بعثات تبشيرية مسيحية
الإرسالية المسيحية أو البعثة المسيحية هي جهد منظم لنشر الديانة المسيحية.[1] غالبًا ما تقوم هذه البعثات بإرسال أفراد وجماعات، ويدعى هؤلاء باسم المبشرين، حيث يقوم المبشرون بالتنقل عبر الحدود لغرض التبشير.
وتعرف الكنيسة الكاثوليكية التبشير بأنه: «عمل رعوي موجه إلى الذين لا يعرفون رسالة المسيح».[2] طبقًا لوصايا العهد الجديد فإن المسيح قد أوصى تلاميذه ومن خلالهم جميع المسيحيين أن ينشروا الديانة إلى كافة أصقاع الأرض، وهي كانت من كلمات المسيح الأخيرة «ما يجعلها تكتسب أهمية كبيرة». الكنيسة تعتبر التبشير «حق إلهي» وتصرّح: «من واجبها ومن حقها البديهي أن تبشر العالم أجمع بالإنجيل، باستقلالية تامة عن أي سلطة ونفوذ بشري، مهما كان، وأن تستخدم لذلك الأسلوب المناسب لكل مجتمع».[3] إلى جانب التبشير الديني والوعظ الديني ونشر المعتقدات المسيحية، تقوم البعثات المسيحية بأعمال إنسانيّة خاصة بين الفقراء والمحرومين. ويعمل العديد من المبشرين من خلال أنشطة في العمل الإنساني مثل تحسين التنمية الاقتصادية، ومحو الأمية، ونشر التعليم، والرعاية الصحية، وبناء دور الأيتام. المذاهب المسيحية تسمح بتوفير المساعدات دون الحاجة إلى التحول الديني.
ساهم المبشرين المسيحيين العديد من المساهمات الإيجابية في جميع أنحاء العالم. بحسب دراسة حديثة، نشرت في مجلة العلوم السياسية الأمريكية (مطبعة جامعة كامبريدج)، حيث تم التركيز على دور المبشرين البروتستانت، وجدت الدارسة أنهم كثيرًا ما تركوا أثرًا اجتماعيًا إيجابيًا للغاية في المناطق التي كانوا يعملون فيها. «من خلال التحليل الإحصائي ارتبطت البعثات البروتستانتية بشكل كبير وبقوة مع نشر الطباعة، والتعليم، والتنمية الاقتصادية، وتنظيم المجتمع المدني، وحماية الملكية الخاصة، وسيادة القانون، ومستويات أقل من الفساد».[4] وبحسب العالم السياسي روبرت ودبيري وجد من خلال الإحصاءات إلى القول بأن البعثات البروتستانتية كانت عاملاً مساعدًا هامًا في نشر الحرية الدينية، والتعليم، والديمقراطية.[5]
يتفوق المسيحيون تعليميًا في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء على غير المسيحيين، وعزا بعض علماء الاجتماع ذلك إلى جوانب تاريخية مثل الأنشطة التبشيرية المسيحية خلال فترات الاستعمار الغربي، ويشير روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في جامعة بايلور أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا «كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل» بسبب الأهمية الدينية لدراسة وقراءة الكتاب المقدس، حيث قام المُبشرين في ترجمة الكتاب المقدس للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة،[6] ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد أنَّ التعليم «هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية». كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.[7]
تم توجيه عدد من الانتقادات للنشاط التبشيري. منها أن المبشرين لديهم نقص ملحوظ في احترام الثقافات الأخرى،[8] ونقد لعلاقة المبشرين مع السلطات الإستعمارية حيث كانت الأديان الرسمية للقوى الإستعمارية الأوروبية،[9] وعملت في العديد من الأحيان «كذراع ديني» لتلك القوى.[10] في البداية، تم تصوير المبشرين المسيحيين على أنهم «قديسين مرئيين ونموذج على التقوى المثالية في بحر من الوحشية المستمرة». ومع ذلك، في الوقت الذي واجت الحقبة الإستعمارية نهايتها في النصف الأخير من القرن العشرين، أصبح يتظر للمبشرين المسيحيين على أنهم «قوات الصدمة الأيديولوجية للغزو الإستعماري الذين عماهم التعصب».[11]
مراجع
- "Mission"، Encyclopaedia Britannica، مؤرشف من الأصل في 1 مايو 2015، اطلع عليه بتاريخ 08 يناير 2013.
- DOCTRINAL NOTEON SOME ASPECTS OF EVANGELIZATION نسخة محفوظة 09 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقرة. 747
- Missions: Rescuing from Hell and Renewing the World | Desiring God نسخة محفوظة 19 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- Robert D. Woodberry, "The missionary roots of liberal democracy," American Political Science Review 106.2 (2012): 244-274 / online نسخة محفوظة 17 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الدين والتعليم حول العالم، مرجع سابق، ص.120
- الدين والتعليم حول العالم، مركز بيو للأبحاث حول الدين والحياة العامة، ديسمبر 2016 ص.129
- "JSTOR"، jstor.org، مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 12 أكتوبر 2015.
- Melvin E. Page, Penny M. Sonnenburg (2003)، Colonialism: an international, social, cultural, and political encyclopedia, Volume 1، ABC-CLIO، ص. 496،
Of all religions, Christianity has been most associated with colonialism because several of its forms (Catholicism and Protestantism) were the religions of the European powers engaged in colonial enterprise on a global scale.
- Bevans, Steven، "Christian Complicity in Colonialism/ Globalism" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 6 يوليو 2017، اطلع عليه بتاريخ 17 نوفمبر 2010،
The modern missionary era was in many ways the ‘religious arm’ of colonialism, whether Portuguese and Spanish colonialism in the sixteenth Century, or British, French, German, Belgian or American colonialism in the nineteenth. This was not all bad — oftentimes missionaries were heroic defenders of the rights of indigenous peoples
- Andrews, Edward (2010)، "Christian Missions and Colonial Empires Reconsidered: A Black Evangelist in West Africa, 1766–1816"، Journal of Church & State، 51 (4): 663–691، doi:10.1093/jcs/csp090، مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 2015،
Historians have traditionally looked at Christian missionaries in one of two ways. The first church historians to catalogue missionary history provided hagiographic descriptions of their trials, successes, and sometimes even martyrdom. Missionaries were thus visible saints, exemplars of ideal piety in a sea of persistent savagery. However, by the middle of the twentieth century, an era marked by civil rights movements, anti-colonialism, and growing secularization, missionaries were viewed quite differently. Instead of godly martyrs, historians now described missionaries as arrogant and rapacious imperialists. Christianity became not a saving grace but a monolithic and aggressive force that missionaries imposed upon defiant natives. Indeed, missionaries were now understood as important agents in the ever-expanding nation-state, or “ideological shock troops for colonial invasion whose zealotry blinded them.