vinci (1928) in Leonardo da Vinci's Ethical Vegetarianism نسخة محفوظة 24 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Vasari, p. 257
- Müntz, Eugène (1898)، Leonardo da Vinci. Artist, Thinker, and Man of Science. Volume 1، London: William Heinemann، ص. 17، مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2020.
- "Correspondence"، Scientific American، 103 (6): 103–103، 06 أغسطس 1910، doi:10.1038/scientificamerican08061910-103، ISSN 0036-8733، مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2020.
- Madan (2013)، Atlas of Thyroid Surgery، Jaypee Brothers Medical Publishers (P) Ltd.، ص. 104–104، ISBN 978-93-5090-636-1، مؤرشف من الأصل في 4 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - Sigmund Freud, Eine Kindheitserinnerung des Leonardo da Vinci, (1910)
- Isaacson, Walter (2017)، Leonardo da Vinci، New York: Simon & Schuster، ISBN 978-1-5011-3915-4.
- Michael Rocke, Forbidden Friendships epigraph, p. 148 & N120 p. 298
- Leonardo, Codex C. 15v, Institut of France. Trans. Richter
- della Chiesa, p. 84
- Vasari, p. 265"
- Gross, Tom، "Mona Lisa Goes Topless"، Paintingsdirect.com، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2007، اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2007.
- Rossiter, Nick (04 يوليو 2003)، "Could this be the secret of her smile?"، Daily Telegraph، London، مؤرشف من الأصل في 9 يونيو 2008، اطلع عليه بتاريخ 03 أكتوبر 2007.
- Arasse (1998), pp. 11–15.
- Hartt, Frederick (2011)، "The cinquecento"، History Of Italian Renaissance Art Painting, Sculpture, Architecture (باللغة الإنجليزية) (ط. السابعة)، Prentice Hall، ص. 434–478، مؤرشف من الأصل (pdf) في 2 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 يوليو 2020.
- della Chiesa, pp. 88, 90
- Berti, Luciano (1971)، The Uffizi and the Vasari Corrifor (باللغة الإنجليزية)، Scala Books, distributed by the Two Contients Publishing Group,، ص. 59–62، مؤرشف من الأصل (كتاب ورقي) في 2 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 03 يوليو 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: extra punctuation (link) - Baxandall؛ Baxandall (1988)، Painting and Experience in Fifteenth Century Italy: A Primer in the Social History of Pictorial Style (باللغة الإنجليزية)، Oxford University Press، ص. 49–56، ISBN 9780192821447، LCCN 87031552، مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 03 يوليو 2020.
- Wasserman, pp. 104–06
- "The Mysterious Virgin"، المعرض الوطني (لندن)، مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2007.
- Wasserman, p. 124
- Vasari, p. 263
- Vasari, p. 262
- della Chiesa, p. 97
- della Chiesa, p. 98
- "Da Vinci's Lady with an Ermine among Poland's "Treasures" – Event – Culture.pl"، مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 18 نوفمبر 2017.
- Kemp, M.، The Lady with an Ermine in the exhibition Circa 1492: Art in the Age of Exploration، Washington-New Haven-London، ص. 271.
- Seracini (2012)، "The Secret Lives of Paintings"، مؤرشف من الأصل (lecture) في 18 أكتوبر 2019.
- Vasari, p. 267
- "The Mona Lisa had brows and lashes"، BBC News، 22 أكتوبر 2007، مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2008.
- Wasserman, p. 144
- Vasari, p. 266
- Wasserman, p. 150
- Wallace 1972، صفحة 169.
- Keele Kenneth D (1964)، "Leonardo da Vinci's Influence on Renaissance Anatomy"، Med Hist، 8 (4): 360–70، doi:10.1017/s0025727300029835، PMC 1033412، PMID 14230140.
- Bean؛ Stampfle (1965)، Drawings from New York Collections I: The Italian Renaissance، Greenwich, CT: Metropolitan Museum of Art، ص. 81–82.
- Major, Richard Henry (1866)، Archaeologia: Or Miscellaneous Tracts Relating to Antiquity, Volume 40, Part 1، London: The Society، ص. 15–16، مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2020.
- Calder, Ritchie (1970)، Leonardo & the Age of the Eye، 630 Fifth Avenue, New York, NY: Simon and Schuster، ص. 275.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: location (link) - "Sketches by Leonardo"، Turning the Pages، المكتبة البريطانية، مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2007.
- Da Vinci 1971، صفحة x.
- Livio, Mario (2003) [2002]، The Golden Ratio: The Story of Phi, the World's Most Astonishing Number (ط. First trade paperback)، New York City: راندوم هاوس، ص. 136، ISBN 0-7679-0816-3، مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2020.
- Wallace 1972، صفحة 31.
- Ciaccia, Chris (15 أبريل 2019)، "Da Vinci was ambidextrous, new handwriting analysis shows"، Fox News، مؤرشف من الأصل في 13 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2019.
- Windsor Castle, Royal Library, sheets RL 19073v–74v and RL 19102.
- Baucon A., Bordy E., Brustur T., Buatois L., Cunningham T., De C., Duffin C., Felletti F., Gaillard C., Hu B., Hu L., Jensen S., Knaust D., Lockley M., Lowe P., Mayor A., Mayoral E., Mikulas R., Muttoni G., Neto de Carvalho C., Pemberton S., Pollard J., Rindsberg A., Santos A., Seike K., Song H., Turner S., Uchman A., Wang Y., Yi-ming G., Zhang L., Zhang W. 2012. A history of ideas in ichnology. In: Bromley R.G., Knaust D. Trace Fossils as Indicators of Sedimentary Environments. Developments in Sedimentology, vol. 64 . Abstract available from http://www.tracemaker.com نسخة محفوظة 2019-11-19 على موقع واي باك مشين.
- Baucon, A. 2010. Da Vinci’s Paleodictyon: the fractal beauty of traces. Acta Geologica Polonica, 60(1). Accessible from the author's homepage نسخة محفوظة 8 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Baucon, A. (2010). "Leonardo da Vinci, the Founding Father of Ichnology," Palaios 25. https://doi.org/10.2110/palo.2009.p09-049r نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- O'Malley؛ Saunders (1982)، Leonardo on the Human Body، New York: Dover Publications.
- della Chiesa, p. 117
- ليوناردو دا فينشي على موسوعة بريتانيكا
- Capra, Fritjof (2007). The Science of Leonardo; Inside the Mind of the Genius of the Renaissance. New York: Doubleday. [بحاجة لمُعرِّف الكتاب][بحاجة لرقم الصفحة]
- Davinci (2011)، The Notebooks of Leonardo Da Vinci، Lulu، ص. 736، ISBN 978-1-105-31016-4، مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2020.
- Alastair Sooke, Daily Telegraph, 28 July 2013, "Leonardo da Vinci: Anatomy of an artist", accessed 29 July 2013. نسخة محفوظة 2 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Mason, Stephen F. (1962)، A History of the Sciences، New York: Collier Books، ص. 550، مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2020.
- Popham, A.E. (1946)، The Drawings of Leonardo da Vinci.
- Jones (2012)، "Leonardo da Vinci: anatomist"، British Journal of General Practice، 62 (599): 319، doi:10.3399/bjgp12X649241، ISSN 0960-1643، PMC 3361109، PMID 22687222.
- "The Vitruvian man"، Leonardodavinci.stanford.edu، مؤرشف من الأصل في 3 يونيو 2020، اطلع عليه بتاريخ 20 أغسطس 2010.
- "Da Vinci's Code"، Witcombe.sbc.edu، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 20 أغسطس 2010.
- "Leonardo da Vinci's Unexamined Life as a Painter"، Aleteia، 01 ديسمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019.
- "Louvre exhibit has most da Vinci paintings ever assembled"، The Atlantic، 01 ديسمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019.
- Guarnieri, M. (2019)، "Reconsidering Leonardo"، IEEE Industrial Electronics Magazine، 13 (3): 35–38، doi:10.1109/MIE.2019.2929366.
- Masters, Roger (1996)، Machiavelli, Leonardo and the Science of Power.
- Masters, Roger (1998)، Fortune is a River: Leonardo Da Vinci and Niccolò Machiavelli's Magnificent Dream to Change the Course of Florentine History، Simon & Schuster، ISBN 978-0-452-28090-8.
- Wallace 1972، صفحة 164.
- "Leonardo's Dream Machines (TV Movie 2003)"، IMDb، مؤرشف من الأصل في 8 فبراير 2017.
- British Library online gallery (retrieved 10 October 2013) نسخة محفوظة 21 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- مارك فان دين برويك (2019) (in English), Leonardo da Vinci Spirits of Invention. A Search for Traces, Hamburg: A.TE.M., ISBN 978-3-00-063700-1
- Castiglione, Baldassare (1528)، "Il Cortegiano"، مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2020.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Anonimo Gaddiani", elaborating on Libro di Antonio Billi, 1537–1542
- Vasari, p. 255
- Fuseli, Henry (1801)، "Lectures"، II.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Rio, A.E. (1861)، "L'art chrétien"، مؤرشف من الأصل في 2 يوليو 2020.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Taine, Hippolyte (1866)، "Voyage en Italie"، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2016.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Berenson, Bernard (1896)، "The Italian Painters of the Renaissance".
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: Cite journal requires|journal=
(مساعدة) - Henneberger, Melinda، "ArtNews article about current studies into Leonardo's life and works"، Art News Online، مؤرشف من الأصل في 05 مايو 2006، اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2010.
- Italie (07 يناير 2018)، "NonFiction: Biography honors 'fun, joyous' sides of genius da Vinci"، Richmond Times-Dispatch، Associated Press، ص. G6.
- "Leonardo da Vinci's Unexamined Life as a Painter"، The Atlantic، 01 ديسمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019.
- "Louvre exhibit has most da Vinci paintings ever assembled"، Aleteia، 01 ديسمبر 2019، مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 ديسمبر 2019.
- Knapton, Sarah (05 مايو 2016)، "Leonardo da Vinci paintings analysed for DNA to solve grave mystery"، The Daily Telegraph، مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 أغسطس 2017.
- Florentine editorial staff (02 مايو 2019)، "Hair believed to have belonged to Leonardo on display in Vinci"، The Florentine، مؤرشف من الأصل في 09 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2019.
- Montard (30 أبريل 2019)، "Léonard de Vinci est-il vraiment enterré au château d'Amboise?"، Ouest France (باللغة الفرنسية)، مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2019.
- Nicholl, Charles (2005)، Leonardo da Vinci: Flights of the Mind (ط. 1st)، Penguin، ص. 502، ISBN 978-0-14-029681-5، مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2020.
- Heaton, Mary Margaret (1874), Leonardo da Vinci and his works, Kessinger Publishing, Whitefish, MT, 2004, p. 204: "يبلغُ طول الهيكل العظمي خمسة أقدام وثمانية بوصات، وهو متناسبٌ مع طول ليوناردو دا فينشي، وأما الجمجمة فرُبَّما كانت نموذجاً لرسمٍ رسمهُ ليوناردو دا فينشي لنفسه بالطبشور الأحمر قبل وفاته ببضعِ سنوات".
- Collignon, Roland AE، Leonardo da Vinci، Lulu.com، ج. 1، ص. 309، ISBN 9780244668464، مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2020.[بحاجة لمصدر أفضل]
- Strickland, Ashley (04 مايو 2019)، "What caused Leonardo da Vinci's hand impairment?"، CNN، مؤرشف من الأصل في 16 يونيو 2019، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2019.
- Charlier, Philippe؛ Deo, Saudamini. "A physical sign of stroke sequel on the skeleton of Leonardo da Vinci?". Neurology. 4 April 2017; 88(14): 1381–82 نسخة محفوظة 2017-04-15 على موقع واي باك مشين.
- Newman, Lily Hay (06 مايو 2016)، "Researchers Are Planning to Sequence Leonardo da Vinci's 500-Year-Old Genome"، Slate Magazine، مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 04 مايو 2019.
- Messia؛ Robinson (30 أبريل 2019)، "Leonardo da Vinci's 'hair' to undergo DNA testing"، CNN، مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 03 مايو 2019.
- "إيطاليا تسمي 2019 عام ليوناردو دا فينشي"، الشرق الأوسط، مؤرشف من الأصل في 1 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2019.
معلومات المراجع الكاملة (مرتبة أبجدياً)
- Arasse, Daniel (1998)، Leonardo da Vinci، Konecky & Konecky، ISBN 978-1-56852-198-5.
- Baxandall, Michael (1974)، Painting and Experience in Fifteenth Century Italy، دار نشر جامعة أكسفورد، ISBN 978-0-19-881329-3.
- Bayer, Andrea (2004)، Painters of reality: the legacy of Leonardo and Caravaggio in Lombardy، New York: The Metropolitan Museum of Art، ISBN 978-1-58839-116-2، مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 2014.
- Bérence, Fred (1965)، Léonard de Vinci, L'homme et son oeuvre، Somogy، Dépot légal 4° trimestre 1965.
- Berti, Luciano (1971)، The Uffizi، Scala.
- Bortolon, Liana (1967)، The Life and Times of Leonardo، London: Paul Hamlyn.
- Broek van den, Marc (2018)، Leonardo da Vincis Erfindungsgeister. Eine Spurensuche، Germany: NA Verlag، ISBN 978-3-96176-045-9.
- Broek van den, Marc (2019)، Leonardo da Vinci Spirits of Invention - A Search for Traces، Germany: A.TE.M.، ISBN 978-3-00-063700-1.
- Brucker, Gene A. (1969)، Renaissance Florence، Wiley and Sons، ISBN 978-0-471-11370-6.
- Capra, Fritjof (2007)، The Science of Leonardo، US: Doubleday، ISBN 978-0-385-51390-6.
- Cennini, Cennino (2009)، Il Libro Dell'arte O Trattato Della Pittui، US: BiblioBazaar، ISBN 978-1-103-39032-8.
- Chiesa, Angela Ottino della (1967)، The Complete Paintings of Leonardo da Vinci، Penguin Classics of World Art series، ISBN 978-0-14-008649-2.
- Cremante, Simona (2005)، Leonardo da Vinci: Artist, Scientist, Inventor، Giunti، ISBN 978-88-09-03891-2.
- Da Vinci, Leonardo (1971)، Taylor, Pamela (المحرر)، The Notebooks of Leonardo da Vinci، New American Library.
- Giacomelli, Raffaele (1936)، Gli scritti di Leonardo da Vinci sul volo، Roma: G. Bardi.
- Hartt, Frederich (1970)، A History of Italian Renaissance Art، Thames and Hudson، ISBN 978-0-500-23136-4.
- Kemp, Martin (2004)، Leonardo، Oxford University Press، ISBN 978-0-19-280644-4.
- Leonardo da Vinci: anatomical drawings from the Royal Library, Windsor Castle، New York: The Metropolitan Museum of Art، 1983، ISBN 978-0-87099-362-6، مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2019.
- Nicolo, Mario Lucertini, Ana Millan Gasca, Fernando (2004)، Technological Concepts and Mathematical Models in the Evolution of Modern Engineering Systems، Birkhauser، ISBN 978-3-7643-6940-8.
- Lupia, John N. (Summer 1994)، "The Secret Revealed: How to Look at Italian Renaissance Painting"، Medieval and Renaissance Times، 1 (2): 6–17، ISSN 1075-2110.
- Magnano, Milena (2007)، Leonardo, collana I Geni dell'arte، Mondadori Arte، ISBN 978-88-370-6432-7.
- Martindale, Andrew (1972)، The Rise of the Artist، Thames and Hudson، ISBN 978-0-500-56006-8.
- Müntz, Eugène (1898)، Leonardo da Vinci. Artist, Thinker, and Man of Science. Volume 1، London: William Heinemann.
- Müntz, Eugène (1898)، Leonardo da Vinci. Artist, Thinker, and Man of Science. Volume 2، London: William Heinemann.
- O'Malley, Charles D.؛ Sounders (1952)، Leonardo on the Human Body: The Anatomical, Physiological, and Embryological Drawings of Leonardo da Vinci. With Translations, Emendations and a Biographical Introduction، New York: Henry Schuman.
- Nicholl, Charles (2005)، Leonardo da Vinci: The Flights of the Mind، Penguin، ISBN 978-0-14-029681-5.
- Nuland, Sherwin B. (2001)، Leonardo Da Vinci، Phoenix Press، ISBN 978-0-7538-1269-3.
- Popham, A.E. (1946)، The Drawings of Leonardo da Vinci، Jonathan Cape، ISBN 978-0-224-60462-8.
- Rachum, Ilan (1979)، The Renaissance, an Illustrated Encyclopedia، Octopus، ISBN 978-0-7064-0857-7.
- Richter, Jean Paul (1970)، The Notebooks of Leonardo da Vinci، Dover، ISBN 978-0-486-22572-2. volume 2: (ردمك 0-486-22573-9). A reprint of the original 1883 edition.
- Rosci, Marco (1977)، Leonardo، Bay Books Pty Ltd، ISBN 978-0-85835-176-9.
- Rossi, Paolo (2001)، The Birth of Modern Science، Blackwell Publishing، ISBN 978-0-631-22711-3.
- Theophilus (1963)، On Divers Arts، Chicago: University of Chicago Press، ISBN 978-0-226-79482-2.
- Wallace, Robert (1972) [1966]، The World of Leonardo: 1452–1519، New York: Time-Life Books.
- Wasserman, Jack (1975)، Leonardo da Vinci، Abrams، ISBN 978-0-8109-0262-6.
- Vasari, Giorgio (1965) [1568]، Lives of the Artists، ترجمة George Bull، Penguin Classics، ISBN 978-0-14-044164-2.
- Williamson, Hugh Ross (1974)، Lorenzo the Magnificent، Michael Joseph، ISBN 978-0-7181-1204-2.
- Winternitz, Emanuel (1982)، Leonardo Da Vinci As a Musician، New Haven: Yale University Press، ISBN 978-0-300-02631-3.
- Vezzosi, Alessandro (1997)، Leonardo da Vinci: Renaissance Man، 'اكتشافات غاليمار' series، ترجمة Bonfante-Warren, Alexandra (ط. English translation)، London: Thames & Hudson Ltd، ISBN 978-0-500-30081-7.
روابط خارجية
- اختراعات ليوناردو دا فينشي، مجلة العلوم الأمريكية (النسخة العربية).
- ليوناردو دا فينشي على موقع IMDb (الإنجليزية)
- ليوناردو دا فينشي على موقع Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية)
- ليوناردو دا فينشي على موقع MusicBrainz (الإنجليزية)
- ليوناردو دا فينشي على موقع NNDB people (الإنجليزية)
- ليوناردو دا فينشي على موقع Discogs (الإنجليزية)
- بوابة تقانة
- بوابة نجوم
- بوابة تاريخ العلوم
- بوابة هندسة ميكانيكية
- بوابة أدب
- بوابة أعلام
- بوابة إيطاليا
- بوابة التاريخ
- بوابة تشريح
- بوابة رياضيات
- بوابة علم الفلك
- بوابة علوم
- بوابة علوم الأرض
- بوابة عمارة
- بوابة فرنسا
- بوابة فلسفة
- بوابة فنون
- بوابة فنون مرئية
- بوابة كتب
- بوابة موسيقى
- بوابة هندسة