مرض التهاب الحوض
مرض التهاب الحوض (بالإنجليزية pelvic inflammatory disease) هي تلك الالتهابات التي تشمل الرحم وقناتي فالوب (أو البوقين) والمبيضين والأنسجة المحيطة بها والغشاء البريتوني المبطن لها والحوض.[1][2] قد لا يُعاني المريض أيا من الأعراض في كثير من الأحيان.[3] أما في حالة وجود الأعراض والعلامات، فتتمثل في آلآم أسفل البطن وتَخْرِيْج مهبلي وحمى وعُسْرُ التَّبَوُّل وعسر الجماع ودورة شهرية غَيرُ مُنْتَظَمة.[3] في حالة عدم علاج مرض التهاب الحوض فقد يؤدي إلى مُضاعفات تُصيب المريض منها العقم والحمل المنتبذ وخط الألم الحوضي والسرطان.[2][4][5]
مرض التهاب الحوض | |
---|---|
يُبين الرسم المواقع التي يُصيبها مرض التهاب الحوض في العادة | |
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب النساء |
من أنواع | مرض تناسلي أنثوي، ومرض معد، ومرض |
الإدارة | |
أدوية | |
التاريخ | |
وصفها المصدر | الموسوعة السوفيتية الأرمينية |
تكون أسبابها في المقام الأول، عدوى جرثومية، حالة عدوى أو التهاب بالأعضاء الداخلية للحوض مثل الجهاز الإنجابي للمرأة، وقد تتعدد الجراثيم المتسببة في نفس الإصابة.[6] تُعتبر كُل من النيسرية البنية والمتدثرة الحثرية من مُسببات العدوى الجرثومية المُسببة لمرض التهاب الحوض فهي تتواجد في 75-90% من الحالات، وتعد أنواع بكتيريا مُختلفة هي المُسببة للمرض في كثير من الأحيان. إن لم يتلق العلاج كُل من المُصابين بداء المتدثرات والسيلان فإنهم قد يصابون بمرض التهاب الحوض بنسبة 10% في داء المتدثرات و40% في مرض السيلان.[2][7] هذا الالتهاب قد يتوضع في عضو ما مثل البوق أو البوقين فيؤدي إلى تجمع مصلي يتحول إلى قيحي وبالتالي قد ينتشر إلى المبيضين، فيحدث ما يسمى بالخراج البوقي المبيضي. العلاج يكون بالمضادات الحيوية القوية عن طريق الحقن أو عن طريق الفم. تتشابه عَوامِلُ الاِخْتِطار الخاصة بالمرض بتلك الخاصة بالأمراض المنقولة جنسيًا عامة وتشمل العدد الكبير من الشركاء الجنسيين وتعاطي المُخدرات. توجد احتمالية زيادة الخطر في حال تم غسل المهبل. يُعتمد على العلامات والأعراض التي تظهر على المريض لوضع التشخيص. فمن المُوصى به أن يُتدارسُ هذا المرض لدى جميع النساء في سن الإنجاب اللاتي لديهن ألم في أسفل البطن. يتم إجراء التشخيص النهائي لمرض التهاب الحوض من خلال إيجاد قَيح في قناة فالوب أثناء إجراء عملية الجِرَاحَةٌ بالمِنْظَار. قد تكون الموجات فوق الصوتية مُفيدة في تشخيص المرض.[2]
هُناك جهود تُبذل لتجنب مرض التهاب الحوض تشمل أولئك الذين لم يمارسوا الجنس أو وجود عدد قليل من الشركاء الجنسيين واستخدام الواقي الذكري.[8] يقل خظر الإصابة بمرض التهاب الحوض في حال إجراء فحص للنساء المُعرضات لخطر العدوى بداء المتدثرات وحصولهن على العلاج اللازم لذلك. ويجب على الشخص تلقي العلاج اللازم حتى لو لم يتم التأكد التام من الإصابة بالمرض.[9] كما يجب مُعالجة الشركاء الجنسيين للمرأة أيضًا لوجود احتمالية انتقال المرض لهم.[2][9] يُنصح باتباع علاج للمُصابين في حالة إظهارهم لأعراض خفيفة أو متوسطة، ويتمثل العلاج بإعطائهم حُقنة واحدة من المضاد الحيوي سيفترياكسون ودوكسيسايكلين لمُدة أسبوعين وربما مترونيدازول عن طريق الفم. في حالة عدم مُلاحظة تحسن المُصابين بالمرض بعد تلقيهم العلاج اللازم لمُدة ثلاثة أيام وكذلك في حالة وجود أمراض وَخيمة، ينبغي أستخدام مُضادات حيوية داخِلَ الوَريد.[10]
في عام 2008، تم تسجيل 106 مليون حالة إصابة بالكلاميديا و106 مليون حالة إصابة بالسيلان.[7] على الرغم من ذلك، فإن عدد المصابين بمرض التهاب الحوض ليس واضحًا.[11] ومن المتوقع أن يؤثر على 1,5% من الفتيات في العالم سنويًا.[11] ففي الولايات المُتحدة الأمريكية، يُتوقع أن يؤثر مرض التهاب الحوض على مليون شخص سنويًا.[12] أدى لولب رحمي تحت أسم "Dalkon Shield" إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض التهاب الحوض في سبعينيات القرن المُنصرم. لا تؤدي اللوالب المُستخدمة حاليًا إلى وقوع مثل هذا المُشكلة بعد مرور أول شهر.[2]
الأعراض والعلامات
في حالة وجود أعراض وعلامات، فتشمل الحمى ومَضَض في حركة عنق الرحم وألم في أسفل البطن وتَخْرِيْج جديد أو مُختلف وعسر الجمع ومَضَض في الرحم ومَضَض ملحقات الرحم ودورة شهرية غير مُنتظمة.[2][3][13][14]
وتشمل المُضاعفات الأخرى التهاب بطانة الرحم والتهاب البوق وخراج بوقي مبيضي والتهاب البريتون الحوضي والْتِهابُ حَوَائِطِِ الزَّائِدَة والتهاب حوائط الكبد.[15]
الأسباب
إن أسباب مرض التهاب الحوض هي جرثومية بالدرجة الأولى وقد تتعدد الجراثيم المسببة في الإصابة نفسها،[15] ومنها المكورات التي تسبب ما يسمى بالسيلان أو جراثيم الكلاميديا. وقد تكون الأسباب فطرية أو فيروسية أو طفيلية وقد تشترك معا. قد يكون السبب إصابة أحد الزوجين من خلال العلاقات الجنسية مع شخص مصاب أو بسبب انتشار التهاب من منطقة مجاورة (الانتقال من التهاب الزائدة الدودية) أو من التهاب بسبب وجود لولب داخل الرحم وانتقاله من التهاب الرحم [16][17] وما حوله إلى المناطق المجاورة أو بسبب عملية جراحية أجريت في منطقة مجاورة مثل عملية قيصرية، أو عملية تجريف لمخلفات حمل بعد الإسقاط الناقص أو في مرحلة النفاس حيث تقل مناعة الجسم ويسهل انتشار الالتهاب.[16]
وفي الحالات المُتقدمة تكون المرحلة الحادة قد تحولت إلى مُرحلة مُزمنة إذا لم تُعالج كما يجب. كما قد تؤدي إلى التصاقات في المنطقة منها التصاقات وانسدادات على مستوى البوقين (الأنابيب) مما يؤثر على الإنجاب مستقبلا ويؤهب إلى حدوث حمل خارج الرحم في حال الانسدادات الجزئية.[16]
يُساعد التركيب التشريحي للأجهزة والأنسجة الداخلية من الجهاز التناسلي للأنثى مسار مُناسب لمُسببات الأمراض لكي تصعد من المهبل إلى تجويف الحوض من خلال قمع البوق. يزيد احتمال خطورة الإصابة بمرض التهاب الحوض بسبب العلاقة المُرتبطة بين ميكروبيوم المهبلية والذي يحدث بشكل طبيعي وما بين التهاب المهبل البكتيري.[16]
تعتبر كُل من النيسرية البُنية والمندثرة الجترية الكائنات الأكثر شيوعًا. وتُعتبر الكائنات اللاهوائية والكائنات اللاهوائية الاختيارية الاقل شيوعًا بين المُسببات للإصابة بالمرض. وتبلغُ نسبة الكاثنات اللاهوائية والكائنات اللاهوائية الاختيارية التي تم عزلها 50% لدى المرضى الذين تعافوا من الإصابة بالمتدثرات ومن النيسرية. وبالتالي، فيشكل وجود الكائنات اللاهوائية والكائنات اللاهوائية الاختيارية ما نسبتهُ الثُلثان لدى المُصابين بمرض التهاب الحوض.[16]
من بعض المُسببات للعدوى:[16]
1- البكتريا، مثل الكلاميديا والسيلان.
2- الممارسات الجنسية غير الآمنة، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بـالأمراض المنتقلة جنسيًا.
3- بعض أنواع موانع الحمل.
4- قد تدخل البكيتريا كنتيجة من الولادة أو الإجهاض أو فحص عينة من بطانة الرحم.
5- قد يكون بسبب انتشار لالتهاب من منطقة قريبة مثل التهاب الزائدة الدودية.
6- قد يكون انتشار لعدوى عن طريق الدم من أعضاء أخرى في الجسم.
7- استعمال الدوش المهبلي قد يغير من توازن الكائنات الحية الموجودة بشكل طبيعي في المهبل وقد يجبر تلك الكائنات على الانتقال إلى الأعضاء الأعلى.
البكتيريات المُكْتَنَفة
- متدثرة حثرية
- العقديات المقيحة بتكبير 900×
- مكورة عنقودية
- نيسرية بنية مستزرعة في وسطين مختلفين
- متدثرة حثرية
- نيسرية بنية
- بريفوتيلا spp.
- عقدية مقيحة
- Prevotella bivia
- Prevotella disiens
- عصوانية.
- Peptostreptococcus asaccharolyticus
- هضمونية عقدية لاهوائية
- غاردنريلة مهبلية
- إشريكية قولونية
- عقدية قاطعة للدر
- عقدية
- مكورة عنقودية
- Atopobium vaginae
- راكدة.
- Dialister spp.
- Fusobacterium gonidiaformans
- Gemella spp.
- Leptotrichia spp.
- Mogibacterium spp.
- Porphyromonas spp.
- Propionibacterium acnes
- Sphingomonas spp.
- Veillonella spp.[16]
- مفطورة تناسلية[17]
- مفطورة بشرية
- مفطورات .[15]
التشخيص
سوف يُلاحظ عند فحص الحوض كُل من إيلاَم حَرَكَي عُنُقِيّ وإيلام في الرحم وإيلام في المُلْحَقَات.[6] ويُلاحظ كذلك وجود مُخاطِيٌّ قَيحِيّ في التهاب عنق الرحم وفي التهاب الإحليل. وقد يكون هُناك حاجة ضرورية لإجراء فحوصات إضافية في الحالات الشديدة للمرض، مثل تنظير البطن وممارسات اسْتِنْبات الفيروس وأَخْذُ عَيِّنَة بكتيريا داخِلَ البَطْن وخزعة.[15][18]
يُمكن بواسطة تنظير البطن مشاهدة التصاقات «أوتار-عازف الكمان» المُمَيِّزة في متلازمة فيتز-هيو-كيرتيس مع أمكانية وجود خُرَاجاتُ أُخرى.[18]
كما يمكن أن يُساعد تخطيط الصدى والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في تشخيص المريض.[18] ويُمكن أن تُساعد اختبارات تحليل الدم في اكتشاف وجود العدوى وهي:سرعة ترسب الدم ومستوى البروتين المتفاعل-C ومَسابيرُ الحمض النووي للمتدثرات والنيسرية البنية.[15][18]
وتُعتبر اختبارات الحمض النووي والمقايسة المناعية المرتبط بالإنزيم واختبارات الفلورية المُباشرة، اختبارات شديدة الحساسية، والتي لديها القُدرة على اكتشاف الممرضات الخاصة الموجودة. لا يُعتبر اختبار الأمصال مُفيدا بسبب وجود الكاثنات الحية الدقيقة عند الأفراد الغير مُصابين لأنها يُمكن أن تخلط تفسير مستويات عيار الأجسام المُضادة، على الرغم من أنه عن طريق تحديد مُستويات الأجسام المُضادة نستطيع إلى معرفة ان كانت العدوى قديمة أو جديدة.[15]
وتشمل المعايير الحاسمة أدلة هيستوباثولوجية لالتهاب بطانة الرحم وامتلاء قناة فالوب أو إيجاد أشياء أُخرى بواسطة تنظير البطن. تُساعد صبغة غرام على اكتشاف الكائنات النادرة والغير نمطية أو حتى تلك الأكثر خُطورة.[19]
يُساعد تنظير البطن على تشخيص الأمراض الأُنْبوبِيّة، بقيمة تنبؤية إيجابية ما بين 60 إلى 90% للأشخاص المُفترض أن يكونوا مُصابين بمرض التهاب الحوض.[20]
ومن المُحتمل اكتشاف «عُقدة البوقي المبيضي» بواسطة تخطيط الصدى النسائي، والذي يتسم بوجود استسقاء وتوسع الهيكل الحوضي، ولكن من دون تشكيل خوارج.[21]
يتم التشخيص باجراء فحص للحوض ويأخذ عينات من افرازات المهبل وعنق الرحم ويتم ارسالها إلى المختبر لفحصها.وقد يستخدم الطبيب مسحآ بجهاز الموجات فوق الصوتية كالسونار الذي سيظهر أعضاء الحوض. وقد يشتبه في وجود التهاب الحوض إذا كانت آلام الرحم شديدة وحساسة خاصة أو عند نزول صديد من عنق الرحم.
التشخيص التفريقي
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى أعراض مُشابهة لتلك الخاصة بمرض التهاب الحوض، من هذه الأسباب التهاب الزائدة الدودية والحمل المنتبذ ونزيف أو تمزق تكيس المبيض ولَوْي المبيض والانتباذ البطاني الرحمي والالتهاب المعدي المعوي والتهاب الصفاق والتهاب المهبل البكتيري وغيرها.[2]
يُعتبر مرض التهاب الحوض أكثر عُرضة لحُدوث أنتكاس في حال وجود تاريخ سابق للإصابة، اتصال جنسي في الآونة الأخيرة، حُدوث الحيض في الآونة الأخيرة أو وجود لولب رحمي، في حال أن كان يُعاني الشريك من مرض منقول جنسيا.[22]
ومن الغير المُرجح الإصابة بمرض التهاب الحوض الحاد في حالة عدم حصول الجماع في الآونة الأخيرة أو إن لم يُستخدم اللولب الرحمي. يتم الحُصول على اختبار الحمل الحساس في الدم وذلك بهدف استبعاد إمكانية الإصابة بالحمل المنتبذ. ويتم التفريق بواسطة بَزْلُ الرَّدْبَةِ المُسْتَقيمِيَّةِ الرَّحِمِيَّة ما بين تدمي الصفاق (حمل مُنتبذ مُنْفَتِق أو تكيس المبيض) وبين الإنتان (التهاب البوق وخُرَاجٌ حَوْضِيّ مُنْفَتِق والزائدة المُنْفَتِقة.[23]
تُساعد الموجات الفوق الصوتية الحوضية والرحمية على تشخيص مرض التهاب الحوض. وقد تظهر الموجات الفوق الصوتية عادية وطبيعية في المراحل المُبكرة من المرض. مع مُرور الوقت، يُمكن ان تظهر بعض التغييرات الغير مُحددة منها: الحوض خالي من السائِل وتغلظ بطانة الرحم وتَمَدُّد جَوفُ الرَّحِم عن طريق السائل أو الغاز. وتظهر حُدود الرحم والمبايض غير واضحة في بعض الحالات. يُرتبط الحجم الكبير للمبايض وزيادة أعداد الكيسة بظهور مرض التهاب الحوض.[23]
يُستعمل تنظير البطن في قليل من الحالات لأنه ليس مُتاحا بسهولة. وكذلك لأنه لا يُمكن أن تكتشف الالتهابات الرَقيقة في قناة فالوب وكذلك التهاب بطانة الرحم بواسطة تنظير البطن.[24]
لا يوجد اختبار واحد كافي من ناحية الحساسية والنوعية لتشخيص مرض التهاب الحوض. وقد أظهرت دراسة أمريكية بأن الإيلام الحَرَكَي العُنُقِيّ كمعيار سريري يزيد من حساسية معايير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها التشخيصي من 83 إلى 95%.[25]
الوقاية
يوصى بإجراء الفحوص الدورية اللازمة للأمراض المنقولة جنسيًا بهدف الوقاية.[26] ويمكن الحد من الإصابة بمرض التهاب الحوض عن طريق إتباع الخطوات التالية:
- استخدام الواقي الذكري.[27]
- في حالة وجود أعراض مرض التهاب الحوض، يجب على المريض أن يطلب الإستشارة الطبية.[27]
- يحُد أستعمال حبوب وسائل تحديد النسل الهرمونية من احتمالية الإصابة بمرض التهاب الحوض، حيثُ يعود السبب إلى زيادة سماكة حَشْوَة مُخاطُ العُنُق وبالتالي منع صُعود المتعضيات المُسببة من الجهاز التناسلي السفلي.[27]
- يجب على المريض أن يطلب الإستشارة الطبية، في حالة وجود شريك جنسي مُصاب بمرض منقول جنسيًا أو إصابة الشخص نفسه.[27]
- الحصول على تاريخ الأمراض المنقولة الجنسية الخاصة بالشريك الجنسي للمريض في حالة وجوده، والعمل على علاجها.[27]
- تجنب الأعمال المؤدية إلى زيادة نشاط المهبل، وخاصةً الجماع وكذلك الإجهاض والإجهاض التلقائي أو بعض الإجراءات المُتعلقة بأمراض النساء، لضمان من غلق عنق الرحم.[27]
- زواج أحادي.[28]
- الامتناع عن الملذات.[27]
العلاج
العلاج يكون بالمضادات الحيوية القوية، عن طريق الحقن أو عن طريق الفم حسب شدة الإصابة. وقد تحتاج الحالة إلى فتح بطن لتفريغ الخراج وأخذ عينة من القيح، والإفرازات للزرع وتحديد الجرثومة المُسببة وبالتالي علاجها بما يتناسب معها أما عملية فتح الأنابيب التي سدت بفعل الالتهاب هذا لا يتم إجرائها إلا بعد علاج الالتهاب الحاد أو البؤرة الحادة لالتهاب مزمن. وبعدها يمكن إجراء عملية غالبا مجهرية لفتح الأنابيب والتي تختلف طريقتها حسب مكان الانسداد، في النهاية الحرة القريبة من المبيضين أو في وسط الأنبوب أو عند مخرجه من الرحم. ويتم علاج العدوى بالمضادات الحيوية (في صورة أقراص غالبا)، ويظهر تحسن في العادة بعد مُرور ثلاثة أيام من العلاج، إن لم يظهر أي تحسن بعد هذه الفترة، يستحسن على المريض أن يستشير الطبيب. في حالات العدوى الشديدة قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة النسيج الندبي. ويجب فحص الشريك أيضا حتى لو لم يكن يعاني من أية أعراض، كما يجب عدم الاتصال الجنسي حتى يتم الشفاء التام.[9]
العلاج يكون بالمضادات الحيوية القوية، عن طريق الحقن أو عن طريق الفم حسب شدة الإصابة.[29][30][31] ومن هذه النُظُم العلاجية النَمُوذَجِيّة المُتبعة للعلاج، سيفوكسيتين أو سيفوتيتان بالإضافة إلى دوكسيسايكلين وكليندامايسين وجنتاميسين. وهناك نُظُام علاجي نَمُوذَجِيّ بديل عن طريق الحقن بواسطة أمبيسيلين/سولباكتام بالإضافة إلى دوكسيسايكلين.[22] ويُمكن الانتقال من العلاج عن طريق الحقن إلى العلاج عن طريق الفم، في حال وجود تحسن سريري في غضون 24-48 ساعة وذلك وفقًا لقرارات الأدلة السريرية التجرييبية.[24]
توقعات سير المرض
من المُمكن أن تكون آثار العدوى دائمة حتى وإن تم الشفاء بشكل تام من مرض التهاب الحوض. ولهذا السبب يُعتبر الكشف المُبكر عن الإصابة بالمرض ضرورية. يُعتبر العلاج مُهم جدًا لتجنب الأضرار التي قد تلحق بالجهاز التناسلي. في حالة تكوين نَسيجٌ نَدْبِيّ بسبب المرض قد يؤدي إلى انسداد الأنابيب مؤديًا إلى زيادة احتمالية عدم القدرة على الحمل أو الإصابة بألم بالبطن لفترة طويلة الامد.[32] تزيد احتمالية الإصابة بمرض التهاب الحوض في فترة ما بعد الولادة (النفاس) والإجهاض والإجهاض التلقائي.[22]
المُضاعفات
يُسبب مرض التهاب الحوض ندبات في الجهاز التناسلي، والتي تؤدي بدورها إلى حدوث العديد من المُضاعفات الخطيرة لاحقًا، منها:ألم الحوض المُزمن والعقم والحمل المنتبذ (يُعتبر السبب الرئيسي المؤدي للوفاة المُتعلقة بالحمل لدى الإناث البالغات) وكذلك مُضاعفات أخرى لها علاقة بالحمل. في بعض الأحيان، يُمكن أن تنتشر العدوى وتصل إلى الغشاء المصلي البطني والتي تؤدي بدورها إلى حُدوث التهاب وتكوين ندبات على السطح الخارجي للكبد (يُعرف ب"متلازمة فيتز-هيو-كيرتيس").[33]
الوَبائِيَّات
في عام 2008، تم تسجيل 106 مليون حالة إصابة بالكلاميديا و106 مليون حالة إصابة بالسيلان.[7] على الرغم من ذلك، فإن عدد الإصابة بمرض التهاب الحوض ليس واضحًا.[11] ومن المتوقع أن يؤثر على 1,5% من الفتيات في العالم سنويًا.[11] ففي الولايات المُتحدة الأمريكية، يُتوقع أن يؤثر مرض التهاب الحوض على مليون شخص سنويًا.[12] تتواجد النسب الأعلى من المُصابين عند المُراهقين والأمهات للمرة الأولى. يؤدي مرض التهاب الحوض إلى أصابة 100000 إمراة بالعقم سنويًا.[32][34]
انظر أيضًا
مصادر
- Campion, Edward W.؛ Brunham, Robert C.؛ Gottlieb, Sami L.؛ Paavonen, Jorma (21 مايو 2015)، "Pelvic Inflammatory Disease"، New England Journal of Medicine، 372 (21): 2039–2048، doi:10.1056/NEJMra1411426، PMID 25992748.
- Mitchell, C؛ Prabhu, M (ديسمبر 2013)، "Pelvic inflammatory disease: current concepts in pathogenesis, diagnosis and treatment."، Infectious disease clinics of North America، 27 (4): 793–809، doi:10.1016/j.idc.2013.08.004، PMID 24275271.
- "Pelvic Inflammatory Disease (PID) Clinical Manifestations and Sequelae"، cdc.gov، أكتوبر 2014، مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2015.
- Chang, A. H.؛ Parsonnet, J. (2010)، "Role of Bacteria in Oncogenesis"، Clinical Microbiology Reviews، 23 (4): 837–857، doi:10.1128/CMR.00012-10، ISSN 0893-8512، PMC 2952975، PMID 20930075.
- Chan, Philip J.؛ Seraj, Ibrahim M.؛ Kalugdan, Theresa H.؛ King, Alan (1996)، "Prevalence of Mycoplasma Conserved DNA in Malignant Ovarian Cancer Detected Using Sensitive PCR–ELISA"، Gynecologic Oncology، 63 (2): 258–260، doi:10.1006/gyno.1996.0316، ISSN 0090-8258، PMID 8910637.
- "Pelvic inflammatory disease"، The New England Journal of Medicine، 372 (21): 2039–48، 2015، doi:10.1056/NEJMra1411426، PMID 25992748.
- World Health Organization (2012)، "Global incidence and prevalence of selected curable sexually transmitted infections - 2008" (PDF)، who.int، ص. 2, 19، مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2015.
- "Pelvic Inflammatory Disease (PID) Patient Counseling and Education"، Centers for Disease Control، أكتوبر 2014، مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2015.
- "Pelvic Inflammatory Disease (PID) Partner Management and Public Health Measures"، Centers for Disease Control، أكتوبر 2014، مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2015.
- "2010 STD Treatment Guidelines Pelvic Inflammatory Disease"، Centers for Disease Control، 15 أغسطس 2014، مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2015.
- Eschenbach, D (2008)، "Acute Pelvic Inflammatory Disease"، Glob. libr. women's med.، doi:10.3843/GLOWM.10029، ISSN 1756-2228.
- "Self-Study STD Modules for Clinicians - Pelvic Inflammatory Disease (PID) Next Centers for Disease Control and Prevention Your Online Source for Credible Health Information CDC Home Footer Separator Rectangle Epidemiology"، Centers for Disease Control، أكتوبر 2014، مؤرشف من الأصل في 11 سبتمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2015.
- Kumar, Ritu؛ Bronze, Michael Stuart (2015)، "Pelvic Inflammatory Disease Empiric Therapy"، Medscape، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 30 مارس 2015.
- Zakher, Bernadette؛ Cantor MD, Amy G.؛ Daeges, Monica؛ Nelson MD, Heidi (16 ديسمبر 2014)، "Review: Screening for Gonorrhea and Chlamydia: A Systematic Review for the U.S. Prevententive Services Task Force"، Annals of Internal Medicine، 161 (12): 884–894، doi:10.7326/M14-1022.
- Ljubin-Sternak, Suncanica؛ Mestrovic, Tomislav (2014)، "Review: Clamydia trachonmatis and Genital Mycoplasmias: Pathogens with an Impact on Human Reproductive Health"، Journal of Pathogens، 2014 (183167)، doi:10.1155/2014/183167، PMC 4295611، PMID 25614838.
- "Microbiota and pelvic inflammatory disease"، Seminars in Reproductive Medicine، 32 (1): 43–9، 2014، doi:10.1055/s-0033-1361822، PMC 4148456، PMID 24390920.
- Lis, R.؛ Rowhani-Rahbar, A.؛ Manhart, L. E. (2015)، "Mycoplasma genitalium Infection and Female Reproductive Tract Disease: A Meta-Analysis"، Clinical Infectious Diseases، 61: 418–26، doi:10.1093/cid/civ312، ISSN 1058-4838، PMID 25900174.
- Moore MD, Suzanne (27 مارس 2014)، Rivlin MD, Michel (المحرر)، "Pelvic Inflammatory Disease"، Medscape, Drugs and Diseases, Background، Medscape، مؤرشف من الأصل في 8 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 31 مارس 2015.
- Andreoli, Thomas E.؛ Cecil, Russell L. (2001)، Cecil Essentials Of Medicine (ط. 5th)، Philadelphia: W. B. Saunders، ISBN 9780721681795.
- DeCherney, Alan H.؛ Nathan, Lauren (2003)، Current Obstetric & Gynecologic Diagnosis & Treatment، New York: Lange Medical Books/McGraw-Hill، ISBN 9780838514016.
- Wasco, Emily؛ Lieberman, Gillian (17 أكتوبر 2003)، "Tuboovarian complex" (PDF)، Beth Israel Deaconess Medical Center، مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 أبريل 2016، اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2015.
- "Pelvic Inflammatory Disease"، CDC Fact Sheet، 4 مايو 2015، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 يوليو 2015.
- Hoffman, Barbara (2012)، Williams gynecology (ط. 2nd)، New York: McGraw-Hill Medical، ص. 42، ISBN 9780071716727.
- "Pelvic Inflammatory Disease, 2010 STD Treatment Guidelines"، CDC، 28 يناير 2011، مؤرشف من الأصل في 2 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2015.
- Blenning, CE؛ Muench, J؛ Judkins, DZ؛ Roberts, KT (2007)، "Clinical inquiries. Which tests are most useful for diagnosing PID?"، J Fam Pract، 56 (3): 216–20، PMID 17343812.
- Smith, KJ؛ Cook, RL؛ Roberts, MS (2007)، "Time from sexually transmitted infection acquisition to pelvic inflammatory disease development: influence on the cost-effectiveness of different screening intervals"، Value Health، 10 (5): 358–66، doi:10.1111/j.1524-4733.2007.00189.x، PMID 17888100.
- "Prevention - STD Information from CDC"، Center For Disease Control، 5 يونيو 2015، مؤرشف من الأصل في 5 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2015.
- Reichard, Ulrich H. (2003)، "Monogamy: past and present"، في Reichard, Ulrich H.؛ Boesch, Christophe (المحررون)، Monogamy: Mating Strategies and Partnerships in Birds, Humans and Other Mammals، Cambridge University Press، ص. 3–25، ISBN 978-0-521-52577-0، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- Ness, RB؛ Hillier, SL؛ Kip, KE (2004)، "Bacterial vaginosis and risk of pelvic inflammatory disease"، Obstet Gynecol، 4 (=Supp 3): S111–22.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: صيانة CS1: extra punctuation (link) - Smith, KJ؛ Ness, RB؛ Wiesenfeld, HC (2007)، "Cost-effectiveness of alternative outpatient pelvic inflammatory disease treatment strategies"، Sex Transm Dis، 34: 960–6.
- Walker, CK؛ Wiesenfeld, HC (2007)، "Antibiotic therapy for acute pelvic inflammatory disease: the 2006 Centers for Disease Control and Prevention sexually transmitted diseases treatment guidelines"، Clin. Infect. Dis.، 44 (Suppl 3): S111–22، doi:10.1086/511424، PMID 17342664.
- "Pelvic Inflammatory Disease"، Center For Disease Control، 4 مايو 2015، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 14 يوليو 2015.
- "Pelvic Inflammatory Disease"، MedScape، 27 مارس 2014، مؤرشف من الأصل في 8 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 10 مارس 2015.
- Sutton, MY؛ Sternberg, M؛ Zaidi, A؛ t Louis, ME؛ Markowitz, LE (ديسمبر 2005)، "Trends in pelvic inflammatory disease hospital discharges and ambulatory visits, United States, 1985–2001"، Sex Transm Dis، 32 (12): 778–84، doi:10.1097/01.olq.0000175375.60973.cb، PMID 16314776، مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2020.
وصلات خارجية
- مراكز مكافحة الأمراض واتقائها
- Unpacking PID: Mysterious Microbes, Diagnostic Dilemmas and Triple Treatments Webinar - 2013
- مرض التهاب الحوض (التهاب الملحقات، التهاب بطانة الرحم)
- بوابة المرأة
- بوابة طب