بنو قريظة

بنو قريظة. هي قبيلة يهودية عاشت في شبة الجزيرة العربية حتى القرن السابع، في يثرب.

ينتسبون إلى : (قريظة بن النمام بن الخزرج بن الصريح بن السبط بن اليسع بن سعد بن لاوي بن جبر بن النمام بن عازر بن عيزر بن هارون بن عمران).[1][2]

خلفية تاريخية

رحلت القبائل اليهودية إلى الحجاز في أعقاب الحروب اليهودية الرومانية وامتهنوا الزراعة، مما حسّن من أوضاعهم الثقافية والاقتصادية.[1][3]

في القرن الخامس، ارتحلوا إلى يثرب،.[1][1][4]، وقد كتب أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني أن اليهود وصلوا في الحجاز في أعقاب حروب بين اليهود والروم. امتهن اليهود الزراعة في يثرب، فزرعوا النخيل والحبوب،[1] وهذه الميزة مكنتهم من الازدهار اقتصاديا.[3]

مع دخول قبيلتي الأوس والخزرج المدينة المنورة، أصبحتا في عداء. لفترة وصلت لحوالي مائة عام قبل عام 620.[5] تحالف بنو النضير وبنو قريظة مع الأوس.[3][4][5][6]

في حين انحازت بنو قينقاع مع الخزرج.[7][8] دخل الأوس والخزرج وحلفائهم اليهود في أربع حروب.[4] كانت أشدها وأكثرها دموية يوم بعاث.[4][5]

كانت لبنو قريظة قوة عسكرية هيمنت على المدينة وما جاورها، حيث امتهنوا أيضا صناعة أنواع من الأسلحة[9][10]

في عام 622، هاجر النبي محمد إلى يثرب، وعقد صحيفة المدينة بين المسلمين وسكان يثرب من غير المسلمين. ومنهم سيد بني قريظة كعب بن أسعد، ونصت على أن لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، وهم أحلاف أذا تحاربوا وألا يغدر أحدهم بالآخر.[1][1][11][11][12][13] مع تزايد أعداد المسلمين توترت العلاقات بينهم وبين اليهود.[5]

في عام 627، عندما حاصرت قريش وحلفائها المدينة في غزوة الخندق[14] قام يهود بنو قريظة بالغدر في المسلمين وتحالفوا مع المشركين، لذلك بعد هزيمة قريش وحلفائها، حاصر المسلمون قبيلة قريظة.[15][16] وفي النهاية استسلمت بنو قريظة، وقتل رجالهم، وفي حين سبيت نسائهم وأطفالهم.[15][16][17][18]

بعد ذلك، قام المسلمون بطرد بنو قينقاع من المدينة.[19] قم دخلوا في صراع مع بنو النضير ثم قاموا طردهم أيضا.

غزوة الخندق

رسم فارسي يصور غزوة بني قريظة.

في العام الخامس للهجرة، تحالفت قريش مع بعض من بينها بنو النضير،[20][21][22] لغزو المدينة وفرض حصار عليها. فضّلت بنو قريظة الحياد[14] زودوا المدافعين عن المدينة بالمجارف والمعاول لحفر خندق دفاعي للدفاع عن المدينة.[23] لكنها غيرت موقفها في وقت لاحق، حيث دخلت في مفاوضات مع الأحزاب.[1][14]

أثناء الحصار، استقبلت بنو قريظة حيي بن أخطب سيد بني النضير الذي حرض على هذا التحالف بين قبيلته مع قريش وغطفان.[24] وأقنع كعب بن أسعد بمساعدة الأحزاب. كعب كان في البداية متردد، وجادل بأن محمدا لم يخالف العهد معهم، لكنه قرر تقديم الدعم للأحزاب بعدما وعده حيي بالانضمام إلى بني قريظة في المدينة، إذا كان عاد الأحزاب إلى مكة دون انتصار.[1][25][26]

انتشرت شائعات عن خيانة بني قريظة وأكدتها رسل النبي سعد بن معاذ وسعد بن عبادة.[27] أثار ذلك قلق المسلمين لأن ذلك يعني انهيار دفاعات المدينة.[1] فأمر النبي نعيم بن مسعود، وهو من سادات غطفان الذي كان قد اعتنق الإسلام سرا، أن يذهب إلى المحاصرين ويفشل مخطط التحالف بينهم. فذهب نعيم إلى بني قريظة ونصحهم بألا ينضموا إلى قتال المسلمين إلا إذا قدّم المحاصرون رهائن من بين قادتهم. ثم سارع إلى الأحزاب وحذرهم من أن إذا طلب بنو قريظة الرهائن، وذلك يرجع إلى أنها تعتزم تسليمهم إلى المسلمين. عندما جاء ممثلو قريش وغطفان إلى بني قريظة، وطلبوا الحصول على الدعم في المعركة، طلبت بنو قريظة رهائن. ممثلو المحاصرين رفضوا، ففشلت المفاوضات.[28][29] ولم تدعم بنو قريظة القوات المحاصرة.[15] وبالتالي فشل المهاجمون في تكوين جبهة قتال ثانية ضد المدافعين عن المدينة.

الحصار والاستسلام

يوم انسحاب الأحلاف، أخبر محمد بنزول الوحي عليه بأن يقاتل بني قريظة. التزمت بنو قريظة حصونهم وتحمّلوا الحصار لمدة 25 يوما. اقترح كعب بن أسعد ثلاث طرق للخروج من المأزق: اعتناق الإسلام، أو الاستسلام، أو القتال.لم تقبل بنو قريظة أي من هذه البدائل. بدلا من ذلك طلبوا التشاور مع أبو لبابة، أحد من حلفائهم من الأوس. نصحهم أبو لبابة بالاستسلام شفقة بالنساء والأطفال. لكنه أشار «بيده نحو رقبته، مشيرا إلى أن المسلمين سيقومون بذبحهم.».[30][31][32][33] في صباح اليوم التالي، استسلم بنو قريظة فأمر النبي محمد جيشه بذبح رجال القبي.[14][34] تمت مصادرة أملاكهم، في حين تم سبي النساء والأطفال وعددهم حوالى 1000.[35][36]

نهاية بنو قريظة

استسلمت بنو قريظة بعدما حاصرهم المسلمين، ثم قام سعد بن معاذ بالحكم بالذبح على الرجال، وسبي النساء، بعدما وافق النبي محمد . [37] [38]

نقد لرواية ابن اسحاق وابن هشام

قال الأثرم : سألت أبا عبد الله عن ابن إسحاق فقال: هو حسن الحديث، ثم قال: قال مالك : وذكره، فقال: (دجال من الدجاجلة) سير أعلام النبلاء 7 \ 38، تاريخ بغداد 1 \ 223، ميزان الاعتدال 3 \ 469.

ولم يكن يقدح فيه مالك، من أجل الحديث، إنما كان ينكر عليه تتبعه غزوات النبي محمد على اليهود، وكان ابن إسحاق يتتبع هذا عنهم، ليعلم من غير أن يحتج بهم، وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن صدوق فاضل يحسن ما يروي ويدري ما يحدث (الثقات لابن حبان 7 \ 381- 383).

وقال أحمد : قدم ابن إسحاق بغداد، فكان لا يبالي عمن يحكي، عن الكلبي، وعن غيره، وقال: ليس هو بحجة. قال أبو العباس بن عقدة : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق، فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في (المسند)، وما رأيته أبقى حديثه قط. قيل له : يحتج به ؟ قال : لم يكن يحتج به في السنن. (سير أعلام النبلاء" للذهبي")

انظر أيضا

وصلات خارجية

المراجع

  1. Watt, دائرة المعارف الإسلامية, "Kurayza, Banu".
  2. Guillaume, The Life of Muhammad: A Translation of Ibn Ishaq's Sirat Rasul Allah, p. 7-9.
  3. Peters, Muhammad and the Origins of Islam, p. 192f.
  4. Watt, دائرة المعارف الإسلامية, "Al-Madina".
  5. Watt, "Muhammad", in: The Cambridge History of Islam.
  6. Encyclopedia Judaica, "Qurayza".
  7. For alliances see Guillaume, p. 253.
  8. Encyclopedia of the Qur'an, "Qurayza (Banu)".
  9. Heck, "Arabia Without Spices: An Alternate Hypothesis", p. 547-567.
  10. Kister, "The Massacre of the Banu Quraiza", p. 93f.
  11. Firestone, Jihad: The Origin of Holy War in Islam, p. 118, 170. For opinions disputing the early date of the Constitution of Medina, see e.g., Peters, Muhammad and the Origins of Islam, p. 119.
  12. Welch, "Muhammad", Encyclopaedia of Islam.
  13. Alford Welch, Encyclopaedia of Islam, "Muhammad".
  14. Watt, Muhammad, Prophet and Statesman, p. 170-176.
  15. Peterson, Muhammad: the prophet of God, p. 125-127.
  16. Ramadan, In the Footsteps of the Prophet, p. 140f.
  17. Hodgson, The Venture of Islam, vol. 1, p. 191.
  18. Brown, A New Introduction to Islam, p. 81.
  19. See e.g. Stillman, p. 13.
  20. Zeitlin, The Historical Muhammad, p. 12 نسخة محفوظة 12 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. F. Donner: Muhammad's Political Consolidation in Arabia up to the Conquest of Mecca, The Muslim World, 69 (1979), p.233
  22. Bernard Lewis, The Political Language of Islam, p. 191.
  23. Norcliffe, Islam: Faith and Practice, p. 21.
  24. Nomani, p. 382.
  25. Guillaume, p. 453.
  26. See also above for the critical view on the historicity of this treaty.
  27. Muir, A Life of Mahomet and History of Islam to the Era of the Hegira, chapter XVII, p. 259f. نسخة محفوظة 03 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  28. Guillaume, p. 458f.
  29. Ramadan, p. 143.
  30. Guillaume, p. 461-464.
  31. Peters, Muhammad and the Origins of Islam, p. 222-224.
  32. Stillman, p. 137-141.
  33. Inamdar, Muhammad and the Rise of Islam, p. 166f.
  34. These included weapons, household goods, utensils, camels and cattle. The stored wine was spilled. See Kister, p. 94.
  35. Muir, p. 272-274.
  36. Ramadan, p. 145.
  37. غزوة بني قريضة، دروس وعبر، إسلام ويب نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  38. حديث حكم سعد بن معاذ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة علم الإنسان
  • بوابة العرب
  • بوابة الإسلام
  • بوابة اليهودية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.