دولة حارسة

الدولة الحارسة (بالإنجليزية: Might-watchman state، وتُعرف كذلك باسم: Minarchist state)، يُستخدم هذا المصطلح في الفلسفة السياسيَّة الليبرتارية لوصف الدولة التي تتلخَّص وظيفتها الوحيدة في إنشاء الجيش والشرطة والمحاكم لحماية المواطنين من الأعداء الخارجيِّين واللصوص والخارجين عن القانون.[1][2][3]

وصف المؤرِّخ تشارلز تونشند بريطانيا في القرن التاسع عشر بأنَّها حاملة لواء هذا الشكل من الحكم بين الدول الأوروبية.[4]

سبب استخدام المصطلح

ابتدع الفيلسوف الاشتراكي الألماني فرديناند لاسال مصطلح الدولة الحارسة night-watchman state أو دولة الحارس الليلي كما يشير معناها الحرفي في خطاب ألقاه عام 1862 في برلين. منتقداً الحكومة الليبرالية البرجوازية مُشبِّهاً إياها بالحارس الليلي أو «الناطور» الذي يقتصر واجبه الوحيد على منع السرقة، وسرعان ما بدأ استخدام هذا المصطلح على نطاق واسع لوصف الحكومات الرأسمالية.[5]

يعتبر فرديناند لاسال أحد مؤسِّسي المذهب الاشتراكي الألماني وكان ينادي بالتعاون مع النظام الإقطاعي الحاكم وتحرير العمال من خلال برامج عمل اشتراكية شاملة.

لاحقاً انتقد لودفيغ فون ميزس آراء لاسال وأشار إلى إنَّه يحاول أن يجعل الحكومات محدودة المهام تبدو سخيفة وأقل أهميَّة ممَّا هي عليه.[6]

الفلسفة

يدافع أنصار فلسفة الدولة الحارسة عنها على أساس أنَّها النتيجة المنطقية للالتزام بمبدأ عدم الاعتداء، بالطبع هم مضطرون لقبول أنَّ الفوضويَّة السياسيَّة غير كافية لفرض مبدأ عدم الاعتداء سابق الذكر وبدلاً من ذلك يقترحون أنَّ فلسفة الدولة الحارسة تفتح الباب للمنافسة.[7]

من التبريرت الأخرى التي تدافع عن مبدأ الدولة الحارسة أنَّ شركات الأمن والحراسة الخاصة وشركات المحاماة ستميل لتمثيل مصالح وحماية من يدفع لهم ما يكفي من المال.[8]

يعتقد المؤمنون بفلسفة الدولة الحارسة أنَّ الدولة أمرٌ لا مفرَّ منه،[9] ويؤكِّدون أنَّ الفوضى عديمة الجدوى والمنفعة ولا بدَّ من قيام الدولة لأنَّ شركات الحراسة والمحاماة الخاصَّة يمكن أن تكون متحيِّزة وغير عادلة وستمثِّل مصالح العملاء الذين يدفعون أكثر.

من جهته يقول الفيلسوف الأمريكي المعاصر روبرت نوزيك - صاحب فكرة الحاجة للحد الأدنى من الدولة لمنع الفوضى السياسيَّة – إنَّ الدولة الحارسة توفِّر إطاراً سيسمح بقيام نظام سياسي يحترم الحقوق الفرديَّة الأساسيَّة وكلُّ ذلك يبرِّر وجود الدولة من الناحية الأخلاقيَّة.[10][11]

مراجع

  1. Gregory, Anthony.The Minarchist's Dilemma. Strike The Root. 10 May 2004. نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. What role should certain specific governments play in Objectivist government? - Leonard Peikoff/ نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. "Interview with Yaron Brook on economic issues in today's world (Part 1). « Featured Podcast « Peikoff"، www.peikoff.com، مؤرشف من الأصل في 23 مارس 2019.
  4. Townshend, Charles (2000)، The Oxford History of Modern War، Oxford University Press، ISBN 0-19-285373-2. “Britain, however, with its strong tradition of minimal government — the ‘night-watchman state’ — vividly illustrated the speed of the shift [during World War I] from normalcy to drastic and all-embracing wartime powers like those contained in the Defence of the Realm Act.” (pp. 14-15)
  5. Marian Sawer, The ethical state?: social liberalism in Australia, Melbourne University Publishing, 2003, p. 87, (ردمك 0-522-85082-0), (ردمك 978-0-522-85082-6) نسخة محفوظة 31 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  6. Ludwig von Mises, Liberalism, 1927, p. 37 نسخة محفوظة 30 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  7. Holcombe, Randall G. http://www.independent.org/pdf/tir/tir_08_3_holcombe.pdf (1916)، "Government: Unnecessary but Inevitable". {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)، روابط خارجية في |مؤلف= (مساعدة)
  8. Emmett, Ross B. (12 أغسطس 2011)، Frank H. Knight in Iowa City, 1919–1928، Emerald Group Publishing، ISBN 978-1-78052-008-7.
  9. Holcombe, Randall G. http://www.independent.org/pdf/tir/tir_08_3_holcombe.pdf (1916)، "Government: Unnecessary but Inevitable". {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)، روابط خارجية في |مؤلف= (مساعدة)
  10. Nozick, Robert (1974)، Anarchy, State, and Utopia، Basic Books، ISBN 978-0-465-09720-3، مؤرشف من الأصل في 7 يونيو 2013.
  11. Gordon, David (2008)، "Minimal State"، في Hamowy, Ronald (المحرر)، The Encyclopedia of Libertarianism، Thousand Oaks, CA: SAGE Publications; Cato Institute، ص. 332–34، doi:10.4135/9781412965811.n204، ISBN 978-1412965804، LCCN 2008009151، OCLC 750831024، مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 2019.
  • بوابة فلسفة
  • بوابة السياسة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.